أشارت دراسة حديثة إلى أن تصفح الإنترنت قد قلل من التواصل الاجتماعي. وذكرت الدراسة المشتركة التي قام بها موقع (بيت دوت كوم Bayt.com) ، و (يو جوف سراج YouGov Siraj) أن أكثر من 70 في المائة من مستخدمي شبكة الإنترنت في قطر الذين أجابوا على استبيان الدراسة يعتقدون أن الأنشطة الاجتماعية قد أصابها التهميش بسبب التواصل عبر الإنترنت.
وعلى نطاق منطقة الشرق الأوسط اتفق المشاركون في الاستبيان وبدرجات متفاوتة على أن استخدام شبكة الإنترنت يعد الآن أحد الجوانب الرئيسية للتواصل الاجتماعي، وعلى وجه الخصوص في سلطنة عمان، مصر، والبحرين بنسبة 76 في المائة، و74 في المائة، و73 في المائة على التوالي.
علاوة على ذلك فقد اتفقت الشريحة التي أجابت على الاستبيان بصورة واسعة على أن أشكال الاتصالات الحديثة قد حلت محل الأشكال التقليدية التواصل، واتفق 80 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع أن الرسائل النصية، والبريد الإلكتروني، وغيرها من طرق التواصل على شبكة الإنترنت، تستخدم الآن بدلاً عن الأشكال التقليدية للتواصل.
هذا وقد تم إجراء هذه الدراسة لمعرفة عادات وسلوكيات مستخدمي الإنترنت من المختصين والباحثين عن الوظائف في منطقة الشرق الأوسط.
وقال أحمد زريقات، المدير الإقليمي في موقع (بيت دوت كوم): (ونحن نتحول بصورة متزايدة نحو عالم الإنترنت، فكل شخص في المنطقة من رؤساء الشركات والمؤسسات، إلى العاملين في المجال الاجتماعي، إلى ربات المنازل وعبر الأجيال، يقومون باستخدام الإنترنت سواء كان في العمل أو للأغراض الاجتماعية أو العملية.)
وأضاف: (بإجرائنا لهذه الدراسة يمكن أن نتعرف على كيفية قيام الناس باستخدام الإنترنت والأغراض التي يستخدمونها لها، من أجل إيجاد مؤشر عن وضع المنطقة فيما يتعلق باستخدام الإنترنت.)
ومن ضمن أسئلة الاستبيان الموجهة للفئة المستهدفة هي ما إن كانوا يشعرون أن الإنترنت قد ساعدت على التواصل الاجتماعي، وما إن كان من السهولة أو الصعوبة الحصول على المعلومات التي يريدونها من على شبكة الإنترنت. وقد اتفق معظم الذين أجابوا على الاستبيان (74 في المائة) بأن الإنترنت لعبت دوراً كبيراً في عملية التواصل، وبدونها لم تكن الكثير من حالات التواصل ممكنة بالطرق التقليدية. وتختلف النسبة من بلد لآخر في المنطقة، ففي البحرين، على سبيل المثال، نوه 80 في المائة من عينة الدراسة على مميزات الإنترنت فيما يتعلق بالتواصل، وفي سلطنة عمان كانت النسبة قريبة من ذلك إذ بلغت 78 في المائة، وفي تونس 77 في المائة، وفي المغرب 76 في المائة.
وفي قطر كانت نسبة الذين يرون أن الإنترنت قد ساعدت كثيراً على عملية التواصل 75 في المائة، وهي أكثر بحوالي واحد في المائة عن متوسط المنطقة.
أما عن المواقف حول مدى سهولة الحصول على المعلومات من شبكة الإنترنت فقد كانت هذه المواقف متباينة، فعلى مستوى المنطقة اتفق 53 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع على أنه من الصعوبة أن يجدوا ما يبحثون عنه من معلومات على وجه التحديد وذلك بسبب الكم الهائل من المعلومات على الشبكة. وارتفع الرقم إلى 68 في المائة في الجزائر، و 63 في المائة في المغرب.
وفي منطقة الخليج اتضح أن هناك تباين كبير حول مدى صعوبة أو سهولة إيجاد المعلومات على شبكة الإنترنت. فقد أفاد 43 في المائة في قطر، و 48 في المائة في دولة الكويت، و 49 في المائة في دولة الإمارات العربية المتحدة أنهم يواجهون بعض المشكلات في الحصول على معلومات من شبكة الإنترنت، بينما أفاد 53 في المائة في المملكة العربية السعودية، و59 في المائة في البحرين، بأن هناك صعوبات تواجههم في الحصول على معلومات من الإنترنت.
وبصورة عامة كان اللبنانيون هم الأقل في إيجاد صعوبة في الحصول على معلومات من الإنترنت، إذ بلغت نسبتهم 40 في المائة من جملة العينة التي أجابت على الاستبيان.
وبسؤال العينة التي شملها البحث عن استخدامهم للإنترنت، أفاد 83 في المائة من عينة البحث في المنطقة أنهم يستخدمون الإنترنت لإرسال رسائل بريد إلكتروني لأصدقائهم، و87 في المائة أفادوا أنهم يستخدمون الإنترنت لقراءة الأخبار على الأقل مرة في الشهر. أما أكثر المتصفحين لشبكة الإنترنت، حسب الدراسة، فهم أولئك الذين يبحثون عن وظائف إذ بلغت نسبتهم 77 في المائة، ونسبة الذين يستخدمون الإنترنت لزيارة مواقع التواصل الاجتماعي والاستماع للموسيقى فقد بلغت 57 في المائة.