المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
تنمية الجوهري محمد التلاميذ المجتمعات التغير الاجتماع الجريمة البحث كتاب في التخلف الشباب الجماعات الاجتماعي العمل المجتمع المرحله موريس الاجتماعية العنف التنمية والاجتماعية الالكترونية الخدمة اساسيات
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

طلبات الكتب - صفحة 2 ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
طلبات الكتب - صفحة 2 ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

طلبات الكتب - صفحة 2 …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
طلبات الكتب - صفحة 2 ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 طلبات الكتب

اذهب الى الأسفل 
+152
abdellatif
Niveen
سامي الورقلي
karrar
gherraz
gr165
sahar elkotb
قهلوز مراد
عزيزي البحر
musta
امال سوسو
thebird
نوفل سليمان
ahmad.qablan
إنتظار
chiraaz nour
Amal Ahmed
maher tolba
fayçal fkair
ياسين احمد
nati_arari
fatimam.yaseen
رسيل القلوب
زهرة الخريف
محمد سعيد
mouhssine
محمد سويامي
HANO85
مليكة
أ.خلود
chemahmed
vicsola
عبدربه
marouane.unix
طالبه ماستر
طاهرة
BimouRym
frfosh sociology
mohamedyousefhassan
التائبة الى الله
ghada.gamal79
عمار17
الروسي
habiboubou
ابويوسف
أسامة عبد الرحمن
أبو أنس
sara nour
Dodge14
وداد الطرابلسي
صادق أبوشوارب
mebarkia wissam
تبير عبدالسيد
https://www.facebook.com/g
سمية سوسو
بسملة الاصيل
علياء
simou
hachemi_brikel
karim17
rossi nere
dr-roose
حكيم
rosejojo84
عائشة محمد
gyacine9939
اياد الكناني
حسنات
amouchache
د/نعمه البكر
روزيي
hanane 201124
طموحي قمم الجبال
المحذوف
حيدر الأسدي
بشير123
iasma
abourami2001
Princess Assmaa
amina nouni
monitta
أبقراط
sindrla
يسري كفافي
مصطفى داسة
بوقزولة وداد
arby kmal
eman
fahimo
لمياء وليو
كريم
الاخصائيه جودي
حياتي كلها لله
هدى احمد
achouri
elzahraa
عادل علالي
singab
باحث
صفية
amdmmd
اميره الذوق
عبدالمنعم الغدامسي
عزالدين وداعي
أبو فيصل الروقي
هندال دغيش
jwi3a
amine-socio
خالدو
3asl
النورس
إخت عبدالعزيز
zenttouy
شروق الشمس
ملك احمد
kareemdrc
رقية
nmalki
loje
يارب حقق حلمي
احمد الجمال
azeddine sociology
لولوه
أم سعيد
عز الدين
moktarfall
وسيم التونسي
مى مراسى
عثماني
زهرة التوت
taherbell
malak aldjana
ديمه
الفليتي1525
تنآهيد آلجروح
abdelhamid faiz
haidymoussa
sorankahtan
esraa mohamed
وسام عبدالكريم
عبير مطر
https://www.facebook.com/h
دفة نورالدين
oufamal
نيفين عوض
باحث اجتماعي
najwa
ميسونة
souka
رشيد بوعافية
المرمضي
فريق الادارة
156 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
مى مراسى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 29/08/2011

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أغسطس 29, 2011 7:13 am

اريد كتاب النظرية الاجتماعية للدكتور على ليلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
souka
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



عدد المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 30/09/2010

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أغسطس 30, 2011 10:40 am

الشكر المتجدد لادارة هذا المنتدى على تلبية كل الطلبات وفي الاطار نفسه ارجو ا منكم تزويدي بكتب تتعلق بتاريخ الفلسفة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وسيم التونسي
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



عدد المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 01/09/2011

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس سبتمبر 01, 2011 11:44 pm

السلام عليكم أرجو منكم مدي بكتاب برهان غليون إغتيال العقل وشكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وسيم التونسي
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



عدد المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 01/09/2011

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس سبتمبر 01, 2011 11:45 pm

السلام عليكم أرجو منكم مدي بكتاب برهان غليون إغتيال العقل وشكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة التوت
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 13/10/2010

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت سبتمبر 03, 2011 3:03 am

مازلت انتظر كتاب الدكتورة كريستين نصار * عد يا أبي *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة التوت
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 13/10/2010

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت سبتمبر 03, 2011 3:09 am

هل تتوفر لديكم مواقع خاصة لأساتذة باحثين في علم الإجتماع الأسري ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
moktarfall
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء سبتمبر 07, 2011 4:28 am

[moktarfall ]السلام عليكم اخواني الكرام
اتمنى منكم مساعدتي في بحثي
وهو التحضر في الوطن العربي في مادة علم الاجتماع الحضري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عز الدين
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 18/02/2011

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة سبتمبر 16, 2011 1:01 pm

السلام عليكم
تحية طيبة لكل أعضاء المنتدى
أبحث عن كتب خاصة بتنظيم المجتمع في مجال الخدمة لاجتماعية.
وكتب في العلاقة التربوية.
جزاكم الله ألف خير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم سعيد
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 10/07/2010

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة سبتمبر 23, 2011 1:33 pm

السلام عليكم
ارجوا منكم مساعدتي في ايجاد دراسات او كتب حول دور الخدمة الاجتماعية في حل المشكلات البيئية
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لولوه
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : .....
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
العمر : 35

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: طلب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 27, 2011 1:52 am

كتب عن علم الاجتماع الطبي والاسرة والطفولة


وجزاكم الله الجنه ~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
azeddine sociology
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



التخصص : علم الاجتماع
عدد المساهمات : 21
نقاط : 24
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 34

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 27, 2011 2:06 pm

السلام عليكم
تحية و شكر لإدارة المنتدى على هذه المجهودات.أفكر إنشاء الله بإجراء بحث حول وضعية شباب / أطفال المؤسسات الخيرية. و منه فأني أتمنى من إدارة المنتدى بمساعدتي في إجاد دراسات سابقة و كتب حول المؤسسات/الجمعيات الخيرية. و كتب حول الموضوع بشكل عام.
و جزاكم الله عنا خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد الجمال
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : الادارة التربوية
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
العمر : 52

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:07 pm

فريق الادارة كتب:

طلبات الكتب - يوضع هنا اسم الكتاب أو الموضوعات المطلوب حولها الكتب وسوف يقوم فريق الادارة بمحاولة تلبية الطلب إن أمكن
السلام عليكم
ارجو مساعدتي في الحصول على ابحاث و رسائل علمية عن الجودة الشاملة و التخطيط الاستراتيجي في التعليم حيث انني بصدد عمل رسالة ماجيستير في مجالي الجودة الشاملة والتخطيط الاستراتيجي .........
جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
azeddine sociology
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



التخصص : علم الاجتماع
عدد المساهمات : 21
نقاط : 24
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 34

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس سبتمبر 29, 2011 1:16 pm

السلام عليكم
أرجو منكم مساعدتي في الحصول على ابحاث و كتب تتناول موضوع التعليم الخصوصي و العمومي. خصوصا بالمملكة المغربية إن أمكن
جزاكم الله عنا خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يارب حقق حلمي
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 04/10/2011
العمر : 34

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 9:04 am

ممكن كتاب يتكلم عن تطور ونشأة علم الاجتماع عند الملسمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
loje
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : تحضيري
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 05/10/2011
العمر : 31

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس أكتوبر 06, 2011 7:31 am

السلام عليكم
انا حملت كتاب احمد رأفت عبد الجواد,(مبادئ علم الاجتماع)
ومافتح عندي ,,فاجوكم ساعدوني لو سمحتو
لازم اسلم البحث غدا
وهوا البحث عن (الظروف التي ساعدت على نشاة علم الاجتماع وتطوره وكيف توصل ابن خلدون علمه الجديد من خلال دراسته للتاريخ)
ولا يتعدى البحث 3صفحات ,,
اجوكم اجوكم ساعدوني ,لو تقدرو ترسلولي على الاقل الملخص بالوورد
وشكرا لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس أكتوبر 06, 2011 3:15 pm

مبادئ علم الاجتماع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


اسس علم الاجتماع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


تاريخ علم الاجتماع جاستون بوتول

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

مبادئ علم الاجتماع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


أسس علم الاجتماع


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


علم الاجتماع - المفاهيم الأساسية - جون سكوت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



برجاء استخدام برنامج ادوبي ريدر لفتح هذه الكتب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
nmalki
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



التخصص : علم اجتماع التربية
عدد المساهمات : 48
نقاط : 48
تاريخ التسجيل : 06/10/2011
العمر : 45

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة أكتوبر 07, 2011 1:35 pm

السلام عليكم
أنا طالبة بالسنة أولى دكتوراه في علم اجتماع التربية، وأقوم بالعمل على موضوع أساليب التربية وعلاقتها بالمتغيرات الوظيفية في الأسرة الجزائرية وأجد صعوبة في تحديد خطة للبحث والحصول على مراجع تخص أساليب التربية والأسرة، رجائي لمن يستطيع مساعدتي، وشكرا ودمتم في خدمة العلم وجزاكم الله خيرا عني وعن الجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رقية
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : عام
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 10/10/2011
العمر : 35

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أكتوبر 10, 2011 4:43 pm

السلام عليكم

ممكن ترشيح كتب في تاريخ مصر الحديث .. وتاريخ الحياة النيابية في مصر .. وتاريخ الحكم العسكري في مصر والعالم

ولكم جزيل الشكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kareemdrc
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



التخصص : المجتمع الريفي
عدد المساهمات : 28
نقاط : 28
تاريخ التسجيل : 06/10/2011
العمر : 41

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أكتوبر 17, 2011 5:10 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة عطرة لا تكفي لمجهودكم الكبير والمستمر وأتمني لكم التطوير البناء والذي سأحاول المشاركة فية بإذن الله
ولي طلب أتمني من الله أن توفقوا فيه
حيث إني أحتاج كتاب معين وبالذات هو علم الاجتماع تأليفبيث هس و إليزابيث ماركسون وبيتر ستين تعريب الدكتور محمد مصطفي الشعبيني وتقديم الدكتور سلطان الحمد السلطان دار المريخ للنشر المملكة العربية السعودية
ولكم جزيل الشكر علي كل شيء تقومون به في هذا الموقع الرائع
أخيكم كريم رجب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملك احمد
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : اجتماع
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 17/10/2011
العمر : 53

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أكتوبر 17, 2011 12:53 pm

من فضلكم عايزة كتاب الحب الرومانسي بين الفلسفه وعلم النفس ولكم جزيل الشكر لمجهودكم الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شروق الشمس
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 16
نقاط : 18
تاريخ التسجيل : 01/04/2011
العمر : 33

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس أكتوبر 27, 2011 12:51 am

- علياء شكرى، كتاب "فلاحو الصعيد".ع19 ( إبريل – مايو – يونية 1987)

وكتب عن ابن خلدون

وشكرااا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
zenttouy
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : اعلام و اتصال
عدد المساهمات : 9
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 31/10/2011
العمر : 40

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين أكتوبر 31, 2011 1:07 pm

ارجو من السادة الكرام بكتب او اطروحات او مذكرات حول المضوع التالي :
" استخدام الانترنت لدى الطلبة الجامعيين " ان امكن طبعا .......... شكرا............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
azeddine sociology
عضو نشيط جدا
عضو  نشيط جدا



التخصص : علم الاجتماع
عدد المساهمات : 21
نقاط : 24
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 34

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2011 1:32 pm

السلام عليكم
أرجو منكم مساعدتي في الحصول على ابحاث و كتب تتناول موضوع التعليم الخصوصي و العمومي. خصوصا بالمملكة المغربية إن أمكن
جزاكم الله عنا خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إخت عبدالعزيز
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : أصول تربية
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 30/09/2011
العمر : 46

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 01, 2011 2:28 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أتمنى منكم مساعدتي في البحث عن مقال ورسالة " تكون حديثة " عن انثروبولوجيا التربية , ولو حصل مقال أو كتاب أجنبي فلا بأس ..
وشكراً لتعاونكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النورس
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 28/10/2011
العمر : 46

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد نوفمبر 13, 2011 11:23 am

الادارة الموقرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارغب في الحصول على معنى مصطلح (الابعاد الاجتماعية)
مع توثيقه
او اي كتاب يخدم المصطلحات الاجتماعية
شاكرين حسن تعاونكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
3asl
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : خدمة اجتماعية
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 16/11/2011
العمر : 31

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2011 4:57 pm


تحية طيبة


اريد كتب حول موضوع " الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي "


فهل تتلطفون بمساعدتي ^_^

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
???? ???
زائر




طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس نوفمبر 17, 2011 8:36 pm

انا طالب ماجستير عن التنشئة السياسية واود كتاب د سامية خضر بذات العنوان ورغم وجوده لديكم الا انني لم اقدر احمله او ارسالة عللا ايميلي او اعطائي الرابط المباشر او طريقة التحميل ايميلي هو abnkasem على الياهو شاكرا لكم تعاونكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالدو
عضو جديد
عضو جديد
خالدو


التخصص : قانون
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 08/11/2011
العمر : 37

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة نوفمبر 18, 2011 9:26 am

اود اولا ان اشكركم على هذه الكتب القيمة التي وضعتموها بين ايدينا واود ان اطلب منكم مساعدتي فى هذا الموضوع المتعلق بالمسنين فأرجو من الاخوة مساعدتى من مقالات أوكتب متعلقة بالمسنين ان أمكن وجزاكم الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amine-socio
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : sociologie
عدد المساهمات : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 23/11/2011
العمر : 44

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2011 11:48 am

من تتوفر له كتب او دراسات عن الاطفال المهمشين في المجتمع فليرشدني او يفيدني وشكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شروق الشمس
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 16
نقاط : 18
تاريخ التسجيل : 01/04/2011
العمر : 33

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2011 12:01 pm

كنت عايزه كتب عن Social problems
وعن Introduction to Sociology
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jwi3a
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : sociologie
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 29/10/2011
العمر : 34

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس نوفمبر 24, 2011 12:34 pm

السلام عليكم أرجو منكم مدي بكتاب مقدمة نقدية في
علم الاجتماع

تأليف

عالم الاجتماع أنتوني غيدينز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هندال دغيش
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : ارشاد تربوي
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 38

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد نوفمبر 27, 2011 4:20 am

[quote="فريق الادارة"][center][size=24]
طلبات الكتب - يوضع هنا اسم الكتاب أو الموضوعات المطلوب حولها الكتب وسوف يقوم فريق الادارة بمحاولة تلبية الطلب إن أمكن (دور الزواج المبكر في التنشئة االاجتماعية)[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هندال دغيش
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : ارشاد تربوي
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 20/11/2011
العمر : 38

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد نوفمبر 27, 2011 4:32 am

ارجو مساعدتي باعطائي دراسات وكتب عن موضوع بحثي (دورالزواج المبكر في التنشئة الاجتماعية) ولكم جزيل الشكر والامتنان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amine-socio
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : sociologie
عدد المساهمات : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 23/11/2011
العمر : 44

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد نوفمبر 27, 2011 4:38 am

[]كتب عن الاطفال المهمشين أو المنبوذين أ, المحرومين وسبل التكفل بهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو فيصل الروقي
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : تربية فنية
عدد المساهمات : 2
نقاط : 4
تاريخ التسجيل : 01/12/2011
العمر : 54

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس ديسمبر 01, 2011 1:51 am

السلام عليكم ورحمة الله

أتمنى أن أجد كتاب

فنون الشرق الأوسط في العصور الإسلامية

ل نعمة إسماعيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عزالدين وداعي
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علم الإجرام وعلم العقاب
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 26/11/2011
العمر : 49

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالخميس ديسمبر 01, 2011 5:06 am

أبحث عن كتب أورسائل دكتوراه او ماجستير تتكلم عن رعاية المسجونين والمفرج عنهم واسرهم وجزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالمنعم الغدامسي
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : رعاية اجتماعية
عدد المساهمات : 2
نقاط : 2
تاريخ التسجيل : 04/12/2011
العمر : 50

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 04, 2011 12:49 am

السلام عليكم / اخوتى اتمنى ان تمدونى بعناوين كتب او ابحاث او اى مساعدة فيما يتعلق بدور الخدمة الاجتماعية فى التوجيه المهني .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 04, 2011 2:00 am

نشأة مهنة الخدمة الاجتماعية وتطورها :
تعتبر نشاطات الرعاية الاجتماعية هي البذور الأولى التي نبتت عنها مهنة الخدمة الاجتماعية ، وبما أن الخدمة الاجتماعية نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية وبما أن هذه المهنة تطورت حتى أصبحت مهنة لها مقوماتها وفلسفتها ومبادئها وطرقها ومجالاتها فإن مناقشتنا تبدأ من نشأة وتطور مهنة الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية ثم مناقشة نشأتها بشكل عام .
نشأة وتطور الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية :
يرتبط تاريخ مهنة الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية بالتاريخ العام للرعاية الاجتماعية والذي يرتبط بدوره بنماذج أوسع من التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ، فلقد واكب ظهور الخدمة الاجتماعية كمهنة ظهور مؤسسات الرعاية الاجتماعية خلال القرن التاسع عشر حيث وجدت قبل هذا التاريخ عديد من المؤسسات التي تقدم خدمات الرعاية الاجتماعية المتناثرة مثل مؤسسات رعاية الفقراء ، الملاجئ ، مستشفيات الأمراض العقلية ، ظهور حاجة العاملين بتلك المؤسسات لخبرات مهنية وتعليم متخصص لتقديم الخدمات على أسس علمية .
ويمكن التمييز بين أربع مراحل تحدد نشأة وتطور الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية وهي :
المرحلة الأولى : الخدمة الاجتماعية من التطوع إلى الممارسة الوظيفية ( قبل عام 1915م ) .
المرحلة الثانية : ظهور الخدمة الاجتماعية كمهنة ( 1915 ـ 1950م ) .
المرحلة الثالثة : تعزيز مكاسب المهنة ( 1950 ـ 1970م ) .
المرحلة الرابعة : المرحلة المعاصرة ( 1970 حتى الآن ) .
سيتم استعراض بعض التعريفات والتي ستمكن من التوصل إلى مفهوم الخدمة الاجتماعية وهي كالتالي :
تعريف مؤتمر باريس الدولي للخدمة الاجتماعية 1928م :
جهود مقصودة من أجل الوصول إلى
تخفيف الآلام عن الناس .
توفير حياة معيشية لائقة لأفراد المجتمع .
الوقاية من الأمراض الاجتماعية .
تحسين الأحوال الاجتماعية وصولاً للرفاهية الاجتماعية .
تعريف الكتاب السنوي للخدمة الاجتماعية الأمريكية 1954 :
" خدمة مهنية تقدم للناس بغرض مساعدتهم كأفراد وجماعات .. على الوصول إلى علاقات ومستويات معيشية .. تتفق مع رغباتهم وقدراتهم .. والمجتمع الذي يعيشون فيه . . . " .
تعريف الجمعية القومية للأخصائيين الاجتماعية 1956م :
" مهنة متخصصة في تسهيل تنمية العلاقات الاجتماعية ، للأفراد والجماعات مع النظم الاجتماعية .. وتقع المسئولية الاجتماعية على الخدمة الاجتماعية في معرفة الظروف الاجتماعية للمجتمع . . حاضرة ومستقبله . . وتقدم النصح للمسئولين في المؤسسات الحكومية والطوعية ، وقادة المجتمع أيضاً . . من أجل التعاون لإزالة المعوقات . . وابتكار خدمات تواءم احتياجات مواطني المجتمع . . "
تعريف الأمم المتحدة 1960 :
" نشاط منظم .. هادف إلى العمل على إيجاد التكيف ما بين المواطنين ، وبيئاتهم الاجتماعية . . . " .
تعريف عبد المنعم شوقي 1965م :
" نظام اجتماعي مرن ، يشترك في طرقه الأساسية مع بعض النظم الاجتماعية الأخرى ، ويقوم بالعمل فيه مهنيون متخصصون ، بهدف مقابلة احتياجات الأفراد والجماعات في النمو والتكيف مع المجتمع ـ في حالة فشل النظم الاجتماعية ـ كما يهدف إلى مساعدة تلك النظم على النمو والتطور ، حتى تقابل حاجات الأفراد ، الجماعات والمجتمعات بطريقة أكثر كفاءة .. . " .
خصائص مهنة الخدمة الاجتماعية : ـ
من الممكن تحديد أهم ما يميز الخدمة الاجتماعية على النحو التالي :
الخدمة الاجتماعية من المهن العاملة في إطار نظام الرعاية الاجتماعية للمجتمع .
يتوافر للخدمة الاجتماعية مقومات المهنية إلى حد كبير .
الخدمة الاجتماعية من المهن العاملة لتوفير الخدمات للمواطنين .
تتميز الخدمة الاجتماعية بخاصية التدخل المهني من خلال جهود
الممارسة الميدانية .
يمارس الخدمة الاجتماعية متخصصون معدو إعداداً نظرياً وميدانياً ، يطلق عليهم مصطلح " الأخصائيون الاجتماعيون " .
تفرض إنسانية الخدمة الاجتماعية عليها الالتزام بقيم العدالة والمساواة
بين المواطنين .
الخدمة الاجتماعية مهنة وسيطة بين المواطنين ومنظمات المجتمع .
للخدمة الاجتماعية نظريات للممارسة تقربها من الاعتماد على نفسها في إثراء الجانب المعرفي لها .
تمارس الخدمة الاجتماعية من خلال مؤسسات حكومية وأهلية بعضها أولى والآخر ثانوي .
للخدمة الاجتماعية مداخل أيديولوجية : نفسية ، نفسية / اجتماعية ، إصلاحية ، وراديكالية .
للخدمة الاجتماعية أهداف : علاجية ، وقائية ، وإنشائية .
المهارة من العناصر المميزة لممارس الخدمة الاجتماعية ، والتي تولدت من العلم والخبرة الميدانية .
للخدمة الاجتماعية مؤسسات تعليمية لإعداد الأخصائيون الاجتماعيون وصقل الممارسون الميدانيون .
للخدمة الاجتماعية مؤسسات مدافعة عن المهنة .
للخدمة الاجتماعية تكنولوجية فنية نابغة من ممارساتها الميدانية في صورة نماذج للتدخل المهني .
تتعامل الخدمة الاجتماعية مع كافة الوحدات الإنسانية : الفرد الجماعة ، والمجتمع . . . ولا تعطى وزناً أكبر لوحدة عن الأخرى .
يظهر التخصص في الخدمة الاجتماعية من خلال الطرق الأساسية لها ، خدمة الفرد ، خدمة الجماعة ، تنظيم المجتمع . . . بينما يظهر التكامل في صورة الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية .
للأخصائيون الاجتماعيون مستويات مهنية تتوقف على : المؤهل الدراسي
سنوات الخبرة ، خبرة مجال العمل .
تتعاون الخدمة الاجتماعية مع تخصصات ومهن أخرى ؟
للخدمة الاجتماعية مجالات عمل تشمل كافة التجمعات الجماهيرية .
تسعى الخدمة الاجتماعية للمشاركة في تحقيق الرفاهية للمواطنين في المجتمعات المتقدمة .. بينما تسعى لتوفير خدمات البنية الأساسية في المجتمعات النامية .
الخدمة الاجتماعية مهنة دينامية ، وتركز باستمرار على مسئوليتها في إشباع الاحتياجات الإنسانية .
تتأثر الخدمة الاجتماعية بمحتوى الإطار العام للمجتمع الذي تعمل فيه .. ولذلك فهي تشارك في تنفيذ سياسة المجتمع ، التأثير عليها ، أو تغييرها في بعض الأحيان .
يتعاون مع " المهنيون " في الخدمة الاجتماعية " متطوعون " . . يمارسون العمل بطريقة تلقائية . . وتحت التوجيه المهني في بعض الأحيان .
للخدمة الاجتماعية اتجاهات مهنية ، تصنف ممارساتها إلى : ممارسة مباشرة وممارسة غير مباشرة .. وغير ذلك من تصنيفات .
نشوء وتطور طرق الخدمة الاجتماعية :
تعرضت مهنة الخدمة الاجتماعية للنشأة والتطور من خلال طرقها المهنية وفيما يلي توضيح لمعالم التطور والنشأة من خلال طرق الخدمة الاجتماعية :
أولاً : طريقة خدمة الفرد :
اعترف بطريقة خدمة الفرد كأول طريقة للخدمة الاجتماعية عام 1917م وفي الواقع ، كانت الفترة بعد الحرب العالمية الأولى تشاهد تشكيل الخدمة الاجتماعية في قالب مهني . فقد ساعدت الحرب على تقدم ملموس في العلوم الاجتماعية واستطاع الأخصائيون الاجتماعيون أن يأخذوا منها كل ما
يصلح للمهنة .
ثانياً : طريقة خدمة الجماعة :
اعترف بطريقة خدمة الجماعة كطريقة ثانية للخدمة الاجتماعية خلال
عامي 1936 ـ 1937م .
وتعتبر المحلات الاجتماعية البوتقة التي ظهرت من خلال طريقة خدمة الجماعة . . وكان الهدف في الدعوة لظهور هذه الطريقة هو مساعدة المهاجرين الجدد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، للتكيف مع قيم مجتمعهم الجديد من خلال أنشطة المحلات الاجتماعية .
ثالثاً : طريقة تنظيم المجتمع :
اعترف بطريقة تنظيم المجتمع طريقة ثالثة أساسية في الخدمة
الاجتماعية عام 1946م .
وباستعراض تقارير مؤلفات الخدمة الاجتماعية يتضح قيام المتخصصون في تنظيم المجتمع في عام 1920م بوضع تعريف خاص عن تنظيم المجتمع في صورته الأولى . . ففي عام 1921 ركز " ادوارد ليندمان " على العمليات الديمقراطية ، والتخصص في دراسة تنظيم المجتمع من خلال جهود الإقناع كجز من الضبط المجتمعي باستخدام الجهود الديمقراطية وضمان الحصول على خدمة من المتخصصين ، المنظمات بوسائل خاصة . . ومن خلال التداخل فيما بينها .
وفي عام 1922م عرف " ادوارد " تنظيم المجتمع من خلال مجالسها ، وكتب عن التنسيق والتناغم بين المؤسسات ، وعن التخطيط للنمو المستقبلي في مجتمع الخدمة الاجتماعية من خلال لجان كونت للتمويل الحكومي .
الركائز الأساسية للمهنة وهي :
1- العميل . 2 - الأخصائي الاجتماعي .
3- الخدمة ذاتها . 4- المؤسسة الاجتماعية .
أولاً : العميل : ـ
يعتبر العميل هو محور الخدمة وقد يكون العميل فرداً أو جماعة أو مجتمعاً سوياً كان أو غير سوي وتعتمد خدمة هذا العميل على ما وصلت إليه الخدمة الاجتماعية من مبادئ ، وأساليب العمل . وما استفادته من العلوم الأخرى من معارف ومهارات ، فالعميل الذي تقدم له الخدمة كفرد يحتاج من الأخصائي الاجتماعي أن يكون ملماً إلماماً كافياً بطبيعته النفسية والظروف المجتمعية المؤثرة فيه وأساليب التربية الصالحة لتنشئته والاحتياجات الصحية اللازمة له والقواعد المنظمة لعلاقاته مع الآخرين ، كل ذلك يتطلب من الأخصائي الاجتماعي أن يكون ملماً بالعلوم الإنسانية والاجتماعية المتصلة بحياة العميل وأهم العلوم علم النفس والتربية والصحة والقانون .
والعميل الذي تقدم له الخدمة في جماعة يحتاج من الأخصائي أن يكون ملماً إلماماً كافياً بحياة الجماعات وأثرها فيه وكذلك بالظروف الاجتماعية المؤثرة في تطور ونمو هذه الجماعات ، وذلك يتطلب منه أن يكون ملماً إلماماً كافياً بالعلوم المتصلة بحياة المجتمعات كعلوم الاجتماع والسياسة والاقتصاد .
هذا ومع الاهتمام بصفة خاصة بسمات العميل الجسمية والاجتماعية والعقلية والنفسية في كل مرحلة من مراحل حياته ، فسمات مرحلة الطفولة تختلف عن مرحلة الشباب عن مرحلة النضج أو الشيخوخة ، إذا أن لكل منها خصائصها التي يرتكز عليها الأخصائي الاجتماعي في تقديمه للخدمة .
والعميل الذي تقدم له الخدمة في مجتمع يحتاج من الأخصائي الاجتماعي أن يكون ملماً بحياة المجتمعات وتركيبها والعوامل المؤثرة في نهوضها وكيفية دراستها والنهوض بحاجتها .
ثانياً : الأخصائي الاجتماعي :
الأخصائي الاجتماعي هو المتخصص المهني الذي يقوم بالخدمة الاجتماعية ويهدف التخصص في هذه المهنة إلى تزويد الأخصائي بالمميزات التالية التي يجعل منه مهنياً صالحاً للقيام بالعمل الاجتماعي وهذه المميزات المهنية أربعة هي:
أن يزود بالمعلومات الكافية من الأفراد والجماعات والمجتمعات التي يعمل معها سواء أكانت هذه المعلومات اجتماعية أو اقتصادية أو صحية أو نفسية.
أن يزود بالمهارات للعمل الاجتماعي كالمهارة في خدمة الفرد أو المهارة في خدمة الجماعة أو المهارة في تنظيم المجتمع ، وما تتطلبه هذه المهارات من إدراك وتطبيق لمبادئها وأساليبها .
أن يزود بمجموعة من الخبرات المتصلة بطبيعة النشاط التي يمارسه مع العملاء كالخبرات الرياضية والثقافية والفنية وهذه الخبرات تساعده على إدراك ما يتم من نشاط للأفراد أو الجماعات أو المجتمعات .
أن يزود بالاتجاهات الشخصية الصالحة للعمل مع الناس كالمقدرة على حب الناس والرغبة في العمل معهم وتقدير ظروفهم وضبط النفس والمحافظة على المواعيد وغير ذلك من الاتجاهات اللازمة لأداء العمل .
واكتساب هذه الصفات المهنية تستمد أساساً من ثلاث قوى رئيسية هي :
- الدراسة النظرية .
- التدريب الميداني .
- الممارسة الفعلية بعد التخرج من مراكز التعليم المختلفة .
ولهذا فإن هذه القوى الثلاث تعتبر محور إعداد الأخصائيين الاجتماعيين .
ثالثاً : الخدمة :
يقصد بالخدمة الخطوات المهنية التي تتم أثناء تقديم مساعدات موجهة للأفراد أو الجماعات أو المجتمعات . وتشتمل هذه الخطوات على الدراسة والتشخيص والعلاج . فالفرد صاحب المشكلة يحتاج إلى دراسة حالته دراسة اجتماعية
ثم تحليل الظروف التي أدت إلى المشكلة ثم وضع الخطوط الرئيسية
لمواجهة مشكلته.
أما نمو الجماعة فإنه يحتاج إلى دراسة علمية للتعرف على قدرات أعضائها ومهاراتهم مثل تحليل ظروفهم بقصد وضع خطة للعمل معها .
أما بالنسبة لتنظيم المجتمع فإنه يحتاج إلى بحث اجتماعي وذلك بهدف التعرف على احتياجات المجتمع ثم تحليل البيانات التي تنتج عن البحث وأخيراً يتم التخطيط لتنمية هذا المجتمع .
وتعتمد كل هذه الخطوات على مبادئ أساسية للعمل التطبيقي الذي يساعد الفرد على مواجهة مشكلاته ، والجماعة على النهوض بقدرات أعضائها ومهاراتهم والمجتمع في قدرته على المواءمة بين احتياجاته وموارده .
رابعاً : المؤسسة الاجتماعية :
تعتبر المؤسسة الاجتماعية هي الميدان التي تمارس فيه الخدمة ، ولا يعني ذلك أن الخدمة لا تمارس إلا في المؤسسة الاجتماعية فقط ، فقد انطلقت الخدمات حديثاً نحو البيئات المحتاجة إلى خدمة . والمؤسسة الاجتماعية هي المؤسسة المتخصصة لخدمة الأفراد والمجتمعات أو كلها .
فالمدرسة تمارس الخدمات الاجتماعية بقصد مساعدة أبنائها على التمتع بظروف اجتماعية تعاونهم على التحصيل الدراسي دون إعاقة والمصنع يستفيد من الخدمة الاجتماعية كأداة للنهوض بعمالة وزيادة إنتاجهم والمستشفى يعتمد على الخدمة الاجتماعية كوسيلة هامة من وسائل إكساب المريض لبواعث الطمأنينة التي تجعله قادراً على الشفاء .
وتعمل المؤسسة الاجتماعية في إطار القيم والمستويات الاجتماعية السائدة في المجتمع وتستمد فلسفتها منها وتعمل على النهوض بها كما وأنها ترتبط باحتياجات المجتمع باعتبار أنها الوسيلة في تحقيق مطالبة ، هذا ولا تهدف المؤسسة الاجتماعية إلى تحقيق كسب مادي حيث أنها تعتمد في وجودها ودعم كيانها على إمكانيات الدولة والأهالي . هذه هي الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الخدمة الاجتماعية في المجتمع الذي تقوم فيه .
فلسفة ومبادئ الخدمة الاجتماعية

أنها موقف أو تصور شامل تجاه الكون والمجتمع والإنسان تصور منطقي للعلاقات التي تربط كل ظاهرة بالأخرى استناداً إلى منهج خاص ، وبتطبيق ذلك المنهج على الماضي والحاضر يكون استخلاص تلك الكليات التي تكون الإطار النظري الذي يتحرك خلاله الإنسان عندما ينزل بالنظرية إلى الواقع يقيمها بالتجربة والممارسة .
وفي ضوء هذا المفهوم يقررون أن مهنة الخدمة الاجتماعية قد استطاعت أن تكون لنفسها فلسفة نتيجة للتفاعل المتبادل بين التطور الفكري للمهنة ككل وبين الممارسة العلمية لمجالات الأنشطة المختلفة على مر الوقت حتى أمكن استخلاص بعض الكليات التي تكون إطاراً نظرياً على درجة كافية نسبياً ليتحرك من خلاله الأخصائيون الاجتماعيون في ممارستهم لمهنتهم .
ولا شك في أنه ليس بالأمر الهين تكوين فلسفة لعلم أو لمهنة لأن الفلسفة بطبيعتها تثير من القضايا أكثر مما يجب كما أنه تثير من الجدل أكثر مما تقدم من إجابات.
القضايا الفلسفية العامة من محاولة " بسنوا " على الوجه التالي : ـ
عدم الإيمان بقيمة العذاب والعلم على مساعدة الأفراد للتحرر منه .
عدم الاتفاق مع الدراوينية الاجتماعية ونبذ مفهوم الصراع من أجل البقاء وإدراك الفروق الفردية بين الناس .
مسؤولية المجتمع إزاء توفير احتياجات أساسية لأفراده .
وجوب تدخل الدولة لتوفير الرعاية الاجتماعية للمواطنين .
العمل على تغيير النظم الاجتماعية لصالح الأفراد ومساعدة الأفراد على التوافق مع النظم الاجتماعية الصالحة .
عدم ترك الأمور للتوازن الطبيعي بل وجوب التدخل للإصلاح بانتهاج التخطيط العلمي .
إتباع الأسلوب الديموقراطي في التعامل مع العملاء .
ويمكن أن تنفق مع محاولة الدكتور سيد أبو بكر من أن الإطار الفلسفي الذي يصوره نظرة مهنة الخدمة الاجتماعية إلى الفرد والجماعة والمجتمع والذي يتحرك من خلاله الأخصائيون الاجتماعيون لتحقيق أهداف المهنة يدور حول قيمتين أساسيتين للمهنة هما :
1- الاعتراف بكرامة الفرد .
2- الاعتماد المتبادل بين الوحدات الإنسانية ،3- ويكون هذا الإطار من الاعتراف وإدراك ما يلي :
لا توجد حقائق مجردة بل إن الحقائق نسبية .
الفرد وحدة الجماعة ، والجماعة وحدة المجتمع والمجتمع لابد وأن يتغير لصالح أفراده لأنه يشبع بعض احتياجات الفرد التي لا يستطيع أن يشبعها بمجهوده الفردي أو عن طريق الجماعات التي ينتمي إليها ، وأن يكون التغيير مقصوداً أي يحدث نتيجة لتدخل الإنسان مع مراعاة التوازن بين مصالح الأفراد والجماعات والمجتمعات ، وأن يتم التغيير عن طريق التخطيط كأسلوب علمي لحل المشكلات الاجتماعية والوقاية منها .
يجب أن تتدخل الحكومة لتعمل على مواجهة المشكلات الاجتماعية بكل طاقتها وإمكانياتها حتى تكون لبرامج الرعاية الاجتماعية آثارها وفاعليتها بالنسبة للمواطنين .
لا يفرق المجتمع في توفير الرفاهية لأعضائه بين فئة اجتماعية وأخرى وأن تقدم المساعدة للأفراد بغض النظر عن الفروق الفردية .
إن القيم تنظم المجتمع الإنساني ، ومن ثم وجب تفهمها تفهماً كاملاً لأن ذلك يقود إلى تفهم أفضل للأفراد والقوى الاجتماعية التي يتكون منها المجتمع والتي تتحكم في أسلوب تغييره واتجاهات هذا التغيير وسرعته ومداه ، وعلى كل موطن عدم خرق قيم المجتمع وقوانينه .
إن الفرد وحده بيولوجية اجتماعية دينامية متغيرة ، أي لديه القدرة على التغير وقادر على مساعدة نفسه ذاتياً ، ولذلك يجب العمل على مساعدته لتنمية قدراته وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاعتماد على نفسه وتعويده على الاعتماد المتبادل بين الناس في نفس الوقت .
إن الفروق الفردية أمر حتمي في الحياة البشرية ولا بد من احترامها على أساس الفرد فرد من مجتمع وأن ما يتميز به من فروق لا يضر بالمجتمع ولا يتناقض مع قيمه ولذلك يجب الاهتمام بالفرد بجانب المجموع وكذلك الاهتمام بكرامته والاعتراف بأهميته وفائدته في الإسهام في تقدم المجتمع حتى يمكن التوصل إلى الوحدة والتكامل في المجتمع بواسطة الاستفادة الإيجابية من الفروق الفردية ، والفرد مسؤول مسؤولية اجتماعية نحو نفسه ونحو أسرته ونحو مجتمته .
إن مساعدة الأفراد على علاج المشكلات الاجتماعية التي يتعرضون لها وتغيير الظروف المحيطة بهم بما يساعدهم على تحقيق أفضل تكيف ممكن أمر واجب .
إن الآلام والمتاعب التي يعاني منها الفرد ليس لها أي مغزى يبرر استمرار تعرض الفرد لها ، ومن ثم يجب مساعدة الفرد على التخلص مما يعاني من آلام ومتاعب .
إن الفقراء والمرضى والعجزة ليسوا عناصر ضعيفة وعلى المجتمع أن يتركها لتغني ، بل من مسؤولية المجتمع أن يساعد هؤلاء على أن يحيوا حياة إنسانية كريمة ، أي أن الخدمة الاجتماعية تنبذ الداروينية الاجتماعية ونظرية البقاء للأصلح ونظرية التوازن الطبيعي .
يجب أن يكون للفرد أو الجماعة أو المجتمع حق تقرير مصيره وتحديد أهدافه بمعرفته ورضائه بشرط ألا يؤدي ذلك إلى الأضرار بنفسه أو الجماعة التي ينتمي إليها أو المجتمع الذي يعيش منه وبحيث يتوافق ذلك من قيم المجتمع وعاداته وتقاليده الأصلية .



مبادئ الخدمة الاجتماعية

تقوم الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية على مجموعة من المبادئ التي يلتزم بها الأخصائي في عمله مع وحدات العمل المختلفة ( فرد ، جماعة ، مجتمع ) في علاقته بهم وقد تبلورت هذه المبادئ من خلال الخبرات التي مرت بها ممارسة الخدمة الاجتماعية والمواقف التي صادفها الأخصائيون الاجتماعيون في عملهم إلى جانب العلوم الاجتماعية والفلسفات والحركات الإنسانية التي تأثرت بها الخدمة الاجتماعية في نشأتها وتطورها .
وسوف نعرف لأهم مبادئ الخدمة الاجتماعية التي تطبق بالنسبة للطرق الثلاثة إذ أنه بالرغم من تنوع الطرق إلا أن هناك مبادئ عامة يلتزم بها الأخصائي الاجتماعي حين يتعامل مع أحد الطرق الثلاثة .
وتقوم مبادئ العمل بالنسبة للخدمة الاجتماعية وطرقها الثلاثة على مجموعة من الاعتبارات النفسية والاجتماعية ولعل أهم هذه الاعتبارات هي :
إن الإنسان كائن اجتماعي بمعنى أنه يرغب في المعيشة مع الآخرين بل أنه لا يمكنه المعيشة بدون الآخرين .
إن الإنسان نتاج اجتماعي بمعنى أن سلوكه في أي لحظة يكون نتيجة مباشرة للخبرات الاجتماعية التي مر فيها طيلة حياته منذ ولادته .
إن لكل إنسان سواء كان فرداً أو داخل جماعة حاجات مادية ونفسية يحاول تحقيقها باستمرار ، ويؤدي هذا إلى حدوث تفاعل اجتماعي بينه وبين الآخرين يؤدي إلى تغير المجتمع .
إن كل إنسان تتصارع في نفسه رغبات متضاربة فهو يريد الاعتماد على الغير من ناحية ويريد الاستقلال من ناحية أخرى كما أنه يريد التقليد من ناحية ويريد التجديد من ناحية أخرى وهو في نفس الوقت يريد تغيير المجتمع من ناحية ويريد الاستقرار من ناحية أخرى وهكذا .
أن اقتناع الإنسان ذهنياً بشيء لا يعني أنه سوف يؤديه فتكوين العادات لا يأتي عن طريق النصح ولكن عن طريق الممارسة .
إن الإنسان يحيط نفسه دائماً بسياج دفاعي ، فيظهر غير ما يبطن بغرض إظهار نفسه وتوضيح تصرفاته بشكل يرضي المجتمع .
إن للإنسان قدرة على التكيف مع الظروف المحيطة دون مساعدة خارجية في أغلب الأحيان .
إن للإنسان قدرة على إحداث تغيرات في نفسه كما في مجتمعه أيضاً .
إن بعض أفراد المجتمع لهم نفوذ أكثر من غيرهم على باقي أفراد المجتمع .
إن الناس لهم سرعة خاصة في النمو فمن الصعب إحداث تغيير كبير فيها .
إن المواطنين يمكنهم اتخاذ قرارات صالحة بشأن مشكلاتهم كأفراد وكجماعات أو مجتمعات بدون مساعدة في أغلب الأحيان .
هذه الاعتبارات الأساسية يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تطبيق مبادئ الخدمة الاجتماعية في الممارسة العملية .
والمبدأ هو حقيقة أساسية لها صفة العمومية ، وقد يصل الإنسان إلى هذه الحقيقة عن طريقة الخبرة والمنطق أو عن طريق التجريب المقنن ومبادئ الخدمة الاجتماعية لم يصل إليها العاملين بالمهنة عن طريقة التجريب المقنن وإنما أتت عن طريق تحليل خبرات كثيرة مر بها عدد كبير من العاملين في الميدان . أي أن مبادئ الخدمة الاجتماعية لا زالت في مرحلة الفروض الأساسية المدعمة بالخبرات المتراكمة ولكنها لم تصل بعد إلى مستوى ا لقوانين الثابتة .
وهناك اعتقاد خاطئ بأن مبادئ الخدمة الاجتماعية يجب أن تكون ثابتة أي أنها تتغير بتغير المكان والزمان .
فالمبادئ تعتمد على ناحيتين أساسيتين : طبيعة الإنسان الذي تتعامل معه من ناحية ، وفلسفة التغيير من ناحية أخرى ، ولما كان الإنسان نتاجاً اجتماعياً أي أن استجابته تتفق والبيئة التي عاش فيها فإنه يمكن القول أن طبيعة الناس تختلف من مكان لمكان ، ومن ناحية أخرى فإن فلسفة التغير تختلف من مجتمع لآخر ، وعلى ذلك يمكن القول بأن مبادئ الخدمة الاجتماعية يمكن أن تدخل عليها التغيير الملائم لطبيعة الزمان والمكان الزمان الذي تمارس فيه الخدمة الاجتماعية ذاتها .
والأسلوب : هو الطريقة التي يمكن بها تطبيق المبدأ . فإذا قلنا مثلاً أن الديموقراطية وحق تقرير المصير أحد مبادئ الخدمة الاجتماعية فإن تطبيق هذا المبدأ بصورة علمية يتخذ صوراً مختلفة هي التي نقول عنها الأساليب .
هذا وسوف نعرض لأهم مبادئ الخدمة الاجتماعية .
مبادئ الخدمة الاجتماعية : ـ
أولاً : المساعدات الذاتية :
يعتبر مبدأ المساعدة الذاتية من أهم المبادئ ، بل يعبر هذا المبدأ في الواقع عن جوهر الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية .
وقد انبثق هذا المبدأ عن الفلسفات الدينية والحركات الإنسانية وتجارب الخدمة الاجتماعية نفسها والتي وجدت أن تقديم المساعدة لذوي الحاجة أو تقديم الحلول الجاهزة لمشاكل الناس دون أي جهد منهم للتعاون في إشباع الحاجات أو علاج المشاكل كان في معظم الأحيان من العوامل التي أدت إلى استمرار المشاكل .
وعلى ذلك أصبحت النظرة إلى العميل تتمثل في أنه عنصر أساسي من عناصر التغيير مما يتطلب مشاركته مشاركة تتفق مع قدراته واستعداده على توجيه هذه العملية الموجهة التي تخدم مصالحه وصالح المجتمع .
والمساعدة الذاتية يقصد بها مساعدة الفرد لنفسه وكذلك مساعدة الجماعة لنفسها ومساعدة المجتمع لنفسه .
والمساعدة الذاتية بالنسبة للفرد تتحقق حين يستطيع الفرد وحده أن يشبع حاجة من حاجاته أو أن يعالج مشكلة من مشاكله معتمداً في ذلك على قدراته الخاصة وإمكانياته الذاتية وتتأثر قدرة الفرد وإمكانياته بخصائص المجتمع الذي يعيش فيه والجماعة التي ينتمي إليها ، كما تتأثر بنوع التعليم الذي يتلقاه الفرد والأساليب التربوية التي يسير عليها المجتمع في تنشئة أفراده بصفة عامة وتتأثر كذلك بالقيم الاجتماعية التي يتلقاها الفرد في مجتمعه .
أما فيما يتعلق بالمساعدة الذاتية للجماعة أو للمجتمع فتتحقق هذه المساعدة حين تقوم جماعة من الناس باشباع حاجة معينة من احتياجاتها كجماعة ، أو بحل مشكلة تمس أفرادها جميعاً عن طريق الجهود المشتركة لأفراد هذه الجماعة كما يلجأ المجتمع عادة إلى عدة وسائل يستخدمها في علاج مشاكله .
ثانياً : التقبل :
يقضى هذا المبدأ من الأخصائي الاجتماعي أن يتقبل العميل فرداً أو جماعة أو مجتمعاً محلياً كما هو وليس على الصورة التي يجب أن يكون عليها ، وبالتالي لا تتدخل الاعتبارات الشخصية أو الذاتية للأخصائي في الحكم على العميل أو غيره من وحدات العمل ولا ينبغي أن تؤثر اعتبارات الاختلاف في السن أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية أو المذهب السياسي بين الطرفين في العلاقة المهنية التي
تنشأ بينهما . ويكون تقبل الأخصائي للعميل الفرد من خلال مواقف معينة ومظاهر سلوكية من جانبه مثل :
احترام العميل لذاته .
احترام ما يصدر عنه من آراء .
عدم التسرع في إصدار الأحكام على سلوك العميل حتى يمنح فرصة كافية للتعبير عن نفسه .
على أن تقبل الأخصائي للعميل لا يعني الموافقة على تصرفاته وسلوكه بما في ذلك السلوك المنحرف ، وإنما القصد من التقبل هو إشعار العميل باستعداد الأخصائي لتقديم خدماته له ومساعدته إياه بغض النظر عن الاختلاف أنو التفاوت ين الطرفين . وإذا كان الأخصائي يتقبل بعض مظاهر سلوكية لا يوافق عليها في مبدأ الأمر فإنه يؤجل توجيه العميل نحو تعديل هذه المظاهر إلى أن تنمو العلاقة المهنية بينهما .
أما فيما يتعلق بالعمل مع الجماعات فإن الأخصائي الاجتماعي يتقبل أفراد الجماعة التي يعمل معها على ماهم عليه من خصائص إيجابية أو سلبية .
ويعبر الأخصائي عن تقبله لأفراد الجماعة بطرق مختلفة منها :
مساعدة الأفراد على التعبير عن مشاعرهم العدائية بطريقة مقبولة اجتماعياً من خلال النشاط الجمعي .
تقديم المكافآت الرمزية للأفراد والذين يقومون بدور فعال في حياة الجماعة .
تقدير الأخصائي لمشاعر الأفراد الشخصية وتقاليدهم الاجتماعية حتى لو اختلفت عن مشاعره وتقاليده .
ثالثاً : حق تقرير المصير :
يقوم هذا المبدأ على الاعتراف بحق الإنسان في أن يحيا الحياة التي يختارها لنفسه وأن يتجه بحياته الوجهة التي يرغبها بإرادته والتي تنسجم مع قيمة ومعتقداته . ولا يعني التجاء العميل إلى الأخصائي عن طريق إحدى المؤسسات الاجتماعية أنه تنازل عن حقه في تقرير مصيره وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بحياته ، وعلى ذلك يجب على الأخصائي أن يتجنب فرض آراء معينة أو حلول خاصة على العميل بشكل يؤدي إلى سلبه هذا الحق .
ليس معنى ذلك أن حق تقرير المصير حقاً الطلق وإنما يخضع هذا الحق لبعض القيود التي يفرضها صالح العميل نفسه أو صالح الأفراد الآخرين المتصلين به أو صالح المجتمع العام .
ومن أهم الاعتبارات التي تدخل في تقييد حق تقرير المصير اعتبارات خاصة بالعميل وأخرى خاصة بالمؤسسة الاجتماعية وثالثة متعلقة بالمجتمع العام .
1 ] اعتبارات خاصة بالعميل :
يتوقف منح العميل الحق في تقرير المصير على تفهم شخصيته وقدراته الجسمية والعقلية والنفسية ونموه الجسمي والعاطفي والعقلي . وقد يلجأ الأخصائي في بعض المواقف إلى سلب هذا الحق من العملاء إذا وجد من خلال الدراسة أن حالتهم لا تمكنهم من حسن استخدام هذا الحق والمحافظة عليه ومثال على ذلك .
الأحداث المنحرفون .
بعض حالات المرض النفسي والجسمي .
حالات الإدمان الشديد على المخدرات والمسكرات .
الأطفال الصغار .
الحالات التي يقع منها ضرر على العميل نفسه كالرغبة في الانتحار .
حالات الخروج على القوانين كالتعيش من السرقة .
حالات التعدي على تقاليد المجتمع .
حالات التعارض مع المستويات الخلقية كالكذب والتضليل .

2 ] اعتبارات خاصة بالمؤسسة الاجتماعية :
تدخل الاعتبارات الخاصة بالمؤسسة الاجتماعية في مدى تمتع العميل بحقه في تقرير مصيره ويتمثل في :
عدم منح العميل الحق في اختيار الأخصائي الاجتماعي الذي يتولى دراسة حالته .
عدم منح العميل الحق في تقديم البيانات اللازمة لبحث حالته .
عدم منح العميل الحق في إجراء الاختبارات اللازمة سواء مهنية أو نفسية عليه.
3 ] اعتبارات خاصة بالمجتمع :
للمجتمع العام قيمة وتقاليده وقوانينه وأعرافه والتي ينبغي ألا يتجاوزها العميل متعللاً باستخدام حقه في تقرير مصيره وعلى الأخصائي الاجتماعي مساعدة العميل على تفهم هذه القيم وضوابط السلوك وعلى توجيه حياته الوجهة لا يتعارض معها .
وعلى الرغم من أهمية هذا المبدأ وماله من دور في ممارسة الخدمة الاجتماعية ألا أن الأخصائي قد يصادف بعض الأوضاع الاجتماعية التي تحد من فعالية هذا المبدأ في المجال التطبيقي خاصة في المجتمعات النامية ومنها :
انتشار الجهل وارتفاع نسبة الأمية في الدول النامية وعلى الأخص في المجتمعات الريفية وذلك يؤثر على قدرة الأفراد على توجيه حياتهم وجهة سليمة وبالتالي على حسن استخدام حق تقرير المصير .
انخفاض متوسط الدخل الفردي .
رابعاً : المشاركة :
من المبادئ المعمول بها في الخدمة الاجتماعية أن الأخصائي الاجتماعي لا يحل مشاكل الأفراد بقدر ما يساعد هؤلاء الأفراد مساعدة تبنى على دراسة علمية ومهارة علمية . يساعدهم على تفهم مشاكلهم وعلى رسم خطط العلاج معتمدين في ذلك على إمكانياتهم الذاتية بقدر استطاعتهم مع الاستعانة بالموارد والخدمات الاجتماعية المتاحة في البيئة المحيطة ، ويتفق هذا المبدأ مع المبادئ الأخرى التي تعتمد عليها الخدمة الاجتماعية خاصة المساعدة الذاتية وحق تقرير المصير فالعميل وحده وهو صاحب الحق في توجيه حياته ، وبالتالي لابد أن يسهم بدور فعال في الخدمة ويتحمل النصيب الأكبر في المسئولية ولا يلقى العبء على الأخصائي ، فلابد من النشاط المثمر بين الطرفين لأن مشاركة العميل في تشخيص حالته وفي التعرف على النواحي العلاجية فيها يزيد من حرصه على وضع العلاج المقترح موضع التطبيق .
كذلك الحال حين يعمل الأخصائي مع الجماعة حيث يحرص على مساعدة أعضائها ومساعدة الجماعة ككل على تنمية قدراتها الذاتية وعلى الاعتماد على مواردها لإشباع احتياجاتها ، فالجماعة السوية في مجال خدمة الجماعة هي التي تشارك مشاركة فعالة في تسيير شئونها وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتها
وحياة أفرادها . ويعتبر مبدأ المشاركة كذلك من المبادئ الأساسية والهامة في الممارسة العلمية لطريقة تنظيم المجتمع بل أن نجاح الطريقة يتوقف على مدى مشاركة المواطنين .
خامساً : السرية :
نظراً لأن عمل الأخصائي يتصل في معظم الأحيان بحياة الناس وبالكثير من دقائق حياتهم الخاصة ، ونظراً لما لهذه الحياة من حرمة ومن قدسية فإن عمل الأخصائي يتسم بحساسية خاصة ويتطلب احتياطات معينة حفاظاً على
حرمات الناس .
ويكتسب هذا المبدأ أهمية خاصة في طريقة خدمة الفرد باعتبارها أقرب الطرق إلى التعرض للمشاكل الفردية والأسرية وبالتالي أقربها إلى حياة الناس الخاصة .
والتزام الأخصائي بمبدأ السرية يتطلب منه حفظ ما يحصل عليه من بيانات ومعلومات خاصة بالعميل في طي الكتمان فلا يسمح لنفسه بإذاعتها أو لا يمسح لأحد بالإطلاع عليها بأي حال .
ويعد مبدأ السرية من أهم المبادئ التي تنمي الشعور بالثقة والاطمئنان في نفس العميل ولهذا يحرص الأخصائي على إبراز هذا المبدأ وتأكيده أمام العميل وعلى الأخص في المقابلات الأولى حيث العلاقة بينهما لم تتبلور بعد .
ويراعي الأخصائي الاجتماعي اعتبارات معينة محافظة على مبدأ السرية منها :
أن يكون العميل بالنسبة له هو المصدر الأساسي للمعلومات والبيانات اللازمة لدراسة الحالة .
عدم الاستعانة بالمصادر الخارجية إلا في حدود ضيقة وبإذن منه .
يلتزم الأخصائي في الحصول على البيانات اللازمة في حدود المشكلة التي يعاني منها العميل .
لا يتحدث عن حالات عملائه مع غيره .
لا يقوم الأخصائي بزيارة العميل إلا باتفاق سابق .
حفظ كل ما يتعلق بالعملاء من تقارير ومستندات في أماكن خاصة يضمن
لها السرية .
تراعى المؤسسة أماكن خاصة بمقابلة الأخصائي مع العميل حفاظاً على السرية
سادساً : العلاقة المهنية :
تنشأ بين الأخصائي الاجتماعي وبين وحدات الخدمة التي يتعامل معها أفراد وجماعات ومجتمعات علاقة تتصل بالعمل سميت في الخدمة الاجتماعية بالعلاقة المهنية وذلك تمييزاً لها عن أنواع المثيرات والاستجابات بين الأخصائي والعميل يحدها إطار معين يتشكل وفقاً لطبيعة الموقف .
وتتميز العلاقة المهنية عن العلاقة الشخصية في :
العلاقة المهنية وسيلة لغاية محددة هي مساعدة العميل فرد كان أو جماعة أو مجتمع وذلك لعلاج ما يعترضه من مواقف صعبة بينما العلاقة الشخصية تعتبر غاية في ذاتها تشبع حاجات اجتماعية لدى الفرد .
يتدخل التوقيت في التمييز بين العلاقة المهنية والعلاقة الشخصية ، فالعلاقة المهنية موقوته بوقت معين وتنتهي بانتهاء تقديم الخدمة باعتبارها الأصل في قيام هذه العلاقة ، بينما العلاقة الشخصية بطبيعتها تعارض فكرة التوقيت إذ ليس لها أن تنتهي بتاريخ معين ، وقد تدون العلاقة الشخصية بدوام أطرافها وقد تستمر طوال الحياة على عكس العلاقة المهنية التي لابد وأن تنتهي في وقت ما .
تقوم العلاقة المهنية على أساس من الحقائق العلمية من ناحية وعلى المهارات والخبرات المتصلة بالنشاط المهني من ناحية أخرى ويتم إكتساب هذه المهارات والخبرات عن طريق مرحلة مخططة من التدريب النظري والعلمي ومن هنا تتسم العلاقة بالموضوعية لارتباطها بحقائق ومهارات أكثر من ارتباطها بمشاعر ذاتية . هذا بخلاف العلاقة الشخصية التي تكون فيها الاعتبارات الذاتية ركناً هاماً من أركان العلاقة الشخصية .
لا تتأثر العلاقة المهنية ولا ينبغي أن تتأثر بمظاهر السلوك التي تصدر عن العميل خلال عملية الاحتكاك والتفاعل بين الأخصائي الاجتماعي والعميل لأن هذه المظاهر السلوكية في كثير من الأحيان تصدر تعبيراً عن الصعاب التي تعترض العميل أكثر منها موجهة نحو الأخصائي بغرض النيل منه على أي صورة من الصور . وليس الأمر كذلك بالنسبة للعلاقة الشخصية التي كثيراً ما تتأثر بمظاهر السلوك التي يوجهها أحد أطراف هذه العلاقة نحو الطرف الآخر . هذه الخصائص العامة للعلاقة المهنية تعبر في الواقع عن طبيعة النشاط الإنساني الذي يمارسه الأخصائي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 04, 2011 2:02 am



الإسـلام و الخـدمة الاجتـماعية




أ.د. إبراهـيم عبد الرحـمن رجــب
وكيل كلــية الخــدمة الاجتـــماعية بجـــامعة حـــلوان سابقا







الطبعة الأولى

1421 هـ - 2000 م.


المحتـــــويات

مقــــدمة
الفصل الأول : الحاجة إلى التوجيه الإسـلامي للخــدمة الاجتــماعية .
المبحث الأول : استزراع النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وآثاره .
المبحث الثاني : نقـــل برامج الرعـــاية الاجتـــــماعية عن الغـــــرب وآثاره.
الفصل الثاني : الشعور بالمشكلة والاستجابة للموقف.
المبحث الأول : الدعوة إلى توطين وتأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية.
المبحث الثاني : اليقظة الإسلامية المعاصرة وقضية أسلمة المعرفة.
الفصل الثالث : مفهوم التوجــيه الإســلامي للخدمة الاجتماعية.
الفصل الرابع : أبعـــــــاد التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية.
المبحث الأول : الطبيعة البشــرية في المنظـور الإسـلامي.
المبحث الثاني : السنن النفسية والاجتماعية.
المبحث الثالث : تفسير المشكلات الفردية والمشكلات الاجتماعية.
المبحث الرابع : الرعـــــاية الاجتـــماعية والإصلاح الاجتماعي.
المبحث الخامس : طـرق التـدخل المهــني للخدمة الاجتماعية.
الإسلام و الخدمة الاجتماعية

مقـــدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بـهداه إلى يوم الدين ... أما بعد:
فلقد أبدى المتخصصون في الخدمة الاجتماعية في الدول الإسلامية في العقود الأخيرة اهتماما متزايدا بقضية المراجعة النقدية المتعمقة للافتراضات الأساسية التي تبنى عليها المهنة ، وللمبادئ المهنية التي تستند إليها ، بغرض إحداث التغييرات اللازمة في ممارساتـها العملية حتى تصبح أكثر استجابة لحاجات المجتمعات التي تتم فيها تلك الممارسة ، ولكي تصبح أكثر فاعلية في النهوض بالأعباء والمسئوليات التي أولتها إياها تلك المجتمعات ، سواء فيما يتصل بإصلاح الخلل في النظم الاجتماعية ، أو فيما يتصل برعاية أو إعادة تأهيل الأفراد الذين أصيبوا من جراء تلك الأشكال من الاختلال الاجتماعي ، أو فيما يتصل بتنمية وصقل شخصيات الشباب ، وتنمية ورفع مستويات الحياة في المجتمعات المحلية في الريف والحضر .. إلى غير ذلك من صور وأشكال التنمية الاجتماعية .

ولقد شاء الله ببالغ حكمته أن تصل تلك المراجعات المتعمقة في السنوات الأخيرة إلى غايتها إذ تتم في ضوء ما تشهده المجتمعات الإسلامية اليوم من عودة الوعي فيما نراه من هذه اليقظة الإسلامية المباركة ، حيث نشأ عن هذا اتجاه جهود الكثيرين من المتخصصين في الخدمة الاجتماعية بشكل جاد إلى استلهام الأطر النظرية والممارسات التطبيقية لهذه المهنة من منظور الإسلام وتصوره المحدد للإنسان والكون والمجتمع ، دون تفريط فيما صح من الأطر والممارسات الحديثة التي لا تتنافى مع التصور الإسلامي ، وذلك فيما أصبح يعرف اليوم بالتأصيل الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، أو التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، أو المنظور الإسلامي للخدمة الاجتماعية.

ولا يخرج هذا الاتجاه في جوهره عن أن يكون حلقة أخرى من حلقات محاولة "تطبيع" العلاقات بين النظم والمؤسسات الممارسات التي تعيش المجتمعات الإسلامية في ظلها من جهة ، وبين عقائد وقيم ومبادئ هذا الدين الذي تنطوي عليه جوانح أهل تلك المجتمعات من جهة أخرى ، ويقصد بالتطبيع هنا عودة الأمور إلى نصابها "الطبيعي" من الاتساق الواجب بين المادة والفكر ... بين التنظيمات المادية والتوجيهات الإلهية في كل جانب من جوانب الحياة .. علاجا لهذا الفصام النكد الذي تعيشه المجتمعات الإسلامية المعاصرة بين الترتيبات المجتمعية التي يُشبع الناس حاجاتهم الإنسانية في إطارها وبين العقيدة التي تملك على الناس مجامع قلوبهم ، والتي تحسم في النهاية مآلهم في دنياهم وأخراهم .. ذلك الفصام الذي يمكن أن نرد إليه حالة التخلف التي تعانى منها الأمة الإسلامية اليوم في كافة الميادين ، والذي لا يمكن تصور تحقيق التنمية الشاملة للأمة على أي وجه إلا بالخلاص منه - ضمن شروط أخرى يقصر عنها نطاق هذه المقدمة.

ومن هنا فإن جهدنا في هذا البحث سينصب أولا على التعريف بأصول الوضع الراهن لتوضيح الأسباب التي تجعل قضية التوجيه الإسلامي للعلوم أمرا حتميا ، وذلك من خلال تحديد الظروف التي نشأ في ظلها هذا الفصام بين علومنا ونظمنا وممارساتنا وبين عقيدتنا الإسلامية ، قبل أن نركز على النتائج التي ترتبت على هذا الوضع في محيط برامج ومؤسسات الرعاية الاجتماعية، ثم نتجه بعد هذا إلى توصيف بعض المحاولات الباكرة لمواجهة هذا الموقف لإيجاد نوع من التقارب أو الملاءمة بين ممارسات الخدمة الاجتماعية وبين ظروف مجتمعاتنا (وغيرها) فيما يعرف بجهود توطين الخدمة الاجتماعية أو أقلمتها ، أو ما يعرف بتأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية .

ثم إننا نتعرض بعد ذلك بقدر من التفصيل لحركة أسلمة المعرفة في صورتها الأصيلة النقية لاستقصاء الظروف التي أبرزتها حتى أصبحت من أكثر الاتجاهات تأثيرا في محيط العلوم الاجتماعية في عالمنا الإسلامي اليوم ، وذلك قبل أن ننتقل مباشرة لاستجلاء مفهوم التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، أما ما تبقى من البحث فإننا نخصصه لعدد من المباحث المستقلة التي نتناول فيها الأبعاد الخمسة للتوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية بشيء من التفصيل.

وسيلاحظ القارئ الكريم أن تناولنا لموضوع "أبعاد" التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية وإن ظهر مطولا إلا أنه لم يخرج في كثير من الأحيان عن مجرد إعطاء أمثلة ونماذج محدودة لاتصل إلى استقصاء هذا الموضوع المتعدد الجوانب الذي يحتاج معالجة أكثر تفصيلا وتعمقا. فلقد كان الهدف من تناول موضوع أبعاد التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية على هذه الصورة مجرد تقديم مؤشرات لما يمكن أن يكون عليه تطبيق منهج التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية في دراسة هذه الموضوعات الخمسة قدر ما تسمح به معرفتنا الراهنة حول الموضوع ، ومن هنا جاء حرصنا - عند التعامل مع كل بعد من الأبعاد الخمسة - على تلخيص الأفكار الأساسية لما تتضمنه كتابات العلوم الاجتماعية الحديثة حول كل موضوع ، ثم نقد تلك الأفكار ، ثم استكمالها أو استبدالها بما يلائمها من عناصر التصور الإسلامي المتصلة بالموضوع ، في محاولة لإيجاد التكامل المنشود بين ما صح من نتائج تلك العلوم الاجتماعية الحديثة وبين ما نظن أنه يمثل أصول التصور الإسلامي المتفق عليه - في حدود ما نعلم .
والله الموفق والمستعان وهو نعم المولى ونعم النصير.
المــؤلف



الفصل الأول


الحاجة إلى التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية


المبحث الأول: نقل النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وآثاره
المبحث الثاني : نقـل برامج الرعاية الاجتماعية عن الغـرب وآثاره.
الفصل الأول
الحاجة إلى التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية

المبحث الأول : نقل النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وآثاره

إن أي محاولة لفهم الواقع المعاصر لممارسة الخدمة الاجتماعية في العالم الإسلامي لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا بإلقاء نظرة فاحصة على جذور هذا الواقع وأصوله التاريخية غير البعيدة ، وخصوصا بتحليل الظروف التي سبقت وأحاطت بعملية نقل استزراع المؤسسات والممارسات الاجتماعية من الدول الغربية بعد انهيار الدولة العثمانية وبعد اقتسام المناطق التي كانت تحكمها بين القوى الاستعمارية الأوربية ، ثم ما تلا ذلك كله ( وما سبقه في بعض الأحيان ) من تغلغل وتأثير شديد للحضارة الغربية والنفوذ الغربي بصفة عامة على الأمة الإسلامية.

والحق أنه مهما قيل حول ظروف التخلف والعزلة والتدهور التي أصابت نظم المجتمع المسلم في كل جوانبها في أواخر أيام الدولة العثمانية ، فإن هذا التخلف كان بمعنى ما تخلفا " نسبيا" أي أنه يتصل بتخلف الأمة " بالنسبة " لغيرها من الأمم المنافسة والمعاصرة لها. ولكن ذلك الوضع قد انتهي - نتيجة للتفاوت المتزايد في فوارق القوة بين الدولة العثمانية وبين الدول الأوربية - إلى سيطرة القوى الأجنبية الأوربية على المسلمين واحتلال أراضيهم ، غير أن ذلك التخلف الذي أصاب المسلمين في أواخر أيام الدولة العثمانية - رغم كل آثاره السلبية - لم يحرم المجتمعات الإسلامية من درجة ما من درجات التكامل الاجتماعي الداخلي … ذلك التكامل الذي كان يقوم على الأقل على تشرب النظم والمؤسسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بقيم الإسلام ومبادئه العامة ، بما يؤدي إلى ترابط تلك النظم فيما بينها بدرجة ما وبشكل ما في إطار موحد يقوم في جوهره على الإيمان بالله واليوم الآخر ، ويستهدف ليس فقط النجاح في الدنيا ولكن أيضا النجاة في الآخرة ، على الوجه الذي تفيض به قلوب المؤمنين الموحدين.

ولكن انهيار الدولة العثمانية قد أتى إلى عالم الإسلام ببعد تفكيكي جديد على مستوى أخطر بكثير من مجرد تخلف الأمة نسبيا في النواحي العلمية والتقنية عن العالم المحيط بها ( رغم الخطورة الكبرى لهذا البعد في ذاته )، ذلك أن الدول التي استولت على أراضى الإسلام بقوة السلاح قد آلت على نفسها - من خلال كل قنوات التأثير والتوجيه العسكري والاقتصادي والسياسي المتاحة لها - إلا أن تقتلع النظم والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الأصيلة أو المحلية في تلك المناطق ، وأن تستبدلها بنظم وممارسات متوافقة مع منظورها هي للحضارة الغربية "الحديثة" (هذا إذا أحسنا الظن بنوايا تلك الدول) ، أو أن تضمن لها إحكام سيطرتها على حياة الشعوب المسلمة حتى لا تقوم لها بعد ذلك قائمة بأي شكل تتصور أنه يتعارض مع مصالحها .. هذا إذا اخترنا أن نكون أكثر واقعية ، وإذا استأنسنا بنظرة تاريخية تحليلية وتسلحنا بوعي كاف بمغزى العلاقات بين القوى الإسلامية وغير الإسلامية من الناحية التاريخية والمؤسسية (إبراهيم رجب ، 1980).

ولقد فصّل بعض الكتاب الغربيين أنفسهم القول حول طبيعة الأساليب التي اتبعتها القوى السياسية الأوربية قبل مرحلة الاحتلال العسكري بكثير - ومنذ بدية القرن التاسع عشر - لفرض سيطرتها على الحياة الفكرية والسياسية في مصر مثلا برضاء بل وبتشجيع من محمد على وبعض أبنائه من بعده ، جريا وراء سراب تحديث مصر على أسس الحضارة الغربية ، مما يعتبر بذاته عملا "مكافئا للاستعمار" إذا أخذنا الاستعمار بمعنى السيطرة والتوجيه وقصد إحلال نمط ثقافي وحضاري أجنبي محل الأنماط الثقافية التقليدية (ميتشل، 1990) ، كما قام بعض المؤرخين العرب من جهة أخرى بالوصول إلى نفس النتيجة من خلال الدراسة المقارنة بين "النهضة" العربية والنهضة اليابانية ، حيث بينوا أنه بالرغم من أن المنطقتين قد بدأتا متساويتين (إن لم تكن مصر مثلا في وضع أفضل من اليابان في النصف الأول من القرن التاسع عشر) إلا أن الأولى فشلت فشلا ذريعا في حين أن الثانية قد نجحت نجاحا عظيما ، وأن السبب الرئيسي في ذلك إنما يرجع إلى تبني الصفوات الحاكمة في مصر والدولة العثمانية لسياسات تغريبية تمثلت في نقل النظم والمؤسسات والعادات الأوربية في حين نقلت اليابان التكنولوجيا الحديثة وحدها ، فمن الثابت أن مصر كانت تتميز مثلا بفائض زراعي ضخم وكانت شبكة مواصلاتها النهرية والبحرية وخطوط السكك الحديدية فيها أفضل منها في اليابان ، يقول مسعود ضاهر أنه "في العام 1913 كان متوسط دخل الفرد المصري من الناتج المحلي الإجمالي أعلى بقليل من نصيب الياباني ، وكان نصيب الفرد من التجارة الخارجية المصرية ضعف نصيب الياباني … [ومع ذلك] فإن تجربتيْ مصر والسلطنة العثمانية… انتهتا إلى التغريب الشامل … [بينما] تجلى النجاح الأكبر للتجربة اليابانية في رفض اقتباس الثقافات الغربية التي تقود إلى التغريب في المسكن والمأكل واللباس والتعليم والتخاطب اليومي على غرار ما فعل المصريون والعثمانيون . فنجحت حركة التحديث اليابانية في اقتباس تكنولوجيا الغرب فقط حين عملت على توطينها واستيعابها وتطويرها دون أن تغادر أصالة تقاليدها" (ضاهر ، 1999 : 15-19) .

وإذا كان هذا هو الموقف على مستوى مصادر التوجيه والتأثير الرسمي "للقائمين على الحكم" في بعض المناطق الإسلامية في القرن الأخير من حكم الدولة العثمانية ، ثم من خلال الحكم الاستعماري المباشر لتلك المناطق فيما تلا ذلك ، ومن خلال الحكومات المحلية التي أقيمت في ظله أو التي التزمت بالخطوط التي تمليها القوى الضاغطة الأجنبية فيما بعد الاستقلال ، فإن الحال لم يختلف كثيرا على مستوى خاصة " الخبراء والمتخصصين" من أبناء الإسلام وأبناء الشعوب الإسلامية الذين يسيرون بثقة وانقياد وراء التوجيه "الفني والعلمي" لأولئك المتخصصين ، فلقد أبدى معظم أولئك الخبراء انبهارا بما قدمته لهم الحضارة الغربية من علوم "حديثة " ، وتبنوا ضمنا الفكر وفلسفة الحياة التي قامت تلك الحضارة على أساسها ، كما سارعوا إلى اقتباس أو استزراع أو شتل Transplantation النظم والمؤسسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المجلوبة من الغرب في التربة المحلية اعتقادا منهم بأن ذلك هو السبيل إلى حصول " التقدم" المنشود واللحوق "بركب الحضارة " من أقرب سبيل.

ولم يتبين لهؤلاء ولا لأولئك - سواء من الحكام الرسميين أو القادة الفنيين المتخصصين والعامة تبع لهم - ولم تتكشف لهم حقيقة "عدم التوافق الجذري" بين ما بنيت عليه تلك النظم والمؤسسات والمعارف الغربية من قيم ومبادئ ونظرة للحياة وبين القيم والمبادئ الإسلامية والنظرة الإسلامية للكون والحياة إلا بعد أن انقضت سنوات تطاولت عددا ، تحولت فيها الاتجاهات نحو تلك النظم والمؤسسات والممارسات الوافدة من مرحلة التشكك المبدئي ، إلى التقبل بل والانبهار ، ثم الاستزراع النشط والنشر المتحمس لتلك المستحدثات ، إلى محاولات جاءت بعد ذلك لتعديل وأقلمة تلك المستحدثات بطريقة تحافظ على جوهر المستزرع مع تقريبه من واقع المجتمع عندما ظهرت عوارض عدم التلاؤم بينهما ، إلى الشعور بفشل المشروع الحضاري الغربي في عقر داره ، وبدء التشكك في صلاحيته لغيره من المجتمعات.

وهنا انقسم الناس في عالمنا الإسلامي فريقين ، فريق قد ارتبطت مصالحهم الذاتية الضيقة بالمشروع الحضاري الغربي سواء من حيث بقائهم في مقاعد السلطة السياسية ، أو احتلالهم لمواقع التأثير والتوجيه المجتمعي ، أو تحكّمهم في موارد هامة للقوة الاقتصادية ، أو حتى تمتعهم بالمكانة العلمية والتقدير الأدبي في ظل ذلك المشروع المرتبط بالحضارة الغربية والتابع لها ( كما في حالة رجال العلم وأستاذة الجامعات).

وفريق آخر أدرك أن المشروع الحضاري الغربي بما يقوم عليه من توجهات مادية علمانية وما يعانيه من "خواء روحي" - على حد تعبير فرانسيس فوكوياما أحد كبار المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية في مقاله الشهير عن " نهاية التاريخ " ( والذي بالمناسبة يشير في ثناياه ضمنا إلى أن الإسلام يمثل الفكر والوعي الوحيد الذي يقدم بديلا سياسيا منافسا للمشروع الحضاري الغربي على الساحة الأيديولوجية في العالم المعاصر) (Fukuyama, 1989 : 14) - نقول أن هذا الفريق قد أدرك أن النموذج الغربي ليس صالحا في المدى البعيد لتوجيه المسيرة البشرية خصوصا بعد ظهور الآثار المدمرة لهذا التوجه على الكثير من جوانب حياة المجتمعات الغربية بل وغير الغربية في مختلف دول العالم .
ولقد أدرك هذا الفريق الأخير أن ما تعانى منه الشعوب الإسلامية اليوم في مختلف المجالات إنما يرتد في جزء كبير منه إلى تبنى تلك الشعوب لهذه المؤسسات المجلوبة ، وللممارسات التي تتم في إطارها والتي تتنافى - على خط مستقيم - في معظم الأحوال مع أصول الإسلام ومبادئه ، كما أدرك هذا الفريق أن جوهر الحل الصحيح لتلك المشكلات إنما يكمن في إعادة النظر في جميع النظم والمؤسسات التي يعيش الناس في ظلها ، والممارسات التي تتم في إطارها بتوجه جديد من منظور الإسلام ، فرأينا نتيجة لذلك دعوة متنامية إلى إعادة إحلال الشريعة الإسلامية محل القوانين الوضعية عند المطالبين " بتطبيق الشريعة الإسلامية "، كما رأينا مطالبة قوية بإحلال "الاقتصاد الإسلامي والبنوك الإسلامية" محل الاقتصاد الوضعي والبنوك الربوية ، كما ظهرت حركات قوية تطالب بممارسات " إسلامية" في مختلف جوانب الحياة كالتربية الإسلامية والإعلام الإسلامي .. الخ (إبراهيم رجب ، 1980).

المبحث الثاني : نقل برامج الرعاية الاجتماعية عن الغرب وآثاره

إذا طبقنا هذا التحليل التاريخي - المؤسسي Historical / Institutional في محيط الخدمة الاجتماعية فإننا سنجد أن أجهزة أن أجهزة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية وممارسات الخدمة الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية قد مرت بكل مرحلة من هذه المراحل التي أشرنا إليها ، كما تعرضت لنفس تلك المؤثرات ، واتخذت نفس تلك التوجهات.

فإذا عدنا إلى الفترات السابقة على الهجمة الاستعمارية على العالم الإسلامي فإننا سنجد أن الرعاية الاجتماعية للأفراد المحتاجين إلى المساعدة كانت تقدم من خلال المبادرات الفردية والجماعية ، كما كانت تقدم من خلال الحكومات المسلمة التي تستشعر - بدرجات متفاوتة - مسئوليتها أمام الله سبحانه وتعالي عن رعاية مواطنيها ، وقد كانت المفاهيم والقيم الإسلامية النبيلة التي تؤكد على أخوة المسلمين ووحدتهم العضوية كالجسد الواحد خير موجه لتلك الجهود الفردية والجماعية والحكومية ، بما يؤدى إلى " تكامل" الجهود التكافلية على مستوى المجتمع بجميع وحداته ، وقد جسدت مؤسسة "بيت مال" المسلمين فكرة التكامل هذه فيما يتصل بالإنفاق على مصالح المسلمين عامة بما في ذلك الرعاية الاجتماعية للمحتاجين ، كما جسدت فكرة "التكامل " بينهم من خلال نظم دقيقة لجباية وإنفاق الزكاة من الموارد وفي المصارف التي حددها الشارع الحكيم العليم بما يُصلح العباد ، أما الصدقات الفردية وحقوق الأقارب وصلة الأرحام وحقوق الجيران وأبناء السبيل .. وغيرها فقد فتحت الباب على مصراعيه لوصول الخير إلى الناس - من كل الناس - دون حدود ، ذلك أن فكرة الصدقة لا تقتصر على الحقوق المالية أو التطوع بالمال ، ولكنها تتجاوز ذلك إلى كل أنواع الخير وكل أشكال التراحم بين أفراد المسلمين ، مع مراقبة الله عز وجل في كل ذلك ، و الطمع فيما عند الله من الثواب مما هو خير وأبقى.

وإذا كان البعض قد يتساءل هنا عما إذا كانت هذه الصورة النظرية أو "المثالية" للمجتمع المسلم المتكامل "كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" تتجسد واقعيا في كل العصور ، فإن من الواضح أن المجتمعات الإسلامية في العصور المختلفة كانت تقترب حينا وتبتعد حينا عن هذا النموذج بحسب درجة تشرب المجتمع ونظمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية بتلك القيم الإسلامية النبيلة ، فالتحليل العلمي الاجتماعي الصحيح يدلنا بوضوح إلى أنه كلما كانت علمية التنظيم الاجتماعي Process of Social Organization في المجتمع في عصر ما ذات كفاءة وذات فاعلية …وكلما ازدادت فاعلية التنشئة الاجتماعية وصحّت مسيرتها في الاتجاهات التي تتمشى مع المعايير والقيم الإسلامية …وكلما ضمنت عمليات الضبط الاجتماعي استمرار سير المجتمع بأفراده ومؤسساته ونظمه في نفس الاتجاه ، فإن الموقف في مثل ذلك المجتمع يقترب أشد الاقتراب من هذا النموذج الذي يتمشى بشكل كبير مع القيم المعيارية الإسلامية الصحيحة.

وعلى العكس مـــن ذلك فإن المجتمعات في فترات الانحلال والتفكك الاجتماعي Social Disorganization التي تتسم بتقطع عملية التنشئة الاجتماعية ، وتضارب توجهاتها، وتأثرها بقيم غريبة عن النسيج المعياري للمجتمع المسلم ، خصوصا إذا اقترنت هذه الظروف جميعا بضبط اجتماعي موجه في أهدافه ووسائله بغير قيم المجتمع المسلم ، لا يمكن أن تسودها في تلك الفترات تلك الصورة المتكاملة المتكافلة التي توجهنا إليها قيم هذا الدين ومعاييره.

وعلى أي حال فان ما يعنينا هنا هو أن تلك الصورة - التي قد تقترب أو تبتعد قليلا أو كثيرا عن ذلك النموذج التكاملي في المراحل السابقة على الغزو الاستعماري - قد تعرضت بعد الاحتلال الأجنبي إلى لطمة ساحقة من خلال التبني المنظم للأشكال التنظيمية والممارسات الاجتماعية المشاكلة لتلك التي انبثقت في الغرب ، والتي تقوم على نوع آخر من التكامل الذي يختلف في أساسه الروحي اختلافا كبيرا عن ذلك النمط من التكامل الذي تدعو إليه معايير الإسلام ، ذلك أن تلك الأشكال التنظيمية المستمدة من الغرب تقوم فيما يعنينا في هذه الدراسة على أساسين :
الأساس الأول: فصل الدين عن شئون الدنيا فيما يعرف بالتوجه العلماني Secularization ، مما يعنى أن المؤسسات والممارسات الاجتماعية - مثلها في ذلك مثل غيرها من المؤسسات والممارسات في بقية مناحي الحياة - ينبغي أن تبنى على أســـس تتصل فقط بهذه الحياة الدنيا ، مستبعدة بذلك أي صلة بالله أو اليوم الآخر ( ومما يجدر بالذكر هنا أن الخدمـة الاجتماعية في الغرب قـد قطعت شوطا طويلا في طريق العلمنة حتى بدأ المتخصصون فيها مؤخرا ينتقدون ذلك التوجـه الذي يرونــه مسئولا عن قصور الممارسة في الخدمة الاجتماعية ويدعون للتخلص من آثاره المريرة ) (Marty, 1980: 643).
الأساس الثاني : التخصص وتقسيم العمل سعيا وراء تحقيق أكبر قدر من الكفاءة ، والذي ترتب عليه عدم وجود اهتمام كبير بالعلاقات بين الوحدات المتخصصة ، حتى ولو كانت الوظائف التي تقوم بها تلك الوحدات مترابطة بطبيعتها ، كما هو الحال مثلا بالنسبة للعلاقات بين الأسرة والمدرسة وأجهزة الإعلام التي تشترك مع بعضها في وظائف التنشئة الاجتماعية .

ولقد أدى إحلال الأجهزة والمؤسسات والسياسات المتصلة بالرعاية الاجتماعية المنطلقة من مثل تلك المنطلقات العلمانية والتجزيئية محل النظم والترتيبات التقليدية في المجتمعات الإسلامية إلى عدد من النتائج يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
1- تبنت معظم الدول الإسلامية مفهوم " الرعاية الاجتماعية" Social Welfare القائم على فكرة الحقوق الموحدة وغير الشخصية للمواطنين المتساوين في درجة حاجتهم ، والتي تقدم بطريقة غير شخصية لمن يحتاجونها كحقوق مفروضة مدنيا ، وذلك بدلا من مفهوم "التكامل" الاجتماعي العضوي القائم على أساس فكرة الأخوة في الله والتراحم بين المسلمين وما يترتب عليها من ارتباط شخصي وثيق ، والذي تنطلق فيه الممارسات مما فرضه الله سبحانه - الذي يعلم ما فيه الخير لخلقه - وعلى الوجه الذي شرعه.
2- تولت الحكومات الوطنية المسؤولية السياسية عن بعض البرامج العامة - كالضمان الاجتماعي - التي يتم الإنفاق عليها من حصيلة الضرائب العامة دون أخذ الواجبات الدينية كفريضة الزكاة في الاعتبار ، وقد قصُرت موارد معظم الدول دون الإنفاق الكافي على تلك البرامج حتى أصبحت شكلا خارجيا أو قوقعة فارغة لا مضمون حقيقي لها ، من جهة عدم القدرة على تقديم الحد الأدنى اللازم للمعيشة وفقا لما هو مفروض نظريا.
3- تضاءل الدور الذي تقوم به الترتيبات والنظم المحلية التقليدية التي كانت تتحمل في الماضي المسؤوليات المتكاملة مع وظائف الرعاية الاجتماعية بالمفهوم الحديث ، وخصوصا شبكة الدعم الاجتماعي غير الرسمي Social Support Network المتمثلة في الدعم الأسرى وعلاقات الجوار والأوقاف الخيرية ، نتيجة لشعور المواطنين بأن الدولة قد التزمت بالقيام بتلك الالتزامات بدلا من الأفراد ، فاستشرت السلبية بين المسلمين إلى حد يصل إلى التبلد وعدم الإحساس بحاجة الآخرين في بعض الأحوال.
4- تضاءل دور الجهود التطوعية المنظمة ، وضعفت المبادرة والجهود الذاتية للمواطنين نتيجة لتضييق بعض الحكومات (خصوصا في فترات ما يسمى بالتحول الاشتراكي) على الجمعيات الأهلية وإحاطتها بالشكوك بسبب التخوف الذي تشعر به تلك الحكومات نحو أي تعاون أصيل فيما بين المواطنين للصالح العام ، لئلا يؤدى ذلك في المدى البعيد إلى تقوية شعور المواطنين بكيانهم وقوتهم مما يقلق بعض النظم الحاكمة . (Springborg, 1989 : 170- 173)
5- تم نشر العديد من المؤسسات التي تقدم الخدمات اللازمة لبعض فئات المجتمع المحتاجة للرعاية كالأطفال والمعاقين والمسنين على نفس الأسس التي تقدم بها في المجتمعات غير الإسلامية حيث يتم التركيز على إشباع الحاجات المادية أساسا ، والنفسية والاجتماعية بشكل أقل ، أما الحاجات الروحية فلا تكاد تدخل في الاعتبار أصلا إلا في أضيق نطاق ، وكقطاع مستقل ومنفصل بشكل مصطنع عن بقية جوانب الرعاية الأخرى ، بدلا من أن تكون محورا لجميع ما يقدم من خدمات وما يبذل من جهود ، مما أفقد تلك المؤسسات قدرا كبيرا من فاعليتها .
6- وفي خضم الحماس الزائد لنقل الأفكار والمشروعات من الدول الأوربية ومن الولايات المتحدة الأمريكية فقد تم نقل أفكار لمشروعات مستحدثه دون فهم للمسلمات والأصول الثقافية التي بنيت عليها ، ودون إدراك بأنها غير ملائمة أصلا للبيئة المحلية ، كفكرة المحلات الاجتماعية Settlement Houses ، والتي بدأت تذوي أو تلغى ، أو تتحول للقيام بوظائف أخرى غير تلك التي أنشئت من أجلها.
7- أما في الدول التي توفرت لها الموارد المالية من عائدات النفط فإن الممارسة فيها وإن نجحت في تحقيق بعض أهدافها إلا أنها تعانى أيضا من نقص الفاعلية بسبب التزامها بالإطار الفلسفي العام وبالممارسات المستمدة من النموذج الغربي للخدمة الاجتماعية ، مع تخوف من الانعتاق من ربقة ذلك النموذج وكأنه سيؤدى إلى التخلي عن الأصول المهنية والعلمية ، أو يؤدى إلى انهيار الممارسة ، مع أن الأكثر احتمالا هو أن استجابتهم التلقائية لواقعهم الثقافي هو أفضل ضمان للنجاح والفاعلية .
8- اتجهت عملية إعداد الأخصائيين الاجتماعيين اللازمين للعمل في مؤسسات الرعاية الاجتماعية والتنمية الاجتماعية للسير في اتجاهات متطابقة مع مثيلتها في الغرب ، خصوصا فيما يتصل بالمقررات والمناهج والمراجع العلمية المعتمدة ، واستمرت تسير في ذلك الاتجاه إلى حد كبير رغم ما يزيد عن نصف قرن من تعليم الخدمة الاجتماعية في بعض الدول كمصر مثلا.
9- تفاقم الانفصال بين التخصصات التي تعمل في ميادين الرعاية الاجتماعية والتنمية الاجتماعية وازداد التعاون بينها صعوبة نتيجة للتركيز الزائد على التخصص وتقسيم العمل حتى ولو أدى ذلك إلى عدم تحقق أهداف البرامج أصلا ، وكما يقول موريس كلاين " إن ثمن التخصص هو العُقم ، وربما يتطلب التخصص براعة فائقة ، ولكنه قلما يكون له معنى " (أجروس وستانسيو ، 1984:115).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 04, 2011 2:04 am

في إطار تلك البرامج والمؤسسات وفي إطار غيرها من المؤسسات التعليمية والصحية والصناعية قد أسهمت في تحقيق قدر من الأهداف المعقودة عليها.

ولكن - وبنفس المنطق - فإنه لا يسع أحدا أن يزعم أن تلك البرامج والمؤسسات والممارسات في قطاعات الرعاية الاجتماعية والتنمية الاجتماعية قد كانت ذات فاعلية كبيرة في تحقيق أهدافها ، والمتفحص لهذه الأجهزة ولما يتم خلالها من ممارسات مهنية لن يملك إلا أن يشعر بأنها "تفتقد الروح" بالمعنيين المعروفين لهذا التعبير ، فهي تفتقد الروح بمعنى افتقاد الحيوية و الدينامية والفاعلية ، ولكنها أيضا تفتقد الروح بالمعنى الأكثر عمقا ، والذي يتمثل في إغفالها للجوانب الروحية والدينية سواء فيما يتصل بتنظيمها أو بخدماتها أو بالممارسات المهنية التي تتم فيها ، ونحن نقصد بالجوانب الروحية هنا تلك الجوانب المتعلقة " بصلة الإنسان بربه" سبحانه وتعالي . فالبرامج يتم تنظيمها على أسس علمانية جافة وجافية ، والخدمات تقدم للعملاء وكأنه لا صلة بين مشكلاتهم وبين نوع معرفتهم بربهم ونوع صلتهم بخالقهم ، والممارسون يقومون (حسب تصورهم ) بعمل "إنساني" محايد قيميا لا بعمل رباني التوجه قائم على مراقبة الله عز وجل ، مما جعل تلك الممارسات بتراء منبتّه الجذور منقطعة الثمار.

ونتيجة لذلك فإن المرء لا يتمالك عند تقويم ما يتم في إطار تلك البرامج والمؤسسات من الشعور " بالشكلية " التي تضرب أطنابها في محيط تلك البرامج ذات الرنين الأجوف الذي لا يستثير في المشاركين فيه ولاء ولا انتماء إلا في حدود ما يحقق مصالحهم قصيرة الأمد. ولقد توصلت إحدى الدراسات الهامة التي أجريت على ما يمكن اعتباره عينة ممثلة لمعظم تلك البرامج في مصر ألا وهي "الوحدات الاجتماعية" التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية إلى توصيف دقيق للأوضاع السائدة في تلك المؤسسات الاجتماعية بشكل يتسم بالصراحة والعمق ، فوجدت أنها تعانى من "نقص الشعور بالهدف أو الرسالة " ، و "ضعف شعور الموظفين بالانتماء"، و"عدم تقبل الأهالي للوحدة الاجتماعية وعدم ارتباطهم بها ، مع "انخفاض مستوى الشعور بالمسئولية" عند العاملين بها (هاردستر و بارفيس ، 1981)، وبطبيعة الحال فإن الثمار المرة لهذا كله قد تجلت في النهاية في ضعف تحقيق الأهداف ونقص كل من الفاعلية والكفاية بشكل خطير.
والواقع أن الأمر لم يكن يتطلب ممن لديهم أي إلمام بالأصول العامة لتصميم البرامج - أو ممن يقوّمون الأمور من منظور الإسلام - إجراء أي دراسات تقويمية منظمة حتى يتبين لهم حقيقة تلك البرامج والمؤسسات ، خصوصا من حيث خوائها الداخلي ونقص فاعليتها المحتوم ، ذلك أن من الأسس المقررة في تصميم البرامج أن كل برنامج يصمم على أساس منبتّ الصلة بالواقع الثقافي والاجتماعي الذي يعمل في إطاره هو برنامج محكوم عليه منذ اليوم الأول بالفشل أو على الأقل بضعف الفاعلية ، فما بالك - من وجهة إسلامية - ببناء المؤسسات والممارسات على غير أساس من الاهتداء بما شرعه خالق الناس لخلقه مما أنزله لصلاحهم وارتضاه تنظيما لشئونهم ، وتوعدهم على مخالفته بأن يجعل لهم معيشة ضنكا في هذه الدنيا بخلاف ما ينتظرهم من عذاب في الآخرة ؟

ولكن العجيب حقا أن الناس قد ألفوا هذه الأوضاع المتردية في مؤسساتنا حتى حسبوها قضاء مبرما وقدرا مقدورا ، باعتبارها جزءا من حالة "التخلف" التي تبدو وكأنها مقدّرة على المسلمين ، وكأنه لا فكاك منها مهما بذلنا من جهد ، حتى أصبح الحديث عن الإصلاح وكأنه صرخة في واد ، أو كأنه أمر ينبغي على العقلاء أن يجتنبوا الخوض فيه لأنه من أشباه المستحيلات ، مع أن تشخيص الموقف هين ويسير على من يسره الله عليه ، وعلى من ولّى وجهه إلى الله وهو محسن.

لقد نادت أصوات كثيرة منذ فترة طويلة بضرورة انطلاق برامج وممارسات الخدمة الاجتماعية من منظور الإسلام حتى يمكن لها أن تحقق الفاعلية المنشودة في إحداث التغيير في الفرد والجماعة والمجتمع ، ولكن تلك الأصوات كانت - أو كادت - تذهب أدراج الرياح في خضم طوفان التغريب-تحت-اسم-التحديث الذي ساد العالم الإسلامي ، ونود أن نشير هنا بشكل خاص في هذا النطاق إلى رسالة للدكتوراه قدمها عبد الله نويرة إلى إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر الخمسينات والتي نشرتها وزارة العمل والشئون الاجتماعية (1960) حول "الإسلام والخدمة الاجتماعية" والتي حاول فيها التوصل إلى أسس ومبادئ للخدمة الاجتماعية من منظور الإسلام ، باعتبارها تمثل أحد أهم تلك الجهود الجادة في هذا السبيل.

ولقد سبقت هذه الدراسة وتلتها محاولات أخرى سارت في نفس الطريق ، ولكنها كانت محدودة الأثر ولم يكن لها آثار تراكمية تذكر ، وإن كانت تمثل ولا شك إرهاصات لحركة التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، ومن الأمثلة التي ترد هنا على سبيل المثال محاولات د. لبيب السعيد بمجلة الرسالة عن الخدمة الاجتماعية في الإسلام (1949) وعن تنظيم الإحسان في الإسلام (1952)، ودراسة عبد الستار الدمنهوري (1958) عن الخدمة الاجتماعية في الإسلام ودراسة خالد صبحي عثمان (حول عام 1960) عن أثر العامل الديني في تطور الخدمات الاجتماعية، ودراسة إبراهيم رجب (1963) عن التوجيه الديني في مؤسسات رعاية الشباب.

ثم جاءت الستينات بتطوير جديد يتمثل في الاتجاه نحو " توطين الخدمة الاجتماعية" و " تأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية" نتيجة للشعور المتزايد على مستوى دول العالم الثالث كلها بعدم التوافق بين النموذج الغربي للخدمة الاجتماعية وبين الأرضية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في تلك الدول ، وقد كان لهذا الاتجاه قيمة كبرى في إثارة الأسئلة حول مدى ملاءمة النموذج الغربي ، مما مهد الطريق من الناحية النفسية على الأقل أمام حركة التأصيل الإسلامي في المراحل التالية .

وسنقوم في الفصل التالي بالحديث عن هذه الاتجاهات بشيء من التفصيل على اعتبار أن جهود التوطين والتأصيل في الدول النامية تمثل شعورا مبكرا بالمشكلة ، ونوعا من الاستجابة الباكرة لحلها ، وأن حركة أسلمة المعرفة وما تزامن معها من يقظة في العالم الإسلامي كانت بمثابة الدافع الأقوى لبلورة جهود التأصيل الإسلامي للعلوم بصفة عامة والخدمة الاجتماعية بصفة خاصة في الاتجاهات التي سارت فيها فيما بعد.



الفصل الثاني

الشعور بالمشكلة والاستجابة للموقف


المبحث الأول : الدعوة إلى توطين وتأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية.
المبحث الثاني : اليقظة الإسلامية المعاصرة وقضية أسلمة المعرفة.


الفصل الثاني
الشعور بالمشكلة والاستجابة للموقف

المبحث الأول : الدعوة إلى توطين وتأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية

لعل من الإنصاف أن نذكر ابتداء أن اصطلاح "التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية" أو ما يكافئه "كالتأصيل الإسلامي للخدمة الاجتماعية" لم تظهر إلى الوجود في أشكالها المكتملة الحالية إلا في السنوات العشر الأخيرة ، وقد سبقها بالظهور في الستينات كما ذكرنا مفهومان هامان يتفقان معها في الاتجاه وإن لم يتفقا في التوجه ، ألا وهما:
1- اصطلاح " توطين الخدمة الاجتماعية " الذي هو في أصله ترجمــة لاصطلاح أجنبي بـدأ يظهر في بعض الكتابات الغربيـة المستنيرة ، وفي بعض كتابات المشتغلين بالخدمة الاجتماعية في بعض دول العالم لا ثالث ، هو اصطلاح Indigenization of Social Work.
2- ثم اصطلاح " تأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية" ، الذي تبلور لدى المشتغلين بتعليم الخدمة الاجتماعية في مصر تجاوزا لسلبيات الاصطلاح الأول وتعميقا للنواحي الإيجابية فيه.
ونظرا لأهمية هذين الاصطلاحين فقد يكون من المفيد أن نتناول كلا منهما هنا بشيء من الإيجاز قبل أن ننتقل لمعالجة مفهوم التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية .

توطين الخدمة الاجتماعية
لقد استخدم اصطلاح توطين الخدمة الاجتماعية في الكتابات الغربية والعربية ليشير إلى "تكييف أو تطويع أو (أقلمة ) المهنة حسب ظروف ومتطلبات المجتمع الذي تعمل فيه" بدلا من مجرد النقل الكامل من ممارسة الدول الأخرى ، وقد عرف عبد الفتاح عثمان وزملاؤه (1984: 285 ، 290) التوطين بأنه " تلك الجهود العلمية التي تبذل لإحداث تغييرات في بعض مكونات الخدمة الاجتماعية المنتشرة ثقافيا من الخارج ، بقصد التوصل إلى بعض الابتكارات والتجديدات استجابة لبعض الظروف والعوامل الثقافية المميزة لهذا المجتمع ، والمختلفة بقدر ما عن الظروف السائدة في المجتمعات التي انتشرت منها الخدمة الاجتماعية ، وذلك كي تكتسب الخدمة الاجتماعية فاعلية أكبر في تنمية المجتمع العاملة فيه وحل مشكلاته الاجتماعية ، والهدف الأساسي من التوطين هو إكساب المهنة فاعلية يدركها المجتمع .. على نحو يجعل من الخدمة الاجتماعية موضع اهتمام وتقدير قومي".
ولعلنا نلاحظ أولا أن هذا التعريف يشير على استحياء إلى أن التوطين يتطلب إحداث تغييرات في " بعض" مكونات الخدمة الاجتماعية ، للتوصل إلى " بعض" الابتكارات ، استجابة " لبعض " العوامل المحلية ، تجنبا -فيما يبدو- للتحديد الدقيق لأنواع التغييرات المطلوبة أو لمدى تلك التغييرات ، وكأن أصحاب التعريف قد استشعروا أن التغييرات المطلوبة ستكون تغييرات جذرية إن أردنا لها أن تحقق الأهداف المرجوة من ورائها ، أو كأنهم استشعروا أن تحديد أنواع تلك التغييرات أو مداها قد يكشف عن أن المطلوب ليس مجرد أقلمه أو تطويع لبعض المفاهيم الوافدة وإنما هو أمر لا يقل في نطاقه عن عملية إعادة نظر شاملة في المهنة ومكوناتها ، فالقضية ليست قضية استبعاد بعض المصطلحات ، أو استبدال ألفاظ بأخرى ، كما أنها ليست مجرد إعادة ترتيب الأولويات ( التنموية قبل العلاجية مثلا) فمثل هذا التطويع لا يصل إلى التعامل الواضح مع ما جاء بالتعريف نفسه حول الاستجابة لبعض الظروف " الثقافية " ، وإنما يتصل فقط ببعض الأوضاع البنائية ، وما يرتبط بها من نوعية المشكلات وأولويات طرق التدخل ، أما العوامل والظروف الثقافية فإنها تشتمل أول ما تشتمل على التعامل مع الجوانب القيمية والمكونات الروحية والدينية ، وهذا ما تجنبته مناقشات " توطين الخدمة الاجتماعية " بشكل مستمر.
كما نلاحظ من جهة أخرى أن التوطين - وفقا لذلك التعريف- إنما هو في جوهره مفهوم نفعي أو براجماتى ، هدفه أساسا زيادة فاعلية الجهود المهنية للخدمة الاجتماعية اكتسابا للاعتراف المجتمعي بقيمتها ، وذلك من خلال زيادة درجة التوافق بين مفاهيم ونظريات الممارسة المهنية المستوردة وبين الواقع الاجتماعي والاقتصادي الثقافي للمجتمع الذي تمارس فيه ، فالقضية بالنسبة لاتجاه التوطين إذن لا تبدو مسألة مبدأ أو توجه فكرى واضح بقدر ما هي مسألة ملاءمة اجتماعية (وثقافية ؟) مما يجعل مردوده المهني محل شك كبير لعدم وضوح الإطار الفكري الذي ينتظم جوانبه ويلم شتاته.

وأخيرا فإننا نلاحظ أن توطين الخدمة الاجتماعية بهذا المفهوم إنما يقوم على التسليم ضمنا بصدق وصلاحية النموذج الغربي في جوهره ، وبأن كل المطلوب هو " أقلمته أو تطويعه " ليناسب الأوضاع المحلية ليزداد فاعلية في التطبيق ، وهو بهذا لا يتضمن رؤية " نقدية " أصيلة للاختلافات الجذرية بين المسلمات والافتراضات الأساسية التي تقوم عليها المهنة تقليديا والمستمدة من التصورات العامة للحضارة الغربية ، وبين التصورات العامة للثقافة العربية الإسلامية لمجتمعاتنا ، وإلا لما كان بعض رواد اتجاه التوطين هم أنفسهم من أساطين الخدمة الاجتماعية في المجتمعات "الغربية" ذاتها ( من أمثال العالم الشهير الأستاذ هيرمان شتاين) هم الذين أدركوا برجاحة عقولهم وخبرتهم الطويلة أنه لا يمكن للمهنة أن تضرب بجذورها في دول العالم النامي إلا إذا كانت متوافقة مع ثقافة تلك الدول وبناءاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، بعد أن لاحظوا فشل العديد من البرامج التي تم نقلها واستزراعها في الدول النامية دون تطويعها أو أقلمتها - مع عدم إمكان الظن بأن أولئك الخبراء الغربيين لديهم أي شكوك قوية في الأسس التي بنيت عليها المهنة عندهم وذلك باعتبار تشربهم بقيم تلك الحضارة الغربية وصعوبة تجاوزهم لها.

تأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية
لمواجهة أوجه القصور المشار إليها في اتجاه توطين الخدمة الاجتماعية فقد نادى بعض المشتغلين بتعليم الخدمة الاجتماعية في مصر بالتحول إلى مفهوم " تأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية" كبديل لمفهوم التوطين المشار إليه ، على أساس أن " التأصيل" ينظر للموقف من الزاوية الصحيحة ، فإذا كان التوطين يبدأ بالانطلاق من النماذج الغربية (مع نوع من التسليم الضمني بأنه لا اعتراض على تلك النماذج في جوهرها) ويحاول تطويعها للظروف المحلية ، فان التأصيل - على العكس من ذلك - يبدأ من الواقع المحلى واحتياجاته كأساس للاختيار من بين النماذج الغربية أو غير الغربية ، بمعنى أن اتجاه التأصيل يرفض التسليم ابتداء بصحة النموذج الغربي أو غيره ثم الاجتهاد في البحث عن طرق أقلمته ، وإنما هو يبدأ من التسليم أولا بهويتنا الثقافية وظروفنا البنائية التي إذا حددنا معالمها بوضوح فإنها ستكون هي المعيار الصحيح لما يمكن التسليم به وما لا يمكن التسليم به.

ومن هنا يتضح لنا أن اتجاه تأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية ليس اتجاها رافضا على أساس "مبدئي" للنماذج الغربية أو غير الغربية ، فهذا أمر مستحيل من الناحية العلمية (حتى لو تصور البعض إمكانه نظريا ) لأن الخدمة الاجتماعية كإحدى مهن المساعدة الإنسانية لا تملك رفاهية " التوقف" أو حتى التردد حتى نتوصل إلى البديل الصحيح ، ذلك أن الأخصائيين الاجتماعيين مسؤولون عن مؤسسات اجتماعية تمارس أعمالها في خدمة الناس ، وهناك قرارات تتخذ يوميا لأداء تلك الأعمال ، واستناد القرارات حتى إلى تلك النماذج التي تعرضت للنقد هو أفضل بالتأكيد من انتظار الوصول إلى البديل في فراغ ، أو الاعتماد على مجرد المحاولة والخطأ ، ومن الطبيعي إذن أن المطالبين " بتأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية" يتصورون أن الحل إنما يكمن في " البدء" مباشرة بالتخطيط لبرنامج جاد لفهم الواقع المحلى يمكن على أساسه التوصل إلى النماذج المحلية الملائمة جنبا إلى جنب مع استمرار المؤسسات القائمة في أداء أعمالها وفق النموذج التقليدي ، مع الإحلال المستمر لأي ممارسات أو أدوات مستحدثة محل مثيلاتها التقليدية بالتدريج .. مهما كان الوقت الذي تحتاجه عملية التأصيل.

وفي ضوء ذلك فإن عملية " تأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية" تتطلب القيام بعدد من الإجراءات التي يتصل بعضها بجهود ذات طبيعة بحثية ، كما يتصل بعضها الآخر بالممارسة ، أما البعض الأخير فيتصل بتعليم الخدمة الاجتماعية كما يلي ( رجب ، 1981):
1- بلورة " القيم الاجتماعية الأساسية " المؤثرة على نسق الرعاية الاجتماعية في المجتمع الذي تتم فيه الممارسة.
2- دراسة أوضاع " التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية " المحلية خصوصا من حيث نوع تأثيرها على رفاهية الأفراد والجماعات في المجتمع.
3- تحديد " المشكلات الاجتماعية" التي تؤثر سلبا على حياة السكان في علاقتها بتلك الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يتم إشباع حاجات الناس في إطارها .
4- دراسة " البدائل الوطنية" المحلية المقابلة للبرامج المنقولة عن الدول الأخرى ، لتكون نقطة البداية نحو ابتكار برامج أكثر ملاءمة للظروف المحلية ، في نفس الوقت الذي تتم فيه الاستفادة من الخبرات الجديدة المستفادة من الدول الأخرى .
5- بلورة أساليب الممارسة المهنية الملائمة في ضوء ذلك الفهم الذي تبلور للواقع المحلى مع الاستفادة بما لدى الغير مما لا يتعارض معها.
6- " تجربة" تلك الأساليب في الواقع المحلى " وتقويم درجة فاعليتها" ، وإعادة التجريب الميداني مرة بعد مرة "وتسجيل" النتائج توصلا إلى " نظريات الممارسة المحلية " المؤصلة .
7- إدماج تلك النظريات في برامج " الإعداد المهني " للأخصائيين الاجتماعيين لتكون موجهة لممارستهم المؤصلة في مستقبل عملهم.
وإذن فإن مفهوم " تأصيل الخدمة الاجتماعية في الدول النامية" بهذا الوصف يتجاوز إلى حد كبير الكثير من أوجه النقد التي وجهت لمفهوم " التوطين" خصوصا وأن التأصيل يقوم أولا على معرفة الذات والوعي بالواقع المحلى ، ويجعل التطابق مع هذه المعرفة وهذا الوعي جواز المرور الأوّلى لكل مبدأ مهني أو أداة للممارسة ، مما يتمشى مع الأصول العلمية الصحيحة المرعية في " تحليل المشكلات " و " تخطيط السياسات والمشروعات" ، التي تبدأ بالظروف البنائية والمحددات القيمية والثقافية المؤثرة في الموقف أو المشكلة قبل الدخول في اختيار بدائل السياسة والتخطيط للمشروعات اللازمة لمواجهتها .

ورغم ذلك فإن اتجاهات توطين وتأصيل الخدمة الاجتماعية التي ظهرت في الستينات تشترك فيما بينها في خاصيتين رئيسيتين:
1- أن هذه الدعوات قد انصب اهتمامها على إصلاح مسار الخدمة الاجتماعية في " الدول النامية" بصفة عامة ، ولم يكن أساسا منصبا على الدول الإسلامية ، بل إن علماء الخدمة الاجتماعية في الغرب هم الذين صكوا اصطلاح التوطين ودعوا إليه كما ذكرنا ، ومن هنا فقد كان من المحتم أن تتخذ هذه التوجيهات شكل "الدعوة العامة" غير الموجهة بشكل محدد لخدمة قضايا الدول الإسلامية التي تشترك مع بعضها في الأطر الثقافية والقيمية بل والبنائية المتميزة ، وقد كان من الطبيعي في ضوء ذلك أن العائد منهما كان محدودا ، لم يتجاوز - كما ذكرنا- المناقشات حول تحديد أولويات التدخل التي تناسب العالم الثالث في مقابل تلك التي تناسب الدول الصناعية المتقدمة.
2- كانت هذه الدعوات مدفوعة - كما يرى البعض- " بالحماس الوطني" إضافة إلى إدراك الاختلافات بين الدول النامية والدول الصناعية ( عبد العال ، 1989: 195-196) وهذا دافع له قوته ولكن له حدوده ولاشك ، في حين أن اتجاه التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية كما سنرى ينظر للقضية بشكل أعمق بكثير ، إذ يرى أن تحقيق تنمية العالم العربي والإسلامي إنما تتوقف في جانب من أهم جوانبها على انطلاق علومه ومهنه من منظور الإسلام ، كما يرى في الأمر واجبا والتزاما دينيا أمام الله سبحانه وتعالي في الصدع بأمره ومتابعة هديه قبل التنمية وقبل الحماس الوطني ، وبعدهما .
وعلى أي حال فليس هناك من شك في أن دعوات التوطين والتأصيل قد كانت بمثابة الاستجابة الطبيعية لشعور المتخصصين في الخدمة الاجتماعية بعدم التوافق بين نماذج الممارسة الوافدة وبين الواقع المحلى في المجتمعات التي انتقلت إليها المهنة ، وأنها بذلك تعتبر بمثابة الشهادة الحية على الحاجة إلى إعادة النظر في النماذج الوافدة في ضوء حقائق الواقع المحلى مما هيأ الأذهان وأعدها لحسن استقبال الدعوة إلى المراجعة الجذرية لتلك النماذج في ضوء حقائق الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 04, 2011 2:06 am


المبحث الثاني : اليقظة الإسلامية المعاصرة وقضية أسلمة المعرفة

رغم أن التأريخ التفصيلي والتحليل المنظم للظروف التي أسهمت في بزوغ حركة اليقظة الإسلامية المعاصرة ، وما صحبها من ظهور أهمية قضية " أسلمة المعرفة" يخرج عن نطاق هذه الورقة ، إلا أننا نستطيع هنا على الأقلّ أن نشير باختصار إلى عدد من الظروف والعوامل التي كانت ذات أهمية خاصة لبلورة تلك التوجهات المباركة ونضجها ، وسنكتشف على الفور أن بعض هذه العوامل إنما يرجع - ومن عجب - إلى تطورات ظهرت على مسرح الحياة العلمية في محيط الحضارة الغربية ذاتها ، كما أن بعضها الآخر لا يخرج عن كونه انعكاسا لتلك التطورات نفسها ونوعَ تأثُّرٍ بها في محيط العالم الإسلامي ، بينما يرجع البعض الأخير إلى طبيعة وظروف وتاريخ العالم الإسلامي ذاته ، وسنشير فيما يلي إلى بعض تلك العوامل باختصار:
1- لعلنا لا نكون مبالغين إذا قلنا أن من أهم العوامل التي أسهمت - بطريق غير مباشر- في تكوين اليقظة الإسلامية المعاصرة ودفعها دفعا حثيثا إلى حيث تقف الآن - بفضل الله - هو تلك الثورة التي تحققت في محيط علم الفيزياء الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين فيما يتعلق بفهم طبيعة الذرة وما دونها من جسيمات في إطار نظرية النسبية ونظرية الكم Quantum Theory ومبدأ عدم التيقن على أيدي أينشتاين وهيزنبرج وبور وغيرهم ، تلك التطورات التي أدت إلى انهيار النظرة "المادية" الميكانيكية القديمة التي كانت ترى الكون نسقا ميكانيكيا مكونا من " ذرات مادية صلبة" ... حيث بينت تلك الكشوف الجديدة أن الذرة تتكون بدلا من ذلك من فضاء شاسع ، تدور فيه باستمرار جسيمات متناهية الصغر هي الإلكترونات ، حول نواة تتكون بدورها من بروتونات ونيوترونات وأعداد كبيرة من الجسيمات.
ولقد أوضحت نظرية الكم أن هذه الجسيمات ( الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات وغيرها) كما يقول كابرا ليست من قبيل تلك الأجسام الصلبة التي كانت تحدثنا عنها الفيزياء الكلاسيكية ، ... وإنما هي كيانات مجردة ذات طبيعة مزدوجة تتوقف هويتها على الطريقة التي ننظر بها إليها! فهي تبدو أحيانا كجسيمات Particles وأحيانا كموجات Waves من الطاقة ، ومعنى ذلك أننا عندما ننزل ببحوثنا إلى مستوى مكونات الذرة فإننا نجد " أن الأجسام المادية الصلبة التي كانت تحدثنا عنها الفيزياء التقليدية قد ذابت فاتخذت شكل أنماط احتمالية شبيهة بالموجات ، وفوق ذلك فإن هذه الأنماط لا تمثل "احتمالات لأشياء" Probabilities of Things وإنما هي أقرب لأن تكون احتمالات لأنواع من " الارتباطات المتبادلة "Interconnections... وقد أدت هذه الاكتشافات المدهشة في الفيزياء الحديثة إلى إدراك العلماء "لوحدة الكون" ، كما فتحت الباب على مصراعيه أمام "التوافق التام مع الأهداف الروحية والمعتقدات الدينية" (Capra : 1982: 67-70).
وقد ترتب على هذه الثورة في فهم العالم شيء من التخاذل في صفوف رجال العهد القديم في محيط العلوم الطبيعية وغيرهم ممن درجوا على تمجيد الإلحاد والتطورية لإضفاء مسحه علمية زائفة عليها ، كما أدى ذلك إلى تقوية قلوب أهل الإيمان الذين زادتهم تلكم الكشوف إيمانا على إيمانهم ، كما زادتهم ثقة بوعد ربهم -- وذلك بالرغم مما يرونه واقعيا أمامهم من ضعف الأمة الإسلامية ماديا وتخاذلها وهزيمتها الداخلية نفسيا ، ولكن آثار هذا كله لم تظهر بوضوح وبشكل مباشر ، نظرا لما تحتاجه التطورات العلمية عادة من زمن طويل - قدره بعض العلماء بخمسين سنة - حتى يتم تشربها في العلوم الأخرى وفي وجدان العامة.
2- وقد دعم تلك الاتجاهات نفسها ذلك التقدم الكبير الذي تحقق من جهة أخرى في السبعينات في علوم الأعصاب Neuroscience وذلك فيما يتعلق بفهم طبيعة المخ والجهاز العصبي وعلاقتهما بالسلوك الإنساني .... فلقد كانت كل الوظائف العقلية ووظائف المخ تفسر في الماضي - كما يقول سبيرى - بتفسيرات مادية بحتة "على أساس أنها محكومة بنشاط الخلايا العصبية... ، وأن هذا النشاط بدوره تحكمه قوانين الطبيعة والكيمياء الحيوية ... " حتى نصل في النهاية إلى أن سلوك الإنسان محتوم بالتفاعلات الطبيعية التي تحدث داخل مكونات الذرات التي يتكون منها المخ بمعنى أن التأثير هو دائما من أسفل إلى أعلى ... إلى أن جاء التوجه "المعرفي - العقلي" الجديدCognitive/ Mentalist ليكشف عن أن الإنسان "كوحدة حية" ذات مستوى وجودي أرقى من مجرد مستوى الذرات والخلايا قادر أيضا - على هذا المستوى الإنساني - على إحداث تأثير من أعلى إلى أسفل نتيجة لظهور خصائص جديدة منبثقة على هذا المستوى لم تكن موجودة من قبل ، هي الخواص "العقلية" ، التي تتفاعل وتؤثر كعوامل سببية على نفس هذا المستوى الأعلى من الوجود ، كما أنها في الوقت ذاته تتحكم سببيا فيما هو أدنى منها من المستويات (الخلايا العصبية ومكوناتها) ، ويقول سبيرى معلقا على ذلك "إن هذا التوجه يدل على أننا وهذا الكون الذي نعيش فيه أكثر من مجرد أسراب راكضة من الذرات والإلكترونات والبروتونات الدائبة الحركة .. وهذه النظرة الجديدة للواقع .. تتقبل الخواص العقلية والروحية كحقائق سببية فاعلة"(Sperry, 1988: 609) .

ولقد أدت تلك الكشوف العلمية الجديدة من جهتها إلى ثورة أخرى ولكنها تتصل هذه المرة بالنظرة إلى طبيعة الإنسان والعوامل المؤثرة في سلوكه ، حيث أزيح كابوس التوجهات الميكانيكية المادية في النظر إلى الإنسان وانفتحت آفاق البحث العلمي المشروع في الجوانب العقلية والروحية والدينية في تأثيرها على السلوك ، فجاء ذلك تدعيما لتوجهات أولئك الباحثين المسلمين الذين لم يكن أمامهم في الماضي إلا أن ينكروا ذلك الضلال العلمي بقلوبهم فأصبحوا ينكرون بألسنتهم وببحوثهم ، بل ويضيفون بصائر جديدة في فهم الإنسان وسلوكه لم يكن من الممكن التوصل إليها في إطار التصورات المادية الميكانيكية التقليدية .
3- ترتب على الاكتشافات المشار إليها في مجال علم الفيزياء الحديثة وفي مجال العلوم البيولوجية وخصوصا علم الأعصاب أن بدأ الشك يحيط بقوة بالأسس التي يقوم عليها المنهج العلمي الحديث ذاته، خصوصا فيما يتصل بالمشروعية "العلمية" لتطبيقه في الدراسات المتصلة بالإنسان والمجتمع ، وذلك بعد أن ثبت أن الإغراق في الإمبيريقية Empiricsm والاعتماد على الحواس وحدها كأساس للمعرفة مع استبعاد العوامل الروحية والدينية من الاعتبار عند دراسة السلوك الإنساني والترتيبات المجتمعية قد أدت إلى إعاقة تقدم العلوم الاجتماعية وكانت السبب في أزمتها الراهنة ، فبدأت ثورة علمية موازية في عالم المنهج أيضا تطالب بإعادة النظر في مسلمات المنهج العلمي التقليدي وفتح الباب أمام ألوان أخرى من الاستبصار مصدرها الوحي الصحيح .
وقد أزال هذا التطور المنهجي آخر الحواجز المتلفعة برداء العلم والتي كانت تحول دون المراجعة الجريئة لكثير مما درج العلماء على احترامه بل وتقديسه مما توجهات قديمة في فلسفة العلوم أو في مسائل المنهج ، وقد أدى هذا إلى فتح الباب على مصراعيه أمام الإدراك المتزايد لأهمية الوحي والأطر التصورية المستمدة منه في توجيه العلوم عامة والعلوم الاجتماعية خاصة ، وقد نوقشت هذه القضايا تفصيلا في غير هذا الموضع حيث يمكن الرجوع إليها (رجب ، 1991) ، فزادت هذه الثورة الإبستمولوجية والمنهجية من الشعور بأن العالم الإسلامي مغبون كل الغبن إذا التزم أبناؤه نفس الخطوط التي التزمها علماء الغرب حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلوه ، مما أعطى دفعة قوية أخرى لقضايا أسلمة المعرفة أو تأصيلها إسلاميا .
4- زوال الانبهار بالتقدم المادي والتكنولوجي المعاصر بعد انكشاف الآثار المدمرة على البيئة والإنسان التي نجمت عنه مباشرة من جهة ، وتلك التي نجمت من جهة أخرى عن انسياق المجتمعات المعاصرة وراء قيم الحضارة الغربية الموجهة لتلك التطبيقات التكنولوجية ، والتي تركز على " قهر الطبيعة" ، وعلى " النمو بأي ثمن" ... تلك الآثار التي وصفها كابرا"بالجوانب المظلمة للنمو" والتي تتمثل في "تلوث الهواء ، والضوضاء المقلقة ، وازدحام الطرق بالمركبات ، والتلوث الكيميائي ، والمخاطر الإشعاعية ، وغير ذلك من مصادر الضغوط الفيزيقية والنفسية التي أصبحت جزءا من الحياة اليومية لكل منا ... ، إن هذا التركيز على (التوسع الاقتصادي ) وتعظيم الربح وزيادة الإنتاجية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية قد أدى إلى إيجاد مجتمعات من المستهلكين المتنافسين ، الذين يتم إغراؤهم على شراء واستعمال ثم إلقاء كميات متزايدة باستمرار من المنتجات المشكوك في قيمتها" والتي يتطلب إنتاجها استخدام تقنيات تستهلك المزيد والمزيد من الموارد الطبيعية ، كما تتطلب كميات رهيبة من الطاقة لإنتاجها ، في نفس الوقت الذي يتخلف عن إنتاجها كميات كبيرة من المخلفات الكيماوية والنووية الخطيرة بشكل متزايد .

فإذا أضفنا إلى ذلك كله المشكلات والآثار " المرضية " الناشئة عن سوء توجيه الممارسات الطبية والصيدلية ، وعن الاستخدامات غير الصحية للكيماويات في الزراعة الغذاء ، وانتهاء بمشكلات تكديس السلاح النووي ، فإن الصورة النهائية التي تتجمع من وراء هذا كله تشير بوضوح إلى ما يتهدد البشرية كلها من مخاطر من جراء متابعة ذلك النموذج الغربي (Capra, 1982: 249-281).

ولا شك أن هذه المراجعة الفاحصة لنتائج التقدم العلمي والتقني قد أسهمت في تغيير النظرة التقليدية التي كانت تمجد "التقدم" التكنولوجي والابتكارات "الحديثة" دون أي تحفظ ، وأثبتت أن ما يفعله الإنسان ببيئته سرعان ما يرتد في نحره إن عاجلا أو آجلا ، وأنه ليس هناك من بديل عن التعامل المسئول مع البيئة ، مما قوّى حجة من ينظرون للإنسان على أنه مستخلف في الأرض التي سخرت من أجله ، وأنه مسئول عن رعايتها والمحافظة عليها - تلك القيم النبيلة التي تبين الإنسان المسلم أنه يملكها رغم تخلفه التكنولوجي ، وأصبح يتطلع إلى ذلك اليوم الذي يستطيع فيه أن يسهم في التقدم التكنولوجي ولكن من منظور مهتد بهدى الله خالق الأرض والسماوات.
5- ازدياد ثقة الشعوب الإسلامية بدينها وشريعتها ونظمها بعد أن شهدت فشل حكوماتها المتعاقبة في تجاربها السياسية المتهورة التي تبنت فيها كل أشكال نظم الحكم الوضعي العلمانية المعروفة في عصرنا ، وبعد أن تبين لكل ذي بصر وبصيرة أن استمرار التخلف والفساد في المجتمعات الإسلامية لا علاج له إلا بتبني القيم والنظم الإسلامية الإلهية ، ليس فقط فيما يتصل بالنظم السياسية بل والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية بالمعنى الشامل ، وبالطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالي فيما أمر ونهى ، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الدول ، أو على مستوى الفكر والمنهج والممارسة .
6- قيام الجامعات الإسلامية بإنشاء كليات وأقسام للعلوم الاجتماعية على أمل "التوجيه الإسلامي" لتلك العلوم ولما تضمها من تخصصات ، وشعور القائمين بالتدريس في تلك الكليات بالتنافر المعرفي العنيف الناتج عن قيامهم بتدريس تلك العلوم الاجتماعية المنطلقة في كثير من مصادرها الأصلية من فكر إلحادي نشط ( أو على الأقل فكر علماني منبت الصلة عن كل ما يتصل بالله واليوم الآخر) في جامعات "إسلامية" يفترض منطقيا أن يكون كل ما يدرس فيها ملتزما بالأطر التصورية للإسلام ، ولا شك أن هذا الموقف الصعب قد حفز الكثيرين من القائمين بتدريس العلوم الاجتماعية في الجامعات الإسلامية بل وغيرها من الجامعات لبذل مزيد من الجهد ليس فقط لمرجعة ما يدرِّسونه لطلابهم وعرضه على الكتاب والسنة ، بل والاجتهاد في النظر فيما يقتضيه التصور الإسلامي بالنسبة لتخصصاتهم الحديثة .

وبتأثير هذه التطورات الجذرية كلها - سواء منها ما كان على مستوى العلم وما كان على مستوى العالَم - فقد شهدت الأوطان الإسلامية في السنوات الأخيرة تلك الانبعاثة الإسلامية المباركة بأبعادها الشاملة ( وليس فقط بما اصطلح على تسميته بالصحوة الإسلامية التي كانت جوانبها السياسية أكثر ظهورا من غيرها) التي جاءت تأويلا واقعيا لقوله تعالي "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" ( فصلت : 53) والتي تبينت أنه لا صلاح لهذه الأمة ، ولا نجاة لها مما يدبره لها أعداؤها المتربصون ، ولا فلاح لها في الآخرة ، إلا بأن تعيد النظر في كل شأن من شؤون حياتها لتزنه بميزان الإسلام ، وبأن تقيم كل نظمها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على عُمُد مما شرعه الله وارتضاه لهم ، دون تردد أو نكول . وقد جاء هذا تصديقا لما سبق أن أوضحناه من أن استعادة التوافق بين النظم والمؤسسات التي يحيا الناس في إطارها وبين القيم والمعتقدات التي يدينون بها هو من الشروط الرئيسة لفاعلية عملية التنظيم الاجتماعي في تحقيق أهداف المجتمع.

ولقد صاحب تلك الانبعاثة المباركة ، أو كان بمثابة القلب منها ، أو كان أثرا من آثارها الكبرى ، الشعور بضرورة التوجيه الإسلامي للعلوم والمهن في كل مناحي الحياة ، وقد جاءت هذه الحركة التي بدأت بالمطالبة " بأسلمة المعرفة" بمثابة القطب الذي انتظمت حوله الجهود المتفرقة التي كانت تتوق دوما للربط بين الإسلام والخدمة الاجتماعية ، مما أعطى جهود التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية دفعة كبرى منذ بداية الثمانينات ، حيث اتسع وتعمق نطاق الشعور بأن نماذج الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية المستمدة من المنهج الغربي العلماني للحياة لا يمكن أن يتحقق منها الخير لأمة الإسلام التي تؤمن بالله واليوم الآخر ، والتي تعلم علم اليقين أن كل وجه من أوجه حياة الفرد المسلم والمجتمع المسلم تتأثر أشد التأثر بذلك الإيمان وبمقتضياته . فلم يعد مفهوما ولا مقبولا أن يتعامل الأخصائي الاجتماعي مع العميل وكأن صلة هذا العميل بربه لا تعنى شيئا بالنسبة للمشكلة التي يعانى منها ، أو كأنها لا تعنى شيئا بالنسبة لنوع المساعدة التي يصلح أن تقدم إليه لمعاونته على حلها .

وإذا كان هناك البعض ممن ترددوا في القبول بهذه الثورة العلمية المقبلة في محيط الخدمة الاجتماعية في بعض الدول الإسلامية ، تحت وطأة الإلف والاعتياد لتلك النماذج الغربية التي قضوا العمر في تحصيلها ، فإن بعض علماء الخدمة الاجتماعية الغربيين أنفسهم قد بدأوا يشعرون بأن من المستحيل أن تقدم الخدمة الاجتماعية مساعداتها للناس دون اكتراث بقيمهم الدينية ولا لأشواقهم الروحية ، بحجة الحياد القيمي والموضوعية المزعومة التي ورثتها المهنة عندهم من الاتجاهات الامبييريقية المتطرفة التي طفت على سطح المنهج العلمي التقليدي في البحث ردحا طويلا من الزمن ، فأوضح جوزيف هيس مثلا أن أساس " أزمة الهوية " التي تعانى منها الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية إنما يكمن في إهمال البعد الروحي في الممارسة (Hess, 1980: 59-66)، كما بين مارتن مارتي في مقال هام بعنوان " الخدمات الاجتماعية : مؤمنة أم كافرة" أن إهمال الدين في كتابات وممارسات الخدمة الاجتماعية يؤدى إلى وجود "فجوة في التصور بين الأخصائيين الاجتماعيين وبين الناس الذين تقدم لهم الخدمات الاجتماعية ، فأولئك الناس قد تكون لديهم دوافع تحركها الرغبة في إيجاد معنى لحياتهم لكن تلك الدوافع والرغبات لا تجد أذنا صاغية عند الأخصائي الاجتماعي الذي يستبعد في لغته المتخصصة أي اهتمام بهذه النواحي " (Marty, 1980 : 463-465) أما سو سبنسر فقد تساءلت قبل ذلك بسنوات طويلة ، وبعبارات تتضمن العجب الشديد من هذه التوجهات العلمانية في إعداد الأخصائيين الاجتماعيين وممارستهم بقولها "إذا كانت هذه الحاجات والدوافع الروحية هي جزء لا يتجزأ من حياة تلك الأعداد الكبيرة من الناس ، وإذا كان استخدام العقيدة الدينية له تلك القيمة الحقيقية أو المحتملة بالنسبة لهذه الأعداد الغفيرة من الناس فإن المرء ليتساءل عن أسباب تردد الأخصائيين الاجتماعيين في الاعتراف بتلك الحاجات ومقابلتها ... " (Spencer, 1957 : 527) .
ويحق لنا أن نشارك سبنسر العجب - بل والدهشة الشديدة - إذا وجدنا بين ظهرانينا من يؤمنون بالله واليوم الآخر ولكنهم يجدون حرجا في أن تنطلق نظريات الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية من منظور الإسلام ، وقد يكون لبعض هؤلاء بعض عذر أو شبهة ناشئة من شىء من بعض الالتباس الذي قد يقع لديهم حول مفهوم التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ( أو التأصيل الإسلامي للخدمة الاجتماعية ) ، ومن هنا فقد يكون من المناسب أن ننتقل الآن إلى التعريف بمفهوم التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، وتمييز ما هو أصيل بالنسبة لهذا المفهوم مما هو عارض أو ماهو غير وارد ، ثم تحديد أبعاد التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، والإشارة إلى بعض الجهود التي بذلت في هذا السبيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 04, 2011 2:07 am


الفصل الثالث

مفهوم التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية
الفصل الثالث
مفهوم التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية

1- التوجيه الإسلامي للعلوم:
لعل من المناسب أن نقدم لمناقشتنا لمفهوم التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية بإيراد التعريف الكلاسيكي "لأسلمة العلوم" الذي قدمه الدكتور إسماعيل الفاروقي يرحمه الله في عام 1982 ، والذي لقي قبولا واسعا لدى المتخصصين في مختلف العلوم والمهن ، حيث عرف أسلمة العلوم ببساطة بأنها "إعادة صياغة العلوم في ضوء الإسلام " ... (الفاروقي ، 1982: 14) وقد فصّل المقصود بذلك بقوله أن ذلك يتضمن "إعادة تحديد وترتيب المعلومات ، وإعادة تقويم النتائج ، وإعادة تصور الأهداف ، وأن يتم ذلك بطريقة تمكّن .. من إثراء وخدمة قضية الإسلام" (الفاروقي ، 1986 : 54).

وقد بين الفاروقي أن تحقيق أهداف أسلمة العلوم أو إسلامية المعرفة (كما ترجمها البعض) يتطلب:
1- فهم واستيعاب العلوم الحديثة في أرقى حالات تطورها ، والتمكن منها ، وتحليل واقعها بطريقة نقدية لتقدير جوانب القوة والضعف فيها من وجهة نظر الإسلام.
2- فهم واستيعاب إسهامات التراث ، المنطلق من فهم المسلمين للكتاب والسنة في مختلف العصور ، وتقدير جوانب القوة والضعف في ذلك التراث في ضوء حاجة المسلمين في الوقت الحاضر ، وفي ضوء ما كشفت عنه المعارف الحديثة .
3- القيام بتلك القفزة الابتكارية الرائدة اللازمة لإيجاد " تركيبة" تجمع بين معطيات التراث الإسلامي وبين نتائج العلوم العصرية بما يساعد على تحقيق غايات الإسلام العليا (الفاروقي ، 1982: 17- 21).

والتوجيه الإسلامي للعلوم في إطار هذا فهم يقوم على أساس من عدم التفريط في النتائج العلمية التي توصل إليها المتخصصون في العلوم الحديثة ، بشرط ألا نعزو لتلك النتائج أي قدر زائد من الصدق Validity الزائد الذي يخرج عما تستحقه تلك النتائج في ضوء التحليل النقدي الرصين ، كما يقوم التوجيه الإسلامي للعلوم من جهة أخرى على الاعتقاد بأن العلم - شأنه في ذلك شأن أي نشاط إنساني آخر مما يقوم به المسلم في حياته الدنيا - ينبغي أن يهتدي بنور العقيدة الصحيحة ، وأن ينضبط بضوابط الشريعة ، وبالتالي فإن هذا التوجه يجمع بين الإفادة من : هداية الوحي ومن اجتهاد البشر بطريقة تتمشى بشكل دقيق مع ما قصد لكل منهما من وظيفة في التصور الإسلامي .

وفي ضوء هذا الفهم يتبين لنا أن إعادة النظر في محتوى ومناهج العلوم والمهن من منظور الإسلام ( أو التوجيه الإسلامي للعلوم) يستحيل أن يكون كما قد تصور البعض "نظرة إلى الوراء .. (أو) حركة ارتداد للخلف…" (عبد العال ، 1989: 197) ، وذلك لأن التوجيه الإسلامي للعلوم يقوم - كما رأينا - ضمن ما يقوم على "استيعاب العلوم الحديثة في أرقى حالات تطورها" استيعابا يمكّننا من نقد نتائج تلك العلوم .. "على علم" ، بحيث نستطيع الاستفادة مما فيها من نتائج صحيحة إلى أقصى حد ممكن ، ولكن مع القدرة في الوقت ذاته على "تجاوز" تلك النتائج بشكل بناء كلما اقتضى الأمر ذلك.

كما يتبين لنا أن التوجيه الإسلامي للعلوم لا يقصد به مجرد الرجوع إلى إسهامات علماء المسلمين الأوائل للاستفادة منها ، أو الاعتماد على المصادر الشرعية وحدها في التوصل إلى السنن والقوانين الجزئية ، وإنما الأمر يتطلب فوق هذا وذلك إيجاد "تكامل حقيقي بين ما تمدنا به تلك الإسهامات والمصادر من تصور إسلامي للإنسان والمجتمع والكون ، وبين نتائج تلك العلوم الحديثة بعد غربلتها وتنقيتها ، مما يوصلنا إلى فهم أفضل للظاهرات الإنسانية يعيننا على حسن التعامل مع الإنسان ومشكلاته بطريقة فعالة وواقعية .


2- التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية :
وفي ضوء هذا التحديد لمفهوم التوجيه الإسلامي للعلوم بصفة عامة ، فإننا نستطيع تعريف التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية تحديدا بأنه:

"عملية بلورة أبعاد التصور الإسلامي للطبيعة البشرية والسنن النفسية والاجتماعية التي تحكم السلوك البشرى والتنظيمات المجتمعية ، وكذلك لأسباب المشكلات الفردية والاجتماعية ، واستخدام هذا التصور لتفسير الحقائق العلمية الجزئية التي تعتمد عليها المهنة من جهة ، ولتوجيه القيم المهنية التي تبنى عليها نظرية الممارسة و أساليب التدخل المهني من جهة أخرى" .

ومن هذا التعريف يتبين لنا ما يلي:
1- أن التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية "عملية" مستمرة تتطلب القيام بإجراءات منهجية منظمة للوصول إلى نتائج معينة ، حيث تتراكم تلك النتائج باضطراد بشكل يقربنا من الهدف المتمثل في إعادة صياغة معارف ومبادئ المهنة وطرقها في التدخل بشكل لا يجوز القول فقط بأنه "يتمشى" مع التصور الإسلامي ، ولكن نقول أنه "ينطلق" من هذا التصور ويهتدي بهداه بشكل أساسي .
2- أن عملية التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ستتطلب في البداية بذل جهود نشطة ومكثفة وواسعة النطاق نتمكن من خلالها من بلورة ذلك التصور الإسلامي واستكشاف أبعاده والتعرف على حدوده ، لكي نقوم في ضوء ذلك من إسقاط هذا التصور على نظرية الممارسة الحالية واستبعاد ما لا يتوافق معه ، ثم البناء على قواعد هذا التصور وعلى ما يصمد من الأطر التصورية التفصيلية المستمدة من المشاهدات المحققة ومن خبرات الممارسة ، حتى يبلغ الأمر غايته بظهور نظرية الممارسة المنطلقة من التصور الإسلامي ( المواكب لمستوى المعرفة العلمية المتاحة عند تلك النقطة من الزمن)، حتى إذا انتهينا إلى مرحلة الاستواء - التي يصبح فيها هذا التوجه هو التوجه السائد The paradigm - فإن إيقاع النشاط العلمي يعود إلى معدله الطبيعي المعتاد الذي لا تحده إلا حدود الإمكانات البشرية والمادية والتكنولوجية ، والذي يحدوه فضل الله سبحانه وتعالي وما قدره الناس من رزق "معرفي" ببالغ حكمته ورحمته.
3- إن من الطبيعي أن يقدم التعريف مهمة " بلورة التصور الإسلامي" على غيرها من المهام ، باعتبارها تمثل " البعد الغائب " في التصورات التقليدية للخدمة الاجتماعية (وغيرها من المهن والعلوم الاجتماعية) على الوجه الذي وصلتنا به من الغرب ، فمراجع الخدمة الاجتماعية وممارساتها غاصة بالمعارف المستمدة من إسهامات العلم الحديث - أيا كانت قيمتها الحقيقية ، وأيا كانت درجة رضائنا عن وصف تلك الإسهامات بالعلمية أصلا - كما أنها غاصة بنظريات الممارسة وطرق التدخل المنطلقة من المنطلقات الغربية ، وليست قضية التوجيه الإسلامي اليوم - كما يظن بعض المتعجلين للنتائج - هي قضية ترجيح أي من هذه المنطلقات النظرية على الآخر بزعم أنها أقرب للتصور الإسلامي ، ولكن قضيتنا الأساسية هي أولا وقبل كل شىء هي قضية تحديد أبعاد "التصور الإسلامي" الذي يمكننا في ضوئه الحكم على تلك المنطلقات أو الإضافة إليها.
4- ويلاحظ أن "التصور الإسلامي" للإنسان والكون والحياة ، وللسنن النفسية والاجتماعية ، ولأسباب المشكلات الفردية ، لم تتم خدمته حتى الآن بطريقة منظمة تصلح للاستفادة منه بشكل مباشر في صياغة نظريات الممارسة في الخدمة الاجتماعية ، والمهنة أحوج ما تكون اليوم إلى بلورة ذلك التصور وصياغته في شكل قضايا تضمها أنساق استنباطية يمكن أن تستمد منها الفروض لاختبارها في الواقع ، كما يمكن ضمها في جوانبها "القيمية" إلى المشاهدات"المحققة واقعيا" لتكوين نظرية الممارسة.
5- وبهذا تتحدد وظائف " التصور الإسلامي" المستمد من فهمنا للكتاب والسنة الصحيحة في مقابل المصادر الاجتهادية التفصيلية "البشرية" للوصول إلى المعرفة ( والتي تتمثل في الملاحظات الجزئية التي يتم التوصل إليها باستخدام المنهج العلمي الصحيح، كما تتمثل في المبادئ التي تم التوصل إليها من خلال خبرات الممارسة ) على الوجه التالي:
أ- التصور الإسلامي للطبيعة البشرية ، وللسنن النفسية والاجتماعية ، ولأسباب المشكلات الفردية والاجتماعية ، يعتبر بمثابة "الإطار النظري" الذي يفسر ويربط بين المشاهدات أو الملاحظات الجزئية المحققة ، كما يقدم الفروض التي توجه إلى مزيد من البحوث بما يخدم القاعدة المعرفية للمهنة.
ب- يوجه هذا التصور الإسلامي جهود المهنيين في الممارسة - حتى في الجوانب التي لم يتم التحقق من صدقها بعد بطريقة علمية منظمة - ويصبح هذا التصور بالتالي جزءا لا يتجزأ من عناصر الإطار الفكري الذي يتم في ضوئه التوصل إلى "خبرات" الممارسة التي يمكن تعميمها (والتي تسمى في الكتابات المهنية "حكمة الممارسة").
ج- يعتبر "التصور الإسلامي" المشار إليه حجر الزاوية في تحديد القيم الأهداف النهائية التي تتم الممارسة في ضوئها ، وذلك على اعتبار أن هذا التصور يتضمن توصيف الأهداف النهائية والشاملة لحياة البشر ( العملاء منهم والأخصائيين الاجتماعيين) كما يتضمن التوجيهات الإلهية لصلاح حياتهم في الدنيا ولحسن عاقبتهم في الآخرة ، وبطبيعة الحال فإن هذا التصور الشامل يترك مجالا لقيم تفصيلية ومبادئ محددة تلائم مختلف المواقف التي تواجه الأخصائي الاجتماعي خلال عمله اليومي ، وهذه لابد فيها من اجتهادنا البشرى في ضوء التصور الشامل وفي إطاره.
6- وهذا يقودنا إلى ما جاء في نهاية التعريف مما يشير إلى مكان الاجتهاد البشرى في التوصل إلى ، والاستفادة من ، الدراسة العلمية المنظمة للظواهر ، والي استنباط المبادئ الجزئية التفصيلية الموجِّهة للمواقف العملية المحددة ، وإلى ابتكار أساليب التدخل الإجرائية الملائمة ، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام الاستفادة بنتائج البحوث العلمية الحديثة سواء في العلوم التأسيسية أو في بحوث الخدمة الاجتماعية ذاتها ، والاستفادة من ما يتبلور لدى غيرنا من مبادئ جزئية أو من طرق حديثة للتدخل ، على أن يتم ذلك كله في نطاق التصور الإسلامي الشامل على الوجه المشار إليه.

وإذا ما حاولنا تقدير موقفنا الراهن في ضوء هذا التعريف يتبين لنا أننا لازلنا في بداية الطريق نحو التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، فبالرغم من أن المكتبة الإسلامية زاخرة والحمد لله بالمراجع والكتب القيمة في مختلف فروع المعرفة الشرعية ، إلا أننا لازلنا بحاجة إلى جهود كبيرة تبذل لاستخلاص ما نحتاجه في محيط الخدمة الاجتماعية من صياغة "التصور الإسلامي" للإنسان والمجتمع والكون في شكل قضايا مترابطة تمثل نسقا استنباطيا يمكن استخدامه بشكل مباشر في توجيه نظريات الممارسة المهنية ، وبطريقة يمكن أن نستمد منها فروضنا العلمية لاختبارها في بحوث الخدمة الاجتماعية.

كما أننا لم نكد نبدأ بعد مهمة المراجعة النقدية الجادة للكتابات الحديثة في محيط الخدمة الاجتماعية في ضوء التصور الإسلامي ، ولازالت نظريات الممارسة المنطلقة من الأنساق القيمية للمجتمعات التي تقدمت فيها الخدمة الاجتماعية - خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية - توجه الكتابات المهنية للخدمة الاجتماعية في كل أرجاء العالم الإسلامي ، باستثناء محاولات محدودة الحجم والأثر على ما يتم تدريسه رسميا في إطار الخطط الدراسية ومحتويات المقررات في كليات ومعاهد وأقسام الخدمة الاجتماعية.

أما عن مهمة إيجاد "التكامل الحقيقي" بين نظريات الممارسة المهنية الحديثة من جانب وبين التصور الإسلامي للإنسان والمجتمع والكون من جانب آخر فإن من الواضح أن تلك المهمة لا تزال تنتظر تحقيق التقدم على الجبهتين السابقتين حتى يمكن أن تبدأ . ومع ذلك فإن معالم الطريق ولله الحمد قد باتت واضحة ، وحاجتنا الحقيقية هي إلى أن نعقد العزم ، ونعد العدة ، ونجدّ في السير ، فالنور واضح في نهاية النفق المظلم - كما يقولون - ومن هنا فقد يكون مما يفيد هذه المسيرة المباركة أن نجتهد هنا لوضع بعض الخطوط والمؤشرات العامة حول أبعاد التوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية ، قُصد منها أن تكون بمثابة نقاط مبدئية يمكن أن يبدأ حولها الحوار العلمي ، الذي نرجو أن يعاون بمشيئة الله على بلوغ الهدف وتحقيق المأمول بفضله وإكرامه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 07, 2011 4:52 pm

اذا سمحت اريد كتاب الانترنت والمنظومة التكنو-اجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميره الذوق
عضو جديد
عضو جديد
اميره الذوق


التخصص : خدمه اجتماعيه
عدد المساهمات : 6
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 08/12/2011
العمر : 35

بطاقة الشخصية
حقل: "10"

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 09, 2011 9:31 am

السلام عليكم..
ممكن دور الخدمه الاجتماعيه في مواجهة المشكلات الاجتماعيه والنفسيه لطلاب وطالبات الجامعه شاااكره لكم المساعده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
amdmmd
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : arabic
عدد المساهمات : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 05/12/2011
العمر : 45

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 09, 2011 3:35 pm

أريد موقع ينزل مجلات ودوريات خاصة باللغة العربية وآدابها وبه تحميل هذه المجلات والدوريات [b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفية
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : دراسات المراة
عدد المساهمات : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 56

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 11, 2011 10:55 am

اود تحميل كتاب طرق البحث الاجتماعى د. الجوهرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 11, 2011 11:48 am

الكتاب موجود في قسم مناهج البحث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
باحث
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : خدمة اجتماعية
عدد المساهمات : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 50

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 6:11 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا سمحتوا دراسات عن دور الاخصائي الاجتماعي في المحاكم او بصفة عامة الخدمة الاجتماعية في المحكمة الاسرية او الاحوال الشخصية او الشرعية والله يحفظكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
??? ????
زائر




طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 9:03 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

ممكن تحميل كتاب يختص بالسرقة ومفهومها وأسبابها وأثارها وعلاجها ,,,
وجزاكم الله خيراً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
singab
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : SOCIOLOGY
عدد المساهمات : 4
نقاط : 4
تاريخ التسجيل : 14/12/2011
العمر : 49

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 3:35 pm

السلام عليكم اخوتى ارجو منكم البحث معى عن كتاب علم الاجتماع المعاصر د. سلوى خطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميره الذوق
عضو جديد
عضو جديد
اميره الذوق


التخصص : خدمه اجتماعيه
عدد المساهمات : 6
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 08/12/2011
العمر : 35

بطاقة الشخصية
حقل: "10"

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 3:44 pm

السلام عليكم
ممكن كتب عن لغات البرمجه ارجو الرد في اسرع وقت شاكره لكم تعاونكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 9:59 pm

لغات البرمجه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
عادل علالي
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : الجغرافيا
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 16/12/2011
العمر : 37

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 16, 2011 4:02 pm

السلام عليكم إخواني الكرام
أتمنى مساعدتي بايجاد تلخيص لكتاب فلسفة مناهج البحث العلمي
لمؤلفه عقيل حسين عقيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميره الذوق
عضو جديد
عضو جديد
اميره الذوق


التخصص : خدمه اجتماعيه
عدد المساهمات : 6
نقاط : 6
تاريخ التسجيل : 08/12/2011
العمر : 35

بطاقة الشخصية
حقل: "10"

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 17, 2011 3:33 pm

ممكن دراسه حاله عن معاقه لديها تخلف عقلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
elzahraa
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : اقتصاد وعلوم سياسية - علاقات دولية
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 21/12/2011
العمر : 35

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 21, 2011 2:43 am

السلام عليكم ورحمتة الله وبركاته
ارجوكم ساعدوني للحصول علي كتاب فلسفة العلم لصلاح قنصوة ضروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 21, 2011 2:57 am


فلسفة العلم في القرن العشرين


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
achouri
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علمالاجتماع الثقافي والعمراني
عدد المساهمات : 5
نقاط : 5
تاريخ التسجيل : 26/10/2011
العمر : 54

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأربعاء ديسمبر 21, 2011 1:28 pm

من فضلكم مطلوب رسائل ماجستر علم الاجتماع الحضري والثقافي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هدى احمد
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : الادارة التعليمية و التربية المقارنة
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 24/12/2011
العمر : 36

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 24, 2011 7:22 pm

السلام عليكم أرجو المساعدة
أنا احتاج كتب عن تطوير الادارة الجامعية فى مصر
و لكم جزيل الشكر
أرجو الرد سريعا
[url][/url]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حياتي كلها لله
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علم الاجتماع
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 24/12/2011
العمر : 38

طلبات الكتب - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: طلبات الكتب   طلبات الكتب - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 25, 2011 9:27 am

السلام عليكم
او سمحتم كنت في حاجة لكتب خاصة بالشخصية المصرية ومراجع اخري عن القرية المتحضرة وجزاكم الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طلبات الكتب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» كتب زخائر العرب - التحميل بعد الرد
» [b]كيف يمكن تحميل الكتب؟[/b]
» ديفيد انكليز و جونسون هنكستون : سوسيولوجيا الفن ، طرق للرؤية - عالم المعرفة، العدد 341 ، 2007
» الكتب الفلسفية والفكرية
» أرغب فى الكتب الأتية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: قسم الموضوعات المحذوفة-
انتقل الى: