المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
المرحله التلاميذ الاجتماعية كتاب المجتمعات اساسيات الالكترونية المجتمع محمد الاجتماع موريس الخدمة والاجتماعية تنمية الجماعات العنف التخلف الجوهري الجريمة البحث الشباب التنمية العمل الاجتماعي في التغير
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Empty
مُساهمةموضوع: من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى   من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى Emptyالثلاثاء سبتمبر 15, 2015 3:40 am

من التعبئة الافتراضية إلي الثورة
بقلم: وليد رشاد زكى

انطلقت الثورة المصرية من المجتمع الافتراضي إلي المجتمع الواقعي، وأسقطت الحواجز علي مستويات الممارسة الواقعية. وكان الواقع يشير إلي أن هناك مقدمات متعددة عن الثورة في مصر، وعن دور المجتمع الافتراضي في حشد الجماهير. فلقد ظهرت حركة شباب 6 ابريل عبر المجتمع الافتراضي، واستغلت انفتاح هذا المجال العام الجديد في النزول إلي الواقع للمطالبة بالحقوق والإصلاحات. فلقد أصبح الإنترنت مجالاً للممارسة السياسية في ظل القيود المفروضة عليها في الواقع. وهناك العديد من القضايا السياسية التي أضحت مجالا للحوار عبر سياقات المجال العام الافتراضي ولعل أبرزها مقتل الشاب خالد سعيد الذي أخذت قضيته مساحة كبيرة عبر تفاعلات شبكة (الفيس بوك) بين الشباب المصري. كما شغلت قضايا الانتخابات الأخيرة جانبا كبيراً من تفاعلات المجتمع الافتراضي. ولعل نقطة انفجار الثورة الحقيقية انطلقت من تأسيس صفحة أسسها أحد النشطاء وهو (وائل غنيم) عبر شبكة الفيس بوك بعنوان (كلنا خالد سعيد) دعا من خلال هذه الصفحة إلي تنظيم تظاهرة في 25 يناير، ولعل هذه الصفحة حشدت مجموعة من الشباب وصل في تسع أيام إلي نحو نصف مليون شاب، وتم الاتفاق علي النزول من المجتمع الافتراضي إلي المجتمع الواقعي للمطالبة بالحقوق المنقوصة وإصلاحات اجتماعية. ولقد غير هذا النزول إلي الواقع من المجتمع المصري في أيام قليلة. وتبدو في هذا السياق مجموعة من التساؤلات حول قدرة الشبكات الاجتماعية علي التعبئة والحشد؟ ولماذا انطلقت الحشود إلي التشكل في المجتمع الافتراضي ؟ وما أبرز آليات التواصل للحركة؟ وهل انتقلت بعض قيم المجتمع الافتراضي إلي المجتمع المصري أثناء الثورة، وما أبرز هذه القيم؟
أولا ـ الإنترنت واتساع فضاء الاحتجاج الرمزي:
اتسع فضاء الاحتجاج الاجتماعي علي ساحة الإنترنت وساهم في استبدال أدوات الاحتجاج التقليدية إلي أطر جديدة تسبح في الفضاء المعلوماتي (1). ويعد الإنترنت هو الوسيلة الثورية لعصر المعلومات (2). ولقد نجح في تشكل المجال العام الافتراضي، ذلك المجال الذي أصبح يشكل ساحات للتفاعل تتم في إطاره مناقشة القضايا العامة وطرح مطالب الأفراد من الدولة. ولقد أعاد المجال العام الافتراضي الأمل في ظل تناقص الحريات في المجال الواقعي. ولعل أفكار هابرماس فيما يتعلق بالمجال العام تنطبق علي الإنترنت الذي شكل مجاله العام ليتخطي حدود المجال الفيزيقي ويسبح في أفق المجتمع الشبكي (3).
ونبدأ بالسؤال لماذا تتوافد الحشود علي الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت؟ تكمن الإجابة الجوهرية علي هذا السؤال في عدة اعتبارات يتمثل الاعتبار الأول في الحرية، حيث فتح المجال العام الافتراضي الحرية أمام تشكل الحركات الاجتماعية التي كانت تعاني من تأزم الواقع. فانحسار محيط الحرية في الواقع جعل من الفضاء المعلوماتي ملاذاً لها، خاصة في ظل سهولة التفاعل مع الشبكات وحرية الانضمام ومرونة التحرك. الاعتبار الثاني، يتمثل في مشاركة الاهتمامات: وتعد هذه هي الفرضية الأولي لتشكل المجتمع الافتراضي، حيث يقوم هذا المجتمع بالأساس علي فكرة التجانس في الاهتمامات، فلقد سمح مجال الانترنت في تشكل الحركات الاجتماعية علي مختلف أشكالها. فإذا كان المجال العام الواقعي يعاني من الانحسار فإن الإنترنت قد أعاد تشكل المجال العام ولكن علي نحو افتراضي. ويتمثل العنصر الثالث في التفاعلية: فلقد فتح الإنترنت مجال للتفاعل وتشكل الحركات الاجتماعية، خاصة أن تفاعلاته لا ترتبط بقيود المكان ولا قيود السلطة ولا قيود الزمن، ويستدعي ذلك إلغاء التفرقة بين ما هو اجتماعي وسياسي وثقافي علي خلفية السياقات الافتراضية والواقعية التي لم تعد مقبولة، خاصة في ظل التفاعلية التي تشهدها التفاعلات وتأرجح تفاعلاتها بين متصل الواقعي والافتراضي.
إن ظهور الإنترنت أعاد النظر في بنية الاحتجاجات في المجال العام الافتراضي وأدي إلي مراجعات متعددة حول الأسس التي تقوم عليها هذه الاحتجاجات الجديدة وهذا ما دعا لانس بينيت Lance Benneet إلي القول بأن وسائل الاتصال الرقمية قد أعادت النظر في الاحتجاجات الاجتماعية علي عدة أوجه متعددة ومن هذه الأوجه:
1ـ البنية المعرفية للنشطاء الجدد: تتشكل الاحتجاجات التي تعبئ طاقتها عبر الإنترنت من خلال بنية معرفية، فمرجعية التفاعل في المجتمع الافتراضي هي مرجعية معرفية بالأساس، ذلك لأن الذي يحرك الاحتجاج عبر الإنترنت هم النشطاء الجدد أو النخب المعلوماتية . والملاحظ أن هؤلاء النخب قد أعادوا النظر في المفهوم الطبقي التقليدي، حيث شكل هؤلاء النشطاء وحتي الجمهور المتفاعل والمشارك في الثورة طبقات جديدة من النخب السياسية التي أدارت ظهرها إلي النظم التسلطية التقليدية في المجتمع كتللك النظم التي أدارت ظهرها للشباب وأعطت لنفسها حق توزيع السياسات دون اعتبار لواقع الشباب، واكتفت النخب التقليدية في تفاعلها من الشباب بشعارات زائفة لم تكن لتتحقق في الواقع بشكل واضح وفعال، ففتحت فئة الشباب لنفسها واقعاً جديداً تتفاعل علي ساحته وتتشكل قيمها علي ساحته. ولعل هذه النخب هي التي قامت بتعبئة الاحتجاج للتظاهر في 25 يناير.
2ـ مرونة التفاعل: تتيح فرصة أمام تشكل تفاعلات ايجابية تتسم بسهولة التواصل عبر الإنترنت (4) وتتجلي هذه المرونة من خلال تشكل ما يمكن تسميته بالأبعاد المماثلة، حيث المرونة في القدرة علي توحيد الأهداف العامة للاحتجاج علي ساحة الانترنت (5). ولعل مرونة التفاعل الشبكي واستغلال البعد الثقافي للإنترنت لعب دوره الكبير في تنظيم الثورة المصرية التي حققت نجاحها في الانتقال من السياق الافتراضي إلي الواقعي.
3ـ الاستثمار العاطفي: حيث استغلت النخبة الشبكية الجديدة تقنيات الاتصال في التعبئة العاطفية للمتفاعلين من خلال الاحتجاج، واستغلال القدرة علي التشبيك في جمع التأييد حول قضايا الاحتجاج. والملاحظ أن الثورة المصرية جمعت التأييد عبر الإنترنت وبمجرد نزولها إلي الشارع احتشد إليها العديد من الشعب في محافظات الجمهورية المختلفة، بما ساهم في تعبئة الحشد الكبير الذي حقق مطالب الثورة، وحولها إلي ثورة شعبية.
ثانيا ـ مراحل تحرك الحشد "من المجتمع الافتراضي إلي المجتمع الواقعي":
عند قراءة الثورة المصرية ندرك أن الحشد الافتراضي بدأ علي ساحة الشبكات الاجتماعية وخصوصا شبكة الفيس بوك، ولعل هذه الشبكة لها صدي كبير عند الشباب المصري. ويشهد علي ذلك تنامي المستخدمين لهذه الشبكة بشكل تتباين معه الإحصاءات، وتسير في اطراد يصعب معه التنبؤ بواقعها المستقبلي. وقد لعبت هذه الشبكة دورها البارز في الثورة المصرية، وصدقت هنا مقولة كاستيلز Castells في أن الشبكات الاجتماعية لها قدرة لا مركزية علي التشبيك والتنسيق واتخاذ الإجراءات (6) ولقد ترجم المصريون في ثورتهم الفكرة النظرية التي قدم لها بويديراديز Boudourides والتي تتمثل في أن مرونة الشبكات الاجتماعية قدمت مجموعة من المناورات التكتيكية للحركات الاجتماعية حتي تسير في تحقيق أهدافها والمدرك للثورة المصرية يري أنها استطاعت من خلال الفيس بوك عقد هذه المناورات، ويبرز ذلك في كل مراحل الثورة وتصاعد مطالبها باطراد بشكل يتضح معه مرونة التكتيك الحركي في المجتمع الافتراضي وانعكاسه علي المجتمع الواقعي. (7)
في هذا الإطار يمكن تقسيم المراحل التي مر بها الحشد الافتراضي الثوري في التحرك من المجتمع الافتراضي إلي المجتمع الواقعي علي النحو التالي:
1ـ الدعوة إلي الثورة:
بدأت الدعوة إلي الثورة عبر موقع الفيس بوك، وتنبي هذه الدعوة مجموعة من النشطاء فيما يمكن تسميته بنخب المجتمع الشبكي. قام هؤلاء الأفراد بمحاولة بتشجيع المشتركين في القوائم المختلفة من الانضمام إلي أهداف الثورة بما يشكل دعم للدعوة إلي فاعلية الاحتجاج (8) وانطلقت هذه الدعوات في ظل نجاح التجربة التونسية التي تشكلت أيضا عبر مواقع الشبكات الاجتماعية. واعتبر ذلك عاملاً مشجعاً في محاولة التماس مع هذه التجربة، ومحاولة السير علي هداها في المجتمع المصري. وتشير التحليلات في هذا الإطار إلي أن المجال العام الافتراضي الذي تشكلت علي ساحته الثورة هو ليس مجالاً مغلقاً ولكنه مجال مفتوح لا يتعامل مع انساق اجتماعية مغلقة ولكنه يتعامل مع نسق اجتماعي مفتوح يتأثر بتجارب الآخرين، مع الأخذ في الاعتبار أن الثورة المصرية انطلقت استنادا إلي مرجعية المجتمع المصري.
2ـ التعبئة والحشد الافتراضي الداعم للثورة:
إن واقع التظاهرات بشكل عام يعتمد بالدرجة الأولي علي القناعة بالأهداف والقدرة التنظيمية والقدرة علي الحشد، وخصوصا في الثورات التي تتشكل مرجعياتها علي القوة الشعبية. وتقاس قوة الحركات الاجتماعية بقدرتها علي تعبئة العديد من المطالبين بالحقوق بما يشكل مصدر ضغط والسعي نحو تحقيق الأهداف. وفي هذا السياق أشار الفاروVeronica Alfaro، إلي أن الانترنت له القدرة علي تعبئة الجماهير من خلال الارتباطات المتشكلة بين الأفراد في إطاره ومن خلال رسائل البريد الالكتروني. ويتأكد ذلك مع ما طرحه هابرماس في أن هناك ارتباطاً كبيراً بين القوة والتقنية، وقد أطلق علي ذلك هابرماس اسم التفاعلية التحادثية التي تساعد علي تدفق الاتصال ولقد تحقق ذلك بشكل فاعل علي خلفية أحداث الثورة المصرية فلقد تحولت التقنية التي شكلها الانترنت إلي قوة اتصالية عبر الشبكات الاجتماعية سمحت بتعبئة الرأي العام داخل تفاعلات الفيس بوك للمطالبة بالحقوق المنقوصة في الواقع (9).
وإذا كانت كلاسيكيات علم الاجتماع تنظر إلي الحشد من منظورات متعددة، وتقسمه إلي تنويعات عديدة فإن الحشد الفاعل في تعبئة الجماهير نحو الثورة يسمي بالحشد الثوري الذي يضم الأفراد الذين لديهم مطالب يتجمعون للمطالبة بها علي خلفية السياقات الواقعية. والملاحظ أن عملية التعبئة الافتراضية للثورة مرت بعدة مراحل أولها مرحلة الانضمام للمجموعات الشبكية، حيث شكل أرباب النشطاء مجموعات عبر مواقع الشبكات. والمدرك للحالة المصرية يدرك أن هناك مجموعات متعددة تشكلت علي خلفية أحداث 25 يناير بلورت هذه المجموعات أهداف ورفعت مجموعة من الشعارات تحدد المطالب الثورية وتتباين ردود الأفعال حول مجموعة الأهداف ويدور ما يشبه بالحوار المجتمعي بين المجموعات المختلفة من داخل الشبكات الاجتماعية. يقود هذا الحوار إلي بلورة الأهداف وخطوات التحرك بشكل يمكن من خلاله التحول نحو المرحلة الثانية، وهي مرحلة بلورة الأهداف. من خلال الحوارات المتواصلة حول قضايا الإصلاح المرتبطة بالثورة تبلورت مجموعة من الأهداف، مع الأخذ في الاعتبار أن أهداف الثورة المصرية كانت ذات سمة تصاعدية إذ بدأت الحشود الافتراضية تعلي من طموحاتها تبعا للموقف علي الصعيد الواقعي. وتمثلت المرحلة الثالثة في مرحلة المشاركة، والمقصود بها هنا واقع الدور الايجابي لأعضاء الشبكات. وتجدر الإشارة هنا إلي أن تعبئة الحشد علي المستوي الافتراضي يقوم علي فرضيات الاتصال الشبكي.
3ـ التحول من الحشد الافتراضي إلي الواقع:
يتباين جمهور الحشد المتشكل عبر المجتمع الافتراضي إلي تنويعات منها النشطاء، وهم الأفراد الذين يقومون بتأسيس الصفحات والمجموعات وإرسال الدعوات إلي المجموعات الأخري المنتشرة علي الصعيد الشبكي. الجمهور المتفاعل: وهم الأفراد الذين يستقبلون هذه الدعوات ويرسلونها إلي أصدقائهم وربما يؤسسون المجموعات بناء علي قناعاتهم بأهداف النشطاء، مع ملاحظة أن فكرة القيادة في الحشود الافتراضية أو الزعامة مفتقدة حول دائرة الأفراد، حيث تدور في فلك الجماعات. وهناك جمهور من الحشد يمكن تسميته بالجمهور المتعاطف: وهذا النمط من المتفاعلين يكتفي باستقبال الدعوات فقط والاقتناع بأهدافها ولكن لا يتحرك نحو التحول من الحشد الافتراضي إلي الواقعي. وهناك علي خلفية الثورة المصرية جمهور المشاركين الواقعيين الذين وصلت إليهم الدعوة من خلال المعرفة بالحشد من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو النزول الفعلي للحشد في الميدان بما شكل بدوره محفزا للآلاف الذين لا يتفاعلون عبر الشبكات في الانضمام، وبما يمكن من خلال وصف الحشود التي تجمعت في أنحاء مصر علي أنها ذات سمة شعبية.
ولقد لعبت مجموعة من العوامل دورها البارز في عملية الحشد الافتراضي وتمثلت هذه العوامل في:
أــ الفهم: المتمثل في فهم دواعي تشكل الحشد والوعي بالقضايا المطروحة في إطاره، ولعل هذا العنصر محدد بشكل فاعل في أحداث الثورة المصرية إذ أن هناك اتفاقاً واضحاً من خلال موقع الفيس بوك علي الأهداف الأساسية للثورة، والتي تزايد طموحها مع المكاسب المحققة ولعل واقع الشبكة لم يشر إلي معضلات في عملية فهم الواقع سواء من حيث الأهداف أو رفض الواقع الذي يشوبه الفساد سواء كان ذلك في إطار المجتمع الافتراضي أو الجمهور العام للمتفاعلين.
ب ـ الاتصال: وتعد هذه هي النقطة الفارقة بين الحشود الواقعية والافتراضي، إذ إن الحشود الافتراضية تنطلق من آليات اتصال عبر شبكة الإنترنت (10).
ج ـ التفاعل: إن توافر الفهم والوسيلة الاتصالية لا يجدي بدون التفاعل مع الأخذ في الاعتبار أن الحشد في المجتمع الافتراضي يتشكل علي خلفية هذا المجتمع. ويشير واقع الثورة المصرية أنها جمعت بين ثقافتين في تحرك الحشود الأولي هي ثقافة الإنترنت الذي تحركت في البداية علي ساحته الثورة، والثاني هو ثقافة المجتمع المصري الذي انطلق منه الحشد إلي الواقع.
ثالثا ـ آليات تعبئة الحشد الافتراضي في الثورة المصرية:
تتعدد آليات تعبئة الحشود في المجتمع الافتراضي، وعند تأمل الحالة المصرية نجد أن هناك عدة آليات تم من خلالها عملية الحشد الافتراضي:
1ـ مجموعات الفيس بوك: وخاصة صفحة كلنا خالد سعيد. فالواقع يشير إلي أن موقع الفيس بوك لعب دورا أساسيا في تعبئة الجماهير للمشاركة في الثورة المصرية، وذلك من خلال المجموعات المنتشرة علي ساحته، وتشير التقديرات التي تتزايد باستمرار حول استخدام المصريين لموقع الفيس بوك ولقد أثبتت هذه التقديرات أن حوالي 1.99.020 مستخدم من الذكور، في حين يستخدم الموقع ذاته نحو 1.218.640مستخدم من الإناث حسب التقديرات الحديثة (11). ويتضح من خلال الشبكة تنوع الآليات للتواصل داخلها من ما بين تأسيس المجموعات والمدونات، إلا أن العنصر الفاعل هي شبكة الفيس بوك، والتي لعبت بدورها الفاعل في تحريك الاحتجاجات في المجتمع المصري هي المجموعات التي شكلها النشطاء السياسيين من النخب الشبابية المستخدمة للموقع، والتي نجحت من خلال هذه المجموعات وصفحاتها في تعبئة الحشود وتحولاتها من السياقات الافتراضية إلي الواقع. والملاحظ أن هناك الآلاف من الصفحات التي تشكلت أثناء الثورة، والتي أخذت تعلي من سقف طموحات المطالب والدعوة إلي النزول في الحشود المليونية.
2ـ الرموز والشعارات: إن المتأمل للثورة المصرية يدرك أنها تحركت برمزية التعبير عبر صفحات الويب. والمقصود هنا برمزية التعبير هي الصور والشعارات التي تتحرك علي متصل الساحة الافتراضية والواقعية، فإن الشعارات التي تحرك بها المتظاهرون ولدت من رحم الإنترنت وعبرت عن الواقع بمعني أن واقع البروفايل الشخصي لمعظم الذين تم تعبئتهم للمشاركة في الحشد الواقعي رفعوا صورهم ليحل محلها العلم المصري مصحوب بكلمة 25 يناير. وفي نفس الوقت لعبت الصور الميدانية التي التقطها المتظاهرين من ميدان التحرير دورها في عملية الحشد، وتبادلها المتفاعلون عبر الفيس بوك، وكذلك بعض صور الفيديو التي تم التقاطها من الميدان ساهمت أيضا في تحريك مشاعر الجماهير والتعبئة واستمرارية تشجيع الحشود للنزول إلي الواقع.
3ـ الهاتف المحمول: إن الهاتف المحمول كآلية اتصال لعب دورا بارزا في تواصل الحركات الاجتماعية الجديدة. إن المزايا الذي يضيفها المحمول إلي طبيعة موضوع الاحتجاجات تتأتي من عدة اعتبارات أولها رسائل الهاتف المحمول: تلعب هذه الرسائل دورها في الحركات الاجتماعية، فإذا كان الإنترنت وشبكاته الافتراضي تقتصر علي فئة المتفاعلين في سياقاته فإن المحمول كآلية اتصال يستطيع من خلال الرسائل النصية أن يصل إلي عدد أكبر من المتفاعلين عبر سياقات المجتمع الافتراضي وخارج هذه السياقات، مما يساهم في تعبئة الجماهير من غير المستخدمين للشبكة. ثانيها: المكالمات الصوتية والتحرك الميداني: فلقد ساهم المحمول في الربط بين المحتجين في الميدان ونشطاء المجموعات وذلك لمواجهة التغيرات المستجدة التي من الممكن أن تطرأ علي الميدان ومرونة التحرك. وثالثها التقاط الصور: إذ ساهم المحمول في التقاط الصور الميدانية ومقاطع الفيديو التي تعبر عن واقع الاحتجاج ونقل هذه الصور إلي سياقات المجتمع المحلي والصعيد العالمي بما شكل آلية تواصل لكسب التأييد وتعبئة الرأي العام وخصوصا في حالة التجاوزات علي الصعيد الميداني. إن تصوير التجاوزات الميدانية ونقلها علي مواقع الشبكة أو الفضائيات له دوره في تعبئة الرأي العام سواء المحلي أو العالمي حول أهداف الحركة والتعامل معها. ورابعها الاتصال بالإنترنت، فتطور خدمات المحمول سمح للاتصال بالإنترنت عبر الهاتف مما سهل التواصل الشبكي بين المعتصمين وزاد من قدرتهم علي تعبئة الحشود، مما زاد من صلابة الاحتجاجات في التجربة المصرية. ولعل الجهات المسئولة عن فض التظاهرات أدركت أهمية وسائل الاتصال والمتمثلة في شبكة الانترنت والمحمول فعمدت يوم 28 يناير إلي قطع أدوات الاتصال في محاولة لمنع التنسيق بين المتظاهرين إقتناعا منها بأن وسائل الاتصال لها دورها البارز في تشكل الاحتجاجات والتنسيق والمتابعة. ليس معني ذلك أنه لا توجد وسائط اتصالية أخري، ولكن تناول الطرح أبرزها.
رابعا ـ قيم الحشد الثوري من المجتمع الافتراضي إلي مجتمع التحرير:
إن تحرك الحشد من المجتمع الافتراضي إلي المجتمع الواقعي يشير إلي قدر من الحيرة، خاصة أن المجتمع الافتراضي نجح إلي حد كبير في تشكيل وعي الفئات التي تتعامل داخله ولعب دورا في تشكيل مجموعة من القيم تتحرك علي ساحته. ومما لاشك فيه أن نزول الحشد من المجتمع الافتراضي إلي التحرير، وإلي ربوع الجمهورية لا يعني بالدرجة الأولي نزول مجموعة من الأفراد أو المجموعات فقط، ولكن نزلت معهم قيم المجتمع الافتراضي التي ظهرت بعض ملامحها في التحرير، ويمكن رصد بعض هذه القيم التي تتصف بها الحشود الافتراضية في النحو التالي:
1ـ قيمة التحرر: إن فرضية تشكل المجتمع الافتراضي تقوم بالدرجة الأولي علي الحرية. ولقد تحررت النخب المصرية الجديدة والشباب الواعي من قيود الواقع إلي حرية المجال العام الافتراضي. بما شكل قيم أعلت من حرية الرأي والتعبير. نزلت هذه القيمة إلي الواقع، ولعل جرأة الشعارات التي رفعها الثوار في عموم الجمهورية والمطالبة بإسقاط النظام ثم رحيله أحد أوجه الحرية التي تبلورت في المجتمع الافتراضي وكسرت القيود عند النزول إلي ميدان التحرير. ذلك الميدان - وميادين أخري- الذي نقل نزل إليه الشباب الثائر ويحمل معه قيمة الحرية التي عاشها في المجتمع الافتراضي لتجد لها مكان في الواقع.
2ــ قيمة قبول الآخر: تعتمد تفاعلات الإنترنت بدرجة كبيرة علي التسامح في التعامل مع الآخر سواء المختلف في الدين أو النوع وغيرها، ولعل ذلك ارتبط بفكرة تجاهل الهويات الفردية. فلا يهم معظم المتفاعلين عبر المجتمع الشبكي هوية المتفاعل. فإن الثورة المصرية تشهد علي تخطي المحادثات حدود الاختلافات وتنصهر في بوتقة واحدة شعارها قبول الآخر. ولعل المتأمل لواقع مجتمع التحرير يدرك أن هذه القيمة نزلت مع المتظاهرين إلي الميدان. وبرز ذلك في مواضع عديدة أبرزها تشكيل الأقباط دروع بشرية حول المصلين المسلمين أثناء إقامة الصلوات. ليس معني ذلك أن هذه القيمة مندثرة في الواقع ولكن المقصود هنا أنها متبلورة في تفاعلات المجتمع الافتراضي وأعضائه الذين نزلوا إلي التحرير.
3ـ قيمة تخطي الأيديولوجيا: إن المجال العام الافتراضي يتخطي حدود الأيديولوجيات الضيقة وأنساق التفاعل في إطاره ليست مغلقة. فالمجتمع الافتراضي يجمع بين الاتجاهات الدينية واليسارية واليمينية وغيرها، وربما تجتمع كل هذه التباينات في مجموعة واحدة. ليس معني ذلك أنه لا توجد أيديولوجيات خاصة، ولكن المقصود في هذا الشأن أن الحشود الافتراضية تجتمع في هويات جماعية تختفي في ظلها النعرات الأيديولوجية، وهذا ما تحقق في الثورة المصرية، وانعكست تحولات تخطي الأطر الفكرية إلي مجتمع التحرير حيث انصهرت أشكال التباينات، بما يمكن وصفها بأنها ثورة شعبية تخطت حدود الاتجاهات المختلفة.
4ــ قيمة التنظيم: يدرك المتأمل لواقع النخب الشبكية أنها منظمة، ولعل هذا النظام انعكس في القدرة علي التعبئة والحشد من المجتمع الافتراضي إلي المجتمع الواقعي. وانعكست نظامية الأداء المشكلة في المجتمع الشبكي إلي المجتمع الواقعي في التحرير. وتجلت بعض ملامح النظام في رسم خرائط لميدان التحرير تحدد من خلاله عمليات الدخول والخروج. كما تجلي في إنشاء المستشفيات الميدانية، والتعامل مع الثورة المضادة من خلال تنظيم فرق عمل لتطهير الداخلين للميدان. والمراد في هذا الصدد أن نظامية التفاعلات الافتراضية تحولت إلي نظامية واقعية. وليس المقصود بالنظامية هنا النظامية الاستاتيكية الجامدة التي تحرك بمرجعيات حسابية دقيقة ولكن المقصود بها نظامية ما بعد الحداثة التي تظهر من خلال ما يمكن تسميته بالفوضي الخلاقة.
5ـ قيمة تفتت القيادة: لعل أبرز سمات الحركات الاجتماعية سواء في المجتمع الواقعي أو المجتمع الافتراضي هو العمل الجماعي. وهذا ما دعا إلي اعتبار الحركات الثورية شكل من أشكال العمل الجماعي يستهدف بناء هوية اجتماعية تشترك في مجموعة من القيم والمعايير (12)، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الهوية الجماعية تتضمن في داخلها عمليات ثقافية تظهر من خلال الرموز واللغة والاتصال (13). إن الإضافات التي تحققت من خلال الثورة المصرية تمثلت في نقل قيمة تفكك القيادة من المجتمع الافتراضي إلي ميدان التحرير. فالمجتمع الافتراضي ليس فيه زعامات بالمعني التقليدية، ولكنها تتحرك من خلال نخب شبكية شكلت قيمها من خلال هذا المجتمع الشبكي، وتحركت إلي المجتمع الواقعي في صورة جماعات، ولم تتحرك في صورة أفراد. فالحشد الافتراضي يستمد تعبئته من الروح الجماعية وليس فردية القيادة. وتتبادل الأدوار داخل المجتمع الافتراضي. ولقد نجح المتفاعلون في المجتمع الافتراضي في تفعيل هذا المبدأ في الميدان أثناء الاعتصامات والتظاهرات.
6ـ قيمة المواطنة: إن الحقوق المنقوصة للمواطنة علي الصعيد الواقعي دفع بعض الأفراد إلي المجتمع الافتراضي للتحصن بمواطنة جديدة يمارسون من خلالها الحقوق والواجبات. تتحرك هذه المواطنة الجديدة علي متصل طرفه الأول الدولة القومية، وطرفه الثاني السياق العالمي الذي شكله المجتمع الشبكي. وظهرت المواطنة الافتراضية في مواضع كثيرة منها أثناء الثورة التونسية، تضامن معظم الشباب المصري عبر الفيس بوك مع المتظاهرين، وشكلوا نوعاً من الدعم العاطفي للثورة التونسية. وبالمثل فإن حقوق المواطنة الواقعية المنقوصة لدي المصريين دفع إلي تعاطف العديد من شباب الشعوب الاخري للمطالبة بحقوق المواطنة المصرية عبر الشبكات المختلفة. ولقد تضافرت قيمة المواطنة الافتراضية بما تحمله من مساواة في الحقوق والواجبات في مجتمع ميدان التحرير، وانطلقت إلي عواصم العالم، والي المصريين في الخارج الذين شكلوا بدورهم وقفات احتجاجية أمام السفارات المصرية في بعض دول العالم. (14)
خلاصة: مجتمع التحرير ساحة للمجال العام المصري.
تشير الأحداث المتلاحقة في ميدان التحرير- مركز الثورة المصرية - إلي انفراجة في المجال العام المصري بالمعني الهابرماسي. فإذا كان المجال العام هو ساحة للمواطنين يطرحون فيه مطالبهم ورؤيتهم وينقلون آرائهم إلي الدولة فإن واقع ميدان التحرير يكشف عن ذلك. وتبقي مجموعة من النقاط تلفت الانتباه:
1ـ جمع ميدان التحرير بين مجموعة من الشباب الذين تم إبعادهم عن ساحة المجال العام الذي لم تكن لديه القناعات الكافية بمشاركة الشباب فيه - ليس بشكل مطلق - ولكن قصر النقاشات إلي حد بعيد علي فئة النخب السياسية بمعناها التقليدية الموالية للنظام، وأقصي النخب الشبابية الجديدة من ساحة المجال العام المصري. تحصنت جميع النخب المهمشة، والتي تم إبعادها عن ساحة المجال العام في المجتمع الافتراضي والتي تسللت عبر قنواته المختلفة إلي ميدان التحرير وغيرها من الميادين في ربوع الجمهورية لتشكل بذاتها مجال عام جديد تعرض فيه مطالبها للدولة.
2ـ تحول ميدان التحرير من ميدان شهير في قلب القاهرة إلي ساحة للمجال العام. فإذا كانت المقاهي والمنتديات الثقافية هي بوابة عبور المجال العام في العديد من دول أوروبا فإن ميدان التحرير هي الساحة التي تشكل علي خلفياتها المجال العام المصري. مع الأخذ في الاعتبار عدم اختفاء أفكار المجال العام القديم ذ إن جاز التعبير - ولكن بتفسير نظري مرتبط بالواقع ندرك أنه حدث تبادل في ادوار المجال العام المصري حيث تحول المجال العام الذي شكلته قوي المعارضة عبر الإنترنت من نظرة الدولة إليه علي أنه مجال عام مضاد إلي كونه مجالاً عاماً أصليا. وتحول المجال العام المصري الذي سيطر علي الواقع قبل 25 يناير إلي مجال عام مضاد.
3ـ إن المجال العام الذي تشكل في التحرير، والذي نزل إلي الميدان، وهو يحمل قيم المجتمع الافتراضي معه يثير مجموعة من التساؤلات مؤداها هل ستتحول قيم المجتمع الافتراضي، والتي ظهرت في ميدان التحرير إلي قيم تسود المجتمع أم أنها سوف تعود للمجتمع الافتراضي لتقتصر علي المتفاعلين عبر الشبكات؟ وما مستقبل تفاعلات المجال العام الافتراضي في ظل نجاح الثورة؟ وهل سيتدخل المجتمع الافتراضي في صنع السياسات المقبلة بعد نجاحه في تحقيق مطالبه علي أرض الواقع عبر المجال العام الجديد الذي يتأرجح علي تفاعلية الافتراضي والواقعي؟ أعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلي مراجعات علمية رصينة.
الهوامش:
1- MELISSA A. WALL، Social movements and email: expressions of online identity in the globalization protests ، new media & society ، Vol9(2) ، SAGE Publications ، 2007، p :258-277
2- James W. Lindenschmidt ، JWL.Freakwitch.net ، From Virtual Commons To Virtual Enclosures:
Revolution and Counter-Revolution In The Information Age ، The Commoner ، Summer/Spring 4002 ، p 2- 5
3ـ وليد رشاد، المتغيرات الفاعلة في المجال العام الافتراضي، تحليل سيسيولوجي، المؤتمر السنوي الحادي والعشرون للبحوث السياسية: تنامي الصراع ومستقبل التوافق الاجتماعي، مركز البحوث السياسية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة الفترة من 11ــ 12ديسمبر 2007.
4ـ تشارلز تيلي، الحركات الاجتماعية، ترجمة ربيع وهبه، المشروع القومي للترجمة، المجلس الأعلي للثقافة، القاهرة، الطبعة الأولي 2004 ص 210 ـ 211
5- MELISSA A. WALL، p cit .
6-Christine Petit، Social Movement Networks تin Internet Discourse Presented at the annual meetings of the American Sociological Association، San Francisco، August 17، 2004. Paper available at http://irows.ucr.edu/papers/irows25/irows25.htm
7-Moses A. Boudourides، Risk، Social Networks and Social Movements،
http://nicomedia.math.upatras.gr/sn/Boudourides_RiskSNs&SMs.pdf
8 - MELISSA A. WALL، Social movements and email: expressions of online identity in the globalization protests op . cit p 272
9- Veronica Alfaro ، Comparing Social Movements In The Virtual Public Sphere، From Silence And Disruption To Cyber activism 2.0: Cyber Zapatistas، Electro hippies، And Global Voices .available at
newpolcom.rhul.ac.uk/politics-web-02-paper-download/.
10- Wei-Ming Chao ، Tsai-Yen Li ، Simulation of Social Behaviors in Virtual Crowd ، Appear in Proceedings of International Conference on Computer Animation and Social Agents (CASA0102)، 2010.
11ـ إحصاءات مستخدمي الفيس بوك في العالم العربي، نقلا عن موقع ترابدنت، حسب إحصاءات يناير 2011 متاح في
http://www.malware-site.www/vb/showthread.phpt=1554755
12- H"kan Thrn، Social Movements، the Media and
the Emergence of a Global Public Sphere From Anti-Apartheid to Global Justice، Current Sociology ، November 2007 ، Vol. 55(6): p.009
13 - MELISSA A. WALL، Social movements and email: expressions of online identity in the globalization protests ، op cit ، p :852-277
14 ـ وليد رشاد، المواطنة في المجتمع الافتراضي " تأملات نظرية علي مرجعية الواقع المصري "، مؤتمر المواطنة والمسئولية الاجتماعية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية واللمؤتمر السنوي الحادي عشر16 ـ 19 مايو 2009.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من التعبئة الافتراضية إلي الثورة بقلم: وليد رشاد زكى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المشاركة عبر المجتمع الافتراضي بقلم: وليد رشاد زكى
» المجتمع الافتراضي. نحو مقاربة للمفهوم بقلم: وليد رشاد زكى
» الشعب والسلطة والدولة : قراءة ما بعد الثورة بقلم عزالدين مبارك
» التأثيرات التربوية للمجتمعات الافتراضية
» الدكتور رشاد الشامي ، الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية, مجلة عالم المعرفة العدد 102

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: