المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
اساسيات محمد الخدمة موريس الالكترونية الاجتماع الجماعات كتاب المرحله الجريمة التغير المجتمعات تنمية الاجتماعي المجتمع التنمية التلاميذ الجوهري العمل في الاجتماعية الشباب العنف والاجتماعية التخلف البحث
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

التنشئة السياسية : Political Socialization ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
التنشئة السياسية : Political Socialization ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

التنشئة السياسية : Political Socialization …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
التنشئة السياسية : Political Socialization ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 التنشئة السياسية : Political Socialization

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

التنشئة السياسية : Political Socialization Empty
مُساهمةموضوع: التنشئة السياسية : Political Socialization   التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالثلاثاء مايو 18, 2010 12:02 am

التنشئة السياسية : Political Socialization
التـنشئة السياسية هي تلك العملية التي يكتسب الفرد من خلالها معلوماته وحقائقه وقيمه ومثله السياسية ، ويكوّن بواسطتها مواقفه واتجاهاته الفكرية أو الايدولوجية التي تؤثر في سلوكه وممارسته اليومية ، وتحدد درجة تضحيته وفاعليته السياسية في المجتمع ، وتساعد على بقاء وديمومة واستقرار النظام السياسي ، طالما تستهدف تمرير الأفكار والخبرات والأساليب السياسية التي يعتمدها المجتمع بين أبناء الشعب ، ويحاول زرعها في نفوس الأفراد والجماعات على اختلاف خلفياتهم الاجتماعية والطبقية ، وعرفها " فاجن " Fagen بأنها: عملية غرس المعلومات والقيم والممارسات الثورية سواء كانت رسمية أم غير رسمية ، وبأسلوب مخطط له أو غير مـخطط له ، لخـلق أنواع من المـواطنيـن ضرورية لبقاء ونمو المجتمع ، وعرّفها "لانجتون" Langton على أنها: الطريقة التي ينقل بها المجتمع ثقافته السياسية من جيل إلى جيل ، وهذه العملية تخدم المجتمع ، حيث أنها تساعد على حفظ التقاليد والتعاليم والمؤسسات السياسية لذلك المجتمع.
وأشار إليها "هايمن" Hyman في كتابه (التـنشئة السياسية) بأنها: عملية تعلم الفرد المعايير الاجتماعية عن طريق مؤسسات المجتمع المختلفة ، والتي تساعد على أن يتعايش سلوكياً معها ، ويعرّف "ريتشارد داوسن" التـنشئة السياسية على المستوى الفردي بأنها: تعني ببساطة العمليات التي يكتسب الفرد من خلالها توجهاته السياسية الخاصة ، ومعارفه ، ومشاعره ، وتقييماته البيئية ، ومحيطه السياسي ، كما إن التـنشئة السياسية تعتبر عملية تطورية يتمكن المواطن (أو مواطن المستقبل) ، من خلالها من النضوج سياسياً ، وخلال هذه العملية يكتسب الفرد معلومات ومشاعر ومعتقدات متنوعة تساعده على فهم وتقييم والارتباط بالبيئة السياسية المحيطة به ، وتعتبر توجهات الفرد السياسية جزءاً من توجهاته الاجتماعية العامة ، فالمشاعر تجاه الحياة السياسية ترتبط في الغالب بوجهات النظر الاقتصادية والثقافية والدينية .
ومن الباحثين من يرى أن التـنشئة السياسية هي إحدى العمليات الاجتماعية التي عن طريقها يتحصل الأفراد على المعلومات والقيم والاتجاهات التي تتعلق أو ترتبط بالنسق السياسي لمجتمعهم ، والتـنشئة السياسية هي العملية التي يكتسب الأفراد من خلالها المعارف والمهارات التي تمكنهم من المشاركة كأعضاء فعالين في مجتمعاتهم ، ويتم من خلالها تحويل الدوافع الخاصة والشخصية إلى اهتمامات عامة تساعدهم على التكيف مع البناء المعياري للمجتمع ، أي أنها عملية تدريب على المشاركة الاجتماعية من خلال جعل الأفراد يشغلون دوراً نظامياً من الأدوار التي تكوّن النظام الاجتماعي ، وهي العملية التي يكتسب الفرد من خلالها اتجاهاته نحو السياسة ويطورها ويصبح من خلالها واعياً بالنسق السياسي والثقافة السياسية ومدركاً لها ، وقد عرّف البعض التـنشئة السياسية بأنها: ذلك المجال من مجالات التـنشئة الذي يتم عن طريقه تأهيل الفرد ليصبح مواطناً – كائناً سياسياً – يمتلك المقدرة على التفاعل الإيجابي ضمن نسق سياسي معين ، ومن خلال الدور الذي يتقلده في إطار ذلك النسق ، ويتم ذلك في إطار نظام التدرج الاجتماعي السائد وطبيعته ومعاييره ودرجة المرونة والانفتاح فيه.
كما ذهب البعض ، إلى أن التـنشئة السياسية تعني التمييز بين اتجاهين رئيسيين ، الاتجاه الأول: أنها عملية يتم بمقتضاها تلقين المرء مجموعة من القيم والمعايير السلوكية المستقرة في ضمير المجتمع بما يضمن بقاءها واستمرارها عبر الزمن ، أما الاتجاه الثاني : فيشير إلى أنها عملية يكتسب المرء من خلالها هويته الشخصية التي تسمح له بالتعبير عن ذاته ، ويرتبط بهذا الاتجاه النظر إلى التـنشئة السياسية كوسيلة لتعديل الثقافة السياسية السائدة في المجتمع ، أو وسيلة لخلق ثقافة جديدة تراها النخبة الحاكمة ضرورية للعبور بالمجتمع من حالة التخلف إلى التقدم.
إذن فإن التـنشئة السياسية ، تعد عملية من عمليات التـنشئة الاجتماعية ، التي تقوم فيها قنوات ومصادر التـنشئة السياسية بزرع القيم والمبادئ السياسية السائدة في المجتمع ، لدى الفرد ، لكي يصبح مواطناً صالحاً ، مترجماً لتلك القيم والمبادئ إلى سلوك يومي يساعد من خلاله على تنمية المجتمع الذي يعيش فيه ، محافظاً على إطاره السياسي ، ولذلك فإن التـنشئة السياسية تختلف من مجتمع لآخر ، تبعاً للبيئة السياسية لتلك المجتمعات ، وتبعاً للأيديولوجية السائدة التي يعتمدها النظام السياسي لتنظيم الحياة السياسية لأفراد المجتمع ، وبذلك تقوم التنشئة السياسية بالعمل على استمرارية النظام السياسي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

التنشئة السياسية : Political Socialization Empty
مُساهمةموضوع: الأسرة و التنشئة السياسية   التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالثلاثاء مايو 18, 2010 12:13 am

السياسة قد تكون كلمه يخشى البعض الكلام فيها ولقد لفت نظري موضوع التنشئة السياسية فكثير من الأسر قد تغفل هذا الجانب عند تنشئة أبنائها والتنشئة نعرف أنها انواع ومنها التنشئة السياسية فالأسرة لابد أن يكون لها دور وكذلك المدرسة وسوف أطرح مقالين الأول يتعلق باللأسرة والثاني يتعلق بدور المدرسة في التنشئة السياسية . ارجو لكم المتعة والفائده .


تحتل التنشئة السياسية مكانة غاية في الأهمية بالنسبة إلى المجتمع و النظام السياسي، و من أهم وأسمى مهام التنشئة السياسية قيامها بدعم الوحدة الوطنية و ترسيخ روح الاندماج القومي الذي غالباً ما يتآكل في الدول ذات التباين الواضح في اللغات والأعراق و الأديان فوجود التنشئة السياسية الصحيحة في دولة ذات التباين العرقي والأديولوجي و الطائفي يساهم بصورة كبيرة في رأب صدع الوحدة الوطنية ناهيك عن مساهمتها في تجسيد شعور قوي بالهوية الوطنية، إضافةً إلى كونها تساعد في عملية التطوير الثقافي للفرد·

فالتنشئة السياسية عموماً تعرف على أنها عملية مركبة تعنى من ناحية بنقل معلومات سياسية، قيم، ووجهات نظر الوالدين، المدرسين، دور العبادة، الرفاق، ووسائل الإعلام المختلفة لاسيما المرئي منها وتشير من ناحية أخرى إلى نمو قدرة الطفل على فهم البيئة السياسية التي يعيش في إطارها، والإنسان يتعرض عبر مؤسسات التنشئة لتأثيرات مختلفة، فالأسرة تمثل إحدى القنوات الأساسية في عملية التنشئة في مختلف دول العالم حتى في الأسر التي لا تهتم بالأمور السياسية إلا أنها ما زالت تمارس دوراً هاماً في إرشاد الصغار في عملية بناء وتنمية شخصياتهم الأساسية ومواقفهم وقيمهم·

والأسرة أول مؤسسة اجتماعية يعايشها الإنسان العربي ويتربى في أحضانها وهي التي تقوم بغرس القيم الاجتماعية والسياسية، وتبدو أهمية الأسرة بالنسبة إلى الإنسان العربي أكثر وضوحاً لأنه يعتمد عليها مادياً ومعنوياً حتى الزواج، وفي بعض الأحيان بعد الزواج و النمط التربوي الأسري نمط أبوي يجعل للأب كل السلطة في داخل الأسرة ويعطيه السيادة على إدارة شؤونها واتخاذ القرارات فيها وما يتبع ذلك من تبجيل للكبار والإصغاء إليهم باعتبارهم موئل الحكمة والرأي السديد كل هذه الأمور غالباً ما تكون لدى الأفراد مجموعة من الاستعدادات والتصورات والمعايير التي قد تؤثر بشكل مباشر على سلوك الفرد وقدرته على تكوين آرائه المستقلة، وعليه يمكن القول إن دور الأسرة في تشكيل الذات السياسية Political Self يسير في خط متوازٍ مع دورها في التنشئة العامة، إن التعلم السياسي هو "شكل خاص من أشكال التعلم الاجتماعي ويتخذ أنماطاً مشابهة" إلا أننا ننبه إلى ضرورة عدم التوسع في الاعتماد على التشبيه، حيث إن هناك أسباباً تجعلنا نتوقع أن تلعب الأسرة دوراً أقل في التنشئة السياسية بالذات:

أولاً: كثير من الأدوار والعلاقات السياسية لا تتم إلا عند الكبر، ومعظم حالات المشاركة السياسية للفرد ترتبط بقضايا سياسية معاصرة، وترتيبات حكومية محددة وزعماء وجماعات سياسية معينة، إن الفترة التي يكون فيها الفرد في أكثر حالات وعيه ومشاركته السياسية في فترة بعيدة كل البعد عن مرحلة الطفولة التي تمتاز بالتأثير القوي للأسرة، و إن كثيراً من التأثيرات تتداخل بين التأثير المبكر للأسرة وبين المحيط السياسي لحياة الفرد عند الكبر وكذلك فإن بنية الحياة السياسية قد تختلف عما كان موجوداً خلال مرحلة الطفولة·

ثانياًً: الأسرة عادة لا تهتم كثيراً بإعداد أبنائها للحياة السياسية مثل اهتمامها بإعدادهم لأدوار أخرى، فالسياسة لا تقع في أعلى سلم الأولويات بالنسبة إلى الأسرة العربية، كذلك فإن المحيط السياسي لا يمثل شيئاًَ مهما ً وبارزاً بالنسبة الى معظم الأطفال والصبيان، و إن إعداد الأبناء لأدوار مهنية أسرية يعتبر أكثر أهمية وأولوية بالنسبة الى معظم الأسر من إعدادهم للحياة السياسية، إن معظم الأسر تبذل جهداً واضحاً من أجل تعويد الأطفال على الاعتماد على النفس والقيام بالأدوار المختلفة وتهيئتهم للزواج والأبوة والأمومة وتربيتهم تربية دينية مناسبة، أما التعليم السياسي وتعليم المواطنة فإنها لا توليه إلا جهداً ووقتاً ضئيلاً، إلا أننا لا نريد أن نوحي هنا أن الأسرة ليست مهتمة في التنشئة السياسية ولكننا فقط نحذر من الاعتماد بشكل كبير على افتراض التشابه والتداخل بين التنشئة السياسية والتنشئة الاجتماعية العامة، فالأسرة كما هو معروف الخلية الأولى للتنشئة السياسية و الاجتماعية فلذلك نجد الطفل في أولى مراحل نموه يكون متأثراً بشكل ٍ كبير نتيجة وجود العاطفة الأسرية من قبل الوالدين و بصفة خاصة من قبل جانب الأم، فلذلك نجد الطفل يقابل هذا التأثر بتفاعل غير واع لمعتقدات الأسرة·

فالأسرة تقوم كغيرها من المؤسسات الاجتماعية و السياسية بتأهيل الفرد للانخراط في الحياة السياسية بأن يكون مصوتاً أو مرشحاً أو على الأقل مهتماً و هذا أضعف الإيمان، فقد نرى أن بعض الأفراد لا يقدمون على المشاركة السياسية و ذلك قد يعود إلى وجود قيم و عادات قديمة تدفعه إلى عدم الاهتمام بالأمور السياسية فالطفل حينما يتأثر بنمط تنشئة سياسية معين موجهة له فإنه يمر بمراحل متعددة كي يحصل على معرفة تجاه السلطة و قد أشارت بعض الدراسات إلى هذه المراحل و هي: (1) التوجه في التعرف على السلطة بالتسيس Politicization: و هنا يدرك الطفل من خلال علاقاته في الأسرة و المدرسة و المجتمع أن هناك سلطات أعلى منه يجب عليه طاعتها من خلال مواقفه في الحياة معهم، فبمرور الوقت يدرك الطفل أنه مطالب بطاعة الوالدين، و تقدير المعلم أو مدير المدرسة، و احترام رجل الشرطة· (2) التوجه في التعرف على السلطة بالشخصانية Personalization: وفي هذه المرحلة يمكن للطفل أن يبدأ بجمع معلومات عن شخصيات معينة قريبة منه و يسهل على عقله إدراكها مثل: مدير المدرسة أو الشرطي، فيقوم بطرح أسئلة عن مهام هذه الشخصية و مكانتها في المجتمع، و دورها في الحياة المدنية و المجتمعية، و من ثم تتطور هذه العملية إلى أن يدرك الطفل و يجمع معلومات عن رئيس الدولة أو رئيس الحكومة في مرحلة متقدمة تتوازى مع مرحلة عمره و نضجه العلمي و السياسي·(3) التوجه في التعرف على السلطة بالمؤسسات Institutionalization: و هذه هي أهم المراحل في عملية التنشئة السياسية للطفل فيها تتضح الصورة لدى الأطفال من خلال ربط الصفات الملتصقة في أذهانهم عن بعض الشخصيات كرجل الشرطة، و الرئيس، بالمؤسسات السياسية كإدارة الشرطة، و المجالس البرلمانية و الحكومة، و غيرها من المؤسسات الأخرى مما يدل على مدى النضج السياسي لدى الطفل الذي أصبح يدرك تطور المنظمات و المؤسسات القائمة في النظام السياسي، و من جهة أخرى فإن هذا النمط من التعرف على السلطة يثري معرفة الفكر السياسي لدى الناشىء·

إن وجود تنشئة سياسية صحيحة توجه نحو الأطفال في المراحل المبكرة من عمرهم هي مطلب ضروري يحتاج إلى بيئة و إرادة سياسية تساعد فعلاً على تفعيل هذه العملية بشكلٍ صحيح و مؤثر من أجل الحصول على أفراد فاعلين في المجتمع·


علي حصيّن الأحبابي*
قسم العلوم السياسية - جامعة الإمارات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

التنشئة السياسية : Political Socialization Empty
مُساهمةموضوع: د. سعــد الأمــارة /مجلة النبأ - العدد 57 - الدين والأسرة والتنشئة الاجتماعية   التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالثلاثاء مايو 18, 2010 12:17 am

تركز معظم الدراسات والبحوث النفسية والاجتماعية والدينية، وكل من يدرس الإنسان في حياته الاجتماعية على التفاعل بينه وبين الآخر (الإنسان والإنسان) وبين الإنسان والجماعة، وبين الجماعات، وتعد التفاعلية فتحاً علمياً أساسه اجتماعي في معظمه، لذا عدّ التفاعل الاجتماعي في مجتمعاتنا المعاصرة (الحديثة) وحتى القديمة، من أسس قيامها واستمرارها وامتداد بقائها ليومنا هذا، حيث قال الإمام الشيرازي: (إن الإنسان خلق اجتماعياً بالطبع، لا لحاجته الجسدية فقط، بل لحاجاته النفسية، حيث الإنسان يستأنس بالإنسان، ويستوحش لفقده، كأن الإنسان يؤثر في الإنسان الآخر، سواء أكانا فردين، أو مجتمعين، أو بالاختلاف والتأثير)(2: 38)، ولولا ذلك لفنيت بفعل السلوك الغريزي (الحيواني) وغلبة الأنانية الافتراسية على سلوك المجتمعات؛ فالتفاعل الاجتماعي مفهوم مهم يشكل أساس الشخصية والعلاقات المتفاعلة، فالإنسان يعدّ - أساساً - كائناً حياً ليس بتكوينه البيولوجي بقدر ما هو حقيقة لا مفر منها،وهو كائن اجتماعي بحقيقة مشاركته في الجماعة الاجتماعية، ويهذب هذا المفهوم ويضفي عليه الطابع الإنساني تنظيم العلاقات من خلال أكبر مؤثر في السلوك وهو الدين، والدين الحقيقي حصراً، وليس القشور السطحية للدين؛ من قبيل استخدامه إطاراً رسمياً للمناسبات، وإنما الدين بتعاليمه ومنهجه، فالدين الحقيقي هو القاسم المشترك والجامع الأكيد لتفسير كل النزعات الإنسانية، بتكوينها، ونشأتها، وتفاعلها، وحتى الأدوار الاجتماعية لم يبخسها حقها.
فالدين وضع المجتمع الإنساني على المحك عندما دعا إلى السلام والمساواة وحب الآخر وقبوله، والابتعاد عن الضغينة والمنابذة؛ إذ قال تبارك وتعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) (الأنفال: 46).
فالدين إذاً إطار شامل يضم البشرية أجمع، وهو المنهج المتكامل لكل زمان ومكان ولكل الأقوام والشعوب، وهو يدعو الناس إلى تكوين أسرة متفاعلة مع نفسها ومع الآخرين؛ فقد قال الإمام علي بن أبي طالب(ع): ( عليكم بالتواصل والتبادل وإياكم والتدابر والتقاطع)(2: 48)، وهو التفاعل والتواصل القائم على تأسيس القيم الداعية إلى الفضيلة والتمسك بالتقاليد والأعراف الصحيحة، كما يدعو الدين الناس إلى نبذ العنف وعدم دعمه كسلوك إنساني في التعامل وإحلال التفاعل السلمي بين الأفراد والمجتمعات والشعوب حتى يصل إلى الأمم، وهي دعوة حقة قوامها الحفاظ على الجنس البشري من الفناء..
إذن؛ فالتفاعل الاجتماعي هو سلوك يتعلمه الإنسان من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، كما يتم تعلمه من الأسرة، وهو أيضاً سلوك يباركه الدين، باعتباره أحد سمات المجتمع المتماسك؛ لذا يعد التفاعل الاجتماعي أحد الأساليب المهمة التي يستطيع الإنسان بواسطتها أن يعدل سلوكه عندما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه، والتفاعل الاجتماعي عمل متبادل حيث يشترك كل فرد في هذا العمل ويكيف نفسه ليعمل مع الآخرين (1 : 232).
ومن الجوانب الأساسية التي يدعو لها الدين هي محبة الآخرين والاندماج معهم، والتفاعل والتعاون معهم، فكانت النظرة التفاعلية للفرد مع الآخرين قائمة على أساس الاتصال.. المشاركة.. معرفة الدور.. التفاعلات الإنسانية بكل أشكالها؛ ولقد جاء في الذكر الحكيم: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (فصلت: 34).
الدين والأسرة والتنشئة الاجتماعية:
يشكل الدين أحد أهم الركائز (الأسس) لدى الإنسان المعاصر نظراً للتغيرات السريعة المستجدة في حياة المجتمعات وبنائها السريع، مقارنةً مع ما كانت عليه في السنوات السابقة التي تميزت ببساطة الحياة ورتابتها؛ فالتغيرات السريعة في سياق مناحي الحياة المتنوعة التي أحدثت انقلابات شبه جذرية في تلك المجتمعات والتي طالت خلالها القواعد والقوانين والقيم الاجتماعية وكل ما يتصل بتنظيمها؛ مما يستدعي بشكل ملحّ العودة إلى الدين لتنظيم حياة الناس وإضفاء حالة الطمأنينة والهدوء عليها بعد أن فقدوها. فالتجمعات السكانية التي أصبحت من كثافتها لا تطاق مع الابتعاد عن القيم والمعايير الاجتماعية، فكانت العودة إلى الدين أمراً محتوماً، بغية تنظيم الحياة من جديد، والعودة إلى قيم الأصالة المتمثلة فيه، إذ في ذلك النجاة مما أحاق بالإنسان من مصائب وكوارث طبيعية، أو بفعل الإنسان نفسه، فكانت العودة إلى الدين بمثابة عودة الإنسان إلى الوعي من جديد، فلا يمكن لأي مجتمع إنساني أن يعيش بأمان أو تتنظم حياته دون أن يكون الفيصل في ذلك الدين الإسلامي ومنهجه المتسامح، فهو منهج للحياة، ودين تنظيم التعاملات الفردية والجمعية.. الدين الذي يمنح الإنسان الراحة عند اللجوء إليه في ظل الظروف السائدة الملبدة بغيوم التغييرات السريعة بنظم العولمة والتحولات التكنولوجية المتلاطمة التي تدعو إلى إلغاء الخصوصية الفردية وانتهاكها، وما تتركه من أمراض واضطرابات تبدو بمجملها ناتجة عن السياسة العالمية التي تمد بظلالها الكثيفة على المجتمعات والشعوب، وجعلت منها حقولاً للتجارب من خلال تعريضها للحروب والأزمات والكوارث والأمراض، فضلاً عن انعكاسات تلك التجارب على السلوك الإنساني ومجمل حياة الإنسان، فسببت الكدر والضيق والضغط النفسي..
وعندما نستعرض كل تلك الأزمات والأوبئة والكوارث، نجد أن الإنسان قد ابتعد عن القيم، والتعامل الاجتماعي القويم، فدبت المصلحة الشخصية الفردية الأنانية والابتعاد عن روح الجماعة، وانتشرت آلية التعاملات التجارية المادية إزاء انحسار القيم الاجتماعية والسلوك السوي الواعي الذي يتفق مع التوجهات القيمية للدين في بناء المجتمعات الإنسانية. فالدين إذاً القاسم المشترك لاستعادة جوهر الوعي والإدراك النفسي والاجتماعي للفرد؛ نظراً لمنهجه الذي يصلح لكل زمان ومكان، ولكل الشعوب والمجتمعات الإنسانية.
فالابتعاد عن الدين يثير معاناة شخصية (فردية) واجتماعية، وإذا ما تحللت القيم بالتدريج لدى أفراد المجتمع الحديث فإن المشكلات تزداد، ومن أهم تلك المشكلات التي تسبب المعاناة والآلام:
ازدياد حالات الطلاق، والفشل في إيجاد سبل وحلول ناجحة في تربية الأبناء تربية صحيحة قويمة، واضطراب الثقة بين الأبوين، وازدياد حالات اضطراب الهوية (الهوية الذاتية الشخصية، والأسرية ثم الوطنية) فضلاً عن الإحساس بالتبلّد الانفعالي إزاء مواقف الحياة المختلفة، السهلة منها والصعبة،وانخفاض الروح المعنوية الفردية، حتى تكاد روح الكآبة تسري في مفاصل المجتمع وحلقاته.
فالدين إذاً هو الحل الأمثل لكل تلك المشكلات من خلال إعادة النظر في الأسس التي تبنى عليها الأسرة، ويتطلب هذا عملاً جماعياً يخطط له، بالإضافة إلى التعرف الكامل على واقع التنشئة الاجتماعية والطرق المعتمدة ضمن إطارها الاجتماعي بغية تحقيق المساعدة، فالإمام الشيرازي يرى بأن للدين أهمية كبرى في التأثير في الفرد ثم التأثير في المجتمع، ولا يخفى الفرق بين الدين المرتبط بالحياة كالإسلام، حيث له مناهج في كل الشؤون، وبين الدين غير المرتبط بالحياة (2: 78).
أما الأسرة - التي تعد محور قضية وجود الإنسان - فهي التي كونت النواة الأولى لذلك الإنسان في حياته الهادئة أو المضطربة، راحته أو شقائه؛ فالتربية التي تربي بها الأسرة أبناءها هي الكفيلة بأن يُتعلم من خلالها السلوك المعوجّ (المنحرف) أو الصحيح (القويم)؛ وبما أن الخلل والتدهور شمل الأسرة، فحتماً ستكون النتائج المتوقعة مضطربة ومشوّهة وهي حقيقة علمية لا غبار عليها، فإصلاح الأسرة يعد اللبنة الأولى في إصلاح المجتمع وأفراده، فالأسرة في مجتمعاتنا نعتبرها أسرة شرعية التكوين، أسرة زواجية، وهي تعد نسقاً يتكون من زوجين وأطفالهما. ولأن التأكيد الاجتماعي في مثل هذه الأنساق ينصب بصفة أساسية على العلاقة الزوجية (3: 167)، وهي المعمول بها في مجتمعاتنا، والتي تتناقض في تكوينها مع النسق الغربي الذي يعتمد على إقامة علاقات تعطى صبغة الزواج وإنجاب الأطفال، ولكن بدون سياقات شرعية، أو ضوابط قيمية، ونعني بذلك الأسرة أو العائلة التي أقيمت على ضوابط شرعية أولاً وقبل تأسيسها، فالعائلة أوّل ما تكونت من زوج وزوجة (4: 30)، ويقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (وجعل منها زوجها ليسكن إليها)(الأعراف: 189).
أما التنشئة الاجتماعية، فهي العملية التي من خلالها نتعلم كيف نصبح أعضاءً في المجتمع، من خلال استدماج معايير وقيم المجتمع من ناحية أو تعلم كيفية أداء أدوارنا الاجتماعية (دور العامل، دور الأب، دور الصديق، دور المواطن.. الخ)،والتنشئة تعد أساسية في تحقيق التكامل في المجتمع، ولم يعد يُنظر إلى التنشئة الاجتماعية باعتبارها الحافظ لمرحلة الطفولة، وتتم من خلال الأسرة والمدرسة، ولكن أصبحت من الأمور المسلّم بها، إلا أن التنشئة عملية مستمرّة مدى الحياة، كما اتضح أيضاً أنها ليست مجرّد عملية ذات خط واحد، يتعلم من خلالها الأفراد كيف يتكيفون مع المجتمع (3: 482).
الدين والروابط الأسرية:
معظم الناس على دراية ومعرفة تامة بما للدين من تأثير فعّال على سلوك أفراد مجتمعاتنا وتكوين أفكارهم وأسلوبهم في الحياة، وتعاملاتهم في دقائق الأمور العملية اليومية، فمعظم ما يصدر عنا من تصرفات، إنما هو نتاج يتدخل في معظمه عامل التشبع بالدين، فهو شريعة تملأ الحياة في عباداته ومعاملاته وأحواله الشخصية (4: 60)، وعليه فهو نظم سلوك الزوجين داخل الأسرة الواحدة على مستوى التربية والتعامل واكتساب القيم، وإقامة العلاقات والروابط داخل الأسرة، والعلاقات بين الأهل والمقربين.
إذن فالعائلة عشّ لا للجهات الجسدية للأولاد، بل للجهات النفسية أيضاً، فإنهم يتعلمون من الأبوين ويتربون بأخلاقهما وسلوكهما، ولذا كان عليهما تحسين السلوك حتى لا يخرج الأولاد منحرفين (4: 39)، فالدين على ضوء ذلك هو القاسم المشترك للسلوك إزاء مواقف الحياة المختلفة في التربية وإقامة الروابط والعلاقات داخل الفرد نفسه، وبينه وبين شريك حياته، وبينه وبين أولاده، حتى تمتد العلاقات والروابط نحو الجار والآخرين من الناس في المجتمع؛ لذا فإن أسس تكوين الروابط اللاشعورية المعتمدة على الدين والمستمدة منه مقومات بقائها تبدأ من داخل الأسرة الصغيرة (الأب والأم) فأي اختلال في تنظيم العلاقات والروابط داخل الجهاز الأسري يسهم في إحداث الاضطرابات والمشكلات النفسية والاجتماعية لاحقاً؛ فالأسر تمتلك فعلاً قوياً، وأسلوباً خاصاً بها، يحدد طبيعة اتصال أفرادها وكيفية التعامل مع بعضهم البعض، أو مع الآخرين خارج نطاق الأسرة؛ لذلك فإن تحديد الأدوار (الذكورة والأنوثة - الأب والأم) يتم على وفق النظام القيمي السائد في المجتمع، وهو يعد الأصلح والأنجح (حديثنا عن المجتمع الإسلامي).
أما إذا تم عكس ذلك فإن العلاقات والروابط ترتبك في الأسرة؛ فالدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي انفرد عن باقي الأديان، وذلك من خلال وضعه أسس هذه التعاملات والعلاقات والأدوار، وبناءً على ما يعطيه من دور للرجل أو المرأة، أو الابن الأكبر أو الأصغر، أو البنت، حتى تم تنظيم هذه الأدوار بشكل لا شائبة عليه، وتحقق ذلك واقعياً من خلال سلوك أفراد المجتمع، فإن كبيرهم يعطف على صغيرهم وصغيرهم يحترم كبيرهم، ثم وضع الضوابط الاجتماعية القيمية داخل الأسرة، وامتدت إلى المجتمع الأوسع فكان أن ظلّ النسيج الاجتماعي محافظاً على تكوينه رغم التغيرات العاصفة وموجات التمرد والتنافر الأخلاقي في معظم المجتمعات، كما أن الترتيب القيمي المعتمد على أسس الدين، ظل محافظاً على هيكليته في الأسرة والمجتمع، وإن كان الالتزام بها نسبياً ومتفاوتاً بشدته من مجتمع لآخر، إلا أنها ظلت متماسكة مما جعل الهوية الذاتية للفرد متماسكة كامتداد لقيم الأسرة.
الأسرة واكتساب القيم والعادات:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تعد الأسرة السليمة المؤسسة المكملة لنسيج البناء التحتي لأي مجتمع من المجتمعات (5: 89)، لذا فإن التعرف على الأبعاد الأساسية السائدة داخل الأسرة يعطينا مؤشرات واضحة نحو أساليب اكتساب القيم والعادات والمحافظة على المعتقد الديني وانتقاله من الآباء إلى الأبناء، لينساب بشكل طبيعي بعيداً عن القسرية، وأنماط الضغط في التربية لاكتساب هذا المكون الأساسي، فالأسرة المتمثلة في الأبوين هي المسؤولة عن بث روح المسؤولية واحترام القيم، وتعويد الأبناء على احترام الأنظمة الاجتماعية ومعايير السلوك فضلاً عن المحافظة على حقوق الآخرين واستمرارية التواصل ونبذ السلوكيات الخاطئة لدى أبنائها مثل التعصب الذي يعده البعض اتجاهاً نفسياً جامداً ومشحوناً وانفعالياً، وكذلك ظواهر أخرى تعد محرمة دينياً، أو التقرب منها يعد عدواناً على حقوق الغير، فمن أجل ذلك ينبغي التعامل مع أسس القيم المرغوبة على أنها سلوكيات صحيحة، والتعامل معها بثبات لتترسّخ قواعد هذا النظام، وهذا يتطلب من الكبار الذين يتعاملون مع الطفل أن يكونوا القدوة والمثال في هذا الشأن (6: 53).
فعلاقة الوالدين أحدهما بالآخر لها الأهمية الكبرى في نسق اكتساب القيم من خلال التربية، وتوافقهما يحقق للأبناء تربية نفسية سليمة خالية من العقد والمشكلات التي لا تبدو واضحة للعيان آنياً، وإنما تظهر نتائجها بشكل واضح مستقبلاً، فإشباع حاجات الأبناء من قبل الأبوين يخفف إلى حد ما من درجات التناقض في التربية، فضلاً عن تحقيق التماسك الأسري واستقراره؛ حيث بالإمكان أن يسود جو العلاقات الخالي من التشاحن والخلافات، خاصة بين الأبوين، فزيادة التناحر والصراع بينهما ينعكس تماماً على الأطفال مباشرةً ويترك آثاراً نفسية مؤلمة، ويصيب الأطفال باختلال في التوازن الانفعالي والنفسي، ويهدد أمن الطفل وسلامة حاجاته للانتماء عندما يشهد هذا الصراع، ويسمع ألفاظاً قاسية لا يستطيع أن يهرب من آثارها النفسية، فقد تؤدي هذه العلاقات بين الوالدين إلى أنماط من السلوك المضطرب لدى الأطفال كالغيرة والأنانية والخوف وعدم الاتزان الانفعالي (9: 102).
أما القيم التي تعلمها الأسرة لأبنائها فهي عبارة عن مفاهيم تختص باتجاهات وغايات تسعى إليها، كاتجاهات وغايات جديرة بالرغبة، وتعد القيم بمثابة المعيار المثالي لسلوك الفرد، ذلك المعيار الذي يوجه تصرفات الفرد وأحكامه وميوله ورغباته واهتماماته المختلفة، والذي على ضوءه يرجح أحد بدائل السلوك، وأن الفعل أو السلوك الذي يصدر عنه وسيلة يحقق بها توجهاته القيمية في الحياة، لذا تعد الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية في اكتساب الأبناء لقيمهم، فهي التي تحدد لأبنائها ما ينبغي أن يكون في ظل المعايير السائدة (9: 214)، ومن القيم التي تكسبها الأسر المسلمة لأبنائها السلوكيات الاجتماعية المتعلقة بالأخلاق والدين والتعامل مع الآخرين وآداب المجالسة والوفاء والإخلاص، فقد قال الإمام علي(ع) : (لأخيك عليك مثل الذي لك عليه) وقال أيضا: (من لانت كلمته وجبت محبته) (8: 66)، فالدين إذاً نسق قيمي، ذو نسب متفاوتة ومتباينة نسبياً، فالأشخاص الذين تتميز تربيتهم بالقيم الدينية وتتسم سلوكياتهم بسمات مثل الطاعة، الأمانة، التسامح، التعاون، الوفاء.. الخ، وعلى العكس تماماً فيما يتعلق بالأشخاص الأقل تديناً أو تتم تربيتهم بسمات أخرى ليست دينية بحتة، فإن القيم السائدة لديهم تكون عادة القيم الوسيلية الخاصة، فهي تختلف عن الأولى بفروق نسبية، من حيث الدرجة.
إن التربية في المجتمع الإسلامي بنوعيها؛ التربية القائمة على القيم الدينية، والتربية القائمة على القيم الدينية المتسامحة، فإنها تكاد تتشابه في معظمها، حتى كادت المسحة أو السمة العامة للسلوك الشخصي لأفراده المتشددين أو الأقل تشدداً على القيم تختلف في الدرجة، ولكن في النتائج تتغلب القيم الدينية الإسلامية في قوة التماسك والترابط الأسري والاجتماعي، فهي الأكثر ثباتاً.
أثر الأسرة في التنشئة الاجتماعية:
إن آفاق التربية الأسرية تمتد عند بلوغ الطفل سن السادسة من العمر، حيث يلتحق معظم الأطفال بالمدارس أو مراكز التعليم المختلفة، فتكون قيم الأسرة التي زرعتها في أطفالها قد أثمرت لتجد نفسها أمام محك التطبيق العملي الميداني، فالأسرة عندما اتبعت في تربيتها لأبنائها أنماطاً معينة تكون قد ابتعدت أو اقتربت من حالة السواء الجمعي في السلوك، فسلوك التبعية والامتثال والخضوع المفرط، يجد صداه في التعامل مع الأقران في هذه المرحلة، حيث يكون الاحتكاك مع الأقران في المدرسة والشارع معظم الوقت، أما إذا نمى الطفل على أساليب التربية الأسرية القائمة على الثقة بالنفس والتعامل بروح المبادرة وسلوك الاعتداد بالذات، فإنه سيحقق ذلك حتماً في الميدان الحقيقي... هو في كلتا الحالتين يجد نفسه أمام المواجهة.. وعند التساؤل عن العوامل الأساسية المسؤولة عن تكوين هذه السمات وسيطرتها على شخصية الفرد في التعاملات اليومية، نجدها تتحدد في ثلاث فئات أساسية وهي:
الفئة الأولى: المحددات البيولوجية وتشمل الملامح أو الصفات الجسمية كالطول والوزن.
الفئة الثانية: المحددات السيكولوجية (النفسية) وتتضمن العديد من الجوانب كسمات الشخصية ودورها في تحديد التوجهات القيمية للأفراد.
الفئة الثالثة: المحددات البيئية، حيث يمكن تفسير أوجه التشابه والاختلاف بين الأفراد في ضوء اختلافات المؤثرات البيئية والاجتماعية (9: 257).
فالتنشئة الاجتماعية هي امتداد لتربية الأسرة في البيت، حتى سميت بالتنشئة الأسرية، وهي أولى مهام التنشئة الاجتماعية، وقد تبين أن هناك علاقة بين أسلوب التنشئة الاجتماعية وما تبناه الأبناء من قيم، فالأسرة كمؤسسة اجتماعية لا توجد في فراغ، وإنما يحكمها إطار الثقافة الفرعية التي ينتمي إليها، كما يتمثل في المستوى الاقتصادي - الاجتماعي، والديانة وغير ذلك من المتغيرات. إذن فالأسرة تلعب دوراً أساسياً في إكساب الفرد قيم معينة، ثم تقوم الجماعات الثانوية المختلفة التي ينتمي إليها الفرد في مسار حياته الاجتماعية بدور مكمل، بحيث تتحدد للفرد قيم معينة يسير في إطارها، فالفرد يتنازل عن بعض القيم التي اكتسبها في محيط الأسرة ليأخذ بغيرها مما تأثر به في إطار مختلف (9: 257)، وإن كان يماثل في معظمه التنشئة الأسرية أو البيئة الاجتماعية، فهو امتداد لهما؛ حيث قال الإمام الشيرازي: إن المحيط الاجتماعي يؤثر في الإنسان تأثيراً كبيراً، وكلما كان المجتمع أكبر، كان تأثيره في الإنسان أكثر (2:84).
الإنسان بين الدين وعوامل التنشئة الاجتماعية:
من المتفق عليه أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يتأثر ويؤثر اجتماعياً، يتأثر بأهله، بمجتمعه، بتاريخه، بكل ما يحيط به ليؤثر تالياً في بناء شخصية أبنائه، ومن ثم في حياتهم، فيرسم لهم الأطر التي ضمنها يتحركون؛ لذلك يعيش المرء حاضره انعكاساً لبعض ماضيه، فينظر إلى مستقبله انطلاقاً من حياة معاشة مليئة بما يفرح وبما يحزن، بما ينشط وبما يخمل، فحيال هذا يمتثل ويتوحد، يقلد ويحاكي، يثور ويعاكس، يجد الحلول لمعاناته (1: 72). على وفق نمط شخصيته التي خلقها الله وتكونت، فضلاً عن التربية التي تلقاها من أسرته ومدى تأثيرها عليه، فهل شكل الدين الأساس المتين فيها، أم أنها تربية عامة، أو أنها شمولية تأثرت بالدين وأساليب أخرى.
وبعد ذلك يأتي دور المجتمع في صقل تلك المكونات؛ فقد ثبت علمياً بأن الأسر التي يطغى على تربيتها عوامل التشتت والتفكك تؤدي بالأبناء بمرور الزمن إلى اللامبالاة أو عدم الاهتمام أو النقيض التام من ذلك السلوك الذي تعلموه في طفولتهم، وهو التقيد والتمسك بالتقاليد ودقة المواعيد وإكمال الواجبات الحياتية بأدق الصور، وهناك بعض السمات التي تبدو واضحة على شخصية الأبناء الذين تلقوا التربية في ظل ظروف غير اعتيادية مثل الأسرة التي يتعاطى فيها أحد الأبوين الكحول، حيث من المحتمل أن تعصف المشكلات الخطيرة بكيان الأسرة، وتهز أركان تماسكها، فهو مرض اجتماعي خطير يؤثر بشكل سلبي على نسيج العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع.
وتتميز أيضاً بأن أعضاء الأسرة التي يتعاطى أفرادها الكحول أو المخدرات بأنها لا تولي اهتماماً تجاه بعضهم البعض، وخصوصاً معاملة الأبوين لأطفالهما، في الوقت الذي تتسم حياتهما بالتقلب والطيش، إضافة إلى أن العلاقات بين أعضاء الأسرة استبدادية وتسلطية، وكذلك تحاول الأسرة تحريم أشكال التعبير الحر عن حاجاتهم ومشاعرهم، وعلاقاتهم المتبادلة التي تتسم بالصلابة والقسوة (11: 62).
ولكن تبقى المكونات الفردية التي ينشأ عليها الأطفال أثناء تلقيهم التربية بأنواعها، ومدى تقبلهم أو رفضهم لتلك العوامل المؤثرة مباشرة، فهي التي تحدد سلوكهم، فضلاً عن التنشئة الاجتماعية خارج الأسرة التي تصقل الخبرات الأولى التي تعلمها من الأسرة، وكذلك تأثير الأقران في ذلك الصقل، وعند تحليل المكونات الفردية والعوامل الخارجية المؤثرة نجد أن الأولى تسمى المكونات الذاتية والثانية (العوامل) الخارجية (الموضوعية)؛ فالشخصية في تصرفها تسلك على وفق هذين المؤثرين الذاتي والموضوعي، ولكن يبقى العامل الآخر الأهم، والذي يعد المؤثر الأكبر في التكوين في مجتمعاتنا، هو توكيد النزعة الأخلاقية التي يلعب الدين فيها دوراً مهماً، ومنهج القرآن الدور الأكبر، والقرآن دقيق الوصف لنفوس الأفراد والجماعات، ووصفه ينطبق على نفوس الناس في كل زمان ومكان، لأنه يتماشى مع وصف خصائص النفس وصفاتها الموروثة والمكتسبة، فالقرآن يحض على تهذيب النفس(2: 190). ويقول الله سبحانه وتعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد: 11)، وقال الإمام علي بن أبي طالب (ع):(الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)(13: 159)، كما قال الإمام السيد الشيرازي: (الدين يُصلح شأن الإنسان في دنياه وفي آخرته)(13: 97).
الهـــوامـــش:
(1) علم النفس الاجتماعي/ج1، محمود السيد أبو النيل، دار النهضة العربية، بيروت 1985م.
(2) الاجتماع/ج1، السيد محمد الحسيني الشيرازي، دار العلوم، بيروت 1992م.
(3) موسوعة علم الاجتماع، جوردن مارشال، ترجمة محمد الجوهري وآخرون، المركز المصري العربي - القاهرة 2000م.
(4) الاجتماع/ج2، السيد محمد الحسيني الشيرازي، دار العلوم - بيروت 1992م.
(5) التربية الشبابية وأنماط التنشئة، محمد خالد، مجلة النبأ، العدد55 آذار 2001م.
(6) تشكيل نظام القيم، جليل شكور، مجلة الثقافة النفسية العدد 8 تشرين الأول 1991م.
(7) علم النفس الاجتماعي/ج2، محمود السيد أبو النيل، دار النهضة العربية - بيروت 1985م.
(8) تحف العقول، أبو محمد الحسن الحراني، مطبعة شريعت - إيران 1421هـ.
(9) علم النفس الاجتماعي، عبد الفتاح دويدار، دار النهضة العربية - بيروت 1994م.
(10) الأهل وأثرهم في تحديد مستوى الطموح، جليل شكور، مجلة الثقافة النفسية العدد6 نيسان 1991م.
(11) الطفل في ظل الأسرة الكحولية، محمد قاسم عبد الله ووليد أحمد المصري، مجلة الثقافة النفسية العدد37 كانون الثاني 1999م.
(12) القرآن وعلم النفس، عبد العلي الجسماني، الدار العربية للعلوم - بيروت 1997م.
(13) السبيل إلى إنهاض المسلمين، السيد محمد الحسيني الشيرازي، مؤسسة الفكر الإسلامي - بيروت (ب.ت).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

التنشئة السياسية : Political Socialization Empty
مُساهمةموضوع: عوامل جنوح الأحداث ودور التنشئة الاجتماعية في الحد منه   التنشئة السياسية : Political Socialization Emptyالثلاثاء مايو 18, 2010 12:18 am

عوامل جنوح الأحداث ودور التنشئة الاجتماعية في الحد منه


إعداد الدكتور فواز الدرويش
الخميس/2/4/2009
الجنوح هو انتهاك للتوقعات و المعايير الاجتماعية والفعل المنحرف هو حالة من التصرفات السيئة التي تهدد الحياة نفسها . والجنوح من وجهة نظر علماء الاجتماع هو من يقوم بأعمال منحرفة أو مضادة للمجتمع ومناوئه له وذلك طبقاً للمعايير الخلقية والاجتماعية
والقانونية السائدة في المجتمع . ومن العوامل المؤثرة في جنوح الاحداث هي العوامل الآتية :‏
[size=16]1- العوامل الذاتية ومنها العوامل الجسمية مثل المرض وكثيراً ما يرتبط المرض بالفقر وانخفاض مستوى الحياة وإن سوء الحالة الصحية المتوالي على الحدث يتضمن العجز والحرمان مما ينعكس على نفسه بالحقد والكراهية حينما يقارن نفسه بالأصحاء حيث تؤثر الحالة الصحية السيئة على عدم القدرة على ضبط النفس وسهولة الانقياد والاندفاع لإشباع الاحتياجات الضرورية الملحة .‏
[size=16]2- العوامل العقلية :‏
[size=16]أثبتت الدراسات أن الضعف العقلي يعتبر من العوامل المسببة للانحراف فالاحداث الذين يتسمون بانخفاض مستوى الذكاء يكونون أكثر قابلية للاستهواء ويسهل انحرافهم فهم لا يستطيعون تقدير المسؤولية في الأعمال التي تسند إليهم والتصرفات التي تصدر منهم فالحدث ضعيف العقل يجد صعوبة في الارتباط بقيم الأسرة والمجتمع وبالتالي يقع في أخطاء التصرفات كما أن الحدث مرتفع الذكاء يشعر بالتفوق في بعض الأحيان وقد يدفعه هذا إلى الحصول على حاجاته الخاصة إذا حرم منها عن طريق التحايل والطفل مرتفع الذكاء عادة ما يكون طموحاً إلى مستوى أعلى من مستواه العقلي مما يدفعه إلى المخاطرة للحصول على ما يريد .‏
[size=16]3-العوامل الاجتماعية :‏
[size=16]إن عدم توافر إمكانية الرعاية والحماية والتوجيه والتعليم والنحو السليم وتزايد درجة جاذبية وسائل اللهو وحياة المظاهر وممارستها تولد ضغوطاً كبيرة على الاحداث وكذلك الهجرة من الريف إلى المدينة والتواجد في الأحياء المختلفة المحيطة بالمدنية مما يخلق أوضاعاً معيشية تجعل تماسك الأسرة وتوازنها صعباً وتجعل الاهتمام بالأولاد وحمايتهم عسيراً .‏
[size=16]4- العوامل الأسرية :‏
[size=16]إن تصدع الأسرة وتفككها بسبب الطلاق أو تعدد حالات الزواج أو موت أحد الزوجين لها دور كبير في انحراف الأحداث فالاضطراب النفسي الاجتماعي الصريح لأحد الوالدين أو كليهما إدمان ، فسق ، أنانية مفرطة ، دعارة ، حقد على الأبناء ، الجهل وانعدام المسؤولية الأبوية تجاه الأبناء وكذلك اضطراب تكون الأسرة وفقدانها الانسجام والتفاهم والتماسك وانعدام السلطة الأبوية كذلك العوز الذي يدفع الأهل إلى ترك المنزل بحثاً عن القوت وترك الأحداث مهملين دون رعاية .‏
[size=16]5- العوامل الاقتصادية :‏
[size=16]إن الفقر وعدم تلبية الحاجات الاساسية من سكن وغذاء وملبس وعلاج مناسب وغيرها من الضروريات التي تفرضها الحياة المعاصرة لها دور كبير في جنوح الاحداث دور التنشئة الاجتماعية السليمة في الحد من جنوح الأحداث التنشئة الاجتماعية هي عملية تعليم وتعلم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد أنماطاً من السلوك والمعايير والاتجاهات والقيم فالوليد بفرديته عاجز عن تحقيق متطلبات حياته وإنما المحيطين به هم من يقدمون ما يريد ويساعدونه على بلوغ حياته بمختلف مراحلها فيتأثر بهم وتنشئتهم وتتم عملية التنشئة الاجتماعية للفرد عن طريق البيئة الاجتماعية الحقيقية التي تشمل الأسرة التي يعيش فيها الطفل بكل ظروفها والمدرسة التي يتوجه إليها والمكان الذي يؤدي فيه عمله وكذلك الاماكن التي يقضي فيها وقت فراغه والحي الذي يسكنه ووسائل الإعلام فالأسرة هي نسق اجتماعي وهي المسؤولة عن تكوين نمط شخصية الفرد ويمكن القول أن تقصير المنزل في أداء رسالته يعتبر من العوامل البيئية المهمة التي يمكن أن تؤدي إلى الجنوح فالتوتر بين الأبوين يجعل المنزل بيئة غير صالحة لتنشئة الطفل كما أن الانهيار الخلقي في الأسرة من العوامل التي تدفع الحدث إلى الانحراف فالأسرة مسؤولة عن توفير السكن الصالح الذي قد ينشأ عن فقدانه أن يندفع أفراد الأسرة إلى قضاء وقت كبير خارج المنزل كما قد يؤدي إلى ضعف الروابط الأسرية وإلى أن يبحث الأطفال عن فرص أخرى وأشكال من الترويج الخارجي غير السوي مما يترتب عليه اندفاعهم في مجالات منحرفة كثيرة .‏
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
التنشئة السياسية : Political Socialization
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التنشئة الاجتماعية: Socialization
» سامية خضر _ التنشئة السياسية للطفل
» دور مؤسسات المجتمع المدني في التنشئة السياسية
» كتاب التنشئة السياسية ودورها في تنمية المجتمع
» التنشئة البيئية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: المناقشات والحوار الصريح-
انتقل الى: