المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
الجماعات الجوهري الجريمة التغير الاجتماعية كتاب الخدمة الاجتماعي العمل المرحله التخلف التلاميذ الشباب محمد اساسيات الالكترونية الاجتماع في تنمية البحث العنف المجتمعات المجتمع موريس التنمية والاجتماعية
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Empty
مُساهمةموضوع: الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة.   الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالخميس أكتوبر 08, 2015 2:21 pm

أ.رحاب مختار

                                                                                                      جامعة خنشلة

الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة.
علم الأنتربولوجيا كحالة.
الملخص :
لقد شهد العالم  في شتى مناحي الحياة سواء أكانت اجتماعية أم فكرية أو سياسية أو اقتصادية فترة سميت بفترة الحداثة، وسادت ردحا من الزمن خصوصا في مجال الاجتماع والسياسة والأدب، ثم تلتها مرحلة أطلق عليها فترة ما بعد الحداثة، حيث سيطرت في هذه المرحلة فوضى الاتصال، والتنوع الإعلامي، والانترنت، والاتصالات اللاسلكية.
وتخلل خطاب ما بعد الحداثة مختلف أوجه الحياة الفكرية كعلم الاجتماع، الأدب، الفنون، الفلسفة، كما أثار هذا الخطاب دعاوى موت العلم الاجتماعي الحديث والأنتربولوجيا الحديثة، حيث يمكننا القول أن الاتجاه الابستيمولوجي ما بعد الحداثي في مجال العلم الاجتماعي  قد أصبح يشكل مؤشرا هاما في مناقشات الخطاب النقدي والنظرية الاجتماعية.
وسنعمل من خلال المداخلة كشف وتحليل ومناقشة الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة.
الملخص باللغة الأجنبية
The world has witnessed in the various walks of life, whether social or intellectual, political or economic period called the period of modernity, and prevailed for so long, especially in the field of sociology, political literature, and then followed by a phase called post-modernity, which dominated at this stage, chaos communication, The Media Diversity, and the Internet, and wireless communications.
And included a letter of postmodern various aspects of intellectual life as a science meeting, literature, arts, philosophy, also raised this letter claims the death of social science talk and Anthropology modern, where we can say that the trend Alabstimologi postmodern in the field of social science has become an important indicator in the discussions critical discourse and social theory.
We will work through the intervention of the detection and analysis and discuss the situation and bstimologi la mithodologi of social science in the post-modern
المقـــدمة
بعدما مرت المجتمعات الإنسانية خاصة منها الأوربية بعد عصر النهضة بفترات زمنية اصطبغت بموجات فكرية اصطلح على تسمية بعضها بمرحلة الحداثة، ثم فترة ما بعد الحداثة، وكان من أبرز دعاواها الفكرية هي الوصول إلى عالم يتساوى فيه كل البشر، عالم يصبح فيه الفرد يشبه غيره من الأفراد في المأكل والملبس، في طرائق التفكير، عالم تغيب فيه الخصوصية ويعلو مكانها التماثل.
لقد أحدثت فترة ما بعد الحداثة من حيث كونها منظومة فكرية ارتباكا في الوسط العلمي والثقافي والفني، وجاء خطاب ما بعد الحداثة ببدائل في مجال الفن والفلسفة حيث أعلن عن نهاية التقاليد الحديثة المستندة على كانط وهيجل وماركس، لتحل محلها فلسفة ما بعد الحداثة، وتعلوا أفكار نيتشه، دريدا، ليوتار،كما أثار هذا الخطاب أفكارا في مجال العلم الاجتماعي الحديث.
حيث يرى فوكو وبودريلارد  Boudrillard أن مكانة بل وجود العلوم الاجتماعية والإنسانية بات غير مستقر، بل أصبح يشوبه القلق، فهناك إعلان عن نهاية " الاجتماعي" والواقعي، والنظرية، وبروز " اللامعنى" ويشير أنتوني جيدنز الى أن العلم الاجتماعي أصبح يواجه مشكلات أساسية، وفي هذه المداخلة سأتطرق بنوع من التفصيل إلى الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. مع التركيز على علم الأنتربولوجيا كحالة.
أولا:- ما بعد الحداثة المصطلح والاتجاه الفكري:
مع نهاية عقد الثمانينيات وبداية العقد الأخير من القرن الماضي واجه المفكرون صعوبة في إعطاء مدلول دقيق لمصطلح " ما بعد الحداثة" ذلك أن أمل الوصول إلى إعطاء تعريف جامع مانع " لما بعد الحداثة" يتنافى هذا الطرح ويتناقض مع جوهر وفكر ما بعد الحداثة، الأمر الذي يزيد هذا المصطلح غموضا وضبابية، مما يجعل منه مفهوما يستعصي عن الفهم والإدراك.
ويعزو بعض الباحثين أن افتقار هذا المصطلح إلى الوضوح في التنوع الهائل من الظواهر التي يعبر عنها هذا المصطلح، والتي يمكن إدراجها ضمن فئتين، أما الأولى فتتمثل في الأعمال الفنية والثقافية التي تتميز بالمعارضة والتناص والاندماج المختلط واللامتجانس بين الاتجاهات الأسلوبية العليا والشعبية، وتتمثل الفئة الثانية في ممارسات القراءة والتأويل الفلسفية التي تتميز بإنكار واضح لأي ادعاء بتمثيل الواقع بصورة حقيقية(1)  
ويمكننا القول وفقا لوجهات نظر بعض الباحثين ومقاربات بعض الابستيمولوجيين لمفهوم مصطلح ما بعد الحداثة، أن مصطلح ما بعد الحداثة يعبر من مفهوم " المفكرين العضويين" Organic intellectuals عند أنطونيو غرامشي A.Gramsci حيث يمثل ما بعد الحداثيون مجموعة نخبوية من المفكرين ينتمون إلى طبقة معينة ويمثلون جزءا من النخبة المثقفة التي تشكل الهوية الذاتية لهذه الطبقة، وتمتلك أيديولوجية معينة، ويسعى هؤلاء المفكرون إلى تحقيق الاستقلالية والهيمنة انطلاقا من إدراكهم لأزمة مشروعية الحداثة الغربية وتآكلها(2)
ثانيا:ما بعد الحداثة المقولات والرؤى الرئيسية:
إن من أبرز المقولات الأساسية التي تقوم عليها" ما بعد الحداثة" هو النقد الجذري والعنيف الموجه للتصورات ومقولات" الحداثة" فترى ما بعد الحداثة أن الحداثة مقولة عامة وشاملة لا بد من إخضاعها للنقد، وأن يسلط على المحاور والسرديات الكبرى للحداثة مجهر الشك.
وكان ليوتار قد استهل كتابه المعنون ب" الوضع ما بعد الحداثي" بقوله":" بداية يقوم هذا الكتاب على افتراض أن حال المعرفة يتغير بتغير المجتمعات ودخولها إلى ما يعرف بعصر ما بعد التصنيع ودخول الثقافة إلى مرحلة تعرف بمرحلة ما بعد الحديث، ويرجع هذا التغير في رأي ليوتار إلى الخمسينيات من القرن العشرين أو اكتمال إعادة البناء في أوربا"(3)
فالخاصية الأساسية لما بعد الحداثة هي التعددية غير القابلة للاختزال: تعددية الثقافات، التقاليد المجتمعية، الأيديولوجيات، صور الحياة، ألعاب اللغة، النظريات، الأنساق الفكرية، المعايير...الخ أي أن الأشياء في عالم ما بعد الحداثة تتسم بطبيعة تعددية، ولا يمكن ترتيبها في تسلسل زمني تطوري، يظهر بعضها على أنه متفوق عن بعض آخر أدنى،كذلك لا يمكن تصنيف بعض الأشياء باعتبارها صحيحة أو خاطئة، أو باعتبارها حلولا صحيحة أو خاطئة لمشكلات معينة، أي بمعنى أنه لا يمكننا بل يستحيل تقييم أي معرفة خارج سياق الثقافة، والتقليد، وألعاب اللغة، والتي تعطي لهذه المعرفة معنى، ومن ثمة ليس ثمة محاكاة ومعايير للصحة والصدق تصلح للتطبيق خارج سياقها الأصلي، وفي غياب معايير عامة تصبح مشكلة عالم ما بعد الحداثة ليست كيفية عولمة الثقافة الأرقى ولكن كيفية تأمين أو تحقيق الاتصال والفهم المتبادل بين الثقافات، إذن يخلو عالم ما بعد الحداثة من أية معايير للذوق، ويؤكد على النسبية ويبدد أحلام العمومية الحداثية(04)
وباختصار يمكننا القول أن ما بعد الحداثة ترفض التأويلات والتفسيرات المنبثقة من نظريات التي توصف بالشمولية من خلال دراسة الظواهر الاجتماعية عموما، وإقرار مكانها بديلا آخر يقوم على فكرة التفاعل بين التجمعات أو المجتمعات آخذين بعين الاعتبار بعد التعدد والتنوع الثقافي والسياسي والاجتماعي، بمعنى أن ما بعد الحداثة تتحدى كل الرؤى الكونية الشاملة سواء أكانت اجتماعية كالماركسية أو اقتصادية كالرأسمالية أو سياسية أو دينية كالإسلام والمسيحية، أو علم حديث، وتقوم بنبذها باعتبارها سرديات ونظريات كبرى شاملة تدعي الكمال واليقين وبالتالي ضرورة قبول ما يسمى بالنسبية الفلسفية الجديدة.
ثالثا:ما بعد الحداثة في ميدان علم الاجتماع والأنثربولوجيا:
قد أكد وأثبت العديد من رواد علم الاجتماع أن من أبرز مدلولات" الحداثة" هي ذلك العصر الذي سيطر فيه العقل والعلم وصارا من الوسائل الضرورية التي يستند إليها الإنسان في محاولة فهمه للعالم، والسعي لإيجاد حلول للمشكلات المطروحة.
ويمكننا القول أن علم الاجتماع والحداثة يكادان يمثلان وجهين لعملة واحدة، فعلم الاجتماع كان نتاجا للحداثة وانعكاسا لها، كما كان من أبرز الموضوعات التي اشتغل عليها علم الاجتماع، وتوسيع مناهجه وأدواته في ذلك والمجتمع الحديث والعمل على وصفه وتفسيره. وكان من أبرز الأفكار التي جاء بها علم الاجتماع في فترة الحداثة هو الاعتماد على العقلانية، واتخاذها كمدخلا والإيمان بفكرة التقدم والعمل من أجل اكتشاف قوانين التاريخ"أنصار الوضعية"، وإعطاء تصنيف عام للمجتمعات " بسيطة، تقليدية، حديثة" والثقة في تجسيد القوانين والنظريات المتوصل إليها في إطار الحياة الاجتماعية من خلال عمليتي السياسة والتخطيط، ويمكن الاعتماد على نتائج علم الاجتماع في فهم المشكلات الاجتماعية وإيجاد حلول لها.
أما ما بعد الحداثة من منظور سوسيولوجي ما بعد الحداثة فتتصل بكل ما أتى بعد الحداثة، وتعني التلاشي الأولي أو الحالي لتلك الصور الاجتماعية المرتبطة بالحداثة، يفترض بعض المفكرين أن ما بعد الحداثة حركة في اتجاه عصر ما بعد الصناعة وفي مقابل الإيمان الحداثي بثنائية " العلم ، العقل تتميز ما بعد الحداثة "أو الحداثة المتأخرة" بالانعكاسية أي الاهتمام بالآثار المدمرة للعلم التطبيق والبيئة الإنسانية، وفي مقابل الإيمان الحداثي بالتقدم الاجتماعي، تتميز ما بعد الحداثة بوعي متنامي بالمخاطر والآثار العكسية غير المقصودة لمسيرة التقدم، وكبديل عن القومية والنظر الى الدولة القومية باعتبارها هي حدود " المجتمع" حدثت عملية العولمة وتزايد تصدع الدولة القومية " المجتمع" بفعل العوامل الكونية: الاقتصادية والثقافية والسياسية وفي مقابل تأكيد علم اجتماع الحداثة على الإنتاج والتنمية الاقتصادية تؤكد ما بعد الحداثة على تزايد أهمية ما هو ثقافي:
- تبادل المعلومات، وهي عملية ثقافية تتم من خلال وسائل الإعلام هو الملمح المميز لمجتمع ما بعد الصناعة.
- الثقافة في صورة الاستهلاك وأسلوب الحياة هي التي تحدد الهوية بدلا عن العمل وفي الحداثة كانت السياسة والحكومة والدولة هي أساس المجتمع، وفي ما بعد الحداثة بات ثمة شك في السياسة ، الحكومة التقليدية، تنامي " سياسة الحياة" أي ربط الشخصي والعام كما في الحركات الاجتماعية كالنزعة النسوية الاجتماعية والنزعة البيئية، وفي مقابل  اتجاه نزوع الحداثة إلى رؤية العالم في سياق ثنائيات أو شيئين متعارضين، تتميز ما بعد الحداثة بالاتجاه إلى رؤية الترابط والتشابه والتوحد مثلا : الذاتي والموضوعي لا ينفصلان.(05)
- أما بالنسبة للأنثربولوجيا فقد كان تيار ما بعد الحداثة مزلزلا إذا ما قارناه بميادين أخرى، كعلم الاجتماع، وعلم النفس والاقتصاد مثلا، ولعل السبب الرئيسي والجوهري في ذلك أن هذه الفروع العلمية قد اشتغلت على موضوعات كانت وليدة البيئة الغربية مما يسر لها بل أتاح لها الاعتماد على مداخل ديمقراطية، عكس الأنثربولوجيا تماما التي اتجهت إلى دراسة مجتمعات وثقافات الآخر، الأمر الذي طرح وبإلحاح مسائل التمثيل والسلطة الاثنوغرافية، وكان  توصل أنثربولوجيو المدرسة الثقافية الأمريكية إلى ما يسمى بالنظرية النسبية، قد أدى إلى تمرد الآخر وتحرره من المركزية والأنا الغربيين خاصة في فترة تداعي الهيمنة الاستعمارية، كل هذا جعل من الأنثربولوجيا أكثر ميادين العلوم الاجتماعية مسايرة لتيار ما بعد الحداثة، وتركز أنثربولوجيا ما بعد الحداثة على حماية الثقافات المحلية التقليدية، ومناهضة الامبريالية الغربية الساعية إلى تغييرها.
وتقوم أنثربولوجيا ما بعد الحداثة على رفض التصورات الحديثة في الأنثربولوجيا، والمقولات العامة الشاملة، والنظرية الكبرى، وفكرة اكتمال الوصف الاثنوغرافي، والسلطة الاثنوغرافية للأنثربولوجي، ونقد أو الأخذ من المصادر التي تنتقد الكتابات الاستشراقية خصوصا ما تعلق بفكرة خلق أو إيجاد " آخر" حتى يمكن رؤية معالم الذات من خلاله كل هذا شكل المنطلق الرئيسي للتطورات المعاصرة في الأنثربولوجيا.
ويرى بعض النقاد أن أنثربولوجيا ما بعد الحداثة تنتمي إلى الحداثة المتأخرة لا إلى ما بعد الحداثة على أساس أنها تتضمن كثيرا من مقولات ما بعد البنائية، ويقرر آخرون أن الأنثربولوجيا كانت دائما ما بعد حداثية على اعتبار أن دعامة الممارسة والنظرية الأنثربولوجية هي أفكار النسبية خاصة نموذج فرانس بواس، كذلك ما كشفت عنه الدراسات الحقلية في مطلع القرن العشرين من تنوع وتعددية الثقافات، بالإضافة إلى العلاقة الخاصة بين الباحث الأنثربولوجي والمبحوث في ممارسة الاثنوغرافيا. (06)
وقد كان المجهود الذي قام به أنثربولوجيو العالم الثالث وتحديدا الأفريقيين، قد ساهم ولو بطريقة غير مباشرة في ظهور تيار ما بعد الحداثة، وذلك من خلال النقد الذي وجهوه للبحوث الأنثربولوجية الغربية من خلال التركيز على تناول مجتمعا معينا من أجل صياغة اتجاهات البحث الأنثربولوجي وموضوعاته، ومن خلال هذه العملية النقدية أكدوا وأثبتوا الطبيعة المتغيرة للمعرفة الأنثربولوجية ونتائجها، كما كانت الأبحاث الأنثربولوجية الجديدة التي قاموا بها قد قدمت معرفة مهمة ساعدت على تصحيح مفاهيم وتصورات أساسية وتوجيه النقد للنظريات الكبرى، والإسهام في صياغة المعرفة الأنثربولوجية، وإعادة بلورت نظرية أنثربولوجية جديدة.
ويرى بعض المفكرين أن ما تعنيه ما بعد الحداثة للأنثربولوجيا تحديدا رخصة تحول لما بعد الحداثة خلق نوع من الانشغال بالأساليب المعرفية للحداثات الطليعية avant garde الجمالية والتي تعتبر كلاسيكية الآن ومنها على سبيل المثال الحداثة الأدبية التي تجلت في مطلع القرن العشرين، أو الشكلية الروسية Formalism أو تحديدا الطليعيين المتأخرين لعقدي العشرينات والثلاثينات مثل السرياليين، إذن ليس ثمة منحى جديد أو تجديدي فيما يعرف" بالاثنوغرافيا التجريبية" وذلك لأنها ترتبط بالتاريخ الحداثي، بيد أن الشيء الجديد والمثير للفزع هنا هو الاستخدام الصريح للحساسيات والتقنيات الحداثية وعلاقتها بالانعكاسية والكولاج collage، والمونتاج Montage والحوارية dialogism وذلك من خلال استخدام نوع أدبي أمبيريقي يدعي القدرة على إنتاج معرفة موثوقة صادقة عن طرائق أو أساليب الحياة الأخرى، ويتوزع النضال في الكتابات المعاصرة لأنثربولوجيا ما بعد الحداثة بين التقنيات والظروف التي تتسم بالتحرر والانفتاح للحساسية الحداثية، والرغبة المستمرة في كتابة تقرير عن واقع آخر غير الواقع الذي يعيشه الأنثربولوجي وتلتزم أنثربولوجيا ما بعد الحداثة بأساليب راديكالية للكتابة تتميز بالمحاكاة التهكمية.(07)  
وعموما فان تيار أنثربولوجيا ما بعد الحداثة هو فرع من مجرى حركة ما بعد الحداثة عند ليوتار وبودريلارد، وهابوماس وايهاب حسن، ومن أبرز مقومات تيار ما بعد الحداثة في الأنثربولوجيا هو الإيمان بضعف بل انتهاء وزوال النظريات الكبرى، إضافة إلى اعتماد تقنية التشويش ما بين جوهر الشيء والنصوص التي تقدم وصفا لهذا الشيء الحقيقي مثلما نراه عند كليفورد غيرتز، بالاضافة الى رفض نظرية التمثيل أي لا دعوى ولا ضرورة حسب أنصار ما بعد الحداثة إلى تمثيل الواقع بطريقة صادقة ومضبوطة، -هذا حسب رأيهم دوما- إن لم نقل أنه ثمة عالم حقيقي واقعي يمكن على ضوء اختبار صحة بعض النظريات، كما يجب حسب أنصار ما بعد الحداثة عدم وضع حاجز بين ما يحدث وتفسيره، بالإضافة إلى عدم سكونية المعاني، كما أن المعرفة هي تركيب مصطنع، والمعنى يتم إنتاجه وليس موجودا فيتم اكتشافه وتمثيله.
وعموما فقد تمثل تيار ما بعد الحداثة في اتجاهات متعددة كالأنثربولوجيا الرمزية، والتأويلية، والمعرفية، والنقدية، والماركسية والنسوية.
رابعا:الرؤى ما بعد الحداثية وتأثيراتها في العلوم الاجتماعية:
لقد كان من أبرز نتائج ومؤثرات رؤى ما بعد الحداثة للنظرية والحقيقة في العلوم الاجتماعية كثيرة لا تحصى، ومع أن دعاوى الحقيقة الصارمة قد فقدت مكانتها ومصداقيتها في العلوم الاجتماعية فان الحاجة إلى النظرية لا زالت-حتى يومنا هذا- حاجة مركزية ملحة بالنسبة للعلم الاجتماعي، في حين أن تيار ما بعد الحداثة يهتم بالجزئي واليومي وبالصور المباشرة، والحضور المباشر الذي ينطوي على غياب أية حقائق وراءه، وبالممارسات الحسية عموما، ويؤكد على الاختلاف ورفضهم كذلك للنظرية والتعميم والتجريد، وكما تركز أنثربولوجيا ما بعد الحداثة على كشف التناقض وتعتمد العرض والتذكير، والتلميح والتصوير المتليء بعناصر حياة، والإشارة كآليات للإقناع بدلا من العمل على التوصل إلى نظريات أملا في الاقتراب من الحقيقة.
إن نظرية ما بعد الحداثة ليست نظرية شاملة أي أنها لا تحاول تفسير كل شيء يتعلق بالحياة الاجتماعية وهي – في هذا الجانب- ليست مثل النظريات الكلية " الماركسية، والوظيفية" التي قدمت نماذج للعالم الاجتماعي باعتباره نسقا كليا يجدد نفسه، إذ يرى منظور ما بعد الحداثة أن العالم الاجتماعي يتكون من أفراد وجماعات وثقافات عديدة ومختلفة يكون سلوكها وهويتها متغيرة، ولا يمكن التنبؤ بها على نحو دقيق، كما أن ما بعد الحداثة النظرية لا ترفض النظرية رفضا مطلقا ولكنها ترفض النظرية الشاملة العامة.
لقد وجد العلماء الاجتماعيون الذين ينتمون إلى اتجاهات مختلفة أنه من الصعب التخلي عن النظرية كما طالب المتشككون من أنصار ما بعد الحداثة، أن عالما يخلو من النظرية يعني المساواة المطلقة لكل الخطابات ونهاية لكل المقولات المرجعية، وهو ما قد يفضي إلى تغير وتحول المناخ الفكري العام للعلوم الاجتماعية، فالحقيقة سوف تستبدل بأشكال جديدة من " الوضوح" ما بعد الحداثية والتهكم وذلك في إطار من الإرادة الفردية للهيمنة أو السيطرة، واكتشاف القوة من خلال الاعتدال وإعادة تقييم جميع القيم على أساس مختلف وهنا يقول ايهاب حسن يمكن أن يتحدث تيار العصر الجديد ما بعد الحداثي عن حركة من أجل الحقيقة من خلال وحدة كونية وسلام عالمي وعن قيم تحولية موجهة بشذا روحي ولكن كل ذلك من الصعب أن يتكامل أو يندمج في العلم الاجتماعي الحديث.
ويرى بعض الباحثين أن الجدل ما بعد الحداثي حول الحقيقة والنظرية لا يمثل سوى بعد واحد في تحديه الصارخ للعلم الاجتماعي الحديث فهو جدل عنيف يتميز بالشمولية، ويزداد عنف هذا الجدل الفكري ووطـأته إذا كان الأمر يتعلق بالابستيمولوجيا والميثودولوجيا.
خامسا:الابستيمولوجيا في مجال الأنتربولوجيا  
1- الابستيمولوجيا حداثية وما بعد حداثية في مجال الأنثربولوجيا:
يمكننا القول أن الابستيمولوجيا مفهوم فلسفي يشير إلى ما يعرف ب"نظرية المعرفة" ذلك أن من المعروف أن المنهج في العلم الاجتماعي يتحدد من خلال افتراضات ابستيمولوجية، وفي مجال الأنثربولوجيا يمكننا القول – رغم غرابة الابستيمولوجيا لدى رؤى العالم الأنثربولوجية- أن أعمال ايدموندليتش، وكلود ليفي ستروس وبعض الأنثربولوجيين الأمريكان الذين حللوا الأنساق المعرفية يمكن تصنيفها من الاهتمامات الابستيمولوجية.  
ويشكل النقد ما بعد الحداثي قطيعة ابستيمولوجية عن نموذج العلم الاجتماعي القياسي، والوضعية، والعلم الامبريقي، وهذا الذي جعل من النقد ما بعد الحداثي يكون عنيفا تجاه الأنثربولوجيا الحديثة، والعلم الاجتماعي الحديث أيضا، مما أدى إلى تحطيم أسس الأنثربولوجيا وحدوث اهتزاز في مشروعية هذا العلم ومصداقية أبحاثه أو ما يعرف بدراسة الآخر.
وقد أكد أنصار أنثربولوجيا ما بعد الحداثة أن النظريات الكبرى يمكننا الحكم عليها أنها عبارة عن أوهام وآراء مشكوك فيها، وحري بالأنثربولوجيا أن تعي مضامينها الابستيمولوجية مع التركيز على " الذاتية" و" الانعكاسية" التي يمكن من خلالها فتح آفاق جديدة للنظرية الأنثربولوجية والنظرة الأنثربولوجية للعالم.
والواقع أن الابستيمولوجيا والأنثربولوجيا لديهما الكثير من الأفكار التي يمكن تبادلها، والكثير من التفاعلات التي يمكن تحفيزها وتنشيطها، والفكر الأنثربولوجي ككل الذي تدعمه البحوث التجريبية يتحكم فيه استبعاد للنقد الذاتي فيما يتعلق بالممارسة العملية، ولكن أي أنثربولوجيا لكي تصبح راسخة ودقيقة للغاية  ينبغي أن تكون انعكاسية أو مرتدة على ذاتها أو متأملة للذات، بمعنى أن تتخذ الأنثربولوجيا من ظروف تواجدها الخاصة موضوعا للدراسة تماما مثل الثقافة واللغة، وابستيمولوجيا الأنثربولوجيا التفكير في النظام وظروف" حقائق النظام" –جزء لا يتجزأ وأحيانا جزء واضح من الممارسة الأنثربولوجية في حد ذاتها، إن الهدف الرئيسي للابستيمولوجيا في معناها الواسع يكمن في "شرح" أو على الأقل يكمن في تحليل كافة الأنظمة الخاصة بتوضيح وتفسير الحقيقة، أو توضيح مناطق معينة من الحقيقة- وباختصار كافة طرائق المعرفة التي ترسخت عن العالم من خلال ثقافات معروفة، وتوصف أنثربولوجيا ما بعد الحداثة بأنها أنثربولوجيا انعكاسية تتأمل مرتكزاتها الابستيمولوجية والمنهجية الخاصة، وكافة أساليب وطرائق المعرفة، ومن ثمة تعد أنثربولوجيا ما بعد الحداثة من أقوى الابستيمولوجيات.(08)
ويرى بعض المفكرين أن أنثربولوجيا ما بعد الحداثة قد خلقت "أزمة ابستيمولوجية" حادة تنبع من إدراك مؤداه: أن الأنثربولوجيين لا ينتجون " الحقيقة" وأن كل ما ينتجونه هو " النصوص" والنصوص حتما تكون خيالية" تصورية" أي أنها أشياء مصطنعة، وتكون هذه النصوص قابلة للتفكيك، ومن ثم تسقط فكرة الأنثربولوجيا ونظرتها إلى ذاتها باعتبارها علما موضوعيا، يتناول بالدراسة عالما يمكن معرفته وقادرا على إنتاج رصيد وتفسير دقيق ومتكامل للناس قيد الدراسة، وتلك فكرة منحت المشروعية والمبرر للعمل والممارسة الأنثربولوجية، ونتيجة للتشكيك في علميتها وما وجه إليها من اتهامات اتخذت الأنثربولوجيا وسيلتين دفاعيتين فإما أن تكون أكثر علمية، أو أن تتبنى أسلوبا للمعرفة الأنثربولوجية يرتكز على التأويل.
2-النقد ما بعد الحداثي لخطاب الأنثربولوجيا العلمية:
إن من أبرز الركائز التي قام عليها النقد ما بعد الحداثي لخطاب الأنثربولوجيا العلمية هو أن الاثنوغرافيا غير موثوقة وأن ما أنتجه أغلب الأثنوغرافيين لا يرقى أن يكون مجرد روايات خيالية.
وتواصل أنثربولوجيا ما بعد الحداثة مسيرة نقد الأنثربولوجيا العلمية، ولكن بصورة أكثر تطرفا وعنفا، وهي مسيرة الصراع بين الاتجاهات التأويلية والوضعية العلمية، بين الأنثربولوجيا العلمية والإنسانية، وربما ينتج الرفض ما بعد الحداثي المعاصر للخطاب العلمي في الأنثربولوجيا عن اخفاقاته المتواصلة التي أفضت الى أزمة " التمثيل الأنثربولوجي" ويرى كل من ماركوس وفيشر أن أزمة التمثيل الراهنة هي نتيجة للتفاعل المتوتر القلق بين مشروعين في الأنثربولوجيا، يمثل الأول التزام الاثنوغرافيا بالوصف المنظم" حتى وان كان جزئيا" للوحدات الاجتماعية والثقافية، والثاني يجسد حلم الأنثربولوجيا المستديم، الذي تحطم أخيرا بالتوصل إلى نوع من " الكلية الشاملة" أو بمعنى آخر حلمها بتحقيق مكانة علمية، لذلك وجه أنثربولوجيو ما بعد الحداثة، وعلى رأسهم تايلر انتقادات عنيفة للخطاب العلمي في الأنثربولوجيا، على سبيل المثال ارتأى تايلر أن العلم أسلوب عتيق " عفا عليه الدهر" وسعى الى ايجاد منهج أو أسلوب جديد للتمثيل الأنثربولوجي يبتعد كلية عن " الكلية" و" التعميم" ومع ذلك يرى عدد غير محدود من النقاد أن الأسلوب التأويلي ما بعد الحداثي يعد طريقة لاعادة بناء وصياغة " الكلية" " المعرفة التعميمية" في قالب نسبي عام، وفي الأنثربولوجيا يؤكد الديالكتيك اللانهائي المستمر بين الذات والموضوع الواقع غير القابل للتفنيد الامبريقي على استحالة تحقيق المعرفة العلمية التعميمية. (09)  
إن أبرز ما يطبع مرحلة ما بعد الحداثة هو الشك والارتياب فيما يتعلق بالسرديات الكبرى، ومن أبرز مقولاتها أنه يمكن القول أن العلم عبارة عن سردية ابستيمولوجية كبرى، وبالتالي استنادا إلى هذا يمكن رفضه، ويرى بعض المنظرين أن العلم كان حتى وقت قريب يقوم على مقولات حكائية " سردية" كبرى تحدد له غاياته فهو في غمرة عصر التنوير قد تبنى مقولة التقدم وقابلية الإنسانية للارتقاء اللامحدود، وامكانية تحقيق السعادة للجميع، وهو في عصر الوضعية قد اتخذ من النزعة العلمية نموذجا للتفكير ومعيارا لبناء مستقبل الإنسان على أسس موضوعية خالية من الخرافات والتراهات والميتافيزيقا.(10
3-النقد مابعد الحداثي للأنثربولوجيا باعتبارها علما امبريقيا:
يرى رواد تيار ما بعد الحداثة أنه من الاستحالة القول بوجود علم أمبريقي لدراسة الشؤون الإنسانية ودراسة المجتمع والثقافة، ولعل السبب الجوهري في ذلك هو الحضور القوي والمكثف للذاتية في الدراسات الإنسانية، ذلك أن من خصائص العلم الامبريقي هو الوصول إلى المعرفة الموضوعية، إضافة إلى القدرة على تطبيق البحث الكمي والقابلية للاختبار ولعل هذين الشرطين إضافة إلى شروط أخرى تغيب وتنتفي في علوم دراسة الثقافة، فالكائن الاجتماعي والثقافي ليس كائنا فيزيقيا، كما أن الظاهرة الثقافية أو الاجتماعية من أبرز خواصها أنها علاقتية وليست سببية ميكانيكية، هذا بالإضافة إلى استحالة الفصل بين ذات الباحث والذات محل البحث وهذا ما يؤدي إلى غياب الموضوعية، وبالتالي انعدام إمكانية وجود علم أمبريقي لدراسة الثقافة وبالتالي ضرورة اعتماد التأويل الذي يبقى ممكنا.  
ويرتبط هذا الموقف ما بعد الحداثي متعدد التفسيرات والأصوات بموقفهم من فكرة اليقين، إذ يقررون استحالة الوصول إلى ما العلوم الطبيعية من يقين، وهنا يتساءل ما بعد الحداثيون: هل هناك أمل في أن تصل إلى معرفة يقينية؟ ويجيب جان فرانسوا ليوتار بالإيجاب على شرط يكاد يكون مستحيلا- على الأقل في المدى المنظور- هو أن تستطيع البشرية انتزاع المعارف والمعلومات من سيطرة واحتكار المحترفين والمتخصصين لتصبح ملكا للناس جميعا(11)  
إن ترويج أنصار الامبريقية المنطقية منذ عدة عقود للامبريقية المتطرفة قد أتى بآراء ناقدة ومتطرفة من قبل أنصار ما بعد الحداثة لا سيما بخصوص الرؤى الوضعية، واقترحوا علم تأويلي لدراسة الإنسان يكون بديلا للامبريقية المنطقية التي تعاني قصورا ونقصا في بعض جوانبها، ومن أبرز ذلك حاجاتها لنوع من التحقق غير العشوائي إضافة إلى حاجاتها غير الواقعية لبيانات موضوعية خام، وكذا عدم استنادها إلى منهج استقرائي مؤثر لاستنتاج مقولات موضوعية من البيانات الخام.
سادسا: الميثودولوجيا والبدائل ما بعد الحداثية في مجال الأنثروبولوجيا
1- المنهج الحديث أو ما بعد الحداثة:
يرى العديد من المفكرين أن المنهج العلمي ليس مجموعة محددة من الخطوات التي تلتزم ترتيبا معينا ليس لها أن تتجاوزه أو تعدله، وكأنه طائفة من الوصفات الناجحة، وليس هو مجرد منهج استقرائي أو استنباطي كالذي ألفنا ترديده لدى بيكون وجون ستيوارت ميل أوديكارت بحيث أوشكنا على تصوره لائحة أو قائمة بالتعليمات والإرشادات لا ينبغي الانحراف عن تطبيقها، فكل تلك التصورات إنما تنتمي إلى مراحل معينة من تطور العلم، وما دام العلم يتطور فلا بد أن منهجه أيضا يتطور فهو مركب مؤتلف مما نسميه بالاستقراء والاستنباط، وهو لا يقتصر على الاكتشاف فحسب بل يفضي إلى الإبداع أيضا، ويتميز العلم بمنهجه، فهو يتضمن مبادئ ومسلمات ويعالج الوقائع، ويقيم الفروض التي تربط بين الوقائع بواسطة مفهومات خاصة، لينتهي من ذلك إذا ما تحققت الفروض إلى صوغ القوانين والنظريات وهو في كل ذلك يصطنع الملاحظة والتجربة أداة له، متخذا من الرياضيات لغة لنتائجه كلما كان تكميم ظواهره المدروسة ممكنا(12)
غير أن أنصار ما بعد الحداثة لا يحبذون استخدام كلمة "منهج" رغم أنهم يخوضون فيما يسمى باستراتيجيات الحقيقة والمعرفة، والميثودولوجيا في أبرز معانيها هي الكيفية التي بمقتضاها يمكننا الولوج إلى دراسة موضوع ما حاز اهتمام الباحث.
وعموما يمكننا القول أن الميثودولوجيا هي مجموع الطرائق المنطقية والأدوات التي يستعين بها الباحث للوصول إلى اكتشاف الحقيقة من خلال دراسة الظواهر والوقائع، والكشف عن القوانين التي تتحكم في سير الظواهر،والميثودولوجيا الأنثربولوجية تعمل داخل عديد من الأطر النظرية في حالات مختلفة فقد يسودها التكامل والتناغم، كما يمكن أن تكون متناقضة ومتنافرة، غير أنها تتوحد في الغاية والهدف من خلال تقديم نماذج ارشادية.
إن ما بعد الحداثة ترفض الأرصاد والتفسيرات التي تقدم للثقافة والمجتمع، والتي تنتج عن المنهج والبحث العقلاني الموضوعي، وتقرر أنه لا توجد تفسيرات أو أرصاد متميزة للعالم، وهكذا لا تفتت حركة ما بعد الحداثة اليقين في مجال معرفي بعينه، ولكنها تفتت وتمزق التقاليد المعرفية والمنهجية التقليدية، ومع ذلك لا تقدم مناهج جديدة يعتد بها، وكل ما تقدمه هي مجموعة لا محدودة من التفسيرات الممكنة للعالم المحيط، وفي حين يرى البعض أن ما بعد الحداثة تقدم بديلا ميثودولوجيا يرى البعض الآخر أنها تسحب البساط من تحت أقدام كل المنهجيات، إن البحث الاجتماعي بعامة يرتكز على قناعة محورية بالمنهج.(13)
2- المناهج ما بعد الحداثية:  
وتشتمل ما بعد الحداثة على أسلوبين منهجيين رئيسيين إضافة إلى استراتيجية بحثية يمكننا حصرها فيما يلي:
1- التفكــيك:
يرتبط مصطلح التفكيك باسم جاك دريدا وان كان المفهوم ذاته موجودا في كتابات عدد من الفلاسفة والمفكرين المحدثين، ويعتبر المفهوم من أصعب المفهومات في كتابات وأعمال ما بعد البنائيين وأكثرها غموضا، ومع أنه يعتبر مفهوما مركزيا في أعمال دريدا إلا أنه لم يحاول أن يضع له تعريفا جامعا مانعا، وقد أدرك بعض أتباع دريدا هذه الصعوبة، ويقول جوناثان كللر   Cullerفي كتابه " عن التفكيك" " النظرية" " والنقد بعد البنائية" أنه يمكن أن ننظر إلى التفكيك من عدة زوايا: إما أنه موقف فلسفي أو إستراتيجية سياسية أو عقلية، وإما على أنه أسلوب أو طريقة للقراءة، وأن المهتمين بدراسة الأدب يأخذون التفكيك على أنه منهج للقراءة والتفسير(14)
ويشير ليتش Vincent;B,Leitch في دراسته عن  النقد التفكيكي إلى الفوضى الشاملة التي تنتج عن التفكيك بقوله" إن التفكيكية المعاصرة باعتبارها صيغة لنظرية النص والتحليل تخرب كل شيء في التقاليد تقريبا، وتشكك في الأفكار الموروثة عن العلاقة،واللغة، والنص، والسياق والمواقف والقاريء ودور التاريخ في عملية التفسير، وقد حاول كريستوفر نوريس تقريب المفهوم إلى الأذهان حيث يذهب إلى أن المفهوم يعني ضمنا إغفال أو التعاضي عن كل ما يعتبر قضية مسلما بها في اللغة، وفي تجربة الحياة اليومية على السواء بل وفي كل الإمكانات المتاحة، وبالتالي تعتبر مقبولة وسوية في مجال الاتصال والتواصل الإنساني. (15)
2- التأويل الحدسي:    
إن التأويل عكس التفكيك فإذا كان هذا الأخير يؤكد على القدرة النقدية الهدامة والسلبية، فان الأول يعبر عن وجهة نظر ايجابية، ومن أبرز خصائصه هو ابتعاده عن التفسير السببي، كما يمتاز بأنه:" تأويل ما بعد حداثي" تأويل " بين نصي" يزرع شكوكا حول العقل والعلانية، وينفذ قضية " الحقيقة" كما ينكر نظرية التمثيل الحديثة ويعتبرها أمرا مستحيلا واقعيا.
كما يختلف التأويل ما بعد الحداثي عن التفسير في العلم الاجتماعي الحديث، والتفسير التقليدي في العلم الاجتماعي الحديث هو محاولة العثور على الأسباب التي بتأثيرها تقع الحوادث، أو هو البحث عن الشروط والظروف المحددة التي تعين وقوع الحوادث(16)
ومن أبرز المعاني التي يعبر عنها التأويل ما بعد الحداثي هو فهم الثقافات كما لو كانت مثل " اللغة" وتندرج هذه الرؤية ضمن الاتجاه التأويلي في الأنثربولوجيا الذي يبتعد عن الأبنية الشكلية ويركز على تأويل الثقافات، كما أنه تأويل استبطاني أي ضد موضوعي: كما أنه نوع من البصيرة غير مستبطن من البيانات يسعى إلى تبديد الذاتية الحديثة، والتمييز بين الحقيقة والقيمة، وقد تولد عن هذه الرؤية في الأنثربولوجيا التمركز حول الآخر والإنصات له ومحاورته، مما أنتج ما يسمى بالسرد.
ويرى البعض أن النقد ما بعد الحداثي يلقي بظلاله على المعنى الذي وصل إليه البنائيون أو التفكيكيون، ويقرر أن المعنى لا يمكن أن يتحدد وأن هناك دائما وأبدا لا معنى، أي أنه ليس ثمة معنى حقيقي في أي نص من النصوص.(17)
3- الاثنوغرافيا متعددة المواقع:
تتشكل فكرة الاثنوغرافيا متعدد المواقع في اطار فكرة" النسق العالمي" وتحوي استراتيجيات فرعية تتحدى الافتراضات والتوقعات الكامنة في المنهج الاثنوغرافي ذاته، وقد أفرز رأس المال الفكري ما بعد الحداثي عدة أفكار ومفاهيم ساهمت في بلورة الاثنوغرافيا متعددة المواقع، والتي جاء ظهورها رد فعل للتغيرات الامبريقية التي تجتاح العالم، لسياقات الإنتاج الثقافي المتحولة وبتأثير ما بعد الحداثة، لم يعد ينظر إلى النسق العالمي على أنه إطار شامل متشكل نظريا يوفر سياقا للدراسة المعاصرة التي تتناول الشعوب والموضوعات المحلية التي يلاحظها الاثنوغرافيون ملاحظة لصيقة وعن كثب، ولكن أصبح هذا النسق متكاملا مع موضوعات الدراسة متعددة المواقع والمنفصلة وكامنا فيها.(18)
لقد أثارت إستراتيجية الاثنوغرافيا متعددة المواقع بعض الهواجس المنهجية، حيث يقرر النقاد أن الاثنوغرافيا تركز بؤرة الاهتمام على " اليومي" والمعرفة الحميمة " الوجه للوجه" بالمجتمعات المحلية الصغيرة والجماعات، وأن فكرة أن الاثنوغرافي ينبغي أن تمتد خارج نطاق المحلية لتمثيل نسق يمكن فهمه بعمق عن طريق النماذج المجردة وحشود الإحصاءات تبدو متناقضة مع طبيعة الاثنوغرافيا وتخرج بها عن حدودها المعروفة والاثنوغرافيا متعددة المواقع في رأي النقاد تؤدي إلى ضعف ناتج الدراسة الحقلية من معارف ومشاهدات ومعطيات.(19)    
سابعا:مشكلة المناهج ما بعد الحداثية
رغم هالة القداسة العلمية والدقة فوق المنطقية التي أضفاها أصحاب وأنصار ما بعد الحداثة على مناهجهم ما بعد الحداثية كالتفكيك مثلا الذي عبروا عنه أن يمتلك مناعة ضد النقد، من خلال استحالة تطبيق العقل الحديث والتحليل المنطقي في تحليل التفكيك، ورغم محاولة أنصار ما بعد الحداثة الهروب وتفادي النقد، نجد أن المناهج ما بعد الحداثية تعاني جملة من المشكلات التي يمكن حصرها فيما يلي:
- أن تناول المناهج ما بعد الحداثية للظواهر الاجتماعية والثقافية في ارتباطها بمحيطها السياسي والاجتماعي والاقتصادي يعرض جملة هذه المناهج بتأويلاتها إلى شبكة من التأثيرات والضغوط.
- بعثرة السلطة الاثنوغرافية وتوزيعها في الكتابة والنص الاثنوغرافي.
- التقليل من الذاتية وإتاحة الفرصة للآخر الثقافي ليتحدث عن نفسه، غير أن هذه القيمة مرتبطة بمدى قدرة الإخباري على فهم وإدراك بيئته الثقافية وواقعه المعيش بصورة صحيحة.
- نقد ما بعد الحداثيون المناهج السابقة عنهم بسبب اعتمادها النظام، غير أن هؤلاء نجد ممارساتهم لا تخلو من " نظام" و" صرامة".
- يرى بعض النقاد أن التفكيك الذي اعتمده كثيرا ما بعد الحداثيون أصبح يبدو أكثر ضعفا وأكثر بعثا على الملل و النقص، فهو لا يقدم إسهاما منهجيا ايجابيا وفعالا.
- انصب النقد ما بعد الحداثي على " المركب" و" التعميم" وقد نتج عن ذلك تقييد لمقولة" الكل سائر" لأن ما بعد الحداثة تستثني المركب والتعميم بين أشياء أخرى.
- تميز التفكيك بالعدمية وفوضى التأويل، فيرى البعض أن التفكيك يؤكد على لا نهائية المعنى أو الدلالة، فقد انتقل المعسكر التفكيكي من رفض صريح لقصور البنائية بأنساقها وأنظمتها في تحقيق المعنى، إلى حق القارئ. كل قارئ في تحقيق المعنى الذي يراه ثم إن القول بلا نهائية المعنى ارتبط بالقول بأنه لا توجد قراءة صحيحة وقراءة خاطئة، ولكن توجد قراءات لا نهائية حتى القول بأن كل قراءة إساءة قراءة كان يشير ولو بصورة ضمنية إلى أن كل قراءة إساءة قراءة هي قراءة صحيحة أو مناسبة على الأقل إلى أن تجئ قراءة\ إساءة قراءة أخرى تفككها، إذن كل إساءات القراءة، باستخدام قواعد المنطق البسيط، قراءات صحيحة إلى حين، والربط بين المقولتين السابقتين يؤدي في نهاية الأمر- كما يرى بعض معارضي إستراتيجية التفكيك إلى اللامعنى، أي أن التفكيك من ناحية انتقل من نقيض إلى نقيض حينما رفض قصور النموذج البنائي في تحقيق المعنى وتحول إلى المعنى اللانهائي.(20)
الخـــــاتمة:
في خاتمة هذا المقال يمكننا القول أنه إذا كان تيار ما بعد الحداثة، قد أثار العديد من القضايا الجدلية في أوساط العلم الاجتماعي عموما، والأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية بوجه خاص، فنرى أن أغلبية الأنثربولوجين يدافعون عن كينونة الأنثربولوجيا باعتبارها علما أمبريقيا، وإذا كان في زاوية من زوايا الدراسة الحقلية تحضر الذاتية من قبل الباحث فهذا لا يلغي إمكانية التفكير في ايجاد أنثربولوجيا موضوعية امبريقية.
كما يؤكد بعض النقاد أن الموقف ما بعد الحداثي مآله إلى العدمية، وفي المقابل يقر تيار ما بعد الحداثي أن الانتقادات ما بعد الحداثية التي امتازت بعنف تجاه الابستيمولوجيا والمنهج الأنثربولوجي أملها هو إعادة بناء علم أنثربولوجي جديد، وليس إعلان موت علم الأنثربولوجي، والعلم الاجتماعي فالفكر النقدي في أي مجال من مجالات العلم هو ثورة على التسليم بالوصول إلى اليقين، ومراجعة الثوابت وزعزعة المناهج المسلم برسوخها.



الهوامش والمراجع
 
1-  جان فرانسوا ليوتار: الوضع ما بعد الحداثي، تقرير عن المعرفة، ترجمة أحمد حسن، دار شرقيات، القاهرة، 1994، ص27.
2- مصطفى خلف عبد الجواد: قراءات معاصرة في نظرية علم الاجتماع،"مترجم" مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، القاهرة، 2002، ص180.
3- مصطفى خلف عبد الجواد: قراءات معاصرة في نظرية علم الاجتماع، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، القاهرة، 2002،ص126.
4- مارغريت روز: ما بعد الحداثة، ترجمة أحمد الشامي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1994، ص102.
5- باتريك قورت، جين لوك جامارد: من الابستيمولوجيا الى الأنثربولوجيا وبالعكس، أفكار متبادلة ومتعارضة، ترجمة، عبد الحميد فهمي، مجلة ديوجين، 180، ص117.
6- محمد علي الكردي:الحداثة وما بعد الحداثة في الفكر الغربي، مجلة ابداع، ع07، يوليو 1996، ص27.  
7- أحمد عبد المعطي حجازي: الحداثة لا ما بعدها، ابداع، ع11، نوفمبر، 1992،ص08.
8- صلاح قنصوه: فلسفة العلم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002، ص145.
9- أحمد أبوزيد: البنائية، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، القاهرة، 1995، ص290.
10- عبد العزيز حمودة: المرايا المحدبة- من البنيوية الى التفكيك، عالم المعرفة232،أبريل 1998،  ص291.
11- صلاح قنصوه: مرجع سابق، ص149.
12- عابد خزندار: عن الحداثة وما بعدها، إبداع، ع 11، نوفمبر، 1992، ص76.
19- Ibid,p83
13- عبد العزيز حمودة: مرجع سابق، ص397.
-14  Edrain Ardener,Social Anthropology,America Ethnologist,vol,16,1989,p137
15- Zygmunt Bauman,Is there apostmodern sociology? Theory culture and society,vol  05,1988,p218.
16- Marcus, G,E,Marcus,Ethnography through thick and thin Princeton university press.newjersey , 1998.p184
17- Paul Smith, writing general knowledge and postmodern Anthropology, unpublished internet.
18- Rosenau,P,M,postmodernism and the social sciences,Insights,Princeton university press.1992,p117
19- Marcus,G,E,Ethnography through thick and thin,Princeton university press.newjersey , 1998,p81


عدل سابقا من قبل باحث اجتماعي في الخميس أكتوبر 08, 2015 2:27 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة.   الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة. Emptyالخميس أكتوبر 08, 2015 2:24 pm

المقاربات النظرية والمنهجية في بحوث ودراسات علم الاجتماع في مصر
أولا: حول الإشكالية:-
    نحو قرنين من الزمان مرت على تأسيس علم الاجتماعية، شهد العام خلالها تطورات هائلة في بنيته العلمية وخضعت عملية إنتاج المعرفة فيه لعملية تطور مستمر متأثرة بالظروف التاريخية التي تشهد إنتاج هذه المعرفة. وتتجسد هذه التطورات في مشهدين كبيرين. مشهد القرن التاسه عشر حيث ظهرت مدارس وتيارات متنوعة بدءاً من الوضعية كما صاغها أوجست كونت خلال القرن التاسع عشر وكما تطورت في أعمال إميل دوركايم التي تعد صياغاتها النظرية والمنهجية بداية علم الاجتماع الحسي والتجريبي الكلاسيكي.
    برزت نظريات "الفهم والتأويل" وتتمثل في أ‘مال من ماكس شير في نهاية القرن التاسع عشر، الظاهراتية كما طورها أدموند هوسرل.
    ظهرت الماهية الجدلية كما صاغ أسمها المنهجية كارل ماركس خلال القرن التاسع عشر، والتي اعتبرها البعض فنا خطابيا يسعى أن يبلغ درجة الكمال النظري ولاعتبارها منطق التفكير والمعرفة الأرقي التي تشرع لبقية العلوم.
    فقد تعرض الخطاب الوضعي في علم الاجتماع من خطاب يتسم بالحتمية والوحدة إلى خطاب نسبي وتعددي في القرن العشرين. ومن أهم التيارات التي برزت في هذا السياق: الوظيفة كما صاغها كل من بارسونز وميرتون.
    وفي مقابل هذه التيارات برزت مجموعة أخرى من المقاربات النظرية التي تنتمي إلى حقول صرفية متنوعة كالأدب والنقد الأدبي، اللغة، علم الاجتماع ومن البنيوية، "وما بعد البنيوية"، ونظريات الممارسة الاجتماعية والتي عرفت بنظريات علم الاجتماع التشكيلي.
    يمكننا إذن أن نجمل التطورات التي شهدها علم الاجتماع خلال تاريخه فب ثلاث رؤى استطاع من خلالها علماء الاجتماع قراءة الواقع الاجتماعي وتحليله:
1- الرؤية الوضعية متأثرة بأعمال إميل دوركايم وتالكوت بارسونز في مقابل رؤية تأويلية متأثرة بفكر ماكس فيبر.
2- المادية التقليدية كما تجلت في أعمال ماركس، اجلز، التوسير وامتدادها عند مدرسة فرانكفورت (جورج لوكاش، جان بول سارتر وغيرها).
3- التحولإلى التأويل والفهم ودراسة العلل والأسباب والعلاقة بين البناء والفعل العام والخاص، الذاتي والموضوعي.
    ولا تعكس هذه الرؤى الثلاث تطورا مرحلياً بمعنى الانتقال من مرحلة إلى أخرى، فما تزال التيارات الثلاث يتغذى منها علماء الاجتماع، فالوضعية مازالت مستمرة وينهل منها عدد كبير من الباعثين، وكذلك المادية الجدلية إلى جانب التيارات التأويلية في صورتها الحداثية وما بعد الحداثية.
    وإذا ما انتقلنا من تجسيد واقع تطور علم الاجتماع على المستوى العالمي إلي علم الإجتماع في مصر، فقد تأسس علم الاجتماع منذ ما يربو عن ثمانية عقود، تغيرت فيها الظروف التاريخية التي ظهر في إطارها العلم مثلما تغيرت الظروف التي نما فيها العلم على المستوى العالمي، فهل تطور العلم وتطورت الرؤى النظرية والمنهجية لكي تتساوق مع الظروف التاريخية المتغيرة، وهل استطاع أن يطور أطراً نظرية ومنهجية تتلائم وطبيعة السياق الاجتماعي الثقافي المتعغي، أم أن هناك أزمة على مستوى النظرية والمنهج؟
ثانيا: المنهجـــية:
    لابد أن تعرض التي لحقت بالعلم على كل من واقع علم الاجتماع في مصر من خلال عرض لأهم سمات علم الاجتماع في مصر منذ نشأته وأيضا من خلال قراءة تحليلية لمجموعة الماجستير والدكتوراه التي أجيزت من أقسام الاجتماع بالجامعات المصرية خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين وذلك للاعتبارات الآتية:
1- تلك الفترة التي شهدت الخلاف الجدلي الذي كان يميز علم الاجتماع والتي بات البحث السوسيولوجي خلالها يضم اتجاهات نظرية ومنهجية متنوعة.
2- تمثل أطروحات الماجستير والدكتوراه للدراسات والبحوث التي من المفترض أن تتضح فيها الأطر النظرية والمنهجية التي يتبناها الدارسون لتحليل وتفسير القضايا التي يدرسونها.
3- من المفترض أيضا أن تكون هذه الفترة التاريخية هي التي شهدت تطورات مجتمعية هامة في الدراسات والبحوث المصرية.
ثالثا: الأدبيــــــــات:
    تناول التراث البحثي حول قضايا النظرية والمنهج في علم الاجتماع العلاقة بين الحداثة وما بعد الحداثة وما أفرزته المرحلتان من تيارات نظرية ومنهجية لتفسير الظروف والتطورات السوسيوتاريخية للمرحلتين. ففي سياق مشروع الحداثة نشأ علم الاجتماع ومن ثم اتباطت النظرية السوسيولوجية بتجسيد جوانب المجتمع الحديث. فقدمت الوضعية نموذجها في دراسة المجتمع ونادت بضرورة دراسة الظواهر الاجتماعية دراسة علمية وضعية، كما تناولت مشكلات المجتمع الصناعي الحديث. قدم فيبر أعمالاً هامة تدور في ذلك المجتمع العربي الحديث، كما نقد ماركس مشروع الحداثة ودعا إلى تجاوزه نظريات ما بعد الحداثة كانعكاس لمجموعة من الظروف والتطورات السوسيوتاريخية تختلف عن الظروف التي تجسد فيها مجتمع الحداثة وارتبطت بانبثاق مفاهيم مثل ما بعد الرأسمالية، ما بعد الصناعي، الثقافة الكونية، ولعل ذلك ما دعا علماء الاجتماع إلى إفراز مقولات نظرية تتوائم مع ظروف المرحلة الجديدة، فقد تجاهل منظرو ما بعد الحداثة وجود النظام الاجتماعي حيث رأو أن الواقع يتسم بالتفكيك والتعدد، كما أنهم أعانوا موت كل ما هو اجتماعي وانتهاء علم الاجتماع.
    هذا وقد أفضت القراءة للأدبيات المعنية بقضايا النظرية والمنهج في علم الاجتماع على المستوى العالمي والمحلي إلى عدد من النتائج الهامة التي أود الإشارة إليها والتي تلقي الضوء على موضوع دراستنا الراهنة:
- أشار إلى الحاجة إلى وجود نظريات سوسيولوجية جديدة مع بداية ذلك لصنع الأحداث الموجودة في هذا العصر. وٌد أشار جيدنز إلى نفس القضية وهي ضرورة فحص وتمحيص النظريات الوسيولوجية والمفاهيم الخاصة بها خاصة مع التحولات التي سادت العالم. أي أن جيدنز عبر من وجود أزمة في علم الاجتماع تتمثل في تبني الخطاب الروضعي وعلى علماء الاجتماع تخطي هذه الأزمة بالتحول نحو التحليل التأويلي للحياة الاجتماعية. كما يظن لوتار أيضا موت كل ما هو اجتماعي وانتهاء العلاقات الاجتماعية الحقيقية ليحل محلها صورة محاكية تصور ذلك الواقع وينتج عنها سيادة صور الواقع وليس الواقع نفسه.
- مقارنة بين مرحلتي الحداثة وما بعد الحداثة وفي هذا الصدد نود أن نشير إلى عدد من الدراسات التي قارنت بين مرحلتي الحداثة وما بعد الحداثة وطبيعة الرؤى النظرية والمنهجية التي تميز كل مرحلة منهما.
1- تشكل مشكلة النظام جوهر دراسة علم الاجتماع في مرحلة الحداثة في حين يرى منتظري ما بعد الحداثة أن الواقع الاجتماعي يتسم بالتفكك والتشظي ومن ثم يشهد حالة من "اللانظام".
2- ارتبطت نظرية علم الاجتماع الكلاسيكية بنشأة المجتمع الصناعي الحديث، بينما ارتبطت نظريات ما بعد الحداثة بظهور مجتمع ما بعد الصناعة وانبثاق الرأسمالية المتأخرة مما يدعو إلى اختلاف التنظير في كل من المرحلتين.
3- يتشكل النظام الاجتماعي في فكر الحداثة من مجموعة من العناصر البنائية التي ينتظم حولها أي مجتمع، بينما يكمن النظام الاجتماعي في فكر ما بعد الحداثة في اللغة حيث يمكن استقراء الواقع من تلك الخطابات والنصوص.
4- يرى علماء اجتماع مرحلة الحداثة المجتمع باعتباره نسق اجتماعي قائم بذاته ومستمر في البقاء بفعل قواه الخاصة التي تعلو عن مجموع أفراده، في حين ترى اتجاهات ما بعد الحداثة أن المجتمع عبارة عن مجموع الجماهير التي تشكل وتطور أنماط منظمة للفعل الاجتماعي ومن ثم فإن إرادة الأفراد تعلو على إرادة المجتمع.
5- يرفض منظرو ما بعد الحداثة مفهوم المجتمع والثقافة ارتباطا من "موت كل ما هو اجتماعي"، حيث أصبحت الثقافة في المنظور المابعد حداثي تتداخل بين الحقول الاقتصادية والثقافية ولم تعد تقتصر على مجموعة الأنشطة والممارسات الإنسانية.
6- مثلت إشكالية العلاقة بين الفرد والمجتمع اشكالية أساسية في النظرية الاجتماعية في مرحلة الحداثة، بينما اختفت تلك الإشكالية في مرحلة ما بعد الحداثة.
7- التحول عن النظريات يرى اتي اتسم بها الحداثة، إلى النظريات للتعددية والتفككية لكي نتوقع مرحلة ما بعد الحداثة.
8- تشير كافة الأدبيات المعنية بنظرية علم الاجتماع إلى الأفكار التي قدمتها النظرية النقدية في علم الاجتماع تعتبر الخط الفاصل بين نظريات الحداثة وما بعد الحداثة. وقد بدأت حركة النقد في إطار مدرسة فرانكفورت... التي بدأت في عشرينات ق 20 –بتوجه اشتراكي ولكنها عادت مرة أخرى لتبلغ ذروة تأثيرها الرديكالي في ميادين عديدة كالأدب والفن والسياسة في ستينات نفس القرن، فقد قدم مفكروا هذه المدرسة تحليلا للأشكال الجديدة للدولة الرأسمالية، كما أشاروا إلى أهمية الاتصال الجماهيري والثقافة في المجتمعات الرأسمالية، وقاموا بتطوير بعض محاور النقد الأولية للمجتمع الإستهلاكي في التنظيم المعاصر. كما وقف منظرو مدرسة فرانكفورت موقفا مناهضا للنزعة الوضعية.
    وعلى الرغم من أن هابرماس يختلف عن الجيل الأول لمدرسة فرانكفورت إلا الوريث الشرعي لهذه المدرسة حيث أنه لم يكتف بالنقد عن رغبته في تحديد نظرية اجتماعية منظمة مبنية على التفكير الزرائعي، ذلك التحليل النفسي لوصف ما يقصده بالعلم.
    علاوة على الدور الذي لعبه المنتمون إلى مدرسة فرانكفورت، تزعم "رايت ميلز" التيار النقدي المبكر في علم الاجتماع، حيث ذهب بأن علم الاجتماع هو علم إنساني بالدرجة الأولى لا يهدف إلى الوصول إلى القوانين والنظريات العامة وإنما يهدف إلى فهم الإنسان في المجتمع بكل ما يحيط بهذا الإنسان من استغلال. ولقد آمن ميلز –مثلما آمن مفكري مدرسة فرانكفورت- بقيم الحرية والحقل والبحث عن الحقيقة، كما أنه ربط بين نقد الواقع ونقد النظرية التي تفسر ذلك الواقع.
رابعا: المنهج في علم الاجتماع:
    شهدت بحوث علم الاجتماع ازدهاراً فائقاً في شتى بقاع العالم منذ صدور مؤلف دوركايم "المنهج في علم الاجتماع" وحتى سبعينات القرن العشرين، فقد ازدهرت المناهج الكمية والكيفية على السواء من أجل جمع أكبر مادة إمبريقية جمعا منضبطاً من أجل النظر في تحليلهل وتفسيرها واستنطاق النتائج منها، كما شهدت عشرينات القرن العشرين الاستفادة من الإحصاء لا لمجرد وسيلة لوصف الظواهر الكبيرة وصفا دقيقاً وإنما كأداة تحليلية لآي قدر من البيانات باستخدام منهج العينة خاصة في دراسات السوق وغيرها من الأغراض التجارية وقياس الرأي العام وبحوث الاتصال وغيرها.
    ورغم التطورات التي حدثت في مناهج العلم الكلاسيكية، إلا أن هناك اتفاق بين علماء ما بعد الحداثة حول ثلاث محاور أساسية فيما يتعلق بمناهج البحث:
- إنتهاء الزعم بالتفرقة بين مناهج "كمية" وأرى "كيفية".
- إتصاف مناهج البحث ما بعد الحداثة بأنها ذات طابع محدد حيث أن لكل منهج نطاق يظهر فيه كفاءته أكثر من غيره.
- تجاهل قيمة التحليل متعدد الرسائل الحصرية على نتائج ثابتة وفتح فقرات الاتصال.
    ويمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى أربعة اتجاهات منهجية:-
1- الفينومينولوجيا: ظهر هذا الاتجاه لسببين: الأول: ضرورة الاستفادة من المناهج العلمية التي ساعدت في عملية البحث عن الحقيقة والتوصل إلى المعرفة بصورة أكثر واقعية. الثاني: ظهور الأزمات العلمية التي واجهت علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية الأخرى لعجزها عن تقديم تعليلات وتفسيرات واقعية للعديد من القضايا والمشكلات.
    ويرى بعض أنصار هذا الاتجاه ضرورة أن يقوم المنهج الظاهراتي على مسلمتين أساسيتين: الأولى الإمتناع كلية عن إصدار أي أحكام ترتبط بموضوع الظاهرة المدروسة، وعدم تجاوز حدود التجربة الذاتية وقدرتها على إدراك الحقائق الخارجية التي يكون مصدرها الحواس والتي يمكن إدراكها عن طريق الخبرة والوعي بها.
2- الاثينوميثودولوجيا:ويقصد بها الطرق والأساليب التي يستخدمها الأفراد في فهم وتحليل الأشياء وإعادة اختبارها ودراستها لفهم الحياة الاجتماعة والمجتمع الذي يعيشون فيه، يرفض أنصار هذا الاتجاه التفسيرات الاجتماعية البنائية على أنها تفسيرات، كما أنها نفتقر إلى إدراك وقائع التفاعل.
3- الاتجاه البيوجرافي – الاوتوبيوجرافي: لقد استخدم هذين المصطلحين "السير" و"السير الاتية" في التراث الغربي الأدبي قبل استخدامها في العلوم الإنسانية. ويشير المصطلح الأول إلى سر حياة الشخص إعتمادا على وثائق تاريخية أو من خلال الوثائق والمقابلات مع الشخص صاحب السيرة أو آخرين من محيطة. "ببناء الواقع الاجتماعي".. التي عبرت عن رغبة الباحثات التسويات في وصف وتوثيق حياة النساء من خلال خبراتهن الشخصية.
4- الهرمنبوطيتا-منهجية التأويل: العلوم، ولا يعد التأويلي عملية موضوعية بل عملية ذاتية من أجل الوصول إلى الموضوعية. ولقد انشغلت الهرمنيوطيقا لفترة طويلة من الوقت بتحليل النصوص المكتوبة، إلا أنه اتسع نطاق التأويل ليذهب إلى أبعد من النصوص المكتوبة من خلال فتح آفاق جديدة في موضوعات التأويل، حيث استند إلى اللغة في سياقها اليومي أو اللغة كما تمارس في الحياة، تتسع دائرة التحليل الهرمنيوطيقي مستخدمة نفس الأدوات التي تستخدم في تحليل النصوص وتطبيقها على عالم الحياة الاجتماعية.
• الاتجاه التفكيكي: وثمة اتجاه آخر يرتبط بمنهجية التأويل (الهرمنيوطيقا) وهو الاتجاه التفكيكي (أما ما يُعرف بالمدرسة التفكيكية). ولقد درس مدسة التفكيك وصاغ مقولاتها النظرية "جاك دريدا"، وعلى الرغم من أن اتجاه دريدا ينتمي إلى النقد الأدبي، إلا أن أعماله وثيقة الصلة بالعلم الاجتماعي، وهي استراتيجية مختلفة للقراءة عن الهرمنيوطيقا، فهي قراءة تطل ما يصمت عنه النص. وترى المدرسة التفكيكية الخطاب يعاد إنتاجه بصفة مستمرة ولا يموت بموت كاتبه، لذا يدعو التفكيك إلى الكتابة بدلا من الكلام، إذا فالتفكيك يدعو إلى أهمية الخطاب المكتوب بدلاً من الخطاب المنطوق.
    وقد استطاعت التفكيكية أن تكون علاقة واضحة مع العلوم الاجتماعية من خلال أعمال "ميشيل فوكو" بالمقارنة بأعمال "دريدا" في مجال التحليل الثقافي وتحليل الخطاب.
    يرتبط بقضية القوة وأثار هذه القوة ما يشير إليه مفهوم "أركيولوجية المعرفة" عند فوكو وتجسد عبارة "جينولوجية المعرفة" توجها تاليا عند فوكو، حيث اهتم بالكيفية التي يتحكم بها الناس في أنفسهم وفي الآخرين من خلال إنتاج المعرفة، وهو يرى أن المعرفة ضمن أشياء أخرى تولد القوة بتشكيل الناس كفاعلين ثم التحكم في الفاعلية بالمعرفة. ومن هنا مثل مفهوم الخطاب مفهوما رئيسيا في علوم ما بعد الحداثة.
    وبناء على هذا لخص لنا جبدنز مهمة علم الاجتماع في مرحلة ما بعد الحداثة في كتابة "قواعد جديدة للمنهج في علم الاجتماع"، على النحو التالي:
1) إن العالم الاجتماعي على خلاف العالم الطبيعي يجب أن يفهم بوصفه إنجازا للذوات الإنسانية النشطة التي تتصف بالمهارة والتمرس.
2) وأن صياغة هذا العالم يوصفه عالما "ذا معنى" أو قابل للتفسير" و"الفهم" يعتمد على اللغة. ولا تعد هذه اللغة مجرد نسق من العلامات والرموز، وإنما ينظر إليها كوسيط للنشاط العملي.
3) ويعتمد العالم الاجتماعي بالضرورة على نفس المهارات التي يعتمد عليها أولئك الذين يسعى لتحليل سلوكهم حتى يستطيع وصفه.
    ويذهب جيدنز إلى أنه رغم تنوع الأطر الفكرية التي تنتمي إليها المدارس التفسيرية في الفكر الاجتماعي إلا أنها ترتبط ببعض العلاقات وتجمع بينها قضايا مشتركة أهمها اللغة وعلاقتها بالفهم التفسيري للأفعال الإنسانية.
خامسا: علم الاجتماع في مصر:
1- خصائص علم الاجتماع في مصر:
    أشارت العديد من الأدبيات التي تناولت وضع علم الاجتماع في مصر إلى عدد من الخصائص التي أثرت على تطور هذا العلم:
‌أ- اتسمت نشأة العلم – التي تربو على ثمانين عاماً- بأنها نشأة فوقية بدأت في إطار مؤسسة الجامعة حيث ظل علم الاجتماع لفترة طويلة منحصراً داخل جدران الجامعة حيث ظل علم الاجتماع لفترة طويلة منحصراً داخل جدران الجامعة درساً وتلقينا وتأليفاً، ولقد عبر عن ذلك محمد الجومزي بقوله: "لقد دخل علم الاجتماع في مصر من الباب الفرنسي وكانت أول الأخطاء في مسيرة هذا العلم وأبرزها أن أول الأفلام التي كتبت كتابات أكاديمية خلطت بين الترجمة والتأليف... فتباعدت مع الزمن عن البحث الميداني لواقع المجتمع المصري".
‌ب- تبعية علم الاجتماع على كل من المحتويات النظرية والمنهجية ونوعية الموضوعات، فمن حيث المقاربات النظرية ظل الاتجاه الوثيقي مسيطراً على العقوبات المنهجية فقد انحصرت في الدراسات الامبريقية الكمية التي يعتمد بصفة أساسية على منهج المسح الاجتماعي والدراسات الوصفية واستخدام الاستبيان كأداة أساسية.
‌ج- أغفل علم الاجتماع منذ نشأته القضايا والمشكلات المتعلقة بالمجتمع، حيث ركز على المشكلات التي تتشابه مع المجتمعات الغربية وأغفل المشكلات المجتمعية النابعة من طبيعة المجتمع ذاته.
‌د- ولقد أشار محمود الكردي إلى هذه الخواص الأخلاى لعلم الاجتماع في مصر أطلق عليها "التخصص المغلق" الذي يفسر فيه العلم كل ظواهره من داخله ويستلهم تفسيراته من إطاره المرجعي الذاتي.
2- قضايا بحوث ودراسات علم الاجتماع في مصر:
أ‌- القضايا البعثية: تتناول هذه الفقرة الموضوعات التي تناولها أطروحات الماجستير والدكتوراه التي أجيزت من أقسام الاجتماع بالجامعات المصرية خلال العقدين الآخيرين من القرن الماضي وهي الفترة التي شهدت تحولات اجتماعية هائلة على المستوى العالمي والمستوى القومي... فعلى سبيل المثال، تم ضم الموضوعات الخاصة بالحركات الاجتماعية ودراسات العنف والتدرج الاجتماعي والمجتمع المدني إلى دراسات الاجتماع السياسي نظراً لارتباطها الوثيق بهذا الفرع من التخصص.
ولقد أمكن تصنيف هذه البحوث دراسات تحت القضايا التالية:
على وجه التحديد كالتحليل التاريخي في علم الاجتماع على سبيل المثال.
‌أ- نظرية علم الاجتماع: وتتناول الدراسات المعنية بتطور النظرية من الحداثة إلى ما بعد الحداثة والدراسات الخاصة بنضرة الايديولوجيا وعلاقتها بنظرية علم الاجتماع.
‌ب- التنمية: وتتناول الأعمال التي عرشت لقضايا التنمية والتغير الاجتماعي والهجرة والقيم وعلاقاتها بالتنمية، ودور المنظمات الأهلية في أحداث التنمية، ولا سيما التنمية الريفية.
‌ج- الأعلام والاتصال: وهي موضوعات ترتبط بقضايا التنمية، كدور الإعلام الديني في تغير لقيم الأسرية في الريف والحضر، الإعلان ودوره في تغير القيم، الإعلام وتشكيل الوعي.....إلخ.
‌د- دراسات الفقر: وتناولت موضوعات ثقافة الفقر، الفقر وعلاقته ببعض المتغيرات كالسلوك الإنجابي، كيفية التكيف مع الفقر.
‌ه- المرأة: وتضمن الدراسات التي أجريت على دور المرأة في التنمية، الأدوار الإنتاجية للمرأة الريفية، العمل المنزلي وتأثيره على المرأة، تغير مكانة المرأة، الوعي الاجتماعي للمرأة.
‌و- الاجتماع السياسي: ويتضمن موضوعات، المشاركة السياسية، الأحزاب، الحركات السياسية الدينية وغير الدينية.
‌ز- الأسرة: وتشمل أيضا دراسات حول دور المرأة في الأسرة، التنشئة الاجتماعية للأطفال، أشكال الأسرة في الريف والحضر، الطلاق، تعدد الزوجات.
‌ح- علم اجتماع الأدب: وتناولت الدراسات التي ربطت بين الأدب والمجتمع، السياسة، الفن والمجتمع.
‌ط- الجريمة: وتضمنت دراسات حول الجرائم المستحدثة وخاصة الجرائم الاقتصادية، جرائم المرأة، النشل، السرقة بالإكراه أساليب الضبط الاجتماعي.
‌ي- علم الاجتماع الطبي: التحليل الاجتماعي الصحة والمرض في العالم الثالث، اتخاذ القرار في المستشفى وعلاقته بالرعاية الصحية، الأبعاد الاجتماعية لمرض الفشل الكلوي.
‌ك- التصنيع والتحضر والهجرة: وشملت موضوعات الحياة الاجتماعية داخل المدن الحضرية والمدن الجديدة الصناعية، التحضر ونمط العمالة.
    فقد احتلت قضايا التنمية بنصيب وافر من هذه الدراسات وأيضا الدراسات التي تنتمي إلى علم الاجتماع السياسي، ودراسات التصنيع والهجرة.
    الدراسات التي احتلت مساحة من الاهتمام والتركيز خلال الفترة من 1980 وحتى نهاية القرن، فيمكننا أن نلاحظ أن الدراسات التي تندرج تحت مجال علم الاجتماع السياسي تشغل نسبة عالية من مجالات الاهتما أربع وستون دراسة بنسبة 35.8% من مجموع الدراسات التي تبلغ 211 دراسة، تليها دراسات التنمية، ثم ليها دراسات التصنيع والتحضر والهجرة.
    والجدير بالذكر، أن هناك ملامح لحضور مثل هذه القضايا منذ منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة وهو ما أوضحته النظرة السريعة على الدراسات التي قيد الدراسة والبحث.
    انحصار العديد من موضوعات الدراسة والتي تناولها التراث العالمي والتي عكست التحولات التي شهدها العالم خلال هذه الفترة كدراسات الإعلام والاتصال، قضايا البيئة، العنف وخاصة العنف ضد المرأة.
    النسبة الأكبر من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تم قراءتها لم يتضح فيها الاتجاه النظري الذي تبنبه في الدراسة. ربما يرجع ذلك إما لتعداد الرؤى والمداخل النظرية التي يتبانها الباحث والذي يصعب معه تحديد أي من هذه المداخل النظرية استخدم في تحليل وتفسير القضية موضوع الدراسة. وأمثلة على ذلك الدراسة بعنوان " العمل المأجور لربة البيت"، اعتمدت الدراسة –أو كما تذهب الباحثة- على كل المداخل النظرية:
1) المدخل الأنثربولوجي بأدواته.
2) المنهج الثقافي.
3) البناية الوظيفية.
4) المادية التاريخية، التبعية، الأسر الذي يكشف مدى وعي الباحثة بأهمية الإطار النظري في توجيه مسار البحث.
5) وفي دراسة أخرى من نفس الكلية تذهب الباحثة بأن بحثها بحث أنثروبولوجي، سوسيولوجي فلكوري، ومن ثم اعتمدت على عدد من المداخل النظرية.
    ومن الملاحظ –تبويب رسائل الماجستير والدكتوراه وجدوا فصلا نظريا بعنوان "الإطار النظري للدراسة"، يتناول هذا الفصل –في أغلب الدراسات- مفاهيم وقضايا الدراسة. فعلى سبيل المثال:
    في دراسة بعنوان "التحضر والحراك الاجتماعي" يقوم الباحث بتحديد مفهوم التحضر والمفاهيم المرتبطة به، مفهوم الحراك الاجتماعي والمفاهيم المرتبطة به ولم يعرض للنظريات التي تناولت قضية الحراك أو التحضر أو الكيفية التي يمكن من خلالها تحليل وتفسير نتائج الدراسة التي يقوم بها.وفي دراسة أخرى "الأحزاب الحالية في مصر" فيمثل الإطار النظري في عرض مفاهيم مثل: الديموقراطية، الأحزاب، تاريخ النظام الحزبي في مصر، المشاركة السياسية".
    وفي دراسة عن "أثر التصنيع على التحولات الاجتماعية: دراسة ميدانية في قرية مصرية" يذهب الباحث بأن دراسته: "محاولة للإسهام في وضع علم جديد هو "علم اجتماع التحول، يقصد تبني تدخل تكاملي في دراسة ظاهرة التحول واختيار كفاءة النظريات المتناثرة" وهكذا....الخ.
    سيادة التياران الأساسيين اللذان شكلا الفكر السوسيولوجي في مصر طوال تاريخه، وهما:

أ‌) الاتجاه الوظيفي.
ب‌) المادية التاريخية.
    والجدير بالذكر، أن معظم الدراسات لم ترع خاصية "الكواسة المنهجية" باختيار المناهج الملائمة لطبيعة القضايا المدروسة:
أ‌- ففي دراسة تنتمي إلى "علم إجتماع الأدب" بعنوان " النصوص الشعرية في كتب الثانوية العامة: دراسة في علم اجتماع كان من المتوقع أن يستخدم الباحث واحداً من المناهج التأويلية والتفسيرية إلا أنه استخدم الاستبيان.
ب‌- ففي دراسة بعنوان "التأثيرات التبادلية من القرية والمدينة تحليل سوسيولوجي لنمط التحضر في مصر في القرن التاسع" اعتمد الباحث على مناهج كمية وكيفية، تتمثل المناهج الكيفية في أسلوب القراءة عند ألتوسر، وأسلوب تحلل الخطاب عند فوكو، أما الأساليب الكمية فتمثلت في الأساليب الإحصائية في تصنيف وعرض البيانات الكيفية.
    ثم ملاحظة أخيرة كشفت عنها قراءة الأطر المنهجية للبحوث والدراسات وهي عدم تمثيل العينات المختارة للدراسة مع حجم المجتمعات أو طبيعة الموضوعا. كما يخلط كثير من الباحثين بين المنهج والأداة والطريقة والموائمة بينهم.
بحوث دراسات علم الاجتماع في مصر: مناقشة ختامية:
    وعن وضع علم الاجتماع في مصر، وطبيعة المقاربات النظرية والمنهجية التي تناولتها بحوث ودراسات علم الاجتماع في مصر من خلال أطروحات الماجستير والدكتوراه التي اجيزت من أقسام الاجتماع بالجامعات المصرية خلا الربع الأخير من القرن العشرين، وهي الفقرة التي شهدت تحولات نوعية على مستوى كل من النظرية والمنهج. ولقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج العامة نجملها فيما يأتي:
1- شهدت الفترة الزمنية التي تناولتها الدراسة حضوراً طاغياً لعدد من القضايا البحثية التي تعكس الظروف والمشكلات التي تواجه المجتمع المصري، وعلى الرغم من تراجع دراسات التنمية إلى حد ما خلال فترة التسعينات، إلا أنها مازالت تمثل مكانة بارزة بين الموضوعات الأخرى، الأمر الذي يجعلنا نذهب بأنها "قضية كل العقود".
2- تتصف بحوث ودراسات علم الاجتماع في مصر ببعض الوضوح فيما يخص المقاربات النظرية التي توجه هذه البحوث والدراسات، ذلك إما للجمع بين أكثر من اتجاه نظري دون تحديد لأي من الاتجاهات تتبنى الباحث، كما أنه في بعض الأحيان يتأرجح الباحث بين أكثر من اتجاه أو يعلن عن تنبيه لاتجاه معين.
3- بناء على ما تقدم فإن نوعية اقضايا التقليدية والمقاربات النظرية الكلاسيكية تنعكس بطبيعة الحال على التناول المنهجي لهذه القضايا.
    جملة القول، أن علم الاجتماع في مصر ما زال علماً محلياً لم يطور فكراً نظرياً ومنهجياً تراكمياً يعكس التطورات التي شهدها العلم على المستوى العالمي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموقف الابستيمولوجي والميثودولوجي للعلم الاجتماعي في فترة ما بعد الحداثة. علم الأنتربولوجيا كحالة.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التراثب الاجتماعي بين المفهوم والواقع ؛ وبين الحداثة والعولمة...
» ملخص دراسة Afran Quresh 2006 (إنذارات التقويم النفسي: أعراض الشخصية ومتغيرات الموقف التي تخفف من أعراض الاستبعاد الاجتماعي)
» نهاية الحداثة الفلسفات العدمية و التقسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة _ جياني فاتيمو .pdf
» الحداثة وما بعد الحداثة.. والقيم السياسية الأخلاقية الإسلامية
» التفاعلية بالمواقع الالكترونية الصحفية والاجتماعية وعلاقتها بمستوي التفاعل الاجتماعي والسياسي: في إطار نظريتي ثراء الوسيلة والحضور الاجتماعي : دراسة تطبيقية مقارنة /

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: