في تجديد الخطاب بين المضمون والنظام*
رغم ما يدنو من القرنين على ابتداء الانشغال بتجديد الدين وخطابه في العالم العربي، فإن هذا التجديد - وككل شيء في هذا العالم التعيس - قد أخلف وعده وآلت مصائره إلى الإخفاق مكتملاً وشاملاً؛ وعلى النحو الذي ظهر جلياً مع الصعود الكاسح - في أعقاب ثورات العرب - لجماعات الإسلام السياسي التي هي - على نحوٍ ما - الوريث التاريخي لمحاولات التجديد الممتدة منذ القرن الثامن عشر. فقد بدا أن هذه الجماعات قد ارتدت ناكصةً إلى ما يمكن القول أنه إسلام ما قبل العقل؛ الذي هو إسلام الانفعالات والتعصبات والغرائز الأولية الذي جعل من دول الثورات ساحة للإقصاء والدماء. وعلى الدوام، فإن هذا الإخفاق يؤدي بالعرب - ولو على نحوٍ ضمني - إلى استعادة "السؤال" الذي يعد - تاريخياً معرفياً - من إرهاصات "الحداثة" ومقدماتها الباكرة. وهكذا فإن السؤال الذائع: لماذا تخلَّف المسلمون، ولماذا تقدَّم غيرهم؟ - وهو سؤال الحداثة الباكر الذي لم يغادر أرض العرب منذ انغرس في التربة المصرية - مع نابليون - عند بدايات القرن التاسع عشر - قد كان هو السؤال الذي فرض نفسه على اللحظة التي بدا لهم فيها، أو حتى لبعضهم، أنهم يغادرون - وللغرابة - عالم "الحداثة" إلى ما بعدها...
للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا
https://drive.google.com/file/d/0B4JREtU0BbZsNEN0a29Xa1NVTDg/view?usp=sharing