فريق الادارة المدير العام
عدد المساهمات : 3110 نقاط : 8100 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: محمد فوزي عبد المقصود : إتجاهات الفكر التربوي المعاصر في إسرائيل الأحد يونيو 27, 2010 2:02 am | |
| محمد فوزي عبد المقصود : إتجاهات الفكر التربوي المعاصر في إسرائيل
إن الهدف من هذه الدراسة لا يكمن في تقديم إحصائيات ومعلومات عن الحركة التعليمية في إسرائيل، بقدر ما يهدف إلى الوقوف على اتجاهات الفكر التربوي وتطبيقاته في الكيان الصهيوني من خلال مدى توظيفه واستثماره للفلسفة الصهيونية وتنظيرها، مع إبراز التحديات التي واجهت هذه الاتجاهات والأساليب التي اتخذتها للتغلب عليها واحتوائها، وأخيرا تسعى الدراسة إلى التعرف على المطالب المفروضة على التربية العربية في مواجهة تحديات الفكر التربوي الإسرائيلي المعاصر بأبعاده المختلفة. وتنطلق أهمية هذه الدراسة من الاعتبارات الآتية: · إن الإنسان اليهودي هو الأداة الرئيسية لتنفيذ المخططات الصهيونية، ومن هنا كان اتجاه الفكر التربوي إليه ليعمق في نفسه الشعور بالانتماء، بحيث يتحول من يهودي تائه إلى إسرائيلي جديد، وإليه يتجه الفكر التربوي أيضًا إن كان خارج إسرائيل ليهاجر إليها أو ليقدم لها الدعم المادي والأدبي على الأقل. · إذا كانت المنطقة العربية قد بدأت تعرف الطريق إلى ما يسمى بالسلام منذ اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979، وتوقيع اتفاقية "أوسلو" عام 1993.. نقول: إن كان كل هذا قد حدث، فإنه لا يعني بأي حال من الأحوال أن الصراع بين العرب وإسرائيل قد انتهى، فالصراع لا يعني فقط تبادل إطلاق النار، إن الصراع بيننا وبينهم في الفترة المقبلة سيكون صراعا فكريا وحضاريا، وسوف تكون أسلحته أشد ضراوة من أسلحة الحرب والدمار، إنها أسلحة العلم والفكر والثقافة والتربية والتعليم، وفي الصراع الحضاري غالبا ما يكون النصر حليفا للحضارة المزودة بقوة التربية والعلم والثقافة. · في الوقت الذي تعددت فيه الكتابات عن الصراع العربي الإسرائيلي من منظور سياسي، واقتصادي واجتماعي، لا يزال الإسهام التربوي في هذا المجال، لا يتناسب وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، وإذا كانت القضية التربوية تمثل بعدا استراتيجيا يحدد إطار حركة الأجيال القادمة في هذا الصراع، فإن التربية العربية مطالبة بدراسة وتحليل اتجاهات الفكر التربوي في الكيان الإسرائيلي حتى يمكن اتخاذ الأساليب اللازمة لمواجهتها والتصدي لها. وتعتمد الدراسة على منهجين هما: المنهج التاريخي والمنهج الوصفي، فالمنهج التاريخي يسهم في التعرف على الجذور التاريخية للفكر التربوي المعاصر في إسرائيل، كما يفيد المنهج الوصفي في تكوين نظرة تحليلية ناقدة للفكر التربوي الإسرائيلي في إطار فهم العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والسياسية المتفاعلة في هذا المجتمع، فضلا عن الإحاطة بطبيعة العلاقات بين جماعاته والقوى العالمية والمحلية المؤثرة فيه والمتأثرة به، وهو أمر لازم سواء أصابت هذه النظرة أو أخطأت.. وإذا كان تناولنا للفكر التربوي وتطبيقاته في إسرائيل من منظور "عربي مصري" يفرض علينا صراعا حتميا بين مقتضيات التجرد العلمي ومقتضيات الالتزام الوطني، فسوف نلتزم بالموضوعية العلمية التي ترتكز على عدم التهوين من قدر الآخر ولا من قدر أنفسنا، كما أننا لن نهول من قدره أو قدر أنفسنا. وإذا كانت دراستنا في منحاها المنهجي تستهدف التعرف على اتجاهات الفكر التربوي المعاصر في إسرائيل وتطبيقاته من الخارج، فإن هذا الأمر يثير جدلا ونقاشا، فهناك اتجاه يرى ضرورة التعرف على هذا الفكر من خلال الاتصال المباشر، بمعنى الاحتكاك بالواقع من خلال الدراسات الميدانية بكل أنماطها والتي تكفل اتصالا حيا بالناس، وهو ما يحقق موضوعية منصفة تتجنب الانحياز المسبق، في حين أن التعرف على الفكر الإسرائيلي من الخارج يعتمد على التأويل والتفسير والمعلومات المجزأة، ويتيح هامشا كبيرا للتحيز والأحكام المسبقة. والواقع أن التعرف على اتجاهات الفكر وتطبيقاته بصفة عامة واتجاهات الفكر التربوي وتطبيقاته بصفة خاصة لمجتمع ما وليس في إسرائيل فحسب، لا يقتصر الحكم على طبيعتها وموضوعيتها وفقا لمنطق معرفة هذه الاتجاهات من الخارج أو الداخل، بل وفقا لمعايير مركبة تأخذ في حسبانها الهدف من التعرف على هذه الاتجاهات، ودقة الأساليب المطبقة لفحصها وتحليلها، ومدى توفر الوثائق والمراجع اللازمة لتحقيق ذلك، ومدى صحة المعلومات ووعي الباحثين بتحيزاتهم المسبقة والقيمية، وقدرتهم على إبراز هذه التحيزات وإخراجها إلى حيز الوعي والعلن.. وبناء على ذلك فإن المعرفة لأي مجتمع من الخارج إذا ما توافر لها المعايير السابقة، يمكن ألا تقل في موضوعيتها عن الدراسة من الداخل، ويمكن أن تتخذ في ضوئها قرارات بالغة الأهمية، بل إنه يمكن القول أن مجرد القيام بدراسة من الداخل لا يعني ذلك تحقيق الموضوعية، إذ يمكن لباحث عربي أن يزور إسرائيل ويجري بحثا ميدانيا، ولكنه قد يخلص إلى نتائج غير موضوعية سواء لتحيزاته الفكرية المسبقة أو لعجزه عن القراءة الدقيقة للواقع. | |
|
msnyahoo عضو نشيط جدا
التخصص : هندسة عدد المساهمات : 332 نقاط : 332 تاريخ التسجيل : 17/08/2011 العمر : 34
| موضوع: رد: محمد فوزي عبد المقصود : إتجاهات الفكر التربوي المعاصر في إسرائيل الخميس أغسطس 25, 2011 5:55 pm | |
| ِشكراً جزيلاً جزاك الله خيراً | |
|