اريد جوابا في علم الاجتماع ضرورى جداااا

شكرا لسرعة الاستجابة وحسن الموضوعات

نشأ علم الاجتماع الغربى على يد مفكرين جاؤا معظمهم من الطبقة الوسطى الصاعدة فى مجتمع رأسمالى وكانت انظرية الوضعية ( التبريرية ) هى المحور الأساسى فى تفسير الظواهر الاجتماعية والمظالم الاجتماعية الناجمة عن بشاعة العلاقات الانسانية فى ظل بورجوازية انكرت حق الطبقة العاملة فى الحياة ، ووصلت فى اقصى تمدد لها فى انكار حق الآخر فى الحياة وفى حقه فى الحرية وممارسة حياته الثقافية من خلال استعمار شعوب العالم الثالث،
جاءت النظرية الماركسية لكى تقدم المكافىء الموضوعى فيما يعرف بعلم الاجتماع الماركسى واسهمت بمفهوم علم اجتماع الثورة ( علم الاجتماع الراديكالى ) ، ويمكنك الرجوع الى كتاب مهم للدكتور محمود عودة الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس بعنوان علم الاجتماع بين الرومانسية والراديكالية وكتاب الدكتور عبد الباسط عبدد المعطى فى سلسلة عالم المعرفة الصادرة من الكويت عن الاتجاهات النظرية فى علم الاجتماع . ويمكن تحليل ثورة 25 يناير من منظور الصراع الطبقى بين الطبقات المهمشة اجتماعيا من الطبقتين الدنيا والوسطى وملكية رأس المال المتحالف مع السلطة . لايوجد فى مصر طبقة عاملة تقود التغيير لأن النظام الساسى فى مصر ادرك خطورة العمال فى التغيير الاجتماعى فتم تفكيك القطاع العام وتم بيعه لأجانب واحالة شرائح كبيرة من الطبقة العاملة الى المعاش المبكر وحلت عمالة اجنبية فى معظم القطاعات الصناعية الثقيلة والانشائية المهمة وذلك القطاع هو ركيزة بلورة الحركة العمالية ولوحظ اتباع سياسة الافقار المتعمد فخرجت معظم الكوادر المثقفة ( قادة الوعى والفكر )الى خارج البلاد وبقى منهم من عجز عن الخروج لظروف خاصة او خدمة النظام ،وكان القطاع الريفى هو القطاع الأكثر افقارا فشهد المجتمع الريفى هجرة واسعة الى الدول العربية فى اول تغير تاريخى عندما انفصل الفلاح عن ارضه وبينما كان النظام المنحل يدعى أن زيادة السكان هى عائق للتنمية ويستدين ويحصل على المعونات التى تكبل ارادته السياسية رهن الدولة المانحة وهى الولايات المتحدة بينما كان نهب ثروة المجتمع بالمليارات نحن فى حاجة الى علم اجتماع جديد يستفيد من كل التيارات الايجابية فى العلم لتحليل ثورة 25 يناير لأن تلك الثورة نسفت علم الاجتماع التقليدى كما يدرس فى الجامعات وتعلن الثورة ميلاد علم اجتماع جديد غير مقيد بأطر نظريه عاجزة عن مواكبة احداث الثورة وليكن علم اجتماع ثورة 25 يناير بالتوفيق ان شاء الله

بالفعل يا دكتور لطيف ولكن يجب أن أضيف الجزئية المهمة وهي أن تحليل دور كايم للانحراف الاجتماعي وضح كيف يقوم المجتمع علي التضامن والتماسك ضد أي سلوك منحرف يهدد كيان المجتمع وهذا التضامن الذي ظهر بين صفوف الشباب والذي ساهمت الشبكات الاجتماعية علي الانترنت في دعمه يعد تضامن من نوع جديد هو التضامن الالكتروني الذي ساهم في سرعة تطور الاحداث و ظهرت في هذا الصدد مقولات كثيرة مثل ربيع الثورة المصرية جاء مبكرا وهذا دليل قوي قدرة التكنولوجيا في إحداث الثورة والتكنولوجيا كانت لها دورا كبيرا في حدوث ثورات الفلاحين ضد الاقطاعيين وثورات العمال ضد اصحاب الاعمال ولكن هذه المرة كانت الثورة راديكالية ليبرالية بالدرجة الأولي لأنها تسعي للأصلاح وليس لقلب الحكم كما فعل القزافي مع الرئيس السابق وهنا لابد أن ننظر لعلم الاجتماع من منظور جديد ومن واقع المجتمع المصري وخصوصا أن هذه المرة الثورة المصرية هي أول ثورة في هذا العصر عصر ما بعد الحداثة

[b]شكرا للتواصل وأود أن أضيف ان اميل دوركايم انتمى الى مدرسة علم الاجتماع الوضعى، ورأى ان المشكلة تكمن فى الفرد وليس فى بنية المجتمع نفسه ، وهو بذلك يتبنى رؤية تبريرية فى طبيعة العلاقات الانسانية فى المجتمع الصناعى الغربى القائم اساسا على البناء الرأسمالى، لأنه هو نفسه ابن طبقة بورجوازية وسطى ومن خلفية لاهوتية تبريرية ، ومن المعلوم أن الغرب قد انتقل فى فترة تنظير دوركايم الى احكام قبضته على دول المستعمرات وسحق شعوب تلك البلدان والاستيلاء على ثرواتها ومحو ثقافتها وهويتها القومية واستبدل الدين واللغة والعادات والتقاليد لدى ابناء الطبقة الوسطى فى المستعمرات االذين ارتبطت مصالحهم الطبقية مع المشروع الاستعمارى، واصبح لدينا نخبة من سكان المستعمرات بورجوازية الاهتمام ارتبط وجودها بالمستعمر وقد خرجت البلدان الرأسمالية بكم هائل من الثروات الطبيعية التى راكمت الثروة فيها ، مما شكل نمطا جديدا من التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية فى بلدان الغرب وصلت بها الى الراسمالية الاحتكارية ثم الى الشركات العابرة للجنسية ، مما ادى الى عولمة الاقتصاد العالمى للبلدان النامية الا فى القليل منها ( كوبا - الصين _ وعدد محدود من بلدان اميركا اللا تينية ) وذلك فى محاولة لتطويع النظم السياسية فى الأطراف التى تحررت من سلطة المركز بهدف اعادتها للهيمنة مرة اخرى باستخدام النخب الوطنية التى ارتبطت مصالحها الطبقية مع النظام الرأسمالى العالمى فتحول جل ابناء تلك النظم وشريحة اصحاب المصالح من النخب الاقتصادية والسياسية الصاعدة تحولوا الى شراكة مغ النظام الاقتصادى الغربى على اساس الوكالة التجارية والاحتكارية المحلية فيما عرف برجال البيزنس الجدد وتم اعادة انتاج قيم الفساد والتهليب ونهب الثروات الوطنية سواء المادية او المالية تلك الحالة احدثت قطيعة بين الطبقة الجديدة وباقى الشرائح الجتماعية من ابناء الطبقتين الوسطى والدنيا فاكتشف ابناء الطبقة الوسطى تدهوراحوالهم المعيشية فهاجر معظمهم الى خارج بلادهم وارتبطوا برياط سرى مع اوطانهم ولعب ذلك الدور دورا خطيرا فى حل ازمة تلك الطبقة وخدمت من حيث لاتدرى بناء اقتصادى اعتمد سياسة التهميش والاقصاء لكل شرائح المجتمع وكانت تحويلات المغتربين الرافعة التى امدت تلك النظم بأكسيجين الحياة لأن الفرق مابين سعر التحويلات بالعملة الصعبة وما تشترى به تلك النظم لتلك العملة كان فيه نهب كبير بالقارنة مع الأسعار العالمية وهكذا وفرت التحويلات سيولة من العملات العالمية استخدمها البورجوازيون الهامشيون بوصفهم غير منتجين فى الأغلب ووفرت لهم دعما لمشاريع شراكتهم مع الراسمال العالمى .وقد راحت حالة التضخم الاقتصادى فى المجتمع تتفاقم لأنه اصبح مجتمعا استهلاكيا وليس منتجا بل ان اعتماد وكلاء الاستيراد على استيراد معظم مواد الاستهلاك اليومى والحياتى من دول لاتوجد لديها معايير انتاج لصناعاتها ( الصين - تايوان - سنغافورة - ) فكانت الطبقة الوسطى تنفق اموالها على سلع غير قياسية سرعان ما تفد وظيفتها ، فضلا عن ارتفاع اسعار الخدمات ودفع الرشاوى لإنجاز شئون حياتهم اليومية ، وفرض رسوما وضرائب على كل شىء ، وتسليع الخدماتبأسعار مفرطة الثمن ( التعليم - المواصلات - العلاج - الأدوية - الترويح - الغذاء الخ ...) دون مبرر مفهوم كشكل جديد من الجباية المملوكية كما ارتفعت اسعار العقارات والأراضى ، مما حرم اسر قطاعات محترمة من الشباب الجامعى واصحاب الشهادات المتوسطة والحرفيين والصناعييتن المهرة من الزواج خاصة ممن لم يتمكنوا من الهجرة ، تلك السياسة الأنانية التى باركت التضخم الاقتصادى واغمضت العين عن استيراد بضائع ( مضروبة ) وارتفاعىكلفة الخدمات والعقارات تسبب فى تدهور ثروة ابناء الطبقة الوسطى وهبطت بهم الى قاع الطبقة الوسطى ان لم يكن شريحة الفقراء العليا وفى المقابل كان العمال والفلاحين قد تعرضوا لأبشع عملية اقصاء اجتماعى عندما تم بيع ممتلكات الدولة من القطاع العام ومشاريع المجتمع الأساسية الى اجانب ولا يعلم اى خبير اقتصادى ماهى الثقوب السوداء التى امتصت تلك المليارات ولا تذكر ميزانية الدولة القيمة المضافة لتلك الثروات او مصادر الانفاق، ونقل معظم العمال الى المعاش المبكر او الفصل الجماعى بالمخالفة لقانون العمل عندما يشترى المصنع او المشروع التجارى مالك اجنبى ويقوم باستيراد ايدى عاملة رخيصة من الدولة التى ينتمى اليها واصبح العامل المواطن غريبا فى وطنه ، والعامل الأجنبى يستمتع بخير وعائدات وطن لا ينتمى اليه . اما الفلاحين فتم التضييق عليهم بزراعات غير حياتية واجبروا على زراعة فواكه للتصدير وقديما كان الفلاح يزرع القمح والذرة والأرز ويستقطع منهم مايكفى استهلاكه العائلى ويبع ما يدر عليه عائدا يقيم اود حياته او يزرع قطنا يربح معه قدرا من المال يساعده على الزواج او تزويج ابنائه او يبنى بيتا ويسدد ديونه كما تم تقنين كمية مياه الرى وبالتالى حرمان الفلاح من زراعة الأرز وكان الكانتلوب والفراولة والخيار الحل السحرى لوزراء الزراعة واصبح الفلاح مستهلكا غير منتجا فخضع لسياسة الافقار المتعمد ومن المؤلم ان نجد ان اتفاقيات المعونة الأجنية خصوصا الأمريكية تنص على عدم زراعة المحاصيل المنتجة حتى يتم دعم الفلاح الأمريكى المنتج للقمح واصبحت معظم بلدان العالم الثال اكبر مستورد للقمح والذرة الأمريكية . لقد هاجر الفلاح المصرى خصوصا لأول مرة من ارضه للعمل الهامشى فى دول الجوار ففقد المجتمع قوة مهمة فى الاقتصاد الزراعى . وقد ترتب على سياسة التهميش والافقار فى القرية والمدينة خروج اعداد كبيرة من ابناء تلك القطاعات من التعليم الرسمى بفعل تعسير المناهج والحاجة الى الدروس الخصوصية مما ترتب عليه وجود شباب بأعداد معتبرة خارج سياق العملية التعليمية واصبح لدينا شباب عاطل ، فاستقطبه رجال الأمن للعمل معهم كبلطجية لهم مهام خطيرة تبدو اكثر وقت الانتخابات التشريعية وفى الترويع والارهاب للمتظاهرين واصحاب الرأى ، واستقطب رجال الأعمال اعداد كبيرة منهم فى حماية ممتلكاتهم وفى الاستيلاء على ممتلكات المواطنين بل وفى بعض الأحوال الاستيلاء على اراضى الدولة ، تلك الفئة المهمشة التى اطلق عليها مجازا البلطجية هم شباب تم تغييب وعيهم وللأسف استخدما فى محاولة تصفية الثورة وجاؤا على ظهور الجمال والخيل يعملون ضربا وقتلا فى شباب خرج مطالبا بحق الجميع فى حياة كريمة ، كانت هناك شريحة اخرى هامشية من الطبقة العليا ساهمت مثل البلطجية فى التاثير المعنوى على جموع الثوار بادعاء انهم مأجورون بوجبة كنتاكى وخمسون جنيها وانهم فى حالة جنس جماعى وتعاطى المخدرات وهناك منطال بقتلهم تلك الشريحة شكلتها نخبة النظام الحاكم وكبار رجال الأعمال حيث تكونت من نجوم المجتمع فى مجالات الاعلام المسموع والمقرؤ والفن بانواعه مثل الأفلام الهابطة والمسرحيات الفجة ، وكتاب القصة وكرة القدم ورجال دين وسياسة واعضاء الحزب الحاكم والمجالس التشريعية ومراتب الأمن من اعلى القيادات الى ادناها والوزراء والمحافظين والمجالس المحلية وقيادات النقابات العمالية وشغل المجتمع بقضايا التعصب الدينى والترهيب والترويع من اتجاهات عقائدية دينية وللأسف كان الترويع يتم على مستويين وهما الترويع المحلى وترويع النظام العالمى من هؤلاء حتى يبدو النظام وكأنه الحامى لمصالح النظام العالم مما يسمح له بالقمع ومصادرة الفكر والراى وضرب معايير الديموقراطية وحقوق الانسان وكرامته، والسماح بانتهاك خصوصية المواطن فى الاتصال الحر والحق فى التجمع والتظاهر ، كانت مهمة تلك الشريحة دعم النظام بالكذب والتلفيق وقلب الحقائق وتزييف وعى سائر الطبقات الاجتماعية فكانت المتعة فى التعصب لفريق كرة قدم او تخريب العلاقات السياسية مع الدول باستخدام التعصب الكروى الذى يخفى الصراع على مصالح ارؤوس كبيرة ، وقد تكون المتعة فى مشاهدة مسلسل وهمى او اغنية مبتذلة او فيلما اباحيا والمجاهرة فى وسائل الاعلام بقيم غير اخلاقية تحت شعار حرية التعبير .

اما تضامن دوركايم فهو محاولة منه لنفى مفهوم الصراع الاجتماعى فى تغيير المجتمع والصراع هو لب النظرية الماركسية ولم يخطر فى بال دوركايم ان مفهوم التضامن لديه يفسر حالة التضامن الاجتماعى التى حدثت فى ميدان التحرير لأن ذلك التضامن مان نابعا من وحدة التعرض للقهر والظلم وكان ابناء الشعب من الطبقة الوسطى هم قاطرة الثورة وانضم اليهم سائر قطاعات الشعب المظلومة والتى رأت فى الثورة فعلا قد يحقق التغيير اما اذا لم يتحقق فهم لن يخسروا شيئا لأنهم مهمشون بالطبيعة وليس ادل على ان الوعى الخام الذى تشكل فى ميدان التحرير لم يلبث ان تحول الى وعى فئوى باحثا عن المغانم الفئوية الضيقة ابان انهيار النظام ، اذن ذلك التضامن كان مؤقتا ومرهونا بلحظة تاريخية شأن كل ثورات الشعوب كما فى حالة ثورة ( فرنسا - روسيا - الصين - بولندا - رومانيا- اوكرانيا - قرغيزيا - تونس )
وكان دور التكنولوجيا دورا مساندا وعمل على تسريع الحراك الاجتماعى واذا لم يكن هناك تكنولوجيا كانت متغيرات الثورة سوف تعمل وان كانت سوف تطول فترة انهيار النظام ولعل معظم الثورات التى اوردتها لم تكن شبكة التواصل الاجتماعى قد ظهرت بعد والخلاصة ان التغير الكمى يؤدى الى تغير كيفى وفى حالة مصر فقدر راحت متغيرات التراكم فى العمل منذ 40 عاما حتى بلغ التراكم الكمى منتهاه فانفجرت ثورة الشعب تماما مثل بيضة ملقحة وضعت فى حضانة امدتها بالحرارة سواء كانت حرارة دجاجة اة حضانة وبعد وقت معلوم تفقس فروجا .
ان ثورة 25 يناير فى مصر افرزت معايير علمية ومنهجية جديدة فى شرح تلك الثورة وجدير ان يسمى علم اجتماع ثورة 25 يناير . تحياتى.

جزاكم الله كل خييييير يارب

شكرا لكي ونتمني ان تتفاعلي وتثري الموقع بالمناقشات الجميلة

وشكرا للأخ لطيف علي رؤيته الجميلة لما تمر به الفترة الراهنة