المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
اساسيات الجريمة موريس التغير التخلف التلاميذ تنمية والاجتماعية الاجتماع المجتمعات كتاب الخدمة الشباب الجماعات في البحث الاجتماعية الالكترونية العمل العنف محمد الاجتماعي المرحله الجوهري المجتمع التنمية
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شهاب اليحياوي
عضو جديد
عضو جديد



التخصص : علم الإجتماع
عدد المساهمات : 7
نقاط : 15
تاريخ التسجيل : 16/09/2010
العمر : 57

العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Empty
مُساهمةموضوع: العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني   العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالجمعة سبتمبر 17, 2010 5:07 am


العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني

د.شهاب اليحياوي : تونس التغيير
لقد ظلّ البعد العفوي في الفعل الإنساني والإجتماعي حاضرا في كلّ المقاربات السوسيولوجية سواء بإسناده عمقا تحليليّا أو تعميق البحث في عامليته أي أهمية حضوره في التحليل السوسيولوجي للظواهر الإجتماعية وبالأخصّ موضوعات الفعل والإندماج الإجتماعي ببعديه الفردي أو الجماعي ، مثل البنيوية والوظيفية . إنّ إستدعاء العفوي أو العفوية معناه الإنتقال بالتحليل من الشكلي الى اللاشكلي أو بعبارة عالم النفس الإجتماعي الأمريكي { روجي } اللاّموجّه . يشكّل هذا اللاّموجّه أو العفوي لدى Crozier مثلما Touraine مجالا للإبداع أي الحرية في الفعل الإنساني التي تحوّل الإنسان الإجتماعي من عون Agent الى فاعل Acteur وبالتالي ينتقل التحليل من البنية والقيم والمعايير والمجتمع والضبط والمراقبة الإجتماعيين والإستبطان والتماثلية الى الفاعل والفعل الإجتماعيين والى مقولات مثل التفاوض والأهداف والإستراتيجية واللعب . لهذه الحرية الإبداعية حضور ضمني في الواقع الإجتماعي لدى Gurvitch وتمثّل " إحدى العناصر المشكّلة للواقع الإجتماعي نفسه " (1) .
إنّ القول بالبعد العفوي أي الإبداعي لا يحيلنا فحسب الى فعل الفاعل الإجتماعي في النسق في شكله المطلق بل أيضا الى أشكال الرفض والمقاومة التي تتّخذ أشكالا عديدة وتتبنّى إستراتيجيات مختلفة . يقع العفوي لدى Lefebvre أو المقاربة الجدلية ، في صلب اليومي . فغيابها يعني أنّ " شيئا ما أساسيا يتغيّب " (2) . والعفوية هي من الإجتماعي لكنّها لا يمكن أن تكونه ، فهي ليست سوى عنصرا منه في مستوى من مستويات الإجتماعي . ( وهو نفس تناول Gurvitch للرمزية الإجتماعية ) . معنى ذلك أنّ لوفافر وفي سياق تفكيره الجدلي النقدي الذي لا تنفي ضمنه التناقضات بعضها نهائيّا بل يجعل من قابليّة وجوده جدليّة دينامكيّة تفسّر التغيّر الإجتماعي وتاريخانيته . يقرّ بالجانب العفوي للفعل الإجتماعي ولكنّه لا يموضعه في مستوى معيّن ومحدّد من الإجتماعي مثلما يجدلن وجوده . فلا هو ثابت ولا هو زائل ولا هو أساسي ولا هو هامشي بل هو يوجد ويفعل " وينمو ويذبل ويموت كما هو داخل الحياة اليومية " (3) .
إنّ ما يصطلح على تسميته بالعفوي لا تيدو مقاربته في نظرنا ، في تحرير السوسيولوجيا فحسب من التحديدية والتظامية ودفعها إلى تعقّل الجانب اللاشكلي للفعل الإجتماعي ، بل أيضا وتزامنا مع ذلك بلورة وتعميق التحليل السوسيولوجي للرفض والمقاومة التي يبديها الفاعل للتغيير وفرض تغيّر ما . يصبح ، من هذا الفهم ، العفوي مجالا مميّزا لتبيّن ودراسة الإندماج وأشكاله أيضا على إعتبار أنّ الرفض أحيانا يستحيل إستراتيجية إندماج إجتماعيّ . من هنا يقتضي تناول العفوي أو اللاشكلي أو الجانب الإبداعي والحرّ ، إستدعاء مقولات مثل : الإندماج والرفض والمقاومة وعقلانية الفعل الإنساني . وهو ما إنتبه إليه maurice duverger حينما أكّد على عدم قابلية إنفصال الصراع والإندماج , فهما في نظره " لا يتمايزان دائما بوضوح " (4) .
1 – Gurvitch ( G ) : Déterminismes et libérté humain ; p 94 .
2 – Lefebvre ( H ) : Critique de la vie quotidienne ; paris crasset l’arche ; 1958 ; p 220 .
3 – Ibid ; p 221 .
4 – Duverger ( M ) : Introduction à la politique ; paris gallimard ; 1964 ; p 273 .
فهو يعتبر الصراع شكل من الإندماج مثلما يذهب حدّ توظيف نفس المفاهيم في إطاريّ الصراع والإندماج في سياق تحليله للمجال السياسي .
ينير النقد التوراني لمقاربات علم الإجتماع الكلاسيكي للفعل وللفاعلين الإجتماعيين ، مستويات أخرى لتحليل وتمثّل السوسيولوجيا للفاعلين ، رغم إرتباطه شبه الكلّي بالتغيّر المميّز للمجتمعات التي دخلت معها مقولات علم الإجتماع الكلاسيكي في أزمة أفضت إلى مراجعة السوسيولوجيا لتمثّلها للحياة الإجتماعية . وهو يتحدّث عن أزمة سوسيولوجيا مصدرها عدم مسايرة التحليل السوسيولوجي ومقولاته للتغيّرات في تعقّله للحياة الإجتماعية من إفرازاتها الأساسية عجزها عن إستيعاب وفهم الفاعلين الإجتماعيين من التغيّر من خلال مقولات المؤسّسة والتنشئة في علاقة بالمفهوم المحوري للتحليل الوظيفي وهو الدور الإجتماعي .
تقترن ضرورة صياغة تمثّل سوسيولوجي جديد للحياة الإجتماعية لديه بعودة الفاعل على مختلف أصعدة الحياة الإجتماعية في الخطاب السوسيولوجي . فالفاعل يجب تعريفه بالمسافة الفاصلة التي يتّخذها إزاء قدرته على السيطرة وتحويل العالم أكثر منه بهذه القدرة نفسها . عللا أنّ المسافة الفاصلة التي تتّخذها الذات بالنظر لتنظيم المجتمع " لا يجب أن تجعله منغلقا على ذاته بل تهيّء عودته للفعل وحمله على إستثمار نفسه داخل حركة إجتماعية أو داخل تجديد ثقافيّ " (1).
إنّ وحدة البحث في التحليل السوسيولوجي لمقاربات علم الإجتماع الكلاسيكي ، هي المجتمع ، لا الفاعل ، إعتبارا لتمثّلها للفاعلين كحاملين لخاصيات الموقع الذي يحتلّونه داخل النسق الإجتماعي . وتفسّر سلوكات الفاعلين الإجتماعيين بدرجة " التوافق بين أدوارهم أو بقوّة أو ضعف إندماج القيم والمعايير وأشكال تنظيم المجتمع " (2) . من هذا المنطلق لا يطرح الفاعل للتحليل ضمن السوسيولوجيا الكلاسيكية ألاّ كدافع أو رافض للتغيير الإستجابة الكلّية لتحديدات النسق (3) أو موقعته كلّيا خارج إكراهاته وتوجيهاته الثقافية لفعله (4) . نحتفظ من النقد التوراني للسوسيولوجيا الكلاسيكية بتمثّله للفاعل الإجتماعي بالنظر للنسق وبدعوته التحليل السوسيولوجي لضرورة الإنتباه للوجود الفعلي لما لا يتناسب وعلم إجتماع النظام ومقولات الحداثة أي إلى العنف خلف النظام والزجر خلف الإجماع واللاعقلانية داخل التحديث والمصلحة الخاصة ضمن المبادىء العامة وبالتالي دعوته لتخلّي علم الإجتماع الكلاسيكي في تعقّله للحياة الإجتماعية عن فكرته المحورية التي تصرّ على التوافق الذي تروّج له بين مأسسة القيم والتنشئة الإجتماعية للفاعلين أي إستجابة الفاعل للتحديدات النسقية لموقعه داخل النسق . فالفاعل ، كما في التحليل الإستراتيجي Crozier ، ينظر إلى النسق كمجموعة قواعد وإكراهات لا تفرض نفسها عليه خارج وعيه ، بل يوظّفها ويحيط بها وعيا ، أكثر منه إحترامها أي التطابق والإمتثال التامّ لها ، ضمن مراقبته لمجالات الغرر . من هنا يستحيل الفاعل في المنظور المعاصر لنظرية التنظيمات والقرارات مع كلّ من Simon/ March / Blau / Crozier ، كلاعب وحاسب أي فاعل إستراتيجي . وهو ما يتعارض مع مقاربات السوسيولوجيا الكلاسيكية التي تختزل تحليل الفعل الإجتماعي في البحث عن موقع الفاعل في النسق . وهو ما يرفضه علم إجتماع الفعل من وجهة نظر توران التي نتّفق معها كلّيا في تمثّلها للفاعل المديني ودوره في توزيع الفضاء المديني الذي يستغلّه في نفس الوقت الذي يستعمله فيه الفضاء .

1 – Touraine ( A ) : La retour de l’acteur ; éd fayard ; 1984 ; p 16 .
2 – Ibid ; p 23 .
نذكر هنا مفهوم الإكراه الإجتماعي لدوركايم والتوجيه القيمي للفعل لدى بارسونز . ـ 3
مثل الفعل الكلّي الذي يوجده بولنتزاس بين الوضعيات الإجتماعية والفاعلين . ـ 4

من هنا نستبدل مع توران تبعيّة الفاعل الكلّية للنسق أو الفصل بين الفاعل والنسق ، بالتبعيّة المتبادلة بينهما ، ذلك أنّنا لا نعتقد مع توران وريموند بودون وكروزي بالخصوص ، في التحديديّة سواء أحاديّة أو متعدّدة الأبعاد المتّجهة من النسق على الفاعل أي من الفضاء المديني إلى الفاعل (1) . فهذا الطرح يقصي أو يغفل عن مقولة الإستخدام أو الإستعمال الذي يكشف ، كما سنيّن لاحقا ، عن تصرّف الفاعل في الفضاء في نفس الوقت الذي يتلقّى فيه تأثيراته أي الفعل في الفضاء المستعمل وفي نفس الوقت في ذاته . فعبر المسافة التي يتّخذها الفاعل تجاه الفضاء المحتلّ ، في تصوّره الرسمي أو الشكلي المحدّد أو المتوقّع له من قبل السلطة المدينية أو الباعثين العقاريين أو المعماريين أو من قبل محتلّي الفضاءات الأخرى المماثلة أو المغايرة أو المتقابلة أو المتنافرة داخل الفضاء المديني ، يتّضح ويتحدّد موقفه من الفضاء ـ الخاص / والعام ـ الذي يتحرّك وبفعل داخله وعبره وبالتالي أهدافه وإستراتيجية فعله من أجل تحقيق هذه الأهداف الفردية أو الجماعية . فالمدينة لا ترى بل تقرأ في فعل الممارسة أي ممارسة الفاعلين الفضائية . وهي ليست تشييدا ماديّا بل رمزيّا . فكلّ شيء : من الامنزل إلى الحي ، في جغرافيته مثلما في وظيفته لا يقرأ في ما يبدو بل فيما هو خاف هن الملاحظة المادية المباشرة التي تقصي التأويل الذي يحيل إلى المخفّي ولى ثنائية المدينة أو بعبارة { تراكي زنّاد } المدينة الذاكرة (2) التي لا تختفي خلف أسوار يستحيل التكشّف عليها ، بل أنّ سبيل الوقوف عليها هو مقاربة المعيش اليومي أي الإستعمال اليومي للفضاء بمتعدّد أبعاده .
ينكشف ، إذا ، الفاعل كمنتج ومتصرّف أب فاعل في وضعية لا متحدّد كليّا بتحديداتها ومقتضيات الإندماج والتكيّف الإجتماعي ، التي تستدعي من الفاعل تكييف أو أقلمة سلوكه مع إنتظارات الآخرين وتمثّله هو لهذه الإنتظارات أو صورته لدى الآخرين . فالحياة ضمن " نفس الجماعة تتّجه إلى جعل الأفراد أكثر تماثلا وتباعا أكثر تعادلا " (3) لدى { دوبرال } رغم قوله بإختلاف درجات القوّة الإجتماعية بين الأفراد أي قدرة الفرد على التأثير على أفعال والحالة النفسيّة للآخرين . إنّ هذه الإنتظارات وهذه الصورة هي موضوع رهان يوظّفها الفاعل ضمن إستراتيجية للفعل في موقعه وبالتالي ذاته عبر فعله في الفضاء الذي يشغله . ولا يعني ذلك أنّنا مع مقولة عقلانية الفاعل الخالصة أو وجهة النظر البراغماتية التي تجعل المنفعة الذاتية والبحث عن أشباعها مرجع ومحرّك كلّ سلوك وتصرّف لفاعل إجتماعي " متحرّر إفتعاليّا من إكراهات وسطه السوسيو ثقافي " (4) . بل أنّ مفهومنا للفاعلمركّب يستدعي أو يستعير مقولات من أكثر من مقاربة : نستعير من parsons مفهوم التوجيه القيمي أي إرتباط الفاعل بالنسق في سياق توافقي مع مفهمة Boudon له ، مثلما نستعير من فيبر مقولة تمثّل الفاعل لفعله كإستناد للتفسير السوسيولوجي للفعل الإجتماعي أي فعل الذات في نفسها وفي النسق في الوقت الذي نتبنّى فيه مقولات التحليل الإستراتيجي للفعل في علاقة بنظرية اللعب (5) أي إعتبار قواعد النسق وإكراهاته كموضوع رهان للفاعلين الإجتماعيين . فالفاعل لا يحتكم إلى عقلانية خالصة تضعه كلّيا ونهائيّا خارج تحديدات النسق ، بل يخضع إلى المنظومة الإجتماعية وهو ما يعطي لفعله إجتماعيته دون أن يسلبه حريته ووعيه وكونه فاعلا في الثقافة التي يستبطنها وتوجّه فعله بما يجعله لا عونا بل فاعلا يملك القدرة على مراقبة فعله وتوظيف القواعد والإكراهات ومصادر سلطته ضمن إستراتيجية ما . على أنّ ذلك لا يمنع من الأخذ بمقولة كون المجتمع هو نتاج الفعل المبدع والمنتج والمجدّد والحرّ للفاعلين الإجتماعيين ، دائما في السياق الذي وضعناه أعلاه .

فعنونة مستعمل الفضاء بالفاعل هو تصريح صمني بأنّه يلعب دورا أي يمارس فعلا على فضائه الذي يشغله وبالتالي على ذاته ـ 1
2 – Bouchrara zanned ( T ) : La ville mémoire ; éd méridién klinck sieck : paris ; 1994 .
3 – Hogues ( J.P ) : Groupe ; pouvoir et commmunication ; Puq ; 1988 ; p 64 .
4 – Hermaaan ( J ) : Les Langages de la sociologie ; paris puf ; 1988 ; p 102 .
5 ـ نتبنّى من المقاربة الدراماتورجية لقوفمان ، مقولة التمظهر المسرحي للحياة الإجتماعية وبالتالي الفاعلين الإجتماعيين بإعتبار أنّها تلتقي مع البعد الرمزي للفعل الإجتماعي . لكنّنا لا نأخذ بالتحليل الغامض والتجريدي للّعبة لديه .
تختزل الماركسية الإنسانوية الممارسة في فلسفة المفهوم وفي جدلية تأمّلية . لا يلتقي ، هذا الفهم الماركسي مع علم إجتماع الممارسة الذي " لا يستطيع أن يصمّم منطقا للمفهوم لأنّ الفعل ليس مجرّد عقلنة للسلوك "(1) . يرفض التناول الممارساتي إختزال الفعل الإنساني في الوعي مثلما في سلسلة من الحاجات والغرائز الذي هو تمشّي النظرية السلوكية في تفسير الفعل الإنساني عبر مثير /إستجابة . فكلّ فعل يهدف إلى تحقيق نتيجة تبعا لهدف ولتنظيم غائي للفاعل . أمّا النظرية البراغماتية فتقدّم نموذجا لفاعل إجتماعي عقلانيّ وحرّ يتخارج عن تحديد وسطه السوسيو ثقافي أي متملّصا منها ومدفوع أساسا بمصالحه والبحث عن تحقيق أو إشباع حرّ .
يمثّل الفردية والإستقلالية الذاتية للفاعلين تجاه الإكراهات الثقافية أو التحديدات النسقيّة ، وحدة البحث والتحليل المميّزة في علم إجتماع الممارسة . معنى ذلك أنّها ترفض الإجتماعوية التي تطرح الفرد ، في علاقة برؤيتها الكليّة للمجتمع ، كعون وتنفي عنه جانب العفوية والحرية والإبداع في فعله . وهو ما يبرّر رفض علم إجتماع الفعل الرؤية الثقافوية للمقاربة البنيوية الوظيفية والإلتزامات السيميوتية لأنظمة الرموز في مقابل مبدأ اللاضغط الإجتماعي على الفعل لدى النظرية الليبيرالية التي تؤسّس صورة لفاعل مستقلّ يملك فعله في معزل عن المنظومة .
في ذات السياق وفي مجال آخر هو المجال الإقتصادي ، يستند المنهج الهامشي في مقارباته ، إلى الإختيارات العقلانية التي تحثّ الأفعال وبالتالي يقدّم الفعل الإنساني على أنّه ذو نزعة وإراديّ . فالفعل يكشف عن إختيار قصديّ من بين متعدّد الغايات بالنظر إلى الوسائل المتاحة ويكون موجّها بذلك من قبل رغبة منفعيّة تدفع نحو إشباعها أو تحقيقها .
تهدف سوسيولوجيا الممارسة إلى صياغة البنية الشكليّة للنظرية الإقتصادية عبر تبنّيها للفردوية المنهجية في منظور ليبيرالي محدث والتموقع براديقميّا في تعارض مع الوضعية التكميميّة مع الإ تّجاه نحو " التوفيق بين المقاربات الميكرو والماكرو ـ إقتصادية في الإطار العام لنظرية الفعل الإنساني " (2) .
لقد حاولنا ، إستنادا لهذا المركّب النظري ـ البراديقمي ، فهم الفعل الإنساني عبر سلوك شاغلي الفضاء المديني بمتعدّد أشكاله وتفرّعاته ، بالنظر إلى ثنائيّة الموجّه / الرسمي والمبرمج من التغيّر الحضري ومنه الإجتماعي و العفوي أو اللاموجّه ، في إستدعاء للمعاش اليومي للذوات الإجتماعية ضمن الفضاء المديني وفي إستعمالاتها للخاص والعام منه . فلا يجوز التعالي عن تعاطي سوسيولوجيا اليومي تحليليّا بإسم تجارب أرقى . فلا يزال هذا المجال المبحثي في منظورنا بعيدا عن العمق المنشود نظريا ومنهجيّا ، نظرا لجدّته على البحث مقارنة بالموضوعات التقليدية للسوسيولوجيا ونظرا أيضا لقلّة التناولات والبحوث خاصّة في أهمّ بعد في نظرنا وهو المعاش الفضائي أي ممارسة الفاعلين المدينيين للفضاءات التي يشغلونها ويستغلّونها ويتحرّكون ويتفاعلون ضمنها ومعها وعبرها يوميّا وتمظهرات ذلك على الفضاء نفسه الذي يستحيل إختزاله في كونه مسرح التقاعل الإجتماعي في إقتران بالزمن بل هو تجسيد أو تعبير دلالي عند المستخدم له الذي يستمدّ منه دلالته . تتّخذ هذه الدلالة منحى رمزيّت يقتضي فكّها العودة للفاعل ذاته ، كما أسلفنا ، أي المستخدم والمستعمل له ومنه المعاش الفضائي اليومي . وهو ما يضعنا أمام البعد لا الماديّ بل الثقافي للعلاقة : فاعل / فضاء أو فضاء ـ زمن / فاعل .

1 – Herman ( J ) : op ; cit ; p 105 .
2 – Ibid ; p 109 .
فالفضاء كما في التصوّر الجدلي للوفافر هو مادّة إجتماعية ، مثلما هو " أداة للتفكير وللفعل ووسيلة للإنتاج وللمراقبة وبالتالي للهيمنة والنفوذ " (1) ولكنّه أيضا مجال للّعب والتفاوض والرهانات بين الفاعلين الشاغلين له ، يقرأ عبر الإستعمال أي عبر وضمن المعاش الفضائي في أبسط جزئيلته أو حتّى أكثرها إبتذالا . فلوفافر، مثلا ، يعتبر فضلات المنزل ، تحيلنا على داخل المنزل مباشرة وإلى مستوى عيشه وعاداته الغذائية . ثمّ إنّ التجوّل من مجرّد الملاحظة إلى بحث وبعثرة في حزمة أشياء متروكة بعناية في سطح أو شرفة منزل هو تحويل لهذه الكتلة أو الحزمة من أشياء ماديّة على كتلة رمزّية . ذلك أنّ ترك هذه الحزمة من الأشياء لا يندرج في باب الإهمال أو الإعتباطيّة أو سوء العناية بل هو فعل قصديّ حتّىوإن كان لاواعي . إنّه إستدعاء يومي للماضي وللذاكرة بغية التواجد الدائم في الحاضر اليومي والمعاش اليومي داخل الفضاء الخاص . ويصبح البحث ملحّا حين لا يتلائم هذا السلوك مع نمط الفضاء الخاص المشغول : معماريّا ومدنيّا ، والذي يحيل الملاحظة مباشرة إلى الحديث أي القطيعة مع التقليديّ أو تداخل بين التقليديّ والحديث أو العكس على صعيد الداخل / المنزل أو البيت أو الخارج / المدينة ذاتها . فالمنزل ، كما يذهب كلّ من { بوحديبة } و { تراكي زنّاد } هو " أكثر من إرث ، إنّه حامل لذاكرة العائلة وهو إستعادة للجذور . فهو يندمج ضمن تاريخ ويحتفظ بالصلات بين الماضي والحاضر " (2) . وما قد ينخرط في " الفاصل بين ما يريد أن يكون عليه في نظر الآخرين " (3) وما يريد الفاعل أن يكون عليه ، يستدلّ عليه عبر كيفية شغله وإستعماله للفضاء سواء الخاص منه أو العام ، المبنيّ والفارغ ، الظاهر منه والخفيّ ، أ] بعبارة مختصرة كلّية المعاش الفضائي . وهو ما يسمح لأيّ بحث أن يسهم في فهم واقع المدينة المغاربية ومسألة التنمية الحضرية وبالمثل للسياسي والمبرمج أن يتعقّل أسباب فشل السياسات التمدينية جزئيّا أو كليّا وتلك الإزدواجية التي تميّز التغيّر ضمن المدينة المغاربية ، الذي " يحمل بصمة الدوام والبنى الجديدة كأنّها مؤسّسة داخل البنى القديمة " (4) كما إنتهى لذلك { عبد الوهّاب بوحديبة } .













1 – Lefebvre ( H ) : La production de l’éspace ; éd Anthropos ; 1974 ; p 31 .
2 – Chevallier ( D ) : L’éspace de la ville arabe ; éd maisonneuve et larose ; paris ; 1979 ; p 20 .
3 – Herpin ( H ) : Les sociologues Américains et le siécle ; paris puf ; 1973 ; p 185 .
4 – Chevallier ( D ) : op ; cit ; p 21 .
[center][justify][b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Empty
مُساهمةموضوع: رد: العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني   العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني Emptyالجمعة سبتمبر 17, 2010 5:34 am

جزاك الله خيرا علي مقالك الرائع اتمني ان لا تنقطع وتواصل ابداعاتك جعلها الله في ميزان حسانتك


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
العفوي او اللاموجه في الفعل الإنساني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نظرية الفعل الإجتماعي
» موسوعة المصطلحات الاجتماعية
» مفهوم الأمن الإنساني
» إشكالية بدء الوجود الإنساني على الأرض
» السلوك الإنساني بين التفسير الإسلامي واسس علم النفس المعاصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: المناقشات والحوار الصريح-
انتقل الى: