لقد تعددت الظواهر الاجتماعية نتيجة لتعدد المشاكل و المشكلات الاجتماعية نظرا لتفاقم الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية التي تأزمت لسبب التغيرات و التطورات التي أحدثتها التكنولوجيا الحديثة المتطورة و لكونها السلاح الوحيد الذي أصبحت تستخدمه الدول المتقدمة للهيمنة على الدول المتخلفة و ذلك لاستهداف الأماكن الحساسة و هدمها و العمل على جعلها تنهار انهيارا كليا و خاصة المجتمع العربي المسلم الذي كثيرا ما يشغل بال الكثير لما وصل إليه من انهيار أخلاقي و ديني هو كيان المجتمع و جعله في أسفل السافلين و من بين الانحرافات الأخلاقية نجد الزواج العرفي، فالزواج العرفي هو ذلك الزواج الخارج عن نطاق ما نصت عليه الشريعة الإسلامية.
يمكن القول أن الزواج العرفي يأتي لسبب غياب الوازع الديني للمجتمع لأن شريحة الشباب هي أكثر الفئات التي تلجأ إلى وسيلة الزواج العرفي بدلا من الزواج الذي نصت عليه الشريعة في الكتاب و السنة، فإن دل على شيء فإنما يدل على أن الشباب منحرف لأن الانحراف هو الخروج عن السير الصحيح و لذلك فمادام أن الانحراف الديني هو الخروج عن تعاليم الدين الإسلامي الصحيح فكذلك الحال بالنسبة للزواج العرفي فهو خروج عن الشريعة لأن هناك ركنين هامين ناقصان، الولي و شاهدي عدل.
يلجأ الشباب أيضا إلى الزواج العرفي لسبب عدم موافقة الأولياء على زواج أحدهما من الآخر إذ أنه في كثير من الأحيان ما نجد أن الأحيان ما نجد الأولياء يحبذون زواج بناتهم لأجل المصلحة و لأجل المال الذي يكسبه الشاب فإذا غاب هذا الشرط فإن الأولياء يتنازلون عن تزويج ابنته و خاصة إذا كان الأحد يكن المودة للطرف الآخر فمما لاشك فيه أنهما سيقرران الزواج سرا فيسمى ذلك بالزواج العرفي.
كذلك أن الشباب سواء كان ذكرا أم أنثى يلجئون إلى تعويض العناء الأسري و المشاكل العائلية كالقهر الاجتماعي و قسوة الأولياء إلى البحث عمن يريد سماع مشاكلهم للترويه عن أنفسهم، فبما أن الشباب منحرفون عن تعاليم الدين كما تم الإشارة إليه سلفا فإن الأنثى خاصة تلجأ إلى البحث عن الشاب الذي بكلماته و مراوغاته سوف ينسيها همومها العائلية و يدخلها في دوامة كبيرة من الأحلام و الأمنيات التي طالما انتظرتها، فيتطور ذلك الحديث من طور التعارف إلى طور تفهم المشاكل التي يبيح بها أحد الطرفين و يتطور هذا الأمر إلى التفكير في الزواج بعيدا عن استشارتها لأوليائها نظرا للقهر الذي تعاني منه فيقع بينهما ارتباط زواج يسمى الزواج العرفي.