الحجـــاج في القرآن: سليمة محفوظي
أيّد الله سبحانه الرّسالة الإسّلاميّـة بمعجزة كاملة دائمة مؤثّرة في عصرهـا وبعد عصرها فـي بيئتها وفي غيرها، في الأمّة التّي بعث فيها الرّسول الكريم وفي كلّ الأمم الأخرى، إنّه القرآن الكريم كتاب الإسلام ودستوره، ومعجزته الخالدة، الذّي لاقى منذ نزوله المعارضة ومحاولة تغطيـة نوره، من منكرين عرب ومن أبناء الملل والدّيانات الأخرى.[ فقالوا هو كلام ساحر ومجنون، وشاعر...] .
فالقرآن الكريم عظّم العقل، وبوّأه المنازل الكبرى، ولهذا جاءت معظم آياته مخاطبة أولي الألباب وذوي العقول اليقظة لا الغافلة التّائهة قال تعالى : "كذلك يُبيّن الله لكم الآيات لعلّكم تتفكرون " [البقرة219 ] أو " يُؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب " [البقرة269] .
الدّين الذّي دعا الإنسان إلى التّفكر والتّدبر في خلق السّموات والأرض يقول الله تعالى " إن في السّموات والأرض لآيات للمؤمنين - وفي خلقهم وما يبثُّ من دابّة آيات لقوم يُوقنون –واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل الله من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون " [الجاثية 3/4/5 ] .
ولأنّ الإسلام دين العقل والعلم والحق، فقد نبذ أشد النّبذ حجج الكافرين الذّين كانوا يرفضون الحق ولا يقبلونه بحجّة أنّه لا يوافق ما وجدوا عليه آباءهم قال تعالى "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أوَ لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" [التوبة]
"حذف جواب الشّرط وهذا أبلغ من أن يذكر، لأنّ الجمل الشّرطيّة في القرآن قائمة على ضمير الخطاب دون الغيبة وهو ما يقتضي وجود متلق مباشر معنيّ بالكلام، موكول إليه أن يتصوّر الجزاء بناء على ما قُدّم إليه من شرط تصوّرا يذهب به في كل اتجاه( ).
القرآن الكريم عموما كتاب الإنسان، وكما أنّ الإنسان كلّ متكامل، قلب وعقل وجسد تلاءم القرآن معه فكـان فيه ما يناسب كل جزء "هذا ما تجده في كتاب الله حيث ما توّجهت إنّه لا ينسـى حق العقل من حكمة وعبرة، وإنّه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظّ القلب من تشويق، وترقيق وتحذير وتنفير، وتهويل، وتعَجّب، يبث ذلك في مطالع
آياته يقول الله تعالى: " الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذّين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبُهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء " ( ) .
فما على القارئ إلّا أن يفتح المصحف الشّريف ليجد من التّرغيب ما يملأ نفسه سرورا وأملا ومن التّرهيب ما يرجف قلبه ويملأه خوفا وفرقا وأمّا العقل فإنّه يجد من وسـائل الإقناع ما تصلح لها دراسات كبيرة ، فالقرآن يخاطبه بكلّ معانيه ومستوياته ، ولذلك احتوى القرآن على جميع أنواع البراهين والأدلّة " فما من برهان ودلالة وتقسيم وتحذير تبنـى من كليات المعلومات العقليّة والسمعيّة إلّا وكتاب الله قد نطق به ..."( ) وهذه بعض الأدلّة البسيطة من القرآن الكريم :
أ- القياس المضمر في قوله تعالى " ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النّعيم ، ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " [المائدة 65/66]
وتخريجـــه:
المقدمة الكبرى (مذكورة) : لو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم . الأولى
لو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل...لأكلوا من فوقهم. الثّانية
المقدمة الصغرى (مضمرة) : لكنّهم لم يؤمنوا ولم يتقوا ... الأولى
لكنّهم لم يقيموا التّوراة والإنجيل... الثّانية
النتيجة : لن نكفّر عنهم سيئاتهم ولن ندخلهم الجنة ... الأولى
لن يأكلوا من فوق أيديهم ... الثّانية
ب- قياس الخلف في قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا "ا[النساء82 ]
وتخريجـــه :
المقدمة الكبرى (مذكورة) لو كان القرآن من غير عند الله لوجدا النّاس فيه اختلافا
المقدمة الصغرى (مضمرة) لكنّهم لم يجدوا فيه اختلافا
النتيجة (مضمرة) إذن القرآن الكريم هو من عند الله
ج- من قياس التّمثيل قوله تعالى "أولم يروا أن الله الذّي خلق السّموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلّا كفورا"[الإسراء 99].
د- ومن القياس على المحال قوله تعالى " إنّ الذّين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط كذلك نجزي المجرمين"[الأعراف /40]
الشّرط: المقدمة: يدخل المكذبون بآيات الله الجنّة عندما يلج الجمل في سمّ الإبرة.
جواب الشّرط: لكن الجمل لن يدخل أبدا من سمّ الإبرة.
النّتيجة : لن يدخل المكذبون الجنّة أبدا ...
لا نقول إنّنا نستقصي هذه الأساليب في القرآن الكريم ، فهذا عمل يجب أن تفرد له دراسـات وبحوث خاصّة، ولكنّها لمحات خاطفة لنبيّن أنواع الأقيسة التّي وردت في القرآن. والذّي منه انطلقت الدّراسات العربيّة التّي أثرت المكتبات بشتى أنواع العلوم
الهوامش.
1- عبد الله صولة: الحجاج في القرآن من خلا أهم خصائصه الأسلوبية، ص 1 /457 .
2- الشيخ طه عبد الله محمد السبعاوي: أساليب الإقناع في المنظور الإسلامي،ص230
3-محمد الكتاني:جدل العقل والنقل في التفكير الإسلامي ,ص444
الحجـــاج في القرآن: سليمة محفوظي
أيّد الله سبحانه الرّسالة الإسّلاميّـة بمعجزة كاملة دائمة مؤثّرة في عصرهـا وبعد عصرها فـي بيئتها وفي غيرها، في الأمّة التّي بعث فيها الرّسول الكريم وفي كلّ الأمم الأخرى، إنّه القرآن الكريم كتاب الإسلام ودستوره، ومعجزته الخالدة، الذّي لاقى منذ نزوله المعارضة ومحاولة تغطيـة نوره، من منكرين عرب ومن أبناء الملل والدّيانات الأخرى.[ فقالوا هو كلام ساحر ومجنون، وشاعر...] .
فالقرآن الكريم عظّم العقل، وبوّأه المنازل الكبرى، ولهذا جاءت معظم آياته مخاطبة أولي الألباب وذوي العقول اليقظة لا الغافلة التّائهة قال تعالى : "كذلك يُبيّن الله لكم الآيات لعلّكم تتفكرون " [البقرة219 ] أو " يُؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب " [البقرة269] .
الدّين الذّي دعا الإنسان إلى التّفكر والتّدبر في خلق السّموات والأرض يقول الله تعالى " إن في السّموات والأرض لآيات للمؤمنين - وفي خلقهم وما يبثُّ من دابّة آيات لقوم يُوقنون –واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل الله من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون " [الجاثية 3/4/5 ] .
ولأنّ الإسلام دين العقل والعلم والحق، فقد نبذ أشد النّبذ حجج الكافرين الذّين كانوا يرفضون الحق ولا يقبلونه بحجّة أنّه لا يوافق ما وجدوا عليه آباءهم قال تعالى "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أوَ لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" [التوبة]
"حذف جواب الشّرط وهذا أبلغ من أن يذكر، لأنّ الجمل الشّرطيّة في القرآن قائمة على ضمير الخطاب دون الغيبة وهو ما يقتضي وجود متلق مباشر معنيّ بالكلام، موكول إليه أن يتصوّر الجزاء بناء على ما قُدّم إليه من شرط تصوّرا يذهب به في كل اتجاه( ).
القرآن الكريم عموما كتاب الإنسان، وكما أنّ الإنسان كلّ متكامل، قلب وعقل وجسد تلاءم القرآن معه فكـان فيه ما يناسب كل جزء "هذا ما تجده في كتاب الله حيث ما توّجهت إنّه لا ينسـى حق العقل من حكمة وعبرة، وإنّه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظّ القلب من تشويق، وترقيق وتحذير وتنفير، وتهويل، وتعَجّب، يبث ذلك في مطالع
آياته يقول الله تعالى: " الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذّين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبُهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء " ( ) .
فما على القارئ إلّا أن يفتح المصحف الشّريف ليجد من التّرغيب ما يملأ نفسه سرورا وأملا ومن التّرهيب ما يرجف قلبه ويملأه خوفا وفرقا وأمّا العقل فإنّه يجد من وسـائل الإقناع ما تصلح لها دراسات كبيرة ، فالقرآن يخاطبه بكلّ معانيه ومستوياته ، ولذلك احتوى القرآن على جميع أنواع البراهين والأدلّة " فما من برهان ودلالة وتقسيم وتحذير تبنـى من كليات المعلومات العقليّة والسمعيّة إلّا وكتاب الله قد نطق به ..."( ) وهذه بعض الأدلّة البسيطة من القرآن الكريم :
أ- القياس المضمر في قوله تعالى " ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النّعيم ، ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " [المائدة 65/66]
وتخريجـــه:
المقدمة الكبرى (مذكورة) : لو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم . الأولى
لو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل...لأكلوا من فوقهم. الثّانية
المقدمة الصغرى (مضمرة) : لكنّهم لم يؤمنوا ولم يتقوا ... الأولى
لكنّهم لم يقيموا التّوراة والإنجيل... الثّانية
النتيجة : لن نكفّر عنهم سيئاتهم ولن ندخلهم الجنة ... الأولى
لن يأكلوا من فوق أيديهم ... الثّانية
ب- قياس الخلف في قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا "ا[النساء82 ]
وتخريجـــه :
المقدمة الكبرى (مذكورة) لو كان القرآن من غير عند الله لوجدا النّاس فيه اختلافا
المقدمة الصغرى (مضمرة) لكنّهم لم يجدوا فيه اختلافا
النتيجة (مضمرة) إذن القرآن الكريم هو من عند الله
ج- من قياس التّمثيل قوله تعالى "أولم يروا أن الله الذّي خلق السّموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلّا كفورا"[الإسراء 99].
د- ومن القياس على المحال قوله تعالى " إنّ الذّين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط كذلك نجزي المجرمين"[الأعراف /40]
الشّرط: المقدمة: يدخل المكذبون بآيات الله الجنّة عندما يلج الجمل في سمّ الإبرة.
جواب الشّرط: لكن الجمل لن يدخل أبدا من سمّ الإبرة.
النّتيجة : لن يدخل المكذبون الجنّة أبدا ...
لا نقول إنّنا نستقصي هذه الأساليب في القرآن الكريم ، فهذا عمل يجب أن تفرد له دراسـات وبحوث خاصّة، ولكنّها لمحات خاطفة لنبيّن أنواع الأقيسة التّي وردت في القرآن. والذّي منه انطلقت الدّراسات العربيّة التّي أثرت المكتبات بشتى أنواع العلوم
الهوامش.
1- عبد الله صولة: الحجاج في القرآن من خلا أهم خصائصه الأسلوبية، ص 1 /457 .
2- الشيخ طه عبد الله محمد السبعاوي: أساليب الإقناع في المنظور الإسلامي،ص230
3-محمد الكتاني:جدل العقل والنقل في التفكير الإسلامي ,ص444
الحجـــاج في القرآن: سليمة محفوظي
أيّد الله سبحانه الرّسالة الإسّلاميّـة بمعجزة كاملة دائمة مؤثّرة في عصرهـا وبعد عصرها فـي بيئتها وفي غيرها، في الأمّة التّي بعث فيها الرّسول الكريم وفي كلّ الأمم الأخرى، إنّه القرآن الكريم كتاب الإسلام ودستوره، ومعجزته الخالدة، الذّي لاقى منذ نزوله المعارضة ومحاولة تغطيـة نوره، من منكرين عرب ومن أبناء الملل والدّيانات الأخرى.[ فقالوا هو كلام ساحر ومجنون، وشاعر...] .
فالقرآن الكريم عظّم العقل، وبوّأه المنازل الكبرى، ولهذا جاءت معظم آياته مخاطبة أولي الألباب وذوي العقول اليقظة لا الغافلة التّائهة قال تعالى : "كذلك يُبيّن الله لكم الآيات لعلّكم تتفكرون " [البقرة219 ] أو " يُؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب " [البقرة269] .
الدّين الذّي دعا الإنسان إلى التّفكر والتّدبر في خلق السّموات والأرض يقول الله تعالى " إن في السّموات والأرض لآيات للمؤمنين - وفي خلقهم وما يبثُّ من دابّة آيات لقوم يُوقنون –واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل الله من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون " [الجاثية 3/4/5 ] .
ولأنّ الإسلام دين العقل والعلم والحق، فقد نبذ أشد النّبذ حجج الكافرين الذّين كانوا يرفضون الحق ولا يقبلونه بحجّة أنّه لا يوافق ما وجدوا عليه آباءهم قال تعالى "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أوَ لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" [التوبة]
"حذف جواب الشّرط وهذا أبلغ من أن يذكر، لأنّ الجمل الشّرطيّة في القرآن قائمة على ضمير الخطاب دون الغيبة وهو ما يقتضي وجود متلق مباشر معنيّ بالكلام، موكول إليه أن يتصوّر الجزاء بناء على ما قُدّم إليه من شرط تصوّرا يذهب به في كل اتجاه( ).
القرآن الكريم عموما كتاب الإنسان، وكما أنّ الإنسان كلّ متكامل، قلب وعقل وجسد تلاءم القرآن معه فكـان فيه ما يناسب كل جزء "هذا ما تجده في كتاب الله حيث ما توّجهت إنّه لا ينسـى حق العقل من حكمة وعبرة، وإنّه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظّ القلب من تشويق، وترقيق وتحذير وتنفير، وتهويل، وتعَجّب، يبث ذلك في مطالع
آياته يقول الله تعالى: " الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذّين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبُهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء " ( ) .
فما على القارئ إلّا أن يفتح المصحف الشّريف ليجد من التّرغيب ما يملأ نفسه سرورا وأملا ومن التّرهيب ما يرجف قلبه ويملأه خوفا وفرقا وأمّا العقل فإنّه يجد من وسـائل الإقناع ما تصلح لها دراسات كبيرة ، فالقرآن يخاطبه بكلّ معانيه ومستوياته ، ولذلك احتوى القرآن على جميع أنواع البراهين والأدلّة " فما من برهان ودلالة وتقسيم وتحذير تبنـى من كليات المعلومات العقليّة والسمعيّة إلّا وكتاب الله قد نطق به ..."( ) وهذه بعض الأدلّة البسيطة من القرآن الكريم :
أ- القياس المضمر في قوله تعالى " ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النّعيم ، ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " [المائدة 65/66]
وتخريجـــه:
المقدمة الكبرى (مذكورة) : لو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم . الأولى
لو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل...لأكلوا من فوقهم. الثّانية
المقدمة الصغرى (مضمرة) : لكنّهم لم يؤمنوا ولم يتقوا ... الأولى
لكنّهم لم يقيموا التّوراة والإنجيل... الثّانية
النتيجة : لن نكفّر عنهم سيئاتهم ولن ندخلهم الجنة ... الأولى
لن يأكلوا من فوق أيديهم ... الثّانية
ب- قياس الخلف في قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا "ا[النساء82 ]
وتخريجـــه :
المقدمة الكبرى (مذكورة) لو كان القرآن من غير عند الله لوجدا النّاس فيه اختلافا
المقدمة الصغرى (مضمرة) لكنّهم لم يجدوا فيه اختلافا
النتيجة (مضمرة) إذن القرآن الكريم هو من عند الله
ج- من قياس التّمثيل قوله تعالى "أولم يروا أن الله الذّي خلق السّموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلّا كفورا"[الإسراء 99].
د- ومن القياس على المحال قوله تعالى " إنّ الذّين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط كذلك نجزي المجرمين"[الأعراف /40]
الشّرط: المقدمة: يدخل المكذبون بآيات الله الجنّة عندما يلج الجمل في سمّ الإبرة.
جواب الشّرط: لكن الجمل لن يدخل أبدا من سمّ الإبرة.
النّتيجة : لن يدخل المكذبون الجنّة أبدا ...
لا نقول إنّنا نستقصي هذه الأساليب في القرآن الكريم ، فهذا عمل يجب أن تفرد له دراسـات وبحوث خاصّة، ولكنّها لمحات خاطفة لنبيّن أنواع الأقيسة التّي وردت في القرآن. والذّي منه انطلقت الدّراسات العربيّة التّي أثرت المكتبات بشتى أنواع العلوم
الهوامش.
1- عبد الله صولة: الحجاج في القرآن من خلا أهم خصائصه الأسلوبية، ص 1 /457 .
2- الشيخ طه عبد الله محمد السبعاوي: أساليب الإقناع في المنظور الإسلامي،ص230
3-محمد الكتاني:جدل العقل والنقل في التفكير الإسلامي ,ص444
الحجـــاج في القرآن: سليمة محفوظي
أيّد الله سبحانه الرّسالة الإسّلاميّـة بمعجزة كاملة دائمة مؤثّرة في عصرهـا وبعد عصرها فـي بيئتها وفي غيرها، في الأمّة التّي بعث فيها الرّسول الكريم وفي كلّ الأمم الأخرى، إنّه القرآن الكريم كتاب الإسلام ودستوره، ومعجزته الخالدة، الذّي لاقى منذ نزوله المعارضة ومحاولة تغطيـة نوره، من منكرين عرب ومن أبناء الملل والدّيانات الأخرى.[ فقالوا هو كلام ساحر ومجنون، وشاعر...] .
فالقرآن الكريم عظّم العقل، وبوّأه المنازل الكبرى، ولهذا جاءت معظم آياته مخاطبة أولي الألباب وذوي العقول اليقظة لا الغافلة التّائهة قال تعالى : "كذلك يُبيّن الله لكم الآيات لعلّكم تتفكرون " [البقرة219 ] أو " يُؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب " [البقرة269] .
الدّين الذّي دعا الإنسان إلى التّفكر والتّدبر في خلق السّموات والأرض يقول الله تعالى " إن في السّموات والأرض لآيات للمؤمنين - وفي خلقهم وما يبثُّ من دابّة آيات لقوم يُوقنون –واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل الله من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون " [الجاثية 3/4/5 ] .
ولأنّ الإسلام دين العقل والعلم والحق، فقد نبذ أشد النّبذ حجج الكافرين الذّين كانوا يرفضون الحق ولا يقبلونه بحجّة أنّه لا يوافق ما وجدوا عليه آباءهم قال تعالى "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أوَ لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" [التوبة]
"حذف جواب الشّرط وهذا أبلغ من أن يذكر، لأنّ الجمل الشّرطيّة في القرآن قائمة على ضمير الخطاب دون الغيبة وهو ما يقتضي وجود متلق مباشر معنيّ بالكلام، موكول إليه أن يتصوّر الجزاء بناء على ما قُدّم إليه من شرط تصوّرا يذهب به في كل اتجاه( ).
القرآن الكريم عموما كتاب الإنسان، وكما أنّ الإنسان كلّ متكامل، قلب وعقل وجسد تلاءم القرآن معه فكـان فيه ما يناسب كل جزء "هذا ما تجده في كتاب الله حيث ما توّجهت إنّه لا ينسـى حق العقل من حكمة وعبرة، وإنّه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظّ القلب من تشويق، وترقيق وتحذير وتنفير، وتهويل، وتعَجّب، يبث ذلك في مطالع
آياته يقول الله تعالى: " الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذّين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبُهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء " ( ) .
فما على القارئ إلّا أن يفتح المصحف الشّريف ليجد من التّرغيب ما يملأ نفسه سرورا وأملا ومن التّرهيب ما يرجف قلبه ويملأه خوفا وفرقا وأمّا العقل فإنّه يجد من وسـائل الإقناع ما تصلح لها دراسات كبيرة ، فالقرآن يخاطبه بكلّ معانيه ومستوياته ، ولذلك احتوى القرآن على جميع أنواع البراهين والأدلّة " فما من برهان ودلالة وتقسيم وتحذير تبنـى من كليات المعلومات العقليّة والسمعيّة إلّا وكتاب الله قد نطق به ..."( ) وهذه بعض الأدلّة البسيطة من القرآن الكريم :
أ- القياس المضمر في قوله تعالى " ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النّعيم ، ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " [المائدة 65/66]
وتخريجـــه:
المقدمة الكبرى (مذكورة) : لو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم . الأولى
لو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل...لأكلوا من فوقهم. الثّانية
المقدمة الصغرى (مضمرة) : لكنّهم لم يؤمنوا ولم يتقوا ... الأولى
لكنّهم لم يقيموا التّوراة والإنجيل... الثّانية
النتيجة : لن نكفّر عنهم سيئاتهم ولن ندخلهم الجنة ... الأولى
لن يأكلوا من فوق أيديهم ... الثّانية
ب- قياس الخلف في قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا "ا[النساء82 ]
وتخريجـــه :
المقدمة الكبرى (مذكورة) لو كان القرآن من غير عند الله لوجدا النّاس فيه اختلافا
المقدمة الصغرى (مضمرة) لكنّهم لم يجدوا فيه اختلافا
النتيجة (مضمرة) إذن القرآن الكريم هو من عند الله
ج- من قياس التّمثيل قوله تعالى "أولم يروا أن الله الذّي خلق السّموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلّا كفورا"[الإسراء 99].
د- ومن القياس على المحال قوله تعالى " إنّ الذّين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط كذلك نجزي المجرمين"[الأعراف /40]
الشّرط: المقدمة: يدخل المكذبون بآيات الله الجنّة عندما يلج الجمل في سمّ الإبرة.
جواب الشّرط: لكن الجمل لن يدخل أبدا من سمّ الإبرة.
النّتيجة : لن يدخل المكذبون الجنّة أبدا ...
لا نقول إنّنا نستقصي هذه الأساليب في القرآن الكريم ، فهذا عمل يجب أن تفرد له دراسـات وبحوث خاصّة، ولكنّها لمحات خاطفة لنبيّن أنواع الأقيسة التّي وردت في القرآن. والذّي منه انطلقت الدّراسات العربيّة التّي أثرت المكتبات بشتى أنواع العلوم
الهوامش.
1- عبد الله صولة: الحجاج في القرآن من خلا أهم خصائصه الأسلوبية، ص 1 /457 .
2- الشيخ طه عبد الله محمد السبعاوي: أساليب الإقناع في المنظور الإسلامي،ص230
3-محمد الكتاني:جدل العقل والنقل في التفكير الإسلامي ,ص444
الحجـــاج في القرآن: سليمة محفوظي
أيّد الله سبحانه الرّسالة الإسّلاميّـة بمعجزة كاملة دائمة مؤثّرة في عصرهـا وبعد عصرها فـي بيئتها وفي غيرها، في الأمّة التّي بعث فيها الرّسول الكريم وفي كلّ الأمم الأخرى، إنّه القرآن الكريم كتاب الإسلام ودستوره، ومعجزته الخالدة، الذّي لاقى منذ نزوله المعارضة ومحاولة تغطيـة نوره، من منكرين عرب ومن أبناء الملل والدّيانات الأخرى.[ فقالوا هو كلام ساحر ومجنون، وشاعر...] .
فالقرآن الكريم عظّم العقل، وبوّأه المنازل الكبرى، ولهذا جاءت معظم آياته مخاطبة أولي الألباب وذوي العقول اليقظة لا الغافلة التّائهة قال تعالى : "كذلك يُبيّن الله لكم الآيات لعلّكم تتفكرون " [البقرة219 ] أو " يُؤتي الحكمة من يشاء ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب " [البقرة269] .
الدّين الذّي دعا الإنسان إلى التّفكر والتّدبر في خلق السّموات والأرض يقول الله تعالى " إن في السّموات والأرض لآيات للمؤمنين - وفي خلقهم وما يبثُّ من دابّة آيات لقوم يُوقنون –واختلاف اللّيل والنّهار وما أنزل الله من السّماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرّياح آيات لقوم يعقلون " [الجاثية 3/4/5 ] .
ولأنّ الإسلام دين العقل والعلم والحق، فقد نبذ أشد النّبذ حجج الكافرين الذّين كانوا يرفضون الحق ولا يقبلونه بحجّة أنّه لا يوافق ما وجدوا عليه آباءهم قال تعالى "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أوَ لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" [التوبة]
"حذف جواب الشّرط وهذا أبلغ من أن يذكر، لأنّ الجمل الشّرطيّة في القرآن قائمة على ضمير الخطاب دون الغيبة وهو ما يقتضي وجود متلق مباشر معنيّ بالكلام، موكول إليه أن يتصوّر الجزاء بناء على ما قُدّم إليه من شرط تصوّرا يذهب به في كل اتجاه( ).
القرآن الكريم عموما كتاب الإنسان، وكما أنّ الإنسان كلّ متكامل، قلب وعقل وجسد تلاءم القرآن معه فكـان فيه ما يناسب كل جزء "هذا ما تجده في كتاب الله حيث ما توّجهت إنّه لا ينسـى حق العقل من حكمة وعبرة، وإنّه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظّ القلب من تشويق، وترقيق وتحذير وتنفير، وتهويل، وتعَجّب، يبث ذلك في مطالع
آياته يقول الله تعالى: " الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذّين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبُهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء " ( ) .
فما على القارئ إلّا أن يفتح المصحف الشّريف ليجد من التّرغيب ما يملأ نفسه سرورا وأملا ومن التّرهيب ما يرجف قلبه ويملأه خوفا وفرقا وأمّا العقل فإنّه يجد من وسـائل الإقناع ما تصلح لها دراسات كبيرة ، فالقرآن يخاطبه بكلّ معانيه ومستوياته ، ولذلك احتوى القرآن على جميع أنواع البراهين والأدلّة " فما من برهان ودلالة وتقسيم وتحذير تبنـى من كليات المعلومات العقليّة والسمعيّة إلّا وكتاب الله قد نطق به ..."( ) وهذه بعض الأدلّة البسيطة من القرآن الكريم :
أ- القياس المضمر في قوله تعالى " ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنّات النّعيم ، ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " [المائدة 65/66]
وتخريجـــه:
المقدمة الكبرى (مذكورة) : لو أنّ أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم . الأولى
لو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل...لأكلوا من فوقهم. الثّانية
المقدمة الصغرى (مضمرة) : لكنّهم لم يؤمنوا ولم يتقوا ... الأولى
لكنّهم لم يقيموا التّوراة والإنجيل... الثّانية
النتيجة : لن نكفّر عنهم سيئاتهم ولن ندخلهم الجنة ... الأولى
لن يأكلوا من فوق أيديهم ... الثّانية
ب- قياس الخلف في قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا "ا[النساء82 ]
وتخريجـــه :
المقدمة الكبرى (مذكورة) لو كان القرآن من غير عند الله لوجدا النّاس فيه اختلافا
المقدمة الصغرى (مضمرة) لكنّهم لم يجدوا فيه اختلافا
النتيجة (مضمرة) إذن القرآن الكريم هو من عند الله
ج- من قياس التّمثيل قوله تعالى "أولم يروا أن الله الذّي خلق السّموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلّا كفورا"[الإسراء 99].
د- ومن القياس على المحال قوله تعالى " إنّ الذّين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتّح لهم أبواب السّماء ولا يدخلون الجنة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط كذلك نجزي المجرمين"[الأعراف /40]
الشّرط: المقدمة: يدخل المكذبون بآيات الله الجنّة عندما يلج الجمل في سمّ الإبرة.
جواب الشّرط: لكن الجمل لن يدخل أبدا من سمّ الإبرة.
النّتيجة : لن يدخل المكذبون الجنّة أبدا ...
لا نقول إنّنا نستقصي هذه الأساليب في القرآن الكريم ، فهذا عمل يجب أن تفرد له دراسـات وبحوث خاصّة، ولكنّها لمحات خاطفة لنبيّن أنواع الأقيسة التّي وردت في القرآن. والذّي منه انطلقت الدّراسات العربيّة التّي أثرت المكتبات بشتى أنواع العلوم
الهوامش.
1- عبد الله صولة: الحجاج في القرآن من خلا أهم خصائصه الأسلوبية، ص 1 /457 .
2- الشيخ طه عبد الله محمد السبعاوي: أساليب الإقناع في المنظور الإسلامي،ص230
3-محمد الكتاني:جدل العقل والنقل في التفكير الإسلامي ,ص444