تأثير إستخدام الإنترنت على العلاقات الإجتماعية
جانب أن الانترنت قد فتح مجالا للاتصال لم يكن موجودا أمام الشباب في الماضي خاصة فيما يسمى بالمحادثة
وأوضح أن هذا أدى إلى بناء علاقات مع أفراد من خارج المجتمع المحلي والوطن وأدى في بعض الحالات إلى إمكانية إيجاد وظيفة أو حتى الزواج هذا بالنسبة للشباب إما بشكل عام فقد أصبح الانترنت مصدرا أساسيا للمعلومات والمصادر المعرفية إلى جانب استخدامه في تشكيل اتجاهات وقيم الأفراد مما يعطي الدول التي تمتلكه إمكانية فرض ثقافتها على أفراد المجتمعات الأخرى
وخلص الدكتور عثمان إلى القول أن وجود شبكة الانترنت قد أفقدت الوحدات التقليدية التي كانت مسؤولة عن تنشئة الإنسان كثيرا من وظائفها وأهميتها.. فأصبح مصدرا أساسيا في عملية التنشئة مما يتطلب دورا أساسيا من قبل الأسرة والمدرسة والدولة في ضبط مضامين ما تحمله شبكة الانترنت للتأكد من ضبط الجانب السلبي الذي يمكن أن تحمله تلك المضامين0
أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة اليرموك الدكتور عدنان العتوم أوضح تأثير الانترنت على الجوانب الاجتماعية والنفسية فقال إن ثورة المعلومات والاتصالات وانتشار الانترنت في البيوت والمؤسسات والمقاهي تعد ظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة لمعرفة آثارها الاجتماعية والنفسية كما تركت آثارها في الجوانب الأخرى العديدة
وقال إن استخدام الانترنت من قبل العديد من الناس وخصوصا شرائح المراهقين والشباب أصبح من الظواهر التي يرى الإنسان العادي انعكاساتها مع كل من يتعامل مع هذه الشرائح .. فاستخدام الانترنت أصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب وأصبح هم الفرد قضاء الساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة مما يعني تغيرا في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك الذي يمثل عنصرا هاما في ثقافتنا
وأشار لوكالة الأنباء الأردنية إلى انه بالمقابل فان الاستخدام الفردي للحواسيب والانترنت يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف. وقال إن بعض الدراسات الأولية تشير إلى أن استخدام الانترنت يعرض الأطفال والمراهقين إلى مواد ومعلومات خيالية وغير واقعية مما يعيق تفكيرهم وتكيفهم وينمي بعض الأفكار غير العقلانية وخصوصا ما يتصل منها بنمط العلاقات الشخصية وأنماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الأخرى
وأضاف إن استخدام الانترنت أصبح مصدرا من مصادر الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية على الأفراد حيث أن الفرد غير المنتمي إلى ثقافة الانترنت يتعرض إلى النقد من الرفاق لعدم مواكبته لعناصر هذه الثقافة كما إن هذه الممارسة قد تكون مكلفة ماديا وخصوصا للأفراد الذين لا دخل لهم
وبين الدكتور العتوم أن بعض المهتمين يشيرون إلى أن دخول الانترنت مجالات الحياة الواسعة أصبح عاملا مساعدا في تقوية الفجوة بين الأجيال فيما يتعلق بثقافة الحوسبة والاتصال مع العالم الخارجي .. لا بل إن الكثير من الناس الذين لا يتمتعون بميزة استخدام الانترنت أصبحوا عرضة للاتهام بالتخلف والغباء مما يساعد على تطوير نموذج من الصراع الاجتماعي والثقافي بين الأجيال أو شرائح المجتمع أو بين الصغار والكبار أو الأبناء والآباء
وحول تأثير استعمالات الانترنت على حياة الشباب الاسرية والاجتماعية التقت وكالة الأنباء الأردنية عددا من الشباب والشابات حيث قال مهدي سميح اكميل /27/ عاما أنني استخدم الانترنت بشكل يومي وعلى مدار ساعتين كحد ادنى مبينا ان للانترنت تاثيرا على علاقاتنا الاجتماعية.. فالوقت المخصص لعلاقتي مع اهلي في البيت ومع اصدقائي قل تدريجيا واقضيه بالمقابل على جهاز الكمبيوتر
وقال ان الانترنت في بعض الاحيان يزيد من التواصل الاجتماعي .. فمثلا عند ظهور نتائج التوجيهي تلقيت اتصالات من عدد كبير من اقاربنا واصدقائنا ممن لا يجيدون استخدام الانترنت لمعرفة النتيجة ومنهم من جاءني الى البيت شخصيا وكذلك نتائج الامتحان الشامل حيث ان الكثير ممن لا يجيدون استعمال الانترنت اجد التواصل الاجتماعي معهم عن طريق مساعدتهم فيما يحتاجون اليه0
ميرا فريد غطاس /20/ عاما قالت انني استخدم الانترنت بشكل شبه يومي وتقريبا اتابعه من ساعة الى ثلاث ساعات موضحة ان للانترنت ايجابيات فهو من الناحية الاقتصادية اوفر خاصة في حالة التواصل والاتصال مع اصدقاء خارج الوطن كما يعزز العلاقات مع اناس واصدقاء خارج الوطن ويبقينا على اتصال دائم معهم
كما ان له سلبيات .. فعدد من صديقاتي يستخدمن الكمبيوتر حوالي 7 ساعات يوميا .. وليس كل هذا الوقت باعتقادي له فائدة اكيدة وبالتالي فهو يوءثر سلبا على علاقاتهن الاجتماعية وانا اعتبر ذلك تضييعا للوقت وهدرا للمال كما يؤثر سلبا على دراستهن وعلاقاتهن مع الاهل
عيوب الإنترنت
إن العدد الضخم للأشخاص المرتبطين بالإنترنت حالياً ، والنمو السريع يعطينا فكرة ولو بسيطة عن مدى أهمية هذه الوسيلة المسماة "إنترنت" والتي كما ذُكر سابقاً لا غنى عنها سواءً كنا أفراداً أو شركات أو حكومات أو مؤسسات تعليمية. لقد أصبحت الإنترنت جزءاً من حياة معظم الناس في العالم الغربي وهي في طريقها لتصبح كذلك في عالمنا العربي. إن الإنترنت لم تعد شيئاً كمالياً بل هي ضرورة تحتمها علينا الفوائد الكثيرة لها والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: المشاركة في المصادر والأفكار والكم الهائل للمراجع والمعلومات والربط السهل لأطراف العالم بحيث أصبح فعلاً قرية صغيرة يمكن فيها لشخصين تفصل بينهما ألاف الأميال الحديث بالصوت والصورة وتبادل المعلومات والبرامج في وقت آني وبتكلفة لا تذكر .
ولكن هل الإنترنت عالم مثالي لا عيوب فيه
إن الإنترنت مثلها مثل أي وسيلة من وسائل الإتصال الأخرى كالهاتف والفاكس والقنوات الفضائية وغيرها، جميع هذه الوسائل لها مزاياها ولها في نفس الوقت عيوبها المعروفة للجميع، والإنترنت هي بالمثل مجرد أداة إستعمالنا لها هو الذي يقرر هل هي ضارة أم نافعة.
لا شك أن الإنترنت رغم فوائدها الكثيرة لا تخلو من العيوب والمشاكل فبالإضافة إلى الفيروسات والمتطفلين والمعمِمِين هناك أشخاصاً آخرين وجدوا في الإنترنت وسيلة سهلة لنشر رسائل الحقد والكراهية والصور والمناظر الإباحية ووصفات صناعة القنابل والمخدرات والإثراء السريع بشكل مناف للقانون والأخلاق، بل ووصل الأمر إلى حد وجود مواقع معينة لتعليم الطرق المختلفة التي تعلم الشخص " الطرق المختلفة للإنتحار " .
إن مسؤولية الاستعمال الصحيح للإنترنت هي مسئولية ينبغي أن تكون مشتركة بين كافة الأطراف سواء الأفراد أو الجهات الحكومية أو الشركات أو وسائل الإعلام المختلفة .
المشكلة هنا هي أن الإنترنت عبارة عن نظام عالمي مفتوح يربط حوالي 230 دولة حول العالم تختلف في قوانينها وأنظمتها بل وحتى ما يعتبر مقبولاً وغير مقبول فيها ، فما هو أخلاقي في مجتمع ما قد ينظر إليه في مجتمع أخر على أنه غير أخلاقي ، وفي اعتقادي أن من الصعوبة حتى لو افترضنا إمكانية اجتماع تلك الدول لمناقشة المشكلة فإن وضع حلولاً مشتركة وناجعة هو أمر صعب ومستبعد .