المتغيرات الاجتماعية- غير المدرسية المرتبطة بكل من التحصيل الدراسي والاستبعاد الاجتماعي دراسة سوسيولوجية نقدية
الباحث/ احمد جميل حمودي
المقدمة
إن تفحص عملية التحصيل الدراسي بنظرة تحليلية وما يرتبط من عوامل عديدة تؤثر فيها وترتبط بها لها الأهمية القصوى, ذلك أن بمعرفة هذه العوامل وآثارها على التحصيل الدراسي يمكن معرفة ما يعوق تلك العملية وبالتالي دراسة الطرائق والأساليب المناسبة لتفادي المعوقات والوصول بالتحصيل الدراسي إلى أقصى حد ممكن. ولما كان من الطبيعي أن أي إصلاح تربوي يجب أن يبدأ بمحاولة رصد الواقع بانجازاته ونواحي قصوره كان عليه أن يواكب التطور في التربية تطورا مماثلا في رفع الأداء الدراسي للوصول إلى مستوى عال مرتفع من التحصيل العلمي للطلاب.
وفي اجتماعيات التربية يكثر استعمال جملة الظروف والمؤثرات الاجتماعية المباشرة كالأسرة والمدرسة...في تأثيرها على التفوق أو القصور الدراسي على اعتبار أنهما لايظهران في عزلة عن تلك السياقات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية...التي تشكل المناخ التربوي العام المساعد لإفراز التفوق أو القصور الدراسي. ونقصد بالمناخ في معناه الواسع ذلك الوسط المباشر والتأثيرات الاجتماعية والنفسية والثقافية والتعليمية التي يعيش فيها التلميذ ويتأثر بها.
إلا أن أهم المناخات وأكثرها تأثيرا على التحصيل الدراسي هو المناخ الأسري بحيث أن مستوى ثقافة الأسرة وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في تحصيله الدراسي,وكذلك توفر المناخ الأسري المهيأ للتحصيل والقائم على التفاعلات الايجابية بين التلميذ ووالديه وأخوته فضلا عن الرعاية والتوجيه الايجابي الأسري للأبناء كلها ظروف وعوامل وجودها يؤدي إلى تحقيق التفوق.
والأطفال الذين ينشئون في جو اسري يتسم بالتفاعل الايجابي بين الآباء والأطفال والمتمثل في اهتمام الآباء بما يؤديه الأبناء عندما يعبرون عن اهتماماتهم الخاصة وكذلك تشجيعهم ودعمهم من خلال إطار وتوجيه عام لما يؤدونه ودون التدخل في تفاصيل هذا الأداء يحققون انجازا دراسيا عاليا.
اما التعزيز والدعم الوالدي فلا يؤدي إلى تحقيق انجاز عال فقط بل يتعدى ذلك إلى تنمية روح المبادرة والتنافس وتطوير الأداء بحيث يصل إلى مستويات متقدمة ورفيعة.
والعديد من الطلبة حسب بعض الدراسات ينجزون اقل من قدراتهم الحقيقية بسبب أنهم تعلموا من بيئتهم سواء في البيت او المدرسة أنهم بلداء بينما ينجز الآخرون ما يفوق توقعات ذويهم نتيجة لما سمعوه من كلمات الشكر والتشجيع والتي تعزز ثقتهم بأنفسهم مما يزيد انجازهم وتحصيلهم الدراسي.
وفي مسح أجراه كولانجيلو و دوتمان Colangelo & Dutmak حول الدراسات التي تعرضت لأسر الطلاب المتفوقين مع الاهتمام بخصائص هذه الأسر والعلاقة بين الآباء والأبناء خلالها , وقد تبين أن اسر الطلاب المتفوقين تتميز بتشجيع الاهتمامات والنشاطات الإبداعية وإعطاء الحرية الكافية للأبناء في اتخاذ قراراتهم وباتجاه ايجابي من قبل الوالدين نحو المدرسة والمدرسين والنشاطات العقلية وبمشاركة الوالدين في بعض النشاطات اللامنهجية او المنهجية للأبناء.
وقد أوضح بعض الباحثين أن التنشئة الأسرية القائمة على تشجيع الأبناء على الاستقلال المبكر عن الوالدين يؤدي إلى تنمية الطموحات المبكرة عند الأبناء والى تحقيق تفوق دراسي في المراحل المتقدمة من التعليم وخاصة التعليم الجامعي.
ويبين آخرون أن بعض العوامل الاجتماعية المرتبطة بالأسرة تؤدي إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي وهي ترتبط بسوء التوافق الأسري الناجم عن اضطراب العلاقة بين الزوجين او انفصالهما مما يجعل جو المنزل غير مناسب للدراسة والتحصيل. كما أن للمعاملة الوالدية القاسية دور سلبي على قدرة الطالب على التحصيل فضلا عن متابعة الآباء لتحصيل الأبناء ومدى اتصالهم وتعاونهم مع المدرسة.
وعن أهمية المستوى الاجتماعي –الاقتصادي وأثره على الانجاز المدرسي, أشار بيكر Becker(1970) إلى ضرورة عزل اثر المستوى الاجتماعي- الاقتصادي عند دراسة اثر المتغيرات المختلفة في التحصيل الدراسي وهكذا يعطي بيكر أهمية للمستوى الاجتماعي والاقتصادي في التحصيل الدراسي إذ يأتي التلاميذ في المدرسة من مستويات اقتصادية اجتماعية متباينة ومن أوصاف ثقافية متعددة ولاشك انه ترتبط بكل مستوى من هذه المستويات قيم وأنماط وسلوك واتجاهات متمايزة ولا شك أيضا في أن انتماء الطفل إلى مستوى اجتماعي- اقتصادي معين يؤثر بصور مختلفة في الظروف التي تحيط به في المدرسة وفي العلاقات التي تنشا بينه وبين زملاءه بل في دافع الانجاز والتحصيل. وقد أكد أيضا جارون Garon على أهمية الدور الذي يقوم به عدد من العوامل غير المعرفية في التحصيل الدراسي ويذكر من هذه العوامل المستويات الاجتماعية-الاقتصادية والمستوى التعليمي للاباء والأمهات.
http://www.google.com.sa/url?sa=t&so...WVOO5SXLyKdZCg نقلا عن
http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=20429