الدوله الفاطميه فى مصر هى دوله اسسها
الفاطميين فى مصر سنة 969. الفاطميين كانو اسره شيعيه اسست دوله فى تونس سنة 909 و بعدين نقلوها
لمصر واستقلو بيها عن
الدوله العباسيه. شمل ملكهم اللى دام من سنة 909 ل 1171 المغرب و مصر و الشام و
سيسيليا. بعد الخلفا الاربعه الاولانيين فى غرب مصر انتقلت الخلافه لمصر سنة 969 و اتبنت
القاهره اللى بقت مقر حكمهم و عاصمة ملكهم.
شاف العصر الفاطمى طرد
العرب من
سيسيليا عل ايد
النورمان (1091) و نشوب
الحروب الصليبيه (1096) و سقوط
بيت المقدس (1099) و مدن على ساحل الشام فى ايد
الصليبيين.
- الجزء ده عن مصر الفاطميه ، عشان اصل الفاطميين و دولتهم فى المغرب شوف : الفاطميين.
العباسيين فى المشرق و الامويين فى الاندلس و الاتنين سنه كانو بيعادو الفاطميين الشيعه و شنو عليهم حملات
پروپاجاندا جامده ، و اصدر الخليفه العباسى بيانين شكك فيهم فى اصل الفاطميين و نعتهم بألفاظ وحشه و من ضمن اللى قاله فيهم ان الفاطميين : " ادعياء خوارج لا نسب لهم فى ولد على بن أبى طالب .. وإنما هم كفار فساق زنادقه ملحدون معطلون ، و للاسلام جاحدون ، و لمذهب الثنويه و المجوسية معتقدون " . المؤرخين
العرب فى المشرق فى الشام و العراق كانو بطبيعة الحال منحازين للعباسيين و عشان كده كتاباتهم كانت معاديه للفاطميين بعكس
المؤرخين المصريين اللى كتبو بحياديه و موضوعيه كبيره بتحسب ليهم و بتظهر تفوقهم كمؤرخين على المؤرخين العرب. فى العصر الحديث استمرت حملات التشويه اللى باين انها خدت صوره مذهبيه نتيجه للصراعات المذهبيه و الاثنيه الدايره فى بلاد العرب فى المشرق. عميد المؤرخين المصريين
تقى الدين المقريزى اشار للنقطه دى فى كتابه "
اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا " و كتب : " ووجد بنو العباس السبيل إلى الغض منهم ( يعنى الفاطميين ) لما مكنوا من البغض فيهم وقاسوه من الألم بأخذهم ما كان بأيديهم من ممالك القيروان وديار مصر والشام والحجاز واليمن وبغداد أيضاً، فنفوهم عن الانتساب إلى على بن ابى طالب، بل قالو إنما هم من أولاد اليهود، وتناولت الألسنة ذلك، فملئوا به كتب الأخبار ". وحذر من عملية تزييف التاريخ و تحريفه اللى عملها المؤرخين العرب فى حق الفاطميين بقوله : " فتفطن، رحمك الله، إلى أسرار الوجود، وميز الأخبار كتمييزك الجيد من النقود، تعثر إن سلمت من الهوى بالصواب. ومما يدلك على كثرة الحمل عليهم ( يعنى الفاطميين ) أن الأخبار الشنيعة، لاسيما التى فيها اخراجهم من ملة الإسلام، لا تكاد تجدها إلا فى كتب المشارقة من البغداديين و الشاميين ، كالمنتظم لابن الجوزى، و الكامل لابن الأثير، وتاريخ حلب لابن أبى طى، وتاريخ العماد لابن كثير، وكتاب ابن واصل الحموى، وكتاب ابن شداد، وكتاب العماد الأصفهانى، ونحو هؤلاء. أما كتب المصريين الذين اعتنو بتدوين أخبارها فلا تكاد تجد فى شىء منها ذلك ألبتة. فحكم العقل، واهزم جيش الهوى، وأعط كل ذى حق حقه. "
[1].
هدف العلويين الاساسى كان دايماً تكوين خلافه جديده تقضى ع الخلافه العباسيه السنيه و ورث ملكها فى المنطقه الاسلاميه. الفاطميين نجحو فى حط حجر الاساس لدولتهم فى المغرب و كان عليهم السعى لتحقيق هدفهم الكبير و هو القضاء ع الدوله العباسيه. مصر كانت اول جزء من املاك العباسيين جنب الدوله الفاطميه من ناحية الشرق. مصر كانت حلم الفاطميين من اللحظه الاولى لتكوين دولتهم ، مش بس اكمنها جزء من الدوله العباسيه لكن كمان بسبب مكانتها التاريخيه و موقعها المهم و امكانيتها الاقتصاديه و السكانيه و العسكريه اللى بيدو للى بيحكمها قيمه و قدرات ما تتعوضش بأى مكان تانى فى شرق و جنوب البحر المتوسط.
القائم بأمر الله ابن المهدى كان مدرك ان من غير مصر دولتهم مالهاش قيمه كبيره فقال فى الخصوص ده، مشبه الدنيا بالطاير : " والله لا أزال حتى أملك صدر الطائر و رأسه إن قدرت ، وإلا أهلك دونه " ، و بيوصف
المقريزى حرقة القائم بأمر الله على فشله فى اخد مصر بقوله : " وكابد على ديار مصر من الحروب أهوالاً ، ومات ولم يظفر بها، وأوصى ابنه المنصور بما كان فى عزمه "
[2].
حاول الفاطميين الاستيلاء على مصر مرتين فى عهد خليفتهم الاول المهدى ابو محمد لكن فشلو و حاولو مره تالته فى عهد ابنه القائم بأمر الله لكن برضه فشلو. محاولتهم فى عهد رابع خلفائهم
المعز لدين الله نجحت.
مصر فى الفتره دى كانت دوله تقريباً مستقله تحت حكم
الدوله الاخشيديه و سيادياً بس تحت الخلافه العباسيه. العباسيين و الاخشيديين كانو فى الفتره دى بيعانو هما الاتنين من حالة ضعف و تدهور. العباسيين من العصر العباسى التانى بقو نفسهم تحت سيطرة الترك اللى بقو الحكام الفعليين و الخلفا كانو مجرد
خيالات ضل بيحركهم الترك. ضعف العباسيين ده ادى فرصه لظهور حركات تمرد و ثورات زى
ثورة الزنج اللى قامت فى اقليم البصره و استمر خمستاشر سنه ، و ثورة
القرامطه اللى دخلو الجزيره العربيه و اخدو الحجر الاسود من مكه و فضل معاهم اتنين و عشرين سنه و ما قدرش الخليفه العباسى يسترده الا بعد ما دفع لهم مبلغ ضخم
[3]. و مع الثورات و التمردات دى اطراف الامبراطوريه العباسيه كانت عماله تتاكل عن طريق حركات انفصاليه و قيام دول مستقله زى الدول الصفاريه و السامانيه و الطاهريه فى الشرق و الدوله الطولونيه و الدوله الاخشيديه فى الغرب. و حتى فى قلب الدوله العباسيه نفسها فى العراق قامت دول مستقله زى الدوله الحمدانيه فى نواحى الموصل و حلب و حاولو ياخدو بغداد نفسها ، و فى العاصمة بغداد قامت الدوله البويهيه و سيطرت على الخلافه بالكامل و هى اللى كانت بتعين و تعزل الخلفا على هواها.
فى مصر الدوله الاخشيديه كانت فى ضعف و تدهور من وقت وفاة محمد بن طغج الاخشيد و صحيح قدر كافور الاخشيدى انه يخمد الثورات و ينتصر ع الحمدانيين لكن الدوله كانت بتعانى و احوالها الاقتصاديه كانت تعبانه جداً. وبعد ما اتوفى كافور انهارت الاحوال و قامت صراعات و ارتفعت الاسعار و بقت حالة الناس كرب و مش عارفين يعملو ايه و القرامطه بقو بيهددو حدود مصر الشرقيه ، و فى الظروف دى فيه كتبو جوابات للمعز لدين الله الفاطمى انه ييجى يصلح الحال
[4].
المعز لدين الله كانت عينه على مصر و بيراقب اللى بيحصل فيها و فى الوقت اللى دعاته المنتشرين فى مصر كانو بيروجو ليه و بيمهدو لوصوله كان هو بيجهز جيش ضخم لغزو مصر. بيتقال ان تعداد الجيش ده كان ميت الف عسكرى ، و بيتقال انه صرف على تحضيره اربعه و عشرين مليون دينار زائد صناديق الدهب اللى شالها الف جمل للصرف منها على الحمله.
اختار المعز لدين الله قائده اللى فتح المغرب الاقصى جوهر الصقلى عشان يقود جيش الغزو الفاطمى الرايح على مصر فخرج الجيش بقيادة جوهر فى 6 مارس 969م (14 ربيع التانى سنة 358هـ) و هو فى السكه لمصر حفر ابيار مايه و عمل استراحات فى السكه عشان عسكره يرتاح. وصل جوهر الصقلى
اسكندريه و دخلها من غير ما تحصل معارك او صدامات ، و خرج وفد من اعيان مصر من الفسطاط عشان يقابل جوهر و يطلب الامان و وافق جوهر و اتعقدت اتفاقيه فيها ست بنود هى : اعزاز المصريين و حمايتهم ، و معالجة الحاله الاقتصاديه و تأمين طريق الحج اللى بقى خطر بسبب القرامطه ، و ترميم الجوامع و تزيينها و الصرف على المؤذنين و الأئمه من بيت المال ، و تكفيل الحريه الدينيه للمصريين اللى ليهم حق اختيار مذهبهم ، و تكفيل الحريات للاقليات الدينيه زى المسيحيين و اليهود
[5].
رضى عامة المصريين بالاتفاقيه و انقسم العسكر على نفسهم ، لكن الاخشيديه و الكافوريه كانو عايزين يحاربو فخرجو و اتحصنو فى الجزيره لكن بسبب تفككهم و انعدام القياده القويه اتغلبو من اول مواجهه مع جيش جوهر. و بعد تجديد الاتفاقيه دخل جوهر الصقلى الفسطاط على راس جيشه و قعد فى حته اسمها مناخه اللى كانت مكان القاهره بتاعة دلوقتى.
نزل جوهر الصقلى بعساكره فى حته اسمها المناخه فى شمال شرق القطائع و فى ليلتها 5 يوليه سنة 969م طوالى حط اساس العاصمه الفاطميه الجديده اللى اتسمت بعد كده القاهره.
موقع القاهره قبل كده كان خلا بيعدى فيه الناس و هما رايحين من الفسطاط لعين شمس و لما وصل جوهر الصقلى ما كانش فيها غير حته مزروعه معروفه بإسم " البستان الكافورى " و
دير للمسيحيين اسمه " دير العظام " و مبنى اسمه " قصر الشوك ". قصة دور المنجمين و الغراب فى تسمية المدينه بالقاهره مجرد قصه خرافيه و دليل كده ان جوهر بعد ما حط حجر الاساس سماها الاول " المنصوريه " جايز نسبه للمنصور ابو ولى نعمته المعز لدين الله عشان يفرحه ، او كان على اسم مدينة المنصوريه اللى بناها الفاطميين جنب القيروان و دليل كده انه سمى بابين من ابواب القاهره بباب زويله و باب الفتوح و دول اسامى ببان فى المنصوريه فى المغرب. لكن لما جه المعز لدين مصر هو اللى سماها " القاهره " و هو الاسم اللى اختاره و هو لسه فى المغرب كتفاؤل بإنها حا تقهر الدنيا
[6].
اول حاجه اتبنت فى القاهره كانت القصر الكبير اللى بناه جوهر الصقلى عشان يكون مكان اقامة الخليفه الفاطمى و اهله و اتباعه و مقر لديوان الحكم. و فى 5 مايو 970م بعد سنه من الغزو الفاطمى اتخطت القاهره و اتسمت خططها حارات فبقت فيه حارة زويله و حارة كتامه و حارة البرقيه و غيرها على اسامى القبايل. و بنى جوهر سور لبن حوالين مناخه و حفر خندق من جهة الشرق و ده كان عشان يمنع اقتحام القرامطه اذا جم مصر.
القاهره وقت تأسيسها كانت صغيره و بيقول
على مبارك ان كل جنب من جوانبها الاربعه كان 1200 متر و ان مساحتها كانت 340 فدان و القصر اللى بناه جوهر كان على خمس المساحه دى يعنى كان 70 فدان و بستان كافور كان 30 فدان و ميدان عرض العسكر كان 35 فدان و الباقى اللى كان 200 فدان كان لمعسكرات العساكر.
سور القاهره كان فيه كذا باب من جهاته المختلفه هما بابين جنب بعض اسمهم هما الاتنين زويله و باب الفتوح و باب النصرو باب البرقيه و الباب الجديد و باب القنطره و باب سعاده و مع نمو القاهره و تجديد السور اتضافت ابواب تانيه فى العصر الفاطمى و بعده.
القاهره فى بدايات العصر الفاطمى كانت حى ملوكى ساكن فيه الخليفه و حريمه و رجال دولته و عساكره لكن بعد كده من عهد المستنصر بالله اتفتحت لعامة الناس.
حكم جوهر الصقلى مصر اربع سنين و اخضع الحجاز و الشام و بعد ما كمل تأسيس القاهره و بنا القصر الكبير و
الجامع الازهر بعت للمعز لدين الله فى المنصوريه عشان ييجى مصر فطلع من المنصوريه و دخل القاهره فى 9 يونيه سنة 973م و نزل فى القصر الكبير.