المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
التخلف المجتمعات الاجتماعي والاجتماعية تنمية الاجتماعية المرحله العنف البحث التلاميذ الجماعات الخدمة اساسيات العمل التغير الجريمة الشباب الجوهري المجتمع موريس الاجتماع في كتاب التنمية الالكترونية محمد
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

التنشئة الاجتماعية والعولمة  ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
التنشئة الاجتماعية والعولمة  ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

التنشئة الاجتماعية والعولمة  …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
التنشئة الاجتماعية والعولمة  ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 التنشئة الاجتماعية والعولمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

التنشئة الاجتماعية والعولمة  Empty
مُساهمةموضوع: التنشئة الاجتماعية والعولمة    التنشئة الاجتماعية والعولمة  Emptyالثلاثاء سبتمبر 20, 2011 9:12 am

التنشئة الاجتماعية والعولمة

كتبهاعلي تعوينات ، في 22 أغسطس 2011 الساعة: 02:12 ص



مقدمة:


تساهم التنشئة الاجتماعية بدور مهم في غرس المعتقدات والقيم والمفاهيم الاجتماعية في عقول الأبناء منذ بداية حياتهم، ويصب هذا فى إطار عملية التطبيع الاجتماعي التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية ومنها الأسرة والمدرسة ودور العبادة… وكل ذلك بهدف تحقيق التنمية الشاملة للناشئة في شتى مجالات الحياة الإنسانية .
وتعد الأسرة الخلية الأولى للمجتمع ، وأولى مؤسسات التنشئة الاجتماعية للأبناء ، وبالرغم من هذا الدور الكبير ، إلا أنه تراجع واقعيا إلى حد كبير ، فهناك العديد من المشكلات الاجتماعية والتربوية والأزمات الخطيرة التي تشهدها معظم الأسر العربية ، والتي كانت نتاجا لتحديات متواصلة وسريعة لمجموعة من العوامل والمتغيرات المحلية والدولية ، ومن هنا أصبحت مهمة دراستها والبحث والتقصي عنها ؛ لمعرفة سلبياتها ومخاطرها، مهمة قومية ، مما يتطلب تعاونا علميا وثيقا وجهودا علمية مكثفة ؛ لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة تلك المشكلات والقضاء عليها ، وهي مهمة علمية شاقة تتطلب القيام بدراسة علمية فى هذا المجال.
وتعانى معظم دول العالم الثالث من عدم استقرار تربوي واجتماعي ومن تحديات داخلية وخارجية متعددة نتيجة لتفاعلات دولية سلبية تمخضت عنها مشكلات اجتماعية وتربوية عديدة داخل المجتمع ، ومن هنا يمكن القول إن معظم المشكلات التي يواجهها العالم منذ سنوات طوال واستفحلت مخاطرها ـ هى نتاج لتنامي قوة التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتربوية العديدة (وخصوصا الدينية والعقائدية) في بعض المجتمعات ، والتي بدورها تمخضت عما حدث في تلك المجتمعات من تغيرات كمية ونوعية في جميع مجالات الحياة الإنسانية الاجتماعية والمادية والروحية ، إضافة لكون تلك ألتغيرات الضخمة والسريعة لم تواكبها تغيرات مماثلة في عمليات التنشئة الاجتماعية والتربوية الصحيحة للأجيال الشابة لاستيعاب جميع مكونات تلك التغيرات الكمية والنوعية والمتغيرات المادية المستحدثة(وحيد بن حمزة هاشم ، 2005).
ومن هذه التحديات ، تحدى العولمة الثقافية التى فرضها كون العالم صار قرية واحدة ،ما أدى إلى ظهور تحد يرتبط بمستقبل ثقافة إعداد الناشئة ، وهذا التحدى يشير إلى الصراع بين الهوية القومية والعولمة فى عالمنا العربى بخاصة. (محمد على نصر ،2000 )

أهمية الموضوع:
تتضح أهمية الدراسة في أهمية الموضوعات التى تتناولها وهى التنشئة الاجتماعية، والتربوية ، ودراسة وتحليل العوامل التي تساهم في تفعيلها أو عدمه ، ومن ثم وضع مقترحات لمواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تواجهها .
كما تهتم بمعالجة مشكلة إعادة تنشئة الأجيال الحالية والقادمة بشكل صحيح وصحي وقويم يساعدها على التعايش الإيجابي مع الواقع الحالي بجوانبه التربوية والاقتصادية والمادية. إضافة إلى أن وضع الأسر العربية يتطلب إحداث تغيرات جوهريه (تطبق بشكل تدريجي ومنظم) في مجمل المفاهيم والعادات التي تحكمت في المشاعر والعقليات ألشعبيه لعقود طويلة من الزمن.
أهداف الورقة:
تحاول الورقة بنظرة تحليليةـ تعرف فعالية دور الأسر العربية فى التنشئة الاجتماعية والتربوية ومدى مواكبة أساليب التنشئة الاجتماعية والتربوية (بجوانبها التربوية والتعليمية والثقافية) لظروف العصر ؛ لتغدو أكثر مرونة وبالتالي قدرة على مواجهة التحديات والمستجدات ومقاومة السلبيات والمخاطر المحدقة بها فى ظل العولمة، ومن ثم تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة الصحيحة في الاتجاه الصحيح وبالقدر الصحيح.
وتهدف الدراسة أيضا إلى شرح وتحليل عملية التنشئة الاجتماعية والتربوية الاجتماعية باعتبارها متطلبا أساسيا لمواكبة التغير من جهة، ومن جهة أخرى للتغلب على مشكلات المجتمع ، والذى يساعد بدوره على نجاح عمليات التنمية الاجتماعية الشاملة من خلال تحديث العملية التربوية والتعليمية لأساليب ووسائل وطرق التنشئة الاجتماعية والتربوية للمواطن ودورها أيضا في إحداث تغيرات ايجابية وموضوعية في فكر وسلوك الأجيال القادمة.
وسوف يتم تناول الموضوعات الآتية:
1- مفهوم العولمة ومكوناته.
2- التربية ، والمجتمع .
3- مفهوم الأسرة وأهدافها وركائزها التربوية.
4- تحديات تفعيل الدور التربوي والاجتماعي للأسرة العربية.
5- التوصيات
وتفصيل ذلك كما يأتى:
1- مفهوم العولمة ومكوناته :
يُستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي بها تكتسب العلاقات الاجتماعية نوعًا من عدم الفصل (سقوط الحدود) وتلاشي المسافة؛ حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد -قرية واحدة صغيرة- ومن ثم فالعلاقات الاجتماعية التي لا تحصى عددًا أصبحت أكثر اتصالاً وأكثر تنظيمًا على أساس تزايد سرعة ومعدل تفاعل البشر وتأثرهم ببعضهم البعض. وفي الواقع يعبر مصطلح العولمة عن تطورين هامين هما: التحديث Modernity، والاعتماد المتبادلInter-dependence ، ويرتكز مفهوم العولمة على التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية، بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.( عمرو عبد الكريم( د.ت)
وبناء على ذلك، فالمفهوم يحتوي على مساحة من التناقض بين وجهة النظر الليبرالية الداعية للاعتماد المتبادل بين الدول، مقابل وجهة النظر الراديكالية التي لا ترى في ذلك إلا مزيدًا من السيطرة العالمية للرأسمالية والنظام الاقتصادي المرتكز على الحرية.
وتاريخيًا، فإن مفهوم العولمة لا يتجزأ عن التطور العام للنظام الرأسمالي، حيث تعد العولمة حلقة من حلقات تطوره التي بدأت مع ظهور الدولة القومية في القرن الثامن عشر، وهيمنة القوى الأوروبية على أنحاء كثيرة من العالم مع المد الاستعماري.



ويضيف (عمرو عبد الكريم) ، أنه ساهمت ثلاثة عوامل في الاهتمام بمفهوم العولمة في الفكر والنظرية، وفي الخطاب السياسي الدولي:
1-عولمة رأس المالأي تزايد الترابطوالاتصال بين الأسواق المختلفة حتى وصلت إلى حالة أقرب إلى السوق العالمي الكبير،خاصة مع نمو البورصات العالمية.
2- التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال والانتقالوالذي قلل -إلى حد كبير- من أثر المسافة، وانتشار أدوات جديدة للتواصلبين أعداد أكبر من الناس كما في شبكة الإنترنت.
3-عولمة الثقافةوتزايد الصلات غيرالحكومية والتنسيق بين المصالح المختلفة للأفراد والجماعات، فيما يسمى الشبكاتالدوليةNetworking حيث برز التعاون استنادًا للمصالح المشتركة بين الجماعات عبرالقومية، مما أفرز تحالفات بين القوى الاجتماعية على المستوى الدولي، خاصة فيالمجالات النافعة مثل: الحفاظ على البيئة، أو في المجالات غير القانونية كتنظيفالأموال والمافيا الدولية للسلاح.
ويضيف(عمرو عبد الكريم( د.ت) أيضا بأنه على الرغم من ترحيب دعاة العولمة بزوال الحدود القومية ودعوتهم لإنهاء الدولة القومية، والحد من الإغراق في الخصوصية الثقافية والمحلية، لكن الواقع الحالي يثبت وجود قوتين متعارضتين: التوحد والتجزؤ،
فبينما يتجه الاقتصاد لمزيد من الوحدة على الصعيد الدولي، تخطو السياسة نحو المزيد من التفتت مع نمو الوعي العرقي ، في حين تتراوح الثقافة بين انتشار الثقافات الغربية في الحياة اليومية وبين إحياء الثقافات والتراث في أنحاء المعمورة،
وعلى الرغم من عولمة رأس المال فإن الهوية تتجه نحو المحلية.
وعلى صعيد عمليات الاتصال بين أرجاء المعمورة، فإن تكنولوجيا الاتصال قد قللت إلى حد كبير من تأثير المسافات بين الدول، وازدياد التفاعل بين الأشخاص والثقافات - بعبارة أخرى: ما يسمى بحوار الحضارات، ما أدى إلى تكوين ثقافة عالمية جديدة يستغربها الذين اعتادوا على ثنائية "الذات والآخر"، فهناك دعوة للاندماج تبرز في مدارس الفن والفلسفة، وحوارات على كافة الأصعدة الحضارية والدينية. ويركز المتوجسون من العولمة على الروح الاستهلاكية العالية التي تواكب هذه المرحلة، والتي تتضح فيما يُسمى ثورة التطلعات، وانتشار النمط الاستهلاكي الترفي بين الأغنياء، أو الحلم به وتمنيه بين الفقراء.



وتشير رؤى متعددة إلى أن العولمة تنطوي على درجة عالية من العلمنة - أي تغليب المادية والحياة العاجلة على أية قيم مطلقة، واختزال الإنسان في بعده المادي الاستهلاكي، وأحيانًا الشهواني، فعلى سبيل المثال: تتعامل ثقافة الإعلام في ظل العولمة مع المرأة طبقًا لرؤية نفعية، يكون فيها جسد المرأة أداة لتعظيم المنفعة المادية، وعلى الرغم من انتشار مفهوم العولمة، فإن العالم يفتقر إلى وجود وعي عالمي أي إدراك الأفراد لهويتهم الكونية أكثر من الهويات المحلية. فواقعيًا، لا زالت الهويات المحلية تتصارع مع تلك الهوية العالمية التي تهيمن عليها القوى الكبرى اقتصاديًّا ونموذجًا حياتيًّا ، فعلى سبيل المثال بينما تتحد الدول في وحدات إقليمية كبيرة فإن التواصل بينها مفتقد، وبينما تتسارع العولمة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية سعيًا وراء تقليل فوارق المسافة، تخلق السياسة العديد من فجوات الاختلاف .

مرحبا رواد منتدانا الرائع ، عذرا للتأخير وسنورد اليوم باقي النقاط التي كنا قد بدأناها عن تحديات تفعيل الدور التربوي..
2- التربية ، والمجتمع :
يعرض (وحيد بن حمزة هاشم ) رؤية محمد الجوهري بأن التربية عملية عامة ومستمرة لإعداد الفرد للتكيف مع بيئته الاجتماعية والثقافية والإيديولوجية…، ولإمداده بعناصر مدنيته وحضارته، ولتزويده بمظاهر التحضير وبإنجازات العلم والتكنولوجيا، وبإرشاده بوسائل تبصره وتوعيه ، وهى وسيلة رئيسة من وسائل عمليات التنشئة الاجتماعية والتربوية في المجتمع ؛ نظرا لفعاليتها المباشرة في إعداد وتكوين شخصية الفرد وتدعيم قدراته بتزويده بالعادات والتقاليد والمفاهيم والقيم الحضارية والثقافية وعوامل التكامل الاجتماعي والوظيفي ، ومن هذا المنطلق تعد التربية نظاما اجتماعيا قائما بذاته نظرا لما تسهم به من تنظيم للسلوكيات الفردية والجماعية وتحديد العلاقات السلوكية بين الفرد والجماعة وتوجيهها سواء من حيث طريقة التفكير أو من حيث عمليات التفاعل الاجتماعية في الاتجاه الذي تقره الدولة والمجتمع لتحقيق الأهداف والمصالح الاجتماعية والتربوية والمحافظة عليها.
وعرف(أحمدزكى بدوى،1982)) التربية Education: بأنها التنشئة، والتدريب الفكري والأخلاقي، وتطوير القوى الأخلاقية والعقلية وخاصة عن طريق التلقين المنظم سواء في الأسرة أو المدرسة ، وبناء على ذلك فإن التربية عملية اجتماعيه تتضمن جميع أساليب وأشكال الأعداد الرسمية وغير الرسمية لشخصية الفرد، والتي تساهم في نقل المعرفة المنظمة عبر الأجيال والتي تساهم في ضمان استمرارية الحياة الاجتماعية والتربوية بمقوماتها الحضارية والثقافية والعقائدية.
أما التعريفات المعاصرة والمتداولة للتربية‎، فإنها تنظر للتربية على أنها عملية تفاعل وتكيف بين المتعلم وبيئته الطبيعية والاجتماعية، والتربية بذلك عملية تطبيع اجتماعي وثقافي لحياة الفرد في نطاق المحيط الاجتماعي والثقافي لمجتمعه.(أمانى عبد المقصود ،1999)
وتعرف الظاهرة التربوية من وجهة النظر الاجتماعية بأنها نظام اجتماعي يقوم بدور وظيفي في إعداد وتنشئة وتشكيل النشء من خلال وسائط ومؤسسات وأجهزة لها فعالية فى تكوين الفرد وتهيئته من النواحي الجسمية والعقلية والأخلاقية ليكون عضوا في مجتمعه يحيا حياة سويه في بيئته الاجتماعية.(حامد عبد السلام زهران،1984)

3- مفهوم الأسرة وأهدافها وركائزها التربوية(بالتركيز على الأسرة العربية):
الأسرة هى الوحدة الاجتماعية الأولى التى تهدف إلى المحافظة على النوع الإنسانى، وتقوم على المقتضيات التى يرتضيها العقل الجمعى والقواعد التى تقررها المجتمعات المختلفة(أحمد زكى بدوى،1982).
وتعد الأسرة هى المؤسسة الاجتماعية الأولى التى ينشأ فيها الطفل فى جو التربية ، فعلى الأبوين تقع مسؤولية تربية الأبناء ووقايتهم من الخسران والشر والنار، وتزداد هذه المسؤولية أهمية فى أيامنا هذه لأن بعض مظاهر الحياة الاجتماعية خارج الأسرة والمسجد ليست فى كل الأحيان متوافقة مع هدف التربية الإسلامية، كالمذياع والتليفزيون والإنترنت والمجلات الخليعة والقصص الماجنة التى تتسرب إلى أيدى الأطفال، الأمر الذى يتطلب من الأبوين الحذر واليقظة.
وإن أهم أهداف تكوين الأسرة هىالنحلاوى، 1996)أن ينشأ الطفل فى بيت أقيم على تقوى الله فيقتدى بذلك إذ يمتص ويكتسب تلك العادات الأبوية السمحة من خلال المعايشة اليومية، ومنها صون الطفل من الزلل والانحراف، فالأسرة مسؤولة عن الطفل، وكل انحراف يصيبه مصدره الأول الأبوان؛ ذلك أن الطفل يولد صافى السريرة، سليم الفطرة،ويكون انحرافه عن الفطرة نتيجة لتقليد الأبوين، أو لأن الآباء عرَّضوه لأسباب الانحراف التى تروج لها معظم الفضائيات فى عالم اليوم.
إن من أسس بناء البيت والحفاظ على هويته وكيانه العناية الفائقة بتربية الأطفال وتعليمهم، فالتربية تشمل تنمية جميع جوانب الشخصية الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية والوجدانية والسلوكية… إلخ، ذلك أن التربية هى مجموع الآثار التى نوقعها على كائن ما لنيسر له سبيل بلوغ الغايات التى هو مخلوق لها.( عبد الله عبد الدايم، 199

، أى أن التربية نقل مجموعة من الأفكار والعواطف وتشكيل الكائن اجتماعياً، وإدخاله فى المجتمع من الوجهة الصناعية الفنية والوجهة الروحية فى آن واحد.
أسسالتربية داخل الأسرة العربية:
من أهم الأسس التربوية داخل الأسرة العربية ما يأتى بتصرف من :عبدالله علوان، 1986)
1- التربية الإيمانية: وهى تتضمن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى، وتعريف الطفل بالقرآن الكريم وعظمته، ، ثم يرسخ المربى فى قلب الطفل حب الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، والإيمان بأنه خاتم الرسل، وأنه تجب العناية بسنته الشريفة وحفظ ما تيسر من أحاديثه لينشأ الطفل نشأة سليمة.
2- التربية البدنية: فسلامة البنية الإنسانية والقوة الجسدية دعامتان أساسيتان لبناء الطفل بناء سليماً، لأن العقل السليم فى الجسم السليم ، وتحمل أعباء الحياة كلها يتطلب قوة فى الجسد وتكون هذه التربية ناجحة بممارسة أنواع الرياضة المنوعة.
3- التربية الخلقية: فإن الآداب الحميدة والأخلاق السامية هى أساس تقويم الطباع والعادات وتكامل الشخصية، ونتيجة حسن الخلق تلازم الإنسان طوال الحياة، وتدفعه إلى كل فضيلة، وركائز الأخلاق: بر الوالدين واحترامهم، والأدب مع الأسرة، والإخوة والجيران والأصدقاء، ثم مع الناس.
4- التربية الروحانية: فإنها سبب تنمية مشاعر الطفل وتهذيبه، وشفافية حواسه وعواطفه، وتكون هذه التربية سبباً فى توافر خشية الله والخوف منه، والتأمل فى عظمته، وإدراك أسرار الكون، والانصياع لأوامر الله.
5- التربية الاجتماعية: أى التكيف مع الوسط الاجتماعى المحيط بالإنسان، سواء الصغار أو الكبار، أو الأصدقاء أو الجيران. فيكون لدى الطفل الجرأة الأدبية لإثبات الذات دون خجل أو تردد، ويتم تحقيق المراد بتعويد الطفل حضور مجالس الكبار ليعرف كيفية قضاء الحاجات من بيع وشراء وإعارة واستعارة ونحوها، والبدء بتحية الإسلام، وكيفية الرد عليها، ومؤانسة الطفل ورعايته وعيادته إذا مرض، والتعرف على أسس اختيار الرفاق والأصدقاء، وباختصار تهدف هذه التربية إلى حب الناس وحب الخير والمعروف ورحمة الآخرين والتعاون على البر والتقوى.
6- التربية العاطفية: وتشمل معاملة الطفل بالرأفة والرحمة والمداعبة، والتقبيل ومسح الرأس، وتقديم الهدايا، والبشاشة فى الاستقبال والوداع، والعناية بالطفل والبحث عنه من غير تمييز بين الأطفال فى المعاملة والحب، مع الاعتدال فى الحب والكره حتى لا تتعقد نفسية الطفل. وهكذا يكون البناء العاطفى والنفسى باحترام الذات، وإشعار الطفل بالمحبة والرعاية والأهمية، والتركيز على بناء المستقبل.
7- التربية العقلية: إن العناية بتنمية العقل لدى الطفل أمر فى غاية الأهمية، فالله سبحانه وتعالى ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل، وجعله أداة المعرفة ومناط التكليف، وسبيل الرشد والهداية. وينبغى أن تهدف التربية إلى استخدام العقل والتفكير فى التأمل فى خلق السماوات والأرض، والتوصل بذلك إلى إثبات وجود الله وتوحيده.
8- التربية الجمالية: المراد بالتربية الجمالية: المحافظة على مواضع الجمال والزينة، وترك كل أنواع الفساد والتشويه، والعناية بالأجسام والمنازل، ونظافة الشوارع والحدائق والمرافق العامة، والتخلص من النفايات وإتلافها بحيث لا تضر الإنسان والحيوان والنبات من أجل حماية البيئة. بمعنى ضرورة تربية الأطفال على حماية البيئة والمحافظة عليها باعتبارها نعمة ربانية خلقها الله سبحانه وتعالى من أجل إسعاد الإنسان وتهيئة الحياة الطيبة له باعتباره المكلف بعمارة الأرض وعبادة الله سبحانه وتعالى.
9- التربية الجنسية: ينبغى أن يتدرج الأبوان فى لمس هذه الناحية عند الطفل بحسب مراحل عمره حتى الزواج، فينتقل من المجاز إلى التلميح، ثم التصريح بعد البلوغ، ويحرصان على تعويد الطفل على آداب الاستئذان فى البيت وغيره، وعلى غض البصر، والتحذير من المخاطر والأخطار والمثيرات الجنسية، وصرف نشاط الطفل وفراغه إلى الأعمال المفيدة كالعلم والرياضة والسباحة والرماية وركوب الخيل… إلخ. وعند توافر المقدرة المالية يعد التبكير بالزواج عصمة من الانحراف، وتحصين للجنسين، وتحقيق للعفة والصون.

إستكمالا لموضوعنا السابق ..حول التحدات ، يسرنا أن نورد بعضا منها :



4-تحديات تفعيل الدور التربوي والاجتماعي للأسرة العربية :



تتعدد التحديات أمام تفعيل الدور التربوي والاجتماعي للأسرة العربية ، ومنها :ما ذكره سعيد مرسى (2002، 11- 13 ) أن من تحديات الأسرة فى التطبيع الاجتماعى لأبنائها:



1)الوراثة والبيئة : إذ تؤكد البحوث والدراسات أهمية العوامل الوراثية كمحدد للنمو الإنسانى ، وذلك من خلال القدرات والاستعدادات البيولوجيةالتى تقابل الأسرة ،وتمثل تحديا فى تربية الأبناء ، وهذا ما أكده فؤاد أبو حطب وآمال صادق( 1999: 151) ، و(على وطفة ،2001: 17).
2)المجتمع المدنى ومتطلباته: حيث تتعدد وتتنوع أشكال المجتمع المدنى الحديث ،كما تتطور مستلزماته من انفتاح أكبر على ثقافة الآخر ، ودخول ثقافات جديدة ، مما نتج عنه حدوث مواجهة شرسة بين القيم والمعتقدات والثوابت الدينية والوطنية والقومية ، وسيل القيم الوافدة إلى المجتمع العربى عبر الثقافة بكل روافدها العصرية والتكنولوجية ،وبناء عليه تنوعت النظرة إلى الصواب والخطأ ،والوجوه المتعددة للحقيقة ، وهذا ما أكده كل من : عبد الله المجيدل 2001 ، 39) ،عبد الله عبد الدائم 1998: 105).
العولمة الثقافية التى فرضها كون العالم صار قرية واحدة ، ما أدى إلى ظهور تحد يرتبط بمستقبل ثقافة إعداد الناشئة ، وهذا التحدى يشير إلى الصراع بين الهوية القومية والعولمة فى عالمنا العربى بخاصة(محمد على نصر ،2000 ). ، وذلك حين تتراوح الثقافة بين انتشار الثقافات الغربية في الحياة اليومية وبين إحياء الثقافات والتراث في أنحاء المعمورة، إلا أنه مما ينبغى أن يحذد منه أن العولمة تنطوي على درجة عالية من العلمنة -أي تغليب المادية والحياة العاجلة على أية قيم مطلقة، واختزال الإنسان في بعده المادي الاستهلاكي، وأحيانًا الشهواني، فعلى سبيل المثال: تتعامل ثقافة الإعلام في ظل العولمة مع المرأة طبقًا لرؤية نفعية، يكون فيها جسد المرأة أداة لتعظيم المنفعة المادية.
وأما أزمة الهوية : فمن خلال ما أصاب بنية الثقافة بعناصرها ومصادرها المنوعة ـ من كثير من التغيرات السريعة المتلاحقة فى جميع جوانبها الكمية والنوعية ،وهذا أفقد الأسرة القدرة على استيعاب هذه التغيرات مع الحفاظ على ثوابتها الثقافية،وهذا جعل البعض ينظر للعولمة على أنها اقتلاع ثقافى يؤدى إلى فقدان الهوية بخاصة لدى الفئات المهمشة اجتماعيا ،التى تخضع لحروب أهلية ،وهذا ما أكده كل من : حامد عمار1997 : 189) ، حسين كامل بهاء الدين ، 2000 : 151) ، هافيس بيتر مارتن ، هارولد شومان 1998: 10 ـ 15 ).



3)المستوى الاقتصادى ـ الاجتماعى للأسرة: فالطبقة الاجتماعية للفرد ،والمكانة الأسرية فى المجتمع ومن ثم المستوى الاقتصادى ـ محددات مهمة تحدد ملامح الأدوار المتوقعة لأفراد الأسرة ومايرتبط بها من قيم ومعايير منحازة لصالح الفئة االطبقية التى تمقثلها الأسرة، وهذا ما أكده حسنالبيلاوى ،وشبل بدران ،1997 : 107 ـ 141 ).،وكريم أبو حلاوة ،2001 : 176 ) ، والبنك الدولى تقرير التنمية البشرية لعام 1999 ، 15)



ومن هذه التحديات :



4)الفقر : يمثل الفقر أحد أهم التحديات أمام تفعيل الدور التربوى والاجتماعي للأسر العربية ، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نصف سكان العالم فقراء… منهم 13 مليار إنسان يعيشون تحت خط الفقر… اتساع دائرة الفقر والبطالة وانخفاض معدلات النمو والانخفاض الحاد في مستويات المعيشة أدى إلى تزايد معدلات العنف والتطرف الفقر ، فعلى مشارف الألفية الثالثة، ما زال الفقر، خاصة بمعنى قصور القدرة الإنسانية، مستشريا فى البلدان النامية، ويتزايد. فبدلالة الناتج للفرد، على قصوره كمقياس للرفاه الإنساني، يقدر أن الفجوة قد اتسعت بين البلدان السبعة الأكبر وتلك الأفقر فى العالم من عشرين مثلا فى عام 1965 إلى 39 مثلا فى عام 1995 (نادر فرجاني،1999)
5) الأمية : فمع قصور الموارد وترتيب الأولويات على أساس توفير الاحتياجات الأساسية .. المأكل والملبس .. الخ فإن الموارد المتبقية والتي يوجه جزء منها للتعليم قليلة وغير ذات جدوى .. هذا فضلا عن تخلف نظم التعليم عن مسايرة المهارات اللازمة لاحتياجات الاقتصاد العالمي المتغير والمنظور. (المرجع السابق)
وتعد الأمية سبباً ونتيجة للتخلفالاقتصادي والاجتماعي وهدراً للموارد البشرية وكمونها وسبباً من أسباب ضعف القدرةالتنافسية. وفي الوقت الذي اختفت فيه الأمية في أقاليم عديدة من العالم أو أصبحتذات معدلات منخفضة جداً، حتى في العديد من البلدان النامية، فإن المعدلات فيالبلدان العربية ما زالت مرتفعة الجدول رقم (5-1) بل إن عدد الأميين المطلق يزدادمع الزمن. فقد تطور العدد من 49 مليون أمي وأمية عام 1970 (منهم 29 مليوناً منالإناث) إلى 68 مليوناً عام 2000 (منهم 44 مليوناً من الإناث، الأمر الذي يشير إلىأنالأمية تتركز لدى الإناث

إستكمالا لموضوعنا السابق نختم هذا المقال بالتحديات التى تتعلق بالأسرة :

15) تخلى الأبوين عن تربية الطفل: أى تهاون الأبوين وتخليهم عن تربيته التربية الصحيحة. وإذا قصرت الأم فى واجبها التربوى لانشغالها مع معارفها أو صديقاتها وخروجها من بيتها، وإذا أهمل الأب مسؤولية التوجيه والتربية نحو أولاده لانشغاله بمطالب الحياة أو غيابه المستمر عن المنزل أو لانصرافه وقت الفراغ إلى اللهو والسهر مع الأصحاب، فلا شك أن الأطفال سيعيشون عيشة المتشردين، بل سيكونون سبب فساد وأداة إجرام للمجتمع بأسره.
ومن هذه التحديات:
16) تعاطى المخدرات: تعد مشكلة تعاطى المخدرات من أهم المشكلات التى تسبب خطراً بالغاً يهدد أمن المجتمع لما يترتب عليها من أضرار بالغة ينعكس أثرها على الفرد والمجتمع، فالخمور والمسكرات والمخدرات تسبب مخاطر ومشكلات عديدة فى أنحاء العالم، (الشنتوت، 1994،)
وقد تكون الأسرة من أهم العوامل المسببة للإدمان، فالأسرة التى يغيب فيها دور البيت، وضياع السلطة الأبوية بفقدان الأبوين أو أحدهما بالموت أو السجن أو المرض أو الطلاق، كثيراً ما يؤدى إلى نتائج سيئة تهيئ للانحراف والإدمان ، ومن ذلك الانحراف الخلقى فى الأسرة وإغراق الطفل بالمال.(غبارى، 1999)
17) الغلو فى الدين (التطرف): فقد ظهرت بعض جماعات الغلو فى بعض أقطار المسلمين خلال السنوات الأخيرة من هذا القرن ، وقد يرجع ذلك فى معظم الأحوال إلى الجهل بالعلوم الشرعية وعدم معرفة حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، مع اندفاع الإنسان وراء عاطفته، مما قد يوقعه فى الغلو فى كثير من الأحيان الجهل بالكتاب والسنة وبمقاصد الشريعة، والجهل بأدوات الاستنباط وأقوال العلماء وآثارهم، وبالواقع وملابساته. ولعل أبرز جوانب الخلل فى منهجهم: الحرفية فى فهم النصوص، وكثرة التأويل، وانعدام النظرة الشمولية، والتلقى المباشر من النصوص، وعدم الجمع بين الأدلة والاجتهاد من غير أهلية، وانعدام الموضوعية واتباع الهوى (اللويحق، 1412وهذه أمور كثيرة لابد للشباب المسلم من التنبه لأهميتها ،فالوسطية من أبرز خصائص الإسلام ، والجهل يزول عادة بالعلم.
ومن هذه التحديات : معوقات في أداء الأدوار التربوية للمرأة بخاصة ، من الممكن حصرها في: (أفراح بنت علي الحميضي ، د.ت)
1- معوقات ذاتية تتمثل في: قصور في الإعداد النظري للمرأة لممارسة دورها التربوي ، قلة وعي المرأة بأهمية دورها التربوي وأهمية ناتجها على المجتمع ، وإشغال الأم أو انشغالها بممارسات ثانوية تعطل وظيفتها الأساسية كانشغالها بوظيفة خارج المنزل.
2-معوقات خارجية تتمثل في:الاعتماد على شخصيات بديلة تمارس دور الأم كالمربية الخارجية والخادمة،ويتأتى ذلك الاعتماد السلبي حين تعتقد الأم أن التربية عبء لا ناتج له معطل لقدراتها ، وتشجيع وسائل الإعلام المرأة للخروج من المنزل وممارسة أدوار بديلة لدورها الأصلي الأساسي، بل الدعاية لتلك الأدوار والوظائف واعتبارها خدمات أولية تقدمها المرأة للمجتمع تفوق في ناتجها دورها التربوي، وهذه الدعاية ساهمت في صرف المجتمع عن تأكيد دور الأم المربية إلى تشجيع دور الأم العاملة أو المرأة العاملة؛ وذلك بتشجيع تأخير الإنجاب، عدم قيام المؤسسات التعليمية بأدوارها في إعداد المرأة الأم وتشجيعها لممارسة دورها التربوي إضافة إلى ازدحام قائمة المناهج الدراسية بمواد بعيدة الصلة عن الحاجات الفعلية للمرأة مما يترتب على ذلك عدد من النتائج أبرزها طول فترة اليوم الدراسي باعتبارها أول تلك النتائج، وثانيها طول فترة المرحلة الدراسية، ثم ثالثها ضعف إعداد المرأة تربوياً، وتبعاً لذلك فقد تتأخر المرأة أو تتعطل في أداء دورها التربوي.

5-التوصيات:
من خلال ما سبق يمكن تقديم مجموعة من التوصيات التى ترتبط بتفعيل الدور التربوي والاجتماعي للأسرة العربية ، ومنها:
1- تقوية الوازع الدينى لدى الناشئة بربطهم بدور العبادة منذ نعومة أظفارهم، ونشر الوعى الدينى بين الأطفال والشباب والراشدين على يد أئمة المساجد أو العلماء أو المعلمين وعقد الندوات والمؤتمرات، وحلقات النقاش لتصحيح هذا التوجه لدى الشباب.
2- التأكيد على تقوية الروابط الأسرية إذ إن الأسرة التى يغيب فيها دور البيت، وضياع السلطة الأبوية بفقدان الأبوين أو أحدهما بالموت أو السجن أو المرض أو الطلاق غالباً ما يؤدى إلى ضياع الأبناء.
3- تكثيف الرقابة الوالدية(أو الأسرية) الحكيمة ـ على البناء وعدم التخلى عن ذلك بدعوى الانشغال بأمور الحياة.
4- تنظيم محاضرات وندوات دورية ودورات تأهيلية وأكاديمية، من خلال الهيئات والمؤسسات المختصة ، لتوعية الأسر العربية بأدوارها التربوية والاجتماعية ، ومدهم بأحدث أساليب التنشئة الأسرية.
5- تطوير برامج التربية والتعليم ، و محتوى المناهج الجامعية بحيث تراعى تقديم الأدوار التى ينبغى أن يقوم بها كل من الرجل والمرأة فى عملية التنشئة الاجتماعية والتربوية.
6 دفع وسائط الإعلام في اتجاه التركيز على توعية الأسر العربية بأدوارها التربوية والاجتماعية، من خلال عرض برامج تعليمية خاصة بالتربية الأسرية، بجانب حث المرشدين والدعاة وخطباء المساجد على المشاركة فى هذا المشروع.
7- إنشاء صحف أومجلات علمية خاصة لتوعية الأسر العربية بأدوارها التربوية والاجتماعية ،والعمل على تنوعها كماً وكيفاً.
8- دعم جامعة الدول العربية لكافة المؤسسات والهيئات الاجتماعية بهدف التأكيد الهوية العربية والإسلامية لدى الناشئة.
9- إنشاء دور للاستشارات التربوية والاجتماعية والتوسع فيها تحت رعاية الهيئات والمؤسسات المعنية بالتربية والتنمية الاجتماعية.
10- محاولة توفير مقومات الحياة الأساسية فى المجتمع لكافة الطبقات، وتقليل التفاوت بينهما بقدر الإمكان.
11- تفعيل دور الأسرة المسلمة لتقوم بدورها فى تحصين الأبناء ضد الفكر المتطرف أو الانحراف، والعداوة، والعدوانية، وأساليب التوافق غير السوية. وذلك بنشر الوعى الأسرى، وتنمية روح المسئولية نحو الأبناء لدى الأباء والأمهات، وتوطيد أواصر الصلة بين أفراد الأسرة لتعود قوية كما كانت.
12- قيام المؤسسات التربوية: المدرسة، الجامعة بإتاحة الفرص المناسبة لتلاميذها وطلابها للنقاش والحوار، وتقديم المثل والقدوة من جانب المعلمين وأعضاء هيئة التدريس فى التسامح، والتقبل، ورحابة الصدر فى النقاش، فهى رأس الحربة لمقاومة كل انحراف فى المجتمع.
13- نشر الوعى بأهمية وقت الفراغ فى حياة الناس ولا سيما الشباب ، من خلال أجهزة الإعلام ودور العلم، عن كيفية قضاء وقت الفراغ بالأنشطة المفيدة، والسعى على تزويد المدارس والأندية وأماكن تواجد الشباب بالنشرات التوجيهية والأفلام التعليمية وبالخطب الدينية التى تتناول مختلف مشكلات الشباب من حيث أسبابها ودوافعها وآثارها السلبية المؤدية إلى الانحراف وسوء السلوك.
14-أن تعمل وزارات التربية والتعليم على إقرار تدريس مادة التربية الأسرية ضمن المناهج الدراسية بالمرحلة الثانوية والجامعية لكل من الجنسين، حتى يكتسب الطلاب المقبلون على الزواج معرفة أفضل شروط وأسس اختيار شريك الحياة.
15- ضرورة مشاركة وسائل الاتصال الجماهيرية من إذاعة وتليفزيون وصحافة فى توعية الجماهير بكيفية التغلب على تحديات التربية الأسرية على كافة المستويات.
16-تكثيف البرامج التعليمية في مدارس تعليم البنات فيما يخص إعداد المرأة إعداداً فعليا ًلأداء وظيفتها الأساسية.
17- إنشاء مراكز لأبحاث الطفولة والناشئة تكون غايتها بحث أفضل السبل لوضع منهجية تربوية قائمة على أصول شرعية قادرة على مواجهة المتطلبات المتصاعدة للحياة العصرية؛ بحيث تمد تلك المراكز الأمهات ودور الحضانة ومدارس المرحلة الابتدائية بالأبحاث ، والدراسات فيما يخص الطفولة والناشئة وكيفية تواؤمها مع المجتمع بما يحافظ على أصالة التربية.
18- إنشاء هيئة عليا للدراسات الأسرية التربوية تختص بتذليل كافة السبل لدعم البرامج التربوية في مناهج التعليم، وتهيئة الظروف لتحقيق توافق أسري داخل البيوت من خلال البرامج والدورات التدريبية التي تشمل فيما تشمل دورات أسرية لمرحلة ما قبل الزواج ثم مرحلة ما بعد الزواج، كما يكون من ضمن اختصاصها فتح قنوات اتصالية مع الأمهات لبحث ما يعتريهن من مشاكل تربوية تعيقهن عن أداء دورهن.

19- مناهضة التقاليد والتوجيهات الاجتماعية المثبطة لتعليم البنات.
20- القضاء على جميع أشكال سوء المعاملة والعنف في جميع المدارس والمجتمع.
21- تعبئة الجهود الأهلية التي أثبتت جدارة في ميدان التعليم بالتضافر مع الدول والقطاع الخاص.
22- مراجعة القوانين والتشريعات الخاصة بالتعليم والسياسيات التعليمية.
23- رصد وتعميم وتوثيق التجارب والمبادرات غير النمطية للتعليم المجتمعي من الجمعيات الأهلية.
24- وضع برامج تربط عملية التعلم بعملية اكتساب المهارات الحياتية.
25- تهيئة مناخ مناسب للعملية التعليمية.
26- دعم التعاون مع الجامعات والمراكز الأكاديمية والبحثية لسد الفجوات البحثية في المجال التربوي، وبناء قاعدة معلومات وعمل خريطة تربوية تعليمية للجمعيات الأهلية مع رصد التجارب والمبادرات المحلية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التنشئة الاجتماعية والعولمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التنشئة الاجتماعية والعولمة
» رسالة ماجستير ، التغيرات الاجتماعية ودورها فى التنشئة الاجتماعية فى الأسرة المصرية : الثابت والمتحول فى علاقة الذكر بالأنثى 2012
» التنشئة الاجتماعية
» التنشئة الاجتماعية والتحديات المعاصرة
»  أهم نظريات التنشئة الاجتماعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: