آليات مواجهة العنف الزوجي لدى الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي وغير المتلقيات في محافظات غزة -
2- كانون ثاني 2006 - 14: 0 إعـــداد: د. سفيان محمد أبو نجيلة قدم في اعمال المؤتمر الثاني لبرنامج المشاركة المجتمعية لمناهضة العنف الأسري (ملخص)
** برامج التدخل المجتمعي والعنف الزوجي:
تتعدد وتتنوع أشكال وبرامج التدخل المجتمعي لمناهضة العنف الزوجي، ولقد تناولت العديد من الدراسات الأشكال والأنواع المختلفة للتدخل المجتمعي ومدى توافر فاعلية بعض برامج التدخل المجتمعية للحد من العنف الموجه ضد الزوجة ومن هذه الدراسات على سبيل المثال لا الحصر دراسة Gorden 1997 والتي هدفت في أحد جوانبها إلى تقييم كفاية وفاعلية الخدمات المجتمعية والمهنية المقدمة للنساء المعنفات، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن أعضاء الأسرة والشرطة يعتبران من أكثر المصادر التي تتردد عليها النساء المعنفات طلباً للمساعدة. ولكن تم تصنيف هذان المصدران في آخر القائمة من حيث الكفاية والفاعلية وكانت مجموعات الدعم في ذيل التصنيف، بينما صُنف المرشدون والمعالجون كأكثر المصادر فائدة للنساء المعنفات.
ودراسة Carrey (2004) التي هدفت إلى إجراء تقييم مبدئي لبرنامج التدخل لدى النساء المعنفات والبحث في التغير الذي يحدث في العوامل النفسية المرتبطة بالعنف مثل الثقة، العنف، وقدرات التأقلم، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن من تم علاجهن أصبحن أقل سلبية وعدوانية وأنه أصبح لديهن ميل أقل لاستخدام القوة الجسدية ضد الأزواج، ودراسة Bowker (1986) والتي هدفت إلى معرفة فاعلية ثلاث أنواع من خدمات الإرشاد وهي مؤسسات الإرشاد والخدمات الاجتماعية، ورجال الدين، ومجموعات الدعم النسائي، وأشارت نتائج الدراسة إلى حصول مجموعات الدعم النسائي على أعلى الدرجات تبعها خدمات مؤسسات الإرشاد وأخيراً رجال الدين وعلى الرغم من إدراك فاعلية مجموعات الدعم النسائي في التدخل إلا أن هذه الخدمة غير متوافرة في الغالب في مجتمعات النساء المعنفات مما يدل على نسبة متدنية من استخدام هذه الخدمة. ودراسة El-Bassel (2001) والتي هدفت إلى معرفة أنواع الدعم الاجتماعي التي تلجأ إليها النساء المعنفات ودرجة رضاهن عن ذلك الدعم، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن النساء قد شعرن بأن من يُعتمد عليهم في هذا الدعم هم أقلية، وأنهن لا يتلقين الدعم العائلي وغير العائلي الكافي خلال علاقة العنف مع الزوج، كما أشارت النساء إلى قدرتهن على التواصل مع أعضاء الأسرة ومع عدد قليل من الأصدقاء، كما عبرت النساء المعنفات عن عدم رضاهن عن نوع ونوعية الدعم الذي تلقينه.
ودراسة Mitchell (1993) حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على الدعم الاجتماعي والاستجابات المؤسساتية للنساء المعنفات، حيث أشارت النتائج إلى ازدياد مستويات العنف مع نقص في الدعم المؤسساتي والدعم الاجتماعي غير الرسمي، كما بينت النتائج أيضاً أن السيدات اللاتي لهن تواصل اجتماعي قليل لا يحصلن غالباً على دعم اجتماعي من الأصدقاء. ودراسة Few (2002) والتي هدفت في أحد جوانبها للتعرف على أشكال واستراتيجيات التدخل للحد من العنف ضد المرأة، حيث أشارت النتائج إلى أن آليات التدخل اشتملت على التدخل المجتمعي، التعلم الثقافي، والتقنيات العلاجية.
ودراسة Lewis (2003) والتي هدفت في أحد جوانبها للتعرف على الخدمات المقدمة للنساء المعنفات، حيث كان من أهم نتائج الدراسة هو وجود الحاجة لتحسين وسائل التعرف على النساء المعنفات في المراكز الصحية إضافة إلى الحاجة لتعديل الخدمات المقدمة للضحايا من حيث مدى توافرها ونوعيتها.
** آليات مواجهة الزوجة للعنف الزوجي:
تناولت العديد من الدراسات آليات مواجهة الزوجة لعنف الشريك أو العنف الزوجي، ومن هذه الدراسات على سبيل المثال لا الحصر دراسة Mitchell (1993) والتي هدفت في أحد جوانبها إلى معرفة آليات التأقلم مع العنف الأسري، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن معظم المبحوثات قد تبنين نماذج تجنبية للتكيف مرتبطة بتدني النظرة إلى الذات.
كما أشارت نتائج دراسة El-Khoury (2004) والتي هدفت إلى مقارنة آليات التكيف لدى السيدات القوقازيات والسيدات الأمريكيات المعنفات إلى أن النساء الأمريكيات قد أشرنَّ إلى لجوئهن للصلاة كاستراتيجية للتأقلم وأنهن أقل ميلاً للبحث عن المساعدة لدى المرشدين النفسيين مقارنة بالسيدات القوقازيات المعنفات كما أشارت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة بين الفئتين في درجة البحث عن رجال الدين أو المهنيين الطبيين للمساعدة وقد وجدت النساء الأمريكيات أن الصلاة تساعدهن بدرجة أكبر من النساء القوقازيات.
ودراسة Herbert (1991) التي هدفت إلى فحص طرق مواجهة النساء للعنف الجسدي والعاطفي لدى النساء اللاتي يحافظن على العلاقة مع الزوج، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن النساء اللاتي حافظن على العلاقة مع الزوج العنيف قد وظفن استراتيجيات معرفية تساعدهن على إدراك الزوج بطريقة إيجابية.
ودراسة Yoshiham (2002) والتي هدفت إلى معرفة استراتيجيات النساء اليابانيات في مواجهة العنف الأسري، حيث أشارت النتائج إلى أن استراتيجيات المواجهة قد شملت عدة وسائل منها المواجهة بالقتال، أخذ الصور الفوتوغرافية لجروحهن، رفض تنظيف وترتيب الفوضى التي يحدثها الأزواج في البيت والانفصال المؤقت أو الدائم. ودراسة Ellsberg (2001) حيث هدفت الدراسة في أحد جوانبها إلى معرفة استجابات المرأة لعنف الزوج في منطقة ليون بنيكارجوا، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن 66% من عينة الدراسة قد دافعن عن أنفسهن جسدياً ولفظياً و41% منهن غادرن بيوتهن بصورة مؤقتة و20% منهن بحثن عن مساعدة خارج البيت.
كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن النساء اللاتي خبرن العنف بشدة هن من تركن البيت وبحثن عن المساعدة ولكن النساء اللاتي خبرن عنفاً بدرجة أقل فكن أكثر قدرة على الدفاع عن أنفسهن بصورة فعالة ولكن كانت نسبة 70% من النساء قد هجرن علاقات العنف مع الأزواج. ودراسة Hassouneh (2003) حيث هدفت الدراسة إلى معرفة أهمية وتأثير الروحانية على التأقلم مع العنف المستمر ضد النساء الأمريكيات المسلمات.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الروحانية تمد المشاركات بوسائل للتأقلم مع العنف المستمر ضدهن وأيضاً قد تخلق هذه الروحانية أحياناً حواجزاً في طريق الأمان الذي يبحثن عنه. ودراسة Lewis (2003) والتي هدفت في أحد جوانبها إلى معرفة آليات مواجهة النساء لعنف الزوج، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن مجموعة النساء المعنفات أكثر ميلاً لتبني وسائل تأقلم غير صحية مثل التجنب والتفكير الرغبي مقارنة بمجموعة النساء غير المعنفات، ودراسة Few (2002) والتي هدفت إلى فحص عملية اتخاذ القرار واستراتيجيات التأقلم لدى النساء السود في إنهاء العلاقات التي تسيء لهن نفسياً مع أزواجهن، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى وجود عملية تتكون من أربعة مراحل لإنهاء علاقة الإساءة النفسية وهذه المراحل هي: تقييم العلاقة، الانفصال عن الزوج، إعادة بناء شبكة العلاقات الاجتماعية، التمكين الذاتي للمرأة.
كما أشارت النتائج إلى أن استراتيجيات التأقلم قد شملت أيضاً الكتابة في المجلات، الجانب الروحي والديني، الكتابة والتوجه إلى شبكات الدعم الاجتماعي. ودراسة Keenan (1998) وهدفت الدراسة في أحد جوانبها لمعرفة استراتيجيات إدارة الصراع مع الاختلافات الثقافية بين المسلمين والمسيحيين والأرمن في لبنان، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن النساء المعنفات يستخدمن ثلاث آليات لمواجهة العنف الزوجي وهم على التوالي: التفاوض، أخذ المبادرة، والانسحاب السلبي.
ودراسة Adriance (1999) والتي هدفت إلى معرفة تأثير الثقافة على التأقلم وعلى تجربة الصدمة بين النساء المعنفات، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين الاتجاه نحو إيذاء الزوجة وميكانزمات المواجهة الإذعانية أو تلك ذات الطابع الانطوائي.
** مشكلة البحث:
تبلورت مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس العام التالي وما انبثق عنه من تساؤلات فرعية أخرى وذلك على النحو التالي:
** التساؤل الرئيس العام:
هل تعتبر خدمات التدخل المجتمعي المقدمة للنساء الفلسطينيات في محافظات غزة محدداً رئيسياً في دفعهن لتبني آليات المواجهة الإيجابية لمناهضة العنف الأسري؟
ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيس العام التساؤلات الفرعية التالية:
1. ما هي آليات مواجهة العنف الزوجي الأكثر شيوعاً لدى الزوجات في محافظات غزة؟
2. ما هي آليات مواجهة العنف الزوجي الأكثر شيوعاً لدى الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة؟
3. ما هي آليات مواجهة العنف الزوجي الأكثر شيوعاً لدى الزوجات غير المتلقيات لخدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة؟
4. هل يوجد اختلاف في آليات مواجهة العنف الزوجي بين الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي والزوجات غير المتلقيات لتلك الخدمة (بمعنى) هل يوجد اختلاف في آليات مواجهة العنف الأسري بين النساء يعزى إلى متغير تلقي الخدمة المجتمعية؟
5. ما هي البنية العاملية لآليات مواجهة العنف الزوجي لدى الزوجات في محافظات غزة؟
6. ما هي البنية العاملية لآليات مواجهة العنف الزوجي لدى الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة؟
7. ما هي البنية العاملية لآليات مواجهة العنف الزوجي لدى الزوجات غير المتلقيات لخدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة؟
8. هل يوجد إختلاف في مكونات البنية العاملية لآليات مواجهة العنف الزوجي بين الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي والزوجات غير المتلقيات لتلك الخدمة؟
** أهـداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى فحص مدى فاعلية نشاطات التدخل المجتمعي (مؤسسات المجتمع المدني، جماعات الدعم، لجان الإصلاح ورجال الدين) في دفع النساء وتمكينهن من تبني الأساليب الإيجابية لمواجهة العنف الأسري الموجه ضدهن.
ولتحقيق هذا الهدف العام يسعى هذا البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:
1. معرفة وتحديد آليات المواجهة التي تتخذها الزوجات في التعامل مع العنف الزوجي الموجه لهن.
2. معرفة وتحديد آليات المواجهة التي تتخذها الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة في التعامل مع العنف الزوجي الموجه لهن؟
3. معرفة وتحديد آليات المواجهة التي تتخذها الزوجات غير المتلقيات لخدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة في التعامل مع العنف الزوجي الموجه لهن؟
4. معرفة وتحديد مدى التشابه والاتساق أو الاختلاف في النمط العاملي بين كل من عوامل الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي وعوامل الزوجات غير المتلقيات لتلك الخدمة.
5. تقييم نشاطات التدخل المجتمعي من خلال أسلوب النتائج المتحققة، وهل دفعت هذه النشاطات النساء لتبني آليات المواجهة الايجابية لمناهضة العنف الزوجي الموجه لهن.
** المنهج والإجراءات:
اتخذت هذه الدراسة من المنهج التجريبي موجهاً لها، فقد اعتمدت الدراسة على أسس المنطق التجريبي، حيث تم إعداد وتصميم برنامج لمناهضة العنف الأسري ضد الزوجة، و قد تم تطبيق هذا البرنامج بشكل كلي أو جزئي على جميع المستفيدات من هذا البرنامج واللواتي بلغ عددهن 57477 مستفيدة. وقد استمر البرنامج لمدة ثلاث سنوات ونصف، وبعد الانتهاء من تنفيذه تم تقييم مدى استفادة المستهدفات من هذا البرنامج فيما يتعلق بآليات مواجهتهن للعنف الزوجي. وبهذا الشكل تعد هذه الدراسة وفقا لمناهج البحث العلمي أحد أشكال الدراسات التجريبية.
** مجتمع وحجم عينة البحث:
تحدد مجتمع البحث في هذه الدراسة في مجتمعين اثنين هما:
مجتمع وحجم العينة التجريبية: يتكون من جميع النساء المتزوجات واللاتي سبق وأن شاركن أو تلقين واستفدن أو ما زلن يتلقين بعض الخدمات والنشاطات المجتمعية الخاصة بمناهضة العنف الأسري ضد المرأة في المدى العمري 13-55 عاماً، في مختلف محافظات قطاع غزة، ويبلغ عدد هؤلاء المشاركات والمستفيدات من نشاطات برنامج المشـاركة المجتمعية لمناهضة العنف الأسري -والذي قام بتنفيذه مركز البحوث الإنسانية والتنمية الاجتماعية بمحافظات غزة- 57477 امرأة على مدار فترة تنفيذ المشروع والتي امتدت إلى ثلاث سنوات ونصف، من بداية عام 2002 إلى منتصف عام 2005.
وتم تحديد 1.5% من المجموع الكلى لإطار المعاينة كعينة للدراسة. وطبقاً لذلك، تم اختيار سيدة واحدة من كل مائة وخمسين سيدة بمجموع 862 سيدة/مفردة. مما يترتب عليه أو ينتج عنه تحديد العينة الفرعية في كل منطقة بطريقة نسبية وفقاً لحجم المشاركات النسبي إلى الحجم الكلي لإطار المعاينة.
مجتمع وحجم العينة الضابطة: يتكون مجتمع العينة الضابطة من جميع النساء المتزوجات في المدى العمري 13-55 عاماً، في محافظات غزة المختلفة. واللاتي لم يسبق لهن المشاركة في النشاطات والخدمات المجتمعية الخاصة بمناهضة العنف الأسري ضد المرأة.
ونظراً للعديد من الاعتبارات التي تتطلبها المجانسة في اختيار العينة الضابطة فقد رأينا بأن تكون العينة العشوائية المنتظمة نظام المعاينة الأمثل، على الرغم من أنها قد لا تفي بجميع الشروط والخصائص والمواصفات اللازمة للمجانسة مع العينة التجريبية، إلا أنها توفر الأساس الذي يضمن تمثيل كافة النساء المتزوجات في جميع مناطق قطاع غزة.
لقد تم اعتبار العينة التجريبية بمثابة الإطار الموجه لتحديد حجم العينة الضابطة، ومناطق اختيارها، وطبقاً لذلك تم اختيار سيدة/مفردة واحدة مقابل كل سيدتين/مفردتين في العينة التجريبية، بمعنى أن حجم العينة الضابطة يبلغ نصف حجم العينة التجريبية تقريباً. وقد تم تحديد العينة الفرعية في كل منطقة بطريقة نسبية وفقاً لحجم المنطقة النسبي إلى الحجم الكلي للعينة التجريبية باستثناء منطقتي غزة وخان يونس، حيث انخفضت نسبة العينة الضابطة في منطقة خان يونس، وذلك بسبب زيادة حدة العنف الإسرائيلي -أثناء فترة العمل الميداني- فعملنا على تعويض هذا الانخفاض بزيادة نسبة العينة الضابطة من المناطق المهمشة في محافظة غزة.
** مدى التجانس بين العينة التجريبية والضابطة:
من بديهيات الدراسة التجريبية، أن يقوم الباحث بضبط جميع المتغيرات والخصائص التي يمكن أن تؤثر على موضوع بحثه باستثناء المتغير والعامل التجريبي الذي يسعى الباحث إلى دراسته أو معرفة مدى تأثيره على الظاهرة موضوع بحثه. ويعد هذا العامل التجريبي بالنسبة لهذا البحث بمثابة المتغير المستقل. والعامل الذي نسعى إلى معرفة تأثيره في هذا البحث هو "برنامج المشاركة المجتمعية لمناهضة العنف الأسري".
وفي الحقيقة فإن الحصول على عينة ضابطة تكون متجانسة مع العينة التجريبية لهو أمر صعب وذلك لأسباب عديدة لعل أهمها أن العينة التجريبية هي عينة عشوائية مقصودة في حين أن العينة الضابطة هي عينة عشوائية ممثلة للزوجات في قطاع غزة.
مجمل القول أننا أمام عينتان متجانستان في بعض الخصائص الديموغرافية ولكنهما غير متجانستان على الإطلاق في بعض الخصائص النفسية والتي من الصعب ضبطها وهذه الخصائص هي: العدوانية، الذكورة /الأنوثة، التوافق الشخصي والاجتماعي وهذه الخصائص تعتبر عاملاً أساسياً ومؤثراً في علاقات العنف الزوجي وهذه العوامل يجب أن نأخذها بعين الاعتبار عند المقارنة بين المجموعتين بمعنى أن العينة التجريبية أكثر عدوانية وأقل أنوثة كما أنها أقل توافقاً على المستوى الشخصي و الاجتماعي. خاصة وأن العديد من البحوث و من ضمنها البحث الذي سبق و أن تم عرضه في الجلسة الأولى يبين تأثير مجموعة الخصائص السابقة على دائرة العنف الزوجي.
وعلى الرغم من عدم التجانس في بعض الخصائص السابقة إلا أن هناك ما يدعو إلى الثقة والاطمئنان في صحة المنهج الذي اتبعناه ونعني بذلك تجانس العينتان فيما تتعرضان له من عنف زوجي فقد تجانست العينتان على هذا البعد باستثناء العنف المالي والاقتصادي و الذي هو بدرجة أكبر في العينة التجريبية .
** الأدوات:
لقد قام الباحث بمراجعة و مسح للأدوات والمقاييس الخاصة بآليات المواجهة من جهة ومن الجهة الأخرى الأدوات والمقاييس الخاصة بالعنف الزوجي، وبعد الإطلاع على العديد من هذه الأدوات لم يجد الباحث أياً من منها ملائماً لموضوع هذا البحث و تحقيق أهدافه. لذلك قام الباحث بتصميم الأدوات التالية:
1- مقياس العنف الزوجي الموجه للزوجة .
2- مقياس آليات مواجهة النساء للعنف .
و قد اتبع الباحث الأساليب والإجراءات العلمية في تصميم الاختبارات والمقاييس، من صدق و ثبات وتقنين. وقد بينت جميع العمليات الإحصائية صلاحية المقاييس للاستخدام المحلي بدرجة عالية من الصدق والثبات.
** الأساليب الإحصائية:
استخدم الباحث الأساليب الإحصائية التالية:
- التكرارات والنسب المئوية .
- المتوسطات والانحرافات المعيارية .
- T. test لمعرفة دلالة الفروق بين مجموعتين .
- معاملات الارتباط.
- التحليل العاملي.
وقد قام بإجراء التحليلات الإحصائية لهذا البحث ومجموعة الأبحاث المقدمة في هذا المؤتمر الأستاذ الدكتور/ عادل سلطان أستاذ الإحصاء والخبير الأول في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة.
** خلاصة نتائج البحث:
1- آليات مواجهة العنف الزوجي الأكثر شيوعاً لدى الزوجات في محافظات غزة:
أظهرت النتائج أن أكثر آليات المواجهة شيوعاً لدى الزوجات وفقاً للعينة الكلية هي على التوالي: الآلية الأولى: التفاوض
الآلية الثانية: التحمل والمسايرة
الآلية الثالثة: القدرية والتقرب إلى الله
الآلية الرابعة: مواساة الذات
الآلية الخامسة: الوساطة
الآلية السادسة: المقاومة والانتقام الآلية السابعة: الرفض والتحريض
الآلية الثامنة: فقدان الاهتمام بالأسرة
الآلية التاسعة: تحويل العدوان
الآلية العاشرة: التهديد والوعيد
2- آليات مواجهة العنف الزوجي الأكثر شيوعاً لدى الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة:
أظهرت النتائج أن أكثر آليات المواجهة شيوعاً لدى الزوجات متلقيات خدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة هي على التوالي من الشكل الخاص بالعينة التجريبية. الآلية الأولى: التفاوض
الآلية الثانية: التحمل والمسايرة
الآلية الثالثة: القدرية والتقرب إلى الله
الآلية الرابعة: مواساة الذات
الآلية الخامسة: الوساطة
الآلية السادسة: المقاومة والانتقام
الآلية السابعة: الرفض والتحريض
الآلية الثامنة: فقدان الاهتمام بالأسرة
الآلية التاسعة: تحويل العدوان
الآلية العاشرة: التهديد والوعيد
3- آليات مواجهة العنف الزوجي الأكثر شيوعاً لدى الزوجات غير المتلقيات لخدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة:
بينت النتائج أن أكثر آليات المواجهة شيوعاً لدى الزوجات غير المتلقيات لخدمات التدخل المجتمعي في محافظات غزة هي على التوالي من الشكل الخاص بالعينة الضابطة. الآلية الأولى: التفاوض
الآلية الثانية: التحمل والمسايرة
الآلية الثالثة: القدرية والتقرب إلى الله
الآلية الرابعة: مواساة الذات
الآلية الخامسة: الوساطة
الآلية السادسة: المقاومة والانتقام
الآلية السابعة: الرفض والتحريض
الآلية الثامنة: تحويل العدوان
الآلية التاسعة: فقدان الاهتمام بالأسرة
** الآلية العاشرة: التهديد والوعيد
4- مدى التشابه والاختلاف بين الزوجات المتلقيات وغير المتلقيات لخدمات التدخل المجتمعي في آليات مواجهة للعنف الزوجي:
تشير نتائج فحص الفروق بين المجموعتين بالإضافة إلى نتائج التحليل العاملي إلى تشابه المجموعتين في الآليات الأكثر شيوعاً لمواجهة العنف الزوجي واختلافهما في عدد محدود من الآليات و هي تلك الآليات الأقل شيوعاً لدى الزوجات في المجتمع الفلسطيني."برنامج دراسات التنمية-جامعة بيرزيت" [
أمــــان]
مركز الدراسات- أمان - http://www.amanjordan.org/aman_studies - دراسات