التنشئة الاجتماعية: Socialization
" لقد استخدم مفهوم التنشئة الاجتماعية Socialization فى العلوم الإنسانية للدلالة على العمليات التى يكتسب بواسطتها الفرد المعرفة والمهارات والإمكانيات التى تجعله بصورة عامة عضواً قادراً على ممارسة دور مناسب فى مجتمعه" ( )."وتبدأ هذه العملية منذ ولادة الطفل ، فهو في مراحل حياته الأولي لا يعدو أن يكون كتلة من الغرائز والاستعدادات ، تتولاه الأسرة بالترويض ليكون كائناً اجتماعياً ومواطناً فاضلاً ، فتعلمه لغة الجماعة وعاداتها وعرفها وتقاليدها ، وتكمل الجماعات الأخري مثل : دور الحضانة ، والروضة ، والمدرسة ، والجمعيات والهيئات والجامعات ... وظيفة الأسرة في تنشئة الأفراد( ).
و " علي الرغم من أن الاهتمام بدراسة ما أصطلح علي تسميته ( بالتنشئة ) ليس وليد الفكر الحديث ـ فقد أهتم أفلاطون وأرسطو ومفكرو العلوم الاجتماعية من بعدهما بموضوعات نستطيع أن ندرجها تحت موضوع التنشئة بالمعني الحديث ـ إلا أن استخدام المصطلح Socialization، بالمعني المتداول في العلوم الاجتماعية الآن يرجع إلي نهاية العقد الثالث و بداية العقد الرابع من القرن العشرين ، ففي عام 1940 م ، أستخدم كل من ( أوجبرن ) و(نيمكوف ) مصطلح التنشئة في كتابهما ( علم الاجتماع ) . وزاد تداول الكلمة وبدأت تشق طريقها من خلال بحوث ومؤلفات علماء النفس والاجتماع والسياسة " ( ). والإنثربولوجيا والتربية .
و " يعتبر مفهوم التنشئة الاجتماعية من المفاهيم التي لا يمكن تحديده بدقة ، ولكن يمكن النظر إليه كغاية يسعى كل مجتمع تحقيقها لدى كل فرد ينتمي إلى هذا المجتمع. فكلمة التنشئة قد تدل على التربية الشاملة والتكوين وتمكن الفرد من استدماج (Integration) أنماط سلوكية وعادات ومعايير ودلالات وقيم ، عندما يقيم العلاقة بين فئة من الفاعلين من جهة ومجموعة من الأفعال من جهة ثانية. أما الاجتماعية فهي إعطاء الصبغة الاجتماعية للتنشئة وبالتالي أن تنطلق من المجتمع وتعود لخدمته مرة أخرى ، ولهذا يمكن القول أن التنشئة الاجتماعية بمثابة مشروع اجتماعي تهيمن عليه مجموعة من القيم والمعايير والنظم ، والهدف منه خلق علاقات بين الأفراد المكونة للمجتمع لتسهيل دمجها داخل هذا المجتمع" (نت).
أولاً : التنشئة الاجتماعية لغة :
التنشئة الاجتماعية في اللغة الإنجليزية socialization ، وفي اللغة الفرنسية socialisation()، كما أمكن العلماء من تحديد مصطلح عربي مقابل لها والمتمثل في مصطلح " الجتمعة " ولكنه قليل الاستعمال والتداول() ، و جاء في لسان العرب لابن منظور كلمة التنشئة من الفعل نشأ، ينشأ ،نشوءا ونشاءا بمعنى ربا وشب، ونشأت في بني فلان نشئاً ونشوءاً شببت فيهم . ونشئ وأنشئَ ، بمعني وقرئَ : " أو من ينشأ في الحلية " . وقيل الناشئ فويق المحتلم ، وقيل : هو الحدث الذي جاوز حد الصغر ( )، وهي معاني تتضمن النمو والحياة وممارسة بعض الحركات والعمليات التربوية التي تعمل في مجموعها على جعل الصغير ينمو ويكبر (نت).
ثانياً : التعريف الاصطلاحي للتنشئة الاجتماعية :
لقد تنوعت واختلفت دراسة التنشئة الاجتماعية حسب دارسيها من علماء النفس واجتماع وعلماء النفس الاجتماعي والأنثروبولوجيا ...الخ ، الأمر الذي أدى إلى ظهور اتجاهات عدة لكل منها رؤية ومنظور خاص لمفهوم التنشئة الاجتماعية.
1- الاتجاه الأول : التعريف النفسي للتنشئة الاجتماعية:
يؤكد أنصار هذا الاتجاه من علماء النفس على أن شخصية الفرد تتكون وتتشكل في السنوات الأولى فقط من حياته أما ما يتعرض له الفرد فيما بعد من تأثيرات فإنها تبقى ثانوية بالنسبة لما يكون قد تعرض له في مرحلة الطفولة، فعناصر شخصية الفرد تعود إلى المرحلة الطفولة وما يتعرض له الفرد من خبرات إيجابية أو سلبية (نت).
ولقد عرف علماء النفس مفهوم التنشئة الاجتماعية بأنها: " العملية التي يستطيع بمقتضاها الأفراد المنشئين اجتماعيا عن كبح نزواتهم وتنظيمها وفق متطلبات المجتمع ونظامه الاجتماعي السائد ويكون سلوكهم هذا مناقضا لسلوك الأفراد غير المنشئين اجتماعيا، والذين تؤدي أنانيتهم في إشباع نزواتهم للإضرار بالآخرين وبسلامة المجتمع"( ).
وفي هذا الاتجاه يذهب مواري " (Murray): في تعريفه للتنشئة الاجتماعية بإنها"العملية التي يتم من خلالها التوفيق بين دوافع الفرد الخاصة و بين مطالب واهتمامات الآخرين و التي تكون متمثلة في البناء الثقافي الذي يتعرض له الفرد.
وفي نفس الاتجاه يذهب دافيد ريد( D.Ride) إلي أن " التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتم بواسطتها إعداد الأفراد و تعويدهم على قواعد التصرف و السلوك داخل المجتمع() .
- ويرى نيكومب Newcomb بأن التنشئة الاجتماعية هي:« تعلم الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي للمعايير والأدوار والاتجاهات، وهي عملية نمو فالفرد يتحول من مركزه حول ذاته إلي فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية »
- و يعرف محمد النجيحي: " التنشئة هي عملية تشكيل وإعداد أفراد في مجتمع معين، وفي زمان ومكان معين حتى يستطيعوا أن يكتسبوا المهارات و القيم و الاتجاهات و أنماط السلوك المختلفة التي تيسر لهم عملية التعامل مع البيئة الاجتماعية والبيئة المادية التي ينشئون فيها".
- يعرفها السيد عثمان بأنها:« عملية تعلم قائمة على تعديل أو تغير في السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة خاصة ما يتعلق بالسلوك الاجتماعي لدى الإنسان ».
من خلال العرض السابق للتعاريف التي تناولت التنشئة الاجتماعية من خلال الاتجاه النفسي نجد أنه يهتم بالفرد ودوافعه وميوله واتجاهاته والنمو الاجتماعي والنفسي والمعرفي والعقلي . ويركز هذا الاتجاه أيضاً على أهمية كل من الدوافع والتوافق ودلالة التصورات وفق ما يتطلبه المجتمع والبيئة الاجتماعية والتي من خلالها يتعلم الفرد أن يوازن بين رغباته ومطالب واهتمامات الآخرين.
2- الاتجاه الثاني : مفهوم التنشئة من الإطار الاجتماعي والنفسي:-
يذهب أصحاب هذا الاتجاه إلى أن التنشئة الاجتماعية عبارة عن عملية تفاعل بين الفرد وأعضاء مجتمعه حيث تستمر هذه العملية باستمرار حياة الفرد, حتى يستطيع مسايرة جماعته والتوافق معها . وفي هذا الاتجاه ، يعرف علماء النفس الاجتماعي التنشئة الاجتماعية بأنها " تلك العملية التي يكتسب الفرد من خلالها أنماطا معينة من الخبرات و السلوك الاجتماعي الملائم (معرفة، قيم، مهارات اجتماعية) أثناء تفاعله مع الآخرين، بهدف جعل الشخصية المعيارية التي يرتضيها المجتمع هي الشخصية الأكثر شيوعا فيه، أي إنها كما يشير سلامة، و عبد الغفار تلك العملية التي يتحول بموجبها الفرد من كائن بيولوجي يعتمد على غيره متمركز حول ذاته لا يهدف في حياته إلا إشباع حاجاته الفسيولوجية إلى كائن اجتماعي ناضج يدرك معنى المسئولية، وكيف يتحملها، ويعرف معنى الاستقلال، و إقامة علاقات متوازنة، ومتوافقة مع الآخرين"( ).
و يذهب فؤاد السيد إلي أن التنشئة الاجتماعية هي "العمليات التي يصبح بها الفرد مراعياً ومستجيباً للمؤثرات الاجتماعية, وما تشتمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط, وما تفرضه من واجبات على الفرد, حتى يتعلم كيف يعيش مع الآخرين, ويسلك معهم مسلكهم في الحياة "(نت)
وفي نفس الاتجاه يتفق "عبد الرحمن العيسوي" مع التعريف السابق ويري أن التنشئة الاجتماعية " هي العملية التي يكتسب الطفل بموجبها الحساسية للمثيرات الاجتماعية كالضغوط الناتجة عن حياة الجماعة والتزاماتها وتعلم الطفل كيفية التعامل والتفاهم مع الآخرين وأن يسلك مثلهم. فهي العملية التي يصبح الطفل بموجبها كائناً اجتماعياً( ).
ويذهب كلا من " سيطو "Citau و " بيطريان "Bitrian في تعريفهم إلي أن :" التنشئة الاجتماعية هي مختلف تجارب التعلم الاجتماعي و التي من خلالها يعبر الطفل تدريجيا ، مراحل نمو الشخصي . فهو يتعلم كيف يندمج مع عالمه الأٍسري و استدخال المعطيات الأولى عن الأخلاق والثقافة،و التعرف على معايير و قيم المجتمع الذي يعيش فيه ، أي التصرف وفق الأطر التي تفرضها التربية التي يتحصل عليها حتى يصبح عضوا كامل العضوية في الجماعة الاجتماعية ".(نت)
في حين يذهب حامد زهران إلى أن التنشئة الاجتماعية " عملية تعلم وتعليم وتربية, تقوم على التفاعل الاجتماعي , وتهدف إلى اكتساب الفرد –طفلاً فمراهقاً فشيخاً –سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لادوار اجتماعية معينة, تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق معها, وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية ".( )
وفي قاموس الانثروبولوجيا يعرف شاكر مصطفي التنشئة الاجتماعية من خلال الاتجاه النفسي الاجتماعي بأنها تعني "عملية اجتماعية نفسية تتقوم بها نفسية الفرد وتتطور بالتعليم في العائلة وخارجها ، وبوسائل الضبط الاجتماعي ، كي يتواءم الفرد مع حضارته ، ويصبح قادراً علي العيش في مجتمعه ، وعلي تطبيق نظمه ، والتفاعل مع أفراده"( ).
- تعريف كلاوسن Clausen :" التنشئة هي عملية التفاعل المتصل بين الفرد والآخرين الذين يؤثرون فيه و يؤثر فيهم".
- تعريف مصطفى زيدان :" تعمل التنشئة الاجتماعية على استمرار ثقافة المجتمع ، بما توفره من أنماط اجتماعية عامة مقبولة يستجيب الأفراد في ضوئها لحاجاتهم البيولوجية والاجتماعية ، فتعمل على إشباع حاجاتهم وهي تنتقل من جيل إلى جيل في المجتمع ، وتتراكم نتيجة هذا الانتقال ، و يكتسبها الفرد في سياق نموه وسط الجماعة "
- تعريف مختار حمزة : " التنشئة الاجتماعية هي عملية تعلم و تعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي و تهدف إلى اكتساب الفرد سلوك ومعايير و اتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة و تيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية و هي عملية دينامية تتضمن التفاعل و التغير .
أوهي العملية الأساسية التي يصبح الفرد عن طريقها مندمجا في حياة جماعة اجتماعية من خلال تعلم ثقافتها، ومعرفة دورها، وطبقاً لهذا التصور تكون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة( )،
إن هذه التعاريف تجعلنا نستنتج أن مفاهيم التنشئة الاجتماعية من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي ، نجد أنها تستخدم للدلالة علي تلك العملية التي يكتسب الطفل بموجبها العادات والقيم والمعايير والمفاهيم الخاصة بالجماعة ، كما أنها تركز على التعلم الاجتماعي وتجاربه في مختلف مراحل الحياة ، حيث يستدخل الفرد القيم والأخلاق ؛ ويتعرف على المعايير ، ويتصرف وفق الأطر التي يفرضها المجتمع ، ومن جهة أخرى، فإن تعريف التنشئة الاجتماعية من هذا المنظور تحاول أن تشرك الفرد في عملية التفاعل والاتصال ولعب الأدوار وسط محيطه الاجتماعي(نت) والتي من خلالها يعتمد علي نفسه في إشباع حاجاته الفسيولوجية ، وبالتالي يدرك معني المسئولية ، وكيف يتحملها؟ لكي يتوافق في حياته مع الآخرين، هذا يعني أنها عملية التشكيل الاجتماعي للشخصية الإنسانية ( ).
3- الاتجاه الأنثروبولوجي :
يرى العلماء في الاتجاه الأنثروبولوجي أنه من أهم خصائص المجتمعات الإنسانية قدرتها على حفظ الثقافة ونقلها من جيل لآخر عن طريق التنشئة الاجتماعية التي تعتبر الوعاء الأول الذي من خلالها يستطيع المجتمع الحفاظ على ثقافته(نت). حيث عرفها Parsons على أنها " عملية تعلم تقوم على المحاكاة والتوحد مع الأنماط العقلية والعاطفية والأخلاقية لدى الطفل والراشد, وتهدف إلى إدماج عناصر الثقافة في نسق الشخصية, وهذه العملية مستمرة بقدر اتساع دائرة التفاعل"(نت).
ويرى محمد سعيد فرح من خلال هذا الاتجاه التنشئة الاجتماعية بأنها " عملية تهدف إلى إدماج عناصر الثقافة في نسق الشخصية وهي مستمرة ، تبدأ من الميلاد داخل الأسرة وتستمر في المدرسة وتتأثر بجماعات الرفاق ونسق المهنة ومن ثم تستمر عملية التنشئة بأتساع دائرة التفاعل وهي تسعى لتحقيق التكامل والتوحد مع العناصر الثقافية والاجتماعية" ( ).
وقد عرفها عبد المنعم شوقي على أنها " العملية التي يتم بواسطتها انتقال الثقافة من جيل إلى جيل, وهي الطريقة التي يتم بها تشكيل الأطفال منذ طفولتهم حتى يمكنهم المعيشة في مجتمع ذي ثقافة معينة , ويدخل في ذلك ما يلقنه الآباء والمدرسة والمجتمع للأفراد من لغة ودين وعادات وتقاليد, وقيم ومهارات ومعلومات" .
وتري هدى قناوى: أن التنشئة الاجتماعي "هي عملية إستدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية ، فهي تدل على العمليات التي يتشرب بها الأنماط السلوكية التي تميز ثقافة مجتمعه عن ثقافة المجتمعات الأخرى".
ويرى بعض علماء الأنثروبولوجيا مثل فرانز بواس(Franz Boas) و روث بنيدكت(Ruth Benedict) و مرجريت ميد(Margaret Mead) أنه ليس هناك عمليات تعلم لنقل الثقافة إلى الفرد، فالطفل يكتسب ثقافة المجتمع بشكل تلقائي من خلال أساليب الثواب والعقاب التي يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة ( ).
إذن التنشئة الاجتماعية عند الإنثروبولوجيين عملية امتصاص من طرف الطفل لثقافة المجتمع الذي يحيا فيه، فالفرد يكتسب ثقافة مجتمعه من خلال المواقف الاجتماعية المختلفة التي يتعرض لها أثناء الطفولة وهذه المواقف تختلف من مجتمع لآخر باختلاف الثقافة السائدة كما أن أساليب التنشئة تختلف باختلاف الثقافات، وثقافة المجتمع هي التي تحدد أساليب التنشئة الاجتماعية المتبعة. كما يرى البعض أن إستدماج الطفل لثقافة المجتمع هو العنصر الأساسي للتنشئة الاجتماعية ونجد تالكوت و شليز يذهبان إلى أن العنصر الأساسي من الثقافة هو قيم المجتمع.
الاتجاه الثالث: التعريف السوسيولوجي للتنشئة الاجتماعية :
يذهب علماء الاجتماع في تعريفهم لمفهوم التنشئة الاجتماعية إلى الاهتمام بالنظم الاجتماعية والتي من شأنها أن تحول الإنسان تلك المادة العضوية إلى فرد اجتماعي قادر على التفاعل والاندماج بيسر مع أفراد المجتمع ،فالتنشئة الاجتماعية حسب المفهوم الاجتماعي ما هي إلا " تدريب الأفراد على أدوارهم المستقبلية ، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وتلقنهم للقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد والعرف السائد في المجتمع لتحقيق التوافق بين الأفراد وبين المعايير والقوانين الاجتماعية، مما يؤدي إلى خلق نوع من التضامن والتماسك في المجتمع" ( ). ولقد عرفها فيليب ماير filipmayer بأنها " عملية يقصد بها طبع المهارات والاتجاهات الضرورية التي تساعد على أداء الأدوار الاجتماعية في المواقف المختلفة."
ويقول أبو النيل أن " التنشئة الاجتماعية تشمل كافة الأساليب التي يتلقاها الفرد من الأسرة خاصة الوالدين والمحيطين به من أجل بناء شخصية نامية متوافقة جسميا ونفسيا واجتماعيا وذلك في مواقف كثيرة منها اللعب والغذاء والتعاون والتنافس والصراع مع الآخرين في كافة مواقف الحياة ...."
وفي هذا الاتجاه يعرف KingslyoD. التنشئة الاجتماعية بأنها" العملية التي يتحول عن طريقها الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي ويصبح عضواً في المجتمع".(نت)
و يرى إلكن Elkin أن التنشئة الاجتماعية من الجانب الاجتماعي لا تركز على نماذج الفرد والعمليات الفردية، فهي العملية التي بواسطتها يتعلم فرد ما طرائق مجتمع أو جماعة حتى يستطيع أن يتعامل معها وهي تتضمن تعلم واستيعاب أنماط السلوك والقيم والمشاعر المناسبة لهذا المجتمع أو الجماعة( الكندري) .
ويعرفها ( Booth, T.1975)على أنها "العملية التي يتعلم عن طريقها شخص ما الطرق السائدة في مجتمعه أو جماعته,ليصبح قادراً على أداء وظائفه داخل المجتمع".
كما يعرفها( Serge D. & Ralph .W.1979)على أنها" عملية التعليم التي عن طريقها يكتسب الفرد المعايير, والقيم, والمهارات,الضرورية للتصرف على نحو ملائم في المجتمع ".
وفي موسته يعرف " جوردون مارشال" التنشئة الاجتماعية بأنها " هي العملية التي من خلالها نتعلم كيف نصبح أعضاء في المجتمع من خلال استدماج معايير وقيم المجتمع من ناحية ، أو تعلم كيفية أداء أدوارنا الاجتماعية ( دور العامل ، الصديق ، المواطن ... إلخ) من ناحية أخري( ).
شارلوت سيمور : عملية تعلم اللفرد لكي يصبح عضواً في المجتمع ، بما ينطوي عليه ذلك من تعليم رسمي أو غير رسمي عبر الأدوار الاجتماعية( ).
إن التنشئة الاجتماعية بهذا المفهوم تعني عملية تعليم الفرد منذ نعومة أظافره عادات وأعراف وتقاليد المجتمع أو الجماعة التي يحيا بداخلها حتى يستطيع التكيف مع أفرادها من خلال ممارسته لأنماط من المعايير والقيم المقبولة اجتماعيا والتي تجعل الفرد فاعلا اجتماعيا داخل أسرته ومجتمعه، وهي تحدث من خلال وجود التفاعل بين الأفراد، هذا التفاعل الذي يعتبر جوهر العملية التنشيئية . "
يهتم هذا الاتجاه بتعريف التنشئة الاجتماعية بالطرق التي من خلالها يتعلم الفرد عادات وثقافة المجتمع، ويصبح عضواً فعالاً فيها، كما إن التعاريف الاجتماعية للتنشئة الاجتماعية تحاول أن تعطي بعدا كبيرا وأهمية بالغة للبناء الاجتماعي ونسقه ، والتي يجب على الفرد الامتثال لها حتى يتمكن من المحافظة عليه وتمريره للأجيال اللاحقة . و يرى أصحاب هذا الاتجاه أن التنشئة الاجتماعية عملية يتعلم من خلالها الفرد المعارف والمهارات التي تمكنه من المشاركة في المجتمع.
ونلاحظ من هذه التعاريف أن عملية التنشئة الاجتماعية عملية يتم فيها إخضاع الفرد لقيم المجتمع ، كما يعبر عن ذلك مردوك بقوله"إن الوليد البشري يجب أن يكتسب قدرا هائلا من المعارف والمهارات التقليدية, ويجب أن يتعلم إخضاع نزعاته الغريزية للنظم والقواعد التي حددتها ثقافته, وذلك قبل أن يتبوأ مكانة عضو بالغ في مجتمعه أو أن يفرض مكانته بوصفه عضوا بالغا (نت).
إذن يمكن أن نصل أخيراً إلى اعتبار التنشئة الاجتماعية على أنها عملية الاكتساب والتلقين والتشكيل والتغير التي يتعرض لها الطفل في تفاعله مع الأفراد والجماعات وصولا به إلى مكانته التي تليق به في المجتمع بقيمه واتجاهاته وعاداته وتقاليده، وهي تلك العملية التي يتم فيها التفاعل الاجتماعي وتتيح للفرد اكتساب شخصيته الاجتماعية التي تعكس ثقافة مجتمعه، وهي تتضمن عملية اكتساب الفرد لثقافة المجتمع الواسعة ، وفي مقدمتها اللغة والدين والعادات والتقاليد وبعض القيم "التسامح والتعاون…".
ويرى (Everett ,R.1972) " أن التنشئة الاجتماعية هي" العملية التي تنمو بواسطتها شخصية الفرد ,عن طريق نقل الثقافة إليه, وتستمر هذه العملية خلال حياة الفرد",
-تعريف كلود دبار(Claude Dubar):"التنشئة الاجتماعية هي سيرورة متقطعة،غير مستمرة من البناء الجماعي للسلوكات الاجتماعية".
- تعريف فؤاد البهي السيد :" التنشئة الاجتماعية هي من أهم الوسائل التي يحافظ بها المجتمع على خصائصه ، و على استمرار هذه الخصائص عبر الأجيال ".
لقد استخدم مفهوم التنشئة الاجتماعية Socialization فى العلوم الإنسانية للدلالة على العمليات التى يكتسب بواسطتها الفرد المعرفة والمهارات والإمكانيات التى تجعله بصورة عامة عضواً قادراً على ممارسة دور مناسب فى مجتمعه( ).
وتقتصر هذه العملية على ذلك الجانب منها الذى يتم داخل الأسرة وبالذات فى مرحلة الطفولة، ففى هذه المرحلة يكتسب الفرد (الكائن البيولوجى) شخصيته الاجتماعية، ويتحول من ثم إلى كائن اجتماعى( ).
ويعرفها البعض بأنها العمليات الاجتماعية التى يطور من خلالها الأطفال وعياً بالمعايير والقيم الاجتماعية، ويكونون إحساساً متميزاً بالذات وعلى الرغم من أن عملية التنشئة الاجتماعية تكتسب أهمية خاصة خلال الأطوار الأولى للطفولة المبكرة ومرحلة الطفولة المتأخرة، إلا أنها تتواصل بدرجة ما على مدار الحياة، وليس هناك كائنات بشرية معصومة من ردود أفعال الآخرين المحيطين بهم وتدفعهم ردود الأفعال إلى التعديل من سلوكهم فى كافة مراحل دورة الحياة( ).
نستخلص من التعاريف المختلفة لمفهوم التنشئة الاجتماعية أنها تتركز على ثلاث جوانب :
يتمثل الجانب الأول على أن التنشئة عملية تقتصر على مرحلة الطفولة، وأن كل ما يتعرض له الفرد من خبرات ومواقف يبقى راسخا في شخصيته طوال حياته كما أنها تعمل على التوفيق بين دافع الفرد وغرائزه وبين قيم المجتمع ليحدث التكيف.
يتمثل الجانب الثاني في كون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة طوال الحياة، يتحول الفرد من خلالها من كائن بيولوجي إلى فرد اجتماعي عن طريق التفاعل الاجتماعي ( التأثير والتأثر ) ليستطيع التكيف والاندماج بكل يسر مع أفراد المجتمع، كما يتعلم الفرد الأدوار المناسبة ويستطيع من خلال التنشئة الاجتماعية فهم توقعات الآخرين والارتباط بالجماعة التي ينتمي إليها .
أما الجانب الثالث والأخير فيوضح أنه كنتيجة للتنشئة الاجتماعية تصبح عناصر البناء الاجتماعي والثقافي جزءا مندمجا في بنية شخصية الفرد ، فالتنشئة هي إستدماج لثقافة المجتمع في شخصية الفرد ليصبح عضوا نافعا داخل جماعاته.
من خلال هذه الجوانب يمكننا القول أن التنشئة الاجتماعية عبارة عن تكامل بين هذه الجوانب الثلاثة ،إذ لا نستطيع التحدث عن جانب دون الإشارة إلى الجانب الآخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فالتنشئة مزيج بين ما هو نفسي واجتماعي وأنثر وبولوجي ...الخ. ويمكننا أن نعتمد على هذا التمازج أو التكامل في وضع تعريف إجرائي لمفهوم التنشئة الاجتماعية.
هناك تعريفات متعددة لمفهوم التنشئة الاجتماعية
ويرى "زاندن" J.W.V. Zanden أنه يمكن تعريف التنشئة الاجتماعية بأنها "عملية التفاعل الاجتماعى التى تستمر طيلة حياة الفرد، والتى عن طريقها نكتسب المعرفة، والاتجاهات،والقيم،وأنماط السلوك الجوهرية بالنسبة للمشاركة الفعالة فى المجتمع ( ).
كما يعرف "فيلبس B. Philips" التنشئة الاجتماعية بأنها "العملية التى عن طريقها ينمى الفرد بناء الشخصية، وتنتقل الثقافة من جيل إلى آخر ( ) . ( )
وبالإضافة إلى هذه التعريفات السابقة لعملية التنشئة الاجتماعية، يمكن أن نصف هذه العملية فى عبارة موجزة فنقول: هى عملية اجتماعية أساسية تعمل على تكامل الفرد فى جماعة اجتماعية معينة، وذلك عن طريق اكتساب هذا الفرد ثقافة الجماعة، ودوراً يؤديه فى هذه الجماعة. ولو اعتبرنا هذه العملية ممتدة طول عمر الفرد، فإن أهم مراحل تلك العملية وأكثرها خطورة هى تلك التى تتم فى مرحلة الطفولة حيث يستدمج الطفل القيم والاتجاهات والمهارات والأدوار التى تكمل شخصيته،والتى تؤدى إلى تحقيق تكامله مع المجتمع الذى يعيش فيه.
ويمكن تعريف التنشئة الاجتماعية بطريقتين،طريقة فيها توسيع وشمول فى النظرة، وطريقة فيها تركيز وتحديد. فمن جهة يمكن النظر إلى التنشئة الاجتماعية كعملية اجتماعية مستمرة شاملة تستهدف بناء الشخصية ونقل التراث الثقافى من جيل إلى جيل. ونظراً لأن التنشئة الاجتماعية تعتبر عملية متصلة طول حياة الإنسان، لذلك تتعدد مؤسسات التنشئة الاجتماعية. ومن أهمها: الأسرة، والمدرسة، ووسائل الإعلام وجماعة الأقران Peer group ،ومن جهة أخرى يمكن النظر إلى عملية التنشئة الاجتماعية بحيث تقتصر على ذلك الجانب منها الذى يتم داخل الأسرة، وبالذات فى مرحلة الطفولة. ففى هذه المرحلة يكتسب الطفل الكائن البيولوجى) شخصيته الاجتماعية ويتحول من ثم إلى كائن وفى هذه الدراسة سوف يستخدم الباحث مفهوم التنشئة الاجتماعية بالمعنى المحدود الذى يجعل هذه العملية تقتصر على ذلك الجانب منها الذى يتم داخل الأسرة، وذلك على أساس أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية تختلف أدوارها وتأثيراتها تبعاً للمراحل العمرية التى يمر بها الفرد الطفولة، المراهقة، النضج ، وتعتبر الأسرة من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية التى تقوم بنقل تراث ومهارات المجتمع للفرد فى مرحلة الطفولة،وهى المرحلة التى تتناولها هذه الدراسة( ).
للتنشئة الاجتماعية تعريفات عدة لدى علماء النفس التربوي، لكنها تعريفات متقاربة، نختار منها
تعريف بارسونز: "التنشئة الاجتماعية عملية تعليم تعتمد على التلقين والمحاكاة والتوحد مع الأنماط العقلية والعاطفية والأخلاقية، وهي عملية دمج مستمرة لعناصر الثقافة في نسق الشخصية".
وبتعبير آخر فإن التنشئة الاجتماعية هي عملية التطبيع الاجتماعي Socialization Process وهي عملية تشكيل شخصية الفرد كي يندمج في الإطار العام للجماعة ويصبح متكيفاً مع أنماطها وقيمها. وأهم أطوار هذه التنشئة هو طور الطفولة، وهي تستمر حتى الشيخوخة، إذ يكتسب الإنسان في كل طور ومرحلة، أنماطاً من السلوك تتناسب مع الجماعات التي يتعايش بينها.(نت)
مفهوم التنشئة الإجتماعية (Socialization Process) :
1- هي عملية تعلم إجتماعي ونمو ، وهي عملية مستمرة ، ديناميكية ، معقدة ومتشابكة . هي عملية تشكيل السلوك الإجتماعي للفرد ، واستدخال ثقافة المجتمع في بناء شخصيته ، وتطبيع المادة الخام للطبيعة البشرية ، وتحويل الكائن البيولوجي إلى كائن إجتماعي ، فيكتسب من خلالها الإنسان صفة الإنسانية (نت).
2- هي العملية التي يكتسب الطفل بموجبها الحساسية للمثيرات الإجتماعية ، كالضغوط الناتجة عن حياة الجماعة وإلتزاماتها ، وتُعلّم الطفل كيفية التعامل والتفاهم مع الآخرين ، وأن يسلك مثلهم . فالتنشئة تعني إذن كل عمليات التشكيل والتغيير والإكتساب التي يتعرض لها الطفل في تفاعله مع الأفراد والجماعات المسؤولة عن رعايته . تتضمن التنشئة التدريبات الأساسية لضبط السلوك وأساليب الإشباع ، كما إكتساب المعايير الإجتماعية التي تحكم سلوك الطفل وتوجهه(نت) .
3- عرّفت التنشئة الاجتماعية عدة تعريفات تقترب في دلالاتها من حيث أنها عملية تعلم وتعليم وتربية وتثقيف وتطبيع واندماج اجتماعي تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الكائن سلوكا ومعايير واتجاهات مجتمعه خلال مراحل نموه المتعاقبة.
إن عبء التربية والتنشئة في كل مكان يقع أولا على عاتق العائلة النووية"، ونظرا لان صفات التعريف الناجح كما حدده كركشانك Curackshank والمتمثلة في الإيجاز وتفسير العموميات والربط بين المتغيرات واستخدام المصطلحات المتفق عليها في الميدان المدروس والاتصاف بالإجرائية.
فقد اخترنا التعريف الذي صاغه محرروا تقرير التنمية الإنسانية العربية بأن التنشئة الاجتماعية هي "العملية التي يكتسب الأفراد بمقتضاها المعرفة والمهارات والاتجاهات والقيم والدوافع والتجريدات والأنماط التي تؤثر على تكيف الفرد مع بيئته الطبيعية والاجتماعية والثقافية". ويرى التقرير انه رغم أن التنشئة تمتد في عمليات تعلم في مراحل حياة الفرد المختلفة إلا أن مرحلة الطفولة تعد أكثر المراحل حساسية وتأثرا بها .وعلى الرغم من مركزية الأطفال في عملية التنشئة فنادرا ما ينظر لهم كأفراد فاعلين مؤثرين في هذه العملية..(نت)
تعقيب :
بعد عرض التعريفات السابقة للتنشئة الاجتماعية يمكن الإشارة إلى ما يلي :
صعوبة إيجاد تعريف جامع مانع لكل متغيرات التنشئة الاجتماعية .
بعض التعريفات أغفلت الطرق التي تحقق أهداف التنشئة الاجتماعية, بينما أغفلت بعضها الوسائط المختلفة للتنشئة الاجتماعية .
ركزت بعض التعريفات على نقل ثقافة المجتمع لأفراده, في حين ركزت الأخرى على نقل القيم والعادات والمعايير وتكوين شخصية متكاملة للفرد داخل المجتمع .
بعض التعريفات اعتبرت التنشئة الاجتماعية عملية تعلم تمكن الفرد من التأقلم مع ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه, ومسايرة جماعته والتوافق معها,على حين ركزت الأخرى على التفاعل الاجتماعي للفرد داخل المجتمع, ومدى استجابته للمؤثرات المجتمعية المختلفة .
وبصفة عامة يمكن القول: إن وجهات النظر قد تعددت حول مفهوم التنشئة الاجتماعية وطبيعتها ومراحلها وأهدافها وركز كل تعريف على بعض جوانب التنشئة الاجتماعية وأغفل بعضها بعضاً من جوانبها .
وفي ضوء ما سبق عرضه من التوجهات والآراء المختلفة حول مفهوم التنشئة الاجتماعية يمكن تحديد مفهوم التنشئة الاجتماعية تحديداً إجرائياً بأنه" مجموعة العمليات الثقافية والاجتماعية التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية المختلفة, والتي يصبح الفرد من خلالها قادرًا على استيعاب قيم ومعاييرالمجتمع, ومستجيبا للمتغيرات المختلفة" ويرى الكاتب ضرورة توضيح بعض المفاهيم المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية حتى يمكن الوقوف على الفرق بينهما وبين مفهوم التنشئة الاجتماعية(نت).
وهكذا ومن خلال ما سبق يمكن القول أن التنشئة الاجتماعية
عملية إنسانية أي تخص الأفراد الإنسانيين فقط
اجتماعية أي تحدث داخل الجماعات البشرية وحسب
قائمة علي التفاعل بين طرفين تتضمن تعليما موجها من الطرف الأول وهو المنشئ وتعلما واكتسابا من الطرف الآخر وهو المنشئ موضوعاتها ومادتها ثقافة المجتمع بكل ما فيها من قيم وعادات وتقاليد ومعارف ومعايير ومعتقدات وغيرها
تهدف إلي ان يتعلم الفرد من خلالها طرق وأساليب معيشة جماعته التي ينتمي إليها ومجتمعه الذي هو عضو فيه مما يمكنه من شغل مكانته أو مكاناته داخل جماعاته أو مجتمعه وما يتعلق بهذه المكانات من أدوار وفهم أدوار الآخرين الذين يشغلون معه مكانات مناظرة بنفس الجماعة وذلك معناه أن التنشئة الاجتماعية
هي العملية التي يتم بواسطتها استدخال قيم ومعايير الجماعة في مفهوم ذات الفرد .
ولذلك يعرف البعض التنشئة الإجتماعية علي أنها العملية التي يحقق بها الفرد ذاته داخل الجماعة أو المجتمع الذي يعيش فيه حيث تسهم التنشئة في تكوين الفرد لفكرته عن ذاته بجوانبها الجسمية والعقلية والوجدانية والاجتماعية والقيمية وغيرها من جوانب الشخصية وقد يكون هذا مفهوم إيجابي عندما يعرف الفرد حقيقة إمكانياته ويتمتع بقدر معقول من الثبات وعندما يكون متقبلا لها وحينما يضع لها أهداف واقعية ويسعى إلي تحقيقها .