دور المدرسة الثانوية فى توجيه الطلاب لأخلاقيات إستخدام الإنترنت :1/1/2008
محمد فهمى مغازى
المستخلص
إن التكنولوجيا ووسائل الاتصالات المتقدمة مثل الانترنت ، قد قربت العالم من بعضة البعض ، و ألغت حدوده السياسية والجغرافية ، و أصبح بمثابة قرية صغيرة ، فلا يمكن لدولة أن تغلق حدودها و فضائها في مواجهة المد العلمي ، سيما ما يتم تداوله عبر شبكة الانترنت أو عبر الفضاء الالكتروني. فعن طريق الانترنت يمكن للفرد التجول بين المواقع المختلفة للأفراد والمؤسسات للحصول على كل ما هو حديث ، و من أهم ما يلاحظ اليوم في كثير من المجتمعات ، تخلى بعض الأفراد عن تمسكهم بالقيم الروحية و الخلقية شعوراً منهم بأن هذا ييسر لهم ملاحقة التطورات العلمية و التكنولوجية في العصر الحديث ، و إيمانا منهم بأن المجتمع الحديث إنما يقدر القيم المادية أكثر من تقديره للقيم الروحية. وفي ظل انعدام الرقابة المركزية أو الفاعلية على شبكة الانترنت و مهما حاولت الدول عن طريق شبكتها الداخلية التحكم في المادة المعلوماتية التي تبث عبر الانترنت و تتسلل إلى أطفالنا و شبابنا في غرفهم المغلقة ، فإن الخطورة كل الخطورة في المواد المخالفة التي تبث عبر هذه الشبكة و تتضمن الدعوة إلى الجريمة والحض إلى هدر و إفساد الأخلاق ، والدراسات و الإحصاءات تؤكد أن غالب الخبرات الضارة قد اكتسبها الأطفال والشباب من شبكة الانترنت مثل تعاطى المخدرات أو ممارسة الفجور أو حتى محاولة الحصول على معلومات لمعرفة كيفية اختراق الشبكات المعلوماتية الخاصة بمراكز إستراتيجية في دول كبرى و متقدمة. إن التأثيرات السلبية الناجمة عن المشكلات الأخلاقية للانترنت تنعكس على الشباب فلا ريب في أن قطاعات عريضة من المواطنين باتت تقضى ساعات عديدة من يومها تدقق وتمحص في صفحات الانترنت لعلها تقع على مرادها ، مما يرفع من سقف المخاطر التي تعترضهم بدرجات متباينة. وتحاول الدول قاطبة ، و حفاظا على أجيالها ، أن تمنع تسرب المواقع المحظورة إلى شبكاتها المحلية بوسائل فنية متقدمة ، و مع ذلك فالجريمة المعلوماتية تتقدم بصورة أسرع من سبل الحماية و الوقاية الفنية ، و لهذا فالبشرية تجاهد حتى تجعل من الانترنت الشبكة ذات الوجه الايجابي المشرق في حياة الناس ، و ليس الشبكة ذات الآثار المدمرة على مستقبل أجيال بأكملها . و أصبح الانترنت وسيلة من وسائل الحياة المدرسية ، فالتلاميذ اليوم يستخدمون الحاسب و الانترنت بصورة متزايدة في المدرسة و المكتبة و البيت ، كما أنها أصبحت وسيلة الاتصال المتواصل بين الطالب و أصدقائه أينما كانوا، لذلك كان للمدرسة الدور المهم بل الأساسي في الاستفادة من الانترنت أولاً ثم حماية الطلاب من مخاطرة ثانيا. و يمكن تلخيص مشكلة الدراسة من خلال طرح الأسئلة التالية :- 1- ما أهم الممارسات غير المرغوبة الناجمة عن استخدام الانترنت ؟ 2- ما واقع قيام المدرسة الثانوية بدورها في توجيه أخلاقيات استخدامات الانترنت لدى طلابها؟ 3- ما المعوقات التي سوف تعوق المدرسة الثانوية في القيام بـدورها ؟ 4- ما المتطلبات اللازمة لكي تقوم المدرسة الثانوية بالقيام بدورها في توجيه أخلاقيات استخدامات الانترنت لدى طلابها؟ بينما تهدف الدراسة إلى محاولة :- 1- معرفة واقع قيام المدرسة الثانوية بدورها في توجيه أخلاقيات استخدامات الانترنت لدى طلابها. 2- وضع تصور مقترح لكي تقوم المدرسة الثانوية بالقيام بدورها في توجيه أخلاقيات استخدامات الانترنت لدى طلابها. ونظراً لطبيعة الدراسة التى تحتاج لوصف تفصيلى عن أهمية استخدام الانترنت في مجال الحياة ووصف أيضا أهم الممارسات الغير مرغوبة لاستخدام تلك التقنية و تأثيرها السلبى على الفرد و الوطن لذا فإن الباحث سوف يستخدم (المنهج الو صفى) لوصف تلك الظاهرة موضع الدراسة. و تمثلت أدوات الدراسة الميدانية في إستبانتين : الأولي موجهة إلي معلمي الحاسب الآلي بالمدارس الثانوية بمحافظة الدقهلية . الثانية موجهة إلي طلاب وطالبات المدارس الثانوية بمحافظة الدقهلية . بهدف التعرف على آرائهم و الاستفادة منها فى توجيه المدرسة لطلابها لأخلاقيات استخدام الانترنت. و اشتملت عينة الدراسة على معلمي الحاسب الآلي بالمدارس الثانوية بمحافظة الدقهلية 162 من أصل825 بنسبة 19,63% من المجتمع الأصلى. كذلك اشتملت الدراسة على طلاب المدارس الثانوية بمحافظة الدقهلية وعددهم 408 من أصل 28250 من المجتمع الأصلى. كذلك اشتملت الدراسة على طالبات المدارس الثانوية بمحافظة الدقهلية و عددهم 393 من أصل 27314 من المجتمع الأصلى. ومن أبرز ما توصلت إلية الدراسة أنه : 1) توجد معوقات تعوق المدرسة عن القيام بدورها في توجيه الطلاب لأخلاقيات استخدام شبكة الإنترنت . 2) توجد معوقات تعوق مدرسي الحاسب الآلي عن القيام بدورهم في توجيه الطلاب لأخلاقيات استخدام شبكة الإنترنت . 3) توجد استخدامات غير أخلاقية لشبكة الإنترنت . 4) توجد استخدامات مفيدة لشبكة الإنترنت. 5) توجد عوامل مساعدة علي استخدام الشبكة استخداماً سلبياً . 6) توجد عوامل مساعدة علي استخدام الشبكة استخداماً إيجابياً . 7) توجد مشكلات تعوق الاستخدامات الجيدة للإنترنت . 8) توجد طرق لتوعية الطلاب حول استخدام الإنترنت. 9) توجد مشكلات تعوق طرق التوعية. و من أهم التوصيات ما يلى : 1) تطوير مقومات المدرسة لاستخدام شبكة الإنترنت 2) العمل على مواجهة المعوقات التي تعوق المدرسة عن القيام بدورها في توجيه الطلاب لأخلاقيات 3) استخدام شبكة الإنترنت 4) العمل على مواجهة المعوقات التي تعوق مدرسي الحاسب الآلي عن القيام بدورهم في توجيه الطلاب لأخلاقيات استخدام شبكة الإنترنت 5) تفعيل طرق توجيه الطلاب لأخلاقيات استخدام شبكة الإنترنت داخل المدرسة . 6) العمل على مواجهة الاستخدامات غير الأخلاقية لشبكة الإنترنت . 7) تفعيل الاستخدامات المفيدة لشبكة الإنترنت داخل المدرسة. 8) العمل على مواجهة العوامل المساعدة علي استخدام الشبكة استخداماً سلبياً. 9) تفعيل العوامل المساعدة علي استخدام الشبكة استخداماً إيجابياً. 10) العمل على مواجهة المشكلات التي تعوق الاستخدامات الجيدة لشبكة الإنترنت. 11) تفعيل طرق توعية الطلاب حول استخدام الإنترنت. 12) مواجهة المشكلات التي تعوق طرق التوعية.