رؤية مستقبلية للإعلام العربي ومسئوليته تجاه الأسرة العربية
إعداد : أ.د منى سعيد الحديدي
تمهيد :
في إطار الاهتمام بالتنمية البشرية كعنصر أساسي لتحقيق التنمية الشاملة ورقي المجتمع وعلو شأنه بين دول العالم وشعوبه تأتي الثروة البشرية أغلى الثروات ومقومات أي مجتمع على مدى العصور.
ويأتي الاهتمام بمكون الأسرة في إطار تفعيل الثروة البشرية لأي مجتمع وكوحدة أساسية تجمع بين أعضاءها أفراد مختلفين من حيث النوع والعمر والأدوار التي يمارسها كل فرد فيها وواجبات وحقوق كل منهم، وأجيال مختلفة جيل الآباء والأمهات ( الزوجين ) والأبناء.
وفي مجتمعاتنا الشرقية كثيرا ما يتسع مفهوم الأسرة ليشمل أيضا جيل الأجداد في بيت واحد، وتمثل الأسرة اللبنة الأولي للمجتمع وبالتالي فإنه بقدر ما يتوفر لكل أفرادها من سبل رعاية وتمكين من حقوقها التي أقرتها الأديان السماوية ومن بعدها الدساتير والتشريعات والقوانين والمواثيق وبقدر تمتعها بخدمات الحياة الكريمة دون تهميش لأية فئة أو إهمال متعمد أو غير متعمد وبقدر ما يحيط بها من ظروف معيشية تساعدها على العيش في أمان واستقرار وتفاهم بما يتيح لها أن تمارس دورها على أكمل وجه تجاه أعضاءها بداية وثمة تجاه المجتمع ككل مما يحقق المشاركة والفاعلية بكامل مفهومها وواجباتها في برامج التنمية وسياسات التحديث التي لم يعد في الإمكان التهاون فيها أو التخلف عنها في ظل متغيرات العصر المتلاحقة.
ويأتي الإعلام بكافة وسائله وأساليبه في العصر الحديث ممثلا لأحد أهم الركائز التي تستطيع أن تلبي كثيراً من احتياجات الفرد والأسرة وللمجتمع جنباً إلى جنب مع التعليم فيما يتعلق بالتنشئة والتربية والتعليم بما في ذلك من الأخبار ومراقبة البيئة والتعلم المستمر والتثقيف والتوجيه والترفية والمؤانسة والتعبير عن الرأي والحث وتتمثل في الوظيفة في البرامج المصممة لإثارة الاهتمام والتنبيه والحث بصفة عامة على تبني الأفكار المستحدثة .
ووظيفة التقييم وتتمثل في البرامج المصممة لتقديم الموضوعات للمهتمين بموضوع معين ويبحثون عن مواد إضافية وصفية أو تحليلية لكي تساعدهم على تقييم ما يبحثون عنه. ووظيفة التعزيز للاهتمام بموضوع ما أو للحفاظ على عادة معينة أو تمييز الإعلام بأنه نشاط يلجأ إلية الفرد طواعية وفرص الاختيار والانتقاء والتغيير والتنقل فيه واسعة مغير محدودة في ظل ما تشهده الساحة الإعلامية من تعدد وتنوع بين وسائل الإعلام المختلفة المقروءة المطبوعة والمسموعة والمرئية، والوسائل التقليدية والحديثة، الوسائل المرخصة والوسائل غير المرخصة والوسائل الوطنية المحلية والوسائل الوافدة العربية والأجنبية، الوسائل الرسمية والخاصة كل بمخرجاته الكثيرة المختلفة الجاد منها والخفيف، العام والمتخصص، مما أدى إلى الاعتماد على وسائل الإعلام والمعلومات في العصر الحديث على مستوى الأفراد والأنظمة والمؤسسات وتعاظم دور الإعلام على مستوى المعرفة وتشكيل الاتجاهات وغرس القسم وصولا إلى مرحلة الممارسة والسلوك.(نموذج k a p) وضاعف من أهمية حسن الاختيار بين وسيلة وأخرى ومضمون وآخر خاصة في الدول النامية حيث انتشار الأمية وغياب التربية والتعليم media education حتى أصبح للإعلام المستنير دور رئيسي فيما يعرف بالتعليم الغير نظامي والتعلم المستمر وتهيئة المجتمعات لقبول الأفكار المستحدثة والتفاعل مع برامج وسياسات التنمية..
ومن هذا المنطلق نطرح في ورقة العمل التالية "لرؤية مستقبلية للإعلام العربي و مسئولياته تجاه الأسرة العربية" وتحقيقا ً لهذا تتضمن الورقة النقاط الثلاثة التالية بالعرض بهدف مزيد من النقاش في ظل هذه النخبة المتميزة من الخبراء والباحثين بما يساعد على الخروج من المؤتمر بنا ينعكس على تفعيل دور وسائل الإعلام العربية تجاه الأسرة العربية.
أولاً : لماذا الاهتمام بالأسرة ؟
ثانياً : مكون الأسرة في الإعلام العربي.
ثالثاً : المطلوب من الإعلام العربي تجاه الأسرة العربية.
أولا : لماذا الاهتمام بالأسرة ؟
1) نظراً لما تمثله الأسرة كنواة رئيسية في أي مجتمع وإذا تمتعت الأسرة بكامل أفراها بكامل حقوقها نترقب منها أن تؤدي ما عليها من واجبات ومسئوليات بكفاءة واقتدار واقتناع وحماس وضمنا أن تشارك بفاعلية في برامج التنمية والتحديث والتطوير عكس الحال مع الأسرة التي لا تشعر بما بما يمنحها لها المجتمع والنظام من حقوق كما أن الأسرة غير المتعلمة الأمية صعب اقتناعها وقبولها بمتطلبات التحديث والتغيير كما أنها ارض ممهدة للشائعات وللسيطرة من قبل القوي الرافضة للتطوير أو الداعية للتطرف بكل أنواعه ونظراً لما تتمتع به أغلب المجتمعات العربية حتى الآن من تجمع أسري وقدر من الحفاظ على صلة الرحم وعدم تفكك وانفصال واستقلال مبكر بين أفراد الأسرة ما يدعونا إلى ضرورة الاهتمام بمناخ الأسرة القائم على دفئ العلاقات ومشاعر الود والحب المتبادل والاستفادة من تجارب الأكبر سناً من تشجيع القدرات الشابة وإتاحة الفرص أمامها لتحميل مسئوليتها.
2) أغلب قضايا التحديث المجتمعي تتطلب مشاركة جيل الآباء والأمهات والأبناء بل والأجداد لكي تقبل الأفكار المستحدثة والسلوكيات التنموية مما يستوجب التوجه للأسرة معاً كوحدة واحدة أفرادها مختلفين من حيث الخصائص والأدوار ولكنهم مجتمعين في تحقيق الاستقرار والسعادة والحياة الآمنة فعلى سبيل المثال هل يمكن أن يتناول إعلامياً قضية محو الأمية أو عدم التمييز أو العنف ضد المرأة أو السلوكيات والعادات الصحية الخاطئة أو التحرش الجنسي أو مكافحة التعاطي والإدمان أو التلوث البيئي أو المشكلة السكنية أو غير ذلك من القضايا دون أن نشرك فيها كل الأطراف بالتأكيد مع مراعاة الخصائص والقدرات ..
3) التوجه الإعلامي المستنير للأسرة يشجع علي المزيد من فرص التقارب والتفاهم بين أفرادها وفتح مجالات للحوار والنقاش وتبادل الرأي فيما بينهم مما يقضي على الاتهام الموجه لوسائل الإعلام بأنها تشجع على الصمت والانعزالية.
4) مع انتشار الأمية بمختلف أنواعها في كثير من المجتمعات العربية خاصة بين النساء فإن الاهتمام الإعلامي بالأسرة يقلل من فجوة المعرفة بين أفرادها مما يساعد على أن يمارس كل فرد فيها مسئولياته ويتمسك بحقوقه فالتقدم مقترن بأداء الواجبات وأيضا ممارسة الحقوق . (مثال المشاركة السياسية الناضجة المستنيرة)
5) في ظل محدودية الدخل لكثير من أفراد المجتمع أو زيادة الأفراد الذين يتم إعالتهم من قبل عضو الأسرة العامل يصعب لأن يكون لكل فرد وسيلته الإعلامية الخاصة خاصة إن كانت تحتاج لإنفاق مستمر كالصحافة أو القنوات المشفرة مدفوعة الأجر أو الحصول على شرائط الفيديو أو التردد على دور العرض .. وهو ما يعكس ويبرر وجود وسيلة بل وسائل موجهه للأسرة ككل على مستوي المجلة أو الجريدة أو القناة التليفزيونية أو الموقع الالكتروني أو الأفلام السينمائية بما يجعل عائد المنصرف يتمتع به كل أفراد الأسرة الواحدة.
6) تعدد الوسائل الإعلامية الأجنبية في عصر الفضائيات وما قد تحمله من مواد قد لا تتناسب مع الثقافة و العادات العربية مما يتطلب توفير المواد العربية التي تساعد على تحقيق الانفتاح على الغير دون الذوبان فيه كما تدعم الانتماء والولاء الوطني.
ثانياً : مكون الأسرة في الإعلام العربي.
المتتبع للساحة الإعلامية العربية يجد أنها مليئة بالوسائل والإصدارات ولكن ما هو مخصص ومعد للأسرة ككيان ووحدة قليل فالصحافة أغلبها عام وقد تخصص مساحات أو أبواب للمرأة، للأطفال، للرياضة، للفن، أي الاهتمام والتخصص في أغلبة على أساس النوع أو العمر أو المضمون ولكن مفهوم ومكون الأسرة غير ذي وجود بالقدر الكافي . وفي مصر على سبيل المثال وهي الدولة ذات التاريخ الممتد في مجال وسائل الإعلام عامة وذات المؤسسات الصحفية الضخمة وحيث كليات وأقسام الإعلام ونقابة للصحفيين ومجلس أعلى للصحافة يوجد إصدارات للمرأة : مجلة حواء ومجلة نص الدنيا وأخرى للأطفال مجلة سمير وعلاء الدين وبلبل، ومجلة البيت لشئون الديكور ومجلة الكواكب للفنون ومنذ سنوات كان يوجد مجلة الجيل عن مؤسسة أخبار اليوم تخاطب الشباب.
ورغم بدء المؤسسات الصحفية القومية منذ العقد الأخير من القرن العشرين الاهتمام بالإصدارات المتخصصة بشكل خاص حيث تصدر مؤسسة أخبار اليوم على سبيل المثال : أخبار الحوادث وأخبار الرياضة وأخبار النجوم وأخبار السيارات دون أن يكون هناك إصدار مخصص للأسرة صراحة.
وعلى مستوى الإذاعة المسموعة (الراديو) نجد المحطات والشبكات إما عامة الاهتمامات وتهتم بوجود برامج وفقرات للمرأة والطفل وأحياناً الشباب كإذاعة الشباب والتي تشاركها الرياضة، وإذاعة للكبار ضمن مجموعة الإذاعات المتخصصة وبالتالي تكررت نفس الفلسفة والتوجه حيث قليل ما نجد برامج تتخذ من الأسرة بكامل أفرادها جمهوراً مستهدفاً ومجالاً للاهتمام ولا نجد حتى برامج بعنوان مع الأسرة أو الأسرة وكأن تلك الوسائل حريصة على تفتيت الأسرة في التعامل والتعرض لها أساساً على مستوى النوع أو مرحلة العمرية أو المضمون والهدف دون الاهتمام بمكون الأسرة الذي يضم الأب والأم (الزوجين) الأبناء من الذكور والإناث، الأطفال والمراهقين والشباب.
ويأتي التليفزيون المصري ليتقدم لأول مرة على مستوى الإعلام المصري قناة بعنوان "قناة النيل للأسرة والطفل" عام 1998 في إطار مجموعة قنوات النيل المتخصصة وهو اتجاه يحمد لإتحاد الإذاعة والتليفزيون من حيث المبدأ وتستهدف تلك القناة كما ورد في كتاب الإتحاد :
• تقديم برامج هادفة تخدم الأسرة منها (استوديو الأسرة) بالإضافة إلى الاهتمام ببرامج للمرأة ربة البيت وتعريفها بكل الأمور التي تتعلق ببناء بيت وأسرة سعيدة مستقرة يوفر الراحة الأمان لكل أفراد الأسرة ونلاحظ هنا تحميل المرأة (الزوجة) المسئولية منفردة وهو ما يجب تطويره في المفهوم الصحيح لإعلام الأسرة حي التوجه للزوجين .
• تقديم برامج مفيدة عن تربية الطفل وهنا بالضرورة أن تكون موجهه للأب والأم معاً.
• الاهتمام ببرامج التوعية الصحية والنفسية والسلوكيات الايجابية.
• تقديم البرامج التي تعمل على الارتقاء بالذوق العام.
كما تم تخصص جزء من أهدافها للأطفال بكل المراحل العمرية ويلاحظ هنا عدم محاولتها لتحقيق المشاركة والتفاعل وجمع شمل الأسرة على مستوى اللعب معاً برامج للمسابقات واكتشاف القدرات والمواهب وهو ما نأمل تطويره في المستقبل في إطار تدعيم دور الإعلام في النهوض بأوضاع الأسرة العربية وتدعيم فرص الحوار والتفاهم فيما بين أفرادها .. بالإضافة إلى برامج للشباب وأخرى بكبار السن مركزين على متغير السن كمتغير رئيسي في تخطيط برامجها وخريطة إرسالها مما يجعل فلسفة القناة لم تحقق بالمستوي المطلوب حيث لجأت إلى تجزئة أفراد الأسرة إلا في القليل من المواد كما يظهر عدم اهتمامها بتقديم دراما الأسرة على غرار القاهرة والناس أو عائلة مرزوق أفندي بالبرنامج العام.
أما الغالبية من القنوات فتدور في فلك التوجه على مستوي عامة الناس أو (المرأة) بشكل خاص حتى بدأت تتعالى الأصوات وأين برامج الرجال حتى أن أحد القنوات الأرضية بالتليفزيون المصري تقدم حاليا ً برنامج أسبوعي للرجال فقط تقديم عمرو قنديل.
وإذا نظرنا للدراما السينمائية فسنجد أن فيلم الأسرة فائب عن الأجندة الإنتاجية إلا القليل وهو عكس المتاح في أوروبا حيث الاهتمام بفيلم الأسرة تأكيداً لكون الذهاب إلى السينما يمثل عملية اجتماعية من المفيد أن يشارك فيها أفراد الأسرة معاً.
كما أن غالبية الإعلانات تستغل المرأة والأطفال كعوامل جذب للانتباه وأحياناً ما تقدم السلع والخدمات من المحيط أسرى مثل بعض إعلانات معاجين الأسنان والكريمات (كريم نيفيا وأجهزة التليفزيون والمأكولات السريعة) ولن دون مراعاة للجوانب النفسية والآثار الاجتماعية التي تتركها على الأطفال المشاهدين بينما لا نرى هذا الجو الأسري في إعلانات الصحف والمجالات والإعلان عن الكتب مما يدعم سلوك وعادة القراءة لدي أفراد الأسرة.
ثالثا : المطلوب من الإعلام العربي تجاه الأسرة العربية.
بداية لا نطالب بإلغاء برامج الفئات أو الطوائف كبرامج الأطفال والمرأة والشباب وإنما المطلوب أن تحظى الأسرة بالاهتمام من قبل كافة المؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج الإعلامي والفني وأن تراعي وكالات الإعلان في تصميمها للإعلانات التعرض الجماعي.وفي هذا الإطار يوجد مستويين من المطلوب تحقيقه :
1) توفير وسائل ومواد إعلامية موجة بالكامل للأسرة (مجالات وصحف وإذاعات وقنوات تليفزيونية ودور عرض سينمائي ومواقع انترنت للأسرة) بحيث يكون المقدم خلالها لا اعتراض ولا قلق من تعامل أي فرد من أفراد الأسرة معه سواء كان منفرداً أو مع غيرة من أفراد الأسرة كما أن التعرض الجماعي الأسري له يكون مشوقاً وملبياً لاحتياجاتهم ومشبعاً لرغباتهم وغير ذو حرج فيه للكبار تجاه أطفالهم ومثل هذه الوسائل والرسائل تكون مصدراً ثقافياً مبسطاً ملائماً لما تحتاجه الأجيال الناشئة من معلومات عن الجنس بأسلوب مبسط دون تسطيح أو إسفاف وملبية لاحتياجاتهم وميلهم لحب الاستطلاع والمعرفة في مثل هذه الظروف.
وهكذا يجتمع كل أفراد الأسرة مع الوسيلة ويتبادلون الحوار حول ما تطرحه من معلومات أو أفكار أو مفاهيم أو شهادات أو تجارب. ومن الضروري أن تكون هذه الوسائل متاحة للأغلبية من خلال التوزيع والبث والاستقبال وبأسعار في متناول عامة الناس حتى لا تزداد الفجوة بين ما يملكون وبين ما لا يملكون.
2) توفير مساحات وأوقات ومواد موجهه للأسرة في إطار الوسائل العامة كإعداد أبواب أو أركان أو صفحات أو ملاحق صحفية للأسرة الواحدة واحترام الرأي والرأي الآخر.
3) استخدام مخرجات تلك الوسائل في الدعوة لكسب التأييد للمشاريع التنموية وبرامج التحديث والتطوير.
4) الأخذ في الاعتبار بث المواد غير الملائمة للصغار في أو قات متأخرة خاصة المواد التي تتضمن لمشاهد عنف واغتصاب وقتل وتناول المواد المخدرة وقد يتطلب ذلك إلى التوصل إلى ما يشبه الدليل الإرشادي لما يجب عرضه على مدى ساعات اليوم بما في ذلك الإعلانات وأغاني الفيديو كليب التي قد يكون عرضها على الأطفال غير مستحب لما تتضمنه من معان أو إيماءات لا تتناسب مع الصغار.
5) تخصيص مسابقات للأعمال الصحفية والإذاعية والتليفزيونية والسينمائية التي تلبي احتياجات الأسرة الاتصالية والتي تدعو للقيم الإنسانية المطلوب تنشئة الأجيال عليها على غرار المسابقة الثانوية للمركز الكاثوليكي لأفضل الأعمال التي تدعو للقيم الأخلاقية.
6) أن تضع وسائل الإعلام والجهات الإنتاجية مسئوليتها الاجتماعية كأساس لعملها بما يجعل مخرجاتها أداة معاونة في التنمية البشرية وليس في غرس السلوكيات السلبية.مراعية أن عنصر مسئول عن التنشئة الاجتماعية التي تحقق العملية التي يتحول بها الفرد إلى شخص والفرق بين الفرد والشخص أن الثاني هو الإنسان الاجتماعي بينما الفرد هو مجرد الوجود أي الإنسان في خصائصه الذاتية لا الاجتماعية وبالتالي تعتبر التنشئة الاجتماعية هي عملية التشكيل الاجتماعي لخامة الشخصية.
الخلاصة:
إن الدعوة إلى الاهتمام بإعلام الأسرة يعد متطلباً أساسياً في ظل انتشار الإعلام المتخصص حيث أنة كلما أرتفع مستوي الحياة زادت مطالب الجماهير الاتصالية حيث يأتي التخصص الدقيق أكثر وأكثر وقد سبقتنا في ذلك مجتمعات الوفرة الإعلامية والمعلوماتية كالولايات المتحدة ودول غرب وشمال أوربا واليابان والتي تعدت مراحل الإعلام العام والإعلام المتخصص إلى الإعلام شديد التخصص والإعلام التفاعلي.
وقد يكون في الموضوعية أن نشير إلى بعض القنوات والمواد ذات الطبيعة الجادة (الثقافية) وتكون ملائمة للتعرض الأسري مثل القنوات الوثائقية والقنوات التعليمية والقنوات الثقافية والقنوات الدينية وهو ما نأمل أن يجد اهتماماً من المؤسسات الرسمية ومن المستثمرين في مجال صناعة التليفزيون على مستوى العالم العربي.
المراجع:
• منى الحديدي وشريف درويش : فنون الاتصال والإعلام المتخصص تحت الطبع القاهرة الدار المصرية اللبنانية.
• منى الحديدي وسلوى إمام : الإعلام والمجتمع القاهرة الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع 2004.
• عاطف العبد ونهى العبد : الإذاعات والقنوات المتخصصة القاهرة دار الفكر العربي 2008.
• حامد زهران : علم النفس الاجتماعي القاهرة عالم الكتب 1972.