اتجاهات طلبة الجامعة نحو الإنترنت
واستخدامه في علاقتهما بالتحصيل الدراسي
"دراسة مقارنة بين الجنسين"
د. إبراهيم شوقي عبد الحميد
قسم علم النفس، جامعة القاهرة
Email:
ishawky3@hotmail.comملخص:
استهدفت الدراسة الكشف عن الفروق بين الجنسين في اتجاهات عينة من طلبة جامعة الإمارات العربية المتحدة نحو الإنترنت ومجالات استخدامه وعلاقاتهما بالتحصيل الدراسي. وذلك باستخدام مقياس أعده الباحث لتقدير شدة الاتجاه التفضيلي نحو الإنترنت كوسيلة للتعلم. وشملت عينة الدراسة (228) من طلاب الجامعة وطالباتها. وتكون المقياس في صورته النهائية من (32) بنداً. ومن أهم النتائج إجمالاً وجود اتجاه إيجابي نسبياً لدى الجنسين نحو استخدام الإنترنت. ولا يوجد فرق دال إحصائياً بينهما في كل من الاتجاه ومعدل الاستخدام. وترتفع هذه الاتجاهات الإيجابية لدى المنتظمين في الاستخدام مقارنة بها لدى غير المنتظمين. كما تبين أن نسبة انتشار استخدام الإنترنت أعلى بين الذكور منها بين الإناث. وتستخدم الإناث هذه التقنية بهدف التعلم الأكاديمي والثقافة العامة بدرجة أكبر منها لدى الذكور الذين يستخدمونه أكثر بهدف التسلية. ولذلك ارتبط كل من الاتجاه التفضيلي نحو الإنترنت ومعدل استخدامه لدى الإناث إيجابياً بتحصيلهن الدراسي، في حين كشف الذكور عن ارتباط سلبي بين الاتجاه نحو الإنترنت والتحصيل الدراسي. ومن جهة أخرى ليس لدى الذكور علاقة ارتباطيه داله بين معدل استخدام الإنترنت والتحصيل الدراسي، ولم تكن هناك لدى الجنسين علاقة دالة بين الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه.
رغم اهتمام الإنسان بالمعلومات منذ القدم يسود هذا العصر "تكنولوجيا المعلومات". بمعنى أننا نعيش عصراً يختلف بصورة كيفية عن ذي قبل. إذ أن المعرفة والمعلومات في هذا العصر صارت صناعة تستقطب استثمارات ضخمة لجمع المعلومات وتحويلها من صورتها الخام إلى خدمات معلوماتية. كما صارت المنتجات في هذا العصر معتمدة بدرجة أكبر مما مضى على المعلومات وتكنولوجيا المعلومات المتقدمة. وتغيرت مصادر القوة والنفوذ في العالم من ملكية المواد الإستراتيجية، كالنفط واليورانيوم والإنتاج الصناعي، إلى ملكية المعلومات التي أصبحت مصدراً للقوة والتقدم. ووفقاً لإحصائيات البنك الدولي فإن أكثر من (64%) من الثروة العالمية يتمثل في رأس المال البشري (علي فرغلي، 1999). وبذلك يتميز عصر المعلومات الحالي باستثمار العقل البشري في مجال المعلومات، واستخدام الحاسبات الآلية في جمعها ومعالجتها، واستخدام الإنترنت كوسيلة لنقلها وتبادلها.
ولما للإنترنت من مزايا في إمكانية وسرعة الاتصال طوال اليوم فقد ازداد الاهتمام باستخدامه، خاصة مع النمو الهائل في كم وكيف المعلومات المتاحة على الشبكة. ومن جهة أخرى ثمة حرية كبيرة فيما ينشر إلكترونياً، إذ لا تخضع المواد المنشورة لأي مراجعة. ولذا فإن ما ينشر على الإنترنت وجودته محل جدال. ويحذر فلود Flud, 1998)) المديرين من الآثار السلبية للبيانات القديمة وغير الملائمة على الأداء الاقتصادي. كما يشير كلتنر (Keltner, 1998) إلى خطورة البيانات والمعلومات الطبية القديمة والمتاحة على الشبكة، من حيث تأثيراتها السلبية على الصحة العامة. وكذلك لا نغفل تلك الآثار النفسية الاجتماعية، سواء الناجمة عن التفاعل بين الأفراد من جهة أو الناجمة عن التفاعل بينهم والمعلومات من جهة أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك يوفر الإنترنت بيئة تعليمية قيمة، شريطة أن يتقن الطالب مهارات استخدامه وينمي اتجاهاً ايجابياً نحوه. ومن ثم يقدم الإنترنت فرص التفاعل المباشر مع الأفراد والمعلومات. وهو بذلك يخدم كدعامة أساسية لتطويرات جوهرية في المناهج وطرق التعليم والتقييم.
ويخضع الإنترنت لتطور سريع في مختلف دول العالم ومع ذلك أجري معظم البحوث المتصلة بالإنترنت في أمريكا وأوروبا. أما عن هذه البحوث في العالم العربي فهي تتسم بالندرة. وقد تركزت معظم البحوث الأجنبية على الخصائص الديموجرافية لمستخدمي الإنترنت وعدد المستخدمين حسب تباين مهام الاستخدام ونوعية المواقع التي يرتادونها (Teo & Lim, 1997).
ولم تحظ دراسات الاتجاه نحو الإنترنت بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين. وليس هناك بالتالي نظرية أو نموذج نظري لهذا المفهوم في علاقته بالمفاهيم الأخرى. وحتى على مستوى المقاييس يشير كل من تيسي ولن وتيسي (Tsai; Lin & Tsai, 2001) أنه على الرغم من اهتمام العديد من الباحثين بتطوير مقاييس كثيرة لتقدير الاتجاه نحو الإنترنت، فإن القليل منهم اعتنى بإعداد مقاييس لتقدير الاتجاه نحو الإنترنت.
ويعزي اهتمامنا بدراسة الاتجاه نحو الإنترنت لدى طلبة الجامعة إلى أنهم أكثر الفئات استخداماً للإنترنت. فمن الإحصاءات المتوافرة أن (72%) من طلبة الجامعة يستخدمون الإنترنت، ويشترك حوالي (87%) منهم في خدمة الإنترنت. ولذا فإن طلبة الجامعة أكثر عرضة للمشكلات المرتبطة باستخدام الإنترنت وخاصة الاستخدام المفرط له. وثمة عوامل عديدة تكمن وراء تزايد احتمال تعرض الطلبة لمشكلات الاعتماد على الإنترنت أو فرط استخدامه، ومن أهمها توافر خدمة الإنترنت(Kendell, 1998) ، إلى جانب شيوع استخدامه، خاصة في ظل انخفاض تكلفته.
أما عن المفهوم الرئيسي في الدراسة الراهنة فهو "الاتجاه نحو الإنترنت"، وقبل التوجه نحو تعريفه نبدأ بتعريف مفهوم "الاتجاه" Attitude بصفة عامة. والذي يتفق العديد من الباحثين على تعريفه بأنه ميل نفسي يعبر عنه بتقييم لموضوع معين، بدرجة أو بأخرى من التفضيل أو عدم التفضيل. ويشير التقييم إلى الاستجابات التفضيلية المعرفية والوجدانية والسلوكية، سواء كانت صريحة أو ضمنية (Eagley & Chaiken, 1993, p.1). وفيما يلي تفصيل لهذه المكونات:
- المكون المعرفي: ويضم المعتقدات والآراء والأفكار عن موضوع الاتجاه.
- المكون الوجداني: وهو عبارة عن مشاعر الفرد وانفعالاته نحو موضوع الاتجاه.
- المكون السلوكي: ويختص بالنوايا أو الميل للسلوك أو التصرف بشكل معين إزاء موضوع الاتجاه.
(Breckler,1997; and Brehm & Kassin, 1996, p. 32, 370)
والاتجاهات وفقاً للنظريات المعرفية بمثابة شبكات مترابطة associative networks. وتعمل الاتجاهات كتمثيلات عقلية mental representations داخل العقل، وتتكون هذه التمثيلات من وحدات معرفية والتي ترتبط أو تتصل بوحدات وجدانية affective units. ونجد هذه الروابط أو الوصلات links داخل الاتجاه، وكذلك بين الاتجاهات المختلفة. ومن خلال عملية انتشار التنشيط spreading activation ترتبط الوحدات القديمة (المعرفية والانفعالية) بعناصر جديدة، مما يسبب ظهور اتجاه جديد نحو موضوع ما، نتيجة ارتباطه باتجاه قديم. (Tesser & Shaffer, 1990)
وعلى ضوء ما سبق تعتمد الدراسة الحالية على تعريف مفهوم الاتجاه نحو الإنترنت بأنه نسق من المعتقدات (الإيجابية أو السلبية) والمشاعر (التفضيلية أو غير التفضيلية) والميل للتصرف (بالاقتراب أو الابتعاد) نحو الإنترنت كمصدر للمعلومات، وتؤثر هذه المنظومة – وأيضا ًتتأثر- في تحديد موقف الطالب من الإنترنت و استخدامه كوسيلة للتعلم الذاتي وتلبية متطلبات التعليم الجامعي.
الدراسات السابقة
في ضوء مراجعتنا للتراث يتبين ندرة الدراسات التي اهتمت ببحث اتجاهات الشباب نحو الإنترنت، خاصة في التراث العربي، إذ لم نجد دراسة عربية اعتنت بهذا الموضوع. وسنتطرق فيما يلي لعدد من الدراسات العربية حول استخدام الشباب للإنترنت، ثم لبعض الدراسات الأجنبية التي تناولت اتجاهات الطلبة الجامعيين نحو الإنترنت. ومن الدراسات العربية دراسة نجوى عبد السلام (1998) عن أنماط ودوافع استخدام الشباب المصري للإنترنت. وقد أجريت على عينة مكونة من (149) مبحوثاً، وتتراوح أعمارهم بين 18، 35 سنة.. وتتلخص أهم دوافع استخدام الشباب للإنترنت في الحصول على معلومات (72.7%) والتسلية والترفية (47%) وتكوين صداقات (42.3%) والفضول وحب الاطلاع (25.5%) وشغل أوقات الفراغ (6%). وقد تبين أن الأكثر دافعية لاستخدام الإنترنت في مجال المعلومات هم الأكثر تعليماً والأكبر عمراً، وكذلك طلبة الدراسات العملية. و كلما زاد العمر قل استخدام الإنترنت من أجل التسلية والترفيه. ويؤخذ على هذه الدراسة عدم وصف الأداة ولم يتضمن التقرير ما يشير إلى ثباتها وصدقها، واقتصار التحكيم على أستاذين في مجال الإعلام، وهو عدد غير كاف، ولا يغطي التخصصات ذات الصلة بموضوع الدراسة، وخاصة علم النفس الاجتماعي والقياس النفسي. كما جمعت الباحثة بين المقابلة الشخصية والمقابلة الهاتفية في جمع بيانات الدراسة، ولا شك أن موقف التطبيق يستلزم من الباحث أكبر قدر من التقنين، حتى يتم توحيد ما فيه من مثيرات، تجنباً لأي استجابات تنأى بالباحث عن موضوع الدراسة.
وقد أجرى سامي طايع (2000) دراسة عن استخدام الإنترنت في العالم العربي على عينة تضم (5000) من طلبة الجامعة بمصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت. وقد كشفت النتائج أن (72.6%) من العينة يستخدمون الإنترنت. و يعتبر الإنترنت مصدراً مهماً للمعلومات لدى غالبية المستخدمين (91.5%)، وكانت التسلية وشغل وقت الفراغ هي المجال الثاني لاستخدام الإنترنت (88.7%)، أما الاتصال بآخرين من خلال البريد الإلكتروني فقد جاء في المرتبة الثالثة بنسبة (59.3%). وليس هناك فروق دالة بين الجنسين في مختلف مجالات الاستخدام.
وفي الإمارات قام السيد بخيت (2000) بدراسة تجريبية لدراسة تأثير تدريس مادة "موضوع خاص في الاتصال الصحفي" من خلال الإنترنت على معارف واستخدامات واتجاهات الطالبات نحو الإنترنت. وقد شملت العينة (15) طالبة بقسم الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات. وقد كشف النتائج (قبل دراسة المقرر) عن اتجاهات ايجابية نحو الإنترنت، وبعد دراسة المقرر الدراسي تحسنت معارف ومهارات الطالبات واتجاهاتهن نحو الإنترنت بدرجة دالة. ويؤخذ على هذه الدراسة عدم استخدام مجموعة ضابطة للمقارنة. و صغر عدد بنود مقياس الاتجاه، فقد تضمن (17) عبارة، ثم حسبت النسب المئوية لاستجابات المبحوثات على بدائل الإجابة، ولم تحسب درجة كلية تعبر عن مستوى الاتجاه إجمالاً. وللمقارنة بين الطالبات (قبل وبعد الدراسة) اكتفى الباحث بالمقارنة السطحية بين النسب المئوية، دون اختبار لدلالة الفروق بين النسب المئوية.
وثمة دراسة "الكندري والقشعان" (2001) التي حاولت التركيز على أبرز الجوانب والتأثيرات الاجتماعية المترتبة على استخدام الإنترنت لدى عينة من طلبة جامعة الكويت، والكشف عن أثر استخدام هذه التكنولوجيا على العزلة الاجتماعية، والتي تعتبر بعداً من أبعاد الاغتراب الاجتماعي. وقد خلصت الدراسة إلى وجود فروق بين الجنسين في متوسط عدد ساعات استخدام الإنترنت لصالح الذكور، وكذلك إلى وجود علاقة إيجابية بين المدة الزمنية لاستخدام الإنترنت وبين العزلة الاجتماعية.
وقام أمين سعيد (2003) بدراسة على عينة شملت (400) طالب وطالبة بجامعات القاهرة والمنصورة والأزهر والجامعة الأمريكية بالقاهرة. ومما كشفت عنه الدراسة أن حوالي (74%) من الشباب يعتقدون أن هناك مخاطر أخلاقية للإنترنت، وأن استخدام الشباب لهذه التقنية سلبي إلى حد كبير الإباحية والمحادثة وتحميل الأغاني والنغمات والانضمام لجماعات عالمية مشبوهة)، وقد جاء الترفيه على رأس الموضوعات التي يتصفح الشباب مواقعه على الإنترنت، ثم الثقافة، ثم الرياضة. ومع أن الدراسة قد تعرضت لبحث اتجاهات الشباب نحو التأثير الأخلاقي للإنترنت لم يحاول الباحث التصدي لدراستها بصورة مقارنة بين الجنسين.
وقام تحسين منصور (2004) بدراسة للكشف عن دوافع استخدام الإنترنت لدى عينة من طلبة جامعة البحرين، مكونة من (330) طالباً وطالبة. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها أن الدافع الأول لاستخدام الإنترنت لدى الطلبة طلب المعرفة، يلي ذلك المتعة والترويح، ثم تكوين علاقات اجتماعية. وليست هناك فروق في دوافع الاستخدام تعزى لمتغير الجنس. في حين هناك فروق دالة في مجال المعلومات تعزى لمتغير الكلية لصالح طلبة كلية التربية. في حين هناك فروق دالة في مجال الاندماج الاجتماعي تعزى لمتغير مدة استخدام الإنترنت لصالح مستخدمي الإنترنت لأكثر من ثلاث سنوات. كما كشفت الدراسة أن (85%) من مستخدمي الإنترنت راضون عن نتائج استخدامهم.
وقام "دوجان وآخرون" (Dogan, et al., 1999) بدراسة للكشف عن اتجاهات طلبة الجامعة نحو الاستخدام التعليمي للإنترنت، وذلك بتطبيق مقياس أعد لهذا الغرض ومكون من (18) بنداً على عينة تشمل (188) طالباً جامعياً. ومن أبرز النتائج وجود اتجاهات تفضيلية نحو الاستخدام التعليمي للإنترنت، وارتبطت الاتجاهات التفضيلية بتتبع المواقع التعليمية الجيدة وتبادل المعلومات المتاحة على الإنترنت مع الأصدقاء والتكرار المرتفع لاستخدام الإنترنت، وتعدد أسباب استخدام الإنترنت بهدف التعلم، ولم توجد فروق بين الجنسين في هذا الاتجاه.
وفي بحث لشيرمان وزملائه (Sherman, et al., 2000) لدراسة الفروق بين الجنسين من طلبة الجامعة في استخدام الإنترنت وخبراتهم معه، تبين أن الفجوة بين الطلبة والطالبات في السنوات الأخيرة بدأت تضيق عما كانت عليه سابقا، ولكن توجد فروق بينهم في الاستخدام الجيد والأمثل لتقنية الكمبيوتر بين الجنسين وكيفية التعرف على وسائل وطرق الاستخدام واكتساب الخبرة بهذا المجال، وتبدو المشكلة أكبر لدى الطلبة في مراحل التعليم العليا، لأنهم في حاجة إلى المزيد من الخبرات في هذا المجال وبكافة الأقسام والتخصصات العملية. كما أكدت الدراسة أن منذ الستينات والذكور أكثر إلماماً بالإنترنت وإقبالاً عليه من الإناث، وأن السلوك المتعلق بالإنترنت يختلف بشكل ظاهر بين الجنسين إلا أن هذه الفروق لم تتغير حتى الآن.
أما "ساندرز وموريسون"(Sanders, & Morrison, 2001) فقد درسا اتجاهات وسلوك الطلبة نحو تعلم مادة "البيولوجيا التمهيدية" من خلال الإنترنت، وباستخدام ما يسمى (WebCT) Web course tools. وذلك على عينة مكونة من (200) طالب بجامعة جورج ساوثرن. وقد تم إعداد استبيان لهذا الغرض. وتؤكد الدراسة أن اتجاهات الطلبة نحو التعلم بهذه الطريقة كان إيجابياً بشكل عام. ويشعر معظم الطلبة بارتياح مع استخدام موقع المادة، والذي مكنهم من التفاعل والتعاون مع زملائهم خارج غرفة الدرس، كما مكنهم من الحصول على الخطط العامة للمادة وحل المشكلات والأسئلة والتقييم الذاتي بواسطة الاختبارات الذاتية. وكان لذلك الكثير من الآثار الإيجابية على الطلبة في عملية التعلم ومهارات حل المشكلات ومهارات التفكير الناقد. ومما يزيد من أهمية الموقع سهولة الاستخدام وكون أسئلته من النوع القصير أو ذات الاختيار من متعدد. وأظهرت الفتيات اتجاهات أكثر تفضيلاً نحو التعليم باستخدام الإنترنت، وخاصة أثناء الدرس. كما أنهن أكثر إيجابية في استخدامه مقارنة بالذكور.
وفي دراسة مقارنة بين الطلبة الصينيين وأقرانهم البريطانيين أجريت على عينة تضم (220) طالباً وطالبةً من الصين و(245) طالباً وطالبةً من إنجلترا. فتبين عدم وجود فروق في معدل الاستخدام بين الجنسين في البلدين، وإن كان الطلبة البريطانيون يستخدمونه لفترة أطول، وأفصح الطلبة في الثقافتين عن اتجاهات تفضيلية نحو الإنترنت، وإن كانت اتجاهات الذكور أكثر إيجابية منها لدى الإناث. وتقل أكثر هذه الفروق الجنسية لدى الطلبة الصينيين، مقارنة بالطلبة البريطانيين (Nai & Kirkup, 2001).
وقد قام كل من "لي وكيركوب وهودسون" (Li,; Kirkup, & Hodgson, 2001) بدراسة للمقارنة بين طالبات صينيات (79 طالبة) وطالبات بريطانيات (91 طالبة) من حيث اتجاهاتهن نحو الإنترنت واستخدامه. وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق بين المجموعتين فيما يتعلق بالإنترنت واستخداماته، حيث تبين أن خبرة الصينيات أقل من البريطانيات في مجالي الإنترنت والكمبيوتر، إلا أن اتجاهاتهن أكثر إيجابية من زميلاتهن في بريطانيا.
وأجرى "زانج"(Zhang, 2002) دراسة للمقارنة بين طلبة الجامعة وعمال الصناعة من حيث الاتجاهات نحو الإنترنت، وكانت على عينة مكونة من (296) طالباً و(680) عاملاً صناعياً. فتبين أن اتجاهات العمال أكثر تفضيلاً منها لدى الطلبة، وأن اتجاهات الطالبات أكثر تفضيلاً منها لدى الطلاب، وأن اتجاهات العاملات أكثر تفضيلاً بالمقارنة بها لدى العمال، وتزداد هذه الاتجاهات تفضيلاً لدى الأقل عمراً منها لدى الأكبر عمراً.
وفي رومانيا قام كل من "دورندل وهاج" (Durndell & Haag, 2002) بدراسة على عينة قوامها (74) طالبةَ و(76) طالباً جامعيا.ً واستخدما الباحثان مقياساً للفاعلية الذاتية self efficacy في استخدام الحاسب الآلي وأخر لقلق الحاسب الآلي والثالث للاتجاه نحو الإنترنت. وأظهرت النتائج أن العينة الكلية تتسم بارتفاع في مستوى الفاعلية الذاتية وانخفاض في كل من قلق الحاسب والاتجاه التفضيلي نحو الإنترنت. وأن الذكور أكثر فاعلية ذاتية وأقل قلقاً واتجاهاتهم نحو الإنترنت أكثر إيجابية مقارنة بالإناث. كما يستخدمون الإنترنت لساعات أطول منها لدى الإناث.
وفي ماليزيا قام هونج وزميلاه (Hong; Ridzuan & Kuek, 2003) بدراسة على عينة مكونة من (88) طالباً جامعياً، ممن يدرسون بخمس كليات بجامعة ماليزيا، مستخدمين مقياساً مكوناً من سبعة بنود لقياس اتجاهاتهم نحو الإنترنت كوسيلة تعليمية. فتبين وجود اتجاه إيجابي نحو استخدام الإنترنت في التعليم. ولم تظهر فروق في هذا الاتجاه بين الجنسين، ولا بين المرتفعين والمنخفضين في المعدل التراكمي. في حين كانت هناك فروق ترتبط بنوع الكلية، إذ يرتفع الاتجاه لدى طلبة كليتي الهندسة والعلوم التكنولوجية بصورة دالة عنه لدى طلبة كلية التنمية البشرية. ويؤخذ على هذه الدراسة صغر حجم العينة، بحيث لا تسمح بتقسيمها لمجموعات فرعية، كذلك قلة عدد بنود المقياس إلى حد يصعب معه دقة تمثيل كافة مظاهر الاتجاه. وبصفة عامة يلاحظ أن معظم هذه الدراسات تفتقد لمعلومات تختص بثبات وصدق المقاييس المستخدمة.
ومن جهة أخرى ثمة دراسات أخرى اختصت ببحث اتجاهات طلبة الثانوي نحو الإنترنت، ومنها دراسة تيسي وزملائه (Tsai; et. Al., 2001). وقد أعد الباحثون مقياساً للاتجاه نحو الإنترنت، ويضم المكونات الآتية: الاستفادة المدركة perceived usefulness والوجدان affection والضبط المدرك perceived control والسلوك. واستهدف الباحثون دراسة الفروق بين الجنسين في الاتجاه نحو الإنترنت على عينة مكونة من (753) طالباً بالمرحلة الثانوية في تايوان. وأفصحت النتائج عن عدم وجود فروق دالة بين الجنسين من حيث الجدوى المدركة، وقد أعرب الطلاب الذكور عن مشاعر أكثر إيجابية وقلق أقل وثقة أكبر في استخدام الإنترنت مقارنة بالإناث. وبصفة عامة اتسمت الاتجاهات بالإيجابية لدى الأكثر خبرة والأدنى خبرة بالإنترنت.
وثمة ندرة في الدراسات التي اختصت ببحث سلوك استخدام الإنترنت في علاقته بالتحصيل الدراسي. ومن هذه الدراسات دراسة أندرسون بنيويورك (Anderson, 2001)، حيث قام بدراسة مسحية على عينة قوامها (1302) من طلاب وطالبات ثماني كليات جامعية. فتبين أن هناك من نسبتهم حوالي (17.3%) لا يستخدمون الإنترنت، وأن متوسط المدة الزمنية للاستخدام (100) دقيقة يومياً. إلا أن هناك حوالي (6%) يستخدمونه بمعدل يزيد عن (400) ساعة يوميا (كثيري الاستخدام). وتزداد مدة الاستخدام لدى طلبة التخصصات العلمية، مقارنة بأقرانهم من التخصصات الإنسانية. ولقياس آثار استخدام الإنترنت على حياة الطلبة الاجتماعية والأكاديمية، قارن الباحث بين المرتفعين في معدل الاستخدام والمنخفضين من حيث خمسة مجالات (الإنجاز الأكاديمي، ومقابلة أشخاص جدد، والمشاركة في أنشطة غير دراسية وأنماط النوم والعلاقات الاجتماعية). والمثير للدهشة عدم وجود فروق بين المجموعتين، إلا في مجال أنماط النوم. ويؤخذ على هذه الدراسة إغفال الفروق بين الجنسين، وقياس تأثير استخدام الإنترنت من خلال الفروق بين المرتفعين في معدل الاستخدام والمنخفضين.
وثمة دراسات أخرى – قليلة- خصصت للكشف عن اتجاهات مستخدمي الإنترنت نحو جودة ودقة البيانات المنشورة على الشبكة. ففي دراسة أجرتها باربرا كلين (Klein, 2001) تمت المقارنة بين إدراك المستخدمين لجودة المعلومات المستمدة من الإنترنت وإدراكهم لتلك المعلومات المنشورة بالمصادر التقليدية كالكتب والدوريات والمجلات. فتبين أن مصادر المعلومات التقليدية تدرك بكونها أكثر دقة وموضوعية ومصداقية مقارنة بالإنترنت. ومن جهة أخرى قدر المستخدمون الإنترنت على أنه أكثر من حيث كل من السرعة وكم المعلومات المتاحة. وفي دراسة أخرى أجرتها الباحثة نفسها للمقارنة بين إدراك الخريجين والطلبة الجامعيين بقسم إدارة الأعمال تبين أن من أهم الجوانب الإيجابية للمعلومات على الإنترنت لدى الخريجين السرعة سواء من حيث نشر المعلومات أو في الوصول إليها في حين يدركون هذه المعلومات بكونها أقل موضوعية ودقة ولا توفر الأمن للمستخدم. أما عن الطلبة الجامعيين فهم يدركون المعلومات المتاحة على الإنترنت بكونها تتسم بالمصداقية وسهولة في كل من الوصول إليها وفهمها والملاءمة، وهي كذلك أقل دقة وموضوعية ولا توفر الأمن للمستخدم (Klein, 2002). و من حيث جودة المعلومات كذلك خلصت دراسة "ريه وبلكن" (Rieh & Belkin, 1998) إلى أن شبكة الإنترنت تدرك من قبل المستخدمين بكونها أقل تسلطية authoritative وأقل مصداقية، مقارنة بمصادر المعلومات الأخرى.
وفي بحث أجراه مجموعة من الطلبة في كلية الاتصالات بجامعة بنسلفانيا للكشف عن علاقة الوقت المنقضي في استخدام الإنترنت بالتحصيل الدراسي لدى عينة مكونة من (120) طالباً جامعياً، تبين عدم وجود علاقة دالة بين المتغيرين. وهو ما يشير إلى أن الوقت المنقضي في استخدام الإنترنت ليس له أي تأثير على مستوى التحصيل. ولأن الإنترنت يجمع بين خصائص كل من المجلات والتلفاز تبين أن الوقت المنقضي في قراءة المجلات أدى إلى ارتفاع مستوى التحصيل، في حين أن الوقت المنقضي في مشاهدة التلفاز أفضى إلى انخفاض مستوى التحصيل(Ferzetti.; Jaap; King.; Tench. & Thomas, 2004).. ويؤخذ على هذه الدراسة إغفال دور مضمون المادة المستهدفة سواء على الإنترنت أو المجلات أو التلفاز في تحديد العلاقة بين وقت التعرض لها والتحصيل الدراسي. كذلك لم يكن من الملائم التقرير عن علاقات سببية محددة الوجهة بمجرد حساب معاملات ارتباط بيرسون.
وفيما يتعلق بآثار استخدام الإنترنت على تحصيل الطالب ثمة ندرة شديدة في البحوث التي تصدت لدراسة هذا الموضوع. وفي هذا الصدد نذكر مشروع HomeNetToo بجامعة ولاية متشجان لدراسة تأثير استخدام الإنترنت في الأسر منخفضة الدخل، في الفترة من سبتمبر 2000 وحتى نهاية أغسطس 2003. وقد ضمت العينة تسعين أسرة ليس لها دراية بالإنترنت، وقد شملت على (120) راشدا بمتوسط عمري 38سنة، و (140) طفلا بمتوسط عمر مقداره 13 سنة. وقد أسفرت النتائج ان الطلاب الذي استخدموا الإنترنت لفترة تزيد عن 30 دقيقة يوميا قد تحسن مستوى تحصيلهم الدراسي العام، ومستوى أدائهم على اختبارات الفهم. وليس هناك تغير في مستوى تحصيلهم في مادة الرياضيات. ويبدو أن السبب في ذلك وفرة النصوص على معظم صفحات الإنترنت والتي جعلتهم يقرأون أكثر.
يلاحظ مما سبق عرضه من دراسات أن معظمها أجري من قبل باحثين في مجال الإعلام وخارج نطاق علم النفس، ولذلك كانت هناك بعض السلبيات المنهجية التي أشرنا إليها، وبذلك لم تحسم في نتائجها طبيعة اتجاهات الشباب نحو الإنترنت، ومجالات استخدامه، ومن ضمن أسباب ذلك أيضاً إغفال دور التخصص الدراسي للطالب والهدف من استخدام الإنترنت، والدمج – في بعض الدراسات- بين الحاسب والإنترنت كموضوع واحد للاتجاه. وليس هناك أدلة كافية فيما يتعلق بعلاقة الاتجاهات نحو الإنترنت واستخدامه بالتحصيل الدراسي. لذلك تتصدى الدراسة الحالية لبحث قضية الاتجاه نحو الإنترنت ومجالات استخدامه لدى طلبة الجامعة من الجنسين في ظل تباين التخصص الدراسي للطالب. وعلاقة الاتجاه والسلوك المتعلقان بالإنترنت من جهة والتحصيل الدراسي العام للطلبة من جهة أخرى. ومن ثم تستهدف الدراسة الحالية الإجابة عن الأسئلة التالية:-
1- ما هي نسب شيوع استخدام الإنترنت بين الطلبة باختلاف الجنس والتخصص؟
2- هل يوجد فروق في الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه حسب الجنس والتخصص؟
3- هل يوجد فروق في طبيعة الاستخدام (الانتظام في مقابل عدم انتظام) بين مستخدمي الإنترنت من الجنسين؟
4- هل يوجد فروق في الاتجاه نحو الإنترنت بين باختلاف الجنس وطبيعة الاستخدام؟
5- ما هي مجالات استخدام الإنترنت لدى الطلبة من الجنسين؟
6- هل توجد فروق في مجالات استخدام الإنترنت لدى الجنسين من مختلف مستويات الاتجاه؟
7- هل توجد علاقة بين الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه ومستوى التحصيل؟
8- هل هناك فروق في مستوى التحصيل بين مستخدمي الإنترنت في مجالات مختلفة؟
منهج الدراسة
1- العينة
تتكون عينة الدراسة من (112) طالباً و (116) طالبة، وهم من الدارسين بالكليات الإنسانية (الآداب والتربية والشريعة والقانون والإدارة)، والكليات العلمية (العلوم والزراعة والهندسة).
ويتماثل الجنسان من حيث العمر. وبالنظر للمتوسط الحسابي للعمر نلاحظ أن مستواهم الدراسي يتراوح بين المستويين الأول والثالث. أما فيما يتعلق بالمعدل التراكمي فنجد أن المعدلات التراكمية للطالبات أعلى منها لدى الطلاب بفارق دال إحصائياً حيث بلغت قيمة "ت" (5.53) أي بمستوى دلالة يتجاوز (0.001). مما يشير إلى أن الطالبات في العينة أكثر تحصيلاً دراسياً من الطلاب.
2- أداة البحث
أعد الباحث استبياناً يتكون من (38) عبارة تقريرية لقياس معتقدات ومشاعر الطلبة نحو استخدام الإنترنت كوسيلة تعليمية، وقد صيغت بدائل الإجابة بطريقة "ليكرت"، وبتدرج خماسي (موافق تماماً؛ موافق؛ محايد؛ أرفض؛ أرفض تماماً). وقد حسبت الدرجة الكلية في اتجاه الاتجاه التفضيلي بجمع درجات كل مبحوث على بنود المقياس، بعد عكس ترميز درجاتهم على العبارات السلبية.
وللتحقق من كفاءة المقياس في صورته الأولية تم تحليل بنوده بعد تطبيقه على عينة أولية مكونة من (100) طالب وطالبة. ومن هذه التحليلات معامل ارتباط "بيرسون" بين الدرجة على البند والدرجة الكلية، وبين البنود وبعضها البعض. وعلى ضوء هذه النتائج استبعد ستة بنود لارتباطها الضعيف بالدرجة الكلية. أما بقية البنود فقد كانت معاملات ارتباطها بالدرجة الكلية مرتفعاً ودالاً عند مستوى (0.001) باستثناء البند الثامن فقد كان دالاً عند مستوى (0.01). ومن ثم أصبح عدد بنود المقياس التي خضعت لإجراءات التحليلات الإحصـائية النهائية (32) بنداً. وبعـد ذلك حسبت معامل " ألفا" لكرونباخ بين بنود المقياس في صورته الأخيرة فكانت قيمته (0.91)، مما يشير إلى وجود درجة مرتفعة من الاتساق الداخلي بين بنود المقياس، وهو ما يعكس تميز المقياس بدرجة مُرضية من الثبات. كما حسب الثبات بأسلوب القسمة النصفية split-half وباستخدام عينة الدراسة الأولية فكان مقداره بعد تصحيح الطول بمعادلة سبيرمان براون (0.85)، مما يشير إلى ثبات المقياس بدرجة مرتفعة. أما من حيث الصدق فقد حكم المقياس من قبل عشرة محكمين من أساتذة علم النفس، وقد حظت معظم بنود المقياس باتفاق ما يزيد عن (80%) من المحكمين، نظراً لوضوح البنود وقياسها للظاهرة بشكل مباشر. ولذلك يتسم المقياس بدرجة كبيرة من الصدق الظاهري. كما أن ما ستكشف عنه الأداة من نتائج تتسق والمنطق السيكولوجي يعد مؤشراً لصدق المفهوم.
3- إجراءات جمع البيانات
اختيرت عينة هذه الدراسة بصورة عرضيةincidental خلال شهر يناير سنة 2002. وقد تم تطبيق الأداة على مجموعات صغيرة في قاعات المحاضرات ومكتبات الجامعة*. وقد تطوع أفراد العينة بمحض إرادتهم وبدون طلب كتابة الاسم عند الإجابة عن بنود المقياس.
نتائج الدراسة
نعرض فيما يلي لنتائج الدراسة وفقاً للمنطق النظري وما أظهرته الدراسات السابقة. ويمكن أن نعرض لهذه النتائج حسب ترتيب الأسئلة التي نسعى من خلال هذه الدراسة إلى الإجابة عنها كالتالي:
1- نسب شيوع استخدام الإنترنت بين الطلبة حسب الجنس والتخصص
تم حساب التكرار والنسبة المئوية لمستخدمي الإنترنت بين أفراد العينة من الجنسين، وحسب نوع الكلية. وللكشف عن دلالة الفروق بين التكرارات أو النسب المئوية قمنا بحساب معامل "ز" ( z ) لجيلفورد وفروشتر (Guilford, & Fruchter, 1978, pp. 159-160)..
و بصرف النظر عن نوع الكلية فإن نسبة إقبال الذكور على استخدام الإنترنت أكثر منها لدى الإناث، فهي حوالي (91.1%) لدى الذكور مقابل (58.6%) لدى الإناث، وبحساب دلالة الفرق بين هاتين النسبتين فكانت قيمة معامل "ز" (5.62) وهو فرق دال إحصائياً يتجاوز (0.001). ومن الواضح ارتفاع نسب الانتشار لتصل ذروتها لدى طلاب الكليات الإنسانية، يليهم طالبات الكليات العلمية، ثم طلاب الكليات العلمية. أما أقل الفئات استخداماً للإنترنت فهي طالبات الكليات الإنسانية. ويلاحظ أيضاً من الجدول أن بصرف النظر عن جنس الطالب ليس هناك فرق دال إحصائياً بين نسبة انتشار استخدام الإنترنت لدى طلبة الكليات العلمية (80%) ومثيلتها بين طلبة الكليات الإنسانية (73.2%).
(2) الفروق في الاتجاه ومعدل استخدام الإنترنت حسب الجنس والتخصص
للكشف عن مدى دلالة الفروق حسب الجنس وتخصص الكلية في الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه شهرياً. أجرينا تحليل التباين المتعدد MANOVAثنائي الاتجاه ، أي لدى العينة الكلية بما فيها غير مستخدمي الإنترنت، باعتبار أن معدل استخدامهم للإنترنت صفر. وقد كشفت هذا التحليل أن هناك فروقاً دالة إحصائياً في كل من الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه شهرياً، وذلك في ظل تفاعل متغيري الجنس والتخصص الدراسي. وليست هناك فروق دالة بين الجنسين – بصرف النظر عن التخصص- من حيث هذين المتغيرين. في حين هناك فرق دال إحصائياً في الاتجاه نحو الإنترنت بين طلبة الكليات العلمية وأقرانهم من طلبة الكليات الإنسانية. وللكشف عن اتجاه الفروق الدالة، قمنا باستخراج متوسطات درجات الاتجاه نحو الإنترنت والمعدل الشهري لاستخدامه لدى طلبة الكليات الإنسانية وطلبة الكليات العلمية من الجنسين.
وقد تبين أن اتجاهات الطلبة من الجنسين تميل إلى الإيجابية ولا يوجد فرق دال إحصائياً بين الجنسين – بصرف النظر عن التخصص- في الاتجاه نحو الإنترنت. وإن كانت اتجاهات الإناث بالكليات العلمية أكثر ارتفاعاُ منها لدى الذكور بنفس الكليات والإناث بالكليات الإنسانية. ولا يوجد فروق دالة في الاتجاه بين الجنسين في الكليات الإنسانية، وكذلك بين الطلاب الذكور في الكليات الإنسانية وأقرانهم في الكليات العلمية. وبذلك يتضح التفاعل بين الجنس والتخصص ودوره في إبراز الفروق بين الطلبة في الاتجاه
وبحساب المتوسط الحسابي للدرجة على كل بند يمكن استكشاف أهم المظاهر التفصيلية للاتجاه الإيجابي، وهي استخدام الإنترنت كمصدر جيد وسريع للوصول للمعلومات وتبادلها، وكوسيلة جيدة للتعلم الذاتي المستمر، في حين هناك جوانب تمثل مظاهر لاتجاه أقل تفضيلاً نحو الإنترنت، منها استخدام الإنترنت استجابة لمطلب الأساتذة، وتوقع الأثر السلبي للإنترنت على الأخلاق، وضعف الميل إلى استخدام الإنترنت في مجالي الاختبارات وتسليم البحوث والتكليفات للأساتذة. ويعزى تشابه الجنسين في مستوى اتجاهاتهما التفضيلية نحو الإنترنت إلى أنه يغطي مختلف اهتمامات الجنسين، وكذلك إلى حاجة كل من الجنسين لاستخدامه سواء بهدف الدراسة أو شغل وقت الفراغ، وهذا أيضاً يعكس وعي كل منها بفوائد الإنترنت وسلبياته نتيجة سوء الاستخدام من قبل الطالب أو الغير. ويعتقد الطلبة أن الإنترنت مفيد للطالب، وأن الغالبية العظمى منهم يستخدمونه لإدراكهم الإنترنت كوسيلة مفيدة للتعلم الذاتي وتبادل المعلومات، وهو من وجهة نظرهم مهم لجميع التخصصات العلمية منها والإنسانية.
أما من حيث النتائج الخاصة بمعدل استخدام الإنترنت فهي متسقة مع تلك النتائج المتعلقة بالاتجاه.
يتضح من الجدول أن الأكثر استخداماً للإنترنت طالبات الكليات العلمية، ثم طلاب الكليات الإنسانية. في حين نجد أن طالبات الكليات الإنسانية أقل الفئات استخداماً. ونلاحظ أن الإناث بالكليات العلمية أكثر استخداماً من زميلاتهن بالكليات الإنسانية. في حين الذكور بالكليات الإنسانية أكثر استخداماً للإنترنت من زميلاتهم بالكليات نفسها. ولا توجد فروق دالة في معدل الاستخدام بين الجنسين في الكليات العلمية. وكذلك بين الطلاب الذكور من الكليات الإنسانية وأقرانهم من الكليات العلمية. وتعكس هذه النتائج دور التفاعل الدال بين الجنس والتخصص في إظهار الفروق الدالة بين الطلبة من حيث معدل الاستخدام
(3) مدى الانتظام في استخدام الإنترنت لدى الجنسين
للكشف عن الفروق بين مستخدمي الإنترنت من الجنسين من حيث الانتظام في الاستخدام قمنا بحساب التكرار والنسبة المئوية لحالات الانتظام وعدم الانتظام بين مستخدمي الإنترنت من الجنسين، وهو ما نعرض له في الجدول التالي:
وأوضحت النتائج أن استخدام الإنترنت لدى كل من الجنسين غير منتظم، حيث بلغت النسبة المئوية لغير المنتظمين في استخدام الإنترنت من الذكور (73.2) % مقابل (69.2%) من الإناث. وكما سبق حسب معامل دلالة الفرق بين هاتين النسبتين "ز" فكان مقداره (0.48)، وهو غير دال إحصائياً.
(4) الفروق بين المستخدمين في الاتجاه حسب الجنس وطبيعة الاستخدام
للكشف عن مدى دلالة الفروق في الاتجاه نحو الإنترنت بين مستخدمي الإنترنت بانتظام ومستخدميه بغير انتظام من الجنسن. قمنا بإجراء تحليل التباين ثنائي الاتجاه على عينة المستخدمين من الجنسين، باستخدام التصميم العاملي المبين بالجدول السابق. وقد كشف هذا الإجراء عن عدم وجود فروق دالة إحصائياً في الاتجاه نحو الإنترنت في ظل تفاعل متغيري الجنس وطبيعة الاستخدام. وليست هناك فروق دالة بين الجنسين بصرف النظر عن طبيعة الاستخدام. في حين هناك فرق دال إحصائياً في الاتجاه نحو الإنترنت بين المنتظمين وغير المنتظمين. بصرف النظر عن الجنس. وللكشف عن اتجاه الفرق الدال، قمنا باستخراج متوسطات درجات الاتجاه نحو الإنترنت لدى المجموعتين، فكان لدى المنتظمين (118.36) بانحراف معياري مقداره (25.99)، ولدى غير المنتظمين (109.55) بانحراف معياري مقداره (21.43). مما يشير إلى أن اتجاهات المنتظمين في الاستخدام أكثر تفضيلاً، مقارنة بها لدى غير المنتظمين.
(5) مجالات استخدام الإنترنت لدى الجنسين
للكشف عن الفروق بين الجنسين من حيث مجالات الاستخدام قمنا بحساب تكرار مجالات الاستخدام التي أعرب عنها مستخدمي الإنترنت من الجنسين، ثم حساب معامل "ز" للكشف عن دلالة الفروق بين كل نسبتين مئويتين.
وقد تبين أن الطلاب أكثر من الطالبات استخداماً للإنترنت طلباً للثقافة العامة والتسلية. في حين أن الطالبات أكثر استخداماً له بهدف التعلم الدراسي، مقارنة بالطلاب. ويتضح أيضاً أن هناك فرقاً دالاً بين الجنسين في مجالات استخدام الإنترنت. فبالنسبة للطلاب نلاحظ أن (71%) منهم يستخدمون الإنترنت للترفيه والذي يمثل أعلى نسبة، يليها بعد ذلك التعليم والثقافة العامة على التوالي. في حين نجد لدى الإناث ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام الإنترنت بهدف التعلم (91%). لذا فإن التعلم الأكاديمي أكثر مجالات الاستخدام شيوعاً لدى الطالبات ثم التسلية، والذي تقل نسبة استخدامه بدرجة دالة عنها لدى الطلاب. ولا توجد فروق بين الجنسين في المجالات الأخرى من الاستخدام.
(6) مجالات استخدام الإنترنت لدى الجنسين من مختلف مستويات الاتجاه
للكشف عن طبيعة الفروق بين الطلبة من مختلف مستويات الاتجاه (أدنى- أوسط – أعلى) من حيث مجالات الاستخدام، قمنا بتقسيم عينة مستخدمي الإنترنت من الجنسين إلى ثلاثة أقسام شبه متساوية في الحجم بحيث تمثل ثلاثة مستويات متدرجة من حيث الاتجاه، وذلك على النحو التالي:
- مستوى أدنى: ويتراوح فيه مستوى الاتجاه بين (40 – 106).
- مستوى أوسط: ويتراوح فيه مستوى الاتجاه بين (107 – 123).
- مستوى أعلى: وفيه يبدأ مستوى الاتجاه من 124 درجة فأكثر.
وبعد ذلك قمنا بحساب التكرار والنسبة المئوية لكل مجال استخدام لدى كل مستوى من مستويات الاتجاه، لكل جنس على حدة، وبعد ذلك حسب مربع كاي. وكشفت النتائج عن عدم وجود فروق دالة في مجالات استخدام الإنترنت بين الطلاب الذكور من مختلف مستويات الاتجاه. بمعنى أن اتجاهات الذكور نحو الإنترنت لا ترتبط بمجالات استخدامه. في حين نجد لدى الإناث أن كلا من متوسطات ومرتفعات الاتجاه يميلن أكثر إلى استخدام الإنترنت بغرض التعلم الدراسي مقارنة بالمنخفضات، واللاتي تميلن أكثر إلى استخدام الإنترنت بهدف التسلية مقارنة بالمتوسطات والمرتفعات.
(7) العلاقة بين الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه ومستوى التحصيل
للكشف عن العلاقات الارتباطية بين الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه شهريا ومستوى التحصيل الدراسي، تم حساب معاملات ارتباط بيرسون بين درجات الاتجاه وكل من عدد مرات استخدام الإنترنت شهرياً والمعدل التراكمي لدى الطلبة مستخدمي الإنترنت، كل جنس على حدة.
واسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية إيجابية ودالة بين الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه لدى الذكور، في حين ليست هناك علاقة بين هذين المتغيرين لدى الإناث. كذلك هناك ارتباط سلبي بين اتجاه الذكور نحو الإنترنت والتحصيل الدراسي، مقدراً من خلال معدله التراكمي GPA . أما لدى الطالبات فقد ارتبطت كل من اتجاهاتهن نحو الإنترنت ومعدل استخدامه إيجابياً بالتحصيل الدراسي. في حين لا يوجد ارتباط دال بين معدل استخدام الذكور للإنترنت ومستوى تحصيلهم الدراسي.
(8) الفروق في مستوى التحصيل بين مستخدمي الإنترنت في مجالات مختلفة
لاستكشاف الفروق في مستوى التحصيل بين مستخدمي الإنترنت في مختلف المجالات، تم تقسيم مستخدمي الإنترنت من الجنسين إلى مجموعات فرعية حسب مجالات الاستخدام، وذلك بصرف النظر عن الجنس، تجنباً لضآلة التكرارات في بعض الخلايا. ثم حسب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لمستوى التحصيل الدراسي العام، كما حسبت قيم "ت" للكشف عن دلالة الفروق بين المتوسطات. فتبين أن مستخدمي الإنترنت بدافع التعلم الدراسي أكثر تحصيلاً دراسيا من غيرهم الذين لا يستخدمونه للتعلم. وكذلك يقل مستوى التحصيل بصورة دالة لدى مستخدمي الإنترنت بدافع الثقافة العامة والتسلية، بالمقارنة بمن لا يستخدمونه لهذين الدافعين. في حين لا توجد فروق دالة في التحصيل حسب الاستخدام بغرض التسوق.
مناقشة النتائج والتوصيات
كشفت نتائج الدراسة الحالية عن ارتفاع نسبة شيوع استخدام الإنترنت بين الذكور، عنها بين الإناث. وقد سبق أن كشفت دراسة "الكندري والكشعان" (2001) أن الذكور أكثر استخداما للإنترنت. وقد يرجع ذلك إلى ما كشفت عنه دراسات سابقة أنهم أكثر امتلاكاً للحاسبات، وأكثر استخداماً لها، مقارنة بالإناث، كما أنهم أقل معاناة من قلق الحاسب مقارنة بالإناث (إبراهيم شوقي، 2002)، بمعنى أن الذكور أكثر ثقة في قدرتهم على استخدام برامج الكمبيوتر والتعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة. بالإضافة إلى ذلك يتميزون بدرجة أكبر من فرص الاستقلالية عنها لدى الإناث، مما يعكس زيادة فرص الذكور في استخدام الإنترنت سواء داخل المنزل أو الجامعة أو خارجهما. والذكور أيضاً أكثر فاعلية ذاتية في استخدام الحاسب.
(Durndell & Haag, 2002)
ورغم أن الذكور أكثر استخداما للإنترنت تميل اتجاهات الطلبة من الجنسين نحوه إلى الإيجابية، ولا يوجد فرق دال إحصائياً بين الجنسين في هذا الاتجاه، وهو ما سبق أن كشفت عنه بعض الدراسات (Dogan et. al., 1999 and Durndell & Haag, 2002). وقد يرتبط ذلك بما كشفت عنه دراسة سابقة للباحث، حيث لم تكن هناك فروق دالة بين الجنسين من حيث الاتجاهات التفضيلية نحو الحاسب الآلي ذاته (إبراهيم شوقي عبد الحميد، 2002). في حين يتعارض ذلك مع دراسات أخرى كشفت أن الطالبات أكثر تفضيلاً للإنترنت.
(Sanders & Morrison, 2001)
وعلى ضوء تعارض الدراسات السابقة الخاصة بالفروق بين الجنسين في الاتجاه نحو الإنترنت، أضافت النتائج أن دور الجنس في تحديد الاتجاه يتوقف على تخصص الطالب. حيث يرتفع الاتجاه نحو الإنترنت لأعلى مستوى له لدى الإناث الدارسات في الكليات العلمية، وينخفض لأدنى درجة لدى طالبات الكليات الإنسانية. ويتخذ الطلاب الذكور موقفا وسطاً بين هاتين الفئتين، وليس هناك فرق في مستوى الاتجاه لدى الذكور في الكليات الإنسانية، وأقرانهم في الكليات العلمية. كذلك ليست هناك فروق دالة بين الجنسين في الكليات العلمية.
ومن حيث طبيعة الاستخدام تبين أن الغالبية العظمى من الجنسين تستخدم الإنترنت بشكل غير منتظم. أي ليس هناك وقت محدد لاستخدامه، مما يشير إلى أن هذا السلوك غير مخطط له ويخضع لظروف الطالب النفسية والاجتماعية والدراسية. وغالباً ما يكون لشغل وقت الفراغ أو لإنجاز الواجبات الدراسية. ويعكس ذلك أن سلوك استخدام الإنترنت لم يصل إلى حد الاعتياد أو (العادة)، ربما لارتفاع تكلفة الاستخدام، نتيجة لعدم اكتمال البنية التحتية للاتصالات، أو لعدم انتشار ثقافة الكمبيوتر بين الشباب، وضعف مستوى اللغة الإنجليزية، وكذلك تدني الوعي بما يتيحه الإنترنت من فرص الارتقاء الدراسي والمهني.
وبصفة عامة لم تكن هناك فروق بين الجنسين في معدل استخدام الإنترنت، وهو ما يتسق مع دراسة كروت وآخرون التي كشفت عن عدم وجود فروق بين الجنسين في عدد ساعات استخدام الإنترنت (Kraut et al., 1998). هذا في حين يرتفع معدل استخدام الإنترنت شهرياً لأعلى مستوى لدى طالبات الكليات العلمية، وينخفض لأدنى درجة لدى طالبات الكليات الإنسانية. ويتخذ الطلاب الذكور من مختلف التخصصات موقفاً وسطاً بين هاتين الفئتين. وبذلك فإن طالبات الكليات الإنسانية أقل الفئات في كل من اتجاهاتهن نحو الإنترنت وشيوع الاستخدام ومعدله الشهري. بينما كانت الطالبات في الكليات العلمية على النقيض فاتجاهاتهن أكثر إيجابية، وأكثر استخداماً للإنترنت. ولتفسير ذلك توجهنا إلى بيانات الدراسة لإجراء بعض التحليلات الإضافية، والتي كشفت عن الاستخدام الفعال للإنترنت من قبل طالبات الكليات العلمية. فهن أكثر انتظاماً في استخدام الإنترنت من طالبات الكليات الإنسانية (46.2% في 26.9%). ومن حيث مجالات الاستخدام بلغت نسبة استخدامه – بين طالبات الكليات العلمية- بدافع التعلم (100%) في مقابل (88%) لدى طالبات الكليات الإنسانية، في حين كانت نسبة استخدامه بدافع التسلية (صفر%) لدى المجموعة الأولى مقابل (27%) لدى المجموعة الثانية. ويرتبط ذلك بطبيعة الدراسات العلمية، التي تستثمر وقت الطالب في مجال الدراسة النظرية والعملية، فلا يشعر بالفراغ الذي قد يدفعه إلى استخدام الإنترنت بدافع التسلية. وربما لأن الكليات العلمية قد تستقطب – بدرجة أكبر من غيرها- مرتفعي التحصيل الدراسي والدافعية للتعلم.
واتضح أن اتجاهات المنتظمين في استخدام الإنترنت نحو الإنترنت أكثر تفضيلاً، مقارنة بها لدى غير المنتظمين، وهو ما يعكس دور الاتجاه في العمل على تنظيم السلوك وتواتره. فمع ارتفاع مستوى الاتجاه نحو الإنترنت يميل سلوك استخدامه إلى الانتظام والاعتياد. أي أن مرتفعي الاتجاه حريصون أكثر على استخدام الإنترنت بشكل منتظم، مقارنة بمنخفضي الاتجاه. وقد يكون العكس صحيحا،ً بمعنى أن الانتظام في استخدام الإنترنت يتيح الفرصة لتنمية اتجاهات أكثر تفضيلاً منها في حالة عدم الانتظام.
ولا ترتبط اتجاهات الذكور نحو الإنترنت بمجالات استخدامه. في حين نجد لدى الإناث أن كلا من متوسطات ومرتفعات الاتجاه أكثر استخداماً للإنترنت في مجال التعلم الدراسي بالمقارنة بالمنخفضات، في حين تستخدمه منخفضات الاتجاه للتسلية، وكذلك لا توجد علاقة ارتباطية إيجابية ودالة بين الاتجاه نحو الإنترنت ومعدل استخدامه لدى الذكور، في حين ليست هناك علاقة بين هذين المتغيرين لدى الإناث. و قد يعزى هذا التباين في النتائج إلى أن استخدام الإنترنت كسلوك يخضع لعوامل أخرى بالإضافة إلى الاتجاه، ومنها مجالات الاستخدام وظروف الطالب، ووقت فراغه، وتكلفة الخدمة، وكذلك أيضاً اتجاهاته نحو الحاسب الآلي ذاته. وبذلك فإن الاتجاهات نحو الإنترنت ربما لا تمكننا من التنبؤ بمعدل استخدام الإنترنت. وقد يرجع ذلك إلى صعوبة تقدير معدل استخدام الإنترنت بهدف التعليم، مما أدى إلى حالة من عدم تناسب مستوى القياس level of measure incompatibility حيث تم دراسة العلاقة الارتباطية بين الاتجاه نحو استخدام الإنترنت في التعليم تحديداً من جهة، ومعدل استخدامه في مختلف الأغراض من جهة أخرى. وقد يؤدي تحقيق حالة من التناسب في مستوى القياس إلى إبراز العلاقة بين الاتجاه والسلوك لدى الإناث (Ajzen & Fishbein, 1977 & 1980). ويعرض "ستيفان وستيفان" (Stephan & Step