فعالية استخدام التعليم المعزز بالحاسوب ودورة التعلم المعدلة في تنمية التحصيل والاتجاه نحو مادة الفيزياء لدى طلاب الصف الأول الثانوي
ملخص بحث الماجستير للباحث :/الاستاذ الدكتور
محمــد ابراهيـــم يـــوســــف
للحصول على درجة الماجستير فى التربية
تخصص تكنولوجيا تعليم
المقدمة
التطورات الحديثة في مجال العلم والتكنولوجيا قد غيرت هيكل وأنظمة التعليم في المجتمعات، فإن مهارة الأشخاص لم تعد تقاس بقدرتهم على استخدام المعرفة ولكن أيضًا بقدرتهم على إنتاج المعرفة, هو ما يضع مسئوليات إضافية على معلمي العلوم (Akkoyunlu, 1996) ومن المعروف عمومًا أن الفيزياء والكيمياء والبيولوجي من المواد التي تحتوى على العديد من المفاهيم النظرية التي يصعب على الطلاب فهمها والربط بينها وبين المعرفة المكتسبة في حياتهم اليومية، وفى كثير من هذه الحالات يكون السبب هو عدم كفاية نظام التعليم التقليدي وقلة المواد التعليمية مما يؤدى إلى عدم إشباع فضول الطلاب ويؤدى إلى ما يسمى بالتعليم النظري.
استخدام الحاسوب في التعليم انتشر على نطاق واسع لأن معظم المعارف المتصلة بالظواهر الطبيعية تكون متاحة في بيئة الحاسوب فعند استخدام المعلمين للحاسب الآلي كأداة تعليمية هذا يمنحهم القدرة على توضيح الظواهر المادية بطرق يمكن أن يتصورها الطلاب في شكل ثلاثي الأبعاد(Soylu & Ibis 1998) ومن المعروف أن استخدام الحواس في التعليم يزيد كفاءة التعلم، فالملاحظة البصرية التي يقوم بها الحاسب الآلي في التدريس ستساعد الطلاب على ترسيخ المعلومات المكتسبة وربطها بالبيئة المحيطة، كما أن الحاسب الآلي يتيح للطلاب الفرصة لتطبيق المعرفة، وكذلك اكتشاف معارف جديدة، فالطلاب لا يأخذون المعرفة من المعلمين بل يقومون بإعادة بناء هذه المعرفة بأنفسهم .
كذلك فإن التعلم باستخدام دورة التعلم المعدلة والتي تعد أحد استراتيجيات النظرية البنائية وفى هذه النظرية تبنى المعرفة بواسطة المتعلم حيث يقدم موضوع الدرس في صورة مشكلة يسعى الطلاب باستخدام خبراتهم السابقة في محاولة حلها، وفى السنوات الأخيرة أصبح تدريس العلوم والرياضيات يعتمد بشكل كبير على طرق التعلم البنائي .
إن استخدام التعلم البنائي واستخدام الوسائط المتعددة من أهم الطرق لتعليم المفاهيم بشكل مجدي، لذا ستبحث الدراسة الحالية فاعلية استخدام التعليم المعزز بالحاسوب ودورة التعلم المعدلة على تحصيل واتجاه طلاب الصف الأول الثانوي في مقرر مادة الفيزياء .
مشكلة الدراسة:
تتمثل مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:
ما فعالية استخدام التعلم المعزز بالحاسوب ودورة التعلم المعدلة في تنمية التحصيل والاتجاه لدى طلاب الصف الأول الثانوي في مادة الفيزياء؟
الدراسات السابقة:
قدم الأدب التربوي العديد من الدراسات التي تتعلق باستخدام الحاسوب في التعلم الصفي، بالإضافة للدراسات التي تعلقت باستخدام دورة التعلم كأحد استراتيجيات النظرية البنائية وسوف يتناول الباحث بالذكر الدراسات التي استخدمت التعلم المعزز بالحاسوب ودورة التعلم في التدريس الصفي، ومن هذه الدراسات:
• قام(Sal Hattin Gonen) بدراسة مقارنة هدفت إلى معرفة فاعلية استخدام التعلم بواسطة الحاسب الآلي والتعلم باستخدام دورة التعلم المعدلة على تحصيل واتجاه طلاب الصف الأول الثانوي في المدارس التركية وكانت عينة الدراسة تتكون من مجموعتين أحداهما ضابطة استخدمت دورة التعلم المعدلة والأخرى تجريبية استخدمت الحاسب الآلي ولم يلاحظ فرق في التحصيل بين المجوعتين.
• قام لورد (Lord, 1999) بدراسة هدفت إلى استكشاف اثر التدريس بالبنائية دورة التعلم المعدلة (5E) على التحصيل لمساق في البيئة، تم فيه إتباع نموذجBybee المكون من خمس مراحل وقد طبقت الدراسة على أربعة صفوف تم تقسيمها إلى مجموعتين الأولى ضابطة وعددها(46) طالبًا درست بالطريقة التقليدية (10) ما المجموعة الثانية فكان عددها(48) طالبًا درست بطريقة دورة التعلم. وأشارت نتائج الدراسة أن التي درست بالطريقة البنائية حازت على تحصيل أعلى من المجموعة الضابطة التي درست بالطريقة التقليدية .
• وأجرت فايزة الكيلانى(2001) دراسة هدفت إلى اختيار أثر دورة التعلم المعدلة(5E) على التحصيل في مستويات دبلوم العليا والدنيا لطالبات الصف الأول الثانوي العلمي في المدارس الحكومية التابعة لمديريات والتعليم في مدينة إربد في مادة الأحياء وتكونت عينة الدراسة من مجموعتين ضابطة وتكونت من37) ) طالبه درست موضوع الفقريات بالطريقة التقليدية. ومجموعة تجريبية تكونت من (39) طالبة درست موضوع الفقاريات باستخدام دورة التعلم المعدلة (5E) وقد أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في المستويات الخمسة وكذلك وجودت فروق ذات دلالة إحصائية في التحصيل العام لصالح المجموعة التجريبية.
• وقد أشار دويدى(1996) في دراسته حول الكشف عن أثر استخدام الحاسب الآلي والشرائح الشفافة في تحصيل طلاب الصف الأول الثانوي في مادة العلوم بالمدينة المنورة. وقد تكونت عينة الدراسة من(71) طالبًا موزعين على ثلاث مجموعات: إحداهما مجموعة ضابطة والمجموعتان الأخريان تجريبيتان درستا باستخدام الحاسب الآلي بينما المجموعة الثانية درست باستخدام الشرائح الشفافة والمجموعة الضابطة درست بالطريقة التقليدية. وقد توصل الباحث إلى أن المجموعات الثلاث قد حدث فيها تقم ملحوظ في الاختبار البعدي موزونة بالاختبار القبلي وكان معدل التقدم للمجموعة التي درست باستخدام الحاسوب واضحًا بدرجة عالية، موازنة بالمجموعتين الضابطة والتجريبية. ويؤكد الباحث فعالية تدريس مادة العلوم باستخدام الحاسوب.
• وقد أشار زيتون والبنا(1996) في دراستهما حول فاعلية البرنامج التعليمي في تنمية الأداء المعرفي في مواضع الوراثة، والتفكير المنقى، والاتجاه عند استخدام الحاسوب لدى عينة من طلاب الثانوية العامة في جمهورية مصر العربية. وقد أجريت الدراسة على عينة عددها (42) طالبًا وطالبة منها (20) طالبة بمدرسة إدكو التابعة لمحافظة البحيرة و(22) طالبًا من مدرسة حسنى مبارك التابعة لمحافظة الإسكندرية, وكانت أعمارهم متقاربة. وقد استخدمت عينة الدراسة الحاسوب في التعرف على مسائل تتعلق بالوراثة، والتفكير المنقى، علمًا بأن العينة لم يسبق لها ممارسة الحاسوب من قبل، وعند إجراء الدراسة، توصل الباحثان إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات القياس القبلي والبعدى لصالح الاختبار البعدي بالنسبة إلى الأداء المعرفي، والتفكير المنطقي والاتجاه الإيجابي نحو استخدام الحاسوب.
• أجرى المطيرى(1998) دراسة حول أثر استخدام إحدى برمجيات الحاسوب في مادة العلوم في تحصيل طلاب الصف السادس الابتدائي بمدينة الرياض في مقرر العلوم باستخدام المنهج التجريبي، وتكونت عينة الدراسة من(60) طالبًا موزعين على مجموعتين. تتألف الأولى من(30) طالبًا درسوا باستخدام إحدى برمجيات الحاسوب، وتسمى المجموعة التجريبية والأخرى من(30) طالبًا درسوا باستخدام الطريقة التقليدية، وتسمى المجموعة الضابطة وقد توصل الباحث إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى(0.05) في متوسطات تحصيل الطلاب في مادة العلوم بين المجموعة التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية عند مستوى التذكر والفهم حيث لم يظهر فروق إحصائية عند مستوى التطبيق لدى المجموعتين التجريبية والضابطة.
الإطار النظري:
يعد تحسين التحصيل العلمي لدى الطلاب في مختلف المراحل الدراسية من خلال استخدام طرق التدريس الفعالة التي تبرز الدور النشط للمتعلم وتعزز الدور الميسر والمسهل للمعلم، هدف يطمع إليه المهتمون بالتربية والتعليم وتدريس العلوم.
وبالرغم من أن دورة التعلم المعدلة التعلم المعزز بالحاسوب تمثلان وسيلتين مختلفتين تمامًا في التدريس إلا أنهما لهما نفس الهدف وهو جعل المتعلمين مشاركين فاعلين في عمليتي التعليم والتعلم يبنون بأنفسهم نماذجهم الفعلية الخاصة بدلاً من تلقى المعلومات بطريقة سلبية.
• أولاً: بالنسبة للحاسب الآلي:
فتعتمد معظم نظم التعليم الفعالة على التفاعل بين المتعلم والمعلم، أو التفاعل بين المتعلم والبرنامج التعليمي، أو بين التلميذ والحاسوب ويتطلب التفاعل استقبال المعلومات المعروضة وتسجيل استجابة المتعلم ومن ثم إعطائه التغذية الراجعة؛ ليتأكد من صحة استجابته فيعزز، وعندما يخطئ يبلغه البرنامج أنه أخطأ وعليه أن يعيد المحاولة ثانية وربما ثالثة إلى أن يتوصل لخطوات الإجابة الصحيحة وفى أجهزة العرض التعليمية كالراديو أو التلفزيون أو السينما أو الفيديو لا تتوافر إمكانات الحوار بين المتعلم والبرنامج التعليمي ولا يستطيع المدرس الإنسان التروي والصبر لتتبع استجابات كل متعلم ويمل المدرس الإنسان عملية الإعادة والتمارين الرتيبة المتعبة للأعصاب .
أما الحاسوب فيمكنه عرض المعلومات بالسرعة المناسبة لكل فرد وتكرار العرض مرات عديدة دون كلل أو ملل بالإضافة إلى ذلك يمكن المتعلم من الاستجابة الفعالة، والتي تكون في الغالب بالضغط على مفاتيح الحاسوب أو لمس الشاشة أو رسم مخططات على لوحة الرسم الإليكترونية والمتصلة بالحاسوب وتظهر الاستجابة على شاشة الحاسوب الذي يقوم بموازنتها مع الاستجابة الصحيحة فيقدم التهاني والتعزيزات الإيجابية للمتعلم ليواصل التقدم في تعلمه من نجاح إلى نجاح عندما تكون استجابته صحيحة أما حين يحظى في الإجابة فالحاسوب يعالج الخطأ بأشكال مختلفة منها طلب إعادة الإجابة، أو بيان سبب الخطأ، أو توجيه التعلم لبرنامج فرعى لشرح المفهوم الغامض أو المهارة الناقصة لاستكمال الوحدة التعليمية، وفى النهاية لابد للمتعلم من إتقانها وفق المعايير الموضوعية الموضوعة بالبرنامج التعليمي وبعدها يتابع إلى الوحدة التالية من البرنامج وكثيرًا ما يسجل الحاسوب مجموعة الإجابات الصحيحة والإجابات الخاطئة للمتعلم في كل وحدة دراسية، ويسجلها في بطاقته، وقد يرسم له المخطط البياني لتقدمه أو مدى انحرافه عن متوسط الصف أو مدى انحرافه عن مستوى الإتقان المطلوب، والذي يبقى هدفا يسعى إليه معظم الطلاب لتقليل الفجوة بين نجاحاتهم والنجاح الأكثر اتقانا.
وعندما يسجل الحاسوب مدى التقدم في التعلم بشكل فوري ومباشر يحدث الربط الوثيق بين عمليتي التعليم والتعلم والتقويم، وهذا الربط هو أداة في إستراتيجية التعليم المنفق، لم يكن بالإمكان تطبيقها في التدريس التقليدي الصفي، إلا أن إدخال الحاسوب في نظام الصف وفى التدريس الفردي التفاعلي ييسر عملية الإتقان وسيطرة المتعلم على المهارات السلوكية المطلوبة ولذلك صممت آلاف البرامج التعليمية التفاعلية الأجنبية منها والعربية في خطوات متسلسلة تعرض من خلال الحاسوب وفق نظرية ضبط السلوك بأساليب التعزيز الإيجابي، الذي يقدم للمتعلم مستمرًا أو متقطعًا وفق مستوى المتعلم في تعلم المهارات أو الحقيقة أو المفهوم.
التعليم والتعلم المعزز بالحاسوب (CAT Computer Assisted Instruction)
يعتبر الحاسوب كتكنولوجيا متطورة مدخلا أو منهجًا في مجال تعليم وتعلم مختلف الموضوعات الدراسية ومع تطور أجهزة الحاسوب ونظريات التعليم والتعلم تطور هذا المدخل، وأصبح ظاهرة لها مدلولاًتها ومبرراتها وأثارها في عمليتي التعليم والتعلم ويعتبر بيجن (Pagen, 1970) أن تقرير التعليم التفاعلي من أبرز مظاهر هذا المدخل بإعطاء الفرص للمتعلم في التعرض لخبرات تعليمية ملائم قدراته وسرعته في التعلم .
ويعتبر التعليم والتعلم المعزز بالحاسوب يفيد في أن يجعل التعليم والتعلم أكثر فعالية، حيث يجعل المتعلم دائم النشاط خلال عملية التعلم، بالإضافة إلى قدرته على تعزيز التعلم مباشرة وعرضه للمادة التعليمية بتسلسل مضبوط ويعرف (Thomas, 1979) التعليم والتعلم المعزز بالحاسوب بأنه تعنيه يتفاعل المتعلم من خلالها مع مثير تعليمي يعرض من خلال شاشة الحاسوب.
ويقول بيكر (Becker, 1984) أن يمكن للمدارس من خلال أنماط التعليم والتعلم المعزز بالحاسوب تقديم تدريبات وتمارين (Drill and Practice) وتقديم شرح لبعض الدروس (Tutorial) وتقديم إجراءات تشخيصية وعلاجية (Diagnostic / pre******ive procedures) والتي تؤدى إلى تحسين مخرجات التعلم.
ويعرف راتب ونورسير (Wright & Forcier, 1985) التعليم والتعلم المعزز بالحاسوب بأنه مصطلح يطلق على بيئة التعلم التي توفر التفاعل بين المتعلم والحاسوب، كما يعتبره أليسي وترولب (Alessi, & Trolip, 1985) إستراتيجية تتضمن أربعة نشاطات تعليمية متكاملة، عرض المعلومات وتوجيه وتدريب لاستيعاب المعلومات ثم تقويم أداء تعلمه، ويضيف الفار (1992) بأنه نموذج متكامل ذو أنماط متعددة يستخدم عونا للمدرس مساعدا له ومكملاً لأدواره في تعليم فئات التلاميذ المختلفة حيث يساعده في مواجهة العديد من القضايا والمشكلات التربوية كالعمل على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والمساهمة في تقديم برامج نوعية متميزة تساهم في تعويض التفاعل في عدد وكفاءة المدرسين في بعض التخصصات حيث قد لا يتوافر دروس كفء في كل مكان وتطبيق إجراءات التعلم للإتقان (Mastery learning) وتشجيع الطلاب على التجربة والمخاطرة والعمل على تحريرهم من الخوف المثبط المنتج عن الخطأ أو من حكم الآخرين وأخيرًا حث الطلاب على العمل والإنجاز وتزكية الفضول لديهم وتشجيعهم على التعلم القائم على الارتياد والاكتشاف.
أنماط التعليم والتعلم المعزز بالحاسوب :
يمكن تحديد أنماط البرامج الجاهزة(Educational Software) حسب طريقة الإدارة منها لكل من التلميذ والمدرس، فقد صنفها فيتر (Fetter, 1989)ووالاس وروز(Wallace, & Rose, 1988) حسب درجة تفاعل التلميذ معها، في حين صنفها (Holder 1987) وديكى (Dickey, 1988) حسب كمية مساعدتها للمعلم في تكملة دوره بينما نجد أنه لو تبينا وصف روسهاين(Rosenhine, 1983) للعملية التعليمية والذي يرى أنها تحتوى على خمسة أنشطة ومراحل رئيسة هي:
1. تقديم المعلومات والتعريف بالمهارات المطلوبة.
2. توجيه المتعلم إلى طريقة استخدام المعلومات وتطبيق المهارات.
3. معالجة نقاط الضعف في تحصيل المتعلم بطرق أكثر تسويقًا ودافعية للعمل.
4. التدريب والتمرين لاستيعاب وإتقان المهارات.
5. تقويم مستوى تحصيل أو أراء المتعلم.
وعليه فإنه يمكن تصنيف أنماط البرامج الجاهزة المستخدمة كأنماط للتعليم والتعلم بالحاسوب حسب أنشطة ومراحل العملية التعليمية لسروسنهاين كالتالي:
1. نمط التدريس الخصوصي (Tutorial Style)
2. نمط التدريب والمران الممارسة(Drill and practice style)
3. نمط حل المسائل والتمارين (Problem solving & Exercise style)
4. نمط الألعاب التعليمية (Instruction Games Style)
5. نم المحاكاة وتمثيل المواقف المحاكاة (Simulation)
6. نمط التشخيص والعلاج(Diagnostic pre******ive)
• أما بالنسبة لدورة المتعلم
فهى من التطبيقات التربوية لنظرية بياجيه وهى عبارة عن نموذج تعليمي ضمن كاربلس Karplus وزملاؤه سنة (1974) لبناء وتنظيم المناهج وتدريسها ولوضع علاج مناسب لصعوبات التعلم وتحسين مستوى الفهم لدى الطلبة والذي عرف باسم دورة التعلمLearning cycle .
وتتكون دورة التعلم من ثلاثة مراحل:
1. مرحلة الاستكشاف.
2. مرحلة استخلاص المفهوم.
3. مرحلة التطبيق.
وصمم هذا النموذج التدريس لتطوير تدريس العلوم وقد حقق نجاحًا في تدريس
العلوم. ولعل سبب هذا النجاح يرجع إلى أن دورة التعلم تعتبر عملية استقصائية في التعلم والتعليم. كما تعد هذه الإستراتيجية في ميدان تدريس العلوم منهاجًا للتفكير والعمل حيث أنها تتناسب مع الكيفية التي يتعلم بها الطلبة، كما أنها توفر مجالاً ممتازًا والتدريس الفعال لدروس العلوم.
وقد دعم عدد من البحوث فاعلية دورة التعلم في تشجيع الطلبة على التفكير الإبداعي والناقد، كما أنها سهلت فهم المفاهيم العلمية، وتكوين الاتجاهات الإيجابية نحو العلوم وتحسين تحصيل الطلبة لمهارات عمليات التعلم(Lawson, 1995) ومع تطور أهداف تدريس العلوم في الوقت الحاضر أصبحت دورة التعلم تتكون من أربعة مراحل هي: مرحلة الاستكشاف واستخلاص المفهوم والتطبيق والتقويم. (Renner, Marek, 1988)
كذلك تم تهذيب وحفل دورة التعلم من قبل روجر بابي (Roger Bybee)حيث تم تركيز النماذج البنائية في خمسة مراحل هي مرحلة الانشغال Engagement ومرحلة الاستكشاف Exploration ومرحلة التفسير Explanation ومرحلة التوسيع Elaboration ومرحلة التقويم .Evaluation وفى هذا الإطار يرى بابي (Bybee, 1993) أن مرحلة الانشغال نستخدم لإثارة واقعية الطلبة نحو الموضوع في مجموعات صغيرة وتسمح مرحلة التفسير للطلبة بعرض ما يتوصلون إليه في مجموعاتهم على زملائهم الآخرين.
ويتم في مرحلة التوسيع تحديد وتطوير الفهم المفاهيمي لدى الطلبة أما مرحلة التقويم فتزود الطلبة بوسائل التقييم تعلمهم وتزود المعلمين بغرض لتقويم تقدم طلبتهم نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
وقد تم في هذه الدراسة تبنى دورة التعلم المعدلة (5E) والتي يسير فيها التدريس وفقًا للمراحل الخمس الآتية:
1. مرحلة الانشغال Engagement
2. مرحلة الاستكشاف Exploration
3. مرحلة التفسير Explanation
4. مرحلة التوسيع Elaboration
5. مرحلة التقويم Evaluation
وفيما يأتي توضيح مختصر لما يتم في كل مرحلة من هذه المراحل:
1. مرحلة الانشغال Engagement
يوجه اهتمام الطلبة في هذه المرحلة إلى شيء أو مشكلة أو حدث أو حالة، ويتم ربط أنشطة هذه المرحلة مع الأنشطة السابقة والأنشطة المستقبلية ويعتمد الربط على مهام التعلم وقد يكون الربط مفاهيميًا أو إجرائيًا أو سلوكيا.
وتعد عملية طرح الأسئلة وتحديد المشكلات وإظهار التباين بين الأحداث والتفاعل مع موافق المشكلة من الطرق التي تؤدى إلى انخراط الطلبة من مهام التعلم وتوجيه اهتمامهم نحوها، ويكون المعلم مسئولا عن تقديم المواقف التعليمية وتحديد مهام التعلم.
2. مرحلة الاستكشاف Exploration
تصميم أنشطة مرحلة الاستكشاف بهدف تزويد الطلبة بقاعدة أساسية تمكنهم من الاستمرار في استكشاف بنية المفاهيم والعمليات والمهمات وفى هذه المرحلة ينبغي توفير مواد محسوسة وخبرات مباشرة قدر الإمكان وتهدف أنشطة المرحلة إلى تكوين خبرات ليستخدمها الطلبة والمعلمون لاحقًا لمناقشة المفاهيم والعمليات والمهارات. ويكون المعلم مسئولاً عن إعطاء توجيهات كافية ومواد مناسبة تتعلق بالنشاط. وأن يتيح الوقت الكافي والغرض لاستقصاء الأشياء والمواد، والمواقف بناء على أفكار الطلبة عن الظواهر. وكنتيجة لانغماس الطلبة فكريًا وجسميًا في النشاط فإنهم يكونون علاقات، ويشاهدون أنماطًا، ويحددون متغيرات ويستفسرون عن أحداث.
3. مرحلة التفسير Explanation
وفى هذه المرحلة يوجد المعلم اهتمام الطلبة إلى أوجه خاصة من أنشطة مرحلتي الانشغال والاستكشاف ويقوم بعد ذلك بتقديم التفسيرات المناسبة لوضع الخبرات الاستكشافية في وضعها الصحيح. وتعتبر مرحلة التفسير مرحلة مواجهة من قبل المعلم؛ حيث يستخدم طرق وأساليب متنوعة في تقديمه للمفاهيم والعمليات أو المهارات منها التفسير اللغوي والفيديو والأفلام التعليمية والبرمجيات التعليمية. وفى هذه المرحلة تستمر عملية التنظيم العقلي(Mental organization) ويصبح الطلبة قادرين على تغيير خبراتهم السابقة بعبارات خاصة.
ويعتبر تقديم المفاهيم والعمليات أو المهارات باختصار وبشكل مبسط هو الهدف الأساسي لهذه المرحلة.
4. مرحلة التوسيع Elaboration
ومن المهم في هذه المرحلة أن يستخدم الطلبة التفسيرات التي تم تطويرها في مواقف جديدة من أجل توسيع وتطوير مدى فهمهم للمفاهيم والعمليات والمهارات، حيث وجد أن في بعض الحالات يستمر الطلبة في احتفاظهم بفهمهم لخاطئ أو يقتصر فهمهم للمفاهيم من نطاق خبرات مرحلة الاستكشاف وتقوم هذه المرحلة بوضع الطلبة في مواقف جديدة وأن يواجهوا مشكلات جديدة تتطلب تطبيق تغيرات مماثلة أو مشابهة.
5. مرحلة التقويم Evaluation
وعند نقاط معينه ينبغي أن يتلقى الطلبة تحديد مراجعة حول ملائمة تفسيراتهم ويجب أن يكون التقويم مستمرًا، ولا يقتصر على التقويم في نهاية الفصل، ويجب أن تخذ إجراءات متعددة لإجراء تقويم مستمر للتعلم ولتشجيع البناء المعرفي للمفهوم والمهارات العلمية ومن الممكن أن يتم التقويم خلال كل مرحلة من مراحل دورة التعلم بدلاً من أن يقع في نهايتها.
ولمعرفة مدى فاعلية كل من دورة التعلم المعدلة (5E) والحاسب الآلي في تدريس الفيزياء سوف نستخدم ثلاثة مجموعات إحداهما ضابطة درست بالطريقة التقليدية ومجموعتين تجريبيتين: الأولى درست بالحاسب الآلي، والثانية درست بدورة التعلم المعدلة(5E) .
مصطلحات الدراسة:
دورة التعلم المعدلة (5E Modified Learning cycle) وهى إحدى استراتيجيات التدريس المبنى على النظرية البنائيةConstructive theory والتي تستمد إطارها النظري من نظرية بياجيه في النمو العقلي. وتتكون عمليا أو إجرائيًا من خمسة مراحل هي:
الانشغال والاكتشاف والتفسير والتوسيع والتقويم، وتؤكد مرحلة الانشغال على إثارة الدافعية وتؤكد كرحلة الاستكشاف على الخبرات الحسية وتؤكد مرحلة التفسير على إيجابية المتعلم للتوصل إلى المفهوم، بينما توظف مرحلة التوسيع استخدام المفهوم في مواقف تعليمية جديدة أما مرحلة التقويم فتؤكد على تقويم تقدم البطالة نحو الأهداف المنشودة.
عينة الدراسة :
تكونت عينه الدراسة (120) طالب من طلاب الصف الأول الثانوي بإحدى المدارس الثانوية (ثلاثة فصول) وقد وزعت هذه العينة عشوائيًا لتشكيل ثلاث مجموعات:
1. المجموعة التجريبية الأولى عددها (38) وقد تم تدريسها باستخدام دورة التعلم المعدلة.
2. المجموعة التجريبية الثانية عددها (42) تم تدريسها باستخدام الحاسب الالى.
3. المجموعة الضابطة عددها (40) وقد تم تدريسها باستخدام الطريقة التقليدية.
أهمية الدراسة :
1. تناول الدراسة موضوعًا حيويا وجديد يهم القائمين على العمل التربوي الميداني من معلمين ومشرفين تربويين من أجل رفع المستوى التربوي بشكل عام .
2. تلقى الدراسة الضوء على العناصر الأساسية المكونة لإستراتيجية دورة (التعلم المعدلة ومدى الاستفادة منها من قبل المعلمين ومحاولة تقليل الفجوة الناتجة عن الممارسات التعليمية التقليدية التي تعطى المعلم الدور الكامل في لغة الاتصال التربوي.
3. التعرف على أنماط التعلم والتعليم المعزز بالحاسوب باستخدام برمجيات عربية في زيادة تحصيل التلاميذ في مادة الفيزياء وتحسين اتجاهاتهم نحوها .
4. قد تساعد مطورى المناهج بإلقاء الضوء على الجوانب المختلفة للتعليم والتعلم المعزز بالحاسوب وكيفية تقويمه .
5. من المتوقع أن تسهم الدراسة في تسليط الضوء على مدى فاعلية دورة التعليم المعدلة والتعلم المعزز بالحاسوب في تدريس الفيزياء وأن تفتح مجالا لدراسات أخرى تهدف إلى تطوير نماذج تعليمية مختلفة بهدف المساعدة في تحسين العملية التعليمية- التعلمية .
حدود الدراسة:
تتحدد الدراسة الحالية ونتائجها بالعينة والأدوات المستخدمة في معرفة مدى فاعلية التعلم المعزز بالحاسوب وإستراتيجية دورة التعلم المعدلة على تحصيل واتجاهات طلاب الصف الأول الثانوي في مقرر الفيزياء
أدوات الدراسة:
1. اختبار تحصيل مقرر الفيزياء لطلبة الصف الأول الثانوي من إعداد الباحثة.
2. مقياس اتجاه نحو مادة الفيزياء من إعداد الباحثة.
فروض الدراسة :
1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية الأولى (درست باستخدام دورة التعلم المعدلة) وبين أفراد المجموعة التجريبية الثانية (درست بمساعدة الحاسب الآلي) وأفراد المجموعة الضابطة (درست بالطريقة التقليدية) في اختبار تحصيل الفيزياء للصف الأول الثانوي.
2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أفراد المجموعة التجريبية الأولى
(درست باستخدام دورة التعلم المعدلة) وبن أفراد المجموعة التجريبية الثانية (درست الحاسب الآلي) وأفراد المجموعة الضابطة (درست بالطريقة التقليدية) في مقياس الاتجاه نحو الفيزياء للصف الأول الثانوي.
متغيرات الدراسة:
المتغير المستقل للدراسة هو نموذج التدريس وله ثلاثة مستويات وهى:
1. إستراتيجية دورة التعلم المعدلة .
2. التعلم المعزز بالحاسوب.
3. الطريقة التقليدية.
أما المتغيرات التابعة به فهما:
1. التحصيل في الفيزياء.
2. الاتجاه نحو الفيزياء.
إجراءات الدراسة :
1. تصميم برمجية حاسوبية لمقرر الفيزياء للصف الأول الثانوي.
2. تدريب معلمي التجربة على التدريس باستخدام دورة التعلم المعدلة والبرمجية الحاسوبية لمقرر الفيزياء للصف الأول الثانوي.
3. اختيار ثلاث مجموعات لطلاب الصف الأول الثانوي مجموعتين تجريبيتين والثالثة ضابطة وبشكل عشوائي.
4. التطبيق القبلي للأدوات (مقياس الاتجاه نحو الفيزياء للصف الأول الثانوي).
5. تطبيق المعالجة على العينة بحيث تدرس المجموعة التجريبية الأولى بدورة التعلم المعدلة والمجموعة التجريبية الثانية بمساعدة الحاسب الآلي والمجموعة الضابطة بالطريقة التقليدية.
6. تطبيق الاختبار التحصيلي في مادة الفيزياء ومقياس الاتجاه بعد الانتهاء من التدريس.
7. جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها وكتابة التوصيات والمقترحات.
التصميم التجريبي:
قبلي – بعدى / تجريبي - ضابط Pre – Post / Experimental – Control .
المعالجة الإحصائية :
للإجابة على تساؤلات الدراسة الحالية ومن ثم اختبار صدق الفروض، تمت المعالجة الإحصائية بالحاسوب باستخدام الحزمة الإحصائية SPSS for Windows حيث تم إجراء العمليات الإحصائية التالية:
1. تحليل التباين أحادي الاتجاه One – way Analysis of Variance للوقوف على دلالة الفروق بين المجموعات الثلاث (التجريبية الأولى، التجريبية الثانية، الضابطة) معقوبا باختبار شوفيه للمقارنات المتعددة لدلالات الفروق واتجاهاتها بين متوسطات أفراد المجموعات الثلاث في اختبار التحصيل.
2. تحليل التباين المتلازم Analysis of Covariance للوقوف على الفروق بين المجموعات الثلاث (التجريبية الأولى، التجريبية الثانية، الضابطة) في معدل نمو الاتجاه نحو مادة الفيزياء.
التوصيات :
في ضوء ما ستسفر عنه نتائج هذه الدراسة يمكن التوصية بما يلي:
1. استخدام البرامج الحاسوبية وإستراتيجية دورة التعلم المعدلة من قبل معلمي الفيزياء في التدريس للمرحلة الثانوية والابتعاد عن الطرق التقليدية السائدة التي تركز على الإلقاء من جانب المعلم والاستماع من قبل الطالب.
2. عمل دورات تدريبية وتدريب المعلمين على استخدام إستراتيجية دورة التعلم المعدلة - والبرامج الحاسوبية.
3. إعادة النظر في مقررات الفيزياء وتنظيمها بحيث تتناسب مع استراتيجيات دورة التعلم والتعليم المعزز بالحاسوب.
المراجع
أولا المراجع العربية:
إبراهيم عبد الوكيل الفار (1992): التعليم والتعلم المعزز بالحاسوب الرؤيا والمستقبل، ورقة عمل مقدمه إلى ندوة إعداد معلم الحاسوب بدول مجلس التعاون العربي بالبحرين - مكتب التربية العربي لدول الخليج 7 - 10 نوفمبر.
فوزي طه إبراهيم(1983): استخدام الكمبيوتر التعليمي في تدريس بعض المهارات الأساسية في الرياضيات، دراسة تجريبية علاجية، منشأة المعارف الإسكندرية .
هالة طه بخش(2003) : أثر استخدام دورات التعلم كنموذج لتعلم الكيمياء وعلى تحصيل الدراسات بالصف الثاني الثانوي وبقاء أثر التعلم لديهن. مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والاجتماعية والإنسانية 15 (2) , 1 - 27 .
ثانيا: المراجع الأجنبية:
Alessi, A.M. & Trolip, S.R.(1995): computer Based Instruction Methods and development, Englewood cliffs, New jersey prentice Hall Inc.
Becker, games H, (1984) Whatever Happened to computer?, Journal of educational date processing, 16 (7), 57.bs
Bybee, R. (1993) Instructional model for science education in developing biological literacy. Colorado spring., biological curriculum studies
Lawson, A.E (1995) science teaching and development of thinking, Belmont , CA: