التراث والتغير الإجتماعي الزواج العرفي واقعه وآثاره النفسية والإجتماعية

ولعل من المشكلات التى يواجهها المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة، والتى أصبحت مادة خصبة للتأملات والكتابات النظرية، وقليل من البحوث العلمية المضبوطة، وكادت تسيطر على جانب كبير من اهتمامات وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، "مشكلة الزواج العرفى"، والتى يربط البعض بينها وبين الشباب وبخاصة فى مرحلة الدراسة الجامعية بل والدراسة الثانوية أيضاً. وتشير بعض الدراسات الاجتماعية والنفسية والقانونية التى أجريت فى هذا المجال، إلى أن المشكلة امتدت إلى قطاع الشباب بعد أن كانت منحصرة- تقريباً- فى بعض الأوساط الاجتماعية التى تتسم بملامحها وأسبابها الخاصة (مثل زواج بعض السيدات الأرامل عرفياً خوفاً من فقدان معاشهن أو زواج بعض الشخصيات العامة ورجال الأعمال عرفياً من فتيات يصغرونهم سناً، أو ذوات مكانة اجتماعية معينة (كالفنانات) وذلك إما لتحاشى اهتزاز مكانتهم الاجتماعية أو للحفاظ على زيجاتهم الشرعية ومراعاة ظروف أبنائهم وأقاربهم. ورغم ما أشارت إليه نتائج إحدى الدراسات الاجتماعية حول مدى انتشار مشكلة الزواج العرفى بين شباب الجامعات من أن حوالى 87% من أفراد العينة يرون أن الزواج العرفى ظاهرة منتشرة بين طلبة الجامعات (سيد عبدالعظيم وعبدالتواب معوض، 1999، ص4). وبرغم ما تعانيه بعض الدراسات فى هذا الصدد من مشكلات منهجية، فإنه لا يمكن أبداً التهوين من نتائجها، كما أنه لا ينبغى التهويل والتضخيم فيما تشير إليه. وهنا نجد أنه تحقيق علينا أن نتعامل مع الموضوع (الزواج العرفى) باعتباره "مشكلة" "لا ظاهرة". وتعرف منشورات هيئة الصحة العالمية المشكلة بأنها "أى ظاهرة تحكم عليها جهة اجتماعية ذات وزن بأنها تسبب فعلاً أو يمكن أن تسبب أضراراً أو متاعب للفرد أو المجتمع