البطالة والخصخصة
بمنتدى لمناقشة تقرير (البطالة في الاردن الواقع وخيارات الحل) والذي أعده الدكاترة: موسى شتيوي وسليمان صويص وابتسام عطيات لخص ثلاثتهم حالة البطالة ووضعوا بدائل رئيسية تركزت على:
تغيير السياسات الاقتصادية
تعديل التشريعات ذات العلاقة
إصلاح النظام التعليمي
توليد فرص عمل عبر دعم برامج تمويل صغيرة او متوسطة
التوسع في التدريب
أخيرا التغير السلوكي والقيمي.
ان بقاء مشكلة البطالة تراوح مكانها طيلة سنين رغم كل مشاريع الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي مما يؤكد على فشل سياسات وبرامج الاصلاح منذ عشر سنوات على الاقل لتناقض منهج الاصلاح القائم على الخصخصة والاستمرار بمطالبة الدولة بتوفير فرص العمل ومحاربة البطالة مع أن تنفيذ برنامج الخصخصة يجب ان ينقل مسؤولية الدولة في توفير فرص العمل الى القطاع الخاص.
والواضح ان برامج الخصخصة وتسليم دفة القيادة الى القطاع الخاص لم تؤد الى فتح فرص عمل كبيرة تقلل من حجم البطالة في البلاد والتي لا تزال بمستوى14% من القوى العاملة وهي نسبة كبيرة جدا , والسبب في ذلك ان القطاع الخاص يوفر فرص عمل لكنه يفضل العمالة الوافدة على العمالة المحلية لأسباب كثيرة لا مجال لحصرها الان.
وتقول الارقام الرسمية ان نسبة العمالة الوافدة تفوق معدل البطالة في الاردن وهذا بحد ذاته يشكل تحديا لسياسات الحكومة الهادفة لمحاربة البطالة في صفوف الأردنيين إضافة الى ان 53% من فرص العمل المستحدثة خلال عام 2006 قد تم إشغالها من قبل العمالة الوافدة.
وهذه معلومة في غاية الخطورة , تدل على ان كل النهج الاقتصادي والاصلاحي الحكومي خلال العشر سنوات الماضية كان يصب لصالح العمالة الوافدة ولم تفلح كل الخطط والبرامج والخلوات الا في تعبيد الطريق أمام العمالة الوافدة وتوفير مزيد من فرص العمل لها على حساب بطالة الأردنيين.
وقد حاولت شركات المقاولات المحلية التنصل من التزامها أمام الحكومة باستيعاب الأردنيين المتخرجين من برنامج التشغيل والتدريب الوطني والذي درب حوالي عشرة ألاف عامل فني في قطاع الإنشاءات واضطرت الشركات الى التوقيع مع الحكومة على اتفاقية تشغيل الخريجين بعد ان استوعبت السوق خلال الفترة الماضية الف عامل تم تخريجهم من البرنامج الذي تشرف عليه القوات المسلحة الاردنية.
مشكلة البطالة تكمن في تناقض السياسات وتعدد المرجعيات وتنصل القطاع الخاص من مسؤولياته تحت حجج واهية من ان العمال الاردنيين لا يقبلون بالعمل اليدوي ويريدون عملا مكتبيا أي "شيخة" وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق , فالعامل الاردني يريد راتبا جيدا يكفي معيشته والدليل ان الاغلبية الساحقة من عمال الوطن"عمال النظافة" في امانة عمان الكبرى هم من الأردنيين بسبب الحوافز الممتازة التي حظيوا بها من رواتب مجزية وتامين صحي وضمان اجتماعي.
والصحيح ان وجود نسبة مقبولة من البطالة في المجتمعات هي دليل صحة على ان تبقى تحت نسبة الـ 5% من مجموع القوى العاملة لان ذلك ينمي المنافسة بين أصحاب العمل على العمالة الكفؤة لكن زيادة البطالة الى مستوى 14% كما لدينا اليوم فانها تنهي المنافسة لصالح العمالة الوافدة.