بحث عن
الذكاء الانفعالي
Emotional Intelligence
إعداد الطالب:
حازم شوقي محمد محمد الطنطاوي
إشراف:
أ.د/ سامية محمد صابر
الذكاء الانفعالي: Emotional Intelligence
يعتبر مفهوم الذكاء الانفعالي Emotional Intelligence من المفاهيم التي شاع استخدامها وانتشارها في العصر الحديث، ومن الأسباب التي أدت إلى شيوع هذا المفهوم هو التطور العلمي والتكنولوجي وسيطرة الماديات على أساليب تعاملات الفرد مع البيئة والسكان، وانتشار العنف والإرهاب وانتهاك الحقوق، ففطن العلماء إلى أهمية فهم الإنسان لذاته، وفهمه للآخرين، وقدرته على توظيف واستخدام هذا الفهم الذي يمكنه من السيطرة على مشاعره وانفعالاته والتحكم فيها، وينمي لديه القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم ومساندتهم، إضافة إلى النظر إلى هذا المفهوم على أنه أفضل منبئ للنجاح في الحياة الاجتماعية وتحقيق الرضا عن الحياة (جابر عيسى، وربيع رشوان، 2006: 50؛ وآمال جودة، 2007: 698؛ وأيمن ناصر، 2011: 154؛ وهدى أحمد، 2011: 482).
أولا: مفهوم الذكاء الانفعالي The concept of emotional intelligence
يعرف ماير وسالوفي ( (Mayrr & Salovey, 1990: 772الذكاء الوجداني بأنه: " نوع من أنواع الذكاء الاجتماعي، والذي يتتضمن قدرة الفرد على التعرف على انفعالاته وانفعالات الآخرين من أجل التمييز بينها، واستخدام هذه المعرف ةلتوجيه طريقة تفكير الفرد وأفعاله الخاصة".
ويعرفه جلمان (Golman, 1995) بأنه القدددرةةة عععلى إدراك الانفعالات وفهم ومعرفة انفعالات الآخرين، بحيث يؤدي ذلك إلى تنظيممم وتطويييررر الللنمو الانفعالي المرتبط بتلك الانننفعالات من خلال الوعي بالذات وإدارة الانفعالات والدافعية والتعاطف والمهارات الاجتماعية (in: Rode, et al., 2007: 400).
ويُعرفه ماير وسالوفي وكاروسو Crauso, 2000: 401) & (Mayer, Saloveyبأنه: " عبارة عن مجموعة من القدرات التي تمكن الفرد من مراقبة مشاعر وانفعالات الذات والآخرين، والتعبير عن تلك المشاعر والتمييز بينها، واستخدام هذه المعلومات في توجيه التفكير والتنظيم الذاتي".
في حين يعرف زي، وشاكيل (Zee & CHakel, 2002: 104) الذكاء الوجداني بأنه: " مجموعة من العمليات والقدرات المعرفية التي تمكن الفرد من التمييز بين مشاعره وانفعالاته، ومشاعر الآخرين وانفعالاتهم، واستخدام هذه المعلومات في توجيه التفكير واتخاذ الإجراءات".
ويُعرف مصطفى أبوسعد (2005: 2) الذكاء الوجداني بأنه: " قدرة الفرد على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين، بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله".
ويضيف له تعريفا آخر على أنه: " عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقا من هذه المهارات".
في حين يعرفه سولواي وكارتريت ((Solloway & Cartright, 2008: 2 بأنه: " القدرة على إدراك مشاعرنا الخاصة ومشاعر الآخرين، لتحفيز أنفسنا على إدارة الانفعالات جيدا في أنفسنا وفي علاقاتنا مع الآخرين".
ويعرفه أحمد العلوان (2011: 131) بأنه: "قدرة الفرد على الوعي بحالته الانفعالية وانفعالات الآخرين وتنظيم انفعالاته وانفعالات الآخرين، والتعاطف والتواصل الاجتماعي مع الأفراد المحيطين به".
ويعرفه أيمن ناصر (2011: 157) بأنه: " مجموعة من السمات المزاجية والاجتماعية التي تؤثر على تنوع المحتوى الوجداني للأشخاص من حيث مدى ودقة فهم المشاعر، ومن ثم رفع مستوى القدرة على مواجهة ومعالجة المشكلات خاصة الوجدانية منها بنجاح، وتتضمن أربعة مكونات أساسية هي: الوعي بالذات، والفهم والتواصل الاجتماعي، والتعبير عن المشاعر، والتكيف ومعالجة المشكلات".
وتعرفه سامية صابر (2011: 202) بأنه: "قدرة الفرد على إدراك مشاعره، وانفعالاته، وفهمها، والتعبير عنها، وإدارتها، وقدرته على النفاذ إلى مشاعر وانفعالات الآخرين، مما يتيح التواصل والتفاعل وتكوين علاقات اجتماعية إيجابية مع الآخرين".
ثانيًا: أبعاد الذكاء الانفعالي ومكوناته:
اتفقت الأبحاث و الدراسات السابقة على أن الذكاء الانفعالي يتكون من عدة أبعاد تتشابه فيما
بينهما في المفهوم و الدلالة فقد ذكر ماير وسالوفي (Mayer & Salovey, 1990: 773) أن الذكاء الانفعالي يتكون من أربعة أبعاد هي :
1. إدراك الانفعالات : و يعني القدرة على تعرف الفرد على انفعالات الوجوه و التصميمات والموسيقا.
2. قياس و استخدام الانفعالات؛ وذلك بهدف تحسين التفكير بمعنى توظيف الانفعالات.
3. فهم الانفعالات: ويعني التصرف بناء الانفعالات و التفكير المنطقي .
4. تنظيم الانفعالات: أي :ادارة و توجيه الانفعالات .
في حين قسم جولمان ( (Golman, 1995: 15الذكاء الانفعالي إلى خمسة أبعاد هي:
1- الوعي بالذات :Self Awareness: ويتضمن هذا القسم معرفة الفرد لحالته المزاجية
بحيث يكون لدية ثراء في حياته الانفعالية و رؤية واضحة لانفعالاته، والوعي بالذات
عنصر مؤثر في مشاعرنا؛ حيث إن الفرد الغاضب عندما يدرك أن ما يشعر به هو
الغضب، فهذا يتيح له فرصة كبيرة من الحرية ليختار عدم إطاعة هذا الشعور، والتخلص من
قبضة هذا الغضب .
2- ادارة الانفعالات: Managing Emotions و يعني هذا القسم قدرة الفرد على تحمل
الانفعالات العاصفة وأَلا يكون عبدا لها، أي : يشعر بأنه سيد نفسه . وهذا يمثل دالة
على الكفاءة في تناول أمورالحياة ( تنظيم الذات).
3- دافعية الذات (حفز الذات) Self-Motivation بمعنى أن الذكاء الانفعالي يؤثر بقوة
وعمق في كافة القدرات الأخرى إيجابا أو سلبا؛ لأن حالة الفرد الانفعالية تؤثر على
قدراته العقلية وأدائه بشكل عام.
4- التعاطف أو التفهم العطوف: Empathy ويقصد به معرفة وإدراك مشاعر الغير
مما يؤدي إلى التناعم الوجداني مع الآخرين .
5- المهارات الاجتماعية: Social Skillsويقصد بها التعامل الجيد والفعال مع
الآخرين بناء على فهم ومعرفة مشاعرهم
(في: عبدالعظيم سليمان، 2008: 597؛ جولمان، 2000: 75).
و قسم بار- أون ( Bar-on, 1996) الذكاء الانفعالي إلى ستة أبعاد هي: البعد الشخصي، بعد تكوين العلاقات مع الآخرين، التكيف، التحكم في الضغوط، المزاج العام، الانطباع الإيجابي ( in: Ladd & Chan, 2004: 96).
ويرى سولواي وكارتريت ( (Solloway & Cartright, 2008أن للذكاء الانفعالي أربعة أبعاد هي: الوعي بالذاتSelf Awareness، الوعي الاجتماعي Social Awareness، إدارة العلاقاتManagement Relations ، إدارة الذات Self-Management.
ويرى صبحي الكفوري (2007: 52) أن هناك خمسة أبعاد للذكاء الانفعالي هي: الوعي بالذات، التحكم في الانفعالات، المهارات الاجتماعية، دافعية الذات، التعاطف.
وقسمت سامية صابر (2011: 217) أبعاد الذكاء الانفعالي إلى بعدين رئيسين هما:
1- أبعاد تتعلق بالذات وتتضمن:
البعد الأول: الوعي بالذات.
البعد الثاني: تنظيم الذات/ إدارة الانفعالات/ التحكم في الانفعالات.
البعد الثالث: الدافعية/ تحفيز الذات.
2- أبعاد تتعلق بالآخرين وتتضمن:
البعد الرابع: الإمباثية/ التعاطف.
البعد الخامس: المهارات الاجتماعية ( إدارة وتطويع انفعالات الآخرين).
ومما سبق يتضح للباحث أن هناك أبعادًا متفق عليها بين الباحثين هي: الوعي بالذات، التحكم في الانفعالات، المهارات الاجتماعية، دافعية الذات، التعاطف.
ثالثًا: قياس الذكاء الانفعالي:
لا يزال قياس الذكاء الانفعالي في مهده يحاول أن يبدأ خطواته الأولى حثيثا، فالدراسات التي أجريت في هذا المجال تكاد تكون نادرة، وربما يرجع ذلك إلى حداثة المفهوم نسبيا، رغم أنه أصبح تحت التركيز بين العامة والممارسين والباحثين والمتخصصين
( Crauso, 2000: 401 & .(Mayer, Salovey
وهناك مدخلان لقياس الذكاء الانفعالي، كقدرة عقلية، وكسمة شخصية، وكان (ماير وسالوفي وكاروسو) أول من بدءوا بقياسه، فقد اتخذوا مهاما أو مواقف محددة؛ ليتم فيها مطالبة الأفراد بالحكم على المحتوى الانفعالي الذي يعبر عنه عمل فني أو موسيقي ضمن أشياء أخرى، والذكاء الانفعالي كسمة شخصية يقاس بواسطة مفردات اختبار للشخصية من النوع التقليدي تقريبا على النمط الذي وضعه بارون ( Bar- on, 2000)، وحتى الآن هذان المدخلان لم يُبحثا جيدا، ولم يتم التحقق من الصدق والثبات بأنواعها المختلفة في القياسات التي أجريت حتى الآن، ويحتمل أن يكون نموذج القدرة العقلية هو النموذج الأوحد الذي يمكن تسميته بالذكاء الانفعالي، في حين أن النموذج الآخر عام بدرجة كبيرة، يتعلق بمعاني الذكاء، والوجدان (Mayer, Salovey & Caruso, 2000:416؛ عبدالعظيم سليمان، 2007: 599- 600).
وفي السنوات القليلة الماضية قدمت عدت مقاييس للذكاء الانفعالي، تباينت وفقا للنماذج النظرية الممثلة لها، منها ما يقوم على أسلوب التقرير الذاتي Self- Report مثل مقياس جولمان (Golman, 1995)، ومقياس بار- أون (Bar- on, 1997)، ومقياس كوبر (Cooper, 1997)، ومقياس سكوت (Schutte, 1998)، ومقياس ديولويتيز وهيجز (Dulewicz & Higgs, 1996) (أيمن ناصر، 2011: 164).
وفي البيئة العربية فقد تباينت مقاييس الذكاء الانفعالي وفقا للنموذج النظري المقدمة من خلاله، فهناك مقاييس تأسست وفق نظام بار- أون مثل: مقياس عادل هريدي (2003)، ومنها مقاييس بنيت على أساس نموذج جولمان مثل مقياس السيد السمادوني (2001)، ومنها مقاييس بنيت على أساس نموذج ماير وسالوفي مثل مقياس فوقية رضوان (2001)، وهناك مقاييس دون توجهات نظرية محددة مثل: مقياس فاروق السيد عثمان، ومحمد عبدالسميع رزق (2001) ( المرجع السابق).
رابعًا: الذكاء الانفعالي والذكاءات المتعددة:
يرى علماء النفس أن الذكاء الانفعالي تمتد جذوره إلى عام 1983- أي إنه مفهوم حديث نسبيا- عندما قدم هاوارد جاردنر (Gardner, 1983) نظرية الذكاءات المتعددة، حيث يرى أن النجاح في الحياة يتطلب ذكاءات متعددة ومتنوعة، وحدد سبعة أبعاد للذكاء هي:
1- الذكاء اللغوي Linguistic Intelligence: ويعني القدرة على استخدام الكلمات بكفاءة شفهيا وكتابة.
2- الذكاء المنطقي الرياضي Logical Mathematical Intelligence: ويعني القدرة على استخدام الأرقام بكفاءة، والقدرة على التفكير المنطقي.
3- الذكاء المكاني Spatial Intelligence: ويعني القدرة على إدراك العالم البصري المكاني بدقة مثل: الصياد، والكشاف، والدليل، ويتضمن القدرة على التصور البصري والتمثيل الجرافي للأفكار ذات الطبيعة البصرية أو المكانية، وكذلك تحديد الوجهة الذاتية.
4- الذكاء الجسمي أو الحركي: Bodily- Kinesthetic Intelligence: وتعني الخبرة في استخدام الفرد لجسمه للتعبير عن مشاعر وأفكاره، كما يبدو في أداء الممثل والرياضي.
5- الذكاء الموسيقيMusical intelligence: القدرة على إدراك الموسيقى والتحليل الموسيقي مثل الناقد الموسيقي، ويتضمن الحساسية للإيقاع، والنغمة، والميزان الموسيقي.
6- الذكاء في العلاقة مع الآخرين Interpersonsl Intelligence: وتعني القدرة على إدراك الحالات المزاجية للآخرين، والتمييز بينها، وإدراك نواياهم ومشاعرهم، والاستجابة لها بصورة عملية تؤثر في توجيه الآخرين.
7- الذكاء الشخصي الداخلي: Intrapersonal Intelligence:وتعني معرفة الذات، والقدرة على التصرف المتوائم مع هذه المعرفة، ويتضمن معرفة جوانب القصور والضعف في الذات، والوعي بحالتك المزاجية، ونواياك، ودوافعغك، ورغباتك، والقدرة على الضبط الذاتي، والفهم الذاتي والاحترام الذاتي
(روبينس، وسكوت، مترجم، 2000: 89- 90).
مما سبق يتضح أن الذكاء الانفعالي نوع من أنواع الذكاءات المتعددة التي يحتاجها الفرد في حياته، فإذا كان من أنواع الذكاءات المتعددة الذكاء في العلاقة مع الآخرين، والذكاء الشخصي الداخلي، فإن الذذكاء الانفعالي لا يخرج عن كونه أيضا الوعي بمشاعر وانفعالات الذات ومشاعر وانفعالات الآخرين.
خامسًا: النماذج والنظريات المفسرة للذكاء الانفعالي:
أولا: نظرية ماير وسالوفي (Mayer & Salovey, 1997):
اقترح ماير وسالوفي (1997) نموذجا للذكاء الانفعالي ينظران فيه للذكاء الانفعالي على أنه مجموعة من القدرات العقلية المرتبطة بتجهيز ومعالجة المعلومات الانفعالية، وتختص بصفة عامة بإدراك الانفعالات واستخدام الانفعالات في تيسير عملية التفكير والفهم الانفعالي، وتنظيم وإدارة الانفعالات (Ashkanasy & Daus, 2005: 442).
والذكاء الانفعالي بوصفه تجهيز ومعالجة للعمليات الانفعالية يتطلب ثلاث عمليات عقلية أساسية هي: إدراك الانفعالات الذاتية والخاصة بالآخرين والتعبير عنها، تنظيم الانفعالات الذاتية والخاصة بالآخرين، الاستخدام التكيفي للانفعالات بغرض تحقيق الأهداف الذاتية
(Zee & Wabeke, 2004: 244.
ويذكر ماير وسالوفي Mayer & Salovey, 2000: 411- 413)) أن نموذج الذكاء الوجداني كقدرة ينطلق من فكرة أن الانفعالات تتضمن معلومات عن العلاقات ( والنماذج الأخرى كذلك تركز على مكون علاقات الفرد بالآخرين وبالأشياء)، ولكن المهم من وجهة نظر هذا النموذج هو المعلومات المرتبطة بهذه العلاقات، وهذه العلاقات تتصف بأنها واقعية وقابلة للتذكر والتخيل، حيث تتكون تلك العلاقات من مجموعة من الدلالات ذات الطابع الوجداني وبالتالي يتمثل الذكاء الوجداني كقدرة في "القدرة على تذكر معنى الانفعالات والعلاقات بينها، واستخدام تلك الانفعالات كأساس معرفي للاستدلال وحل المشكلات.
ويتضمن نموذج ماير وسالوفي أربع قدرات مترابطة فيما بينها، وتسهم بصفة عامة في التفكير المنطقي، وترتبط بالقدرة العقلية العامة، وتنتظم هرميا من العمليات النفسية الأساسية إلى العمليات الأكثر تعقيدا أو تركيبا، ومن المفترض أنها تنمو وتتطور بتطور العمر والخبرة بطريقة تتشابه كثيرا مع نمو وتطور القدرات العقلية المكتسبة (جابر عيسى، وربيع رشوان، 2006: 58).
والمستوى الأساسي في الترتيب الهرمي لقدرات الذكاء الانفعالي يتمثل في: الوعي الانفعالي الذي يتكون وينمو في مرحلة الطفولة المبكرة، والمستوى التالي يتمثل في: تجهيز ومعالجة المعلومات الانفعالية والذي يتضمن القدرة على توفيق الخبرات الانفعالية والوعي العام، وفي المستوى الثالث يصبح الفرد أكثر قدرة على فهم الانفعالات والاستدلال عليها، والذي يتضمن كيف ولماذا تنمو وتتطور الانفعالات، والمستوى الأخير يتضمن أعلى درجات القدرة الانفعالية من حيث مستوى النمو، والتي تتمثل في القدرة على ضبط وتنظيم الانفعالات، ومثال ذلك: القدرة على تهدئة مشاعر الغضب والقلق داخل الفرد وداخل الآخرين (المرجع السابق: 58Berrocal & Extremera, 2006: 8; ).
ويمكن تلخيص هذه القدرات الأربع فيما يأتي:
1- تحديد الانفعالات لدى الذات ولدى الآخرين.
2- استخدام الانفعالات أو الوجدانات في تيسير التفكير.
3- فهم العمليات الانفعالية.
4- إدارة الانفعالات والمواقف الشخصية التي تنطوي على تحدي وجداني.
وهذه القدرات لها أهميتها في تحقيق التوازن والصحة النفسية للفرد، وإن أي خلل في هذه القدرات يصاحبه قصور في الجانب الانفعالي والاجتماعي
(Lopses & Salovey, 2006: 57).
ثانيا: نظرية بار - أون ( Bar- on, 2006) في الذكاء الاجتماعي الانفعالي:
قدم بار – أون (Bar- on, 2006) نموذجا للذكاء الانفعالي أسماه النموذج المختلط التكاملي، والذكاء الانفعالي وفق هذا النموذج هو توسيع لمفهوم الذكاء الانفعالي كما قدمته نماذج القدرات، حيث اعتبر مفهوم الذكاء الانفعالي مجموعة من المهارات غير المعرفية، و يرتبط بالمكونات الانفعالية والشخصية والاجتماعية للفرد، ففيه تتكامل محاور فهم الذات والآخر، وبناء العلاقات مع الآخرين، والتكيف مع المتغيرات البيئية والاجتماعية المحيطة، وإدارة العواطف (صبحي الكفوري، 2007: 41؛ وسهاد المللي، 2011: 286).
يشير بار- أون (Bar- on, 2006:1) إلى أن تعريفات الباحثين وتصوراتهم حول مفهوم الذكاء الاجتماعي الانفعالي لا تخرج عن كونها واحدة أو أكثر من المكونات الأساسية الآتية:
ـ القدرة على التعرف على الانفعالات والمشاعر وفهمها والتعبير عنها.
ـ القدرة على فهم مشاعر الآخرين وربطها بهم.
ـ القدرة على ضبط الانفعالات والتحكم في المشاعر.
ـ القدرة على إدارة التغيير والتكيف مع المشكلات وحلها.
ـ القدرة على توليد عاطفة إيجابية وإثارة الدوافع الذاتية.
ويشير بار-أون (Bar- on, 2006: 2) أن الشخص الذي يتمتع بذكاء انفعالي واجتماعي، لديه القدرة على فهم ذاته ويعبر عنها بفاعلية، وفهم الآخرين، ولديه القدرة على مواجهة تحديات الحياة والضغوط اليومية، وهذا يعتمد قبل كل شيء على قدرة الفرد الشخصية الداخلية، بحيث يكون على وعي بذاته وققدراته، ونواحي قصوره وضعفه، ويعبر عن أفكاره وانفعالاته بشكل صحيح.
وحدد بار- أون (Bar- on, 2006: 3-4) خمسة عشر مكونًا أساسيًّا للذكاء الانفعالي هي:
احترام الذات Self- Regard، المهارات البينشخصية Interpersonal Relationship، ضبط الاندفاع Impulse Control، حل المشكلاتProblem- Solving، الوعي الانفعالي بالذات Emotional Self- Awareness، المرونةFlexibility، اختبار الواقعReality Testing، تحمل الضغوط Stress- Bear، التوكيديةAssertiveness، التعاطف Empathy، التفاؤل Optimism، تحقيق الذاتSelf-Realization، السعادةHappiness، الاستقلال Autonomy، المسئولية الاجتماعية Social Responsibility.
نموذج سامية القطان ( ٢٠٠٦ ) للذكاء الانفعالي.
وفي هذا النموذج تشير سامية القطان (2006، 4- 35) إلى أن أبعاد الذكاء الوجداني (ثلاثة أبعاد) تنتظم في شكل هرمي، بينهم تفاعل وإحالة متبادلة مستمرة (تأثير وتأثر) وهذه الأبعاد هي: النضج الوجداني ، والتواصل الوجداني ، والتأثيرالوجداني.
أولا: النضج الوجداني: وهو بمثابة الأساس الذي تقوم عليه مكونات الذكاء الوجداني ، ويتضح النضج الوجداني لدى الفرد من خلال كم الطاقة الانفعالية المتاحة تحت تصرف الأنا، أو ما يعرف بالاقتصاديات النفسية، وهذه الطاقة هي التي تجعل الفرد قادرا ً على التعايش مع الضغوط والإحباطات والصراعات، وكلما انخفضت الطاقة الانفعالية كلما انخفض استثمارالفرد لذاته وقدراته أو تركزت طاقته في مجالات محدودة. ويتمثل النضج الوجداني في: (الوعي بالذات، وتوجيه الذات، وتقدير الذات، والمرونة، والدافعية).
ثانيا: التواصل الوجداني: وهو يمثل الحلقة الوسطى بين النضج الوجداني، والتأثير الوجداني، وحتى يكون الفرد على درجة عالية من التواصل الوجداني، فلا بد أن يكون قادرا ً على مواجهة المشكلات والصعوبات، وقادراً على التعبير عن وجهة نظره والدفاع عنه ا، وكذلك لابد أن يتفهم وجدان الآخرين ويقدر رؤيتهم، وهذا يعني الإحساس بمشاعر غيره وتقدير وجهة نظرهم والاهتمام بمساعدتهم، ويظهر ذلك في العناية بمشاعر الآخرين، والحساسية المرتفعة تجاههم، والمبادرة بمعاونتهم والاعتراف بإنجازاتهم، وكذلك التعاطف والمشاركة
الوجدانية والكياسة في الاستجابة للآخرين، ويتمثل التواصل الوجداني في: (التوكيدية، والإمباثية ، والنظرة الإيجابية، وشجاعة المواجهة، وتقبل اختلاف الآخرين).
ثالثا: التأثير الوجدانى: وهو يمثل قمة الصرح للذكاء الوجداني، فلن يصل الفرد إلى التأثير
الوجداني إلا بتملكه قدراً مناسباً من قدرات النضج الوجداني، والتواصل الوجداني.وتمثل قدرات التأثير الوجداني أعلى درجات الذكاء الوجداني، لأن هذه القدرات تجعل الفرد قادرا على التأثير الجيد في الآخرين، بما لديه من مهارة عالية لكسب الآخرين في صفه، ومساعدتهم في تغيير بعض الجوانب من أنفسهم وبيئتهم؛ لتحقيق أهدافهم
ويتمثل التأثير الوجداني في: الإقناع، والقيادة، والمبادرة في التغيير، والتعاون، والتفاوض
(سامية القطان، 2009: 3- 26).
سادسًا: خصائص الشخص الذكي انفعاليا:
1- يتعاطف مع الآخرين خاصة في أوقات ضيقهم.
2- يسهل عليه تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم.
3- يتحكم في الانفعالات والتقلبات الوجدانية.
4- يعبر عن المشاعر والأحاسيس بسهولة.
5- يتفهم المشكلات بين الأشخاص، ويحل الخلافات بينهم بيسر.
6- يحترم الآخرين ويقدرهم.
7- يظهر درجة عالية من الود والمودة في تعاملاته مع الآخرين.
8- يحقق الحب والتقدير من الذين يعرفونه.
9- يتفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم، ويستطيع أن ينظر للأمور من وجهات نظرهم.
10- يميل إلى الاستقلال في الرأي والحكم وفهم الأمور.
11-يتكيف للمواقف الاجتماعية الجديدة بسهولة.
12- يواجه المواقف الصعبة بسهولة.
13- يشعر بالراحة في المواقف الحميمية التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة.
14- يستطيع أن يتصدى للأخطاء والامتهان الخارجي.
(مصطفى أبوسعد، 2005: 3).
سابعًا: تحسين الذكاء الانفعالي:
يمكن تحسين الذكاء الانفعالي من خلال تضافر جهود البيئة المدرسية والأسرية معا؛ فللبيئة المدرسية دور مهم في تحسين الذكاء الانفعالي، حيث تعد المدرسة هي حجر الزاية في الدافعية، وقد تزايدت الدراسات والبحوث حول أثرها في شخصية التلاميذ وأدائهم، وإدراك التلاميذ لذواتهم وحالاتهم الانفعالية، فالوحدة النفسية والقلق في الفصل المدرسي يشعر التلميذ بالجمود أما تقبل روح التعاون والمشاركة الفعالة والجاذبية بين الطلاب والمعلمين، والتجديد والابتكار والتشجيع على التنافس يجعل بيئة التعلم فعالة تؤكد أهمية التواد والمساندة، ويكون الطلاب والمعلمون أكثر راحة ودافعية ومشاركة، ويعد المعلم العضو الهام والفعال في خلق بيئة تعليمية تؤثر تأثيراً مباشراً في نمو شخصية التلاميذ من النواحي كلها وخاصة السيكولوجية والعقلية والاجتماعية والوجدانية (غسان الزحيلي، 2011: 243).
وإن زيادة الثقة، وتنمية التعاون، وتحمل المسؤولية، وزيادة الطموح، واحترام الآراء بين المعلمين المؤهلين والتلاميذ، وداخل الأسرة أيضا، يخلق بيئة نفسية اجتماعية فعالة. ولا ينكر أحد أن تحسين مهارات الذكاء الوجداني يتطلب جهود مجموعة من المؤسسات الاجتماعية مع الآباء، ويقول جولمان إن تحسين مهارات الذكاء الوجداني، وإدخاله ضمن المساهمة، يتطلب إحداث تغييرات شاملة في المناهج الدراسية، وتحسين العلاقة بين الحياة والمدرسة. وتشير الأبحاث العلمية إلى أن اكتساب المهارات الانفعالية أسهل في سنوات التكوين الأولى من الميلاد حتى سن العاشرة، وبالتالي تكون المدرسة المكان الأنسب لتعليم المهارات المعرفية كالقراءة والكتابة والحساب، وتوجد برامج تدريبية لإعداد المعلمين لتعليم تلك الأعمار الصغيرة تلك المهارات (المرجع السابق: 243- 244).
ويشيرنيال وأرنيل وويلسون ((Neale, Arnell & Willson, 2009: 7 إلى أن هناك مجموعة من المزايا لتحسين الذكاء الانفعالي تتمثل في:
1- تحسين العلاقات.
2- تحسين التواصل مع الآخرين.
3- تكون المهارات العاطفية.
4- التصرف بنزاهة.
5- الاحترام من قبل الآخرين.
6- تحسين آفاق التظور الوظيفي.
7- إدارة التغيير بثقة أكبر.
8- القوة في العمل.
المراجع
أولا: المراجع العربية:
1- أحمد العلوان (2011). الذكاء الانفعالي وعلاقته بالمهارات الاجتماعية وأنماط التعلق
لدى طلبة الجامعة في ضوء متغيري التخصص والنوع الاجتماعي للطالب.
المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 7، (2)، 125- 144.
2- آمال جودة (2007). الذكاء الانفعالي وعلاقته بالسعادة والثقة بالنفس لدى طلبة جامعة
الأقصى. مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية)، 21، (3)،
697- 738.
3- أيمن غريب ناصر (2011). الذكاء الوجداني كمنبئ بمهارات إدارة الضغوط لدى
طلاب جامعة الأزهر (دراسة تطبيقية بعد أحداث ثورة 25 يناير بمصر).
المؤتمر السنوي السادس عشر. مركز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس،
154- 202.
4- جابر محمد عيسى، وربيع أحمد رشوان (2006). الذكاء الوجداني وتأثيره على
التوافق والرضا عن الحياة والإنجاز الأكاديمي لدى الأطفال. مجلة دراسات
تربوية واجتماعية، 12، (4)، 45- 130.
5- دانييل جولمان (2000). الذكاء العاطفي. ترجمة: ليلى الجبالي، الكويت: المجلس
الوطني للثقافة والفنون والآداب.
6- روبينس، وسكوت (2000). الذكاء الوجداني. ترجمة: صفاء الأعسر، وعلاء الدين
كفافي. القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع.
7- سامية عباس القطان (2009). تصور جديد للذكاء الوجداني " نموذج نظري-
مقياس سيكومتري واختبار إسقاطي". بنها: دار المصطفى.
8- سامية محمد صابر (2011). الذكاء الانفعالي وعلاقته بجودة الصداقة لدى عينة من
طلاب وطالبات الجامعة. مجلة كلية التربية، جامعة طنطا، (43)،
200- 261.
9- سهاد المللي (2011). الفروق في الذكاء الانفعالي لدى عينة من الطلبة المتفوقين
والعاديين (دراسة ميدانية على طلبة الصف الأول الثانوي في مدينة دمشق).
مجلة جامعة دمشق، 27، (1)، 283- 320.
10 - صبحي عبدالفتاح الكفوري (2007). فاعلية برنامج تدريبي لتنمية الذكاء
الوجداني في زيادة الكفاءة الاجتماعية للأطفال ذوي صعوبات التعلم في
الحلقة الأولى من التعليم الأساسي. مجلة كلية التربية، جامعة بنها، 17،
(72)، 36- 63.
11- عبدالعظيم سليمان المصدر (2008). الذكاء الانفعالي وعلاقته ببعض المتغيرات
الانفعالية لدى طلبة الجامعة. مجلة الجامعة الإسلامية ( سلسلة
الدراسات الإنسانية)، 16، (1)، 587- 632.
12- غسان الزحيلي (2011). دراسة الفروق في الذكاء الوجداني لدى طلبة التعليم
المفتوح في جامعة دمشق وفقا لبعض المتغيرات. مجلة جامعة دمشق، 27،
(3)، 233- 278.
13- مصطفى أبوسعد (2005). الذكاء الوجداني. دبي: مركز النخبة.
14- هدى عبدالرحمن أحمد (2011). الذكاء الوجداني وعلاقته بالأمن النفسي لدى عينة
من طالبات كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز. مجلة دراسات عربية في
التربية وعلم النفس، 5، (4)، 479- 511.
ثانيًا: المراجع الأجنبية:
15- Ashkanasy, N., & Daus, A. (2005). Rumors of the Death of Emotional Intelligence in Organizational Behavior are Vastly Exaggerated. Journal of Organizational Behavior, 26, 441- 452.
16- Bar- On, R. (2006). The Bar-On Model of Emotional-Social Intelligence (ESI). Journal of Psicothema, 18, 13- 25.
17- Berrocal, P., & Extremera, N. (2006). Emotional intelligence: A theoretical and empirical review of its first 15 years of history. Journal of Psicothema, 18, 7-12.
18- Cartwright, A., & Solloway, A. (2008). Emotional Intelligence: Activities for Developing You and Your Business. Available at:
www.amazon.co.uk/. 19- Ladd, B., & Chan, C. (2004). Emotional Intelligence and Participation in Decision-making: Strategies for Promoting Organizational Learning and Change. Journal of Start Change, 13, 95-105.
20- Lopes, P., & Cote, S. (2006). An Ability Model of Emotional Intelligence: Implications for Assessment and Training. In Druskat, V. U., Sola, F., & Mount, G. (Eds). Linking Emotional Intelligence and Performance at Work: Current Research Evidence with Individuals and Groups. London: Lawrence Erlbaum Associates.
21- Mayer, J., & Salovey, P. (1990). Perceiving Affective Content in Ambiguous Visual Stimuli: Acomponent of Emotional Intelligence. Journal of PersonalityAssessment, 54, (4), 772-781.
22- Mayer, J., Salovey, P., & Caruso, A. (2000). Models of Emotional Intelligence. Handbook of Intelligence, Cambridge University Press.
23- Neale, S., Arnel, L., & Wilson, A. (2009). Emotional Intelligence Coaching. London, British Library
24- Rode, J., Mooney, C., Arthaud, M., Near, J., Baldwin, T., Rubin, R., & Bommer, A. (2007). Emotional Intelligence and Individual Performance: Evidence of Direct and Moderated Effects . Journal of Organizational Behavior, 28, 399–421.
25- Zee, K., & Schakel, M. (2002). The Relationship of Emotional Intelligence with Academic Intelligence and the Big Five. European Journal of Personality, 16, 103- 125.
26- Zee, K., & Wabeke, R. (2004). Is Trait-Emotional Intelligence Simply or More Than Just a Trait?. European Journal of Personality, 18, 243-263.