المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
الالكترونية العمل التخلف الاجتماعي تنمية والاجتماعية التغير المجتمع اساسيات الجوهري كتاب الخدمة الاجتماع البحث الاجتماعية الجريمة المرحله المجتمعات موريس العنف الشباب التنمية محمد التلاميذ في الجماعات
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Empty
مُساهمةموضوع: العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية   العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالثلاثاء نوفمبر 09, 2010 12:49 pm

العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية
بقلم الأستاذ: كاف موسى
باحث اجتماعي من الجزائر

شهد القرن العشرين نمو تنظيمات عمالية فرضتها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أصابت المجتمعات الحديثة، باعتبـارها الأكثر قدرة وكفاءة على تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
فالحركة النقابية هي أداة فعلية ولغة عصرية ورمز للحضارة والرقي، وهي وليدة نضال للطبقة الشغيلة، التي عانت ويلات الاستغلال وظروف مهنية واجتماعية لا ترقى إلى درجة الإنسانية، وظل العامل يعاني الاستغلال من طرف أرباب العمل .هذا النضال النقابي أدى إلى تشكل ثقافة نقابية جديدة تشارك فيها كل أطراف ومكونات المجتمع.
وفكرة الحركة النقابية تعود في تاريخها الى اليوم الذي وجدت فيه البشرية ، ولكن تنظيمها ينمو ويتطور في طريق الازدهار مع نمو الأمم وتطورها
ومن أبرز سمات العصر الحديث نلاحظ طغيان الطابع التنظيمي على النقابات العمالية وانتشارها الواسع عبر كل الأقطار حتى صار يتخيل لنا انه لا وجود لتنظيم عمومي كان أو خاص إلا وتوجد فيه نقابة، هذا التنظيم الذي يمثل الطبقة العمالية والذي يهدف إلى الدفاع عن حقوقها المشروعة، وتحسين ظروفهم المعيشية بمجموعة من الإجراءات أهمها السياسية والاقتصادية، حيث أن هناك عوامل عديدة أسهمت في نمو التنظيم النقابي الذي شاهدته المجتمعات الحديثة، ومن ابرز التباين الشديد الذي اتسمت به مظاهر الحياة الاجتماعية.
ومن هذا المنطلق صار من الضروري الاهتمام بالعمل النقابي والذي أصبح ميزة من مميزات الدول المتحضرة ، ولغة عصرية تلعب دور الاتصال ما بين الفئات العمالية والجهات الوصية بتبني استراتيجيات عقلانية رشيدة تتماشى مع التغيرات السوسيو-اقتصادية من أجل التمثيل الفعال وتحقيقا للأهداف المسطرة من أجـل الدفاع عن مصالح العمـال ورعايتهم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
في أيامنا يجرى الاهتمام مجددا أكثر فأكثر بدور عمل المنظمات النقابية، وبدأت المبادرة في الولايات المتحدة ، وأخذت تنتشر في البلدان الغربية الأخرى. ويجذب انتباه هذا المجال الآن اهتمام علماء الاجتماع وعلماء النفس بعد أن ترك طويلا للاختصاصيين في العلاقات الصناعية، والاقتصاديين والمؤرخين الاجتماعيين(01).
متى وكيف نشأت الحركات النقابية في العالم:
تشكلت الحركات النقابية في ظروف اجتماعية خاصة ولأول مرة في بريطانيا العظمى على شكل اتحادات نقابية سنة 1720، إذ رفع الخياطون مطالبهم إلى البرلمان:" إن عمال الخياطة في المدن وضواحيها الذين يزيد تعدادهم على سبعة آلاف تنادوا لتأليف جمعية بقصد زيادة أجورهم وتخفيض يوم العمل ساعة واحدة...."(02) ، ولنجاح هذه التجربة، انتقلت إلى كل من فرنسا، ألمانيا، وأمريكا، الذين بدورهم رفعوا لائحة مطالب تدعوا من خلالها إلى الاعتراف بالحق النقابي، وفعلا تم صدور قانون– فالداك روسيار- بتاريخ:21 مارس 1884.
ولقد كانت التبادلات الصناعية السريعة في بريطانيا ، التي بدأت في عام 1760تقريبا ، هي العامل في خلق الأوضاع التي أتاحت للنقابات المجال لبدأ عملها . وكان صانعوا القبعات و الخياطون والطابعون، قد أقاموا نقابات محلية أو أندية في مختلف المدن قبل هذا التاريخ ، ...ولكن الحركة النقابية على النحو الذي نعرفه اليوم ، لم تبدأ الا مع ظهور نظام " المصانع " . فلقد أدى استخدام الطاقة المائية أولا، ومن ثم الطاقة البخارية ثانيا في ادارة الآلات ، الى زيادة مجالات العمل في المصانع ، والى تدهور الصناعات في "المنزل" أو في "المزرعة".(03)
فما النقابة وما هي نشاطاتها
النقابة في الواقع هي هيئة من العمال تعمل لصالح أعضائها بشكل جماعي بالنسبة للمسائل التي لا يمكن القيام بها بواسطة كل عضو على حدة . وهذا معناه بالضبط مساعدتهم في الحصول بشكـل جماعي على شروط أفضل أثناء قيامهم بالعمل، أو أداء الخدمات، مما قد يحدث إذا قام كل فرد بمساومة خاصة. وهذا يعني في الوقت الحاضر أن النقابة عادة هي الهيئة التي تتفاوض بشكل جماعي بالنيابة عن الأعضاء سواء كان ذلك مع أصحاب الأعمال أو مع اتحاد أصحاب الأعمال أو مع عدد منهم كل على حدة. ومثل هذه المفاوضات قد تتمخض عنها اتفاقـــات جماعية خاصة بشروط الاستخـدام التي قد تنفذ لمدة محدودة أو قد تعدل فيما بعد بمفاوضات أخرى.(04)
كما عرفها لوزفسكي: ليست المنظمة النقابية تجمعا نخبويا بل هي إطار يجمع أكبر عدد ممكن من العمال المشتغلين في هذا الفرع أو ذاك من الفروع الصناعية(05).
فاليوم كل الأعمال والنشاطات التي تقوم بها الحركات النقابية تخضع إلى اتفاقيات محلية ودولية، وهي ملزمة باحترامها . فكل من الحركات النقابية المحلية و الدولية لكل منهما وظيفة أنشئت أساسا من أجلها والممثلة في الدفاع عن مصالح العمال ورعايتهم من الناحية الاقتصادية، المهنية والاجتماعية ، من خلال وضع استراتيجيات عقلانية تتماشى مع متطلبات الواقع الاجتماعي.
فالواقع أن كثير من هذه النقابات تعمل الكثير من الأشياء التي قد تقع خارج هذا النطاق أو تتصل به بطريق غير مباشر، فقد تتدخل النقابات في وجوه النشاط التعليمي على نطاق واسع، كما تشترك في الشؤون السياسية أو تعمل كما تعمل الجمعيات الخيرية من أجل توفير الإعانات في حالة المرض أوالشيخوخة أو في حالة البطالة أو المنازعات، وعندما أصبحت هذه النقابات قوية اعترفت بها الحكومات، كما اعترف بها أصحاب الأعمال أيضا ، و أصبحت تمثلهم في مختلف أنواع المجالس واللجان التي تتصل بالمسائل المتعلقة بالسياسة الاجتماعية والاقتصادية، أو تشترك في بعض الحالات الخاصة برقابة وإدارة المشاريع الصناعية، أو يكون لها وضع خاص بالنسبة لبعض المسائل المتعلقة بالإنتاجية، أو المشروعات الخاصة بمنع الحوادث.(06)
وهذا ما لاحظناه خلال قيامنا بالدرسة السوسيولوجية داخل المؤسسة الصناعية الكهرومنزلية بواد عيسي تيزي وزو بأن نشاطات الحركة النقابية مست جميع النواحي التي تمس الفئات العمالية من الناحية المهنية و الاجتماعي و الثقافية والاقتصادية بل وحتى في الاشراف على التمثيل في الحي الخاص بالفئات العمالية كالنظافة و الاضاءة وغيرها من المستلزمات. (07)
وما من تنظيم أو منظمة إلا ولها برنامجا سنويا وبرنامج داخلي يتماشى مع خصوصيات وطبيعة الفئة العمالية لتلك المنطقة ، يوضع من طرف الناشطين الفاعلين على حسب ما تقتضيه التغيرات السوسيو-اقتصادية، ولا يخرج عن القانون الأساسي المعمول به محليا ودوليا .
طبيعة العلاقة بين الحركات النقابية و الجهات الوصية تتمثل في تقديم اقتراحات عمل على الإدارة فيما يتعلق ببعض المسائل المتعلقة بالإنتاجية، كما تهدف إلى تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للعامل، وحمايته من التميز والتهميش، ومع التطورات التي عرفتها الحركات النقابية أصبحت تتدخل في كل ما يتعلق بالفئة العمالية كتقديم الخدمات الاجتماعية من توفير سيارات الإسعاف، طبيب للعمال، السكنات الاجتماعية، مساعد اجتماعي assistant social، اتفاقيات مع عيادات خاصة أو عامة، الصيدلية، رحلات. فقد تعمل النقابات كما تعمل الجمعيات الخيرية من أجل توفير الإعانات أثناء المرض أو الشيخوخة أو في حالة البطالة أو المنازعات، وإحياء بعض المناسبات العالمية أو الوطنية أو الدينية .
ومن السلوكيات الفعلية التي تتبناها الحركات النقابية لتحقيق مطالبها، رفع مطالب الفئة العمالية إلى الجهات الوصية، وفي حالة رفض هذه الأخيرة التجاوب مع مطالبهم ورفضها الحوار، تفتعل حركات احتجاجية أو إضرابات تعبيرا عن تذمرهم من الوضعية الاجتماعية والمهنية .
الحركات النقابية العالمية :
وللمكانة التي تحظ بها الحركات النقابية في حياة الفرد العامل والمجتمع، هذا ما دفع بالمجتمع الدولي إلى تبني الحق في قيامها وذلك لتحرير الإنسان من الاستغلال والعبودية والعمل على تحسين ظروفه المهنية والاجتماعية. هذا ما نصت عليه المادة 8 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادرة في عام 1966 على ما يلي(08) :تتعهد الدول الأطراف في العهد الحالي بأن تتكفل :
أ- حق كل فرد في تشكيل النقابات والانضمام إلى ما يختار منها في حدود ما تفرضه قواعد التنظيم المعني، وذلك من أجل تعزيز مصالحه الاقتصادية والاجتماعية وحمايتها، ولا يجوز وضع القيود على ممارسة هذا الحق سوى ما ينص عليه في القانون مما يكون ضروريا في مجتمع ديمقراطي لمصلحة الأمن الوطني أو النظام العام أو من أجل حماية حقوق الآخرين .
ب- حق النقابات في تشكيل اتحادات وطنية أو تعهدات وحق هذا الأخيرة في تكوين منظمات نقابية دولية أو الانضمام إليها.
الحركات النقابية العالميةو أنواعها
كان لظهور النظام الرأسمالي في أوروبا أثار وانعكاسات اجتماعية و اقتصادية على العامل، ولقد كانت ظروفهم المهنية والاجتماعية مأساوية، فالعمل يستمر لأكثر من 20 ساعة في اليوم إضافة إلى تشغيل النساء والأطفال وكبار السن طوال ساعات العمل التي تمتد إلى 16 ساعة في اليوم مع حصولهم على أجور زهيدة وظروف مهنية أللاستقرار لانعدام شبه كامل لوسائل الأمن الصناعي، بالإضافة إلى ذلك عمد الرأسماليون إلى تشغيل الأطفال بين السن الخامسة والتاسعة للعمل داخل المصانع بأجور زهيدة جدا ولساعات عمل طويلة وأكثر من هذا كان الأطفال يتعرضون لضرب شديد يبدوا عليهم الإعياء والتعب.(09)
هذه الظروف الاجتماعية والمهنية المتدهورة ولدت وعيا نقابيا لدى الفئة العاملة بضرورة الاتحاد والتضامن الجمعي من أجل إثبات الذات وإعادة إنتاج واقعهم المهني والاجتماعي والعمل على تحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية . أين ومتى ظهرت الحركات النقابية ؟ وما هي طبيعة الصراع السائد بين الفئة العاملة وأصحاب الرأس مال، وما هي الاستراتيجيات التي تعاملت من أجل لبروزها كقوة اجتماعية فاعلة ؟ .
أول ما ظهرت النقابات الأولى في العالم كان في بريطانيا في أواخر القرن 18. وفي عام 1864 صدر في بريطانيا قانون يسمح بوجود اتحادات عمالية على الرغم من مقاومة أصحاب المصانع والمنشآت الاقتصادية . وفي عام 1886 انطلقت في جميع أنحاء الولايات المتحدة الإضرابات و المظاهرات وتحول الإضراب في مدينة شيكاغو إلى المطالبة بتحسين ظروف العمل وجعل اليوم ب8 ساعات . ولقد تعرض العمال إلى أشكال من التنكيل وأحيل العديد منهم إلى المحاكمات والبعض أعدم وهكذا تحول هذا اليوم إلى عيد للعمال في العالم .وبعدها عرف انتشار للحركات النقابية في العالم .
أما من الناحية الجغرافية لم يكن لها بعد انتشار عالمي إذ اقتصرت على أوروبا والبلدان الأنقلو سكسونية والولايات المتحدة والمستعمرات البريطانية، فيما غابت الحركات النقابية في آسيا كلها وكذلك إفريقيا على الرغم من أنها تضم عدد العمال يفوق ما هي عليه الدول المذكورة سالفا، والسبب يرجع إلى أن الحركة العمالية لم تتبلور إلا مع نهاية الحرب العالمية .
ب- أبرز الحركات النقابية في العالم :
- تيار انتهازي إصلاحي: يعتبر أن الوصول إلى تحقيق مطالب العمال وضمان الشيخوخة و رفع مستوى الأجور يكون بالعمل من داخل النظام القائم.
-تيار ثوري : نشأ عن المؤتمر العمالي العالمي الذي عقد في جنيف عام 1866 والذي كان يدعو الى قلب أنظمة الحكم من أجل الوصول إلى تحقيق المطالب العمالية. ولقد برزت عشية الحرب ثلاثة تيارات، التريدنيونية -كاتجاه إيديولوجي وسياسي - ثم الفوضوية النقابية، الحركة النقابية الاشتراكية الديمقراطية.
2-التريدنيونية : وهي شكلا للحركة العمالية النقابية يرتكز نشاطها إلا على الجانب الاقتصادي بحته كتحسين ظروف العمل ، الزيادة في الأجور و مسائل أخرى تتعلق بالوضع الاقتصادي للطبقة العاملة . تولدت عن ممارسة الحركة العمالية الأنقلوسكسونية، ويتمثل في جوهرها في أنها لا تطرح على نفسها نظريا ولا عمليا السعي إلى الإطاحة بالرأسمالية ولكنها تهدف إلا فقط إلى تحسين النظام البرجوازي، والغرض الوحيد لوجود التريدنيونية هو النضال في إطار النظام الرأسمالي، وهي تمثل نظرية الارستقراطية العمالية وممارستها.(10)
3- الفوضوية النقابية :
هذه الحركة النقابية هي نقيضه للحركة التريدنيونية ، فما هي السمات الأساسية للفوضوية النقابية ؟. ارتبطت الفوضوية النقابية بالبلدان اللاتينية، وقد كانت فرنسا وطن تطورها وظهور نظريتها التي تعاطف معها العديد من العمال باعتبارها تنظر للمصالح العامة للطبقة العاملة، وتهدف في نضالها لتحطيم النظام الرأسمالي لا بغية تحسينه. يرى منظري الفوضوية النقابيــة وممارسيها مثل : صورال sorel ولقردالlagardelle وقريفلهاز griffuelheليست فقط ركيزة الطبقة العاملة في النضال من أجل تحطيم المجتمع الرأسمالي بل هي الخلية التي سينبثق منها المجتمع المستقبلي. أي النقابة لن تنجز الثورة فحسب بل ستحقق بناء مجتمع جديد وستتكلف بتنظيم الإنتاج وترتيبه في كل فروع الصناعة، وستدير كل فروع الاقتصاد الوطني.
فأصحاب هذا الاتجاه يرون أن الدولة شر مهما كانت بنيتها فهي أداة الاستغلال الإنسان للإنسان، ولقد كان العمال دوما ضحية هذا الاستغلال..فالفوضويون النقابيون يعادون الدولة وبمناداتهم لتحطيم الاستغلال للعمل يرسمون لأنفسهم المجتمع الجديد بعد الثورة الاجتماعية في شكل كيان تلعب فيه النقابات دورا قياديا وهذا المجتمع "الفوضوي" –أي بدون دولة- ستنظم شؤونه النقابات فقط ولن يهتم إلا بالمسائل المتعلقة بالإنتاج و التوزيع..(11)
ولقد بلورت الفوضوية النقابية عبر النضال بعض المناهج التي ميزتها عن الاتجاهات الأخرى فهي قبل كل شيء تولي أهمية للأقليات الفاعلة باعتبارها تعوض القاعدة في العديد من المرات. وأن الفرد هو الذي يلعب الدور الفعلي، فالفئة الفاعلة لا تقتصر فقط على المبادرة وجر القاعدة وراءها بل أنها تستطيع انجاز مهمة البناء بدون مشاركة الجماهير .
كما يعتقدون أن الإضراب هو دوما خير و يؤكدون بأن يعود يوما بالنفع على الطبقة العاملة لأنه يجر عددا نسبيا من العمال إلى التحرك و يذكي العلاقات الاجتماعية والصراع بين الطبقات.
كما يتصور أصحاب هذا الاتجاه الثورة أنها تنطلق فجأة وحتى في غياب أولويات التنظيم السياسي، لا يعرف هذا التيار أعمال التحضير الطويل والدقيق دراسة الظروف الموضوعية التي يجب أن يقع فيها الإضراب ولا التقدير الواقعي للقوى المتقابلة ودور القاعدة أو العلاقات بين القاعدة و الأقلية الفاعلة.
كما يولون أهمية حاسمة للمبادرة بإعلان الإضراب العام، أما ما تبقى فستنجزه الحركة العفوية للقواعد. وقد قادت تجربة إضرابات عديدة نظمت في فرنسا حسب طريقة الفوضوية النقابية أدت إلى إلحاق هزائم و فرضت على الزعماء الانشغال بمسائل الخاصة بالفئة العمالية ، وهكذا تبلورت فكرة العرقلةsabotage التي تعني: من يملك مالا كثيرا قلما يكون مستعدا للنضال، وإذا جمعت النقابة مالا وفيرا في صناديقها فإنها ستخشى فقدانه ، و تبعا ذلك ستفقد صفتها الكفاحية واستعدادها لشن الإضراب .
4- الحركة النقابية الاشتراكية – الديمقراطية - :
قدمت نموذجه الأكثر اكتمالا ووضوحا الحركة النقابية بألمانيا والنمسا، فما هي الخطوط المميزة لهذا النمط من الحركة النقابية ؟.
لقد كانت خاصية الحركة النقابية الاشتراكية الديمقراطية لما قبل الحرب تتمثل في الإعلان عن إمكانية تحقيق مجتمع جديد بواسطة تحولات تدريجية ومكاسب جزئية وإدخال بعض التحويرات على المجتمع القائم.لم تعد الإطاحة برأس المال هي هدف هذه النقابات ولكن تحويره وتعويضه التدريجي هو الهدف، فكيف كانت النقابات الاشتراكية الديمقراطية تعتقد في إمكانية تحقيق الاشتراكية دون القطع مع الرأسمالية.
لذا يجب التمييز بين الحزب السياسي الاشتراكي الذي يهتم بالسياسة أما النقابات تهتم بالاقتصاد، و المسائل العمة للحركة العمالية هي من مشمولات الحزب وعلى النقابات ألا تولي اهتمامها إلا بالمسائل الاقتصادية .
خلاصة : وتبعا لذلك فان الحركة النقابية العالمية تبرز ثلاثة تيارات فكرية كانت تتصادم فيما بينها منذ ما قبل الحرب. ولقد ظهرت هذه الاتجاهات داخل الحركة العمالية لكل بلد لكنها غالبا ما اتخذت طابع صراعات بين ممثلي بلدان مختلفة، ففي ألمانيا حيث كانت الحركة الاشتراكية الديمقراطية مسيطرة ، كانت الاتجاهات الفوضوية النقابية ممثلة تمثيلا ضعيفا نسبيا في النقابات المسماة ب" المحلية " وفي فرنسا حيث سيطرت الفوضوية النقابية كانت توجد أيضا حركة إصلاحية قوية نسبيا شبيهة بنموذج ألمانيا وانجلترة وأمريكا، حيث اتخذت الحركة النقابية أشكالا جد خصوصية بينما كانت الأشكال الأخرى تعيش إلى جانبها في البداية .
5- من الاتحاد الدولي للنقابات الكاثوليكية الى الاتحاد العالمي للعمال(12):
بعد أن أعيد تأسيس الاتحاد الدولي للنقابات المسيحية في 1946 في مؤتمر أمستردام ، و بالنسبة الى الاتحاد المسيحي كانت غاية التنظيم الاقتصادي – تفتح الشخصية الانسانية لهذا يطالب الاتحاد الدولي للنقابات المسيحية بالتعددية التي تتميز بثلاث عناصر :
- الإمكانية الكاملة المعطاة لكل الشغيلة لكي يتجمعوا بحسب احتياجاتهم، وظروفهم وأهوائهم
- أكثر ما يمكن من التسهيلات الممنوحة من أجل تأسيس وتشغيل المنظمات النقابية ، شرط أن لا تضر بالنظام العام .
- منح الصفة التمثيلية لكل نقابة مؤسسة حسب الأصول ومتمتعة بكل ضمانات الاستقلالية والاقدمية، والتماسك والنشاط .
يبقى الوعي النقابي في الجزائر يعرف نمو مستمرا بفضل الفعالية النقابية والتي شملت كل المجالات بعد سلسلة الحورات التي دارت بينها وبين الجهات الوصية بعدما وجدت الدولة الجزائرية نفسها مرغمة على فتح مجال للحوار من أجل توقيف الاضراب ولكن مع تأخر الافراج عن القوانين الجديدة المتفق عليها خاصة في ظل احتقان اجتماعي ناجم عن الزيادات المتوالية في الأسعار و الخدمات والتي دفعت بعموم الفئات الشعبية الى الاحتجاج
الحركات النقابية في الجزائر من التأسيس الى اليوم:
ولما كان تطبيق القانون الخاص بالنقابات تعدى التراب الفرنسي إلى المستعمرات منها المغرب العربي فقد استطاع العمال الجزائريين في المهجر الانخراط في النقابات الفرنسية ومن ثم بدأ التفكير في تأسيس وبناء عمل نقابي في الجزائر من طرف قيادات وإطارات نقابية جزائرية.
وهكذا تم تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين UGTA" برئاسة عيسات ايدير سنة 24 فيفري1956، نتيجة لنضج الوعي النقابي والسياسي والثوري لدى العمال الجزائريين.
فتاريخ الحركة النقابية في الجزائر يتطابق مع تاريخ الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي تأسس في رحم الثورة المسلحة وجاء بأسلوب نقابي وتبنى طموحات قاعدته النضالية، طبق لتنبؤات مؤسسه عيسات ايدير الذي قال :" ان الاتحاد العام للعمال الجزائريين يحمل بذرة الحياة ، ولا يمكن توقيع شهادة وفاته مادامت شهادة ميلاده مخطوطة وموقعة بالدماء".(13)
إلا أن الحركة النقابية سرعان ما غيرت من استراتيجياتها النقابية بعد الاستقلال إذ انتقلت من حركة نقابية ثورية إلى حركة نقابية مطلبية، هدفها تحقيق التنميــة المستدامة والعمل على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للعامل الجزائري، والخوض في جهود التنمية والنهوض بالبلاد ، بدءا بمحو أثار سياسة الأرض المحروقة التي نفذها الاستعمار.
والاستراتيجية هي مفهوم ارتبط بالحروب والقتال، وقد استخدمه كروزيه ليعبر عن تلك الألعاب "كر"و"فر" التي هي من بين الفاعلين لبلوغ أهداف مرجوة .وهي التي تحدد سلوكهم وتصرفاتهم، فهي فعل عقلاني بالنسبة لكل فاعل .
كما أن الدولة الجزائرية بعد الاستقلال وجدت ذاتها أمام اقتصاد منهار وظروف اجتماعية مأسوية مع نقص الكفاءات والمهارات في التسيير من جهة، ومن جهة أخرى وجدت ذاتها أمام صراع اديولوجي بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، مما جعلها تتبنى النهج الاشتراكي باعتباره كان يضم كل الدول المستقلة حديثا وكذلك الحركات النقابية .
وفي ظل هذه التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عرف العمل النقابي تحسن في الأداء، إذ في كل مؤتمر تخرج منهالحركة النقابية بإستراتيجية جديدة تتماشى مع التغيرات السوسيواقتصاديـة والسياسية المحلية والدولية من أجل الحفاظ على نسقها واستمراريتها . فتصورات الفاعلين لتحقيق أهدافهم عبر هامش الحرية وممارسة السلطة هي التي تدفعهم الى تطوير عدة استراتيجيات في إطار العلاقات الغير متكافئة كون الحياة الاجتماعية ليست إلا نتاجا للإرادة المتفردة للأفراد الذين طوروا مهارتهم وثقافتهم ولغتهم وفهمهم وفرص حياتهم(14).حتى أحداث 05أكتوبر1988 والتي تعتبر منعرجا سياسيا، وانتقالا إيديولوجيا من النظام الأحادي إلى التعددية النقابية أي من النظام الاشتراكي إلى النظام الليبرالي.
كما عرفت هذه المرحلة ظهور العديد من الحركات النقابية على مستوى المؤسسات العمومية والخاصة، مع ظهور دستور 1989 الذي يسمح لجميع المواطنين الحق في ممارسة العمل النقــابي .
وبناء على قانون 90 /14 الصادر في 02 جوان 1990 والمنظم للممارسة النقابية وفقا لمجموعة من الشروط كما ورد في المادة الثانية من هذا القانون والذي ينص على ما يلي:« يحق للعمال الأجراء من جهة والمستخدمين من جهة أخرى الذين ينتمون إلى المهنة الواحدة أو الفرع الواحد .. وأن يكونوا تنظيمات نقابية للدفاع عن مصالحهم المادية».(15).
وعلى سبيل المثال سجل سنة 1933إضرابا سنة 1988 مقابل 648 إضرابا فقط سنة 1987، و2023 إضرابا في 1990 وأخيرا 1034 في سنة 1991 لتعرف الحركات العمالية انكماشا في عدد الإضرابات سنة 1992 بوصول عدد الإضرابات إلى نفس حجمها السابق 496 إضرابا، وهو ما يؤكد أن الحركة العمالية قد استفادت من هذا الربيع الديمقراطي الذي عرفته الجزائر خلال هذه الفترة 89/92 والذي تميز ببروز قوي للحركة العمالية المطلبية بمختلف فئاتها المهنية الاجتماعية ، تحت أشكال تعبيرية غاية في التنوع كالمسيرات، المظاهرات، الإضرابات، الاعتصامات....الخ.(16).
كما تبنت الحركة النقابية الاتحاد العام للعمال الجزائريين إستراتيجية خاصة، للحفاظ على شرعيتها والتكيف مع التغيرات السوسيوالاقتصادية، ففي سنة 1990 أين تم ولأول مرة في التاريخ إعلان استقلاليتها عن كل حزب أو وصاية، لأن للحـزب تأثير على الأداء النقابي.
ولقد أصبح النشاط النقابي ثقافة عالمية عمالية، وسلوك عقلاني رشيد، تسلكه الطبقـة الشغيلـة، لتحقيـق أهدافها وتحسين وضعيتها الاجتماعية بأسلوب الحـوار والتفاوض مع الجهات الوصية وأرباب العمل، لتفادي النزاعات والصراعات الداخلية. وقد تلجأ الحركات النقابية إلى نوعين من الإضراب، الأداتي والتعبيري.(17) ، كأسلوب عقلاني رشيد للتعبير عن تذمرهم من الواقع المهني والاجتماعي كما هو حاصل اليوم.
كما عرفت فترة التسعينيات كم من الاضرابات هذا ما دفعت الأستاذ جابي عبد الناصر يقوم بدراسة سوسيولوجية وهذا لمعرفة مؤشرة الإضراب قبل حدوثه، وهل يأتي الإضراب كسحابة صيف، أم انه يقدم مؤشرات قبل حدوثه متسائل عن كيفية تعامل الأطراف الاجتماعية الأخرى مع هذه المؤشرات لمرحلة ما قبل الإضراب وعند الإضراب حاول خلالها التعرف على مدى جماهيرية أم نخبوية قرار الاندلاع، وذلك في الإضراب بين العام والفئوي، كما تطرق إلى دور بعض الفئات في عملية الاندلاع، هل الاندلاع وبالتالي التنظيم يقوم به جميع العمال، أم هناك دور خاص لنخبة عمالية ؟ في حالة الإيجاب ما هي الخصائص السوسيولوجية لهذه النخبة ؟ وهل هي نظرة العمال والأطراف الاجتماعية الأخرى لها؟.(18)
فالتجارب والمهارات المكتسبة من خلال الممارسة النقابية في المراحل المتعددة التي مرت بها الجزائر من النظام الأحادي إلى نظام التعددية النقابية والحزبية مرورا بالعشرية السوداء بداية من 1993 وصولا إلى الإصلاحات الاقتصادية والسياسية كالمصالحة الوطنية التي تبنتها الجزائر كإستراتيجية جديدة سنة1997 من أجل إعادة بناء المؤسسات الصناعية والتربوية والصحية والأمنية التي تعرضت إلى الحرق والتخريب، والعمل على مواجهة المديونية. هذا ما جعلها تتبنى سياسة الخوصصة.
وفي 28 جانفي1997 فقدت الحركة النقابية المركزية أبرز إطاراتها النقابية، الذي اغتيل عند خروجه من المركزية النقابية، ومن أبرز كلماته المعبرة على إيديولوجياته الوطنية وحرصه على المصلحة الوطنية :
" في الجزائر ولدنا، وفيها نحيا، ومن أجلها من أرواحنا سلما يرقى بها إلى المجد ومن دموعنا وضلوعنا وجراحنا وآلامنا جسورا نعبر فوقها من مأساة حاضرنا الى غد يحقق آمال الشعب في السلم و العدالة والتقدم ، فنحن نحيا في هذا الوطن وهذا الوطن يحيا فينا ولا بيت ولا سقف ولا ظل ولا تاريخ ولا هواية ولا ديموقراطية ولا حرية ولا سيادة إلا بين أحضان هذا الوطن، فمتى يفهم بعض الناس أن الوطن أكبر من الزعامات، متى يفهمون أن الجزائر فوق كل الحسابات والأنانيات هذه رسالة العمال الجزائريين".(19)
تولى سيدي السعيد قيادة الاتحاد بعد استشهاد عبد الحق بن حمودة ، والذي بدوره أكد في قوله:" لقد كان واجبنا واضحا على الدوام، عبر تقاسم الفكرة و تنظيم الطاقات والأمل والكفاح إلى تحقيق الإنصاف، نريد تحقيق التقدم وتجسيد المثل العليا، نعي أن الهدف يرمي إلى تحقيق حياة بعيدة عن الحاجة والخوف وفي ظل الكرامة ..يجب أن يكون النقابي أكثر وضوحا وأن يحمل استراتيجيات جلية وقابلة للتطبيق واعية بالجوانب الايجابية والسلبية للعولمة وضغوطها. يجب أن تأخذ الإستراتيجية بعين الاعتبار الاستثمار في النظام الصحي والتربية والعمل الكريم والفقر والتضامن والعلوم والتنمية المستدامة".(20)
فتدهور الظروف المهنية والاجتماعية للعامل داخـل المؤسسات العمومية والخاصة نتج عنها أيضا تغير في تشريح العمل، الذي أصبح يكرس مبدأ التعاقد والدخول في اقتصاد السوق، وشركات متعددة الجنسيات، وفتح مجالات للاستثمارات، كما تبنت في سنة2007 إستراتيجيات جديدة من أجل إعادة دفع المؤسسات العمومية.
وفي ظل هذا المفهوم الجديد للعولمة وتأثيرها على عالم الشغل، أدى في الآونة الأخيرة إلى بروز عمل نقابي مكثف على مستوى المؤسسات العمومية المحلية والعالمية، بسبب تدهور الظروف المهنية والاجتماعية والاقتصادية للعامل مما أدى إلى ظهور حركات اجتماعية واحتجاجات وإضرابات عمالية .
وهذه النقابات التي برزت على الواقع المهني والاجتماعي والذي مس جميع الميادين الحكومية حتى أصبحنا اليوم لا نسمع إلا عن الإضرابات و الاحتجاجات حتى في الأماكن الإستراتيجية كالصحة والمدارس التربوية بمختلف مستوياتها خاصة الثانوية منها، والتي خلقت صراع موازي للمركزية النقابية فهي تطالب بأحقيتها على التمثيل في الثلاثية وحتى في الخدمات الاجتماعية باعتبارها الأكثر تمثيل ووفاء لأهداف الفئات العمالية.





المراجع:
01- جورج فريدمان، بيار نافيل :" رسالة في سوسيولوجيا العمل" ، تر: الدكتور حسين حيدر، ج 02، منشورات عويدات بيروت-باريس ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، ط01 ،1985،ص215.
02--جورج لوفران : الحركة النقابية في العالم ، تر: الياس مراعي ، منشورات عويدات بيروت- باريس، ط2، 1980، ص09.
03- فيكتور فيثر: جوهر الحركة النقابية ، تر:لجنة الترجمة في المكتب التجاري، لندن ، بدون سنة ،ص 17.
04- المرجع السابق ، ص ص3-4
05- لوزفسكي : الحركة النقابية العالمية قبل أثناء و بعد الحرب ، تر: إبراهيم العثماني، صامد للنشر و التوزيع ، الجزء: 01 ، صفاقس ، تونس ، 1973 ،ص 38.
06-ج د ه كول: الحركة النقابية ، تر: سيد حسن محمود، الدار القومية للطباعة والنشر، الجمهورية العربية المتحدة، العدد 143 ص 3.
07-كاف موسى : استراتيجية العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية ، دراسة ميدانية بالمؤسسة الصناعية الكهرومنزلية ENIEM واد عيسي تيزي وزو، 2010، ص275.
08 د/ إبراهيم مشورب : المؤسسات السياسية و الاجتماعية في الدولة المعاصرة ، دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر بيروت، ط 2 ، 2004 ،ص46
09-- نفس المرجع ، ص48
10-لوزفسكي ، المرجع السابق، ص ص 10،12
11- نفس المرجع ، ص13 .
12-جورج لوفران ، المرجع السابق ، ص ص 181-182 .
13- الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذكرى الخمسون 24 فبراير، 2006 ، ص05.
14- أنتوني جيدنز: قواعد جديدة للمنهج في علم الاجتماع ، نقد ايجابي للاتجاهات التفسيرية في علم الاجتماع ، تر: محمد محي الدين ، مر: محمد محمود الجوهري ، المجلس الأعلى للثقافة ، ط 2000 ، ص13.
15- الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ، العدد 23 ، المطبعة الرسمية ، الجزائر ، ط 1990 ، ص765
16- عبد الناصر جابي : الجزائر من الحركات العمالية إلى الحركات الاجتماعية ، نشر المعهد الوطني للعمل ، الجزائر، 2001 ، ص53.
17- عبد الناصر جابي : مساهمة في سوسيولوجية النزاعات العمالية : الإضرابات العمالية في الجزائر ( 1969- 1986) ، أطروحة لنيل الدكتوره الحلقة الثالثة في سوسيولوجية العمل ، قسم علم الاجتماع ، الجزائر ، 1988 ، ص10.
18- نفس المرجع، ص10.
19-الاتحاد العام للعمال الجزائريين ، الذكرى الخمسون 24 فبراير 2006 ، ص 06 . 20— نفس المرجع، ص 06.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية   العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت نوفمبر 20, 2010 11:02 pm


[b][u]استراتيجية العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية

بقلم الأستاذ: كاف موسى


شهد القرن العشرين نمو تنظيمات عمالية فرضتها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أصابت المجتمعات الحديثة، باعتبـارها الأكثر قدرة وكفاءة على تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها.

فالحركة النقابية هي أداة فعلية ولغة عصرية ورمز للحضارة والرقي، وهي وليدة نضال للطبقة الشغيلة، التي عانت ويلات الاستغلال ، وظروف مهنية واجتماعية لا ترقى إلى درجة الإنسانية، وظل العامل يعاني من الحقرة والتمييز من طرف أرباب العمل .هذا النضال النقابي أدى إلى تشكل ثقافة نقابية جديدة تشارك فيها كل أطراف ومكونات المجتمع.

وفكرة الحركة النقابية تعود في تاريخها إلى اليوم الذي وجدت فيه البشرية، ولكن تنظيمها ينمو ويتطور في طريق الازدهار مع نمو الأمم وتطورها

ومن أبرز سمات العصر الحديث نلاحظ طغيان الطابع التنظيمي على النقابات العمالية وانتشارها الواسع عبر كل الأقطار حتى صار يتخيل لنا أنه لا وجود لتنظيم عمومي كان أو خاص إلا وتوجد فيه نقابة، هذا التنظيم الذي يمثل الطبقة العمالية والذي يهدف إلى الدفاع عن حقوقهم المشروعة، وتحسين ظروفهم المعيشية بمجموعة من الأساليب والاستراتيجيات الحديثة، التي تتماشى مع متطلبات كل مرحلة، حيث أن هناك عوامل عديدة أسهمت في نمو التنظيم النقابي الذي شاهدته المجتمعات الحديثة.

ومن هذا المنطلق صار من الضروري الاهتمام بالعمل النقابي الذي أصبح ميزة من مميزات الدول المتحضرة، فالبيئة تعرف مجموعة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.التي تقع خارج المنظمات وهي في تفاعل ديناميكي مستمر من عمل نشاط المنظمات، إن إستراتيجية المنظمات تتجه إلى خلق إدارة التأثير وما يتضمن ذلك من تكييف أو تغيير مع الظروف البيئة المحيطة الداخلية والخارجية لجعل المخرجات تتماشى مع التغيرات السوسيو-اقتصادية وذلك بتبني استراتيجيات فعالة عقلانية رشيدة لتحقيق الأهداف المسطرة من أجـل الدفاع عن مصالح الفئات العمـال ورعايتهم من الناحية الاقتصادية، المهنية والاجتماعية.

في أيامنا يجرى الاهتمام مجددا أكثر فأكثر بدور عمل المنظمات النقابية، وبدأت المبادرة في الولايات المتحدة ، وأخذت تنتشر في البلدان الغربية الأخرى. ويجذب انتباه هذا المجال الآن اهتمام علماء الاجتماع وعلماء النفس بعد أن ترك طويلا للاختصاصيين في العلاقات الصناعية، والاقتصاديين والمؤرخين الاجتماعيين(01).

وبهذا المسعى فان التغيرات السوسيو-اقتصادية التي أملتها على المؤسســات الصناعية في الجزائر وقع اختيارنا على اجراء دراسة سوسيولوجية حول استراتيجية العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية ووقع اختيارنا على المؤسسة الوطنية للصناعة الكهرومنزليةENIEM باعتبارها مؤسسة وطنية، بها حركة نقابية وجدت منذ تأسيس هذه المؤسسة ولها أدوار متعددة تلمسنا فعاليتها من خلال إحدى الدراسات السوسيولوجية السابقة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، هذا ما دفعنا للتساؤل:

1 - كيف ساهمت التغيرات السوسيو اقتصادية في تنمية الوعي النقابي داخل المؤسسة الصناعية الكهرومنزلية ENIEM ؟.

-وهل تدهور الظروف المهنية والاجتماعية تساهم في تنمية الوعي النقابي في أوساط الفئات العمالية داخل المؤسسة الكهرومنزلية ENIEM ؟.

2 - وما هي الإستراتجيات التي وظفتها الحركة النقابية داخل المؤسسة الصناعية الكهرومنزلية ENIEMفي ظل هذه التغيرات السوسيو اقتصادية ؟.

03-وهل ساهمت الحركة النقابية في تكوين ثقافة نقابية داخل المؤسسة الصناعية الكهرو منزلية ENIEM ؟.

4- و هل غياب الإضرابات منذ1995 إلى يومنا هذا يرجع إلى وجود إستراتيجية جديدة تبنتها الحركة النقابية في تعاملها مع كل من الفئة العمالية والإدارة ؟.

وقدمنا مجموعة من الفرضيات والمتمثلة في :

01- تدهور الظروف المهنية والاجتماعية ساهم في تنمية الوعي النقابي في أوساط الفئة العمالية داخل المؤسسة الكهرو منزلية ENIEM .

02- كلما وضعت الحركات النقابية استراتيجيات تتماشى مع التغيرات السوسيو اقتصادية كلما أدت إلى تكوين ثقافة نقابية فعالة لدى العمال.

03- مسايرة الحركة النقابية للتغيرات السوسيو اقتصادية تؤدي إلى بروز وعي نقابي جديد لدى العمال.

ولاختبار هذه الفرضيات اعتمدنا في دراستنا على تقنيات البحث مثل الملاحظة، المقابلة والاستمارة ...وتوزيع مجتمع البحث كالتالي
الجدول ( 01 ) : المنخرطين في النقابة سنة 2009




الرقم
الوحدات

العمال

المنخرطين في النقابة

النسبة%

01

التبريد

996


823 82%
82


48,81%

02

الطهي

375


305 81%
30


17,86%

03

المكيفات

116


69 59%
07


4,16%

04

الخدمات التقنية

546


319 58%
32


19,05%

05

التسويق

205


130 63%
13


7,74%

06

المديرية العامة

55

37


67%
04


2,38%


المجموع

2932


1683 73,40%
168


100%



الجدول الذي أمامنا يبين العدد الإجمالي لعدد العمال داخل المؤسسة الصناعية وعدد المنخرطين في كل وحدة .وإن اختيار العينة جد مهم للدراسة بحيث يقدر العدد الإجمالي لعدد العمال 2293 مقابل 1683 نقابي داخل المؤسسة الصناعية الكهرو منزلية أي بنسبة 73,40%، ولقد اعتمدنا في دراستنا على طريقة العينة بالحصص، وتعتمد المعاينة الحصصية على بعض مميزات مجتمع البحث التي نسعى لإعادة إنتاجها في صورة نسب في العينة. إن استعمالها يتطلب منا إذن امتلاك بعض المعطيات الرقمية حول مجتمع البحث[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. والعينة الحصصية هي سحب عينة من مجتمع البحث بانتقاء العناصر طبقا لنسبتهم في هذا المجتمع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. كما تستخدم العينة الحصصية في الدراسات الاستطلاعية وفي قياسات الرأي العام، فإذا أراد الباحث معرفة رأي شرائح المجتمع في حدث ما، فيقوم باختيار عينة حصصية، أي يأخذ عينة من كل شريحة في المجتمع[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في هذه الطريقة مجتمع بحثنا يتكون من سبعة وحدات قمنا بانتقاء العناصر طبقا لنسبتهم في هذا المجتمع كما هو مبين في الجدول .

فما النقابة وما هي نشاطاتها

النقابة في الواقع هي هيئة من العمال تعمل لصالح أعضائها بشكل جماعي بالنسبة للمسائل التي لا يمكن القيام بها بواسطة كل عضو على حدة . وهذا معناه بالضبط مساعدتهم في الحصول بشكـل جماعي على شروط أفضل أثناء قيامهم بالعمل، أو أداء الخدمات، مما قد يحدث إذا قام كل فرد بمساومة خاصة، والنقابة في الوقت الحاضر تعني عادة هي الهيئة التي تتفاوض بشكل جماعي بالنيابة عن الأعضاء سواء كان ذلك مع أصحاب الأعمال أو مع اتحاد أصحاب الأعمال أو مع عدد منهم كل على حدة. و مثل هذه المفاوضات قد تتمخض عنها اتفاقـــات جماعية خاصة بشروط الاستخـدام التي قد تنفذ لمدة محدودة أو قد تعدل فيما بعد بمفاوضات أخرى.(04)

لوز فسكي فقد عرفها:" ليست المنظمة النقابية تجمعا نخبويا بل هي إطار يجمع أكبر عدد ممكن من العمال المشتغلين في هذا الفرع أو ذاك من الفروع الصناعية"(05).

فاليوم كل الأعمال والنشاطات التي تقوم بها الحركات النقابية تخضع إلى اتفاقيات محلية ودولية، وهي ملزمة باحترامها. فكل من الحركات النقابية المحلية والدولية لكل منهما وظيفة أنشئت أساسا من أجلها والممثلة في الدفاع عن مصالح العمال ورعايتهم من الناحية الاقتصادية، المهنية والاجتماعية ، من خلال وضع استراتيجيات عقلانية تتماشى مع متطلبات الواقع الاجتماعي.

فالواقع أن كثير من هذه النقابات تعمل الكثير من الأشياء التي قد تقع خارج هذا النطاق أو تتصل به بطريق غير مباشر، فقد تتدخل النقابات في وجوه النشاط التعليمي على نطاق واسع، كما تشترك في الشؤون السياسية أو تعمل كما تعمل الجمعيات الخيرية من أجل توفير الإعانات في حالة المرض أوالشيخوخة أو في حالة البطالة أو المنازعات، وعندما أصبحت هذه النقابات قوية اعترفت بها الحكومات، كما اعترف بها أصحاب الأعمال أيضا ، و أصبحت تمثلهم في مختلف أنواع المجالس واللجان التي تتصل بالمسائل المتعلقة بالسياسة الاجتماعية والاقتصادية، أو تشترك في بعض الحالات الخاصة برقابة وإدارة المشاريع الصناعية، أو يكون لها وضع خاص بالنسبة لبعض المسائل المتعلقة بالإنتاجية، أو المشروعات الخاصة بمنع الحوادث.(06)

خلال قيامنا بدراسة سوسيولوجية حول إستراتيجية العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيواقتصادية داخل المؤسسة الصناعية الكهرومنزلية بواد عيسي تيزي وزو(07) توصلنا إلى العديد من النتائج من بينها أن نشاطات الحركة النقابية توسعت ومست جميع النواحي التي تخص الفئات العمالية من جميع النواحي المهنية، الاجتماعي، الثقافية والاقتصادية. ومع التطورات التي عرفتها الحركات النقابية أصبحت تتدخل في كل ما يتعلق بالفئة العمالية كتقديم الخدمات الاجتماعية من توفير سيارات الإسعاف، طبيب للعمال، السكنات الاجتماعية، مساعد اجتماعي assistant social، اتفاقيات مع عيادات خاصة أو عامة، الصيدلية، رحلات. فقد تعمل النقابات كما تعمل الجمعيات الخيرية من أجل توفير الإعانات أثناء المرض أو الشيخوخة أو في حالة البطالة أو المنازعات، وإحياء بعض المناسبات العالمية أو الوطنية أو الدينية، بل وحتى الإشراف على تمثيل الفئات العمالية في الحي الخاص بهم كالنظافة، الإضاءة، النظام وغيرها من المستلزمات.

وما من تنظيم أو منظمة إلا ولها برنامجا سنويا وبرنامج داخلي تتماشى مع خصوصيات وطبيعة الفئات العمالية لتلك المنطقة ، يوضع من طرف الناشطين والفاعلين على حسب ما تقتضيه التغيرات السوسيو-اقتصادية، ولا يخرج عن القانون الأساسي المعمول به محليا ودوليا .



متى وكيف نشأت الحركات النقابية في العالم:

تشكلت الحركات النقابية في ظروف اجتماعية خاصة ولأول مرة في بريطانيا العظمى على شكل اتحادات نقابية سنة 1720، إذ رفع الخياطون مطالبهم إلى البرلمان:" إن عمال الخياطة في المدن وضواحيها الذين يزيد تعدادهم على سبعة آلاف تنادوا لتأليف جمعية بقصد زيادة أجورهم وتخفيض يوم العمل ساعة واحدة...."(02) ، ولنجاح هذه التجربة، انتقلت إلى كل من فرنسا، ألمانيا، وأمريكا، الذين بدورهم رفعوا لائحة مطالب تدعوا من خلالها إلى الاعتراف بالحق النقابي، وفعلا تم صدور قانون– فالداك روسيار- بتاريخ:

21 مارس 1884.

لقد كانت التبادلات الصناعية السريعة في بريطانيا ، التي بدأت في عام 1760تقريبا، هي العامل في خلق الأوضاع التي أتاحت للنقابات المجال لبدأ عملها. وكان صانعوا القبعات و الخياطون والطابعون، قد أقاموا نقابات محلية أو أندية في مختلف المدن قبل هذا التاريخ ، ولكن الحركة النقابية على النحو الذي نعرفه اليوم ، لم تبدأ الا مع ظهور نظام " المصانع " . فلقد أدى استخدام الطاقة المائية أولا، ومن ثم الطاقة البخارية ثانيا في إدارة الآلات، إلى زيادة مجالات العمل في المصانع، والى تدهور الصناعات في "المنزل" أو في "المزرعة".(03)

*الحركات النقابية العالمية :

كان لظهور النظام الرأسمالي في أوروبا أثار وانعكاسات اجتماعية واقتصادية على العامل، لقد كانت ظروفهم المهنية والاجتماعية مأساوية، فالعمل يستمر لأكثر من 20 ساعة في اليوم إضافة إلى تشغيل النساء والأطفال وكبار السن طوال ساعات العمل التي تمتد إلى 16 ساعة في اليوم مع حصولهم على أجور زهيدة وظروف مهنية غير مستقرة لانعدام شبه كامل لوسائل الأمن الصناعي، بالإضافة إلى ذلك عمد الرأسماليون إلى تشغيل الأطفال بين السن الخامسة والتاسعة، للعمل داخل المصانع بأجور زهيدة جدا ولساعات عمل طويلة وأكثر من هذا كان الأطفال يتعرضون لضرب شديد يبدوا عليهم الإعياء والتعب.(09)

هذه الظروف الاجتماعية والمهنية المتدهورة ولدت وعيا نقابيا لدى الفئة العاملة بضرورة الاتحاد والتضامن الجمعي من أجل إثبات الذات وإعادة إنتاج واقعهم المهني والاجتماعي والعمل على تحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية. فأين ومتى ظهرت الحركات النقابية ؟ وما هي طبيعة الصراع السائد بين الفئة العاملة وأصحاب الرأس مال، وما هي الاستراتيجيات التي تعاملت بها من أجل بروزها كقوة اجتماعية فاعلة ؟ .

أول ما ظهرت الحركات النقابية الأولى في العالم كانت في بريطانيا، أواخر القرن 18. وفي عام 1864 صدر في بريطانيا قانون يسمح بوجود اتحادات عمالية على الرغم من مقاومة أصحاب المصانع والمنشآت الاقتصادية.وفي عام 1886 انطلقت في جميع أنحاء الولايات المتحدة إضرابات ومظاهرات. وقد تحولت الإضرابات في مدينة شيكاغو إلى المطالبة بتحسين ظروف العمل وجعل اليوم ب8 ساعات، إذ تعرض العمال إلى أشكال من التنكيل وأحيل العديد منهم إلى المحاكمات والبعض أعدم وهكذا تحول هذا اليوم إلى عيد للعمال في العالم .وهذا كان سببا مباشرا في انتشار الحركات النقابية في العالم .

أما من الناحية الجغرافية لم يكن لها بعد انتشار عالمي، إذ اقتصرت على أوروبا والبلدان الأنقلو سكسونية والولايات المتحدة والمستعمرات البريطانية، فيما غابت الحركات النقابية في آسيا كلها وكذلك إفريقيا على الرغم من أنها تضم عدد العمال يفوق ما هي عليه الدول المذكورة سالفا، والسبب يرجع إلى أن الحركة العمالية لم تتبلور إلا مع نهاية الحرب العالمية الثانية.

وللمكانة التي تحظ بها الحركات النقابية في حياة الفرد العامل والمجتمع، هذا ما دفع بالمجتمع الدولي إلى تبني الحق في قيامها وذلك لتحرير الإنسان من الاستغلال والعبودية والعمل على تحسين ظروفه المهنية والاجتماعية. هذا ما نصت عليه المادة 8 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادرة في عام 1966 على ما يلي:تتعهد الدول الأطراف في العهد الحالي بأن تتكفل (08)

أ- حق كل فرد في تشكيل النقابات والانضمام إلى ما يختار منها في حدود ما تفرضه قواعد التنظيم المعني، وذلك من أجل تعزيز مصالحه الاقتصادية والاجتماعية وحمايتها، ولا يجوز وضع القيود على ممارسة هذا الحق سوى ما ينص عليه في القانون مما يكون ضروريا في مجتمع ديمقراطي لمصلحة الأمن الوطني أو النظام العام أو من أجل حماية حقوق الآخرين .

ب- حق النقابات في تشكيل اتحادات وطنية أو تعهدات وحق هذا الأخيرة في تكوين منظمات نقابية دولية أو الانضمام إليها.



الحركات النقابية في الجزائر من التأسيس الى اليوم:

ولما كان تطبيق القانون الخاص بالنقابات تعدى التراب الفرنسي إلى المستعمرات منها المغرب العربي فقد استطاع العمال الجزائريين في المهجر الانخراط في النقابات الفرنسية، فالهجرة الى فرنسا تعتبر سبب فعلي في انتشار الوعي النضالي بين العمال الجزائريين وهذا ليس لأن الفرنسيين هم من قاموا بتعليمهم بل لأنهم تعلموه من الواقع الذي عايشوه في أرض غير أرضهم، حيث لاحظوا الفرق ما بين المعاملة التي يتلقونها من طرف أرباب العمل والعمال الأوروبيين مع معاملتهم الدنيئة تكشف عن الكره والعنصرية الموجهة للعرب هذا السبب المباشر الذي دفع بهم إلى التفكير في تأسيس وبناء عمل نقابي في الجزائر.

وبالفعل تم تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين UGTA" برئاسة عيسات ايدير سنة 24 فيفري1956، نتيجة لنضج الوعي النقابي والسياسي والثوري لدى العمال الجزائريين، الا أننا يمكننا القول بأنها لم تكن الوحيدة أنذاك بل سبقتها كل من الاتحاد العام للنقابيين الجزائريين UGS المتأسسة في جوان 1954 و لمستقلة عن الكونفدرالية العامة للعمال، والاتحاد نقابات العمال الجزائريين، وتسمى أيضا المصالية نشأت عام 1956 في اطار المقاومة الشعبية USTA

فتاريخ الحركة النقابية في الجزائر يتطابق مع تاريخ الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي تأسس إبان اندلاع الثورة المسلحة وجاء بأسلوب نقابي وتبنى طموحات قاعدته النضالية، طبق لتنبؤات مؤسسه عيسات ايدير الذي قال :" ان الاتحاد العام للعمال الجزائريين يحمل بذرة الحياة ، ولا يمكن توقيع شهادة وفاته مادامت شهادة ميلاده مخطوطة وموقعة بالدماء".(09)

إلا أن الحركة النقابية سرعان ما غيرت من استراتيجياتها النقابية بعد الاستقلال إذ انتقلت من حركة نقابية ثورية إلى حركة نقابية مطلبية، هدفها تحقيق التنميــة المستدامة والعمل على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للعامل الجزائري، والخوض في جهود التنمية والنهوض بالبلاد ، بدءا بمحو أثار سياسة الأرض المحروقة التي نفذها الاستعمار.

والاستراتيجية هي مفهوم ارتبط بالحروب والقتال، وقد استخدمه كروزيه ليعبر عن تلك الألعاب "كر"و"فر" التي هي من بين الفاعلين لبلوغ أهداف مرجوة .وهي التي تحدد سلوكهم وتصرفاتهم، فهي فعل عقلاني بالنسبة لكل فاعل .

كما أن الدولة الجزائرية بعد الاستقلال وجدت ذاتها أمام اقتصاد منهار وظروف اجتماعية مأسوية مع نقص الكفاءات والمهارات في التسيير من جهة، ومن جهة أخرى وجدت ذاتها أمام صراع اديولوجي بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، مما جعلها تتبنى النهج الاشتراكي باعتباره كان يضم كل الدول المستقلة حديثا وكذلك الحركات النقابية .

وفي ظل هذه التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عرف العمل النقابي تحسن في الأداء، إذ في كل مؤتمر تخرج منه الحركة النقابية بإستراتيجية جديدة تتماشى مع التغيرات السوسيو-اقتصاديـة والسياسية المحلية والدولية من أجل الحفاظ على نسقها واستمراريتها . فتصورات الفاعلين لتحقيق أهدافهم عبر هامش الحرية وممارسة السلطة هي التي دفعتهم إلى تطوير عدة استراتيجيات في إطار العلاقات الغير متكافئة كون الحياة الاجتماعية ليست إلا نتاجا للإرادة المتفردة للأفراد الذين طوروا مهارتهم وثقافتهم ولغتهم وفهمهم وفرص حياتهم(10).حتى أحداث 05أكتوبر1988 والتي تعتبر منعرجا سياسيا، وانتقالا إيديولوجيا من النظام الأحادي إلى التعددية النقابية أي من النظام الاشتراكي إلى النظام الليبرالي.

كما عرفت هذه المرحلة ظهور العديد من الحركات النقابية على مستوى المؤسسات العمومية والخاصة، مع ظهور دستور 1989 الذي يسمح لجميع المواطنين الحق في ممارسة العمل النقــابي .

وبناء على قانون 90 /14 الصادر في 02 جوان 1990 والمنظم للممارسة النقابية وفقا لمجموعة من الشروط كما ورد في المادة الثانية من هذا القانون والذي ينص على ما يلي:« يحق للعمال الأجراء من جهة والمستخدمين من جهة أخرى الذين ينتمون إلى المهنة الواحدة أو الفرع الواحد .. وأن يكونوا تنظيمات نقابية للدفاع عن مصالحهم المادية».(11).

وعلى سبيل المثال سجل سنة 1933إضرابا سنة 1988 مقابل 648 إضرابا فقط سنة 1987، و2023 إضرابا في 1990 وأخيرا 1034 في سنة 1991 لتعرف الحركات العمالية انكماشا في عدد الإضرابات سنة 1992 بوصول عدد الإضرابات إلى نفس حجمها السابق 496 إضرابا، وهو ما يؤكد أن الحركة العمالية قد استفادت من هذا الربيع الديمقراطي الذي عرفته الجزائر خلال هذه الفترة 89/92 والذي تميز ببروز قوي للحركة العمالية المطلبية بمختلف فئاتها المهنية الاجتماعية ، تحت أشكال تعبيرية غاية في التنوع كالمسيرات، المظاهرات، الإضرابات، الاعتصام....الخ.(12).

كما تبنت الحركة النقابية الاتحاد العام للعمال الجزائريين إستراتيجية خاصة، للحفاظ على شرعيتها والتكيف مع التغيرات السوسيو-الاقتصادية، ففي سنة 1990 أين تم ولأول مرة في التاريخ إعلان استقلاليتها عن كل حزب أو وصاية، لأن للحـزب تأثير على الأداء النقابي.

ولقد أصبح النشاط النقابي ثقافة عالمية عمالية، وسلوك عقلاني رشيد، تسلكه الطبقـة الشغيلـة، لتحقيـق أهدافها وتحسين وضعيتها الاجتماعية بأسلوب الحـوار والتفاوض مع الجهات الوصية وأرباب العمل، لتفادي النزاعات والصراعات الداخلية. وقد تلجأ الحركات النقابية إلى نوعين من الإضراب، الأداتي والتعبيري.(13) ، كأسلوب عقلاني رشيد للتعبير عن تذمرهم من الواقع المهني والاجتماعي كما هو حاصل اليوم.

كما عرفت فترة التسعينيات كم من الاضرابات هذا ما دفعت الأستاذ جابي عبد الناصر يقوم بدراسة سوسيولوجية وهذا لمعرفة مؤشرة الإضراب قبل حدوثه، وهل يأتي الإضراب كسحابة صيف، أم انه يقدم مؤشرات قبل حدوثه متسائل عن كيفية تعامل الأطراف الاجتماعية الأخرى مع هذه المؤشرات لمرحلة ما قبل الإضراب وعند الإضراب حاول خلالها التعرف على مدى جماهيرية أم نخبوية قرار الاندلاع، وذلك في الإضراب بين العام والفئوي، كما تطرق إلى دور بعض الفئات في عملية الاندلاع، هل الاندلاع وبالتالي التنظيم يقوم به جميع العمال، أم هناك دور خاص لنخبة عمالية ؟ في حالة الإيجاب ما هي الخصائص السوسيولوجية لهذه النخبة ؟ وهل هي نظرة العمال والأطراف الاجتماعية الأخرى لها؟.(14)

فالتجارب والمهارات المكتسبة من خلال الممارسة النقابية في المراحل المتعددة التي مرت بها الجزائر من النظام الأحادي إلى نظام التعددية النقابية والحزبية مرورا بالعشرية السوداء بداية من 1993 وصولا إلى الإصلاحات الاقتصادية والسياسية كالمصالحة الوطنية التي تبنتها الجزائر كإستراتيجية جديدة سنة1997 منها سياسة الخوصصة من أجل إعادة بناء المؤسسات الصناعية والتربوية والصحية والأمنية التي تعرضت إلى الحرق والتخريب، والعمل على مواجهة المديونية.

وفي 28 جانفي1997 فقدت الحركة النقابية المركزية أبرز إطاراتها النقابية، الذي اغتيل عند خروجه من المركزية النقابية. ومن أبرز كلماته المعبرة على إيديولوجياته الوطنية وحرصه على المصلحة الوطنية :

" في الجزائر ولدنا، وفيها نحيا، ومن أجلها من أرواحنا سلما يرقى بها إلى المجد ومن دموعنا وضلوعنا وجراحنا وآلامنا جسورا نعبر فوقها من مأساة حاضرنا إلى غد يحقق آمال الشعب في السلم و العدالة والتقدم ، فنحن نحيا في هذا الوطن وهذا الوطن يحيا فينا ولا بيت ولا سقف ولا ظل ولا تاريخ ولا هواية ولا ديموقراطية ولا حرية ولا سيادة إلا بين أحضان هذا الوطن، فمتى يفهم بعض الناس أن الوطن أكبر من الزعامات، متى يفهمون أن الجزائر فوق كل الحسابات والأنانيات هذه رسالة العمال الجزائريين".(15)

تولى سيدي السعيد قيادة الاتحاد بعد استشهاد عبد الحق بن حمودة ، والذي بدوره أكد في قوله:" لقد كان واجبنا واضحا على الدوام، عبر تقاسم الفكرة و تنظيم الطاقات والأمل والكفاح إلى تحقيق الإنصاف، نريد تحقيق التقدم وتجسيد المثل العليا، نعي أن الهدف يرمي إلى تحقيق حياة بعيدة عن الحاجة والخوف وفي ظل الكرامة يجب أن يكون النقابي أكثر وضوحا وأن يحمل استراتيجيات جلية وقابلة للتطبيق واعية بالجوانب الايجابية والسلبية للعولمة وضغوطها. يجب أن تأخذ الإستراتيجية بعين الاعتبار الاستثمار في النظام الصحي والتربية والعمل الكريم والفقر والتضامن والعلوم والتنمية المستدامة".(16)

هذه الصفات القيادية التي يجب أن يتحلى بها النقابي لرفع التحدي أمام تدهور الظروف المهنية والاجتماعية للعامل داخـل المؤسسات العمومية والخاصة مما نتج عنها تغير في تشريح العمل، الذي أصبح يكرس مبدأ التعاقد والدخول في اقتصاد السوق، وشركات متعددة الجنسيات، وفتح مجالات للاستثمارات، كما تبنت في سنة2007 إستراتيجيات جديدة من أجل إعادة دفع المؤسسات العمومية.

وفي ظل هذا المفهوم الجديد للعولمة وتأثيرها على عالم الشغل، أدى في الآونة الأخيرة إلى بروز عمل نقابي مكثف على مستوى المؤسسات العمومية المحلية والعالمية، بسبب تدهور الظروف المهنية والاجتماعية والاقتصادية للعامل مما أدى إلى ظهور حركات اجتماعية واحتجاجات وإضرابات عمالية .

وهذه النقابات التي برزت على الواقع المهني والاجتماعي والذي مست جميع الميادين الحكومية حتى أصبحنا اليوم لا نسمع إلا عن الإضرابات و الاحتجاجات حتى في الأماكن الإستراتيجية كالصحة والمدارس التربوية بمختلف مستوياتها خاصة الثانوية منها، والتي خلقت قوة موازية للمركزية النقابية فهي تطالب بعد النتائج الفعلية التي حققها للأساتذة بأحقيتها على التمثيل في الثلاثية والخدمات الاجتماعية باعتبارها الأكثر تمثيل ووفاء لأهداف الفئات العمالية، فهل ستستطيع هذه التنظيمات النقابية التأثير في قرارات الجهات الوصية والحصول على مطالبها ؟

ومن النتائج المتوصل إليها هي

لعل هذه الدراسة السوسيولوجية التي أجرينها حول العمل النقابي واستراتيجياته السوسيو-اقتصادية و بعدما تعرفنا على مفهوم النقابة، متى ؟ وكيف ساهمت تدهور الظروف الاجتماعية والمهنية والاقتصادية في بروز هذا التنظيم نتيجة للوعي الذي اكتسبته الفئات العمالية من خلال ممارساتهم اليومية، حيث أنهم عاشوا حياة مأساوية ضاقوا فيها كل أشكال التمييز دون أن يراعي أرباب العمل حقوقهم المهنية والاجتماعية ولا حتى الإنسانية، فرب العمل همه الربح ورفع منتوجه وتحسين مدخوله الاقتصادي.

ولقد لاحظنا كيف كان يشتغل الأطفال و النساء أكثر من 12 ساعة في اليوم مقابل أجرة زهيدة .

تدهور الظروف المهنية والاقتصادية للعامل أدت الى تشكل وعي نقابي في وسط الفئات العمالية هذا ما دفع بهم بداية في بريطاميا سنة 1720 أين قام أصحاب مهنة الخياطة برفع تظلماتهم الى البرلمان، اذ تمحورت هذه المطالب أساسا حول رفع الأجور، هذا ما أظهر ملامح عديدة لأوجه العمل النقابي اذ سرعان ما تأسست عدة اتحادات أخرى، لدى عمال الصوف و السكاكين في المنطقة الغربية من بريطانيا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكان أول اعتراف رسمي لها ، بعد ظهور قانون "لوشيه" المؤرخ في 17 ماي 1919، هذا القانون كان أحد النصوص الرسمية الأولى التي أشارت إلى وجود تنظيمات الأجراء الدائمة بفرنسا، والهدف الأساسي من إنشائه هو زيادة الأجرة يوم العمل، ولكن عرفت فرنسا الحق النقابي وممارسته كوسيلة وأداة للحماية والدفاع عن الحقوق العمالية في 21 مارس 1884 من خلال قانون " فالداك روسيار " ( 1846-1904)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].

فالتحولات السوسيو اقتصادية التي عرفتها أوروبا خاصة بعد انتقالها من النظام الإقطاعي إلى النظام الحرفي و قيام الثورة الصناعية ، في ظل هذه المعطيات برز نوع من الصراع بين الطبق الرأسمالية المالكة لوسائــل الإنتاج و الطبقة العمالية المالكة لقوة العمــل مما أدى بالضرورة إلى تعارض الموقف وتناقض الاتجاهات بين الطرفين.

في ظل هذا الصراع تشكل وعي طبقي الذي أصبح سائدا بين الفئات العمالية التي أحرزت العديد من المكتسبات ، هذا النجاح الذي تحقق في بريطانيا أدى إلى انتشارها عبر دول العالم.

لعبت الحركات النقابية العديد من الأدوار في نضالها النقابي بداية بتبنيها إستراتيجية المطالبة، أي مطلبية ، بينما في دول المغرب العربي استفادت بمشاركتها في النقابات الفرنسية وعيا منها بأهمية الحركات النقابية بالتعريف بالقضية الوطنية من جهة أي لعبت دورا دبلوماسيا ثم ثوريا، أي قامت بتعبئة الجماهير عموما، والفئات العمالية خصوصا للنضال ضد الاستعمار.

لاحظنا أيضا بأن الحركة النقابية تعرضت الى العديد من الضغوطات في كل دول العالم هذا ما زاد من وعيها النقابي ، فساهموا في بناء و تكوين نقابات عالمية لهيكلة ذاتها و تحقيق أهدافها .

أصبح للحركات النقابية معنى وقوة معترف بها، هذا ما دفع بالحكومات إلى الحرص على إبقائها تحت سيطرتها من أجل استعمالها كأداة لتحقيـق سياساتها ، وهذا ما لاحظناه في تونس و ما تعرضت له من مضايقات من طرف الرئيس بورقيبة وحزبه، الذي كان يتدخل في كل ما يتعلق بالحرة النقابي، وكذلك في الجزائر، بعد العديد من المحاولات من طرف قيادات نقابية لاستقلالية النقابة من الحزب الواحد الا أن كل محاولاتها باءت بالفشل.

تساهم الحركات النقابية في التنشئة الاجتماعية، لامتلاكها مدارس نقابية، أندية، مكتبات، نشاطات ثقافية.

تبنت الحركة النقابية في الجزائر العديد من الاستراتيجيات النقابية وعيا منها بمتطلبات كل مرحلة بدية من التأسيس إلى يومنا هذا ما أكسبها وعيا نقابيا جديدا في كل هذه المراحل من إستراتيجية ثورية الى دبلوماسية ، مطلبيه الى المشاركة ، وأخيرا إلى التخلي عن الإضرابـات و تبني خيار التفــاوض و الحــوار والمشاركة ، كخيار لتحقيق التنمية المستدامة.

بالرغم من الوعي الذي وصلت إليه الحركات النقابية إلا أننا أثناء إجرائنا للدراسة الميدانية وجدنا بأن العمال على الرغم من انخراطهم في النقابة إلا أنهم يطالبون باستقلالية النقابة عن الإدارة فهم يعتبرون النقابة التي لا تستطيع الإعلان عن الإضراب ليست حركة نقابية .

لاحظنا أن طبيعة المنطقة لها تأثير مباشر في قوة الو ضعف الحركات النقابية، فمنطقة القبائل تتميز بقوة تنظيماتها ووعي سكانها، فقد لاحظنا انه في بعض الحالات تعلن الفئات العمالية إضراب دونما اللجوء إلى النقابة .

استطاعت الحركة النقابية على مستوى المؤسسة الصناعية الكهرومنزلية من القدرة على تمثيل الفئات العمالية بسبــب علاقاتها الجيدة مع الإدارة من جهـة واكتساب الفئات العمالية ثقافة نقابية ، هذا ما جعلهم يطالبون باستقلالية النقابة عن الإدارة، هذا ما يدفعنا الى التساؤل: ما هي طبيعة العلاقة ما بين الحركة النقابية و الجهات الوصية ؟.







المراجع:

01- جورج فريدمان، بيار نافيل :" رسالة في سوسيولوجيا العمل" ، تر: الدكتور حسين حيدر، ج 02، منشورات عويدات بيروت-باريس ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، ط01 ،1985[/font:0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية   العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت نوفمبر 20, 2010 11:16 pm

المراجع:

01- جورج فريدمان، بيار نافيل :" رسالة في سوسيولوجيا العمل" ، تر: الدكتور حسين حيدر، ج 02، منشورات عويدات بيروت-باريس ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، ط01 ،1985،ص215.

02--جورج لوفران : الحركة النقابية في العالم ، تر: الياس مراعي ، منشورات عويدات بيروت- باريس، ط2، 1980، ص09.

03- فيكتور فيثر: جوهر الحركة النقابية ، تر:لجنة الترجمة في المكتب التجاري، لندن ، بدون سنة ،ص 17.

04- المرجع السابق ، ص ص3-4

05- لوزفسكي : الحركة النقابية العالمية قبل أثناء و بعد الحرب ، تر: إبراهيم العثماني، صامد للنشر و التوزيع ، الجزء: 01 ، صفاقس ، تونس ، 1973 ،ص 38.

06-ج د ه كول: الحركة النقابية ، تر: سيد حسن محمود، الدار القومية للطباعة والنشر، الجمهورية العربية المتحدة، العدد 143 ص 3.

07-كاف موسى : استراتيجية العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية ، دراسة ميدانية بالمؤسسة الصناعية الكهرومنزلية ENIEM واد عيسي تيزي وزو، 2010، ص275.

08 د/ إبراهيم مشورب : المؤسسات السياسية و الاجتماعية في الدولة المعاصرة ، دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر بيروت، ط 2 ، 2004 ،ص46.

09- الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذكرى الخمسون 24 فبراير، 2006 ، ص05.

10- أنتوني جيدنز: قواعد جديدة للمنهج في علم الاجتماع ، نقد ايجابي للاتجاهات التفسيرية في علم الاجتماع ، تر: محمد محي الدين ، مر: محمد محمود الجوهري ، المجلس الأعلى للثقافة ، ط 2000 ، ص13.

11- الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ، العدد 23 ، المطبعة الرسمية ، الجزائر ، ط 1990 ، ص765

12- عبد الناصر جابي : الجزائر من الحركات العمالية إلى الحركات الاجتماعية ، نشر المعهد الوطني للعمل ، الجزائر، 2001 ، ص53.

13- عبد الناصر جابي : مساهمة في سوسيولوجية النزاعات العمالية : الإضرابات العمالية في الجزائر ( 1969- 1986) ، أطروحة لنيل الدكتوره الحلقة الثالثة في سوسيولوجية العمل ، قسم علم الاجتماع ، الجزائر ، 1988 ، ص10.

14- نفس المرجع، ص10.

15-الاتحاد العام للعمال الجزائريين ، الذكرى الخمسون 24 فبراير 2006 ، ص 06 .

16— نفس المرجع، ص 06.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - للتعمق أكثر ارجع إلى :


العايب سليم ، هندسة تسيير الإطارات بالمؤسسة الصناعية ، دراسة ميدانية بالمؤسسة الوطنية للصناعات الكهرو منزليةENIEM، رسالة الدكتوراه في علم الاجتماع ، قسم علم الاجتماع ، جامعة الجزائر 2007




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] موريس أنجرس، المرجع السابق، ص 312..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - نفس المرجع ، ص312.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - د/رشيد زرواتي :تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم الاجتماعية ،مطبوعات الجامعية،ط01، المسيلة، الجزائر، 2002، ص198.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - جورج لوفران ، المرجع السابق ، ص 09 .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - Gygaire : les syndicats ouvriers , édition arnond, paris ,p 58 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية   العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية Emptyالسبت نوفمبر 20, 2010 11:21 pm

المراجع:

01- جورج فريدمان، بيار نافيل :" رسالة في سوسيولوجيا العمل" ، تر: الدكتور حسين حيدر، ج 02، منشورات عويدات بيروت-باريس ،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر، ط01 ،1985،ص215.

02--جورج لوفران : الحركة النقابية في العالم ، تر: الياس مراعي ، منشورات عويدات بيروت- باريس، ط2، 1980، ص09.

03- فيكتور فيثر: جوهر الحركة النقابية ، تر:لجنة الترجمة في المكتب التجاري، لندن ، بدون سنة ،ص 17.

04- المرجع السابق ، ص ص3-4

05- لوزفسكي : الحركة النقابية العالمية قبل أثناء و بعد الحرب ، تر: إبراهيم العثماني، صامد للنشر و التوزيع ، الجزء: 01 ، صفاقس ، تونس ، 1973 ،ص 38.

06-ج د ه كول: الحركة النقابية ، تر: سيد حسن محمود، الدار القومية للطباعة والنشر، الجمهورية العربية المتحدة، العدد 143 ص 3.

07-كاف موسى : استراتيجية العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية ، دراسة ميدانية بالمؤسسة الصناعية الكهرومنزلية ENIEM واد عيسي تيزي وزو، 2010، ص275.

08 د/ إبراهيم مشورب : المؤسسات السياسية و الاجتماعية في الدولة المعاصرة ، دار المنهل اللبناني للطباعة والنشر بيروت، ط 2 ، 2004 ،ص46.

09- الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذكرى الخمسون 24 فبراير، 2006 ، ص05.

10- أنتوني جيدنز: قواعد جديدة للمنهج في علم الاجتماع ، نقد ايجابي للاتجاهات التفسيرية في علم الاجتماع ، تر: محمد محي الدين ، مر: محمد محمود الجوهري ، المجلس الأعلى للثقافة ، ط 2000 ، ص13.

11- الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ، العدد 23 ، المطبعة الرسمية ، الجزائر ، ط 1990 ، ص765

12- عبد الناصر جابي : الجزائر من الحركات العمالية إلى الحركات الاجتماعية ، نشر المعهد الوطني للعمل ، الجزائر، 2001 ، ص53.

13- عبد الناصر جابي : مساهمة في سوسيولوجية النزاعات العمالية : الإضرابات العمالية في الجزائر ( 1969- 1986) ، أطروحة لنيل الدكتوره الحلقة الثالثة في سوسيولوجية العمل ، قسم علم الاجتماع ، الجزائر ، 1988 ، ص10.

14- نفس المرجع، ص10.

15-الاتحاد العام للعمال الجزائريين ، الذكرى الخمسون 24 فبراير 2006 ، ص 06 .

16— نفس المرجع، ص 06.






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - للتعمق أكثر ارجع إلى :


العايب سليم ، هندسة تسيير الإطارات بالمؤسسة الصناعية ، دراسة ميدانية بالمؤسسة الوطنية للصناعات الكهرو منزليةENIEM، رسالة الدكتوراه في علم الاجتماع ، قسم علم الاجتماع ، جامعة الجزائر 2007




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] موريس أنجرس، المرجع السابق، ص 312..


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - نفس المرجع ، ص312.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - د/رشيد زرواتي :تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم الاجتماعية ،مطبوعات الجامعية،ط01، المسيلة، الجزائر، 2002، ص198.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - جورج لوفران ، المرجع السابق ، ص 09 .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - Gygaire : les syndicats ouvriers , édition arnond, paris ,p 58 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
العمل النقابي في ظل التغيرات السوسيو-اقتصادية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتب اقتصادية
» أثر التغيرات الاجتماعية على نمط الزواج في الأسرة الجزائرية
» أثر التغيرات المعاصرة على دور الأسرة الريفية فى التنشئة الإجتماعية
» التغيرات التنظيمية و اثرها على التحصيل الدراسي في الجامعة الجزائرية
» اغتراب المراهقين وعلاقته بالوعي لبعض التغيرات العالمية (( دراسة مقارنة ))

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: المناقشات والحوار الصريح-
انتقل الى: