ملخص بحث بعنوان
"دور التنشئة الاجتماعية في التعليم ما قبل الجامعي
الأزهري في مواجهة التحديات
العالمية المعاصرة "
رسالة مقدمة
للحصول على درجة العالمية دكتوراه الفلسفة في التربية
" تخصص أصول تربية "
إعـــداد
رمضان محمود عبد العليم عبد القادر
إشـــراف
أ.د/علي عـمر فؤاد الكاشـف
أستاذ أصول التربية المتفرغ بالقاهرة وعميد كلية التربية بالدقهلية السابقة أ.د /علي إبراهيم الدسوقي
أستاذ أصول التربية بكلية التربية بالقاهرة
1427 هــــ / 2006 م
مقدمة الدراسة :
يشهد العالم مجموعة من المتغيرات في كافة مجالات الحياة: السياسية والاقتصادية, والعلمية والمعرفية, والتكنولوجية متمثلة في: ثورة المعلوماتية, والثورة العلمية والتكنولوجية الناجمة عن الانفجار المعرفي, إلى جانب التغيرات في خريطة العالم السياسية وما تبعها من تغيرات اقتصادية واجتماعية. والعالم بجميع مجتمعاته يواجه تحديات ,تفرض وجودها عليه وتلزم المسئولين والمفكرين والباحثين بمواجهتها , وتتعدد التحديات التي تواجه المجتمع الإسلامي في حاضره ومستقبله, فمنها ما هو سياسي, ومنها ما هو اجتماعي, ومنها ما هو اقتصادي, ومنها ما هو فكري.
وتشكل التنشئة الاجتماعية عنصرًا أساسيًا في منظومة المجتمع, إذ إنها تعد مؤشرًا على سائر الجوانب الأخرى في هذا المجتمع, ودراسة واقعها في أي مجتمع يمكن أن يعطي مؤشراً قوياً للحكم على تقدم هذا المجتمع, أو تخلفه, وقد يرجع ذلك إلى أن التنشئة الاجتماعية تشترك فيها العديد من مؤسسات المجتمع, فإذا تحققت أهدافها وأعدت الشخصية القادرة على مواجهة المتغيرات المختلفة, كان هذا المجتمع قادراً على مواجهة التحديات والصعاب التي قد تواجهه في الحال أو المستقبل .
وتعبر التنشئة الاجتماعية عن التفاعل بين مكونات المنظومة التربوية للنشء من أبناء المجتمع, عبر مراحل النمو المختلفة , فالتنشئة الاجتماعية تهدف إلى إكساب الفرد المعايير الاجتماعية , وتعريفه بالضوابط التي يلتزم بها المجتمع, وتعمل على غرس القيم والاتجاهات والمبادئ والمفاهيم الاجتماعية , والخبرات والمعارف بصورة تؤهل الأفراد للاندماج في المجتمع بدرجات متفاوتة من الفاعلية.
وتتم عملية التنشئة الاجتماعية خلال مرحلة ما قبل التعليم الجامعي, ولحين وصول النشء من أبناء المجتمع لدرجة من النمو الاجتماعي, تؤهلهم للتعايش مع مجتمعهم بدرجة مناسبة من الكفاءة والفاعلية, وتكوين شخصية التلميذ وتحديد اتجاهاته في سنوات حياته المقبلة, بمستوى مناسب من التوافق بين شخصية التلميذ وباقي أفراد المجتمع.
مشكلة الدراسة:
يتضح من العرض السابق أن ما تواجهه الأمة الإسلامية اليوم من متغيرات متلاحقة,تفرض علينا البحث عن أسلوب يمكن من خلاله مواجهة تلك المتغيرات, انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي,ولن يتم ذلك إلا بالتنشئة الاجتماعية الصحيحة لأفراد المجتمع, التي تجعلهم قادرين على التعامل مع متغيرات العصر:من عولمة طاغية وسماوات مفتوحة, وانفجار معرفي, وثورة في الاتصالات,وتحطم الحدود الاقتصادية بين الدول, وتنافسية شـديدة, وانفتاح على كل المستويات: الفكرية, والاقتصادية, والثقافية,وتعددية فكرية وسياسية واقتصادية ودينية وعرقية . الأمر الذي يضع على كاهل التنشئة الاجتماعية ضرورة تنشئة الأبناء بما يتمشى مع المتطلبات الجديدة للمجتمع .
تساؤلات الدراسة :
يمكن صياغة مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤلات التالية:
1- ما واقع التنشئة الاجتماعية بالتعليم الأزهري قبل الجامعي؟
2- ما أهم التحديات العالمية المعاصرة التي تواجه العالم الإسلامي؟
3- ما متطلبات التنشئة الاجتماعية بالتعليم الأزهري لمواجهة تلك التحديات ؟
4- ما التصور المقترح لزيادة فاعلية التنشئة الاجتماعية بالتعليم الأزهري قبل الجامعي في مواجهة تلك التحديات؟
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي :
• تحليل مفهوم التنشئة الاجتماعية والتعرف على أهم العوامل المؤثرة فيها.
• تشخيص وتحليل واقع التنشئة الاجتماعية بالتعليم الأزهري قبل الجامعي.
• تحليل متغيرات القرن الحادي والعشرين وما تعكسه من تحديات على التعليم الأزهري.
• الكشف عن متطلبات التنشئة الاجتماعية بالتعليم الأزهري لمواجهة التحديات المعاصرة من وجهة نظر المعلمين والوكلاء وشيوخ المعاهد الأزهرية.
أهمية الدراسة :
تسهم هذه الدراسة في سد بعض أوجه النقص في الدراسات العربية المتعلقة بدور التنشئة الاجتماعية في التعليم الأزهري قبل الجامعي، كما أن التصور الذي ستقدمه قد يفيد في زيادة فاعلية دور التنشئة الاجتماعية بهذا النوع من التعليم , كما يمكن أن يفيد :
1. المسئولين عن سياسية التعليم الأزهري من المخططين والمتابعين والمنفذين وذلك في التعرف على مشكلات التنشئة الاجتماعية وأسبابها وسبل التغلب عليها وذلك بهدف دعم اتخاذ القرار وترشيد جهود الإصلاح, وتوجيهها الوجهة المرغوبة.
2. القائمين على تخطيط وتنفيذ برامج إعداد معلم التعليم الأزهري , وكذا القائمين على تدريب المعلمين أثناء الخدمة ,إذ توضح الدراسة واقع وعي المعلم بدوره التربوي وأثر البرامج التدريبية على ممارسات المعلمين داخل المعاهد الأزهرية.
منهج الدراسة
اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفى التحليلي نظراً لملاءمته طبيعتها وأهدافها, إذ يهتم هذا المنهج بتحديد الظروف والعلاقات التي توجد بين الوقائع والأحداث, لذلك فهو "لا يقتصر على جمع البيانات وتبويبها , بل يمضي إلى أبعد من ذلك من تفسير هذه البيانات وتنظيميها وتحليلها ونقدها والتوصل إلى استنتاجات ذات دلالة ومغزى .
أدوات الدراسة :
قام الباحث بإعداد استبانة للكشف عن دور التنشئة الاجتماعية بالتعليم الأزهري في مواجهة التحديات المعاصرة, وذلك من وجهة نظر المعلمين والوكلاء وشيوخ المعاهد الأزهرية.
عينة الدراسة
تم تطبيق أداة الدراسة على عينة من معلمي ووكلاء وشيوخ المعاهد الأزهرية في أربع محافظات( الإسكندرية, الغربية, القاهرة, والمنيا),وقد روعي في اختيار العينة أن تمثل مختلف البيئات الجغرافية في مصر, فكانت الإسكندرية ممثلة للمجتمع الساحلي, والغربية ممثلة لوسط الدلتا والمجتمع الريفي, والقاهرة ممثلة للمجتمع الحضري, والمنيا ممثلة لمجتمع الصعيد والوجه القبلي.
الأساليب الإحصائية :
استدعت طبيعة الدراسة والأدوات المستخدمة اتباع الأساليب الإحصائية الآتية :
1. حساب التكرارات والنسب المئوية.
2. المتوسطات والانحرافات المعيارية.
3. اختبار كا2 .
4. تحليل التباين.
5. اختبار T.Test
6. الدراسات السابقة
(1) دراسة: رشيف نيروت ( )
(2) دراسة : نجدة سليمان( )
(3) دراسة السيد البهواشي ( )
(4) دراسة: إبراهيم سليمان(1993)( )
(5) دراسة: محمد عبد ربه ( 1993) ( )
(6) دراسة: إيناس على(1995) ( )
(7) دراسة : سالم هيكل(1998) ( )
(8) دراسة :عبد المنعم نافع(2000) ( )
(9) دراسة :إبراهيم الخليفي (2001) ( )
(10) دراسة : إبراهيم الدليمي(2003) ( )
فصول الدراسة :
الفصل الأول: الإطار العام للدراسة .
الفصل الثاني : الدراسات .
الفصل الثالث: التنشئة الاجتماعية والعوامل المؤثرة فيها.
الفصل الرابع : واقع التنشئة الاجتماعية بالتعليم الأزهري قبل الجامعي.
الفصل الخامس : بعض التحديات العالمية المعاصرة ومتطلبات التنشئة الاجتماعية لمواجهتها.
الفصل السادس : الدراسة الميدانية.
نتائج الدراسة :
• قلة استخدام المعلمين للغة العربية الفصحى أثناء التدريس.
• قلة تدريب التلاميذ على مهارات التفكير العلمي.
• قلة حرص المعلم أن يكون قدوة حسنة لتلاميذه.
• قلة إكساب الطلاب القدرة على التعامل مع المستحدثات التكنولوجية من جانب المعلم.
• ضعف تبصير المعلم تلاميذه بأخطار الغزو الثقافي.
• قلة تنمية قدرة التلاميذ على التحاور مع الآخر من جانب المعلم.
• ضعف تعويد التلاميذ على الانتقاء المفيد للمعلومات.
• ضعف تدريب المعلم لتلاميذه على توظيف المعلومات.
• قلة تدريب الطلاب على مهارات التفكير الناقد.
• قلة تدريب التلاميذ على توظيف المعلومات.
توصيات الدراسة
- وضع فلسفة تربوية وتعليمية واضحة تنبثق من تراثنا الحضاري العربي الإسلامي.
- ضرورة خروج المناهج الحالية بالتعليم الأزهري من دائرة الموضوعات والمقررات التي لا تشكل وحدة منهجية فيما بينها, إلى منهج يتوخى في أهدافه ومحتواه وتطبيقاته العناية بشخصية الفرد , وطاقاته, وإمكاناته, وإعداده للحياة, وتمكينه من القدرة على التفكير والإبداع واتخاذ القرارات في مواجهة المشكلات.
- ضرورة تنوع طرق التدريس , وإدخال طرائق واستراتيجيات جديدة للتدريس وتدريب المعلمين عليها وإعادة تأهيلهم تربويا في ضوء التحديات المعاصرة .
- ألا يقتصر تقويم الطالب على الامتحان وقياس الحفظ والاستظهار, وإنما يشمل التقويم جميع عناصر العملية التعليمة:الطالب والأهداف والمنهج والوسائل التعليمية وطريقة التدريس, ونظم الإدارة,بحيث يتم التقويم منذ بداية العملية التعليمية وفي أثنائها وفي نهايتها.
- تغيير المحتوى المقدم للفرد, وسرعة الاستجابة لكل ما يدور في عالم المعلومات والتكنولوجيا من التغير المستمر والتطوير الدائم.
- تنوع المعارف والمهارات لتشمل ليس فقط مهارات الحفظ والتلقين, بل الفهم ومهارات التفكير والإبداع والتميز .
- تعبير الأساليب التعليمية التقليدية والتحفيظية من الحضانة وحتى الجامعة..
- تغيير المناهج التعليمية والتربوية بحيث تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع واقع المجتمع وحاجات الأفراد وقدراتهم.
- استخدام التخطيط بكل أشكاله ومستوياته وصور المختلفة المرحلي منه والاستراتيجي
الشامل في عمليات رسم السياسية التعليمية أو محاولة تطوير التعليم الأزهري.
المراجع:
أولا : المراجع العربية وعددها: 277 مرجع
ثانيا : المراجع الأجنبية وعددها: 29