المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
التنمية والاجتماعية محمد موريس الجوهري الاجتماعية التلاميذ العمل العنف تنمية المجتمعات الالكترونية الجريمة الجماعات البحث الاجتماع المجتمع الخدمة المرحله الشباب اساسيات الاجتماعي التغير كتاب في التخلف
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Empty
مُساهمةموضوع: العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها    العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء يناير 13, 2016 9:20 am

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها
الدكتور صالح حسين الرقب

Dr.saleh h alregeb
drshregeb@hotmail.com
أستاذ مشارك- قسم العقيدة
كلية أصول الدين- الجامعة الإسلامية
غزة- فلسطين
ملخص البحث
 يتضمن البحث ما يلي:
 - تعريف العولمة لغة واصطلاحا، ولمّا كثرت التعاريف التي توضح معنى العولمة، ذكرت التعريف الذي أرى أنّه يعبر عن المعنى الحقيقي لظاهرة العولمة، وهو: "العولمة هي الحالة التي تتم فيها عملية تغيير الأنماط والنظم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ومجموعة القيم والعادات السائدة وإزالة الفوارق الدينية والقومية والوطنية في إطار تدويل النظام الرأسمالي الحديث وفق الرؤية الأمريكية المهيمنة، والتي تزعم أنها سيدة الكون وحامية النظام العالمي الجديد".
- إيجابيات العولمة، وآثارها وسلبياتها في الجانب الثقافي، وخاصة آثارها في الهوية الثقافية للأمة المسلمة، وركزت الحديث في تأثير الثقافة الأمريكية لكون أمريكا هي التي نصبت نفسها سيدة للنظام العالمي الجديد ومفكروها هم الذين حدّدوا للعولمة مضامينها وهويتها، ومكوناتها الفكرية والاقتصادية، وأمريكا هي التي تقود حركتها في العالم، وتروّج لها.
- وسائل العولمة التي لجأت إليها القوى الرأسمالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من وراء العولمة الثقافية. وأخيرا ركّز البحث في بيان دور الجامعات الفلسطينية في مواجهة أخطار العولمة الثقافية الأمريكية. من خلال وضع استراتيجية شاملة من هذه الجامعات بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والثقافية المحلية والمنظمات التربوية الإسلامية- تهدف في مجملها: إلى مواجهة سلبيات العولمة في بعدها الثقافي، والاستفادة منها في إيجابياتها.

Abstract

The research includes the following:-
The lingual and terminological  definitions of globalization , since the varied and different definitions made people misunderstand the real meaning of globalization . The researcher tries to define the phenomenon, reflecting its real meaning as “ the process of changing the economic , cultural , and social systems ; changing traditions , customs and values ; eliminating the national and religious differences and applying on a global scale --  the capital system --  ¬¬from the American  dominant  prospective .
- Globalization cultural effects , advantages , and disadvantages , especially its effects on the Muslim Nation ( Umah ) Identity are also dealt with .The research concentrates on the American culture because America has appointed itself as the “Miss Universe” and its thinkers were the ones who decided on globalization economic and intellectual components and also because America is leading the globalization promotional campaign .
- The means used by the capital forces led by the US for achieving globalization cultural goals .
Finally , the research concentrates on pointing out the roles played by the Palestinian Universities and the Islamic educational organizations to face the danger of the American cultural globalization and to benefit from its advantages through a comprehensive str
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدّه الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
أهداف البحث:-
- بيان إيجابيات وسلبيات العولمة في الجانب الثقافي.
- بيان آثار العولمة في الجانب الثقافي.
- بيان تأثير الثقافة الأمريكية.
- بيان الوسائل التي اعتمدت عليها القوى الرأسمالية الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من وراء العولمة الثقافية.
-بيان دور الجامعات في مواجهة أخطار العولمة الثقافية.
منهج البحث:-
     اعتمد الباحث المنهج الوصفي والتحليلي، وذلك بجمع المعلومات من مصادرها، ومحاولة تحليلها للوصول إلى النتائج المرجوة. وقد جعلت هذا البحث في مقدمة، وأربعة مطالب، هي: المطلب الأول: تعريف العولمة لغة واصطلاحا. المطلب الثاني:إيجابيات وسلبيات وآثار العولمة في الجانب الثقافي. المطلب الثالث:وسائل العولمة. المطلب الرابع:الجامعات ومواجهة أخطار العولمة الثقافية الأمريكية.
المقدمة:
      لقد كثر الحديث عن العولمة في السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، فتناولتها بالحديث الأوساط الجامعية والإعلامية والتيارات الفكرية والسياسية المختلفة، وأصبحت حديث الاجتماعيين والفلاسفة الأوربيين وعلماء البيئة والطبيعة وكثرت أعداد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التي تحمل عناوينها "العولمة" أو النظام العالمي الجديد أو المتغيرات الدولية الجديدة أو الكونية.
    وأوّل من تبنى فكرة مفهوم العولمة بعد عالم السسيولوجيا الكندي "مارشال ماك" من جامعة تورنتو- "زبيغنيو بريجينسكي" مستشار الرئيس الأمريكي كارتر(1977- 1980م)الذي أكدّ على ضرورة أنّ تقدّم أمريكا- التي تمتلك 65% من المادة الإعلامية على مستوى العالم- نموذجاً كونياً للحداثة، يحمل القيم الأمريكية التي يذيعونها دوماً في الحرية وحقوق الإنسان.(العظم: 1996م).
      ولقد صدرت كثير من المؤلفات باللغات الأوربية والعربية التي تتناول هذه الظاهرة، لدرجة أنّ المرء يكاد يحار في كيفية دراسة هذه الظاهرة والإلمام بموضوعها، خاصة أنّ كل كاتب أو متحدث يتناولها بالدراسة والتحليل من جانب معين مثل الجانب الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي أو الإعلامي.
   ومعظم الأفكار والأطروحات الغربية التي تتناول دراسة ظاهرة العولمة تقوم على ما طرحه الكاتب الأمريكي الياباني الأصل فرانسيس فوكاياما (في كتابه: نهاية التاريخ والإنسان الأخير). والتي يزعم فيه أنّنا وصلنا إلى نقطة حاسمة في التاريخ البشري تتحدد بانتصار النظام الرأسمالي الليبرالي والديمقراطية الغربية على سائر النظم المنافسة لهما وأنّ العالم قد أدرك بعد فترة حماقة طويلة أن الرأسمالية هي أفضل أنواع النظم الاقتصادية، وأن الليبرالية الغربية هي أسلوب الحياة الوحيد الصالح للبشرية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وامتدادها الاقتصادي القيمي (النظام الرأسمالي المادي) أوربا يمثلان الدورة النهائية للتاريخ وأنّ الإنسان الغربي هو الإنسان الكامل الأخير. (أمين: 1998م، ص5، علواني: 1997م، ص186، بيترمارتين، شومان، ترجمة د. عدنان عباس علي،1998،ص 7- 8) ومن هنا وجدت الفلسفة الإعلامية الغربية في أفكار وأطروحات (فوكاياما) مادة تسوِّغ بها سياسات الغرب الرعناء تجاه العالم المعاصر. (علواني: مصدر سابق، ص185)
      والعولمة ترتبط في أذهان الكثير من الناس بالتقدم والرقي، والانفتاح الاقتصادي ومع أنّ مفهوم العولمة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل يشمل الجوانب:الاجتماعية والبيئية، والثقافية، والسياسية..والجانب الاقتصادي الذي هو أبرز مظاهر العولمة.
المطلب الأول: تعريف العولمة لغة واصطلاحا
     إنّ المهتمين بقضية العولمة متفقون تقريباً على أنّ الكلمة جديدة، ولكنّ ما تصفه ليس بجديد، بل يرى بعضهم أنّ السير نحوها بدأ منذ مئات السنين.
      ولقد أصبح مصطلح العولمة متداولاً منذ بداية التسعينات، وأصبح علماً على الفترة الجديدة التي بدأت بتدمير جدار برلين عام 1989م وسقوط الاتحاد السوفييتي وتفككه، وانتهت بتغلّب النظام الرأسمالي الغربي على النظام الشيوعي، وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم المعاصر.
العولمة لغة:-
       العولمة ثلاثي مزيد، يقال: عولمة على وزن قولبة، وكلمة "العولمة" نسبة إلى العَالم -بفتح العين- أي الكون، وليس إلى العِلم -بكسر العين- والعالم جمع لا مفرد له كالجيش والنفر، وهو مشتق من العلامة على ما قيل، وقيل: مشتق من العِلم، وذلك على تفصيل مذكور في كتب اللغة. فالعولمة كالرباعي في الشكل فهو يشبه (دحرجة) المصدر، لكن (دحرجة) رباعي منقول، أمّا (عولمة) فرباعي مخترع إن صح التعبير وهذه الكلمة بهذه الصيغة الصرفية لم ترد في كلام العرب، والحاجة المعاصرة قد تفرض استعمالها، وهي تدل على تحويل الشيء إلى وضعية أخرى ومعناها: وضع الشيء على مستوى العالم وأصبحت الكلمة دارجة على ألسنة الكتاب والمفكرين في أنحاء الوطن العربي.(الجابري:1998م، ص 135)
     ويرى الدكتور أحمد صدقي الدجاني أنّ العولمة مشتقة من الفعل عولم على صيغة فوعل واستخدام هذا الاشتقاق يفيد أن الفعل يحتاج لوجود فاعل يفعل، أي أنّ العولمة تحتاج لمن يعممها على العالم.(الدجاني: جريدة القدس، 6/2 /1998م، ص13)
    وننّبه إلى أن ّمجمع اللغة العربية بالقاهرة قرّر إجازة استعمال العولمة بمعنى جعل الشيء عالمياً.(د. محمود فهمي حجازي، مجلة الهلال، 2001م، ص87)
     والعولمة ترجمة لكلمة Modularisation الفرنسية، بمعنى جعل الشيء على مستوى عالمي، والكلمة الفرنسية المذكورة إنّما هي ترجمة“Globalisation” الإنجليزية التي ظهرت أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل الكل. فهي إذا مصطلح يعني جعل العالم عالمًا واحدًا، موجهًا توجيهًا واحدًا في إطار حضارة واحدة، ولذلك قد تسمى الكونية أو الكوكبة، ومن خلال المعنى اللغوي يمكننا أن نقول بأنّ العولمة إذا صدرت من بلد أو جماعة فإنها تعني: تعميم نمط من الأنماط التي تخص ذلك البلد أو تلك الجماعة، وجعله يشمل الجميع أي العالم كله.( عبد الجواد:المستقبل العربي عدد 252-شباط 2000م ص2).
    وجاء في المعجم العالم الجديد ويبستر "WEBSTR "أنّ العولمة “Globalisation”هي: إكسابُ الشيء طابعَ العالمية، وبخاصة جعل نطاق الشيء، أو تطبيقه،عالمياً.(S NEW COLLEGIATE DICTIONARY:1991 )
    العولمة إذاً من حيث اللغة كلمة غريبة على اللغة العربية ويقصد منها عند الاستعمال- اليوم- تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله.
     ومن الجدير بالذكر أن تعبير "العولمة" في التداول السياسي قد طرح من قبل كتاب أمريكان في السبعينات وبالتحديد من كتاب "ماك لولهان وكينتين فيور:"حول "الحرب والسلام في القرية الكونية" وكتاب "بريجسكي: "بين عصرين- دور أمريكا في العصر الإلكتروني".(يوسف:مجلة الموقف 1997م، ص17م ).
العولمة اصطلاحاً:
إنّ كلمة العولمة جديدة، وهي مصطلح حديث لم يدخل بعد في القواميس السياسية والاقتصادية.وفي الواقع يعبر مصطلح العولمة عن تطورين هامين هما:-
1-التحديث  . (Modernity) 2-الاعتماد المتبادل(Inter-dependence).
        ويرتكز مفهوم العولمة على التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.
        لقد ظهرت العولمة أولاً كمصطلح في مجال التجارة والمال والاقتصاد، ثمّ أخذ يجري الحديث عنها بوصفها نظاماً أو نسقاُ أو حالة ذات أبعاد متعددة، تتجاوز دائرة الاقتصـاد، فتشـمل إلى جانب ذلك المبادلات والاتصال والسياسة والفكر والتربية والاجتماع والأيدولوجيا.( يوسف:مصدر سابق، ص138)
      وقد أطلق على العولمة بعض الكتاب والمفكرين "النظام العالمي الجديد"- New World Order- وهذا المصطلح استخدمه الرئيس الأمريكي جورج بوش-الأب- في خطاب وجهه للأمة الأمريكية بمناسبة إرساله القوات الأمريكية إلى الخليج- بعد أسبوع واحد من نشوب الأزمة في أغسطس 1990م- وفي معرض حديثه عن هذا القرار, تحدّث عن فكرة:عصر جديد، وحقبة للحرية، وزمن للسلام لكل الشعوب. وبعد ذلك بأقل من شهر أشار إلى إقامة نظام عالمي جديد يكون متحرراً من الإرهاب, وأكثر أمنا في طلب السلام, عصر تستطيع فيه كل أمم العالم أن تنعم بالرخاء وتعيش في تناغم.( رجب:مجلة البيان، 2000م(
      وربّما يوحي هذا الإطلاق- النظام العالمي الجديد- بأن اللفظة ذات مضامين سياسية بحتة، ولكن في الحقيقة تشمل مضامين سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وتربوية، (أبو زعرور: 1418هـ-1998م، ص 13) بمعنى آخر تشمل مضامين تتعلق بكل جوانب الحياة الإنسانية. ولقد فرضت العولمة نفسها على الحياة المعاصرة، على العديد من المستويات، سياسياً واقتصادياً، فكرياً وعلمياً، ثقافياً وإعلامياً، تربوياً وتعليمياً.( التويجري: موقع أيسيسكو(www.isesco.org.ma/arabic) شبكة المعلومات الدولية) يقول الرئيس الأمريكي السابق كلينتون: "ليست العولمة مجرد قضية اقتصادية بل يجب النظر إلى أهمية مسائل البيئة والتربية والصحة".(من خطاب ألقاه في المنتدى الاقتصادي: 2000م)
     والنظام العالمي الجديد: هو في حقيقة أمره وطبيعة أهدافه، نظامٌ صاغته قُوى الهيمنة والسيطرة لإحداث نمط سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وإعلامي واحد وفرضه على المجتمعات الإنسانية كافة، وإلزام الحكومات بالتقيّد به وتطبيقه.(التويجري: مصدر سابق)
      ولقد كثرت التعاريف التي توضح معنى العولمة، نذكر هنا بعضاً منها، ثم اذكر التعريف الذي أرى أنّه يعبر عن المعنى الحقيقي لظاهرة العولمة.


عدل سابقا من قبل باحث اجتماعي في الأربعاء يناير 13, 2016 9:25 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها    العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء يناير 13, 2016 9:20 am

ومن هذه التعريفات:-
يقول الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي عن العولـمة: "نظام يُمكّن الأقوياء من فرض الدكتاتوريات اللاإنسانية التي تسمح بافتراس المستضعفين بذريعة التبادل الحر وحرية السوق".(جارودي:1998م، ص17).
ويثبت كل من هانس بيترمارتن وهارالد شومان، صاحبا كتاب فخ العولـمة أنّ العولـمة هي عملية الوصول بالبشرية إلى نمط واحد في التغيير والأكل والملبس والعادات والتقاليد. (بيترمارتين، شومان:مصدر سابق، ص55-58)
ويقول أحد الكتاب الفرنسيين عن النظام الرأسمالي الأمريكي: فكلما ازداد هذا النظام الرأسمالي الجشع إمعانًا وانتشارًا بالعولمة، ازدادت الانتفاضات والحروب العرقية والقبلية والعنصرية والدينية للتفتيش عن الهوية القومية في المستقبل. وكلما تَفَشَّت المعلوماتية والأجهزة التلفزيونية والسلكية واللاسلكية، تكبلت الأيدي بقيود العبودية، وازدادت مظاهر الوحدة والانعزال والخوف والهلع دون عائلة ولا قبيلة ولا وطن. وكلما ازداد معدل الحياة سوف تزداد وسائل القتل، وكلما ازدادت وسائل الرفاهية سوف تزداد أكثر فأكثر جرائم البربرية والعبودية(العظم، وحنفي:2000م، ص20)
* يقول جيمس روزانو أحد علماء السياسة الأمريكيين عن العولـمة: "إنّها العلاقة بين مستويات متعددة لتحليل الاقتصاد والسياسة والثقافة والأيدولوجيا، وتشمل: إعادة الإنتاج، وتداخل الصناعات عبر الحدود وانتشار أسواق التمويل، وتماثل السلع المستهلكة لمختلف الدول نتيجة الصراع بين المجموعات المهاجرة والمجموعات المقيمة".( شومان:1418هـ- 1998م، ص40 ).
* الكاتب الأمريكي الشهير وليم جريدر في كتابه الصادر عام 1977م بعنوان(عالم واحد..مستعدون أم لا) وصف العولمة "بأنها آلة عجيبة نتجت عن الثورة الصناعية والتجارية العالمية, وأنّها قادرة علي الحصاد وعلي التدمير, وأنّها تنطلق متجاهلة الحدود الدولية المعروفة, وبقدر ما هي منعشة، فهي مخيفة. فلا يوجد من يمسك بدفة قيادتها، ومن ثمّ لا يمكن التحكم في سرعتها ولا في اتجاهاتها".
* "نظام عالمي جديد يقوم على العقل الإلكتروني، والثورة المعلوماتية القائمة على المعلومات والإبداع التقني غير المحدود، دون اعتبار للأنظمة والحضارات والثقافات والقيم والحدود الجغرافية والسياسية القائمة في العالم".(أبو زعرور:مصدر سابق، ص 14)
* "إنها حرية حركة السلع والخدمات والأيدي العاملة ورأس المال والمعلومات عبر الحدود الوطنية والإقليمية".(حمدي:نقلاً عن المصدر السابق، ص 14-15)
* العولمة هي: "العملية التي يتم بمقتضاها إلغاء الحواجز بين الدول والشعوب، والتي تنتقل فيها المجتمعات من حالة الفرقة والتجزئة إلى حالة الاقتراب والتوحد، ومن حالة الصراع إلى حالة التوافق، ومن حالة التباين والتمايز إلى حالة التجانس والتماثل، وهنا يتشكل وعي عالمي وقيم موحدة تقوم على مواثيق إنسانية عامة".(حجازي: بحث، المؤتمر العلمي الرابع، 1998م، ص3)
والمواثيق الإنسانية الواردة في هذا التعريف هي المواثيق التي يصنعها الغرب الكافر وأساسها نظرة علمانية مادية للوجود لتحقيق مصالحه الخاصة، ثم تصدر للعالم على أنها مواثيق إنسانية لصالح البشرية، ولا بأس أن تصدر بها القرارات الدولية من هيئة الأمم المتحدة باعتبارها مؤسسة حامية للحقوق الإنسانية.
* "هي تعاظم شيوع نمط الحياة الاستهلاكي الغربي، وتعاظم آليات فرضه سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وعسكرياً، بعد التداعيات العالمية التي نجمت عن انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط المعسكر الشرقي" أو هي "محاولة لفرض الفلسفة البرجماتية النفعية المادية العلمانية، وما يتصل بها من قيم وقوانين ومبادئ وتصورات على سكان العالم أجمع".(المبروك وآخرون:1999م، ص99، 101)
* هي:"العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلداً بعينه هو الولايات المتحدة الأمريكية بالذات على بلدان العالم أجمع" وهي أيضاً أيديولوجياً تعبر بصورة مباشرة عن إرادة الهيمنة على العالم وأمركته".(الجابري: 1998م، ص137). أي محاولة الولايات المتحدة إعادة تشكيل العالم وفق مصالحها الاقتصادية والسياسية، ويتركز أساسا على عمليتي تحليل وتركيب للكيانات السياسية العالمية، وإعادة صياغتها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وبشريا، وبالطريقة التي تستجيب للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية.
* العولمة: منظومةً من المبادئ السياسية والاقتصادية، ومن المفاهيم الاجتماعية والثقافية، ومن الأنظمة الإعلامية والمعلوماتية، ومن أنماط السلوك ومناهج الحياة، يُراد بها إكراه العالم كلِّه على الاندماج فيها، وتبنّيها، والعمل بها، والعيش في إطارها.(التويجري:مصدر سابق)
ويمكننا أن نقول أنه لا يوجد تعريف جامع مانع للعولمة، فهي مصطلح غامض في أذهان كثير من الناس، ويرجع ذلك إلى أنّ العولمة ليست مصطلحاً لغوياً قاموسياً جامداً، يسهل تفسيرها بشرح المدلولات اللغوية المتصلة بها، بل هي مفهوم شمولي يذهب عميقاً في كثير من الاتجاهات، ومما يلاحظ من التعريفات السابقة وغيرها التي أوردها الباحثون والمفكرون: التركيز الواضح على البعد الاقتصادي لها، لأنّ مفهوم العولمة بداية له علاقة وطيدة بالاقتصاد والرأسمالية وهذا ما جعل عدداً من الكتاب يذهبون إلى أن العولمة تعني: تعميم نموذج الحضارة الغربية وخاصة الأمريكية وأنماطها الفكرية والسياسية الاقتصادية والثقافية على العالم كله.(إسماعيل:2001م)
وبعد دراسة متأنية لظاهرة العولمة وأهدافها ووسائلها وتأثيراتها في واقع المجتمعات والشعوب يمكن أن تعرف العولمة بما يلي:-
"العولمة هي الحالة التي تتم فيها عملية تغيير الأنماط والنظم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ومجموعة القيم والعادات السائدة وإزالة الفوارق الدينية والقومية والوطنية في إطار تدويل النظام الرأسمالي الحديث وفق الرؤية الأمريكية المهيمنة، والتي تزعم أنها سيدة الكون وحامية النظام العالمي الجديد".
والشيء الذي لابد من الوقوف عنده كثيراً هو أنّ العولمة كظاهرة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ترتبط أساسا بالمفهوم الاقتصادي الرأسمالي- وفق الرؤية الأمريكية- في مراحله المتطورة، إن لم يكن في أعلى حالات تطوره، أو لنقل سيطرته على الاقتصاد العالمي وبالتالي السيطرة على كافة أشكال ومظاهر التطور الإنساني.
المطلب الثاني:إيجابيات وسلبيات وآثار العولمة في الجانب الثقافي
أولاً:إيجابيات العولمة في الجانب الثقافي:
العولمة تحمل في طياتها كثيراً من الإنجازات التكنولوجية العلمية والثقافية، ممّا يمكن المسلمين الاستفادة منها، في نفع دينهم وشعوبهم المسلمة ومنها.
1- رواج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإحداث التطورات النوعية في مجال تيسير الاتصالات الثقافية والعلمية بين الشعوب، والدول، وانتشار الثقافة التقنية.
2- دور شبكات الاتصالات والإعلام الدولية(ومنها القنوات الفضائية)، وشبكة المعلومات الدولية(الإنترنت) في تغطية الأخبار العالمية والمحلية للعالم، وتكوين ثقافة لدى الأفراد والشعوب عن الأحداث العالمية، وهذا يشكل لدى المستفيد منها قدرة كبيرة لمعرفة ما يدور في الكرة الأرضية من أحداث، وقدرة كبيرة على تحليل الأحداث، وإثراء النقاش، بل والمشاركة الفعالة في الندوات العلمية واللقاءات الثقافية.
3- تمكين العلماء والدعاة المسلمين من تبليغ الرسالة الإسلامية والثقافة الإسلامية، لكافة شعوب العالم. ومن ثمّ تمكين الثقافة الإسلامية من الانفتاح على الثقافات الأخرى، بل والتأثير الإيجابي فيها.
4- تمكين المفكرين الإسلاميين- من خلال وسائل الاتصالات والإعلام الدولية- من مناقشة المذاهب الفكرية الوافدة، والتصدي للحركات الفلسفية الهدامة.
5- المساهمة في رفع الظلم عن المضطهدين علمياً في العالم الإسلامي-وذلك لما للصورة المنقولة تأثير واضح على الحكومات والأحزاب- خاصة ونحن نعاني من تغييب المفكرين والمثقفين المسلمين في عملية التنمية والبناء، وتهميش الطاقات والكفاءات الثقافية والعلمية.
6- زيادة الوعي السياسي لدى الشعوب، وزيادة قدرتها- نوعا ما- في التأثير في مجريات الأحداث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها    العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء يناير 13, 2016 9:21 am

ثانياً: سلبيات العولمة في الجانب الثقافي:
الغرب هو الذي ابتكر مفهوم العولمة، وهو الذي حدّد لها مضامينها وهويتها، ومكوناتها الفكرية والاقتصادية، وهو الذي يقود حركتها في العالم، ويروّج لهذا المفهوم. وهذا أحد أهم مصادر التوجس والخوف الذي تظهره الأمم والحضارات تجاه قضية العولمة. لأنّ الغرب لا يريد إلاّ أن يرى نفسه وحضارته في هذا العالم، ولازالت نزعة التمركز حول الذات هي التي تشكل عقليته، وإنّ تاريخ علاقاته بالأمم والحضارات كان محبطاً ومروعاً للغاية، حين أظهر سلوكاً استعمارياً متوحشاً، وحول ثقافته إلى ثقافة مهيمنة. زكي الميلاد، الكلمة: العدد (20) ـ السنة الخامسة، صيف 1998م ـ 1419هـ).
يقول أ.د. محمد السيد سليم: "يمكن الإشارة إلى الوثيقة المسماة "الإستراتيجية المشتركة للاتحاد الأوروبي في المتوسط" والتي أصدرها مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي في يونيو سنة 2000. وتشير الوثيقة صراحة إلى سعي الاتحاد إلى تغيير بعض القيم الدينية في الدول العربية المطلة على البحر المتوسط بحيث تتوافق مع القيم الأوروبية، ومؤخراً أيضاً تصريح رئيس البرلمان الأوروبي في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس يناير 2003 بأن "مشكلة ضم أوروبا للاتحاد الأوروبي ليست مشكلة سياسية بل هي مشكلة قيم"، في إشارة واضحة لمنظومة القيم الأوروبية كمثال مهيمن يجب أن تقبله تركيا كدولة تتبنى قيم الإسلام، ويرتبط بذلك سعي بعض القوى المحافظة في الغرب -خاصة الولايات المتحدة الأمريكية- إلى استهداف الإسلام والعالم الإسلامي كعدو جديد للغرب، وافتعال صراع حضاري جديد بينهما يتمكن بموجبه الغرب من فرض قيمه الثقافية نهائيا".(الإستراتيجيات المفاهيمية للعولمة وبدائلها، موقع " www.Islamonline.net/Arabic"على شبكة المعلومات الدولية،30/03/2003م)
وأهم سلبيات العولمة في الجانب الثقافي هي:
1- ثقافة الاختراق التي تمثلها العولمة تقوم على جملة أوهام هدفها: التطبيع مع الهيمنة وتكريس الاستتباع الحضاري لأمريكا، ومع التطبيع مع الهيمنة والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري يأتي فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو أمة أو دولة، وبالتالي إفراغ الهوية الثقافية من كل محتوى.(الجابري:مجلة المستقبل العربي، العدد 228، 2/1998م).
2- التقليل من قيمة الثقافات المختلفة وفرض هيمنة ثقافة واحدة، ألا وهي ثقافة القوى المالكة لمراكز توجيه آليات العولمة، وهي الثقافة الأمريكية في الوقت الحاضر.
3- تفتيت الوحدة العائلية التي هي أساس الوحدات البشرية.
4- إشاعة الذوق الغربي في الاستهلاك وفي ممارسة السلوك الاجتماعي مع الآخرين.
5- نشر الثقافة اللادينية وفرض الركض-وغالبا بلا وعي- خلف الموضات الاجتماعية الفجّة.
6-حرمان الشعوب المتخلفة من اللحاق بركب التقدم، نظراً لتفشي الأمية فيها والعولمة تقوم على تقنية عالية لا تملكها الكثير من الدول والمجتمعات في الدول النامية والمتخلفة.
تقوم العولمة في الجانب الثقافي علي انتشار المعلومات، وسهولة حركتها، وزيادة معدلات التشابه بين الجماعات والمجتمعات، أي تقوم علي إيجاد ثقافة عالمية، وعولمة الاتصالات، عن طريق البث التليفزيوني عبر الأقمار الصناعية، وبصورة أكثر عمقا خلال شبكة الإنترنت التي تربط البشر بكل أنحاء المعمورة. كما تعني العولمة الثقافية توحيد القيم وخاصة حول المرأة والأسرة، باختصار تركز العولمة الثقافية علي مفهوم الشمولية ثقافة بلا حدود، وآلة ذلك الإعلان والتقنيات.( الفاوي: صحيفة الأهرام 2001م)
ولعلّ من أخطر أهداف العولمة ما يعرف بالعولمة الثقافية فهي تتجاوز الحدود التي أقامتها الشعوب لتحمي كيان وجودها، وما له من خصائص تاريخية وقومية وسياسية ودينية، ولتحمي ثرواتها الطبيعية والبشرية وتراثها الفكري الثقافي، حتى تضمن لنفسها البقاء والاستمرار والقدرة على التنمية ومن ثمّ الحصول على دور مؤثر في المجتمع الدولي. فالعولمة الثقافية تقوم على تسييد الثقافة الرأسمالية لتصبح الثقافة العليا، كما أنها ترسم حدوداً أخرى مختلفة عن الحدود الوطنية مستخدمة في ذلك شبكات الهيمنة العالمية على الاقتصاد والأذواق والثقافة.هذه الحدود هي:"حدود الفضاء (السبرنيتي) والذي هو بحق وطن جديد لا ينتمي لا إلى الجغرافيا ولا إلى التاريخ، هو وطن بدون حدود، بدون ذاكرة، إنّه وطن تبنيه شبكات الاتصال المعلوماتية الإلكترونية ".(الجابري:1997م، ص147- 148).
إنّ العولمة لا تكتفي بتسييد ثقافة ما، بل تنفي الثقافة من حيث المبدأ، وذلك لأنّ الثقافة التي يجري تسييدها تعبر عن عداء شديد لأي صورة من صور التميز، إنّ الثقافة الغربية تريد من العالم أجمع أن يعتمد المعايير المادية النفعية الغربية، كأساس لتطوره، وكقيمة اجتماعية وأخلاقية وبهذا فإنّ ما تبقى يجب أن يسقط، وما تبقى هنا هو"ليست خصوصية قومية بل مفهوم الخصوصية نفسه وليس تاريخا بعينه بل فكرة التاريخ، وليس هوية بعينها وإنما كل الهويات، وليس منظومة قيمية بل فكرة القيمة وليس نوعا بشريا، وإنّما فكرة الإنسان المطلق نفسه".(أمين:مجلة المستقبل العربي العدد 60، ص67، العدد 60، المسيري:1997م، ص 100)
يقول العالم الأمريكي المعروف ناعوم تشومسكي: "إنّ العولمة الثقافية ليست سوى نقلة نوعية في تاريخ الإعلام، تعزز سيطرة المركز الأمريكي على الأطراف، أي على العالم كله".(شومان:مصدر سابق، ص125)
يقول عبد الإله بلقيزر: "العولمة كما يدعي روادها هي انتقال من مرحلة الثقافة الوطنية إلى ثقافة عليا جديدة "عالمية"، وهي في حقيقتها اغتصاب ثقافي وعدوان رمزي على سائر الثقافات الأخرى، وهي اختراق تقني يستخدم وسائل النقل والاتصال لهدر سيادة الثقافات الأخرى للشعوب، وفرض الثقافة الغربية".( مجلة المجمع العربي للمحاسبين القانونيين، عدد 11، 1999م، ص 38.)
وقد دعا البروفيسور الياباني "يوشيهارا كونيو" في محاضرة ألقاها في المعهد الوطني للإدارة العامة- بالعاصمة الماليزية كوالالامبور يوم الاثنين 27/8/2001 م- الدول النامية إلى وضع خطة إستراتيجية لمواجهة مخاطر العولمة اللغوية والثقافية. من أجل المحافظة على لغتها المحلية والقومية وإبقائها كوسيلة للتعلم والتخاطب، وأنه ينبغي على الدول النامية تقوية ثقافتها الوطنية بمحتوياتها من دين وعادات، وغيرها لتعزيز الهوية الذاتية لكل بلد، والحفاظ على روح الفخر بالثقافة الوطنية بين السكان في مواجهة الثقافة الغربية الدخيلة.( جاسم: موقع "www.Islamonline.net/Arabi "إسلام على الطريق"على شبكة المعلومات الدولية،2001).
ويقول د.عبد الفتاح أحمد الفاوي:" ليست العولمة انتقالاً من ظاهرة الثقافة الوطنية والقومية إلي ثقافة عليا جديدة هي الثقافة العالمية، بل إنّها فعل اغتصاب ثقافي، وعدواني رمزي علي سائر الثقافات، خاصة ثقافتنا العربية والإسلامية".(الفاوي:الأهرام، 2001م)
ودعا دافيد روشكويف (أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا والمسئول السابق في حكومة الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون) الولايات المتحدة إلى استغلال الثورة المعلوماتية الكونية للترويج للثقافة والقيم الأمريكية على حساب الثقافات الأخرى، لأنّ الأمريكان أكثر الأمم عدلاً وتسامحاً وهم النموذج الأفضل للمستقبل، والأقدر على قيادة العالم.(المبروك:1999م، ص13-14)
ويقول شتراوس هوب في كتابه(توازن الغد):"إنّ المهمة الأساسية لأمريكا توحيد الكرة الأرضية تحت قيادتها، واستمرار هيمنة الثقافة الغربية، وهذه المهمة التي لا بد من إنجازها بسرعة في مواجهة نمور آسيا وأيّ قوى أخرى لا تنتمي للحضارة الغربية".( لمفهوم العولمة الصوراني، 2000م، ص 80). إذاً من الأهداف الثقافية للعولمة: الترويج لفلسفة النظام الغربي الرأسمالي النفعي البرجماتي وفرض الثقافة الغربية الوافدة وجعلها في محل الصدارة والهيمنة في العالم وقهر الهوية الثقافية للأمم والشعوب الأخرى، على أن تظل الثقافات الأخرى محدودةً في نطاق السلوك الفردي لا تتعداه، فالدساتير والنظم والقوانين والقيم الأخلاقية يجب أن تستمد من الفلسفة المادية النفعية، ومن ثقافة الرجل الأبيض العلمانية، المناهضة للعقائد والشرائع السماوية.(المبروك: مصدر سابق ص95-96، حجازي:مصدر سابق، ص 10-11)
يقول المفكر الإسلامي الألماني الدكتور مراد هوفمان:العولمة تتبنى الوسائل المريبة الزاحفة لتمزيق الأمة الإسلامية، والطغيان على قيمها السامية بالعمل على شيوع القيم المتدنية التي تصاحب بالغزو الفكري، والاستهلاكي مثل:طغيان الاستهلاك والنهم المادي، وشيوع العنف والجنس، والمادية، والفردية، والافتتان بالثروة والسعي إليها بأي سبيل والتخلي عن القيم.
ويقول الباحث د. محمد أمخرون: "ومن المؤكّد أنّ المستهدف بهذا الغزو الثقافي هم المسلمون. وذلك لما يلي:-
أ – ما تملكه بلادهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعية أخرى.
ب – ما ثبت لهم عبر مراكزهم وبحوثهم وجامعاتهم ومستشرقيهم من أنّ هذه الأمة مستعصية على الهزيمة، إذا حافظت على هويتها الإسلامية ومن ثم فالطريق الوحيد لإخضاعها يتمثل في القضاء على تفرد شخصيتها وإلغاء دينها الذي يبعث فيها الثورة والرفض لكل أشكال الاحتلال والسيطرة ".(مجلة البيان، عدد 145، 1420هـ، 1999م ص126-127).
ج – الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي، وهو من أهم أهداف العولـمة في بلاد العرب والمسلمين.
د– الحضارة الإسلامية بعقيدتها وشريعتها ونظام أخلاقها وإنجازاتها التاريخية هي النقيض الوحيد الشامل لفلسفة العولـمة ودينها وأنظمتها وقيمها الهابطة في هذه الدنيا التي نعيش فيها.
ثالثا:آثار العولمة الثقافية في الهوية الثقافية:-
يقول الباحث محمد آدم:"ولكن العولمة بالمفهوم المعاصر (الأمركة) ليست مجرد سيطرة وهيمنة والتحكم بالسياسة والاقتصاد فحسب، ولكنها أبعد من ذلك بكثير، فهي تمتد لتطال ثقافات الشعوب والهوية القومية الوطنية، وترمي إلى تعميم أنموذج من السلوك وأنماط أو منظومات من القيم وطرائق العيش والتدبير، وهي بالتالي تحمل ثقافة (غربية أمريكية) تغزو بها ثقافات مجتمعات أخرى، ولا يخلو ذلك من توجه استعماري جديد يتركز على احتلال العقل والتفكير وجعله يعمل وفق أهداف الغازي ومصالحه. وأكّد ذلك الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حين قال في مناخ الاحتفال بالنصر في حرب الخليج الثانية:إنّ القرن القادم سيشهد انتشار القيم الأمريكية وأنماط العيش والسلوك الأمريكي".(أدم: مجلة النبأ، العـدد 42، 200م).
إنّ الثقافات الوافدة تشكل خطراً على الهوية العربية والإسلامية، وبخاصة في ظل ضعف التحصينات الداخلية، والانفتاح بلا وعي على العالم الغربي، وخصوصاً الجانب الإعلامي.
ومن آثار العولمة في الهوية الثقافية:
* شيوع الثقافة الاستهلاكية -لأنّ العولمة تمجِّد ثقافة الاستهلاك- التي استخدمت كأداة قوية فاعلة في إطلاق شهوات الاستهلاك إلى أقصى عنان ومن ثمَّ تشويه التقاليد والأعراف السائدة في العالم الإسلامي.
* تغريب الإنسان المسلم وعزله عن قضاياه وهمومه الإسلامية، وإدخال الضعف لديه، والتشكيك في جميع قناعته الدينية، وهويته الثقافية.( بهاء الدين:2003م، ص 62-63).
* اختفاء القيم النبيلة، ليصبح الربح هو القيمة المطاقة، وعندما يكون الدافع دوماً هو الربح كما تروج العولمة، فإن قيمة الإشباع المادي هي التي ستحدد السلوك، وسيصبح العالم غابة يركض فيها الإنسان بحثاً عمّا يشبع فيها حاجاته المادية، وإلغاء الإبداع، ومن المعلوم أنّ والإبداع كان دوما شرطا من شروط التطور الإنساني، وإحدى أهم شروطه هو وجود الدافع.(المشني: مجلة أفاق، مجلة فصلية، موقعها على "الإنترنت").
ويذكر أحد الغربيين أسلوب صناعة الفكر الغربي لدى الطلبة الشرقيين فيقول:" كنّا نحضر أولاد الأشراف والأثرياء والسادة من أفريقيا وآسيا، ونطوف بهم لبضعة أيام في أمستردام ولندن، فتتغير مناهجهم، ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية، فيتعلمون لغتنا، وأسلوب رقصنا وركوب عرباتنا، ثمّ نعلمهم أسلوب الحياة الغربية، ثمّ نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوروبا، ثمّ نرسلهم إلى بلادهم، وأيّ بلاد؟ بلاد كانت أبوابها مغلقة دائماً في وجوهنا، ولم نكن نجد منفذاً إليها، كنّا بالنسبة إليهم رجساً ونجساً.ولكن منذ أن صنعنا المفكرين ثمّ أرسلناهم إلى بلادهم، كنّا نصيح في لندن، وأمستردام، وننادي بالإخاء البشري، وكانوا يردّدون ما نقوله، كنّا حين نصمت يصمتون؛ لأننا واثقون أنّهم لا يملكون كلمةً واحدة يقولونها غير ما وضعنا في أفواهم.(العمر:مقال، موقع المسلم على"الإنترنت")
* إشاعة ما يسمى بأدب الجنس وثقافة العنف التي من شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن بالعنف كأسلوب للحياة وكظاهرة عادية وطبيعية.(ظاهر: مجلة الفكر العربي المعاصر العدد 100-101، 1993م، بهاء الدين:مصدر سابق، ص36) وما يترتّب على ذلك من انتشار الرذيلة والجريمة والعنف في المجتمعات الإسلامية، وقتل أوقات الشباب بتضييعها في توافه الأمور وبما يعود عليه بالضرر البالغ في دينه وأخلاقه وسلوكه وحركته في الحياة، وتساهم في هذا الجانب شبكات الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية وبرامج الإعلانات والدعايات للسلع الغربية وهي مصحوبة بالثقافة الجنسية الغربية التي تخدش الحياء والمروءة والكرامة الإنسانية ولقد أثبتت الدراسات الحديثة خطورة القنوات الفضائية-بما تبثه من أفلام ومسلسلات جنسية فاضحة-على النظام التعليمي والحياة الثقافية والعلاقات الاجتماعية ونمط الحياة الاقتصادية في العالم الإسلامي.(أمين:مصدر سابق، ص 126-128)
وفي دراسة أعدّها مركز دراسات المرأة والطفل بالقاهرة على1472: فتاه، وسيدة مصرية..تبين أنّ الأفلام التي يشاهدنها:85% أفلاماً جنس، 75% بها مشاهد جنسية، 85% أفلام عنف وحروب، 23% أفلام فضاء، 68% أفلاماً عاطفية قديمة وحديثة، 21% أفلاما أخرى، 6% فقط من عينة البحث يشاهدن نشرات الأخبار وبرامج ثقافية وترفيهية، ولم يذكرنّ الأفلام العلمية، لأنها لم تنل منهن أي اهتمام يذكر.( صحيفة أكتوبر المصرية، عدد، 1997م )
كما أثبتت الدراسات الحديثة أنّ شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) أكبر قوة دافعة للعولمة المدوية لصناعة الجنس. ويرى معهد فوريستر للأبحاث (كيمبردج ماساشوسيتس) أنّ صناعة البورنو على شبكة المعلومات الدولية تبلغ نحو مليار دولار سنويا من حيث القيمة، وإنّها مرشحة للتعاظم. فشبكة المعلومات الدولية تزيل بضربة واحدة، أكبر عقبتين تعترضان بيع الصور والخدمات الجنسية: الخجل والجهل.فالأمر لا يحتاج أكثر من أن يلقي نظرة على "دليل الجنس في العالم"، وهو موقع على شبكة معلومات الدولية، ليجد عروضاً مفصّلة عن المواخير، ووكالات تأجير المرافقات والنوادي الليلية في مئات المدن الكبرى حول العالم. وتتيح شبكة معلومات الدولية أيضا للناس تجاوز الرقابة المحلية والحصول على صور يرغبونها من أي مكان في أرجاء المعمورة.(مهاتير محمد: 2000م)
* ومن آثار عولمة الثقافة انتشار نوعية مميزة من الثقافة المادية والمعنوية الأمريكية حيث سيطرت الثقافة الأمريكية الشعبية على أذواق البشر فأصبحت موسيقى وغناء مايكل جاكسون، وتليفزيون رامبو، وسينما دالاس هي الآليات والنماذج السائدة في مختلف أنحاء العالم وأصبحت اللغة الإنجليزية ذات اللكنة الأمريكية هي اللغة السائدة.(مجلة المستقبل العربي:العدد 229، 1998م، الفاوي:الأهرام،2001م).
*ومن آثار العولمة في طمس الهوية الثقافية للأمة الإسلامية انتشار الأزياء والمنتجات الأمريكية في كثير من الدول الإسلامية، لأنّ هذه السلع تحمل في طياتها ثقافة مغايرة تسحق ثقافات الأمم المستوردة لها وظهور اللغة الإنجليزية على واجهات المحلات والشركات، وعلى اللعب والهدايا وعلى ملابس الأطفال والشباب.
ولقد أثبتت الإحصائيات الصادرة لعام 1995م أنّ النساء في السعودية: استهلكن:538 طناً من أحمر الشفاه، 43 طنا من طلاء الأظافر، 41 من مزيلات الطلاء، 232 طناً من مسحوق تجميل العيون، 445 طناً من مواد صبغة الشعر، وقد تمّ إنفاق 1200-1500 مليون ريال سعودي على العطور. وأربعة آلاف وأربعمائة امرأة مصاريفهن خلال الصيف فقط:110 ملايين ريال فساتين الحفلات، و8 آلاف ريال متوسط كلفة الفستان وما تنفقه المرأة الواحدة على كل زينتها خلال الحفلة25 ألف ريال.
وحسب إحصائيات 1997م عن نساء دول الخليج: 799 مليون دولار أنفقت على العطور، أربعة مليون دولار على صبغات الشعر، وتمّ استهلاك 600 طن من أحمر الشفاه، و50 طناً من طلاء أظافر، و1,5 مليار دولار تنفقها المرأة الخليجية على مستحضرات التجميل.(مجلة الأسرة السعودية، عدد صفر 1420هـ).
واستهلكن:298 ألف كيلو جرام وزن مستحضرات تجميل العيون، 96 ألف كيلو جرام لتلميع الأظافر، 334 ألف كيلو جرام لطلاء الوجه، 599 ألف كيلو مستحضرات وقاية الجلد من الشمس، 4 ألف كيلو جرام مستحضرات تطرية الجلد، 401 ألف كيلو جرام مستحضرات تجعيد الشعر أو تنعيمه، 784 ألف كيلو جرام مستحضرات صبغ الشعر.(مجلة الاقتصادية السعودية:عدد 17/12/1421هـ).
قد ينبري بعض السذج من الناس فيقول: وأي خطر حقيقي يمكن أن يهدّد المسلمين إذا شاعت هذه المطاعم والأزياء والتقاليد والمنتجات الأوربية والأمريكية؟! والجواب: هو المثل الفرنسي المشهور الذي يقول: (أَخبرْني ماذا تأكل أُخبرْك مَن أنت!)؛ فالأزياء, والمطاعم، والمأكولات والمشروبات، وغيرها من المنتجات تجلب معها مفاهيم بلد المنشأ، وقيمه وعاداته ولغته، وذلك يوضح الصلة الوثيقة بين هذه المنتجات وبين انفراط الأسرة، وضعف التدين، وانتشار الكحول والمخدّرات، والجريمة المنظمة.وأيضا فإنًّ أي مطعم أو متجر من (الماركات) الغربية المشهورة يقام في بلادنا- ينهار أمامه عشرات المؤسسات الوطنية الوليدة، التي لا تملك أسباب المنافسة، ممّا يزيد من معدلات الفقر والبطالة.(الشريف: موقع صحيفة البلاغ " www.balagh.com"، شبكة المعلومات الدولية).
ولقد ثبت أنّ الأزياء الأوربية والأمريكية قد كتبت عليها عبارات باللغة الإنجليزية، تحتوي على ألفاظ وجمل جنسية مثيرة للشهوات ومحركة للغرائز الجنسية، وأيضاً لا دينية تمس المشاعر والمقدسات والأخلاق الإسلامية وتروج للثقافة الغربية التي تقوم على الإباحية والحرية الفوضوية في مجال العلاقات بين الرجل والمرأة، ومن تلك الكلمات والعبارات المكتوبة على ملابس الأطفال والشباب:kiss me: قبلني take me:خذني- Sow: خنزير- I’m Jewish: أنا يهودي- prostitute:عاهر- Adultery: ابن الزنا- Zion: صهيوني. (المبروك وآخرون:مصدر سابق، ص136-137)
يقول زكي الميلاد:"ولسنا وحدنا في العالم العربي والإسلامي من يتظاهر بهذا الخوف، فهناك من داخل الغرب نفسه من يحذر بشدّة ويقاوم هذه العولمة، وفي مقدمة هؤلاء الفرنسيون. وأوروبا بصورة عامة أخذت تدافع عن هويتها ونموذجها المجتمعي والقيمي، في مواجهة ما تسميه بالغزو الثقافي والأمركة الثقافية، والذي سوف يعزز معه حدّة التباينات الثقافية بين أوروبا وأمريكا".(الميلاد، الكلمة: العدد 20، السنة الخامسة، 1998م)
لقد أدركت بعض الدول خطورة الآثار الثقافية للعولمة في بلدانها، ومن هذه الدول فرنسا، فهذا وزير العدل الفرنسي جاك كوبون يقول: "إنّ (الإنترنت) بالوضع الحالي شكل جديد من أشكال الاستعمار، وإذا لم نتحرك فأسلوب حياتنا في خطر، وهناك إجماع فرنسي على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لحماية اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية من التأثير الأمريكي".( بل إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك عارض قيام مطعم "ماكدونالدز الذي يقدم الوجبات الأمريكية، مسوغًا ذلك أن يبقى برج أيفل منفردًا بنمط العيش الفرنسي.( الحاجي:1999م، ص51.) كما قام وزير الثقافة الفرنسي بهجوم قوي على أمريكا في اجتماع اليونسكو بالمكسيك، وقال: "إني أستغرب أن تكون الدول التي علّمت الشعوب قدراً كبيراً من الحرية، ودعت إلى الثورة على الطغيان، هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم أجمع...إن هذا شكل من أشكال الإمبريالية المالية والفكرية، لا يحتل الأراضي، ولكن يصادر الضمائر، ومناهج التفكير، واختلاف أنماط العيش".(المصدر السابق، ص50).
* فرض التوجهات الثقافية الأمريكية على المنطقة العربية والإسلامية, خاصة ما يتعلق منها بتغيير المناهج التعليمية، وإعادة النظر في الأنظمة الإعلامية في رؤيتها للغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا, وهو يعني إعادة النظر في طبيعة الصراع مع الاستعمار الصهيوني في فلسطين, والانخراط في مشروع ما يسمى بالسلام, والتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها    العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء يناير 13, 2016 9:21 am

قوة تأثير الثقافة الأمريكية:
ترجع قوة تأثير الثقافة الأمريكية إلى مجموعة من الأسباب منها:-
* هيمنة شركات الإعلام الأمريكية على التسويق العالمي، واعتماد اقتصاديات دول أخرى كثيرة على الاقتصاد الأمريكي.فمعظم مواد وتجهيزات الصناعة التقليدية،والإعلام الورق، الحبر،آلات الطباعة، آلات التصوير بيد الدول المصنعة،وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
* جميع مواد وتجهيزات الاتصال الحديثة بيد المجموعة نفسها ويتحكم فيها كلياً مركز واحد للهيمنة، وجميع وسائل تجهيزات المعلومات والحاسوب، وغزو الفضاء.
يقول رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد: "إنّ 50% من التعاملات المالية عبر شبكة المعلومات الدولية في مجال المنتجات الإباحية وبينما نحن المسلمين نغطي عوراتنا بكل طاعة واتباع لديننا فإننا نُجرّ لتنـزيل أفحش الصور والأفلام من الإنترنت، وتتهدد أخلاقنا وأخلاق أطفالنا والأجيال القادمة، حتى يصبح اعتناقنا للإسلام بلا معنى، ولا نعلم عن التقنيات أو الأساليب التي نواجه بها ذلك".(مهاتير محمد، ترجمة جاسم، موقع الإسلام على الطريق "www.islamonline.net/Arabic"، شبكة المعلومات الدولية).
* التفوق الأمريكي في صناعة الأفلام والموسيقى، وتمتعها بسوق خارجية ضخمة في ظل انتشار التلفزيون، والأقمار الصناعة، وقنوات الفضاء التي أدخلت البث التلفزيوني إلى كل بيت في العالم.
تشير إحصاءات منظمة اليونسكو عن الوطن العربي إلي أنّ شبكات التليفزيون العربية تستورد ما بين ثلث إجمالي البث كما في سوريا ونصف هذا الإجمالي كما في تونس والجزائر، أما في لبنان فإن البرامج الأجنبية تزيد علي نصف إجمالي المواد المبثوثة إذ تبلغ 58,5% وتبلغ البرامج الأجنبية في لبنان 69% من مجموع البرامج الثقافية، ولا تكتفي بذلك، بل وغالب هذه البرامج يبث من غير ترجمة، وثلثا برامج الأطفال تبث بلغة أجنبية من غير ترجمة في معظمها.(الفاوي:الأهرام 22/02/2001م)
* القابلية التسويقية التي تتمتع بها المنتجات الثقافية الأمريكية الهابطة والمكونة من مزيج ثقافات وافدة من أنحاء العالم، وليست لها هوية ذات جذور محددة.
* قيام أمريكا بتطوير صناعة ثقافية موجهة لشريحة الشباب داخل وخارج أمريكا، وهم الشريحة الأوسع على مستوى العالم، وهم رجال المستقبل الذين سيشغلون في مجتمعاتهم مواقع التأثير والنفوذ. ولقد فتحت أمريكا معاهدها وجامعاتها أمام الطلبة من أنحاء العالم، وهؤلاء يشكلون النخب في بلدانهم بعد عودتهم إليها بما يحملون من الأنماط الثقافية وطرق التفكير المقتبسة من أمريكا ".( خليل: موقع الإسلام على الطريق "www.islamonline.net/Arabic"، شبكة المعلومات الدولية)
ويكفي أن نعلم أن أطلقت الولايات المتحدة قبل أشهر محطة إذاعة جديدة باللغة العربية باسم إذاعة سوا، تبث على مدار أربع وعشرين ساعة، وتشرف عليها صوت أمريكا، وهي موجهة للعالم العربي، وتهدف استمالة الشباب المسلم بشكل عام، والشباب العربي خاصة، وتمّ رصد 30 مليون دولار كنفقات لمدة ستة أشهر لشبكة إذاعية جديدة تستهدف الشباب العربي، وقد بذلت لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الأمريكي أموالاً ضخمة بلغت 479 مليون دولار لمضاعفة نفقات البث الإذاعي الأمريكي كي تغطي كل البلدان الإسلامية من نيجيريا إلى إندونيسيا، ودفعت لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي أموال كبيرة بزيادة قدرها 19 مليون دولار؛ لإحياء محطات إذاعية منفصلة خاصة بأفغانستان. (مجلة المجتمع، عدد 1495، 1423هـ- 2002م).
إنّ عملاء الغرب في العالم الإسلامي الذين يروجون العولمة يحاولون جادين تعميم الفلسفة المادية والفكر الغربي العلماني ليصبح العالم الإسلامي جزءاً من المنظومة العلمانية العالمية التي تتميّز بخصائص معينة وتظهر بثقافة واحدة، تتجاوز الفكر الإسلامي بكل أبعاده الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والخلقية. "وإذا كان العالم الإسلامي يوجد تحت تأثير ظاهرة العولمة الثقافية، بالنظر إلى أوضاعه الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية والثقافية والعلمية، والإعلامية التي هي دون ما نطمح إليه، فكيف يتسنىله أن يواجه مخاطر هذه العولمة ويقاوم تأثيراتها ويتغلب على ضغوطها؟.
إنّ الواقع الذي تعيشه بلدان العالم الإسلامي يوفّر الفرص المواتية أمام تغلغل التأثيرات السلبية للعولمة الثقافية، لأن مقوّمات المناعة ضد سلبيات العولمة، ليست بالدرجة الكافية التي تقي الجسمَ الإسلاميَّ من الآفات المهلكة التي تتسبَّب فيها هذه الظاهرة العالمية المكتسحة للمواقع والمحطّمة للحواجز".(التويجري:مصدر سابق)
المطلب الثالث:وسائل العولمة
لقد لجأت القوى الرأسمالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى الوسائل التالية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من وراء العولمة الثقافية.
1- تسخير القوى العلمانية الداخلية من الكتاب ورجال الإعلام والتربية لصالح العولمة والاستفادة من جهود المستشرقين وقادة الغزو الفكري.
2- كتم الصوت الإسلامي المعبر عن آمال الأمة وتطلعاتها في الحرية والاستقلال وعدم التبعية للسيطرة الغربية.
3- الإكثار من المنظمات والجمعيات والمؤسسات الخدماتية الأهلية ذات الأهداف اللادينية ودعمها مالياً ومعنوياً.
4- إحلال الثقافة الغربية من خلال نشر اللغة الإنجليزية، من خلال الأزياء، والمأكولات، والمنتجات الغربية، وإقامة المطاعم الأمريكية (ماكدونالدز) وإقامة شركات إنتاج المواد الغذائية الأمريكية ومن أمثلتها شركة (كوكا كولا) للمشروبات الغازية.
5- استخدام وسائل الدعاية والإعلام وشبكات الاتصال الحديثة: كالأقمار الصناعية، والقنوات الفضائية، وشاشات الحاسوب، لإحداث التغيرات المطلوبة لعولمة العالم.(المبروك:مصدر سابق، ص97-98، أبو زعرور:مصدر سابق، ص 42).
يقول العالم الأمريكي المعروف ناعوم تشومسكي: "إنّ العولمة الثقافية ليست سوى نقلة نوعية في تاريخ الإعلام، تعزز سيطرة المركز الأمريكي على الأطراف، أي على العالم كله".( أمخرون:صحيفة البيان،1420هـ- 1999م، ص125).
إنّ هيمنة أمريكا ناتجة من أنّ 65% من مجمل المواد والمنتجات الإعلامية والإعلانية والثقافية والترفيهية تحت سيطرتها، ومن إنتاجها. هذا الأمر الذي أدّى إلى توجس بعض الدول الغربية وخوفها على أجيالها. إنّ طغيان الإعلام والثقافة الأمريكيتين في القنوات الفضائية دفع وزير العدل الفرنسي جاك كوبون أن يقول: "إنّ شبكة المعلومات الدولية بالوضع الحالي شكل جديد من أشكال الاستعمار، وإذا لم نتحرك فأسلوب حياتنا في خطر، وهناك إجماع فرنسي على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لحماية اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية من التأثير الأمريكي".(محسن:مصدر سابق)
ولقد هاجم وزير الثقافة الفرنسي هجوماً قوياً أمريكا في اجتماع اليونسكو بالمكسيك وقال:" إنّي أستغرب أن تكون الدول التي علّمت الشعوب قدراً كبيراً من الحرية ودعت إلى الثورة على الطغيان هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم أجمع. ثمّ قال: إنّ هذا شكل من أشكال الإمبريالية المالية والفكرية، لا يحتل الأراضي، ولكن تصادر الضمائر، ومناهج التفكير واختلاف أنماط العيش". وتبعاً لهذه السياسة قررت فرنسا أن تكون نسبة الأفلام الفرنسية المعروضة باللغة الفرنسية في التلفاز الفرنسي60%.(غزاوي: مجلة المعرفة، سنة38 عدد 432 تشرين الأول 1999م) وفي المقاطعات الكندية بلغت الهيمنة الأمريكية في مجال تدفق البرامج الإعلامية والتلفاز إلى حد دعا مجموعة من الخبراء إلى التنبيه إلى أن الأطفال الكنديين، أصبحوا لا يدركون أنّهم كنديون لكثرة ما يشاهدون من برامج أمريكية.(محسن:مصدر سابق)
6- استخدام المعونات والمنح والقروض الأمريكية بربطها بتنمية الاتجاهات الثقافية الموالية للسياسة الأمريكية.
7- التوسع في قبول الطلاب الأجانب في الجامعات والمعاهد الغربية، ففي أمريكا وحدها أكثر من عشرين ألف جامعة ومعهد، مهمتها القيام بالبرامج الثقافية التي ترسخ لديهم الثقافة الغربية، وتستخدمهم وسائل إضافية للعولمة.
8- استغلال واستخدام ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، واعتبارات الحياة المعاصرة، ومواثيق الأمم المتحـدة في محاربة منظومة القيم الثقافية، ومجموعة التشريعات والأنظمة الإسلامية السائدة في المجتمعات الإسلامية.
9- استغلال المؤتمرات الاقتصادية، ومؤتمرات التنمية والسكان، التي تعقد في كافة دول العالم، واستخدامها للترويج لثقافة وفكرة العولمة.
10- تنظيم المهرجانات الفنية الغنائية والموسيقية واللقاءات الشبابية التي تشترك فيها فرق ووفود من كل أنحاء العالم.
المطلب الرابع:الجامعات ومواجهة أخطار العولمة الثقافية الأمريكية
اتضح معنا أنّ العولمة تستند استناداً مباشراً إلى الحضارة الغربية المعاصرة التي توجهها المبادئ اللادينية الوضعية التي لا تؤمن بالله تعالى، ولا الإيمان بالنبوات، ولا بالغيبيات الدينية الثابتة في الكتاب والسنة.ومن هنا تشيع الحياة المادية والإلحادية عبر شبكاتها وأجهزتها العالمية بأساليب ووسائل-تقوم على الإغراء والخداع-في غاية التأثير في النفس الإنسانية، إنًها تؤثر في مئات الملايين من المسلمين مباشرة أو بصورة غير مباشرة، فتؤدي إلى الإنكار والتشكيك، إنها تفقد الإنسان المسلم كيانه وشخصيته، تفقده عقله وقلبه وروحه، وتفرغه من أصول الإيمان والأخلاق الحميدة، إنّه ليست هنالك حضارة أو أمّة على وجه الأرض ستتأثر بالعولمة كما سيتأثر بها المسلمون والحضارة الإسلامية. ودراسة العولمة بكل بأبعادها دراسة واعية متفحصة، تثبت ولا شك أن المسلمين جميعاً هم الهدف الأهم للعولمة الصهيونية الأمريكية الرأسمالية.
إنّنا ندعو إلى احتفاظ المسلمين بهويتهم الإسلامية وشخصيتهم المستقلة المتميزة حسب القرآن والسنة، والمحافظة على الفكر الإسلامي في منابعه الأصيلة، وإعادة تماسك الجماعة الإسلامية، مع الإفادة من خير ما أنجزته المدنية الغربية والعلم الغربي، مع عدم الأخذ من الثقافة نفسها إلا ما كان منها لا يتعارض مع هوية الأمة الإسلامية وشخصيتها وثقافتها الأصيلة. إنّه لا مفر من أمام مفكرينا ومثقفينا من مواجه المشاكل المتربة على اختراق ثقافة العولمة بعقل الواثق بحضارته الإسلامية، والواثق بنفسه، المتمكن من قدراته وطاقاته.
ونرى أيضاً ضرورة مواجهة العولمة، وتحدّياتها بشجاعة وإيمان ومعاملتها كمادة خام يستفاد منها للخير أو للشر، أي لابد من الفحص والتمحيص، والنقد والاختيار، فالمسلم صاحب عقيدة، ورسالة عالمية، وثقافة أصيلة، ومنهج شامل في الحياة، وعليه أن يحمل رسالته الربانية للناس جميعاً، وعليه أن يجمع بين حسنات ما عنده وحسنات ما عند الآخرين، فالنافع والصالح يبحث عنه ويأخذ به، مع المحافظة على الأصول الإسلامية، مع ضرورة نقد قوي جريء للعولمة واتجاهاتها وثقافتها المادية، ومواجهتها وجهاً لوجه.
ولقد شكت كثير من الدول الغربية من تأثيرات العولمة الثقافية في بلدانها، وبعض هذه الدول اتخذ عدداً من الإجراءات لحماية بلدانها منها. فوزيرة الثقافة اليونانية ملينا يركورى ترى أن بلدها قد غزتها الثقافة الأمريكية. وصرّح وزير الثقافة الفرنسي في السبعينات أنه خائف من وقوع الشعب الفرنسي ضحية للاستعمار- الثقافي الأمريكي. ثمّ وزير الثقافة الفرنسي الحالي جاك لانق يشن حملة شديدة على القنوات التلفزيونية التجارية، فقال: إنها أصبحت صنابير تتدفق منها المسلسلات الأمريكية، حيث لاحظ أنه في يوم الأحد، وفي الساعة الواحدة ظهراً، خمس قنوات فرنسية تبث مسلسلات أمريكية، مع أن عدد القنوات الفرنسية ست قنوات فقط، أي أكثر من 80% تبث الثقافة الأمريكية. وفي فرنسا عندما شعر الرئيس الفرنسي (شارل ديغول) بخطورة تأثير الأفلام الأمريكية على الثقافة الفرنسية، قام بعدة إجراءات منها:
1- إلغاء الاعتماد على الدولار كعملة احتياطية.
2- الانسحاب من الحلف الأطلسي.
3- إعادة النظر في العلاقات الثقافية، والسياسية مع أمريكا.(العمر، موقع المسلم"http://www.almoslim.net" على"الإنترنت")
وقد أعلن صراحة أن تلك الإجراءات لحماية لفرنسا من الاستعمار الثقافي الأمريكي. وقد صرّح وزير خارجية كندا عام 1976م بأنّ برامج التلفزيون الأمريكي تدفع كندا نحو الكارثة، وأيضاً بيار ترودو رئيس وزراء كندا فقد شكا من تأثير الغزو الثقافي الأمريكي على الكنديين. (مجلة اليمامة، عدد 1038). حيث أثبتت بعض الدراسات أن هناك بعض الأطفال الكنديين لا يعرفون أنهم كنديون؛ لتأثرهم بالبرامج الأمريكية التي تبث إلى كندا. (البث المباشر- آثار وأخطار-: محمد بن عبدالله بن صالح الهبدان:موقع مفكرة الإسلام " http://islammemo.c" على شبكة المعلومات الدولية).
وما أحسن ما عبّر عنه الكاتب المصري فهمي هويدي معلقاً على دخول البث التلفزيوني إلى تونس، حيث قال: "خرج الاستعمار الفرنسي من شوارع تونس عام 1956م، ولكنه رجع إليها عام 1989م، لم يرجع إلى الأسواق فقط، ولكنه رجع ليشاركنا السكن في بيوتنا، والخلوة في غرفنا، والمبيت في أسرة نومنا. رجع ليقضي على الدين، واللغة، والأخلاق، كان يقيم بيننا بالكُره، ولكنه رجع لنستقبله بالحب والترحاب، كنا ننظر إليه فنمقته، أما الآن فنتلذذ بمشاهدته، والجلوس معه إنه الاستعمار الجديد، لا كاستعمار الأرض، وإنما استعمار القلوب، إن الخطر يهدد الأجيال الحاضرة، والقادمة، يهدد الشباب والشابات والكهول والعفيفات والآباء والأمهات، وقال: إن الفرنسيين غادروا تونس عام 1956م وعادوا إليها عام 1989م ليقتحموا كل بيت، وقرروا أن يقضوا داخله 20 ساعة كل يوم، يمارسون تأثيرهم على اللغة، والأخلاق، والفكر والوعي، عند الصغار والكبار، والنساء والرجال، والشباب، والفتيات، وإن كان الخطر أكبر يهدد الجيل الجديد كله". (هويدي: لأهرام، عدد 27/6/1989م)
يقول وزير الأوقاف الأردني السابق الأستاذ كامل الشريف: "لكي يستطيع المسلم أن يحدد دوره إزاء العولمة-النظام العالمي الجديد-لا بد أن يعرف أولاً موقف الإسلام- كعقيدة-من هذه التبدّلات فمن المفروض أن الإنسان المسلم يبني مواقفه كلها على أساس الفهم الصحيح للإسلام والالتزام بتعاليمه ومبادئه، وأول آثار الالتزام أنه يمنح صاحبه مقياساً ثابتاً يزن به الأمور، ويحدد الجوانب التي تتفق مع نظرة الإسلام الكلية للحياة والناس، كما يحدد المصلحة الإسلامية أيضاً وفي قضية شديدة التعقيد كثيرة المداخل والشبهات (كالعولمة) تزداد الحاجة لهذا الميزان العقائدي الثابت".(الشريف:مصدر سابق)
يقول المفكر الفرنسي المسلم رجاء جارودي عن هـذه العولمة الأمريكية الصهيونية:"هــذه الوحدة التي أسسها الحكام الأمريكان واللوبي الصهيوني "الآي باك"-AIPAC-وساسة دولة إسرائيل، تقوم اليوم- أكثر من أي وقت مضى-على وحدة الهدف الذي هو محاربة الإسلام، وآسيا اللذين يعدان أهم عقبتين في وجه الهيمنة العالمية الأمريكية والصهيونية".(الجميل: ط1 عمان، ص22).
ويقول جارودي عن العولمة: نظام يُمكّن الأقوياء من فرض الدكتاتوريات اللاإنسانية التي تسمح بافتراس المستضعفين بذريعة التبادل الحر وحرية السوق.( يونس:جريدة البيان: 2002م ). ويقول باحث آخر "ومن المؤكّد أنّ المستهدف بهذا الغزو الثقافي هم المسلمون. وذلك لعاملين:-
أ – ما تملكه بلادهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعية أخرى.
ب – ما ثبت لهم عبر مراكزهم وبحوثهم وجامعاتهم ومستشرقيهم إنّ هذه الأمة مستعصية على الهزيمة، إذا حافظت على هويتها الإسلامية، ومن ثمّ فالطريق الوحيد لإخضاعها يتمثل في القضاء على تفرد شخصيتها، وإلغاء دينها الذي يبعث فيها الثورة والرفض لكل أشكال الاحتلال والسيطرة.(أمخرون: البيان، السنة 14، العدد 145، بن أحمد:البيان، العدد 114، ذو الحجة 1420هـ-2000م)
إنّ الأمّة العربية والإسلامية بالرغم من أنها تعيش حالة تجزئة سياسية وحالة تخلف اقتصادي وتقني إلا أنها تمتلك إمكانيات متعددة اقتصادية وثقافية وغيرها، إذ ما أحسن توظيفها وإعادة ترتيبها وتنسيقها يمكن أن تشكل حالة مؤثرة وفاعلة، وبالتالي تشكل حالة أمان قوي في مواجهة العولمة."وإنّ المقوّمات الثقافية والقيم الحضارية التي تشكّل رصيدنا التاريخي، لن تُغني ولن تنفع بالقدر المطلوب والمؤثر والفاعل في مواجهة العولمة الثقافية، مادامت أوضاع العالم الإسلامي على ما هي عليه، في المستوى الذي لا يستجيب لطموح الأمة. ولا يحسُن بنا أن نستنكف من ذكر هذه الحقيقة، لأن في إخفائها والتستّر عليها، من الخطر على حاضر العالم الإسلامي ومستقبله، ما يزيد من تفاقم الأزمة المركبة التي تعيشها معظم البلدان الإسلامية على المستويات السياسية والاقتصادية والاِجتماعية والثقافية والعلمية".( التويجري: مصدر سابق)
ولقد أكد الدكتور عز الدين موسى- أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة الإمام- أنّ الفكر الإسلامي يستطيع أن يلحق بالعولمة هزيمة نكراء، لأنّ العولمة تحمل بذور فنائها داخلها, كما أنّ العولمة تُهزم الآن داخل المجتمعات الأوربية، إذ بدأوا يتحدثون هناك عن الدولة الإثنية، وسيأتي الدور على أمريكا، مبيناً أن جوهر الإسلام يقوم على التعددية وأن الوحدانية لله تعالى فقط, منوهاً إلى أن الإسلام له دور كبير في عالم اليوم إذا أحسن المسلمون تأويله وتأصيله ومخاطبة العالم بلغة العصر(ندوة في مواجهة العولمة:2003م)
أقول إنّ المشروع الإسلامي العالمي هو الذي نستطيع به مواجهة خطر العولمة. لأنّه وحده الذي يملك مواصفات عقائدية، وتشريعية وثقافية وأخلاقية سليمة وصحيحة وقوية، ولأنّها وحدها التي تنسجم مع السنن الربانية في الكون، وتتفق مع الفطرة الصحيحة والعقل الصريح ويملك بالإضافة إلى ذلك تجربة تاريخية غنية صاغت حضارة عالمية متميزة، ما زالت آثارها ماثلة في كل مكان. والأهمّ من ذلك أنّ هناك أمّة عربية إسلامية ما زالت قائمة موجودة– رغم كل محاولات الإفساد والتضليل، والتشرذم والتقطيع، والتجهيل، والإفقار الذي مارسه الأعداء نحوها- يجمعها دين واحد، وقبلة واحدة وكتاب واحد، ولغة واحدة، وتاريخ واحد، وعادات وتقاليد واحدة، ولديها إمكانيات مادية واقتصادية هائلة. إنّ هذه الأمة العربية الإسلامية التي تمتد على مساحة واسعة من الأرض في آسيا وأفريقيا ذات النسيج الاجتماعي المتقارب والبنية الثقافية الواحدة، تشكّل زاداً قيّماً لمواجهة أخطار العولمة، وهو ما يفتقده الآخرون. وأوروبا خير مثال على هذا، فهي مؤلفة من أمم مختلفة ولغات متعددة، وشعوب متنافرة، وتاريخ متشابك، ومع ذلك فهي تسعى إلى إيجاد أوروبا واحدة.
إنّ مواجهة العولـمة من الخطورة بحيث يجب أن نتعامل معها من مراكز قوية تدلّل على وحدة الأمة، وقوتها وتكاملها وأهدافها النبيلة لخيرها وخير البشرية جميعًا.
لماذا لا يقوم المخططون من المفكرين والمثقفين والتربويون- بالتخطيط للمستقبل انطلاقا مما يعرف بالظرفية مما يعطي لتوقعاتهم صبغة أكثر علمية ويضفي عليها طابع الواقعية، ولتكن مشاكل العولمة ضمن هذا التخطيط، فيسلكون سبيل التحليل النقدي الهادئ الذي يقترح ردوداً عملية على المستجدات بدلًا من أن يفزع أمامها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها    العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء يناير 13, 2016 9:22 am

إنّ مواجهة العولمة في الجانب الثقافي من قبل الجامعات الإسلامية تتطلب:
وضع استراتيجية شاملة من الجامعات الفلسطينية- بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والثقافية المحلية والمنظمات التربوية الإسلامية- تهدف في مجملها: إلى مواجهة سلبيات العولمة في بعدها الثقافي، والاستفادة منها في إيجابياتها، وهذه الاستراتيجية تراعي الواقع الذي يعيشه كل من الأستاذ الجامعي، والطالب الجامعي الفلسطيني، كما تراعي الإمكانيات المتاحة للجامعات الفلسطينية في الواقع الحالي أو في المستقبل المنظور القريب. مع ملاحظة ردّ الاعتبار للإنسان المغيب في عملية التنمية والبناء، وتهميش الطاقات والكفاءات الثقافية والعلمية، وتدهور وضع النظام التعليمي والبحث العلمي.
مع ضرورة أن تحقّق هذه الاستراتيجية الأمور التالية:-
1- مواجهة الثنائية التي تعاني منها المجتمع المسلم في الجانب الثقافي، منذ ما يقرب من قرنيـن، نتيجة احتكاكها مع الثقافة الغربية الوافدة، بتقنياتها وعلومها وقيمها الحضارية.
2- دراسة الوسائل والأساليب التي تساعد على نشر الثقافة والفكر الإسلامي، لأنّ الجامعات هي الأقدر على مواجهة أخطار العولمة.
3- تناول قضايا العصر الثقافية والاجتماعية، ودراسة انعكاساتها على الجوانب الثقافية والاقتصادية والسياسية من منظور المبادىء والأسس الإسلامية، والإجابة عمّا تثيره هذه القضايا من أسئلة وما تطرحه من مشكلات.
4- تقوية اتجاهات الطلبة بالتمسك بالعقيدة الإسلامية التي ارتضاها الله تعالى لنا، ومحاولة تنظيم حياتنا وفقها، وكذا تربية أجيالنا، فالعقيدة هي التي تبصرنا بحقائق الحياة. إنّ مجرد كوننا مسلمين جغرافيين لا يكفى لإنجاز وعد الله لنا بالنصر في مواجهة أخطار العولمة، لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول: (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) سورة محمد:7، فهل نحن نصرنا الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه؟
5- الاهتمام بتربية وتثقيف طلبة الجامعات وتوجيههم من خلال المحاضرات العلمية والتوجيهية، والدورات التربوية المستمرة أو المؤقتة.
6- ولذا لابد من المشاركة الحقيقية من أساتذة الجامعات في إعداد المناهج في التربية الدينية، وكتب اللغة العربية التاريخ والجغرافية والثقافة والوطنية العامة، وحتى الكتب العلمية الصرفة. فالمنهج والكتاب المدرسي في أي بلد له دور أصيل في بناء وتشكيل شخصية الأفراد، بل والمجتمع. كما أنّه يعكس تطلّعات الأمّة وطموحاتها وآمالها في أجيالها القادمة، وفي صورة المجتمع الحاضرة والمستقبلة.
ولكني أرى ضرورة مراعاة الأمور التالية:-
أ- وجوب أن يسند الأمر لأهله وإلى ذوي المقاصد الحسنة وأهل الخبرة والاختصاص من الأساتذة البارزين الذين يعرفون متطلبات المجتمع وما يحتاجه، ولهم دراية كافية بالتأليف، مع حسن المقصد ومحبة الخير والنفع للغير.
ب- إنّ الواجب يملي على أساتذة الجامعات أن يعدّوا ويطورّوا مناهج التعليم بما يعزّز مقومات الأمة ومرتكزاتها، وفق أسسها ومنطلقاتها العقدية والشرعية، والفكرية والقيمية والاجتماعية، فهي وحدها الكفيلة بتعزيز وغرس التربية السوية للأمة وفق مفاهيم التربية الإسلامية الشاملة، التي تحافظ على تماسك المجتمع، وتحقق وحدته الفكرية، وهي وحدها التي تعينه على مواجهة التحديات الغربية وعلى رأسها تحديات العولمة.
ج- مراعاة أن تبنى نظرتنا للآخرين في مناهجنا في ضوء منطلقاتنا ومعتقداتنا، المستمدة من مصادرنا الربانية:الكتاب والسنة، والتي نعتقد جميعاً أنّها مصادر لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. مع ملاحظة أنّ المناهج الغربية واليهودية - بشكل خاص- تربي طلابها على الإرهاب والتطرف، والغطرسة والاستعلاء على الآخرين.
د- أن يطرح في مناهج التعليم الموضوعات النافعة والمفيدة للأمة، ومعالجة القضايا التي تخص المسلم المعاصر، وبصياغة تنسجم مع الحياة المعاصرة بعيد عن المثالية الخيالية، أي الجمع بين الأصالة والمعاصرة.
7- تأليف الكتيبات، وإعداد النشرات، والكتابة في والمجلات والجرائد، والدوريات الخاصة والعامة.
8- إقامة المخيمات الشبابية الصيفية. والمشاركة في المهرجانات العامة والمؤتمرات، التي يجب أن تقام بين حين وآخر في داخل الجامعة وخارجها. ومن خلال العروض المسرحية والأفلام الهادفة في المسارح ودور العرض السينمائية.
9- إشباع الحاجات الفكرية والاجتماعية عن طريق إعداد البحوث العلمية في مختلف المجالات.
10- إيجاد مؤسسة علمية تقوم بتنقية تراثنا العلمي ممّا علق به من شوائب في مختلف الجوانب العقائدية والأخلاقية والتاريخية، وإعداد الدراسات المقارنة لإبراز المفاهيم الاسلامية تلبية لحاجة الواقع الذي تعيشه المجتمعات المسلمة في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
11- إعداد البرامج الدراسية النافعة- لغير طلبة الجامعات- لأفراد المجتمع التي تبني المنهج الشمولي في فهم الإسلام الذي يجمع بين العقيدة والشريعة، والسلوك والحركة والبناء الحضاري، وفق منهج أصولي سليم، يعتمد فقط على أسس العلم، ومقتضيات العقل، ومرتكزات الفطرة السليمة. وهذا يتطلب تغيير حياتنا منطلقين من قوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد:11.(عبد الحميد: مصدر سابق)
12- الدعوة إلى تغيير طبيعة النظام السياسي السائد في العالم الإسلام، من الاستبداد إلى الشورى، ومن مصادرة الرأي إلى الحرية في الرأي والمعارضة، ومن مصالح الأفراد والأسر الحاكمة إلى مصالح الأمّة، من حيث هي كل لا يتجزأ، ومن حكم الحكام إلى حكم المؤسسات الدستورية.
13- العمل على تحقيق الوحدة الشاملة في العالم العربي والإسلامي. أي وحدة الأمّة التي تتحقق بوحدة العقول والثقافة، والقلوب والعواطف الإيمانية، والمصالح والأهداف، والتضامن الكامل في إطار جامعة إسلامية واحدة أو في إطار المؤتمر الإسلامي الحالي، والذي تتولد منه قوة سياسة ومعنوية واحدة على أساس وحدة الأمة الواحدة، والمصير المشترك.
14- الاستفادة من رصيد الأمة العربية الإسلامية في ولوج عصر العولمة، وهذا يقتضي أن تسعى القيادات العلمية والدعوية إلى ترجمة حقيقة الأمة المسلمة الواحدة على أرض الواقع، وذلك بتحصين الثوابت العقائدية التي قامت عليها هذه الأمة. وغير ذلك من الوسائل التي تشترك جميعًا في تكوين أجيال تشعر بانتمائها الإسلامي وانتسابها الحضاري للأمة العربية والإسلامية التي تبغي صياغة الفرد صياغة إسلامية حضارية، وإعداد شخصيته إعدادًا كاملاً من حيث العقيدة والذوق والفكر والمادة، حتى تتكون الأمة الواحدة المتحضرة التي لا تبقى فيها ثغرة تتسلل منها إغراءات وسائل العولمة اللادينية الجنسية الإباحية.
15- الاجتهاد في تلافي الأمراض والسلبيات، والبناء على الإيجابيات.لا شك أن هناك بعض الأمراض والسلبيات التي تعاني منها هذه الأمة، لذلك فالمطلوب من مفكري الأمة وعلمائها، وقادتها:معرفة ودراسة أمراضها وحصر سلبياتها، ووضع الدواء الشافي لعلاجها ومعافاتها.
16- دراسة السّنن الكونية دراسة علمية موضوعية، وتسخير هذه السّنن في الكون والحياة- للدخول إلى العصر الحضاري الإسلامي الجديد-وفق الفهم الصحيح لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والاستفادة منها في تسخير إمكانيات العالم الإسلامي المادية والمعنوية وثرواته المتنوعة الهائلة، كي نحدث تنمية حضارية واجتماعية شاملة تحفظ علينا شخصيتنا المعنوية المتميزة وكياننا المادي المستقل.
17- وإذا كانت المجتمعات العربية المسلمة لن تتقدم في عصر العولمة ما لم تتخلص من التبعية ‏والتقليد للغرب، وتبني نموذجها الحضاري الفريد حتى تستطيع المحافظة على كيانها ‏‏وهويتها الثقافية والحضارية في ظل التنافس الحضاري والتدفق الحر للمعلومات. فإنّه لابد من الردّ على الغزو الثقافي للعولمة الأمريكية الصهيونية من خلال الفكر الإسلامي، وفق المنهج العلمي السليم، و باستخدام جميع الوسائل التي يعتمد عليها من خلال كافة الجوانب الفكرية والفنية والأدبية التي يعرضونها من خلال أفكارهم المناقضة للإسلام.(عبد الحميد:مصدر سابق) مع ضرورة إبراز سماحة الإسلام، واتساعه للحوار مع غير المسلمين، وتوطيد العلاقات الإنسانية الكريمة بين الناس، ودعم أخلاق التعامل والتخاطب، ومناقشة الفكر بين الذات والآخر.
ونقترح في هذا المجال إيجاد رابطة لأساتذة الجامعات المتخصصين في المجال الإعلامي، على أن تعمل هذه الرابطة على إيجاد أكثر من قناة فضائية تبث برامجها المخصصة لمواجهة تيار العولمة، بمختلف لغات المسلمين. مع ضرورة صياغة فلسفة إعلامية تنبثق ‏‏من عقيدة وفكر وقيم الأمة المسلمة، وتراعي خصوصياتها، وتلبي تطلعاتها المستقبلية.
18- قيام أساتذة اللغة العربية بوضع حلول جذرية لقضايا اللغة العربية، والاهتمام بمستقبلها في سياق منظومة العولمة والصراع في المنطقة العربية على المستوى الثقافي. وتعزيز مكانة اللغة العربية الفصحى في نفوس الطلبة، وفي تدولها في حياتهم الثقافية، واستخدامها كوسيلة في الاتصال الاجتماعي فيما بينهم، وفي الإبداع العلمي، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة الحضارة والتراث الفكري الإسلامي، وأنّها من أكبر عوامل وحدة الأمة الإسلامية، وأن تعلُّمها واجب على كل مسلم موحِّد.
19- الاهتمام بتربية الأسرة المسلمة وتثقيف أفرادها وتوعيتهم، وتوجيههم من خلال أجهزة الدولة المختلفة.ومن خلال الوسائل والبرامج التي تشترك جميعاً في تكوين أجيال تشعر بانتمائها الإسلامي، وانتسابها الحضاري للأمة العربية والإسلامية.إنّها التربية الإسلامية التي تهدف إلى صياغة الفرد صياغة إسلامية حضارية، وإعداد شخصيته إعداداً كاملاً من حيث العقيدة، والأخلاق والقيم، والمشاعر والذوق، والفكر، والمادة حتى تتكوّن الأمّة الواحدة المتحضرة التي لا تبقى فيها ثغرة تتسلل منها إغراءات العولمة اللادينية الجنسية الإباحية.(الجميل: مصدر سابق، ص99)
ومنظومة التنشئة التربوية الإسلامية ممكن أن تتحقق من خلال:-
أ‌- الاهتمام بتربية الأسرة المسلمة وتثقيف أفرادها وتوجيههم من خلال أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ومن خلال المساجد وخطب الجمعة والدورات التربوية القرآنية المستمرة أو المؤقتة والمواعظ والمحاضرات العلمية والتوجيهية.
ب‌- المناهج الرصينة في التربية الدينية، وكتب اللغة العربية التاريخ والجغرافية، والثقافة الإسلامية والوطنية العامة، وحتى الكتب العلمية الصرفة. كما بيّنا آنفاً.
ت‌- الكتب والمجلات والجرائد والدوريات الخاصة والعامة.
ث‌- المخيمات الشبابية الصيفية في القطر الواحد أو الأقطار العربية أو الإسلامية.
ج‌- المهرجانات العامة والمؤتمرات، التي يجب أن تقام بين حين وآخر في القطر الواحد أو الأقطار المتنوعة.
ح‌- العروض المسرحية المفيدة والأفلام الهادفة في المسارح ودور العرض السينمائية.
خ‌- وحدة المعرفة التي قامت عليها التربية الإسلامية التي تبغي صياغة الفرد صياغة إسلامية حضارية، وإعداد شخصيته إعدادًا كاملاً من حيث العقيدة والذوق والفكر والمادة، حتى تتكون الأمة الواحدة المتحضرة التي لا تبقى فيها ثغرة تتسلل منها إغراءات العولمة اللادينية الجنسية الإباحية. وغير ذلك من الوسائل التي تشترك جميعًا في تكوين أجيال تشعر بانتمائها الإسلامي وانتسابها الحضاري للأمة العربية والإسلامية.(الجميل: مصدر سابق، ص32)
20- ترشيد وتوجيه الصحوة الإسلامية- التي جاءت تعبيراً عن العودة إلى الإسلام، ورفض التغريب– والاستفادة منها في مواجهة أخطار العولمة. وتهيئة صفوف الأمة للبناء، والتعمير والجهاد، والحركة والتغيير، والإسراع في تعريب المصطلحات الخاصة بالعولمة والشرق أوسطية، والتكنولوجيا ‏‏الحديثة.
21- "إنّ المنظمات الإسلامية الشعبية -التي تتميز بأنها تضم أعداداً كبيرة من القادة الناضجين الواعين الذين صقلتهم التجربة، ولهم حضورهم المؤثر ونفوذهم الواسع في بلادهم، وتمنحهم صلتهم المباشرة بقطاعات واسعة من الشعب المسلم- هذه المنظمات تستطيع أن تمارس ضغوطاً مؤثرة على مواقف الحكومات، شريطة أن تنسِّق خطواتها ضمن برامج مدروسة تضمن الاستمرار والمتابعة، ومواكبة ظروف الحركة وتطوّراتها الكثيرة المعقدة.
إنّ بعض الأسلحة المعاوِنة للعولمة- بقصد أو غير قصد- هي تشجيع الفساد والانحلال والاستغراق في الشهوات، وتبذير المال القليل على مسايرة المظاهر وحُمّى الاستهلاك، ويُحسن الشباب المسلم صُنعاً إذا تعاون على مكافحة هذه الأوبئة من خلال المساجد، والمراكز الثقافية ووسائل النشر المتاحة. وواجب الشباب المسلم أن يُقبِل بشجاعة وحماس على العلم النافع، واكتساب المعارف والمهارات، ولا سيما استخدام التقنية الحديثة التي باتت تفتح آفاقاً واسعة لإنسان الغد".(الشريف:مصدر سابق).
22- مساعدة مؤسسات المجتمعات الإسلامية في تحديد مسؤوليتها والقيام بواجباتها في هذا الجانب، هي:الأسرة, والمدرسة والجامعة ومعاهد التعليم، ومؤسسات المجتمع المدني.
23- الدعوة والعمل- تربية وتوعية وإعداداً- من أجل إقامة المجتمعات الإسلامية على القاعدة الإيمانية التي تجمع بين المسلمين جميعاً دون الالتفات إلى اختلاف اللغة أو اللون أو العرق. ومعاملة أهل الأديان جميعاً وفق القاعدة التالية:لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، أي تحقيق العدالة المطلقة للجميع، إلاّ فيما يخصّ القضايا التشريعية الخاصة بكل أهل دين، فالبشر جميعاً كرامتهم مصانة في إطار المجتمع الإنساني.
24- إنّ مواجهة مشروع العولمة يقتضي الإصرار على أهمية الهوية الحضارية، والانتماء العربي والإسلامي. كما أنّ تفويت الفرصة على المخططات الأمريكية التي تهدف إلى تجزئة البلدان العربية تقتضي إدانة كل من يتحدث بمنطق إقليمي أو طائفي.
25- ومن أبرز سلبيَّات العولمة الثقافية على صعيد القضية الفلسطينية أن صوِّرت القضيَّة على أنَّها فحسب قضيَّة قطعةٍ صغيرةٍ من الأرض وبضعة ملايين من الشعب الفلسطينيِّ طُرِدوا من أرضهم، ولا بأس من محاولة مساعدتهم في حلِّ مشكلتهم كلاجئين لنبرئ ذمَّتنا من المسألة برمَّتها، ومن المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية- سيدة النظام العالمي الجديد وراعية العولمة- هي التي سعت بل وأوجدت الكيان الصهيونيِّ في أرض المسلمين فلسطين.
والحقُّ أنه ارتكبت أخطاء جسام بسب إساءة فهم القضيَّةٍ الفلسطينية، وبسبب الخطأ في تصوُّر مسألةٍ الصهيونيَّة، والأسس التي قامت عليها ولأجلها الدولة الصهيونيَّة في فلسطين. ولذا فإنّ مواجهة مشروع العولمة يتطلب من قوى المقاومة أن تعبّئ وتنظم قواها، وأن تعيد النظر ببرامجها وطروحاتها، استعداداً لمواجهة العولمة والصهيونية. وإذا اتَّضح لدينا هذا التصوُّر السابق فإنَّه يترتَّب عليه أنَّ القضيَّةٍ الفلسطينية ليست قضيَّةً قُطريَّةً ولا إقليميَّة، ولا تخصُّ شعبًا بعينه هو الشعب الفلسطينيّ، ولكنَّها مواجهةٌ حضاريَّةٌ بين العالمين العربيِّ الإسلاميّ، وبين الحضارة الغربيَّة والكيان الصهيوني الذي تمَّ إيجاده للقضاء على أيَّة محاولة للنهوض في المنطقة.
وقد ترافق انتشار العولمة وصعود ما يسمى بالنظام الدولي الجديد مع الصعود العالمي للحركة الصهيونية في إدارة وتوجيه هذا النظام، أي تحولّت الصهيونية من أداة إلى شريك في إدارة هذا النظام، دون أن يعني ذلك أن نقبل الطروحات الساذجة حول براءة الولايات المتحدة من سياساتها في بلادنا لولا سيطرة اللوبي الصهيوني عليها. فليس من الصدف صدفة أن تترافق عملية صهينة العالم مع عولمته؟! ليس من الصدف أيضا أن تقع معظم وسائل الإنتاج الثقافية العالمية، من دور النشر إلى وسائل الإعلام والترفيه العالمية التي تنتج وتعمم مفاهيم العولمة الثقافية في قبضة المتمولين اليهود؟ هذه العلاقات المتبادلة بين الصهيونية والعولمة تحتاج للكثير من البحث والتمحيص، لكشف مخاطرها وسوءاتها والتعرية لمخططاتها، ووضع السياسيات والبرامج للتصدي لها، وإفشالها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها    العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها  Emptyالأربعاء يناير 13, 2016 9:22 am

الخـاتمـة
نتائج البحث:
الحمد لله رب العالمين الذي أعانني ووفقني إلى كتابة هذا البحث. وأذكر هنا أهمّ النتائج:
1- إنّ معظم الأفكار والأطروحات الغربية التي تتناول دراسة ظاهرة العولمة تقوم على ما طرحه الكاتب الأمريكي الياباني الأصل فرانسيس فوكاياما في كتابه:"نهاية التاريخ والإنسان الأخير".
2- إنّ لفظة العولمة جديدة، ولكنّ ما تصفه ليس بجديد، وهي مصطلح حديث لم يدخل بعد في القواميس السياسية والاقتصادية. ولقد أصبح مصطلح العولمة متداولاً منذ بداية التسعينات، وأصبح علماً على الفترة الجديدة التي انتهت بتغلّب النظام الرأسمالي الغربي على النظام الشيوعي، وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم المعاصر.
3- إنّ لفظة العولمة تشمل مضامين تتعلق بكل جوانب الحياة الإنسانية. ولقد فرضت العولمة نفسها على الحياة المعاصرة على العديد من المستويات، سياسياً واقتصادياً، فكرياً وعلمياً، ثقافياً وإعلامياً، تربوياً وتعليمياً. وقد اختلف الباحثون في تعريفها اصطلاحاً، بحيث يمكن أن يقال:لا يوجد تعريف جامع مانع للعولمة، فهي مصطلح غامض في أذهان كثير من الناس.
4- إن التعريف الصحيح الذي يعبر عن معنى العولمة بشكل دقيق هو: العولمة هي الحالة التي تتم فيها عملية تغيير الأنماط والنظم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ومجموعة القيم والعادات السائدة وإزالة الفوارق الدينية والقومية والوطنية في إطار تدويل النظام الرأسمالي الحديث وفق الرؤية الأمريكية المهيمنة، والتي تزعم أنها سيدة الكون، وحامية النظام العالمي الجديد.
5-العولمة تحمل في طياتها كثيراً من الإنجازات التكنولوجية العلمية والثقافية، ممّا يمكن المسلمين الاستفادة منها، في نفع دينهم وشعوبهم المسلمة.
6- أنّ العولمة تستند استناداً مباشراً إلى الحضارة الغربية المعاصرة التي توجهها المبادئ اللادينية الوضعية التي لا تؤمن بالله تعالى. ومن هنا تشيع الحياة المادية والإلحادية عبر شبكاتها وأجهزتها العالمية بأساليب ووسائل في غاية التأثير في النفس الإنسانية، ولقد تضمنت العولمة مجموعة من الأخطار في الجانب الثقافي.
7- إنّ من أخطر أهداف ما يعرف بالعولمة الثقافية التي هي: تسييد الثقافة الرأسمالية لتصبح الثقافة العليا، التي تتجاوز الحدود التي أقامتها الشعوب لتحمي كيان وجودها وبقائها. وإنّ الثقافات الغربية الوافدة تشكل خطراً على الهوية العربية والإسلامية، وبخاصة في ظل ضعف التحصينات الداخلية، والانفتاح على العالم الغربي.
8- لقد لجأت القوى الرأسمالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجموعة من الوسائل من أجل تحقيق أهدافها من وراء العولمة الثقافية.
9- إنّ مواجهة العولمة في الجانب الثقافي من قبل الجامعات الإسلامية تتطلب: وضع استراتيجية شاملة من الجامعات الفلسطينية- بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والثقافية المحلية والمنظمات التربوية الإسلامية- تهدف في مجملها: إلى مواجهة سلبيات العولمة في بعدها الثقافي، والاستفادة منها في إيجابياتها، وهذه الاستراتيجية تراعي الواقع الذي يعيشه كل من الأستاذ الجامعي، والطالب الجامعي الفلسطيني، كما تراعي الإمكانيات المتاحة للجامعات الفلسطينية في الواقع الحالي أو في المستقبل المنظور القريب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله تعالى وسلّم على سيدنا محمد..والله تعالى نسأل السداد والتوفيق للجميع.


مراجع البحث
1- أبو زعرور، محمد سعيد: 1418هـ، 1998م، العولمة، دار البيارق- عمان، الأردن، الطبعة الأولى.
2- آدم، محمد: ذو القعدة -1420-شباط، 2000م، ما هي العولمة، مجلة النبأ ـ العـدد عدد.42.
3- إسماعيل، عبد سعيد عبد: 2001م،العولمة والعالم الإسلامي: أرقام وحقائق، دار الأندلس الطبعة الأولى،
4- أمخور، محمد: رمضان 1420هـ، كانون 1/1999م،العولـمة بين منظورين، البيان، السنة 14، العدد 145، 5– أمين، د. جلال: 1998م: العولمة- دار المعارف، القاهرة ، سلسلة اقرأ.
6- أمين، د.جلال: العولمة والهوية الثقافية والمجتمع التكنولوجي الحديث، مجلة المستقبل العربي، العدد 60.
7- بهاء الدين: د. حسين كامل: 2003م، الوطنية في عالم بلا هوية، دار المعارف، مصر.
8- بن أحمد، د.مالك بن إبراهيم: ذو الحجة 1420/ آذار2000م، العولـمة في الإعلام، البيان ، العدد 114.
9- بيتر, مارتين، وشومان، هانس: 1989م، فخ العولمة، هارالد، ترجمة د. عدنان عباس علي، مراجعة وتقديم أ.د رمزي زكي- عالم المعرفة- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت.
10- التويجري، الدكتور عبد العزيز بن عثمان: العولمة والحياة الثقافية في العالم الإسلامي، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-أيسيسكو- الرياض. وهو موجود على موقع أيسيسكو(www.isesco.org.ma/arabic) على شبكة المعلومات الدولية.
11- الجابري للدكتور، محمد عابد: 1998م، العرب والعولمة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.
12- الجابري، د. محمد عابد: العرب والعولمة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1998م.
13- الجابري، د.محمد عابد: 1998م، العولمة والهوية الثقافية- عشر أطروحات- دار المستقبل العربي، بيروت، العدد 228.
14- الجابري، د.محمد عابد: 1997م،قضايا في الفكر المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت.
15- جارودي، روجيه: 1998م، العولـمة المزعومة – الواقع–الجذور– البدائل، تعريب الدكتور محمد السبيطلي، دار الشوكاني للنشر والتوزيع، صنعاء.
16- جاسم، صهيب: 28-8-2001م، مواجهة العولمة تبدأ باللغة، موقع(www.islamonline.net/Arabic) شبكة المعلومات الدولية.
17- الجميل، سيار: العولـمة والمستقبل– استراتيجية تفكير–– الأهلية للنشر والتوزيع، ط1 عمان.
18-الحاجي، د. عمر: 1420هـ- 1999م، العولـمة أمام عالمية الشريعة الإسلامية ، ط1، دار المكتبي- دمشق.
19- حجازي، د. محمود فهمي: مارس 2001م، مجلة الهلال، عدد القاهرة.
20- حجازي، د. أحمد مجدي: مايو 1998م، العولمة وآليات التهميش في الثقافة العربية، وهو بحث ألقي في المؤتمر العلمي الرابع (الثقافة العربية في القرن القادم بين العولمة والخصوصية) المنعقد بجامعة فيلادلفيا في الأردن.
21- حمدي، مصطفى: العولمة آثارها ومتطلباتها، نقلاً عن العولمة لمحمد سعيد أبو زعرور.
22- حقوق الإنسان من العالمية الإنسانية والعولمة السياسية:1997م، مجلة الموقف الثقافي: باسيل يوسف، العدد 10، دار الشؤون الثقافية، بغداد.
23 – خليل، د.عماد الدين: تحديات النظام العالمي الجديد، شبكة المعلومات الدولية، موقع الإسلام على الطريق) www.islamonline.net/Arab) على شبكة المعلومات الدولية.
24- الدجاني، أحمد صدقي:6/2 /1998م، مفهوم العولمة وقراءة تاريخية للظاهرة، جريدة القدس.
25- رجب،أ.د مصطفى:مخاطر العولمة على المجتمعات العربية، مجلة البيان 13/10/2000م
26- سعيد، جودت، وعلواني، عبد الوهاب: 1417هـ- 1997م، الإسلام والغرب والديمقراطية - دار الفكر المعاصر- لبنان، دار الفكر- دمشق.
27- سليم، د. محمد السيد: الإستراتيجيات المفاهيمية للعولمة وبدائلها، موقع الإسلام على الطريق.
28- الشريف، كامل:الشباب المسلم والعولمة، موقع صحيفة البلاغ(www.balagh.com) شبكة المعلومات الدولية.وهو موجود في عدة مواقع على شبكة المعلومات الدولية.
29- شومان، نعيمة: 1418هـ-1998م، العولـمة بين النظم التكنولوجية الحديثة، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت.
30- صحيفة أكتوبر المصرية، عدد 16/2/1997م.
31- الصوراني، غازي: 2000م، دراسة حول البعد التاريخي والمعاصر لمفهوم العولمة، إصدار منتدى الفكر الديمقراطي الفلسطيني،.
32- ظاهر، مسعود: 1993م، مبحث الثقافة العربية في مواجهة المتغيرات الدولية الراهنة مجلة الفكر العربي المعاصر العدد 100-101 بيروت.
33- عبد الجواد، ياسر: شباط 2000م، مقاربتان عربيتان للعوامة، المستقبل العربي عدد 252.
34- العظم، صادق جلال: 1996م، ما هي العولمة- ورقة بحث-، مقدمة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس.
35- العظم، محمد جلال، وحنفي، حسن: 2000م، ما العولـمة، الناشر: دار الفكر، دمشق، الطبعة الثانية.
36- العمر، د.ناصر بن سليمان: آثار أخرى للعولمة الثقافية: موقع(http://www.almoslim.net) على شبكة المعلومات الدولية.
37- الفاوي، د‏ عبد الفتاح أحمد: 22/02/2001م، الثقافة العربية في عصر العولمة، الأهرام.
38– المبروك، محمد، وإبراهيم وآخرون: 1999م، الإسلام والعولمة، الدار القومية العربية، القاهرة.
39-مجلة الأسرة،: صفر 1420هـ ، مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة الوقف الإسلامي، الرياض.
40- المجلة الاقتصادية: 17/12/1421هـ، مركز النشر الاقتصادي، الرياض.
41- مجلة المجتمع الكويتية: 23-29 محرم 1423هـ، الموافق 6-12 أبريل 2002م، العدد 1495.
42- مجلة المجمع العربي للمحاسبين القانونيين: 1999م، عدد 11.
43-مجلة المستقبل العربي مركز دراسات الوحدة العربية: مارس 1998م، بيروت، العدد229.
44- مجلة اليمامة السعودية عدد 1038.
45- المسيري، عبد الوهاب: 1997م، نهاية التاريخ وصراع الحضارات، ضمن مجموعة كتاب صراع حضارات أم حوار ثقافات. منشورات منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، القاهرة.
46- من خطاب ألقاه في المنتدى الاقتصادي بدافوس في يناير 2000م.
47- مهاتير محمد:الإسلام والعولمة، ترجمة صهيب جاسم، كوالا لامبور موقع(www.islamonline.net/Arabic) شبكة المعلومات الدولية.
48- مهاتير محمد: كتاب الإسلام والأمة الإسلامية:2002م، عرض ومناقشة: د. جمال المجايدة. دار الفكر، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى.
49- ندوة في مواجهة العولمة: 22/10/2003م، في إطار أسبوع الأدب الإسلامي الأول، جامعة الخرطوم الأربعاء. نقلاً عن موقع المشكاة (www.meshkat.net) على شبكة المعلومات الدولية.
50- الميلاد، زكي: 1998م-1419هـ ، الفكر الإسلامي وقضايا العصر: الكلمة: العدد (20) السنة الخامسة.
(www.islamonline.net/Arabic) على شبكة المعلومات الدولية 30/03/2003م.
51- الهبدان، محمد بن عبدالله بن صالح البث المباشر-آثار وأخطار- موقع مفكرة الإسلام(http://islammemo.cc) على شبكة المعلومات الدولية.
52- هويدي، فهمي: 27/6/1989م، صحيفة الأهرام.
53- يونس، د. محمد: العولمة وعالمية الإسلام: 2 رمضان 1423 هـ- 7 نوفمبر 2002م، جريدة البيان، دبي
54- WEBSTER S NEW COLLEGIATE DICTIONARY, 1991, P 521.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  العولمة الثقافـية ودور الجامعات في مواجهتها
»  الأبعاد التربوية للتواصل الثقافى لدى أعضاء المجتمعات الإفتراضية ودور المؤسسات التربوية فى مواجهتها : دراسة تحليلية /2013 / عبدالحى، أسماء الهادى إبراهيم،
» العرب وتحديات عصر العولمة في عصر العولمة تتجدد تساؤلات عصر النهضة
»  العولمة والأسرة: تحليل سوسيولوجى [الباب الأول، الفصل الثالث من: الأسرة المصرية وتحديات العولمة، أعمال الندوة السنوية التاسعة لقسم الاجتماع، 7-8 مايو 2002]
» الإنعكاسات التربوية للتحولات الثقافية المعاصرة على الأسرة وسبل مواجهتها : دراسة ميدانية /2012/ماجستير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: