اسم الكتاب: فلسفه التاريخ النقديه:بحث في النظريه الالمانيه للتاريخ
اسم المؤلف: ريمون ارون-حافظ الجمالي
يؤكد "ريمون أرون" Raymon Aron في كتابه" دروس في التاريخ Leçens sur l’histoire " على إمكانية الانطلاق من الآثار Monuments لإعادة بناء ومعرفة الطريقة التي عاش بها من سبقنا وهل كانوا متقدمين عنا أو متأخرين ، ويقدم للمعرفة التاريخية تعريفا يتمثل في كونها " إعادة بناء ما كان موجودا ولم يعد ،انطلاقا مما بقي كأثر " كما ينفي أن يكون إعادة البناء هي إعادة مجردة فقط كما أنها تنفصل عنا لأنها تخص زمانا ومكانا محددين..
يستدل أرون على هذا القول ؛ أي أن المعرفة التاريخية تكون بالأثر الواقعي المادي في إطار زمان ومكان محددين وليس عن طريق التفكير فيه فقط ، بمعرفة المجتمعات الأخرى ،ويضرب مثالا على ذلك العيش مع اليابانيين أو الهنود ليتبين للإنسان الاختلاف بين العالم الذي قد يعيشه المرء في مجتمعه وهذين المجتمعين ،كما يستشهد بالفرق بين روما في القرن الثاني بعد الميلاد ،وأثينا القرن الخامس قبل الميلاد ليتبن الفرق .
إن استحالة المعرفة التاريخية ناجم عن جهل بالسلوكات والدلالات والأدوات المستعملة في كل زمان – روما ، أثينا سابقا ولاحقا- و مكان - الصين ،الهند- محددين ،" ويكفي مثلا أن نقول "حافلة "لنفهم بماذا يتعلق الأمر .فالعالم الذي نعيشه عالم أليف لنا لأنه مليء بالدلالات التي نفهمها " . يقيم أرون تقابلا بين عالم الحاضر الذي نعيشه وعالم الذين سبقونا ذلك أن الأول نعرفه تلقائيا أي مباشرة دون توسط أو منهج لكن العالم الثاني فهو مجال اشتغال المعرفة التاريخية التي أشار إليه"ألفرد شوتر" والتي تشتغل بالمنهج وهي معرفة علمية إذ أن كلا من المعرفتين يسعيان إلى تطابق عالم الحاضر بعالم الماضي " لكن هذا ما ينقصنا إلى الأبد عندما نريد إعادة بناء عالم الماضي " .
ضع ردا ليظهر الرابط