فريق الادارة المدير العام
عدد المساهمات : 3110 نقاط : 8100 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: د.جواد محمد الشيخ خليل: واقع التنشئة الاجتماعية الإثنين أبريل 26, 2010 9:22 am | |
| واقع التنشئة الاجتماعية التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتم فيها تحويل الإنسان من كائن بيولوجي يعتمد على الآخرين إلى كائن اجتماعي يسهم في بناء الحياة الاجتماعية وتطويرها، أي أنها تعنى إعداد الإنسان للعيش في المجتمع، ولا تحدث التنشئة الاجتماعية بشكل عشوائي، وإنما تتم عبر مؤسسات من أهمها، الأسرة، المدرسة، الجماعات الفرعية،ووسائل الاتصال الجماهيري، فنجد أن الأسرة Familyهي الجماعة الأولى التي تستقبل الطفل وليدا، وهي التي من خلالها تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية، حيث إن صورة الذات عند الطفل تكون انعكاسا لشعور الأسرة نحوه كعضو مهم فيها، لذلك فإنه يتأثر مباشرة باتجاهات وقيم الأسرة ومعتقداتها ومعاييرها، والطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها، فالأسرة هي التي تحول الطفل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي يشعر بذاته مستقلا عن الآخرين، وهنا لا يمكن أن نتجاهل دور الوالدين وأسلوب المعاملة الوالدية، وأثر هذه المعاملة على شخصية الطفل فنجد أن هناك العديد من أساليب المعاملة الوالدية كما يدركها الأبناء ، فمنها أسلوب الرفض Rejection Style وفيه يشعر الطفل بعدم تعبير والديه عن حبهما له، وشعوره بتضايق والديه من تربيته وابتعادهما عنه، بينما في أسلوب الحماية الزائدة Over-Protection Style فيه يدرك الطفل أن والديه يمنعانه من الاختلاط بالآخرين خوفا عليه، وأن كل رغباته تلبى بسرعة، بينما في أسلوب الإهمال Negligence Style يدرك الطفل بأن والديه مشغولان عنه ولا يبديان اهتماما بالأمور التي تخصه، ولا يهتمان بإثابته أو بعقابه على تصرفاته، بينما في أسلوب القسوة Cruelty Style يدرك الطفل الرهبة والخوف من والديه عندما يطلب شيء منهما، ويشعر بأنه يعاقب من قبل والديه عقابا لا يتناسب مع أخطائه البسيطة، بينما في أسلوب بث القلق والشعور بالذنبInstilling And Sense Of Guilt Style يدرك فيها الطفل أن والديه يعتبرانه ناكرا للجميل عندما لا يطيعهما، ويدرك أن والديه يتصيدان لهما الأخطاء والهفوات ويحاسبانه عليها في الوقت الذي يتجاهلان فيه سلوكه الحسن، بينما في أسلوب التذبذب Oscillation Style وفيه لا يعرف الطفل الحالة المزاجية لوالديه في لحظة معينة، لأنهما يتسمان بتقلب المزاج، وفيها يدرك الطفل أنه قد يعاقب على سلوكه في مره، ولا يعاقب على نفس السلوك في مرة أخرى، وفيها يشعر الطفل أيضا أن الوالدين يغيران من الآراء التي أعلناها، إذا وجدا أن هذا التغيير يناسبهما، بينما في أسلوب التفرقة Differention Style وفيه يدرك الطفل أن والديه يهتمان بأحد أخوته أكثر من الآخرين، ويميزان أحد الأخوة في المعاملة لأنه أفضل سواء كان في المذاكرة أو المظهر أو الصفات الجسمية، بينما في أسلوب التحكم Control style يدرك الطفل أن الوالدين يتمسكان بضرورة طاعته لهما، حتى في تحديد نوع الملابس التي يشتريها والتي يلبسها،إن الطفل يدرك أسلوب أو أكثر من خلال المعاملة الوالدية له والأجدر بالوالدين أن يعاملانه معاملة طيبة، ويعطيانه الحرية، والثقة، ويلبيان رغباته في معظم الحالات، وأن يشعرانه بالدفء الأسري، وعدم التفرقة بين الأخوة في المعاملة، وأن تكون المواقف ثابتة، وأن لا يتم التقليل من شأن الطفل، وأن يكون العقاب مناسب مع الخطأ الذي يرتكبه الطفل، كل هذا يجعل من الطفل إنسانا مستقرا من الناحية النفسية والانفعالية، ويجعل منه شخصا سويا نافعا لنفسه ولأسرته ولمجتمعه، ثم بعد ذلك يأتي دور المدرسة School حيث أنها المؤسسة الرسمية الأولى التي يستكمل فيها الطفل تنشئته الاجتماعية ابتداء من السنة السادسة، ففي المدرسة يواجه الطفل بوسط اجتماعي جديد، وأفراد آخرين هم زملاء الدراسة، وسلطة جديدة متمثلة في المدير والمدرسين، ودور جديد هو التلميذ، ومعارف وخبرات جديدة سواء من الدروس التي يتلقاها أم من تعامله مع زملائه ومع إدارة المدرسة، وهذا يؤدي إلى نمو الذات الاجتماعية لديه، أو إعادة تشكيلها طبقا للمتغيرات أو المتطلبات والمواقف الجديدة التي تصادفه، وهو بذلك يكتسب مجموعة جديدة من الاتجاهات والاستعدادات وقواعد السلوك التي يؤدي نوعا من الضبط الاجتماعي الذي يوجه سلوكه واتجاهاته نحو مصلحته ومن ثم مصلحة المجتمع.نقلا عن : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|