أدوات التواصل الاجتماعي ودورها في الثورات العربية

أثنوغرافيا …

أدوات التواصل الاجتماعي ودورها في الثورات العربية ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي

يعالج الكتاب …

مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …

أصل الدين - فيورباخ

أدوات التواصل الاجتماعي ودورها في الثورات العربية …

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…

مبادئ علم الاجتماع

إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …

نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل
…

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…

أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، مثل الفايسبوك والتويتر واليوتيوب، شبهdownload (2) مرادفة للثورات ولا سيما أن دورها أساسي في نشر المعلومات واستنهاض الشارع. بات الانترنت وسيلة اعلام وتنظيم مهمة في المنطقة وخاصة في اطار الحرب السورية. وهكذا تكون التقنيات الجديدة مصدر تطور اقتصادي وتحرر سياسي، ولا يعتبر العالم العربي "صحراء" أو "مساحة رقمية" في الوقت الحالي بسبب دخول مئات الآلاف والملايين من المواطنين العرب مواقع التواصل الاجتماعي. أما الدول الأقل ديمقراطية مثل أنظمة الخليج تشهد أعلى نسبة مشاركة بشبكة الانترنت تتعدى ال%80 سنة 2012 بحسب تقارير الأمم المتحدة والبنك الدولي – نسبة المشاركة في قطر %88.1 والبحرين %88 والامارات %85 – في أغلبية الدول العربية الأخرى، في المغرب والمشرق، أقل من نصف السكان لديهم مجال للدخول الى شبكة الاتصالات الالكترونية. وللمقارنة فان نسبة التواصل عبر شبكة الانترنت هي %83 في فرنسا و%81 في الولايات المتحدة. ومن بين العوامل التي تظهر الفوارق بين دول العالم المتقدم والعالم العربي، هي نسبة الأمية ومستوى الدخل. على سبيل المثال، في موريتانيا هناك نسبة دخول الى شبكة الانترنت لا تتعدى %5 ونحو %41 من السكان لا يجيدون القراءة ودخل الفرد لا يتجاوز 2200 $ سنويا" (بمقابل الدخل الفردي للمواطن القطري الذي يتجاوز ال103900 $ سنويا").
خلال المظاهرات الشعبية نهاية عام 2010، شكلت شبكات الانترنت وتقنيات الاتصال قاعدة فعالة لتحريك الجماهير في المجال السياسي. ويقول عالم الاجتماع الاسباني مانويل كاستيلس ان عصر الانترنت يترافق مع تحولات مهمة تشبه ابتكار الكتابة والطباعة. ويذكر الفيلسوف الفرنسي ميشال ساريس أن التقنيات ليست أساسية بحد ذاتها وانما الأهمية تكمن في نتائج انتشارها بين الناس والمجتمعات والحضارات. وفي زمن العولمة، ان تأثيرات هذه الثورة الثقافية – الافتراضية تظهر بشكل واضح في كل مكان من الكرة الأرضية وهذا ما نشهده في ما يسمى "الربيع العربي".
الحقيقة المطلقة
من المؤكد ان الثورات العربية لم تحصل أو لم تكن على ما هي عليه من دون التحضير لها منذ سنوات طويلة عبر مواقع التواصل التي تقدم معلومات مختلفة لمجموعات ناشطة في المجتمع. غير ان تأثير المواقع الالكترونية لا ينحصر في عقد واحد من الزمن وانما يمتد لفترات طويلة تتجاوز اللحظة الآنية. ومهما كانت الطريقة التي ستعالج فيها أزمات المجتمعات العربية فان المنطقة تشهد ثورة حقيقية على المستويين السياسي والثقافي. من شواطىء الأطلسي الى شبه الجزيرة العربية، فان مختلف الدول المتشاركة في الثقافة واللغة والتاريخ تعيش في الوقت الحالي اجتياح مختلف التطبيقات الرقمية التي تشكل جزءا" عضويا" من حياة المواطنين اليومية. وان كان النمط المستخدم يختلف بحسب الأماكن والامكانات ولكن الاتجاه العام هو نفسه في كل مكان ويتضمن تزايد استخدام أدوات الاتصال بشكل يومي. والجدير ذكره أن حقبة التسعينات من القرن الماضي تعتبر فترة انتشار القنوات الفضائية وتلتها اعتبارا" من 2005 حقبة نشوء مواقع التواصل الاجتماعي ومنذاك انتشر العديد من مقاهي الانترنت في العواصم العربية وازداد عددها بشكل ملحوظ وذلك لأن روادها هم من الشباب، ومنهم شباب العشرين الذين يمثلون الفئة الطاغية من المواطنين. ولقد انتشرت هذه التقنيات الالكترونية بسرعة فائقة وسط الشباب الآتي من حاضنات اجتماعية شعبية، اذ شكلت بالنسبة لهم مساحة من الحرية ووسيلة للتحرر السياسي. يعتبر معظم العلماء الاجتماعيين أن سبب تعلق الشباب بهذه الأدوات والمساحات يعود الى وجود الأنظمة الديكتاتورية المتسلطة على المجتمع والتي تقمع الآراء وكل أشكال التعبير.
وفي زمن الثورات، قدر عدد مستخدمي الانترنت المحلي بحوالي 120 مليون نسمة. وتقدمت اللغة العربية على اللغات الأخرى في الفضاء الالكتروني واحتلت عام 2010 المرتبة العاشرة بالنسبة للغات الأكثر استخداما" على النت (الشبكة العنكبوتية) مع وجود 65.4 مليون مستخدم، بينما قدر عدد مستخدمي اللغة الفرنسية بحوالي 59.8 مليون شخص. رغم أن الكثير من المدونين العرب يستخدمون الأحرف اللاتينية للتعبير باللغة العربية.
ثورة ضد التقاليد
ان نتائج التغيير الديموغرافي الذي شهدناه في الآونة الأخيرة في معظم الدول العربية تعززت بتمركز الشعوب في المدن وما رافق ذلك من تغيير أنماط ثقافتهم. ان التقدم في سياسات التعليم ومحو الأمية أدى بنفس الوقت الى انقلاب جذري بين المواطنين ولا سيما النساء اللواتي بدأن باستخدام الانترنت بشكل واسع لكسر التقاليد والعادات الاجتماعية المتبعة. اضف، أن سياسة الانفتاح الاقتصادي في العديد من الدول العربية وترافقها مع انخفاض اسعار الاتصالات والأجهزة الخلوية ادت أيضا" الى تسارع انتشار الأدوات الالكترونية. وما كان في السابق امتيازا" للنخب فقط صار الآن في متناول الجميع وخصوصا" الشباب الذين يدونون لغاتهم الخاصة بهم.
ان التحولات الاقتصادية – الاجتماعية في العقود الأخيرة غيرت الأشكال التقليدية للسطة العائلية والتي فقدت سيطرتها على نسبة كبيرة من فئة الشباب وذلك مع تطور العالم الرقمي. وبات بالامكالن أن يتواصل الرجال والنساء عبر الانترنت بدون قيود. فالثورات نهاية 2010 – بداية 2011 المصحوبة بالتشنجات السياسية التي نشهدها تعكس التحول الثقافي في عالم الاتصالات.
لا ثورة بدون حزب ثوري
كان من المفترض أن يلعب الفايسبوك دور "الحزب الثوري" في تأطير وتنظيم الحراك الاجتماعي من خلال العالم الافتراضي ودور همزة الوصل بين الاعلام الرقمي والتطبيق الحركي، ولكن تبين أن المدون الفرد الذي حل مكان القائد التنظيمي و"الاعلام الثوري" – على غرار المدون والمحرك وائل غنيم – كان عاجزا" في كل مكان من ايصال الحراك الى خواتيمه ومن استلام السلطة كبديل (ثوري) ديمقراطي. في مصر، لم تستطع حركة 6 ابريل أو شباب الفايسبوك وميدان التحرير من الوصول الى الحكم بعد سقوط مبارك بسبب افتقاد هذه القوى للحزب المنظم وللماكينة الحزبية التنظيمية. فان الاخوان المسلمين، الطرف الحزبي المنظم خارج السلطة والجيش، تمكن من حماية التجمعات الشعبية في ساحات القاهرة والاسكندرية ومختلف المدن المنتفضة بفعل تمتعه بقوة تنظيمية وشبه عسكرية (ميليشيات ملاعب كرة القدم) ومن ثم في تأطير الجماهير. وعندما سقط مبارك، كان حزب الاخوان الفصيل الوحيد في المعارضة القادر على تكوين سلطة بديلة وتبوء سدة الحكم – ولهذا السبب دخل في تنافس مع حزب الجيش – بينما القوى الشبابية وقوى المجتمع المدني لم تكن تملك الامكانات التنظيمية لقطف ثمار الثورة أو الوصول الى السلطة. ثم أن تنظيم الاخوان الكبير (يقدر عدد المنظمين بحوالي 300 ألف عضو) يغطي كامل المساحة المصرية بينما الآخرين من المجموعات السياسية بالكاد يملئون زاوية من ساحة التحرير. وفي تونس، حيث حركة النهضة (الاخوان) الأكثر تنظيما" من اليسار والاتحاد الوطني للشغل كانت مهيأة لاستلام السلطة بعد مغادرة بن علي وحياد الجيش. لذلك، فشل الفايسبوك في الحلول مكان "الحزب الثوري المنظم" ولم تسقط مقولة أن الثورة بحاجة الى حزب ثوري والى نظرية ثورية أيضا". فالأفكار هي التي تحرك الجماهير وتصنع الثورات وليس تكنولوجيات الاتصال والصور الفضائية.
الفضاء الافتراضي العربي
يجتاز العالم العربي في الوقت الحالي أزمة كبيرة لا مثيل لها مع العديد من التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. كل مجتمعات المنطقة، الفقيرة منها والغنية، المتماسكة والهشة، ليست بمعزل عن التساؤلات التي تتطرق الى أساس وجودها: الأنظمة تتلاشى، يعاد ترسيم الحدود الكيانية، اضافة الى استحالة تعايش شعوب واثنيات وديانات مختلفة في نفس الأرض – نفس الدولة. في اطار دراماتيكي، كيف يمكن التحدث عن عالم عربي بينما هذا العالم يقدم مشهدا" من التقسيم والعجز بينما كل نظريات ومحاولات التحديث منذ نهضة القرن التاسع عشر قد فشلت وباتت في مصافي الخرافة. كيف يمكن التخيل أن الظهور الغير المتوقع والمفاجىء للفضاء الافتراضي في واقع الأزمات والصراعات سيقدم فسحة للتأمل بعالم عربي أفضل؟ فالثورات العربية جاءت نتيجة تراكم التحديات والأزمات المركبة، ودخول المنطقة في عالم الرقميات والاتصالات العامة كان له نتائج سلبية ايضا" من حيث مساهمته في تفجير الأوضاع وتظهير تلك المعضلات التي طافت على سطح صفيح المجتمع الساخن. ان التحولات المتأتية من ثورة الاتصالات قد ترتبط بعملية التحديث والنهضة، وتخيلت الشعوب والنخب العربية باقتراب نهاية زمن الاستبداد ولكن سرعان ما خابت الآمال وجاءت النتائج دون التوقعات المرجوة، وانتقلنا من حلم الربيع العربي الى واقع "الخريف العربي" المأساوي. ولا يمكن أن ننكر بأن ما حصل منذ 2011 هو سلسلة من الفشل. أضف، أن الثورات التي حصلت هنا وهناك لم تكن سوى عملية تمرد ورفض للأنظمة القائمة التي تمسخ الهويات الوطنية وتزرع الاستيلاب. في مجال آخر، ربما تجاوز الفضاء الرقمي التقسيمات والعداوات العربية التاريخية من خلال انشاء الشباب العربي للغة رمزية مشتركة وشبكة الكترونية واحدة عابرة للانقسامات القطرية والمساحات المحلية الضيقة.
التجربة التونسية
بلغت نسبة استخدام الانترنت في تونس سنة 2010 حدود ال %36.8 وسنة 2012 تجاوزت نسبة ال%41.4 بحسب الاتحاد العالمي للاتصالات التابع للأمم المتحدة. وهؤلاء يتمركزون بشكل عام في المدن حيث متوسط الدخل والتعليم يعتبر أعلى من المناطق الأخرى. في عام 2010، %26.3 من الأسر المتواجدة في تونس الكبرى (العاصمة وضواحيها) كانت تستخدم الانترنت، بينما لا تتعدى هذه النسبة %7.7 في المنطقة الغربية – الوسطى من البلاد. وفي تلك المنطقة الأخيرة، توجد مدن سيدي بو زيد وكاسرين حيث انطلقت شرارة الثورة وأدت الى سقوط الحاكم في 14 يناير 2011. هذا التفاوت بين المناطق (المدن والأطراف) وفي استخدام الانترنت (كأدوات للحداثة) يعكس أيضا" التفاوت الاجتماعي في تونس ويشير الى الأسباب الموضوعية الاقتصادية – الاجتماعية لاندلاع الثورة.
في نهاية 2010، كان من الصعب اعتبار الانترنت كوسيلة شعبية للاتصال على عكس القنوات الفضائية وأجهزة الموبايل. وفي تلك الفترة، حوالي 9 من 10 منازل تونسية كانت تستخدم الخلوي والصحون اللاقطة بينما كان أقل من منزلين يستخدم الانترنت. ولفهم أفضل للدور (التحريضي) لأدوات التواصل الاجتماعي، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار التكامل بين أجهزة الموبايل والقنوات الفضائية (الجزيرة مثلا") والانترنت الأمر الذي أدى الى انتشار واسع للمعلومات والآراء المختلفة على المستوى المحلي والعالمي. تشكل كل تلك الأدوات الاعلامية (تعميم المعلومات والصور) حافزا" من حوافز الثورة. أغلبية التوانسة الذين يستخدمون الانترنت هم من الشباب المثقف، الكوسموبوليتي والمتحرر والمنتمي الى الطبقة الوسطى في المدن والمعولم. هؤلاء الشباب المشاركين في الحراك عملوا كوسطاء بين الميدان والقنوات الفضائية كالجزيرة وفرانس 24 وقاموا بتزويد الاعلام وشبكات الاتصال بالمعلومات والصور المباشرة والفورية. وفي خلال تحرك 2011، قام النشطاء بوضع نصوص باللغات الأجنبية على مواقع اليوتيوب (الشرائح السمعية – البصرية) ما أدى الى توسيع انتشار الحركة الاحتجاجية. أضف، أن الجاليات التونسية في الخارج استطاعت نشر تلك المعلومات والصور عن الحراك الداخلي بسهولة أكبر بسبب غياب الرقابة والقمع في أوروبا. في هذا المجال، نشرت مجموعة "نواة" اضافة الى مجموعة من المدونين الموجودين في الخارج شهادات وأفلام فيديو على اليوتيوب وقد استفادت قناة الجزيرة منهم ومن المعلومات التي وفروها للفضائيات. بعد الثورة، تغير مسار الناشطين التونسيين بعد تمتعهم بالاعتراف الشعبي والتحاقهم بمؤسسات الدولة والأحزاب والجمعيات الغير الحكومية. وصار الانترنت مجالا" للتنشئة الاجتماعية – السياسية ولكنه أصيب في نفس الوقت بنزعة المبالغة ونشر الاشاعات بدلا" من نشر الحقائق. وهذا الأمر دفع بانشاء منابر لمراقبة صحة ما تنشره المواقع الالكترونية.
التجربة الليبية
اذا كان البعض يعتبر أن عائلات معتقلي سجن أبو سليم في بنغازي هم من بدأوا باطلاق شرارة ثورة 16 فبراير 2011، الا أن النساء (أمثال سارة عبد الرحمن ورويدة عاشور وايناس فتحي الدوكلي) كن الأكثر دينامية في فعاليات الحراك الاجتماعي الليبي. دخل الليبيون العالم الافتراضي سنة 2000 وكانوا يتناقشون في المسائل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ضمن حدود المسموح به من قبل النظام. ولا بد كذلك من ذكر دور المواقع المستقلة الموجودة في الخارج والمقروءة في ليبيا مثل "ليبيا اليوم" و"المنارة" و"جيل ليبيا" و"أخبار ليبيا" و"ليبيا المستقبل" …الخ. كانت هذه المواقع سباقة في نشر المعطيات السياسية الحساسة وأخبار الفساد. في مواجهة أخبار المواقع الالكترونية واليوتيوب التي حملت معلومات وصور محرجة عن عائلة القذافي، قرر النظام اغلاق خدمة يوتيوب وبعض المواقع في يناير 2010. ردا" على القمع السلطوي، بات الفضاء الافتراضي هو الميدان الفعلي للمعركة مع النظام المستبد، اذ ان المدونين الشباب في بنغازي والمدن الشرقية راحوا يتحركون على الفايسبوك للتحريض على الثورة. وفي بداية الحراك، يؤكد الناشط والمدون علي عامر، أن بعض مواقع الفايسبوك كانت مقربة من سيف الاسلام القذافي لاعطاء صبغة ديمقراطية عن حكم القذافي الأب. بينما كان الاعلام الالكتروني الداخلي يحترم الخطوط الحمر المتمثلة بعدم التعرض للاسلام والأمن القومي الليبي ولشخص معمر القذافي، فان الناشطين في الخارج تجاوزوا كل تلك الموانع وباتوا المصدر الرئيسي في تعميم ثقافة التمرد ومركز ادارة الحراك.
من جهة أخرى، شاركت النساء في النضال الشعبي ضد الديكتاتورية عبر الفضاء الرقمي وحملة "كفى ENOUGH" التي تعرضت لشخص القذافي. بالاضافة الى مواقع أخرى لموسيقيين ليبيين (مثل ابن تابت) بثت أغاني ضد النظام (على غرار الأغاني الشعبية المصرية) وحثت الجماهير على الانتفاض والتعلم من الثورتين المصرية والتونسية. واثر ذلك، قام النظام بقرصنة تلك المواقع واغلاقها. في هذا المجال، قام موقع Highlander (النسوي) بطرح المواضيع السياسية منذ 2003 باللغة الانكليزية، ومن ثم تحول موقع جاهدة تويتي الاجتماعي – الدعوي (في البداية) الى منبر سياسي معارض بامتياز. كذلك عملت المدونة نفيسة أسد على الانخراط في الحراك عبر مشاركتها في الفضائيات ونشرها المعلومات في موقع خاص هو http://nafissa82.blogspot.fr. عديد من المدونات شاركن في "اعلام الثورة" بدون الكشف عن هويتهن الحقيقية خوفا" من الانتقام. على سبيل المثال المدونة رويدا عاشور صاحبة موقع http://weda4all.blogspot.fr. استخدمت بعض النساء الحجاب الملون بألوان علم الثورة كوسيلة دعائية من جهة ولاخفاء هويتهن من جهة ثانية. هكذا تكون الثورة قد تفجرت في الفضاء الرقمي وحررت الليبيين من الخوف والتعبير عن آراءهم على الانترنت وطلب من النساء الناشطات والمدونات المشاركة في عبور البلاد الى الديمقراطية.
التجربة السورية
بسبب الهامش الضيق للاعلام والصحافة، بات الانترنت، الوسيلة الأقل كلفة والتي لا تحتاج الى خبرة مهنية، المجال الناجع في نشر المعلومات والصور والشعارات عن الحراك الاجتماعي السوري. معظم هؤلاء الشباب، من الأغلبية الصامتة، استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي كتعبير عن حريتهم وعن انشقاقهم ليس فقط عن النظام السياسي وانما أيضا" عن الجماعات المسلحة التي ركبت موجة الثورة واختطفتها. ان الأزمة السورية شكلت نقطة تحول في العلاقة بين الصحافة المحترفة (التقليدية) والصحافة الهاوية التي تعتمد التقنيات الرقمية كالفايسبوك والتويتر. صعوبة دخول الاعلام الغربي والأجنبي الى سوريا دفع الفضائيات الى استخدام المدونين (الناشطين) ومواقعهم وصورهم كجسر عبور الى التطورات الميدانية. ولكن من الملفت أن المجتمع السوري تعرف الى عالم الانترنت متأخرا" على خلاف مصر وتونس. في مصر مثلا"، تطورت التقنيات الحديثة مع تطور اقتصاد المعرفة وتقاطعت مع الاعلام التقليدي، بينما استخدمت وسائل الاتصال الاجتماعي في سوريا كمنابر سياسية معارضة ابتداءا" من 2011. ولكن غياب الثقة بين الاعلام والمواطنين وغياب التنظيم والخبرة لم يسمح بالتواصل بين المدونين والشارع كما حصل في تونس والقاهرة. وبسبب تحريف الحقائق في بعض الأحيان، اعتذرت الBBC عن نشرها في أيار 2012 لصور عن مجزرة الحولة والتي تبين فيما بعد أنها كانت مختلقة ومزيفة. رغم أن الانترنت شكل أداة أساسية لنشر المعلومات، الا انه ساهم في نفس الوقت في اختفاء القدرات العلمية والمهنية كما تحول الى حائط للشكاوى بدلا" من أن يكون وسيلة تنظيمية محركة.
ان عملية اعادة توزيع الصحافة المحلية بدأت في 2011 عندما تحول الحراك الى حرب أهلية وحينما افتقدت مساحات التعبير. في هذا الاطار، ساهمت وسائل الاعلام في التخفيف من التفكك المستمر للنسيج السوري عبر التشبيك بين الموبايل الفردي ومواقع الانترنت واذاعات الراديو والقنوات الفضائية والتويتر والفايسبوك في مختلف المناطق. أما التغطية الاعلامية (المعارضة) المركزة على صور العنف، فلم تعبر عن رأي الأغلبية الصامتة التي لم تأخذ أي دور في الصراع. ان السوريين، بحسب آراء المدونين والصحفيين، لا يريدون التعبير فقط عن الحرب لأنهم يعيشونها يوميا"، بل يرغبون بالتحدث عن المظاهر الاجتماعية الجميلة في بلادهم. وبالتالي، هم يودون تجنب مساحات العنف (الخاصة بالمعارضة المسلحة) وتبني أسلوب اعلامي أقل عدوانية وأكثر موضوعية.
التجربة السعودية
في منتصف تسعينات القرن الماضي بدا استخدام الانترنت محصورا" بالنخب المثقفة والمقيمة في المدن السعودية وفي الخارج. وسرعان ما انتشر استخدام الانترنت بالرغم من الرقابة الحكومية. سهولة استخدام أدوات التواصل غيرت بواقع الاجتماع السعودي. ففي سنة 2013، تم ارسال حوالي 50 مليون رسالة الكترونية شهريا" من قبل 1.9 مليون مشترك. ومن بين هؤلاء الوليد بن طلال الذي استثمر عشرات ملايين الدولارات في شركات التواصل الاجتماعي. ومن بين 100 شخصية عربية الأكثر استخداما" للفايسبوك والتويتر، فان هناك 38 مواطنا" سعوديا" منهم ستة في المراتب الأولى عالميا". يقول "الصحفيون من دون حدود" عن الرقابة في المملكة بأنها الأكثر صرامة في العالم وبأن مرتبة السعودية في حرية الاعلام تأتي في الدرجة ال163 بين 179 دولة. كل شبكات التوزيع للمعلومات تمر بمركز واحد حكومي (هيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) يقوم بعملية "فلترة" المعلومات والصور واعادة توزيعها على المستخدمين. ولكن، هل تستطيع السلطة الحاكمة مراقبة كل شيء؟ وهل تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لتحكم النظام بالشعب؟
من بين 26.9 مليون مواطن في سنة 2013، هناك نحو 10 مليون سعودي يدخلون الانترنت عبر استخدام الحواسيب وأجهزة الخلوي ونسبة الدخول هذه هي الأقل في بلدان الخليج. اذا كانت مصر تعتبر بحسب المحللين السياسيين، البلد العربي الأكثر تسييسا" للانترنت، فان السعودية هي الأقل انتقادا" تجاه السلطة، علما" اننا شهدنا خلال شهر نيسان 2014 انتشار المدونين المنتقدين للعائلة الحاكمة من فئة المثقفين والشباب وقد تعرض هؤلاء للسجن والجلد ومن بينهم فؤاد عبد الفرحان ورئيف بداوي و … أضف، ان القمع الحكومي لا يمنع استمرار ضغط الشعب عبر الفايسبوك واليوتيوب (90 مليون مشاهدة يوميا"). في أيلول 2013، سخر المواطنون من تغريدة الوليد بن طلال التي دعت السلطات الى تلبية مطالب الشعب. وتم انتقاده من قبل المدونين على الانترنت بسبب حياته المترفة والباذخة. وفي كانون الثاني 2009، تم نشر فيديو على اليوتيوب يتضمن مداخلة للأمير سلطان بن فهد يشتم فيها المعلق الرياضي بعد هزيمة فريق كرة القدم السعودي أمام الفريق العماني. هذا الأمر جعل الناشطين والرياضيين يطالبون العائلة المالكة عبر المواقع الالكترونية احترام بقية الشعوب على الكرة الأرضية.
من جهة أخرى، يتسائل البعض عن مدى هامش السعوديين في التحدث عن الحياة السياسية في المملكة، ذلك أن الرقابة الصارمة تتمتع بقوانين تحميها وهي صيغت في شباط 2001 وتمنع التحدث عن الاسلام والنظام السياسي والعائلة الحاكمة والكحول ومثليي الجنس وحقوق الانسان وموقع Wikipedia…هي خطوط الحمر التي يضعها النظام الوهابي أمام مواطنيه مطلع القرن الحادي والعشرين.

» هل هناك سر وراء موجة الثورات العربية؟
» دور المدونات النسوية في الدعوة للمشاركة في الثورات العربية
» كيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إضعاف العادات والتقاليد، وتقليص العلاقات الاجتماعية؟
» الاتصال عبر شبكة الإنترنت قلل من التواصل الاجتماعي
» أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي علي تشكيل النسق القيمي الأخلاقي للشباب السعودي – دراسة ميداني