علم اللسانيات الإجتماعية أو
اللغويات الاجتماعية (Sociolinguistics) هو فرع من علم اللغويات أو
اللسانيات، يهتم بدراسة تأثير جميع جوانب المجتمع، ويتضمن ذلك المعايير الثقافية والتوقعات والبيئة وطريقة استخدام اللغة والآثار المترتبة على استخدام اللغة في المجتمع. وتختلف اللسانيات الاجتماعية عن
اجتماعيات اللغة حيث تركز اللسانيات الاجتماعية على تأثير المجتمع على اللغة، بينما تركز اجتماعيات اللغة على تأثير اللغة على المجتمع. وتتداخل اللسانيات الاجتماعية إلى حد كبير مع
علم التخاطب، ولها ارتباطاً تاريخياً وثيقاً مع
علم الإنسان اللغوي، وقد حصل مؤخراً جدل حول الفرق بين المجالين.
ويَدرس هذا العلم أيضاً كيف تختلف
لسن اللغة بين الجماعات التي تفصلها متغيرات اجتماعية معينة مثل العرق والدين والجنس والمستوى الاجتماعي ومستوى التعليم والعمر وما إلى ذلك، وكيفية استخدام إنشاء هذه القواعد والالتزام بها لتصنيف الأفراد في طبقات اجتماعية أو اجتماعية اقتصادية. وكما يختلف استخدام أي لغة من مكان إلى آخر (
لكنة) يختلف استخدام اللغة أيضاً بين الطبقات الاجتماعية، وهذه هي
اللهجات الاجتماعية التي يهتم علماء اللسانيات الاجتماعية بدراستها.
ويندرج تحت هذا العلم فروع أخرى
كعلم اللهجات،
والتخطيط اللغوي،
والتحول اللغوي (Language Shift)،
والموت اللغوي.
أول من درس الجوانب الاجتماعية للغة بالمعنى الحديث هم لغويون من الهند واليابان في الثلاثينات من القرن العشرون، وكذلك من سويسرا في أوائل القرن العشرين، لكن لم تلقى أي من هذه الدراسات اهتمام في الغرب حتى وقت متأخر. بينما أُسست دراسة المحفزات الاجتماعية لتغير اللغة في أواخر القرن التاسع عشر من خلال
نموذج الموجة. وكان توماس كالون هودسون أول من صدق على استخدام مصطلح اللسانيات الاجتماعية في بحث له عام 1939. وظهرت اللسانيات الاجتماعية لأول مرة في الغرب في نهاية الستينيات من القرن العشرين وكان من روادها لغويون أمثال ويليام لابوف في الولايات المتحدة وباسيل بيرنستين في المملكة المتحدة.
ويعتبر
ويليام لابوف المسؤسس العملي لهذا العلم وذلك في عام 1966 عندما طبع كتابه : التراتبية الاجتماعية في إنكليزية مدينة
نيويورك. ولكن في الوقع بدأ هذا العلم قبل ذلك بكثير وتحديدا في بدايات القرن العشرين عندما أكد
دوركايم على علاقة اللغة الوثيقة مع المجتمع ، وكذلك
فرديناند دي سوسير في كتابه :
محاضرات في اللسانيات العامة.