الشاعر
شعر عزالدين مبارك
********
عندما تورق أوراق الدفلى
وتخضر الروابي
وتعود البلابل من بعيد
وتطهو أمي الثريد
حافيا
حارقا كحديد النار
فلا وحل في الطريق
فقد جفت الغدران
والجائعون هائمون
يتلذذون الأعشاب الطفيلية
من ضفاف بحيرات الطين
والشياه راكضة
لا تعرف الحزن والضيق
والشعر يأتي غفلة
كحبات العناقيد
لعبة نتلهى بها
في أوقات العتمة
والبدر قد غادر السماء
فنرسم على الرمال
أوطانا تائهة
و بيوتا وقصورا
وأحلاما كالعقيق
ويموت منا العزيز
والشعراء الصعاليك
فلا نبكي أحدا
فالموت أجمل صديق
فنودع الأحباب واقفين
ننشد القصيد تلو القصيد
وما نترك إرثا
غير الحنظل البري
وفتات الذكريات
ووجع البؤس والمنفى
وأبياتا كالحريق
متمردة وثائرة
فالوطن في أحشائنا
عشق صوفي
وترابه ذهب ورحيق
وعند أصحاب السلطة
غنيمة
وكيس مال ودقيق
ولهذا يغدر بهم الزمان
في يوم ضيق
ويعيش الشعراء أحرارا
وقد تسجنهم التفعيلة الثائرة
في خيمة دافئة
ويرحلون مع الغيمة الممطرة
كالشهاب
بلا موعد
وبلا لغط ومساحيق.