المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
محمد العنف العمل التنمية الشباب التلاميذ في موريس والاجتماعية التغير الالكترونية المجتمع الاجتماعي البحث الجوهري الاجتماعية كتاب المرحله تنمية التخلف الجريمة الجماعات المجتمعات الخدمة الاجتماع اساسيات
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Empty
مُساهمةموضوع: متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها   متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها Emptyالأربعاء يناير 04, 2012 3:54 am

بسم الله الرحمن الرحيم





متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها



بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الثاني
" الطفل الفلسطيني بين تحديات الواقع وطموحات المستقبل "

المنعقد بالجامعة الإسلامية - غزة في الفترة 22- 23 نوفمبر 2005م






إعداد

أ.د. فؤاد علي العاجــــــز محمود عبد المجيد عســـاف
رئيس قسم أصول التربية ماجستيـــــر أصول تربيـــــة
الجامعة الإسلامية- غزة وزارة التربية والتعليم - غزة







2005م
بسم الله الرحمن الرحيم
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها
ملخص الدراسة:-
تنطلق هذه الدراسة من أن العولمة حقيقة قائمة وأمر واقع لا مفر من مواجهتها وعلينا أن نربي أطفالنا ألا يقفوا منها موقفاً سلبياً لأن الاندماج المطلق فيها، أو الانعزال المطلق عنها كلاهما انتحار حضاري. وتهدف الدراسة إلى:
1- تسليط الضوء على خطورة العولمة وتداعياتها على مستقبل الطفل الفلسطيني من خلال إبراز دور العولمة في السيطرة على ثروات الدول ومقدراتها.
2- الكشف عن ملامح التربية التي نريدها لأطفالنا في ظل تداعيات العولمة خاصة وأننا ككيان فلسطيني مستهدف من قبل عدة هجمات منظمة.
3- إبراز دور التربية في بناء الطفل الفلسطيني القادر على مواجهة مخاطر العولمة.
ولقد استخدم الباحثان المنهج الوصفي، وذلك من خلال وعيهما بعناصر الدراسة وتسلسل أهدافها وكذلك في محاولات الكشف عن ملامح التربية التي نريدها لأطفالنا، وإبراز دور التربية في بناء الطفل الفلسطيني القادر على مواجهة مخاطرها.
وفي ضوء واقعنا الذي نعيشه، وحاجتنا إلى الدفاع عن هويتنا الثقافية وتجديدها، قد يكون:
1 - الطفل الفلسطيني بحاجة ماسة إلى الانتقال من النمط التقليدي إلى النمط النمائي( المغاير) الذي يتأتى من خلال تحول في ثقافة المجتمع التربوية.
2- انه بحاجة إلى استراتيجية مكونة من ثلاث خطوات متداخلة فيما بينها وهي: ( البناء القيمي والأخلاقي المستند إلى الحوار والتفاعل وإلى أننا مشاركون في هذا العالم - التفوق العلمي والتكنولوجي الذي يحتاج إلى نظرة جادة إلى طبيعة التعليم – الحفاظ على الهوية والأصالة مع قبول التعددية بأنواعها والانطلاق نحو العالمية.
Abstract:

As a starting point, this study recognizes globalization as a fact that is inevitably faced. According, our children should not be taught to be negative towards it. However, our children should neither accept it totally nor reject it altogether because accepting it as it is or rejecting it as whole is a civilization suicide. This study aims at,
1- Shedding light on the danger of globalization and its negative influence on the future of the Palestinian child through highlighting the role of globalization in controlling countries resources.
2- Uncovering the kind of education required for our children under the negative consequences of globalization, especially we, as a Palestinian entity, are constantly and regularly targeted.
3- Highlighting the role of education in bringing up the Palestinian child in order to be able to face the danger of globalization.
In this study, the authors used the descriptive approach to highlight the different elements of the study as well as the sequence of its objectives. In our Palestinian context where we in need of validating and defending our cultural identity, the Palestinian child might be in need of the following:
1- A movement from the traditional mode towards a developmental one (the opposite) that takes place during a shift in the society's methods of education.
2- A strategy consisting of three interrelated steps which are, discipline that is based on interaction and cooperation, technological development that requires a new look at education, and keeping of identity and traditions while accepting the multilateral to move towards universality.

مقدمة:
إن الأطفال في كل أمة هم أمل المستقبل، ومحط الرجاء فيها، إذ بهم تناط الآمال مستقبلاً في تغيير واقع الحياة، وتحقيق التقدم، وعلى هذا كانت حمايتهم من جميع النواحي واجب على الجميع وخاصة العاملين في مجال التربية والتعليم.
والواقع أن الاهتمام بالأطفال وتربيتهم، أصبح الشغل الشاغل لدى كثير من العلماء والمفكرين ورجال التربية، في مختلف دول العالم.
وقد زاد هذا الاهتمام بشك ملحوظ في عصرنا الحالي الذي تؤكد الوقائع وتوقعات المستقبل أننا في عصر جديد، يختلف عما عهدناه، فالتطورات هائلة والتغيرات متزايدة في عمقها واتساعها وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة، ومختلف الميادين والمواقع، اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وتعليمياً.
(سكران، 1999: 23)
ومما لا شك فيه أن التربية هي التي تهيئ اليوم العالم بأسره للغد، ولا غرابة في ذلك فالتربية اليوم هي التي تجعل أمم الأرض ترتبط ببعضها البعض بروابط تزداد وثوقاً يوم بعد يوم، ولكن منذ سنوات والعالم يتفاعل مع ظاهرة جديدة، لم يألفها في السابق، أو أنها كانت موجودة وغلفت بأطر جديدة، وتحت تسمية حديثة، وبأطر هذه الظاهرة يتحدث الكثيرون عن تسهيل حركة الناس والمعلومات والسلع بين الدول، وعن أرض بلا حدود، وسوق بلا حدود، وثقافة بلا حدود، أي لا وطن ولا دولة ولا أمة.
ويذهب آخرون إلى التبشير بتجميع البشر عبر الأقمار الصناعية وشبكات الانترنت، والمواصلات السريعة، بعدما عجزت العقائد والنظريات والأفكار عن تحقيق ذلك من خلال سيرة الإنسانية الطويلة.
(الوالي،2002: 58)
وحيث أن الطفل هو ركيزة الأمل للتقدم والرقي، وأننا نعيش في هذا العصر مع ظاهرة العولمة، وأن مصير الأمم مرهون بإبداع الإنسان، ومدى تحديه واستجابته لمشاكل وتحديات التغيير، فإن قضية بناء الطفل وشخصيته الإنسانية، وإعداده كقوة بشرية مستقبلية مؤهلة للوصول إلى الاستقرار والتنمية الحقيقية، يجب أن تحظى بالاهتمام والأولوية من قبل قيادات التربية والتعليم، باعتبار أن هذه التربية هي أهم وسيلة لبناء الشعوب، كما أنها البداية الحقيقة لكل تقدم ونماء في جميع المجالات الحياتية.
ولما كانت العولمة عملية مركبة لها أبعادها ومظاهرها المختلفة وتأخذ أكثر من شكل وتتضمن في أحد جوانبها معنى الهيمنة فإنها تمثل تحدياً شأنها شأن كل التحديات المصيرية التي تنطوي على بعض الفرص الايجابية، والتي لها مخاطرها التي تتصل بثقافة الأمة.
حيث تسعى الدول المعولمة إلى تجريد الشعوب المعولمة من مقوماتها الثقافية ونشر أفكارها ونظرياتها معتمدة على ما تمتلكه من تكنولوجيات اتصال وإعلام متطورة، مما يستلزم بذل الجهود في محاولة فهم الظاهرة، وتسليط الضوء على مخاطرها وتبصير أطفالنا وأبنائنا بحقيقتها لبلورة ردود الفعل المثلى إزائها. ( بكار، 2001: 65)
في ضوء التمهيد السابق، وفي ظل العولمة الشاملة وفي ضوء مرحلة التغيير والبناء والاعمار للمجتمع الفلسطيني ، وجب التفكير بسياسات منهجية تحمي الطفل الفلسطيني وتحقق التطور والنماء له ليستطيع المساهمة في إيجاد بيئة تربوية تنموية تترجم احتياجاتهم إلى واقع عبر أطر تؤمن له المشاركة، وتوسع الخيارات له مع العولمة التي لا يجدي التعامل معها بأسلوب الرفض التام.
كما تعطي له ولقدراته قيمة من خلال تربية قائمة على الحوار والعدالة والمساواة، وتمكنهم من إعادة الثقة لذاتهم وبنائها كأفراد لهم حقوق وعليهم واجبات.

مشكلة الدراسة:
يتضح مما سبق أن العولمة ظاهرة العصر الذي نعيش فيه، ويظهر ذلك في سرعة التغير والتطور والاتصال مع الآخرين، وهذا يعني ولادة مشكلات وتحديات غير تقليدية في الألفية الثالثة، التي يجب مواجهتها بتهيئة الجيل الجديد وتنشئته لابتكار الحلول المثلى إزائها.
ومن هنا فإن مشكلة الدراسة تتلخص في الأسئلة التالية:
1- ما خطورة العولمة على مستقبل الطفل الفلسطيني.؟
2- ما ملامح التربية التي نريدها لأطفالنا في ظل تداعيات العولمة؟
3- ما دور التربية في بناء الطفل الفلسطيني القادر على مواجهة مخاطر العولمة والاستفادة منها؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى:
1- تسليط الضوء على خطورة العولمة على مستقبل الطفل الفلسطيني من خلال إبراز دور العولمة في السيطرة على ثروات الدول ومقدراتها.
2- الكشف عن ملامح التربية التي نريدها لأطفالنا في ظل تداعيات العولمة، خاصة وأننا ككيان فلسطيني مستهدف من قبل عدة هجمات منظمة.
3- إبراز دور التربية في بناء الطفل الفلسطيني القادر على مواجهة مخاطر العولمة والاستفادة منها.
أهمية الدراسة:
تنبثق أهمية هذه الدراسة من أهمية موضوعها، حيث أن العولمة غدت موجة فكرية تحتل مكانة متقدمة على الساحة الفكرية والتربوية عربياً وعالمياً، كما أن حماية الطفل الفلسطيني في ظل الهجمات المنظمة للقضاء عليه قضية تحتل أهمية متزايدة لكونها قضية فلسطينية إنسانية حساسة تتصل بمستقبل الإنسان الفلسطيني، وهي تشكل قوة الدفع في قضية التنمية والتقدم والحفاظ على الشخصية الاجتماعية.
كما تنطلق هذه الدراسة من ركيزة هامة وهي أن العولمة حقيقة قائمة، وأمر لا مفر من مواجهتها، وأنه من الضروري تربية أطفالنا على ألا يقفوا منها موقفاً سلبياً فلا يندمجوا فيها، ولا ينعزلوا عنها.
مصطلحات الدراسة:
العولمة: هي عبارة عن ظاهرة تشمل كل التحولات التي يترتب عليها إزالة الحواجز بين الشعوب، وتدويل العالم كله وفق الرؤية الأمريكية، وفرضها على غيرها من الثقافات مما يؤدي في نهاية الأمر إلى هيمنة الثقافة الأقوى وطمس الهوية الثقافية للشعوب الأخرى.
تداعيات العولمة: مجموعة الانعكاسات الايجابية والسلبية المرافقة للعولمة في أبعادها المختلفة والتي تستثير المجتمعات الأخرى للعمل على مواجهة مخاطرها والتعامل مع إيجابياتها.

بعض الدراسات السابقة:
1-دراسة (حساني، 2004) بعنوان: " معالم المشروع التربوي العربي في مسار العولمة ".
حيث هدفت هذه الدراسة إلى تشخيص الواقع التربوي العربي تشخيصاً موضوعياً بمعزل عن أي نزعة ذاتية في ظل اهتماماتنا الحضارية الراهنة لمواجهة التحديات الكبرى والمعوقة، وقد حاولت الدراسة الإجابة عن عدد من الأسئلة حول كيفية التعامل مع المد التربوي للعولمة، وكيفية توظيف جميع المرتكزات الفاعلة في أنظمتنا التربوية واستثمارها لترقية المشروع التربوي العربي العالمي.
2- دراسة (Paschen، 2002) بعنوان: " تربية طلابنا لعالم الغد: تحديات جديدة، والمؤهلات المطلوبة لها (التجربة الألمانية)."
هدفت الدراسة الإجابة عن السؤال: ما نوع التعليم الذي يحتاجه طلاب اليوم؟ وما نوع التربية التي يحتاجونها لتشكيل هذا المستقبل في غمار التحديات التي نعيشها؟ وقد اقر الباحث في هذه الدراسة أن التحديات التي تواجهنا في تربية أولادنا هي الفجوة بين ما خضناه وما يخوضوه، كما أن وجهة التربية يجب أن تسير في ثلاث مارات هي: ( استيعاب المعرفة- التنشئة الاجتماعية- التنمية والقدرة الذاتية).
3- دراسة ( مجاهد، 2001) بعنوان: " بعض مخاطر العولمة التي تهدد الهوية الثقافية للمجتمع، ودور التربية في مواجهتها ".
هدفت الدراسة إلى محاولة فهم ظاهرة العولمة، ومتابعة تجلياتها المتنوعة، وتقديم تصور مقترح لدور التربية في مواجهة مخاطر العولمة الثقافية. وتوصلت الدراسة إلى أن العولمة عملية مركبة لها أبعادها ومظاهرها المختلفة، هناك شعور بالاغتراب نتيجة استيراد نماذج ثقافية غربية، هناك ضعف للانتماء الوطني، وزيادة للتفكيك الداخلي، كما أن هناك أهمية لضرورة بلورة استراتيجية تربوية تسمح للمجتمع بتعظيم الفائدة من ايجابيات العولمة، وتحجيم سلبياتها.
وقد اقترح الباحث إعادة النظر في مناهج التعليم، وتربية المتعلمين في إطار متوازن بما يكسبهم القدرة على تحليل المعلومات وانتقائها.
4- دراسة ( الخميسي، 2001) بعنوان: " التجديد في فلسفة التربية العربية لمواجهة تحديات العولمة".
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على كيفية مراجعة التربية العربية فلسفتها وأهدافها حتى تكون مؤهلة لمواجهة تحديات العولمة في إطار الخصوصية الثقافية والتوجهات المستقبلية. وتؤكد الدراسة على عدد من الغايات التي لابد أن تفي بها التربية وهي: إكساب المعرفة، التكيف مع المجتمع، تنمية الذات والقدرات الشخصية، وأضاف عصر المعلومات لهذه الغايات بعداً تربوياً أخر وهو: ضرورة إعداد إنسان العصر لمواجهة مطالب الحياة، كما تناقش الدراسة مدى استيعاب التربية المعاصرة هذه الغاية المستحدثة وتضمينها في فلسفتها حتى تكون هادياً ومرشداً في سياساتها وخططتها.
5- دراسة ( كنعان، 2001) بعنوان: " دور التربية في مواجهة العولمة وتحديات القرن الحادي والعشرين وتعزيز الهوية الحضارية والانتماء للأمة".
هدفت الدراسة إلى إلقاء الضوء على التحديات التي تعيق التربية في الوطن العربي، وكيفية مواجهتها لهذه التحديات، وعلى رأسها الاستلاب الثقافي والهيمنة الأجنبية في ظل العولمة الجديدة وهيمنة القطب الواحد على الثقافات العالمية، وبيان كيفية التصدي لها من خلال تعزيز الهوية الحضارية والانتماء للأمة، حيث تعد هوية الأمة منبعاً أساسيا لفلسفة المجتمع التي تستمد مقوماتها من تلك الهوية. وتخلص الدراسة إلى تأكيد الهوية العربية الإسلامية، وتدعو إلى تعزيز الانتماء القومي من خلال عدد من المقترحات.
6- دراسة (أمين، 1999) بعنوان: " مستقبل الوطن العربي في ظل العولمة ".
هدفت الدراسة إلى توضيح الآثار المختلفة للعولمة على الدولة في الوطن العربي، وكيفية التعامل مع العولمة في المستقبل وكيفية مواجهتها ومعالجة اختلالها، وتوصلت الدراسة إلى أن العولمة أيدلوجية غربية يسعى الغرب من خلالها للسيطرة على العالم، وهي ظاهرة قديمة، وأن الإسلام كان سابقاً للدعوة نحو العولمة منذ خمسة عشر قرناً، وقد تميزت دعوته للعولمة بأنها أكثر شمولاً ومراعاة للأخلاق. كما أشارت النتائج إلى أن تأثير العولمة السلبي كان على حساب الطبقة الوسطى في كافة المجتمعات، وقد أوصت الدراسة بضرورة تطوير التعليم والاهتمام بوسائل تثقيف المواطن، و حسن استغلال الموارد، وتبني استراتيجية للتنمية نابعة من ظروف كل دولة.


7 - دراسة ( العطار، 1998) بعنوان: " معالم لتربية الغد في ضوء رؤية جديدة للعالم "
هدفت الدراسة إلى تقديم إجابات لعدد من الأسئلة عن رؤية العالم المعاصرة، وانعكاساتها على المجتمع بصفة عامة والتربية بصفة خاصة واستخدم الباحث المنهج التحليلي النقدي، وقد توصلت الدراسة إلى أن الإنسانية تمر بالعديد من لتغيرات التي تتسم بالسرعة والتعقيد والتشابك، وأن الوعي الإنساني هو أساس التطور والارتقاء ما دامت قدرات الإنسان غير محدودة.
كما أشارت النتائج إلى أن العدالة الاجتماعية من ضروريات مواجهة التحديات الجديدة، لأنه لا يمكن المشاركة في حضارة العصر من خلال إنسان مقهور. كما قدم الباحث أهم المعالم لتربية الغد في ضوء رؤية العالم المعاصرة .
7- دراسة ( الشافي، 1995) بعنوان: " التربية وتنمية الإنسان المصري في ضوء تحديات العولمة".
هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع تنمية الإنسان المصري من خلال النظام التعليمي وتحديد دور التربية في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
وتوصلت الباحثة إلى أن التربية يجب أن تركز على توفير قدرات ومهارات تمكن الفرد من التعامل مع التطور المتسارع، وتوجيه البحث العلمي لحل مشاكل المجتمع وأن يكون مرتبط بوحدات الإنتاج.
التعقيب على الدراسات السابقة:
لقد تعددت الدراسات المتعلقة بموضوع العولمة، لدرجة أنه لا يمكن حصرها ولكن الدراسات السابقة المذكورة هي الأكثر ارتباطاً بموضوع الدراسة الحالية وبعد الإطلاع عليها، نجد أن الدراسة الحالية قد اختلفت مع معظم الدراسات في أنها ذات خصوصية في المجتمع الفلسطيني، كما أنها ستكشف ملامح التربية التي نريدها للطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة خاصة أنه شريحة كبيرة من مجتمع محتل ومستهدف.
ومن الملاحظ أن هذه الدراسة قد اتفقت مع دراسة (Paschen، 2002)، واختلفت نوعاً ما مع باقي الدراسات، غير أنها جميعاً قد أجمعت على أنه يجب استيعاب التربية لمفاهيم العولمة واتجاهاتها الايجابية وتوظيف كل ذلك لبناء نظام تربوي متطور يمتلك مقومات المرونة والمنافسة، وضرورة إعداد برامج تربوية متكاملة من اجل إعداد المتعلم لمواجهة متطلبات الحياة في عصر العولمة.

لمحة:
لم يشهد التاريخ الإسلامي عصراً تراجعت فيه أحوال الأمة كهذا العصر!، ولا عصراً فقدت فيه عناصر المسئولية، وقل فيه الانتماء، وعظم فيه البلاء، واستفحل فيه الظلم، وسفكت فيه الدماء، كهذا العصر الذي نرتع فيه.
فالدارس والمراقب لواقع أمتنا، تصيبه الحيرة، وتأخذه الغرابة والدهشة مما يحدث فوق الأرض الإسلامية من تراجع وتقهقر وانكسار ويكاد لا يصدق أن هذه الأمة هي نفسها التي تحتفظ بتاريخ قديم مشرق كانت تباهي به الأمم، وتفاخر به الدنيا، وذلك بما حققت فيه من قوة وعدالة.
فتاريخنا اليوم أضيف له صفحات جديدة من البؤس والشقاء، تظهر جلية في الصور التالية:
• تبدد أموال دولنا على موائد القمار والليالي الحمراء، وتستثمر في الدول الأوروبية، ونحن الشباب العربي مازلنا دون تخطيط، لا نفهم من الحضارة سوى أن أناس تصنع مكاتبها ومنازلها من الذهب الخالص، بينما يموت المسلمون جوعاً وقهراً.
• أصبح للمرأة قضية، فقد حفر العالم قبراً للمرأة ثم وأدها فيه، ثم رفع قبعته محيياً لها، أصبحت في حال يرثى لها من التبرج والسفور، أصبحت تطغي على الرجل في جميع مجالاته، فويل لأمة تفخر بنسائها ورجالها في الأزقة لا يجدون عملا، ويل لأمة أهانت رجالها لتثبت ذاتية نساء ضائعات.
• تغزو القنوات الفضائية بيوت المسلمين، وتلهيهم عن التفكير في دينهم ودنياهم، وتصرفهم إلى دنيا لا يعرفون منها سوى أنهم ضائعون.

محاور الدراسة:
جاءت الإجابة عن أسئلة الدراسة في المحاور التالية:
المحور الأول: العولمة- السمات الأساسية لها- تداعياتها والمخاوف منها، والفرص التي تتيحها.
المحور الثاني: متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة.
المحور الثالث: كيفية التعامل مع العولمة.؟

* المحور الأول/ العولمة- السمات الأساسية لها- تداعياتها- الفرص التي تتيحها.
حول مفهوم العولمة:-
لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن العولمة، حتى أصبحت مصطلحاً مألوفاً بين السياسيين، والتربويين، ورجال الأعمال والاقتصاد، كما أصبحت حديث الحكومات والمنظمات والباحثين.
ويعود لفظ العولمة في أصله إلى الكلمة الإنجليزية (Global) والتي تعني عالمي أو دولي أو كروي، وترتبط في أحيان كثيرة ويصبح معنى المصطلح: القرية العالمية (Global village)، أي أن العالم عبارة عن قرية كونية واحدة. أما المصطلح الإنجليزي Globalization فيترجم إلى الكوكبة أو الكونية أو العولمة. ( مركز دراسات الوحدة العربية، 2003: 12)
والعولمة هي مصطلح حديث، ولكن جذوره قديمة، تتمثل في الغزو الفكري والاستعماري الذي يسعى جاهداً بشتى الوسائل السيطرة على مقدرات الشعوب، وامتصاصها والنفع بها.
وقد ظهر ذلك جلياً من خلال الاستعمار الذي طال معظم أجزاء الوطن العربي متمثلاً في الإمبراطوريات البريطانية والفرنسية والحروب الصليبية في العصور الوسطى، وفي هيمنة أمريكا الآن التي ترى في نفسها أنها النموذج البرجماتي النفعي الوحيد الذي يحتذي العالم به.
( أبوجلالة، 2003: 68)
ويرى بعض الباحثين أن العولمة لا تعدو أن تكون حقبة تاريخية كحقبة الحرب الباردة التي انتهت بسقوط جدار برلين، وهي عملية ( أمركة) أكثر من أي شيء آخر، وأنها سوف تفقد زخمها وفاعليتها حين تتراجع هيمنة أمريكا على العالم. ولكن بميل أغلبهم إلى أن العولمة ماضية في طريقها، وستربح المزيد من النفوذ ما لم يأذن الله بحادث كوني، فقد تفقد أمريكا كل هيمنتها أو بعضها، ولكن أن يكف الناس عن استخدام شبكات المعلومات، أو قنوات البث الفضائي، فهذا لا تقضي به طبائع الأشياء.
( بكار، 2001: 33-34)
ولكن يمكن القول أن العولمة مرحلة جديدة وظاهرة ضخمة من مراحل بروز وتطور الحداثة، تتكاثف فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي، حيث يحدث تلاحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج، وتغيرات جذرية واسعة النطاق في حياة الناس.
كما أنها مصطلح شديد العمومية، تختلف بشأنه الآراء والاتجاهات، وهي تحمل في طياتها العديد من الجوانب السلبية والايجابية معاً، ولكنها في مسألة العلاقات الاجتماعية والبعد الثقافي تعتبر سلاحاً خطيراً لتكريس الثنائية والانشطار للهوية والخصوصية الوطنية والدينية.
ونظراً لتنوع عناصر العولمة وغزارة مصادرها، فإن من الصعب التنبؤ بالآثار التي ستنتج عنها، أضف إلى هذا أن التغيرات الحديثة والسريعة التي تحدثها العولمة ستجعل الوعي البشري قاصراً على اكتشاف الأسلوب الملائم معها، وتدخلنا في حسابات المنطق الغامض، وهذا ما يجعل مهمتنا كتربويين أكثر تعقيداً تجاه أطفالنا.
ومن هذا المنطلق فإن ما تتم عولمته الآن يشمل كل جوانب الحياة الإنسانية، حتى ما كان يعتقد في وقت قريب أنه من المسائل الشخصية، ويمكن أن نذكر من هذه الجوانب ما يلي: ( بكار،2001: 46)
1- الأفكار والعقائد والتقاليد وأساليب العيش وأنماط العلاقات الاجتماعية.
2- أشكال الاستثمار وأوعيته.
3- وسائل الاتصال ونظم المعلومات وأساليب الإعلام، وكل ما يتصل بتشكيل الاتجاهات وأحوال الترفيه.
4- أنظمة التعليم وكل ما يتصل بالتقنية والصناعة.
العوامل التي ساهمت في بروز ظاهرة العولمة:
هناك الكثير من العوامل التي ساهمت في ظهور العولمة في الوقت الراهن وقد اختلفت وجهات النظر حول هذه الأسباب فيرى ( أمين، 2003: 153-157) أن من هذه الأسباب:
1- هيمنة القوة الرأسمالية على العالم، وتقدم تكنولوجيا الاتصالات والتجارة وتنوع مجالات الاستثمار.
2- الزيادة الكبيرة في درجة تنوع السلع والخدمات التي يجري تبادلها.
3- تطور وسائل الإعلام، وتأثيرها على طبيعة البشر وتطلعاتهم وسلوكهم.
وتضيف (أبو جلالة، 2003: 73) أن من هذه الأسباب:
1- إدراك الغرب لنقطة جوهرية وهي استحالة المواجهة العسكرية والثقافية والاقتصادية مع دول العالم الثالث.
2- إدراك الغرب أنه على الرغم من الصحوة إلا أن هناك عوامل تفكك في المنظومة القيمية والمعرفية التي يمكن أن تجند لصالح العولمة، فلجأوا إلى الإغواء والإغراء بكل الوسائل الممكنة.
ويمكن أن يضيف الباحثان بعض هذه الأسباب:
1- علاقة الدول ببعضها خلال العقود الأخيرة، وإغراق العالم الثالث بالديون والولاء والخضوع للدول العظمى.
2- عجز الدول الضعيفة عن الإبداع وسعيها وراء التقليد دون الأخذ بالأسباب.
3- انصراف شعوب الدول الفقيرة والضعيفة بالسعي وراء لقمة العيش وعدم اكتراثها بما يتسرب إليها من مدخلات مما يؤثر على النشء.
4- غياب فلسفة تربوية واضحة المعالم، وهجرة العقول العربية.
5- الاهتمام بالتعليم النظري على حساب التعليم التقني التكنولوجي.
السمات الأساسية للعولمة:-
يرى ( العلي، 2002: 12) أن الشكل الذي برزت به العولمة في العقد الأخير له سمات خاصة تتلخص فيما يلي:
1- الإيقاع السريع في الانتشار والوتيرة الواسعة في الاستقطاب.
2- غزو واضح لمختلف الآفاق الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
3- الاعتماد على ثقافة اتصالية غاية في التطور تتصدرها ثورة عارمة في مجال الإعلام والتربية.
4- الاجتياح العام للعولمة كنزعة قوة كبرى تمثلها الولايات المتحدة، وتهيمن بها على مختلف الأصعدة وعلى كافة الميادين في العصر الحاضر.
5- القدرة على تحقيق الأهداف التي تنشدها بوسيلة تجمع بين الإقناع والإذعان، فهي وسيلة الإعلام الحديث وهي سيل يتدفق من الدول الكبرى ليجتاح الدول الصغرى سواء على إرادة منها حيناً أو غير إرادة منها أحياناً كثيرة.
ويضيف ( بكار، 2001: 49) أن من هذه السمات:
6- العولمة تقوم على علاقات قهرية، أحد طرفيها قوي والآخر ضعيف، على حين أنه من المتوقع أن تقوم العلاقات الدولية على أساس من الاحترام والسيادة.
ويمكن للباحثان أن يضيفا بعض هذه السمات وهي:
7-أن العولمة لا تعترف بالحدود، ولا بالكيانات، ولا الوطنيات أو المحليات، وهي قادرة على العمل خارج كل شريعة وأي قانون.
8- العولمة تأخذ أشكالاً متعددة وأبعاد عديدة.
تداعيات العولمة ( انعكاساتها):-
من الصعب الاعتقاد أن العولمة تحمل تداعيات لشعوب دون شعوب أخرى، ولا لدول دون أخرى، فالبلبلة التي تحدثها عامة، ولكن بما أن أوضاع الأمم ليست واحدة، فإن وقع الداعيات التي تثيرها العولمة سيكون متفاوتاً، ونحن كشعب فلسطيني مستهدف ومقهور فإن تداعياتها علينا تكون ذات أثر واضح وجلي.
ويمكن تقسيم تداعيات العولمة إلى:
1- انعكاسات سلبية ( التحديات والمخاطر)
2- انعكاسات ايجابية ( الفرص التي تتيحها)
أولاً/ الانعكاسات السلبية ( التحديات والمخاطر):-
إن أي تحدي نواجهه لا يكون مطلق القيمة، ولا مطلق التأثير، وإنما يتفاوت بحسب الأوضاع و الأحوال التي يحدث فيها التحدي، وبحسب الذين يواجهون التحدي، ويمكن القول أن الإنسان لا يحيا حياة نشطة منتجة إلا من خلال عيشه في وسط تغشاه التحديات، حيث أن العالم في تاريخه الطويل كان يتقدم من خلال الأزمات والتحديات.
فلم يشهد التاريخ عبر مراحله وتطوراته الطويلة، تحولات مفرطة في التسارع كما يشهده هذا القرن، فقد شهد مجتمعنا الفلسطيني مجموعة من التحديات التي تؤثر في مجمل أوضاعه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والتي يمكن الحديث عنها بإيجاز فيما يلي:

1- التحدي الاقتصادي:
حيث يتعرض العالم اليوم كله من أقصاه إلى أدناه في المجال الاقتصادي إلى تيار جارف نحو العولمة، وما يترتب على ذلك من تحكم لرؤوس الأموال وإطلاق العنان لهم هذا إلى جانب أن العولمة في فلسطين تعمل على:
* تعمق التخلع الاقتصادي، أي فقدان الترابط بين قطاعات الاقتصاد، وزيادة البطالة، فحسب إحصاءات عام 2000 فإن معدل البطالة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 57.9% وبلغ في قطاع غزة 65% وذلك كنتيجة حتمية لسياسة الحصار والتجويع. ( بكار،2001: 87)
كما يرى الباحثان أنها تعمل على:
* ارتفاع مستوى الفقر، وزيادة الهوة بين الفقراء والأغنياء وتآكل الطبقة المتوسطة وذلك بسبب الرأسمالية وانهيار الخدمات المقدمة للفقراء في ظل تراجع أخلاقي عام، وتراجع قدرات الدولة على التدخل في الحياة الاقتصادية.
* انحصار مهمة الحكومة في عملية الدعم الاقتصادي، وتنمية الموارد، وتأخر عملية التنمية، وزيادة معدل الجريمة.
* السيطرة على رؤوس الأموال العربية واستثمارها في الغرب، فالعالم العربي الذي تتفاقم ديونه بمقدار (50) ألف دولار في الدقيقة الواحدة هو نفسه الذي تبلغ حجم استثماراته في أوروبا (465) مليار دولار حسب إحصائيات عام 1995. ( إسماعيل،2001: 96)
2- التحدي المعلوماتي:
حيث تعتبر تكنولوجيا المعلومات من التحديات التي أفرزتها العولمة، حيث أن ثورة الاتصالات على الرغم مما بها من ايجابيات عملية وسهولة للاتصال بين أرجاء العالم، إلا أنها تظل في أيدي الشركات الكبرى في المراكز الإقليمية وتقوم على احتكارها، واحتكار المعلومات والمتاجرة بها، كما هو الحال في شركات الاتصالات الخلوية. ( حنفي، والعظم، 2000: 27-29)
وفي هذا السياق يمكن للباحثان أن يقولا إضافة إلى هذا أن الانفتاح الاتصالي أصبح غير مأمون ولا رقابة عليه، خاصة بعد التنسيق المبرمج الذي نراه في جميع أنحاء الوطن العربي بين شركات الأجهزة الخلوية عبر القنوات الفضائية، وبين القنوات الفضائية نفسها، وكذلك مواقع الانترنت المتعددة مما يسهل الرذيلة ويمهد لها.
ومن الجوانب السلبية لتكنولوجيا الاتصالات والانفتاح عليها: (المنشاوي، 2002: 10)
• انهيار السيادة الوطنية للإعلام في ظل انهيار المفاهيم التقليدية، وظهور تقسيمات جديدة للعالم قائمة على أساس الجغرافيا الفضائية.
• الغزو القادم من الفضائيات الذي ساهم في هدم العقائد، والأخلاق، والعادات الحسنة.
• انتشار المواقع الإباحية على الانترنت والتي بلغت بحسب ما أشارت إحدى الإحصائيات التي نشرتها مجلة ( تايم ) إلى 8 مليار موقع عام 2002، أضف إلى ذلك انتشار جرائم الانترنت.
3- التحدي السياسي:
العولمة في بعدها السياسي هي أكثر مجالات العولمة إثارة للجدل من الأبعاد الحياتية الأخرى، حيث تشير إلى انحصار دور الدولة، وتخليها عن مظاهر السياسة التقليدية والتشريعات والسياسات على الصعيد العالمي، وبروز بدلاً منها قوى تنافس الدولة وتسعى لإدارة شئونها بقصد أو غير قصد.
(مجاهد، 2001: 157)
* فقد استخدم الغرب مفاهيم حقوق الإنسان والديمقراطية والعدل والمساواة وروجها في الدول العربية والدول النامية وخاصة فلسطين، وذلك عن طريق تغيير المناهج، وعقد الدورات للمعلمين داخل المدارس بتمويل خارجي كما حدث في العام الدراسي 2003/2004. وذلك كستار لأفعالهم البشعة وتدخلاتهم السياسية. أضف إلى ذلك أن التركيز الإعلامي على الديمقراطية والحريات الشكلية لدى الشعوب أصبح كوسيلة للضغط على الحكومات، وافتعال الفتن وخلق الخلافات على المستوى الداخلي كأفراد أو مؤسسات أو أحزاب.
* كما عملت العولمة على إضعاف فاعلية التنظيمات والأحزاب والتجمعات السياسية على المستوى الإقليمي وتغييبها عن الساحة الداخلية كقوة مؤثرة في صنع القرار السياسي في بلدانها وذلك كمحاولات حثيثة للقضاء على مقومات الوحدة. (أبو جلالة، 2003: 106)
4- التحدي الثقافي:
تعتبر العولمة الثقافية أكثر الأبعاد غموضاً وخطورة، فهي تشير إلى انفتاح للثقافات العالمية على بعضها البعض في ضوء تعميم نموذج ثقافي معين في التعامل، والمأكل والمشرب والملبس وقصات الشعر، وطرق التفكير، والقيم المجتمعية.
وقد أدت العولمة الثقافية إلى:
* انتشار الإعلام الموجه الذي يصعب السيطرة عليه، مما فرض درجة كبيرة من الحرية الثقافية، وهجراً لثقافتنا واستبدالها بالنماذج الخارجية. ( أبوجلالة، 2003: 112-114).
* تراجع اللغة الأم في نفوس أبنائنا في القدرة على مواجهة اللغات الأكثر تداولاً على المستوى العالمي، وخصوصاً اللغة الإنجليزية.
* ضعف الانتماء للخصوصية الثقافية والانتماء الوطني، وزيادة التفكك الداخلي، وتزايد وتعميق الثقافة الاستهلاكية بين الأفراد. (مجاهد،2001: 179-193)
* الترويج لأنماط معينة في العلاقات الأسرية والاجتماعية والجنسية السائدة في الغرب، وانتشار نوعية مميزة من الثقافات الأمريكية مثل الموسيقى والغناء والأزياء والمنتجات.
وعلى وجه الخصوص يمكن القول أن العولمة في مجتمعنا الفلسطيني أدت إلى تنامي نزعات العنف والتطرف، واتساع دائرة المخاطر التي تهدد أمن المجتمع وهو ما يعرف باسم ( ثقافة العنف)، وزيادة معدل الاعتداءات والمشاكل الأسرية التي تصل إلى حد القتل.
ومن أهم الأمور التي تؤثر بها العولمة الثقافية على الطفل الفلسطيني أنه في ظل القمع الموجه من قبل الاحتلال يواجه الطفل الفلسطيني المستقبل الذي تتوجه إليه كافة الوسائل الإعلامية والثقافية والتربوية، فيزداد فقراً ثقافياً إضافة إلى فقره المادي الذي يعيشه بالفعل. أضف إلى ذلك أن ثقافة العولمة تعتمد على اللغة الإنجليزية الأمر الذي يعمل تدريجياً على القضاء على اللغة العربية، التي هي من أهم العناصر الحضارية التي يجب أن يتشكل وعي الطفل من خلالها.
5-التحدي الاجتماعي:
تمثل العولمة الاجتماعية عملية هيمنة، ومحاولة لفرض القيم الاجتماعية الخاصة بحضارة معينة على المجتمعات النامية أو المتخلفة، من أجل القضاء على الهويات القومية والوطنية.
ومن الآثار السلبية للعولمة الاجتماعية أنها باتت تفرض على جميع الديانات والايدولوجيات والشعوب قيمها، حيث بتنا نشهد تصعيد للهيمنة القيمية الغربية. ( الرقب، 2000: 17)
كما أدت إلى:
• تشويه طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة تحت ستار شعارات رنانة ( حقوق المرأة )، وذلك من خلال تشويه العلاقات الأسرية والاجتماعية السائدة في المجتمع وتطبيعها بأطباع غربية دخيلة.
• نشوء العديد من الحركات الاجتماعية ذات الأفكار المستوردة مثل منظمات حقوق الإنسان، ومنظمات المرأة، والجمعيات النسائية.
• تكريس النزعة الأنانية المادية لدى الفرد وتعميق مفهوم الحرية الشخصية في العلاقات الاجتماعية، وهذا أدى بدوره إلى التساهل مع الميول، والتمرد على النظم والأحكام الشرعية، وانتشار الرذيلة. ( الرقب، 2000: 26)
ومن الآثار الاجتماعية للعولمة أنها تبلور هوة جديدة بين الأجيال (الآباء والأبناء) فالفجوة المعروفة هي الحالة الطبيعية بسبب الفارق الزمني والأحداث الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، ولكن الفجوة الجديدة هي أن جيل الأبناء يقومون بعملية التنشئة الراجعة التي تعني أن الأبوين الذين دأبوا على تنشئة أبنائهم اسرياً وتعليمهم أنماط السلوك والتفكير، وغرسوا فيهم الضوابط الاجتماعية عند الصغر، باتوا يفتقروا معرفة الابتكارات والمخترعات التقنية الجديدة، عندئذ يقوم الأبناء بتعليم أبويهم. (العمر، 2001: 201)
وبذلك نستطيع القول أن العولمة زادت من سعة الاختلاف الجيلي، ومن هنا تكمن الحالة السلبية والايجابية معاً للعولمة فهي سلبية عندما زادت توسيع هذه الهوة، وايجابية عندما يقوم الأبناء بإرجاع التنشئة لأبويهم لمعرفة ما لم يعرفوه سابقاً.
6-التحدي التربوي:-
يمثل قطاع التربية بوصفه نظاماً فرعياً تابعاً للنظام الكلي للمجتمع، أهم قطاع تنعكس عليه وبصورة مباشرة ما يصيب النظام العام للمجتمع من آثار العولمة وتداعياتها، والمناهج المدرسية بدورها تمثل نظاماً فرعياً من أنظمة التربية تنعكس عليها بالتالي ما يصيب التربية ( كنظام شامل ) من تغيرات.
( طعيمة، 1999: 22)
وعولمة التربية هي محاولة لهيمنة الثقافات الأقوى على ثقافات ومناهج النظم التربوية الأخرى بهدف إزالة كل الفوارق التي تحكم أنواع السلوك والقيم. ومما ساعد على ذلك الثورة التكنولوجية والانفتاح الإعلامي.
ولقد تأثر المجتمع الفلسطيني بالعولمة التربوية كغيره من المجتمعات النامية، ومن الآثار التي أحدثتها العولمة في أدوار التعليم:
1- زوال الخصوصية الثقافية والحضارية.
2- ضعف القدرات العلمية والتكنولوجية، وانفصال شبه تام بين التعليم وسوق العمل.
(عبد الشافي، 1995: 72-73 )
3- أصبحت وسائط التربية غير المقصودة كالصحافة والتلفاز تركز على أخبار العنف والجرائم والإثارة وتدعيم الأوضاع التي صنعها الغرب عموماً.
4- استغل أنصار العولمة الفضائيات في نقل قيمهم وسمومهم من خلال البرامج الاستهلاكية والصور البراقة لمعطيات الجنس والطعام والترف، مما يؤدي إلى تدمير مبرمج للذات العربية، هذا إلى جانب أن التلفاز العربي أصبح نسخة طبق الأصل للتلفاز الغربي. ( أبو جلالة، 2003: 131-132)

ثانياً/ انعكاسات ايجابية ( الفرص التي تتيحها):
العولمة خليط من الايجابيات والسلبيات تختلف طبيعة النظرة إليها وفقاً لطبيعة الناظر ومنظوره، ولكن معظم الباحثين في المؤتمرات التي نظمت في الوطن العربي، مثل مؤتمر التنمية التربوية بدولة الكويت 2001، ومؤتمر( العولمة وأولويات التربية) الذي عقد في جامعة الملك سعود في 20-22/4/2004 قد اجمعوا على أن العولمة ليست شراً كلها، فقد فتحت آفاقاً ايجابية وميادين للتنافس ويسرت وسائل للوصول إلى الآخر، ومكنت من فتح آفاق ومجالات للحوار، وقدمت فرصاً وإمكانيات سوف توقظ الكثيرين من رقادهم وتمكن من الاستجابة للتحدي والنهوض.
أضف إلى ذلك أنه ليس من الإنصاف القول أن عالمنا العربي على وجه العموم ومجتمعنا الفلسطيني على وجه الخصوص كان ينعم بالتدين والأمن والأمان والرخاء والتواصل الأخوي والوحدة قبل اشتداد حركة العولمة، فنحن نعاني من مشكلات أصيلة وقديمة، ولكن نستطيع القول أن العولمة قد تتيح بعض الفرص وتقدم بعض الايجابيات رغم ما نمر به من ظروف القهر نسوقها فيما يلي:
1- العولمة تساعدنا على أن نفكر على المستوى العالمي، إذ إن من طبيعة التقدم الحضاري انه يزيد من إمكانية الناس ويحسن من مهاراتهم، وهذا يجعل المجال الحيوي في حالة من الاتساع الدائم، وهذا يتطلب أهلية فكرية جديدة من أجل مواكبة ذلك الاتساع.
2- العولمة تساعد الناس على أن يكتشفوا كثير من الأجزاء التالفة في ثقافاتهم، وأن يستفيدوا من الخبرات المتوفرة لدى الآخرين في معالجتها أو التخلص منها.
3- العولمة تساعدنا على تقديم رسالة الإسلام للناس على نحو لم يسبق له نظير من خلال التلفاز والقنوات الفضائية والانترنت.
4- تتيح العولمة الحصول على ثروة كبرى في عالم المعلومات النافعة والبناءة في مختلف المجالات من خلال تدفق غير مسبوق من المعلومات وبشكل فائق من السهولة واليسر دون حدود مما أدى إلى: ( أبوجلالة، 2003: 139)
• إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور والمتابعين في مختلف بقاع الأرض.
• سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الانترنت.
• تغيير نظم وطرق التدريس التقليدية، وإعطاء التعليم صبغة العالمية.
• سرعة التعليم واختصار الوقت المخصص للبحث عن موضوع معين وتجدر الإشارة هنا أن هناك الآن جامعات نظامية للتعليم عبر الوسائط المتقدمة مثل جامعة فلسطين الدولية.
5- تتيح العولمة الفرصة لنا كفلسطينيين عرض قضيتنا بشكل واضح للعالم، يظهر حقنا في الأرض والعودة لوطننا.
6- تفتح العولمة قنوات اتصال قوية بين دول العالم تشكل في مجملها امتداد طبيعي لانسياب المعارف.
7- تساعد المواطن على التحرر من قيود الإعلام الرسمي المحدودة وانفتاحه على موجات الأثير العالمية، مما يسهم في تنمية معارفه ومدركاته وتطوير وعيه برؤية وقراءة التغيرات والتطورات. ( العلي، 2002: 95)
8- استمرار انخفاض التكلفة في نقل الأخبار وتطور أنظمة الوسائط المتعددة واستعمالها على نطاق واسع في الأشكال المختلفة من الإعلام والتثقيف.
9- كشفت العولمة الوجه الحقيقي والبشع الاستعماري للدول التي تدعي الديمقراطية في عدائها للمسلمين، وبالتالي ساهمت في زيادة التمسك بالدين الإسلامي لمواجهتها.

ومن خلال العرض السابق لتداعيات العولمة والمخاوف منها، نستطيع تلخيص مخاطر العولمة على الطفل الفلسطيني في الآتي:
1- ارتفاع نسبة الفقر داخل الأسرة الفلسطينية، حرم الطفل من إشباع حاجاته الأساسية، فتوجه بعضهم إلى سوق العمل، وتوجه بعضهم الآخر إلى طرائق أخرى.
2- اتساع الفجوة العائلية الناتجة عن انشغال الأب بالبحث عن لقمة العيش أو عدم وجوده في بعض الأسر، سبب للطفل الفلسطيني مزيد من الحرمان العاطفي.
3- انتشار ظاهرة الاستهلاك الترفيهي بين أطفال الطبقات الثرية، بسبب ظهور أنماط جديدة للحياة قائمة على الاستخدامات التقنية وأساليب الترفيه السطحية.
4- انتشار ظاهرة التقليد الأعمى بين الأطفال لكثير من الأمور التي تناسب هواهم وتتعارض مع عموميات الثقافة الفلسطينية.
5- توريث ثقافة العنف للطفل الفلسطيني في معظم تصرفاته، سواء على مستوى الأسرة أو الأقران أو حتى المرافق العامة أو...
6- ضعف عام في قدراتهم، وتراجع في المستوى التحصيلي.
7- عزوف كثير من الأطفال عن مداومة التعليم نتيجة لوجود الكثير من المشتتات حوله داخل الأسرة وخارجها.
8- ترويج للجريمة والرذيلة من خلال ما يبث عبر التلفاز والمحطات الفضائية من الأنماط الاستهلاكية والصور البراقة.
9- انتشار ظاهرة الاهتمام بمواقع الدردشة والانترنت غيرالمفيدة التي توفر أنماط براقة من الإباحية.

المحور الثاني/ متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة.
تشكل نسبة الأطفال في المجتمع الفلسطيني أقل من 14 عاماً ما نسبته( 53.5% ) من المجموع العام للسكان، وتشكل نسبة الشباب من (14- 30 ) عاماً ما نسبته (33.1% ) وذلك حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء عام 2004. http://ucssp.malware-site.www/w/4.htm
والملاحظ لهذه النسبة يجد أنها ليست بالنسبة البسيطة بل تمثل شريحة كبيرة من المجتمع وخطيرة في نفس الوقت فهي نسبة الأطفال الذين سيعتمد عليهم في بناء المستقبل الفلسطيني، لذلك كان الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع من أهم الضروريات للباحثين والمربين مع الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور الهامة:
• الظروف النوعية التي يتميز بها المجتمع الفلسطيني عن سواه.
• لا يمكن الحديث عن الأطفال والشباب الفلسطيني ككتلة واحدة في ضوء انعكاسات الواقع الفلسطيني المرتبطة بالتهجير القسري والشتات وبالأوضاع المعقدة التي يعيشها المجتمع.
• ارتباط قضايا الأطفال والشباب الفلسطيني بقضايا كبرى أهمها التحرر الوطني والمجتمع المدني، والعولمة والتنمية، إلى جانب ضعف وتخلف بنية المجتمع العربي والفلسطيني الذي يعاني من أزمات في السياسة والفكر والتنظيم والإدارة.
وفي ضوء هذه الظروف وتحديات العولمة التي يعيشها الطفل الفلسطيني، ومهما تعددت واختلفت المناهج المقدمة لهم يجب ألا تخرج أهداف تربيتهم عن توفير بيئة تترجم احتياجاتهم إلى واقع عبر أطر تؤمن لهم المشاركة وحرية الاختيار، اطر ترتكز على العقل والعلم والعمل الايجابي البناء من خلال الحوار والعدالة. وذلك للأخذ بأيديهم ومرافقتهم وتمكينهم من إعادة الثقة لذاتهم وبنائها كأفراد أحرار لهم حقوق وعليهم واجبات.
وإيمانا منا بأن الطفل الفلسطيني يمتلك قدرات مخزونة، يمكن تطويرها لتصبح قوة توجهه نحو التعمير والبناء في ظل هذه الظروف الصعبة والتلوث الثقافي الذي نعيشه، والعولمة التي تخترق جميع مجالاتنا، فإن تربيته يجب أن تأخذ عدة مناحي وهي:
• التعامل مع هذا الطفل بالعلاقات الإنسانية التي تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والثقة والمسؤولية واللاعنف من خلال توفير جو من الطمأنينة والأمن عبر استخدام أساليب الحوار.
• وجود كوادر تربوية مهنية، مستندة إلى فلسفة تربوية نمائية تدفع إلى تفعيل دور هؤلاء الأطفال وربطهم بالمجتمع المحلي.
• برامج وأنشطة تخدم أهدافا تتعلق بتنمية الشخصية، وتدفع الأطفال في اتجاه العمل الجماعي المشترك في جو من الحرية التي تساهم في معالجة الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عن الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني.
• برامج وأنشطة توفر المساندة والدعم وتكفل الإبداع والتجديد، وتستند إلى صلة قائمة بين النظرية والتطبيق.

كما أن هذه التربية المستقبلية التي تأخذ بيد الطفل العربي الفلسطيني إلى بر الأمان، وتجعل منه ناقد للواقع الذي يعيشه ينتقي منه الحسن ويترك السيئ يجب أن تتصف بخصائص تلبي حاجاته إلى النمو الشخصي والاجتماعي حالياً والكفاية الاقتصادية والإنتاجية مستقبلاً، والوعي والمشاركة والفكر النقدي، وتحسن نوعية حياته العامة، وتستمر مدى الحياة، ومن أهم هذه الخصائص:
( اللقاني، ومحمد،2001: 136- 139 )
• دينية- دنيوية/ وهذا يعني أن يكون قادرا على التعامل مع العناصر الثقافية الواردة من أطر ثقافية أخرى، ومؤهلاً لان يكون قادرا على الضبط الذاتي.
• شمولية- تكاملية/ تتعامل بتكامل مع المتعلم وكل أبعاد شخصيته.
• طبيعية/ وذلك من خلال عرض الخبرات المربية في سياق الحياة العادية دون افتعال، أي مرتبطة بالواقع.
• توفيقية/ تظهر فيها العلاقة الوثيقة بين الفرد والمجتمع، والتوفيق بين حاجات الفرد ومطالب المجتمع، وان تكسب المتعلم خبرة حقيقية شاملة.
• تعبيرية- تواصلية- أدائية/ يعبر فيها الطفل عن أفكاره ومشاعره.. ويتواصل مع غيره ويوائم بين التعبير والقيام بأنشطة أدائية فعلية على مستوى الصف والبيت والمدرسة والبيئة.
• تركيبية- إنتاجية/ تتيح للمتعلم المشاركة في اكتساب المعرفة من خلال تركيبها بنفسه، واكتشاف المعلومات بنفسه، مما يساعد على تكوين شخصيات تستطيع التفكير والتواصل.
• تنوعية- بدائلية/ تحقق أقصى المرونة في تطبيق المنهج التربوي، وتتنوع الخبرات، وتكون مفاهيم صحيحة عن الخبرة المباشرة وغير المباشرة.
• أخلاقية- منفتحة/ تحافظ على القيم لجميع أعضاء العمل التربوي، وتبقي باب الاجتهاد مفتوحاً في ضوء دائرة الأخلاق الإسلامية السمحة.
في ضوء هذه الخصائص يمكن أن نعتبر أن التربية أحد الحلول اللازمة لمواجهة العولمة وأداة للتغيير والتجديد للحياة العربية الفلسطينية، حيث أنه لا يمكن الإنكار أن قضية تجديد الحياة العربية الفلسطينية في ظل التغيرات العالمية وصراع العولمة، مع الاحتفاظ بشخصيتها ومقوماتها الأصلية، قضية صعبة، تحتاج إلى حالة من التوازن بين ما هو منشود وما هو موجود.
ومن خلال الاستعراض السابق يمكن للباحثان تحديد حاجات الطفل الفلسطيني التربوية في ظل تداعيات العولمة في نقطتين أساسيتين هما:
1- الحاجة إلى الانتقال من النمط التقليدي إلى النمط العلمي ( النمائي) في التفكير.
2- الحاجة إلى استراتيجية مكونة من ثلاث خطوات متداخلة هي:
• البناء القيمي والأخلاقي.
• نظرة جادة إلى طبيعة التعليم كمفتاح للتفوق العلمي.
• ترسيخ الهوية الثقافية والأصالة مع قبول التعددية بأنواعها.

أولاً/ الحاجة إلى الانتقال من النمط التقليدي إلى النمط العلمي في التفكير.
يعرف (جروان، 1999) التفكير بأنه عبارة عن: " سلسلة من النشاطات العقلية غير المرئية التي يقوم بها الدماغ عندما ي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
متطلبات تربية الطفل الفلسطيني في ظل تداعيات العولمة والعمل على مواجهة مخاطرها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفعيل دور الأسرة فى مواجهة تداعيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من منظور إسلامي /
» العولمة وأثرها على الشعب الفلسطيني
» دور الجمعيات الأهلية فى تربية الطفل المعوق :
»  دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة على الشباب
» ثقافة الطفل العربي في عصر العولمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: