المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
الاجتماعية العنف الجريمة اساسيات تنمية الخدمة الالكترونية الجوهري الجماعات البحث المرحله التخلف محمد موريس المجتمعات التغير التلاميذ الاجتماع الشباب كتاب والاجتماعية العمل الاجتماعي المجتمع التنمية في
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 دراسة وصفية تأصيلية للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Empty
مُساهمةموضوع: دراسة وصفية تأصيلية للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت   دراسة وصفية تأصيلية  للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت Emptyالسبت أغسطس 27, 2011 5:22 pm

دراسة وصفية تأصيلية للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت

* الأستاذ / فايز بن عبدالله الشهري

المقدمة

الحقيقة البسيطة، والثابتة تقول بأن وسائل الاتصال لم تخترع الجريمة، بل كانت ضحية لها في معظم الأحوال حيث أن هذه الوسائل تعرضت لسووء الاستغلال من قبل كثيرين عبر التاريخ، ومن الثابت أيضاً أن المجرمين وظفوا الاتصال تارخياً – ضمن أدواتهم المختلفة – لخدمة النشاطات الإجرامية التي يقومون بها. أما الجريمة فهي ذاتها الجريمة في قديم التاريخ، وحديثه، لا يختلف على بشاعتها، وخطرها على المجتمع الإنساني أحد، ولذلك اتفق على مواجهتها، ومن أجلها أقيمت المحاكم، وسنت العقوبات، تستوي في النظرة إليها -كسلوك شاذ - كل الشرائع السماوية، والقوانين الموضوعة. وعبر حقب التاريخ المختلفة كانت الظاهرة الإجرامية مرادفة للتجمع الإنساني، تعكس في أساليبها، وأنماطها، أحوال وتطورات المجتمع في مختلف النواحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وغيرها. وفي عصر التقنية، وثورة الاتصالات الحديثة تعقدت الجريمة، وتنوعت أساليبها مستفيدة من التطور التقني في كافة مناحي الحياة، حيث وظف المجرمون هذه المستحدثات التقنية الحديثة في تطوير أساليبهم، بل حتى التقنية ذاتها لم تسلم من الجريمة فمنذ بداياتها ظهر معها ما يعرف بجرائم التقنية، أو الجرائم الإلكترونية التي أخذت أبعاداً جديدة مع بداية ثمانينات القرن العشرين – تحديداً – بعد انتشار الحاسبات الشخصية، وتطبيقاتها بشكل جماهيري في مختلف أرجاء العالم. ومع مطلع التسعينات من القرن الماضي ظهرت أنماط حديثة أخرى من الجريمة صاحبت انتشار شبكة المعلومات العالمية الإنترنت) التي برزت كأسرع وسائل الاتصال الجماهيري نمواً في تاريخ وسائل الاتصال بعدد مستخدمين تجاوز 600 مليون مستخدم مع بداية عام 2003م.

وتأسيساً على ما تقدم يمكن القول بأن ميزة شبكة الإنترنت أنها أظهرت "كوسيلة الوسائل" ممكنة من خلال تطبيقاتها – وسائل الاتصال الجماهيري الأخرى التلفزيون، الراديو، الصحف من الظهور من خلالها. وهي أيضاً سوق تجاري، ومكتبة عالمية، ومجتمع اتصالي مفتوح العضوية، وهي أيضاً ناد للباحثين، والعلماء، وفي ذات الوقت يمكن أن تعد هذه الميزة بطاقة دعوة مفتوحة لأصحاب النشاط الإجرامي لممارسة الجريمة، بطول العالم وعرضه. ومن هنا ظهرت التأثيرات الاجتماعية للحاسبات في حياتنا روسنبرج، 2000 ومعها العديد من التحديات الأمنية التي جلبتها الشبكة التي تتسم بأن لا أحد نظرياً يتحكم فيها، ولا يطبق عليها قانون متفق عليه، مما شجع على انتشار جرائم النشر، والجرائم الأخلاقية، وارتفعت مؤشرات، وإحصائيات النشاط الإجرامي بشكل واضح سعيد، 1998 حيث فتح الباب لجرائم جديدة كانت شبكة الإنترنت ميدانها، ووسيلتها في أحيان، أو أن تكون الشبكة، أو إحدى تطبيقاتها ضحية في أحيان أخرى.

المبحث الأول

المقدمة المنهجية

موضوع البحث وأهميته :

تتحدد أهمية دراسة موضوع التحديات الأمنية المصاحبة لوسائل الاتصال الجديدة، وشبكة الإنترنت تحديداً في أن الشبكة أثبتت نفسها – اليوم – كوسيلة اتصال جماهيرية عالمية لا يمكن تجاهلها، وبسبب شعبيتها، وانتشارها أصبحت شبكة المعلومات العالمية هذه جزءاً مهماً من النشاط اليومي لملايين الأفراد في مجتمعات ما بات يعرف بعصر المعلومات.

وقد طالت تطبيقات الشبكة في السنوات الأخيرة مختلف أوجه النشاط الإنساني في التجارة، وبرامج التعليم، والترفيه، وبرزت تأثيراتها بشكل أوضح في مجال الاتصال، وتبادل المعلومات، والأخبار بشكل ألغى الحدود الرقابية، الجغرافية، والزمنية التقليدية مما حتم على الباحثين إعادة النظر في تعريف نمط العلاقات الاتصالية عبر الإنترنت، وتطبيقاتها المختلفة. وفي الجانب العلمي بدت جماهيرية تطبيقات الشبكة، وطبيعتها الاتصالية، وكأنها قد قلبت الكثير من المفاهيم العلمية للاتصال، ونظرياته التقليدية، ممهدة لثورة جديدة في المفاهيم النظرية، والممارسات المهنية على حد سواء.

وفي خضم هذا النشاط الإنساني عبر شبكة الإنترنت – درة وسائل الاتصال الجديدة – ظهرت الأنشطة الإجرامية عبر، وعلى الشبكة وتطبيقاتها المختلفة. من هنا برزت أهمية هذا البحث التي يؤمل أن يسهم في استكمال جانب من الجهود العلمية التي تحاول تأصيل المفاهيم العلمية المرتبطة بوسائل الاتصال الجديدة بالتركيز – تحديداً – على رصد، وتحليل، أبرز ملامح الظاهرة الإجرامية المصاحبة لشبكة الإنترنت.

حدود البحث :

نظراً لتشعب موضوع جرائم الإنترنت، وارتباطها بالعديد من العناصر البشرية والمادية، ولتسارع التقنية الحديثة سواء في مجال ارتكاب الجريمة التقنية، أو في مجال المكافحة، يسعى هذا البحث في جانبه الموضوعي، إلى تقديم صورة عامة عن مجمل التحديات الأمنية المصاحبة لوسائل الاتصال الجديدة بالتركيز على الطبيعة الاتصالية للشبكة، ولذا فلن يكون هدف البحث تقديم رصد تقريري يحصي الظواهر الإجرامية على الشبكة. كما لن يعني هذا البحث كثيراً بالجوانب الفنية المتخصصة إلا بما يقتضيه طبيعةطبيعة، وترتيب عناصر الموضوع. كما أن البحث في سعيه لتأصيل بعض المفاهيم المرتبطة بظاهرة الإنترنت – وسيلة كانت، أم هدفاً للجرائم الحديثة – سيركز على البعد الإنساني حيث أن الإنسان هو الضحية غالباً في جرائم الحاسب والإنترنت، وهو أيضاً بطل المكافحة في ذات الوقت، بالنظر إلى أدواره الاجتماعية، والسلوكية المختلفة.

مشكلة البحث :

يحاول هذا البحث بشكل مجمل تقديم صورة عامة لأبرز التحديات الأمنية المصاحبة لشبكة الإنترنت، وفق منهجية تطمح إلى تقديم نظرة تأصيلية للظاهرة الإجرامية على الشبكة، تتناول من خلالها خصائص وأنماط جرائم الإنترنت وكيف نمت هذه الظواهر، ليتبين من خلالها مدى علاقة هذه النشاطات بالواقع الاتصالي لشبكة الإنترنت.

كما يعرض البحث لمجمل التهديدات الأمنية الأكثر وضوحاً على الإنترنت مثل التحدي الحضاري، والثقافي، والتحديات العلمية، والجنائية مستعرضاً بعض الجرائم الأخلاقية التي تروجها بعض العناصر الإجرامية عبر الإنترنت مثل توزيع الصور الخليعة، والترويج للدعارة. إضافة إلى ذلك يتناول البحث ضمن عرضه لمظاهر التحدي الأمني للشبكة بعض جرائم النشر على الشبكة، مثل التشهير، والقذف، وجرائم الابتزاز، وانتحال الشخصية ونحو ذلك.

أهداف البحث :

يسعى هذا البحث إلى تحقيق هدفه الرئيس المتمثل في محاولة تقديم دراسة تأصيلية تكشف عن أهم التحديات الأمنية المصاحبة لوسائل الاتصال الجديدة وذلك عبر رصد جوانب مختلفة من ملامح الظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت. ولتحقيق هذا الهدف ستحاول الدراسة التعرف على عدد من المفاهيم المرتبطة بهذه الظاهرة وعلاقتها بعدد من المتغيرات ذات الصلة وذلك على النحو التالي :

- تحديد أبرز ملامح الظاهرة الإجرامية في عصر التقنية.

- التعرف على الطبيعة الاتصالية لشبكة الإنترنت.

- التعرف على طبيعة التهديدات الأمنية المصاحبة لشبكة الإنترنت.

- التعرف على الصور الأكثر شيوعاً لأنماط الجريمة عبر شبكة الإنترنت.

- التعرف على أبرز الجهود التشريعية في مجال مكافحة جرائم الإنترنت.

أسئلة البحث :

يهدف البحث الحالي إلى الإجابة على التساؤلات الآتية:

· ما أبرز ملامح الظاهرة الإجرامية في عصر التقنية؟

· ما أبرز الخصائص الاتصالية لشبكة الإنترنت؟

· ما التهديدات الأمنية الأكثر وضوحاً عبر شبكة الإنترنت؟

· ما أبرز الأنماط الأكثر شيوعاً للجريمة باستخدام شبكة الإنترنت؟

· ما أبرز الجهود الدولية المتخذة في مجال مكافحة جرائم الإنترنت؟

منهج البحث وأدواته الرئيسية :

نظراً لطبيعة الموضوع، وغايته المتمثلة في محاولة تأصيل المفاهيم المرتبطة بالظاهرة محل البحث، فقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي الوثائقي، المستند على التراث المكتوب كمصدر رئيس للمعلومات، ومن خلال هذه المنهجية يسعى البحث إلى رصد، وفهم، وتحليل الظاهرة محل البحث بدقة، وإضافة إلى وصف الظاهرة، يعني البحث بالوقوف على الخصائص المميزة لهذه الظاهرة، ويقتضي العناصر المحيطة بها.

وفي سبيل جمع المعلومات، رجع الباحث للعديد من الدراسات السابقة في هذا المجال، كما تمت زيارة مواقع مهمة تخصصت في رصد، وتتبع الظاهرة الإجرامية على الشبكة، والاستفادة من حداثة المعلومات المقدمة، وطرق عرض، وتحليل هذه المواقع الجرائم الحاسب، والإنترنت ومن هذه المواقع. موقع وزارة العدل الأمريكية usdoj.go، وموقع المباحث الفيدرالية fbi.gov وموقع منظمة الإنتربول Interpol.int والمجلس الأوروبي، coe.gov وغيرها من المواقع الأجنبية، بينما لم يعثر الباحث على موقع عربي واحد متخصص في جرائم التقنية والإنترنت. للاطلاع على مزيد من المواقع التي تم مراجعتها بهذا الشأن أنظر ملحق (1).

الدراسات السابقة:

بدأت الدراسات العربية في مجال جرائم الإنترنت، والحاسبات متأخرة بما هو عليه الحال في الدراسات الأجنبية التي رافقت مسيرة انتشار الحاسبات، ومن ثم ثورة الإنترنت، منذ بداياتها الأولى. وربما يعود سبب ذلك بشكل رئيس إلى تأخر تبني التقنية الحديثة في معظم البلدان العربية، لأسباب اقتصادية، وثقافية مختلفة، وعندما انتشرت الحاسبات الشخصية، وتطبيقات الإنترنت في العالم كان ولا زال نموه في العالم العربي محدوداً، قياساً بعدد السكان([1]) يضاف إلى ذلك أن معظم الباحثين العرب المتمرسين لم يعاصروا هذه التقنيات بشكل يجعلهم يستوعبون المتغيرات المؤثرة، والمتأثرة، والظواهر المصاحبة لها، ليولوها الاهتمام العلمي الذي يستحقه. وبالنسبة للدراسات العربية في مجال التحديات الأمنية لشبكة الإنترنت فلا زالت الدراسات في بداياتها الأولى. ويمكن الإشارة إلى بعض الجهود العربية في مجال الدراسات الأمنية لشبكة الإنترنت، وعلاقتها بالجريمة على النحو التالي :

الدراسة الأولى: دراسة عبد الرحمن بحر بعنوان "معوقات التحقيق في جرائم الإنترنت" وفي هذه الدراسة ركز الباحث على موضوع التحقيق في جرائم الإنترنت، والمعوقات المختلفة التي تعترض المحققين أثناء التحقيق في هذه الجرائم. وقد خلصت الدراسة إلى أن أبز المعوقات هي تلك المعوقات الفنية، والإدارية، التي لا توفر للمحقق مستلزمات التحقيق، وكل ما يساعد على تحديث معلوماته مثل إلحاقه بدورات متخصصة، تلك المعوقات الشخصية لدى المحققين في الشركة من حيث نقص المهارات الفنية، والتهيب من استخدام الحاسب والإنترنت وكان آخر تلك المعوقات ضعف، أو غياب التشريعات التي تجرم مرتكبي جرائم الحاسب بشكل مفصل .

الدراسة الثانية : قدمها مزيد بن مزيد النفيعي، وتناول فيها موضوع الانحراف إلى الجريمة بين مرتادي مقاهي الإنترنت. ويكشف الباحث في نتائجه العامة عن وجود علاقة بين كثرة استخدام الشبكة، والانحراف السلوكي، كما وجد أن الشبكة تشجع بشكل أو بآخر العلاقات غير السوية وتؤدي إلى عواقب أخلاقية خطيرة، كما كشفت الدراسة أيضاً أن صغار السن هم الفئة الأكثر تأثراً بالظاهر السلبية للشبكة، وأن التعرض للشبكة بكثرة يؤدي إلى التأثر ببعض الأفكار المخالفة للشريعة الإسلامية.

الدراسة الثالثة : لم تتعمق كثيراً في قضايا الإنترنت والظاهرة الإجرامية ولكنها سجلت نقاطاً مهمة من حيث أنها لمست في وقت مبكر (1998) بعض ملامح الظاهرة الأمنية على شبكة الإنترنت. ويسجل للباحث اللواء د. قدري الشهاوي في مقالته العلمية "المنظومة الأمنية والآثار السلبية والإيجابية لشبكة الإنترنت" ريادته في لفت انتباه الباحثين إلى القضايا الأمنية المرتبطة بشبكة الإنترنت، وتوضح الدراسة بشكل موجز إشارات مهمة إلى بعض الآثار الإيجابية لشبكة الإنترنت، وكذلك الآثار السلبية خاصة في مجال توظيف العصابات والإرهابيين لها، كما ألمح البحث إلى مظاهر استغلال الشبكة في مجال التجسس والجريمة المنظمة والدعاية السياسية.

الدراسة الرابعة: والقريبة الصلة من هذه الدراسة من ناحية التركيز على البعد الاتصالي للشبكة هي الدراسة التي قدمها الباحث الشهري، 1422) بعنوان "استخدامات شبكة الإنترنت في مجال الإعلام الأمني العربي "وتعد هذه الدراسة أول عمل علمي في مجال التطبيقات الإعلامية لشبكة الإنترنت في المجال الأمني. وقد أصَّلت الدراسة للجانب التطبيقي لشبكة الإنترنت www في مجال التوظيف الإعلامي للمواقع الأمنية على الشبكة، حيث استهدفت دراسة وتحليل المواقع التابعة لأجهزة الأمن العربية على شبكة الإنترنت. كما تطرقت إلى العديد من المحاذير، والتحديات الأمنية المصاحبة لانتشار الشبكة تحديداً، واستعرضت مجالات توظيف الإنترنت في مجال الإعلام الأمني، وفق طبيعتها الاتصالية، وخلصت الدراسة إلى اقتراح بعض القواعد العامة، لشكل، ومحتوى المواقع الإعلامية الأمنية، في ضوء المتاح من خدمات الإنترنت وأكدت الدراسة على أهمية الفصل بين الخدمات الأمنية لمواقع أجهزة الأمن والرسالة الإعلامية المناطة بهذه المواقع.

المبحث الثاني

الطبيعة الاتصالية لشبكة الإنترنت

ظهرت الإنترنت بشكل جماهيري في مختلف دول العالم بصورة غير مسبوقة، وفي زمن قياسي، وقد صاحبت هذه المرحلة السريعة للشبكة العديد من الأسئلة حول خصائصها الاتصالية، وتساءل الباحثون، وعلماء الاتصال عن طبيعة هذه الوسيلة الجديدة، وظهرت آراء تجادل في مدى إمكانية ضمها لوسائل الاتصال الجماهيري المعروفة كالتلفزيون والصحافة Morris & ogan.1996.

أما شبكة الإنترنت فلم تنتظر نتيجة هذا الجدل وواصلت طريقها منتشرة في كل مكان لتصل إلى ما يزيد 600 مليون إنسان مع بداية عام 2003م، وبذلك حققت في غضون عقد إلى ما يزيد عن 600 مليون إنسان مع بداية عام 2003م، وبذلك حققت في غضون عقد ونيف من الزمان ما لم تحققه أي وسيلة اتصال أخرى، من حيث عدد الجماهير التي وصلت إليهم في هذا الزمان القصير، مسجلة نفسها كوسيلة اتصال جماهيرية لا تقبل الشك stengel,2001 فبينما احتاج الراديو إلى 38 سنة للوصول إلى عدد 50 مليون إنسان في الولايات المتحدة، واحتاج التلفزيون إلى 13 سنة، وصلت الإنترنت إلى هذا العدد من الناس في غضون أربع سنوات Brides. 1998: Alshehri 2000.

وبهذا استحقت شبكة الإنترنت قيادة الثورة السادسة في مجال الاتصالات 1997، Fang كقناة معلومات عالمية حققت التكامل والاندماج التقني، بين العديد من وسائل الاتصال، وبحسب fang فإن تاريخ الاتصال مرَّ بست مراحل تطورية، ابتدأت الأولى باختراع الكتابة في اليونان في أوروبا في النصف الثاني من القرن الخامس عشر. ثم ابتدأت الثورة الثالثة بالتطور الذي حصل في صناعة الورق، وتكنولوجيا الآلات الطابعة، مما مكن وللمرة الأولى من الإنتاج الضخم Mass Production للصحف والمجلات. وقد ظهرت المرحلة الرابعة في نهاية القرن التاسع عشر مع ظهور التصوير بالكاميرا الفوتوغرافية، والتصوير المتحرك، أما التطور الخامس فكان ما أسماه fang البيت العضوي "كمركز للاتصالات" communication Toolshed Home، والذي ظهر في منتصف القرن العشرين، محولاً المنزل إلى مركز لاستقبال المعلومات وممارسة التسلية، وإجراء المكالمات الهاتفية، والبث عبر وسائل الاتصال. وتؤكد Strangelove 1994 بأن تكنولوجيا الإنترنت المفتوحة والمنتشرة هذه قدمت شكلاً جديداً بالكامل من أشكال التواصل البشري – والمشاركة الجماعية – في ما يسميه التواصل الجماهيري الثنائي الاتجاه غير الخاضع للرقابة.

ولعل أهم ما يميز شبكة الإنترنت هنا، أن الطريقة التي يحدث فيها الاتصال على الشبكة يختلف إلى حد ما عن الحال في وسائل الإعلام التقليدية، كالصحف، والراديو، والتلفاز، حيث تمتلك الإنترنت القدرة على نقل الرسائل من شخص واحد) إلى جماهير من المستقبلين، وهي غير الطريقة التي يستعملها الناس باستمرار، وبهذا فالإنترنت عبارة عن تكنولوجيا اتصالات مهجنة، يمكن عند استعمالها التحول من حالة الاتصال الجماهيري "إلى الاتصال بين أفراد أو اجماعات أو عمل اتصال "شخصي" محدود.

وفي ضوء هذا كله ربما يكون من الأولى للمهتمين بنظريات تفسير الانماط الاتصالية التي تستخدم فيها الإنترنت، وتؤثر على المستخدمين لمحتواها، أن يدركوا الطبيعة المميزة لهذه الأداة، والدور المتبادل لاستعمالاتها في نفس العملية الاتصالية. ورغم أنه لدى الشبكة المكونات الأربع الأساسية للاتصال، والتي تشتمل المرسل، والمستقبل، والرسالة، والوسيط، إلا أن المرسل في هذا السياق يختلف عما هو مألوف من حيث أنه قد يكون عبارة عن كمبيوتر يستخدم هوية آلية automated user ID وربما لا يحتاج إلى شخص ليقوم بتشغيله. وهكذا لم يعد المفهوم التقليدي لعناصر الاتصال، وطريقة عرض الرسالة، والتحكم في عملية الاتصال ينطبق تماماً على كثير من المواقف الاتصالية التي تكون الإنترنت أو إحدى تطبيقاتها جزءً منه.

وكما أشار Brand 1988 وفي وقت مبكر فإن الحال مع بث الشبكة يتبدل من "البث" broadcast إلى "الاصطياد" broad catch حيث المستهلك مستخدم الإنترنت يبحث بنشاط "الاصطياد" المعلومات التي يتم إطلاقها من جانب مجموعة أصحاب المصادر على الإنترنت. لذا يتضح أنه لم يعد من السهل تماماً في عصر الإنترنت تحديد ما هو الاتصال الجماهيري على حد راي server in & Tankard 1992 ويناقش الباحثان هذه الجدلية مبينين بأن الحدود بين الأشكال المختلفة من الاتصال الجماهيري لم تعد واضحة جداً وأن "نظريات الاتصال يجب أن تتطور أو تتم مراجعتها حتى هذا التغير. ويتفق في ذلك December 1996 الذي يحول الانتباه إلى الفرص الواسعة التي وفرها الإنترنت، ويطالب الباحثين بإعادة التفكير بالجدوى العملية من استخدام المفاهيم التقليدية لوسائل الإعلام لتوصيف طبيعة الاتصال على الإنترنت.

الخصائص الاتصالية لشبكة الإنترنت :

أحدثت التطبيقات الاتصالية المختلفة لشبكة الإنترنت تحولاً مهماً من الطرق التي يتصل بها الناس مع بعضهم، ووجد مستخدمو الشبكة من الأفراد، والحكومات، والمنظمات أنفسهم في قلب هذه الدوامة الإلكترونية، وجهاً لوجه مع عناصر اتصالية مثيرة، ومتغيرة فتحت للجميع المجال للتنقل بين عدد من المواقف، والخيارات الاتصالية، وتمكن المستخدم لأول مرة من أن يكون حراً إلى حد ما في تحكمه بالوسيلة، وطريقة تلقي الرسالة.

وبشكل مجمل يمكن تحديد أهم خصائص شبكة الإنترنت في الجانب الاتصالي على النحو التالي :

التفاعلية Interactivity :

ويعني بالتفاعلية قدرة شبكة الإنترنت عبر خدماتها التفاعلية على تقديم العديد من الأساليب التي تسمح بتبادل الاتصال بين مشرفي في المواقع، وزوارها، وبين الزوار، وبعضهم البعض. وأشهر هذه الطرق، وأكثرها شيوعاً تتم بواسطة استخدام البريد الإلكتروني. وهناك طرق أخرى مثل الحوار المباشر الدردشة) عبر تقنيات الصوت، والصورة، والنصوص، التي تسمح بتبادل الآراء في تزامن، وفورية عبر شبكة الإنترنت. ولعل توفر ميزة التفاعلية عبر الإنترنت قد دفع كثيرين من مستخدمي الإنترنت للمطالبة بالمزيد من توظيف هذه التقنية ومن ثم الإقبال عليها، وهو أمر لا يمكن أن يحدث في مكان آخر" . Williams & Nicholas 1999

الآنية الفورية Currency والتحديث Updating:

تبرز الآنية كواحدة من أهم مميزات شبكة الإنترنت، ونعني بها هنا القدرة على تقديم المعلومة بشكل فوري. وخاصية الآنية هذه لا يمكن الاستفادة منها بشكل كامل إلا باتباع آلية واضحة لتحديث المحتوى بسرعة دون التقيد بوقت معين لأن جمهور الشبكة عالمي يتوزع على مختلف المواقيت والبلدان. ومع هذا فإن هذه الفورية" "الآنية" تحدها بعض الصعوبات الفنية مشكلات الأجهزة والبرامج) إضافة إلى نقص الخبرات الفنية المؤهلة، وعدم خبرة بعض زوار المواقع في الاستفادة من كل خدمات الموقع.

الوسائط المتعددة Multi-Media:

جمعت شبكة الإنترنت – عبر تطبيقاتها المختلفة – إلى جانب النص والصورة الثابتة، إمكانية سماع ومشاهدة اللقطات الحية بشكل اندمجت Convergence فيه هذه التقنيات بشكل مذهل لتعطي الإنترنت واحدة من أهم ميزاتها الفريدة في دمج معظم الوسائط المتعددة وتقديمها عبر موقع واحد .

تعدد القنوات Multi – Channels :

يمكن بكل ثقة أن نسمي الإنترنت قناة القنوات، ووسيلة الوسائل حيث يستطيع متصفح الشبكة التنقل بين بلايين الصفحات([2]) وملايين المواقع، ومن ضمنها آلاف الصحف، ومئات الشبكات التلفزيونية والإذاعية وعدد كبير من مواقع الأخبار، والمعلومات، والترفيه، والتسوق.

النصوص الفائقة Hypertexts:

توفر ميزة links لمصممي مواقع الإنترنت، ربط الزوار إلى العديد من المواقع ذات الصلة، أو تحويلهم الملفات تفصيلية ضمن محتويات الموقع بكل إنسيابية. وهذه الميزة التي توفرها تقنية النصوص الفائقة hyperlinks تسهل على الزائر، ومصمم الموقع عدم الإغراق في التفاصيل في حدود مساحة الشاشة المتاحة، وفي الوقت ذاته تعين المتصفح على الانتقال – اختيارياً – إن رغب إلى الملفات التفصيلية التي قد تحوي ملفات نصوص وصورة أو لقطات فيديو.

التحكم Control :

وفرت الإنترنت لمستخدميها ميزة فريدة وهي خاصية التحكم إلى بعيد في خيارات الوسيلة وطريقة، ومكان، وزمان، استقبال الرسالة، وخاصية التحكم هذه تمتد أيضاً من حرية الاختيار بين عدد وفير من المواقع التي تقدم ذات الخدمة، إلى القدرة على التواصل مع كثير من هذه المواقع والخدمات دون الحاجة إلى طرف ثالث عدا بعض البرمجيات المستخدمة.

جدول (1)

بعض مظاهر المواقف الاتصالية عبر شبكة الإنترنت

المثال

التزامن

الموقف الاتصالي

الدردشة

متزامن

من شخص إلى آخر

موقع إنترنت

غير متزامن

إتصال باتجاه واحد

البريد الإلكتروني

غير متزامن

إتصال باتجاهين

مؤتمرات عبر الإنترنت

متزامن

من مجموعة إلى مجموعة

المبحث الثالث

الجريمة في عصر التقنية

يقول الدكتور Adam Graycar مدير المعهد الاسترالي لعلم الإجرام، بأن الجريمة تحتاج إلى أربعة عناصر رئيسية لتشجيع المجرم على ارتكابها وهي أولاً : دافع معين لارتكاب العمل، ثانياً: هدف ضحية مناسبة، ثالثاً: الفرصة المواتية، ورابعاً: غياب عيون الأمن. وبتطبيق هذه العناصر الأربع نجد أن التقنية الحديثة تسهل لذوي الدوافع الإجرامية الوصول إلى الأهداف الضحايا، وتمنح الفرص الكثيرة، وبحكم طبيعة جرائم التقنية فإن عيون الأمن لا ترى معظمها Graycar, 2001.

ولعل هذا ما يفسر ما تشير إليه التقارير الجنائية، والأمنية العالمية من ظهور موجات جديدة من الجرائم ذات الطبيعة التقنية، التي ميزت اتجاهات الجريمة في العصر الحديث أنظر شكل (1).

وفي ظل قلق أمني متزايد بشأن هذه الظاهرة بدأ الخبراء يسألون، ويتناقشون في البحوث ومن خلال المؤتمرات، و الندوات العالمية حول طبيعة جرائم المستقبل، وأوجه الشبه بينها وبين الجرائم التقليدية. ويمتد الجدل والنقاش إلى التساؤل عن مدى كفاية آليات مكافحة الجرائم الجديدة سواء من حيث التقنية العلمية المستخدمة، أو من حيث تأهيل العناصر البشرية القادرة على اكتشاف الجريمة ذات الطبيعة التقنية المعقدة، والتحقيق فيها. والقدرة على التعامل مع مختلف القرائن والأدلة الرقمية Digital evidence([3]) أحياناً، ناهيك عن قصور التشريعات الدولية والوطنية في معظم الدول.

ويرى Graycar بأن هناك العديد من العوامل التي ساعدت على انتشار الجرائم المستحدثة مستغلة الوضع العالمي المتغير من حيث المتغيرات الديموغرافية الهجرة، وطبيعة العلاقات الأسرية، والإصلاحات الاقتصادية، ومظاهر العولمة، والتقدم التقني.

والمشكلة التي تواجه مجتمعات اليوم – والأجهزة الأمنية تحديداً – أن الجريمة في مظهرها القديم لم تختلف بل زادت، وظهرت علاوة عليها أنماط من الجرائم المستحدثة زادت من حجم الضحايا والخسائر على كافة المستويات. وفي تحسب لهذه الظاهرة؛ وإدراكاً لحجم خطورتها يمكن الإشارة هنا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق "Clinton" طلب في يناري 2000م من الكونغرس تخصيص مبلغ 2 بليون دولار كميزانية لأمن الحاسبات وحدها.

المبحث الرابع

التحديات الأمنية المصاحبة لشبكة الإنترنت

وفقاً للمفهوم الحديث للأمن الذي يرى بأن هذا المدلول لا يقتصر على الجانب الجنائي الذي تقوم عليه الأجهزة الأمنية التنفيذية، يمكن أن نحدد العديد من التحديات الأمنية المصاحبة لشبكة الإنترنت. ولكن قبل هذا ربما يحق لنا القول بأن النظرة التقليدية لمفهوم الأمن الذي تختزله في الأجهزة الرسمية تخل بأهمية أدوار المؤسسات الاجتماعية الأخرى التي تقوم بمهام كبيرة ضمن مفهوم أرحب، ومنظمة متكاملة تندرج كلها تحت مفهوم الأمن الشامل الذي يشمل كافة الصور المختلفة التي تسهم مجتمعة في تحقيق الأمن في صورته المتكاملة للجميع.

ووفقاً لهذا المبدأ يمكن الإ شارة إلى مفاهيم مثل الأمن الاجتماعي، الذي تقوم به مؤسسات المجتمع كالأسرة، ومؤسسات التعليم، والمسجد، وكذلك الأمن الثقافي، والفكري، الذي تضطلع به وسائل الإعلام، وغيرها إضافة إلى ما تقوم به مؤسسات المجتمع المختلفة الشهري 1410. ولكن لبلورة الصورة بشكل أوضح نشير إلى أن شبكة الإنترنت أظهرت معها العديد من التحديات الجنائية، والأمنية التي أعاقت مسيرة الأمن الشامل الذي نعنيه، ومن أبرز هذه التحديات الأمنية العامة .

تحدي الأمن الوطني :

ظهرت شبكة الإنترنت بميزاتها الكثيرة عابرة للحدود الجغرافية، والثقافية، والسياسية، وحتى الدينية، وعلى منتديات الإنترنت، ومن خلال واقعها، وتطبيقاتها بات مفهوم السيادة الوطنية محل تساؤل. فعن طريق هذه الوسيلة بات ممكناً تنظيم الاجتماعات بين المجموعات الإجرامية لتنسيق المواقف، وتبادل المعلومات، والخدمات. كما بات ممكناً مع الإنترنت تزايد حالات الاختراق للأمن الوطني مثل قضايا التجسس المعلوماتي والاقتصادي، وتهديد الكثير من مقومات الأمن الوطني عن طريق بث الشائعات، والأخبار المكذوبة، لإحداث البلبلة بين أفراد المجتمع.

التحدي الفكري والثقافي :

عبر الإنترنت تتابع الهجمات الثقافية، والحضارية التي قد تزعزع الأمن الفكري، والعقدي للشعوب المغلوبة على أمرها، وتنشر عبرها القوى الغالبة فكرها، ولغتها، وقيمها. الشهري، 1422 وقد ظهر في أدبيات بعض المربين، والباحثين منذ بدايات الشبكة إشارات القدهي، 1423 للتحذير من الغزو الفكري المركز الذي يسقبله الجيل العربي المسلم مما قد يجعله عرضة للهزيمة الفكرية، وبالتالي تهتز قناعاته الفكرية، وهذا بدوره يضاعف الجهد، والتبعات على مؤسسات المجتمع الأخرى.

التحدي العلمي والحضاري :

الإنترنت شبكة علمية ومعلوماتية، تعتمد على تقنية فائقة الدقة، والكفاءة تمثل المنجز الحضاري لمختلف شعوب الأرض، سوا في مجال هندسة عتاد الشبكة أو المساهمة في تقنياتها، أو في مجال المساهمة في المحتوى المطروح أمام ملايين المستخدمين حول العالم، وفي هذا المنتدى العلمي تتجلى أهمية إظهار المساهمة الإسلامية، والعربية بصورة ناصعة تعلي من شأن الشخصية المسلمة وتضع للأمة بصماتها وفي مضمار التحدي الحضاري بين أمم الأرض. والمتأمل في تواضع المساهمة العربية الإسلامية على الشكبة، يجد كم هو كبر هذا التحدي العلمي، والحضاري، الذي سيؤثر على صورة الحضارة العربية، وعلى شخصية الإنسان العربي، وعلى نظرة المجتمعات الأخرى للدور التاريخي للإنسان العربي في هذه المنجزات البشرية المتقدمة.

التحدي الأمني الجنائي :

موضوع هذا البحث إجمالاً هو التحدي الأمني، الذي وضعته الشبكة أمام المخططين العربي ولكن في مجال التحدي الأمني الجنائي، يمكن للأجهزة الأمنية العربية أن تستبق الأحداث عبر التخطيط الدقيق، والمدروس، وذلك بتوظيف إيجابيات الشبكة، والتقليل من آثارها السلبية.

وما من شك أنه مع انتشار وسائل التقنية الحديثة بات التحدي المطروح اليوم على شكل سؤال ربما يردده بعض العاملين في أجهزة الأمن وهو هل بدأ فعلاً عصر الجريمة الذكية غير العنيفة خاصة مع مؤشرات تراجع استخدام بعض المجرمين للوسائل ذات الطابع المسلح، أو العنيف، وتنامي توظيف التقنية الخاصة فيما يختص بجرائم الأموال؟ ولم يقتصر القلق على الأجهزة الرسمية المعنية بمتابعة الجرائم التي ظهرت مع مستحدثات التقنية ، حيث تزايد القلق ليشمل الجميع.

وربما يحسن في هذه المرحلة النظر عند تقييم هذه القضايا من زاوية أن ما نشاهده – اليوم – في مسرح الجريمة التقنية ما هو إلا عبء جديد يضاف إلى كاهل مؤسسات الأمن. وربما يصح هذا الزعم إذا علمان أن انماطاً إجرامية جديدة تمارس إلكترونياً عن طريق وسائط التقنية الحديثة، مدفوعة بإغراء الاتجاه العالمي بتحويل بعض الأنظمة المالية حتى على المستوى الجماهيري إلى أنظمة الدفع الإلكتروني .

وهكذا مع اختفاء المبالغ الكبيرة، من كثير من مظاهر التعاملات اليومية، وحلول الأنظمة المالية الذكية وبطاقات الائتمان محل النقد في كثير من التعاملات ضمن انشطة التجارة الإلكترونية، ويتوقع مركز e-marketer المتخصص في دراسات الإنترنت أن يتجاوز حجم التجارة الإلكترونية فميا بين الشركات B2B 1.4 تريليون دولار بنهاية عام 2003 marketer.com وهذا النشاط الضخم سيجلب معه تحديات أمنية جديدة تتطلب من أجهزة الأمن الاستعداد والتخطيط.

خصائص جرائم الإنترنت :

قديماً عرف الماوردي في كتابه النفيس "الأحكام السلطانية : الجريمة بأنها "محظورات شرعية زجر الله عنها بحد أو تعزيز"، وحتى اليوم لا زال هذا التوصيف صالحاً ليشمل جرائم الإنترنت لأنها في كينونتها أفعال تستهدف انتهاك محظورات، ولكن وفق أساليب جديدة. ولكن يمكننا أن نضيف ونقول بأن جريمة ا لإنترنت هي "تلك الجريمة التي تكون شبكة الإنترنت، أو إحدى تطبيقاتها وسيلة لها، أو تكون الشبكة أو إحدى عناصرها ومكوناتها ضحية مستهدفة من قبل الفاعل أو الفاعلين" ومن هنا يمكن التفريق بين جرائم الإنترنت عامة، وجرائم الحاسب خاصة حيث أن جريمة الحاسب سواء كان وسيلة أو ضحية يمكن أن تتم دون الحاجة إلى الارتباط بشبكة الإنترنت مثل توظيف الحاسبات وملحقاتها في جرائم التزييف، والتزوير، أو سرقة المعلومات، وتدميها، أو سرقة الأجهزة، والبرامج، أما جريمة الإنترنت فشرطها الرئيسي وجود جهاز الحاسب لإتمام أركانها. وبشكل عام فإن خصائص الجريمة مهما اختلف نمطها تكاد تكون متشابهة، من حيث وجود الدافع، وقيام مجرم بفعل غير شرعي، ينتج عنه الإضرار المادية أو المعنوية بضحية أو هدف أنظر المناعسة والزعبي، 2001.

ومع انتشار التقنيات الحديثة ظهرت موجة جديدة من الجرائم غاية في التشابه، والتعقيد، تطلبت تعاطياً مهنياً، أمنياً، على نفس درجة التحدي. وحتى يمكن وضع تصور عام للبيئة الإجرامية التي تتم فيها جريمة الحاسبات، والإنترنت، نجد أن من الضروري تحليل خصائص هذا النمط من الجرائم التي يتضح أنها تتم وفق ظروف موضوعية مختلفة تتمثل في الآتي:

· ضعف سبل المقاومة ضعف الإعداد الفني والبشري.

· صعوبة وضعف وسائل التحقيق الروتين، وعدم أجهزة الأمن، ويصعب عملية التدريب.

· التكلفة العالية لأساليب المكافحة الأجهزة، والتعليم والتدريب.

· التقنية، واستخداماتها السلبية أسرع من التشريعات.

· مخترعات، ووسائل المكافحة غالباً ما تأتي متأخرة الفعل ورد الفعل.

· تدني مستوى الوعي الإداري، والاجتماعي بخطورة المشكلة.

· قلة الاستثمار في مجالات البحث العلمي للمساهمة في مكافحة جرائم التقنية.

وفي ضوء ذلك كله يمكن تمييز بعض الخصائص الرئيسة للجريمة على شبكة الإنترنت منها:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
دراسة وصفية تأصيلية للظاهرة الإجرامية على شبكة الإنترنت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تداول المعلومات داخل المجتمعات الإفتراضية على شبكة الانترنت، شبكات التواصل الإجتماعي نموذجا. دراسة استكشافية، وصفية تحليلية على عينة من مستخدمي الفايسبوك جامعة الجزائر
» قياسات الرأي العام على شبكة الإنترنت: قواعد تصميم الإستمارة الألكترونية للجمهور المصري - دراسة ميدانية
» مجموعة من مخلصات الدراسات عن الانترنت
» دراسات سابقة حول الانترنت
»  الإعلام العربي في شبكة الانترنت دراسة تحليلية تقويمية لعينة من مواقع وسائل الإعلام العربية علي شبكة الانترنت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: