تعدد وتنوع قنوات الاتصال والإعلام المعاصر في عصر المعلوماتية -- القاهرة : دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع، 2010.
تأتي أهمية كتاب وسائل الاتصال والإعلام وتشكيل وعي الأطفال والشباب الصادر عن دار غريب .
حيث اتبع مؤلفه وفيق صفوت مختار- الباحث في الشئون التربوية والنفسية- أسلوبا منهجيا بتناوله قضية تعد من أخطر القضايا وأدقها علي الإطلاق, لما للإعلام المعاصر من دور حيوي ومؤثر للغاية في تشكيل وعي الأفراد والجماعات وخاصة الأطفال والشباب لما لهم من دور مستقبلي في الحياة العامة.
يبدأ الكتاب بالبحث في وسائل الاتصال المباشر وغير المباشر, انطلاقا من أهمية الاتصال كونه أساس كل تكيف وتفاعل ثقافي, ولأنه ضرورة لا غني عنها وخاصة ان الطفل يعيش حياته في اتصالات مستمرة لا تنتهي من أجل إشباع حاجاته اليومية ورغباته المستمرة لاكتساب المعارف والأفكار والخبرات التي يحتاج إليها كي ينمو عقليا ووجدانيا ومن خلال فصول الكتاب التسعة يستعرض المؤلف أساليب وقنوات الاتصال بالطفل بدءا من علاقته الأسرية وأصدقائه وزملائه وهذا يعد تعاملا مباشرا وتلعب تلك العلاقة دورا مهما وحيويا في تشكيل وعي الطفل, أما الاتصال غير المباشر فيتم عبر وسائل الإعلام علي اختلافها سواء كانت مطبوعة كالكتب والمجلات, أو المسموعة كالإذاعة والتسجيلات الصوتية, أو المسموعة والمرئية معا كالتليفزيون والفيديو.
يستعرض المؤلف التعريفات المختلفة للإعلام وتطبيقاتها,ويتناول الباحث مسئوليات ومشكلات الإعلام التربوي مشيرا إلي محاولات عدة لاستخدام وسائل الإعلام الجماهيري العربي في محو الأمية, ودعم التعليم الرسمي.
ويؤكد أن المسئولية الأكبر والأهم تبقي ملقاة علي عاتق التعليم التربوي الموجه للصغار والتلاميذ, لأن التعليم الذي يمنح لهم في المؤسسات التعليمية يبقي قاصرا ما لم تكمله تربية غير مباشرة من خلال الإعلام التربوي كالإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات والكتب والمحاضرات والندوات والمعسكرات والكمبيوتر والإنترنت. بعد أن دخل حلبة المنافسة في نشر العلم والمعرفة. وعن علاقة وسائل الإعلام بتدهور اللغة العربية يحذر المؤلف من دوره. فقد تكون اللغة المستخدمة من خلال أجهزة الاتصال والإعلام لغة مبسطة, وربما كانت عامية فقيرة وضعيفة المستوي, لأن هذه الأجهزة إعلامية بالدرجة الأولي, تهدف إلي إيصال الخبر والإعلان الرسمي والمعلومة السياسية والثقافية الخفيفة والسريعة, كونها ترفيهية عامة تهدف إلي الإمتاع والتسلية, وتتسرب عبر وسائل الإعلام الكثير من الألفاظ والعبارات والتراكيب اللغوية غير السليمة في نطقها أو غير واضحة في تراكيبها وصياغتها, وتختلط بمفردات اللغة, ويلتقطها أفراد الجمهور دون وعي منهم وتشيع بينهم دون إدراك لعدم صلاحيتها أو سلامتها, ويؤدي انتشارها إلي نتائج سلبية خطيرة علي اللغة ولا سيما الناشئة منهم.
وسائل الاتصال والإعلام وتشكيل وعي الأطفال والشباب أيضا!