منى عضو جديد
التخصص : اعلام عدد المساهمات : 5 نقاط : 13 تاريخ التسجيل : 11/08/2015 العمر : 44
| موضوع: المدو نّات العربية : من منظور الجندر الثلاثاء أغسطس 11, 2015 10:42 am | |
| قراءة في محتوى بعض المدو نّات العربية من منظور الجندر د.آمال قرامي كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة وممّا لاشكّ فيه أنّ عوامل سياسية، واجتماعية، وثقافية، واقتصادية،وعلمية وتقنية أدّت إلى ظهور المدوّنات في المملكة العربية السعودية، ومصر ،والأردن، وسوريا، والمغرب،.... فشيوع القمع وضياع المصالح العامّة بسبب القرارات الاعتباطية والمتناقضة، والردود الانفعالية، والاستبدادية في الحكم، وخنق الحريات وأهمّها حرية التعبير وحرية التفكير واستشراء ظاهرة التكفير، أفضى إلى البحث عن قنوات جديدة للتعبير عن الذات وإبداء الرأي. فالمدوّنات تعطي سلطة جديدة للمواطنين و تساهم في توسيع قدرات الأفراد والجماعات على النقد الاجتماعي وعلى إمكانات مشاركة المواطنين في النقاش العام. 2 ولئن تعدّدت البحوث والدراسات الخاصّة بتحليل انعكاسات الأنترنت أو الفضائيات على المجتمعات المعاصرة وغيرها من المسائل الناجمة عن ثورة المعلومات فإنّ موضوع المدوّنات ظلّ موضوعا بكرا في >العالم العربي<، لم ينل بعد حظّه من الدرس. وهذه الظاهرة، في اعتقادنا، ملفتة للنظر تستدعي من الباحثين استقراء المدوّنات والتمحيص في شكلها ومحتواها، لبيان خصوصياتها وتحديد مختلف الوظائف التي تنهض بها في المجالات الاتصالية والاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية . ولئن كان الرجال سبّاقين إلى إنشاء المدوّنات فإنّ النساء استهواهن هذا الفضاء التواصلي فلم يتوانين عن الإدلاء بدلوهنّ، والمشاركة بالرأي والفعل في قضايا خاصّة أو عامّة. ونظرا إلى تزايد عدد المدوّنات النسائية في السنوات الأخيرة، وظهور مقالات تستنقص صاحباتها ، وأخرى تنوّه بجهود عدد من الكاتبات فقد ارتأينا الانكباب على دراسة >ظاهرة< التدوين النسائي وما يثيره حضور النساء في هذا الفضاء التواصلي الجديد من ردود فعل تسمه حينا بالجرأة على اختراق المجال التواصلي والتطفّل على عالم الأنترنت، وأخرى بالقدرة الفائقة على كسر حواجز الصمت والإقدام على ممارسة حقّ التعبير وتسجيل >صوت< من شأنه أن يغ النظرة إلى موقع المرأة في المجتمعات المعاصرة. وقد اخترنا إجراء دراسة تحليلية لمحتوى عدد من المدوّنات باللغة العربية، وإخضاعها للمساءلة 2الصادق الحمامي، الاتصال العمومي منظورا إليه في سياقاته، في ' الاتصال العمومي المقاربات والتحولات والرهانات أشغال ملتقى 2007 تونس، ص 22 . 3من بين البحوث التي اعتمدت مقاربة الجندر نذكر محمد شلبي، النوع الاجتماعي والإعلام أي اشكاليات؟ ، في المجلة التونسية لعلوم الاتصال ،العدد 54 ،جانفي- جوان 2005 ،معهد الصحافة وعلوم الأخبار ،تونس 2005 .، محمد عبد العزيز الحيزان، الفروق بين الرجال والنساء في استخدام وسائل الاتصال في المجتمع السعودي، المجلة العربية للعلوم الإنسانية ،عدد 78 ، 2002 . 221 موظّفين في ذلك المقاربة الجندرية لما لها من أهميّة في بيان الفروق بين الجنسين، إن كان ذلك على مستوى تصوّر المدوّنة وتحديد شكلها والأهداف التي يروم كلّ شخص تحقيقها من وراء هذه الأداة التواصلية التفاعلية. كما أنّ قلّة عناية الباحثين العرب 3 ، وخاصّة في >دراسات الميديا<) Media Studies ( بالإفادة من دراسات الجندر دفعتنا إلى تطبيق هذا المنهج. نعمد في هذه الدراسة إلى التركيز على المحاور التالية: - التعريف بالمدوّنات المنتقاة التي تمثّل عيّنة البحث. -الوقوف عند النقاط المشتركة بين المدوّنين بقطع النظر عن الجنس. -رصد مظاهر الاختلاف بين المدوّنات النسائية والمدوّنات الذكورية على مستوى الشكل والمضمون والمقاصد والتصوّر والاستخدام. -توضيح طريقة تلقّي الجمهور العربي الرسالة التي يبثّها المدوّن حسب الجنس والدور الذي يضطلع به وما يترتّب عن التمييز بين الجنسين في الفضاء التواصلي من نتائج ، وبيان أثر المدوّنات في مجتمع المعرفة وفي الواقع المعيش. 1 التعريف بالمدو نّات: عي نّة البحث يحثّنا الدرس السيميولوجي على ضرورة الانتباه إلى العلامات الموظّفة في الخطاب، وخاصّة منها تلك التي تكون ذات فاعليّة كبرى. وتتضمّن المدوّنات علامات متعدّدة تستدعي من الدارس البحث والتحليل من ذلك الألوان والأشكال والصور والرموز والأيقونات وغيرها. ونلمس من خلال استقراء قائمة أسماء المدوّنات وجود فئتين : فئة آثرت الإعلان عن هويتها الأصلية فجاء التعريف بالإسم واللقب كمدوّنة عبد الله العتيبي، ومدوّنة ياسر الغفيلي، ومدوّنة محمود حشمة، ومدوّنة ليلى شيبوب...( كما أنّ بعض المدوّنات حملت أسماء محدّدة قد لا تكون بالضرورة أسماء أصحابها كمدوّنة نبيل، ومدوّنة سلمى، ومدوّنة عزيز، ومدوّنة أشرف، ومدوّنة عبد الله. وإلى جانب إيراد الأسماء لجأ بعضهم إلى اشتقاق اسم المدوّنة من اسم صاحبها أو صاحبتها كمدوّنة رزان غزاوي التي حملت إسم > رزانيات > . ولئن طغت الأسماء العربية على أغلب المدوّنات فإنّ بعض المدوّنين آثر اختيار اسم أعجمي، 222 حتى وإن كانت الكتابة باللغة العربية أو باللهجة العامية مثل مدوّنة نوستالجيا > lNosta gia ، ومدوّنة جدّد حياتي Refresh my life ومدوّنة القناع The Shadow .ولا يخفى أنّ اختيار اسم المدوّنة ليس بريئا أو اعتباطيا ذلك أنّ الاسم يكشف عن الرسالة التي نودّ توجيهها إلى القرّاء. كما أنّ للتسمية صلة بالسلطة >فليس هناك فاعل اجتماعي لا يتطلّع ،بحسب القدر الذي تسمح به ظروفه ، إلى امتلاك سلطة التسمية وسلطة خلق العالم من خلال التسمية< 4. أمّا الفئة الثانية من المدوّنين فإنّها حبّذت التخفّي تحت أسماء مستعارة أو كنى أو تسميات أخرى تنمّ عن توجّه أيديولوجي أو ديني أو ثقافي ولعلّ تعكس أيضا آمال أصحابها وأشواقهم وهواماتهم . نذكر في هذا الصدد مدوّنة المملكة الساحرة، ومدوّنة الأفوكاتو المصري، ومدوّنة ماشي صحّ، ومدوّنة ملامح مصوّر، وتدوينة نسوية، ومدوّنة بنت اليمن، ومدوّنة النهار، ومدوّنة حلوة، ومدوّنة فتاة الأمل، ومدوّنة أرابكا وغيرها. وعلاوة على ذاك حوت المدوّنات بعض المعلومات التي تعرّف بالمدوّن)ة( كتحديد المستوى التعليمي، والمهنة، والهوايات، والاهتمامات التي ميّزت مدوّنته عن بقية المدوّنات نذكر من بين تلك المشاغل: السياسة والفنون والأدب وقضايا المرأة والعلوم وغيرها 5. والواقع أنّ الاطلاع على ما أورده المدوّن)ة( من بيانات في خانة >من أنا؟< يجعلنا ندرك مدى حرص الفرد على نحت معالم الصورة التي يريد من الآخرين أن يروه عليها.فقد عرّفت رزان الغزّاوي نفسها كالآتي: | |
|
باحث اجتماعي عضو زهبي
التخصص : علم اجتماع عدد المساهمات : 1494 نقاط : 3052 تاريخ التسجيل : 01/01/2010 العمر : 54
| موضوع: رد: المدو نّات العربية : من منظور الجندر الإثنين أغسطس 17, 2015 12:24 am | |
| | |
|