المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
الوعى السياسى Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
الوعى السياسى Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
الوعى السياسى Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
الوعى السياسى Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
الوعى السياسى Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
الوعى السياسى Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
الوعى السياسى Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
الوعى السياسى Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
الوعى السياسى Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
الوعى السياسى Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
التخلف موريس المجتمعات والاجتماعية تنمية العنف كتاب المرحله اساسيات التغير التلاميذ العمل محمد الشباب الجوهري الجماعات البحث المجتمع الاجتماعية الالكترونية الخدمة الجريمة الاجتماعي الاجتماع في التنمية
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
الوعى السياسى Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

الوعى السياسى ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
الوعى السياسى Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
الوعى السياسى ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
الوعى السياسى Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
الوعى السياسى Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
الوعى السياسى Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
الوعى السياسى Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

الوعى السياسى …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
الوعى السياسى Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
الوعى السياسى ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
الوعى السياسى Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
الوعى السياسى Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
الوعى السياسى Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 الوعى السياسى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الوعى السياسى Empty
مُساهمةموضوع: الوعى السياسى   الوعى السياسى Emptyالأحد سبتمبر 14, 2014 4:09 am

الوعى السياسى
مُساهمة abadi في 20/7/2010, 08:53

التعريف : -
الوعى السياسى هو الرؤية الشاملة بما تتضمنه من معارف سياسية وقيم واتجاهات سياسية – التى تتيح للإنسان أن يدرك أوضاع مجتمعه ومشكلاته ويحللها ويحكم عليها ويحدد موقفه منها والتى تدفعه للتحرك من أجل تغييرها وتطويرها .
وبناء على هذا التعريف فإن الوعى السياسى يشتمل على أربعة محددات رئيسية هى :
1. الرؤية الشاملة .
2. الإدراك الناقذ .
3. الإحساس بالمسئولية .
4. الرغبة فى التغيير .
وسائل تكوين الوعى السياسى :
1) التوجيه السياسى المباشر من خلال قنوات رسمية وغير رسمية .
2) الخبرة السياسية المكتسبة من خلال المشاركة السياسية .
3) التعليم الذاتى عن طريق قراءة الصحف ومتابعة الأحداث .
4) امتداد خبرات فى المجال العام إلى المجال السياسى كمثل :
i. التلمذة :
وهى أحد أساليب التنشئة السياسية للفرد وتعنى امتداد خبرات ومهارات مكتسبة فى مجال غير سياسى إلى المجال السياسى ( مثل مشاركة الطلاب فى انتخابات اتحاد الطلبة وما يكتسبةنه من مهارات تمتد إلى المجال السياسى ) .
ii. التعميم :
وهو امتداد القيم الاجتماعية إلى المجال السياسى بما يفيد تأثير المناخ العام فى المجتمع فى تكوين الوعى السياسى للأفراد .
العوامل المؤثرة فى الوعى السياسى : -
1) نوع الثقافة السياسية ومنها ثلاثة أنواع :
أ‌) ثقافة المشاركة وتؤدى لتكوين اتجاهات إيجابية تجاه الموضوعات السياسية ( وعى مشارك ) .
ب‌) ثقافة التبعية وتؤدى لتكوين اتجاهات سلبية تجاه الموضوعات السياسية ( وعى سلبى أو تابع ) .
ت‌) ثقافة المحدودية وتؤدى لتكوين علاقة ضعيفة مع الموضوعات السياسية ( وعى محدود ) .
2) وجود أحداث كبرى مثل التطورات والتغيرات الثقافية والمعارك العسكرية مما يؤدى لحدوث تغيرات ثقافية وسياسية كبرى وبالتالى تغيير فى الوعى السياسى .
3) مستوى التعليم : حيث يغلب وجود وعى سياسى لدى المتعلمين عن مقارنتهم بغير المتعلمين مع وجود استئناؤات .
4) وجود زعيم سياسى بارز فى فترة معينة يؤدى لزيادة الوعى السياسى خلال تلك الفترة .
5) القدرات والمهارات الخاصة التى يتمتع بها بعض الأفراد .
محددات ( عناصر ) الوعى السياسى لدى الجماعة :
1) الوعى الرسالى :
رؤية الفرد لرسالته والعالم من خلال فهم الإسلام العام الشامل والاعنقاد بضرورة تطبيقه من خلال استيعاب نصوصه ( القرآن – الحديث - …… ) واستيعاب منهجه الواقعى المتضمن لجميع شئون الإنسان . ( وعى ثابت )
2) الوعى الحركى :
رؤية الفرد لتنظيمه وصفاته المختلفة ( حزب سياسى وحركة سلفية وطريقة صوفية وفكرة اجتماعية …. ) وأهدافه ووسائله المتعددة . ( وعى ثابت + متغير ( نظراً لتحديث الوسائل والأهداف وعدم جمود الحركة ) ]
3) الوعى بالقضايا السياسية :
رؤية الفرد للقضايا المحلية والقومية والعالمية ذات التأثير على الوطن . ( وعى متغير يستند إلى رؤية ثابتة ) .
4) الوعى بالموقف السياسى :
رؤية الفرد الموقف السياسى بكل مستجداته وتطوراته على الأصعدة المختلفة مع تمييز القوى الفاعلة فى المشهد السياسى ومرجعيات كل منها ( وعى متغير حسب نوع الحدث ) .
كيفية قياس الوعى السياسى :
1) الاستبيان : ويطبق على مجموعة من الأفراد مشتملاً على أسئلة توضح حجم المعارف السياسية (أسئلة عن الحكم وآلياته وأشخاصه ) وآليات المشاركة السياسية ( الحقوق الانتخابية وآليات إبداء الرأى ) والذات السياسية ( مواقف وأراء الجماعة فى مختلف القضايا ) على أن تتضمن الأسئلة المستويات المحلية والقطرية والعالمية .
2) قياس سلوك الأفراد فى بعض المواقف ومنها المشاركة فى محافل الانتخابات(بكل أنواعها) وإبداء الرأى
3) قياس الحرص على متابعة وسائل الإعلام بمختلف أشكالها (صحافة – تليفزيون – فضائيات – انترنت )
4) قياس مستوى الحوار والأسئلة والاستفسارات عند طرح موضوع معين للنقاش .
مما سبق من وسائل – كما يتضح – تؤدى للحصول على نتائج تتعلق بالكيف وليس الكم ( باستثناء بعض وسائل القياس مثل الاستبيان وعدد المتابعين للصحف ) ومع ذلك فإن تكرارها يؤدى لتكوين صورة عامة عن تطور الوعى السياسى لدى الأفراد أو الجماعات .
وسائل رفع الوعى السياسى :
1- تيسير وصول المواقف السياسية للجماعة إلى الأفراد _ البيانات – الحوارات ) .
2- تقديم عروض شاملة لمختلف القضايا السياسية إلى الأفراد ( محلية – قومية – عالمية - …. ) .
3- التشجيع على متابعة وسائل الإعلام المختلفة ومتابعة الحصاد الذى تم تحصيله من خلال هذه المتابعة
4- تكوين أرشيف عن بعض القضايا أو الأشخاص من قبل الأفراد .
5- تكاليف بعض الأفراد بمتابعة قضايا معينة والتخصص فيها ( وهى مرحلة متقدمة من التربية السياسية بشكل عام ) .
6- اعتماد الحوار كوسيلة لتكوين الوعى السياسى بشكل عام وذلك بدلاً عن طريقة التلقين للتوجيه .
7- الاحتكاك بأصحاب الخبرة فى هذا المجال عن طريق الزيارات واللقاءات ( من داخل وخارج الجماعة ) .
8- تشجيع مراسلة وسائل الإعلام المختلفة وإبداء الرأى فى مختلف القضايا ( وهو ما يعد ثمرة للوعى السياسى بشكل أساسى ) .
9- تكليف الأفراد بإعداد ابحاث فى موضوعات سياسية مختلفة مما يدفعهم لتكوين رصيد من المعارف حول هذه الموضوعات .
10- المشاركة فى ورشة عمل لإعداد أوراق حول موضوعات مختارة تستدعى رصيد الأفراد من المعارف الخبرات وتؤدى لتبادل المعلومات ورفع مستوى التفكير وتوسيع الرؤية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الوعى السياسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعى السياسى   الوعى السياسى Emptyالأحد سبتمبر 14, 2014 4:38 am

العوامل المؤثرة في الوعي السياسي

العوامل المؤثرة في الوعي السياسي
طرق اكتساب الوعي السياسي

إن الوعي هو محصل عمليات ذهنية وشعورية معقدة، فالتفكير وحده لا يتفرد بتشكيل الوعي، فهناك الحدس والخيال والأحاسيس والمشاعر والإرادة والضمير، وهناك المبادئ والقيم ومرتكزات الفطرة وحوادث الحياة والنظم الاجتماعية، والظروف التي تكتنف حياة المرء، وهذا الخليط الهائل من مكونات الوعي يعمل على نحو معقد جداً لاكتساب الوعي السياسي حول كل ما يدور في البيئة الانسانية من أحداث وظروف سياسية متسارعة وديناميكية من وقت لآخر.
(ان تراكم مادة كبيرة في دراسة الأساطير والرموز والطقوس الدينية هي الأخرى عملت كمكونات لاكتساب نوع معين من الوعي 0بالتطورات اللاواعية واتاح مستوى النتائج العملية إمكانية استخدامها في دراسة المجتمعات القديمة وفي دراسة العمليات السياسية في الجوانب المتعلقة بقدسية وغيبية الظواهر الاجتماعية وبتأثير وسائل الأعلام على الوعي السياسي) ([1]).
وان أهم السبل والوسائل الكفيلة باكتساب وعي سياسي عقلاني بحيث يكون لديها القابلية على تحليل الأحداث تحليلاً موضوعياً وأكاديميا تتمثل في مؤسسات التنشئة السياسية والطبيعية السوسيولجية للمجتمعات البشرية، ومن اجل التعرف على طرق اكتساب الوعي السياسي نوضح دور نوعين من مؤسسات التنشئة السياسية – الأولية منها، والأساسية ونبدأ بالمؤسسات الأولية.
- المؤسسات الأولية: ونركز على المؤسسات الأولية التي لها الدور البارز في التوعية السياسية للإفراد. ونقسمه كالتالي:
أ‌- العائلة:
العائلة (الأسرة) تعد النواة الأولى في تلقي البيئة السياسية حيث يبدأ الطفل باكتساب الوعي بنفسه ككائن حي له مقومات الذاتية وكذلك اكتساب الوعي السياسي بالوسط الاجتماعي الذي يحيط به([2]).
والتنشئة السياسية في مرحلة الأسرة هي في الحقيقة محاولة لإدخال في ذهن الطفل للتعرف على الواقع السياسي بشكل بدائي وبسيط من خلال التعرف على رموز السلطة وبعض الأمور المتعلقة بالسياسة، من دون ان يكون لذلك الطفل أي تحفظات مما يجده في الواقع من الأمور السياسية والأحداث والظروف.
فقد أكد عالم الاجتماع الفرنسي (دوركايم) على دور الوالدين والأسرة في تنشئة الطفل السياسية، وذلك لان جميع المكوناتالثقافية الأولى تكون من الأسرة والوالدين، فالعائلة هي البداية الأساسية والأولى للبنية السياسية للطفل وهذا يتضح في علم النفس السياسي لدى الأطفال وهناك أربعة مراحل ضرورية في حياة الطفل السياسية يشير إليها (دايفيد ايستن) ([3]).
1- مرحلة التسيس – (Politisation) :- حينما يشعر الطفل بوجود عالم سياسي ومواقع سياسية في محيطه الاجتماعي.
2- مرحلة الشخصية – (Prrsonnalisation):- حيث يدرك الطفل من خلال تعرفه على بعض الوجوه السياسية و التي تكون بمثابة نقاط اتصال مع النظام، ونرى هذه المرحلة بصورة واضحة وجلية في منطقة الشرق الأوسط حيث يولد الطفل وحين ينشأويدرك يرى الزعيم على السلطة وقد يصل الطفل إلى سن العشرين أوأكثر من عمره وهو مع نفس الزعيم ونفس الأسلوب في تلك السلطة.
3- مرحلة تصوير وتكوين قيم محددة (Idealistion):- عندها ينظر الطفل للسلطة من خلال بعض وجهات النظر التي كونها عنها كأن تكون مقبولة لديه أو يرفضها شعورياً وتملكه بردود فعل معينة مرضية أو غير مرغوبة فيها.
وبعد هذه المراحل أو في المراحل اللاحقة يحقق الفرد نوعاً من الاستقلال في آرائه حول الأفكار والمعتقدات الموجودة في محيطه الاجتماعي والسياسيإلا أن المجتمعات النامية غالبا ما تشهد السلطة الأبوية المطلقة وذلك بفرض رب الأسرة نوعا معينا من المعتقدات في ذهنية الطفل، أي إن الأب كيف يفكر يجب إن يفكر الولد مثله وهذا الامر يعد أحد الإفرازات السلبية للاستبداد السياسي في المنطقة وهذا مايجعل الأب متحفظا حول المعتقدات السياسية لإفراد اسرته، ومن خلال تقدمه في العمر أي الوصول إلى عمر المدرسة وعندها تبدأ المرحلة الثانية من التوعية السياسية للطفل.
ب- المدرسة:
تعد المدرسة عاملاً آخر من عوامل التنشئة السياسية التي تساهم في اكتساب الوعي السياسي ضمن المؤسسة الأولية للتنشئة السياسية، وللمدرسة دور هام في تنشئة السلوك السياسي للفرد بعد (العائلة) حيث تمثل دور المدرسة في صياغة الأفكار والاتجاهات الموجودة في المجتمع من خلال وسائلهاوأدواتها المعروفة.
وقد أكد عالم السياسة الأمريكي (ماريام) على دور المدرسة باعتبار المدرسة النظام التربوي الرسمي التي تقوم بعمليات التدريب المدني، وان التلاميذ يكتسبون أولى عمليات التنشئة من خلال المدرسة.
(فالمدرسة هي التي تعمق من شعور الأفراد للانتماء إلى المجتمع وتساهم في بناء شخصية الطفل وتثقيفه عن طريق فهم العادات والتقاليد وتجعله عضواً مشاركاً في المجتمع) ([4]).
وللمناهج الدراسية والكادر العلمي والطلبة أثرهم على اكتساب الوعي السياسي، وإننا نشهد أزمة تخلف المناهج الدراسية فضلا عن تخلف الكادر العلمي تخلفاً فكرياً وثقافياً. ويتطلب لجعل المدرسة منبرا لتعليم الفرد المفاهيم المدنية جهود مشتركة من قبل الكادر العلمي من المدرسين وكذلك السلطة السياسية التي ترغب في الانفتاح السياسي.
جـ- الجامعة:
إن الجامعة هي أهم مؤسسة لإنتاج الكوادر والافكار وتطوريهما وكذلك توليدهما وللجامعة دور حيوي وبارز في حياة المجتمعات البشرية وقد قامت الجامعات بهذا الدور الفعال في البلدان المتقدمة من خلال مشاركة الجامعات في صنع القرار السياسي للمجتمع، وعادة ما كانت الجامعات بمثابة قوة ضغط على الحكومة من خلال تقييد بعض ممارستها السياسية، وتمارس الجامعة دورها الايجابي اذا ما تم الربط بين المعرفة والإنتاج، أي: ربط الجامعة بهموم ومشاكل المجتمع والعمل على تثقيف المواطنين ووضع الخطط والبرامج التنموية والعملية ومراكز الأبحاث التي تعمل على زيادة الوعي السياسي ونشره بين الطلبة والمجتمع، ويظهر دور الجامعة في اكتساب الوعي السياسي من خلال اهتمامات الجامعة بالإحداث والظروف السياسية التي يمر بهما المجتمع، وخاصة في العلوم الإنسانية. وهناك أمثلة في واقعنا الشرق أوسطي على دور الجامعة في التوعية السياسية والعمل السياسي، منها على سبيل المثال مشاركة طلاب جامعة السودان في تغيير الحكومة، فضلا عن مشاركة الطلاب الجامعيين في الثورة الإسلامية في إيران. وان الجامعة يجب أن لاتنفصل عن المجتمع وإنما يجب عليها أن تنسجم مع المجتمع وتتعرف على المشاكل التي تحدث في الواقع وتحاول جاهدة إيجاد الحلول الكفيلة لها وفقا لواقع الناس وهمومهم الحياتية.
هذه بالنسبة للمؤسسات الأولية من حيث دورها في اكتساب الوعي السياسي، وهناك مؤسسات أخرى أساسية لها الدور على اكتساب الوعي والتوعية السياسية للإفراد ومنها: (الأحزاب السياسية -جماعات الضغط- وسائل الاعلام).

أ- الأحزاب السياسية:
لاشك في ان للأحزاب السياسية درواً هام في ا لاتجاهات السياسية لدى الأفراد، وبطبيعة الحال فان دور الأحزاب مثل المؤسسات الأخرى (كالجماعات الضاغطة- ووسائل الأعلام.. ) يختلف باختلاف المجتمعات ففي المجتمعات المتخلفة يرتبط حياة الأفراد الحزبية إلى حد الاعتماد الكامل، وهذا ما لا نراه في المجتمعات الأخرى، ففي المجتمع الأمريكي على سبيل المثال نرى الولاء الحزبي مرنا وذلك على وفق مستوى الوعي االسياسي لدى الفرد الأمريكي (فلا تتعجب إذا ما تحول خلال فترة وجيزة احد الجمهوريين إلى الديمقراطيين أو بالعكس، وذلك التحول لا يؤدي إلى التصفيات الجسدية كما نرى ذلك في المجتمعات المتخلفة) ([5]).
وغالباً ما تكون الأحزاب السياسية أدوات للتوعية السياسية في الفترات الأولى من التنمية السياسية، ففي المجتمعات المتقدمة يكون دور الأحزاب ضيئلاً بالنسبة للتوعية السياسية وغالباً ما تكون الاتجاهات التي تغرسها الأحزاب في الدول المتقدمة منسجمة مع القيم التي تغرسها العائلة والمدرسة، إما في البلدان المتخلفة فتسعى الأحزاب إلى غرس قيم غالباً ما تكون مختلفة عن القيم التي تلقاها البالغون في طفولتهم حيث يقتصر التغيير والتطور على الأحزاب فقط في تلك المجتمعات.
(ففي النظم المتقدمة حيث تقوم مؤسسات أخرى بدور التوعية فالحزب يضطلع بمسؤولية عقد الاجتماعات وتنظيم أعياد الاستقلال وأعياد الميلاد وللقادة القوميين) ([6]).
والأحزاب في منطقة الشرق الأوسط تساهم بدور بارز في صياغة األمفاهيم والأحداث السياسية، وذلك لان هذه المجتمعات تعد مجتمعات نخبوية أي ان هناك نخبة حاكمة تقود المجتمع نحو فهم معين وأسلوب معين من السلطة. وتحليل معين للقضايا السياسية التي تحدث في المحيط المحلي والدولي، لذا يعد هذا الدور للأحزاب دوراً سلبياً إلى درجة ما وذلك لان هذه الحالة تتيح الاستغلال واحتكار الأفكار في المجتمع.
على أية حال ان للأحزاب الدور البارز وفي بعض الأحيان الدور المساعد على اكتساب الوعي السياسي تبعاً لاختلاف الأحزاب واختلاف المجتمعات التي تعمل بها تلك الأحزاب السياسية.

ب- جماعات الضغط"
والمؤسسة الأخرى التي تساهم في اكتساب الوعي السياسيتجاه األقضايا التي يمر بها المحيط أو البيئة الاجتماعية للإنسان تمثل في جماعات االضغط ووعي هذه الجماعات حول قضية معينة واتجاه معين غالباً ما تنسجم القضية أو الاتجاه مع مصالح الأفراد الذين يشكلون جماعات االضغط (اللوبي).
وظاهرة جماعات الضغط ظاهره قديمة، غير أنها لم تبرز بشكلها األمميز في الحياة السياسية إلا قبل بضعة عقود من السنين في الولايات االمتحدة الأمريكية ومنها عرف هذا الاصطلاح وشاع في البلدان االأخرى([7]).
وجماعات الضغط عبارة عن مجموعة من الأشخاص تربطهم روابط وعلاقات خاصة ذات صفة دائمة ومتواترة بحيث تفرض على أعضائها نمطاً معيناً من السلوك الجماعي وطريقة التأثير لجماعات الضغط على اكتساب الوعي السياسي تظهر من خلال الوظيفة التي تقوم بها األجماعات الضاغطة ألا وهي التأثير المباشر والتأثير غير المباشر في االحكومات وذلك يؤدي إلى فرض نوع من السلوك والوعي السياسي على االأفراد الذين ينتمون إلى تلك الجماعات، والتأثير المباشر لجماعات االضغط تتضمن المواقف التي تتخذها تلك الجماعات إزاء القضايا االسياسية المطروحة على مختلف المستويات وذلك بإرسال وفد إلى االحكومة، وأيضا يجري عمل تلك الجماعات في الخفاء حيث تمول االحملات الانتخابية لصالح جماعات الضغط، وذلك بدفع تمويل االانتخابات من اجل وصول احد المؤيدين لمصالح جماعات الضغط إلى دفة (كرسي) الحكم.
وبطبيعة الحال يختلف دور وتأثير جماعات الضغط على تكوين الوعي السياسي باختلاف المجتمعات البشرية كما هو الحال في الأحزاب السياسية، فمثلاً نرى ان الدور الذي تقوم بها جماعات الضغط في ا لبلدان الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية غالبا ما تكون ادوار مدنية عن طريق فرض بعض الالتزامات الاقتصادية والاجتماعية أو السياسية على الحكومات عن طريق الشركات ومؤسسات الأعلام والنقابات، أما في بلدان الشرق الأوسط فلا تزال دور جماعات الضغط غير واضحة وان وجدت تلك الجماعات فأنها غير فعالة وتقليدية فنرى ان جماعات الضغط تقتصر على رؤساء العشائر أو ما يسمى بالشيوخ، والحالة العراقية اكبر دليل على ذلك حيث تلى سقوط بغداد والنظام البعثي ظهور دور اكبر لرؤساء العشائر في العملية السياسية في العراق وبدأوايمارسون الضغط على الحكومة الجديدة والنظام الجديد، فضلا عن محاولة تلك العشائر إلى الانسجام مع المفاهيم العصرية كالديمقراطية وحقوق الإنسان لغرض الحصول على النفوذ في السلطة السياسية. وان دور جماعات الضغط من حيث تاثيرها في على الوعي السياسي يرتبط بالدور الذي تلعبه هذه الجماعات من خلال تأثيرها على العمليات الانتخابية وصنع القرار السياسي في هذه البلدان وتعد الولايات المتحدة النموذج الحي على ذلك وان هذه الجماعات لاتسعى للوصول إلى السلطة وإنما فقط التأثير في شخوص السلطة بما يخدم مصالح تلك الجماعات المرحلية والبعيدة.

جـ- وسائل الأعلام:
ان وسائل الاتصال في عصر الفضائيات وشبكات المعلوماتية قد غزت العالم ببرامجها وعروضها حتى تحول العالم إلى قرية كونية، بحيث يطلع أهالي الجنوب على أخبار أهالي الشمال بنفس الوقت وبسرعة هائلة فاقت التصورات البشرية في بداية القرن الحالي فتدفق الصور والرموز الثقافية على هذا النحو العجيب اتاح للناس مقارنات ثقافية غير مسبوقة، فقد صار في العالم كل واحد يستطيع تلمس موقعه موقع بلده بين أمم االأرض، مما أدى بالتالي إلى تداخل ثقافي بين شعوب المعمورة، وهذا ما يساعد على الإطلاع الواسع والسريع على الأحداث السياسية والظروف االدولية وتكون بذلك نوع من الوعي السياسي العالي للإحداث المثيرة على الساحة الدولية، فضلا عن الوعي السياسي لكل شعب من شعوب المنطقة بالإحداث والأمور الداخلية المتعلقة بسياسات حكوماتهم.
وان وسائل الأعلام باعتبارها طرق لاكتساب الوعي السياسي تختلف باختلاف أنواعها ومصدر تلك الوسائل، ففي داخل الأنظمة االشمولية تكونت كل وسائل الأعلام بيد الحزب الحاكم أو السلطة المنفردة بحيث يفرض إرادته على أفكار العامة، على عكس ما نراه في المجتمعات الديمقراطية حيث تفرض وسائل الأعلام أراءهاه وإرادتها على الحكومات وسياساتها.
و يشير (تود جتلن – Todd Gitlin- إلى مزايا وسائل الأعلام ومضارها بالنسبة لحركات الاحتجاج الاجتماعية التي تنادي بالتغيير السياسي الجذري([8]).
وهكذا فان التغطية الإعلامية تؤثر فيالأفراد ويكون لديهم توجهات وآراء حول مختلف المفاهيم والأحداث السياسية، وما دمنا نعيش اليوم عصر المعلوماتية فان هذا الدور معرض للتطور والتوسع وهكذا نجد في عالم اليوم تعدد وتنوع طرق اكتساب الوعي السياسي واتساع المؤثرات التي تسهم في تنمية الوعي السياسي على المستوى الكوني (العالمي) والمحلي. أما كيفية تحقق ذلك وإبعاده سلباً وإيجابا فهذا أمر أخر. فالبعد السلبي في تشكيل الوعي السياسي غالبا مانرا ه في الأنظمة الشمولية التي تعتقل فيها الكلمة وينعدم فيها الراي وان الإعلام موجه لدرجة توثر في عقول الافراد وتوجههم نحو نوع معين من الأفكار والمعتقدات وذلك من خلال الوسائل التي تمارس من خلالها الحرب النفسية والدعائية الموجة وتستغل وسائل الإعلام المرئية والمسموعه لذلك الغرض لذا فان أي تظاهرات من قبيل الوعي السياسي يكون مزيفااو موجها.
وان الإعلام في الوقت الراهن يمارس دورا اكبر من حيث تعدد الوسائل كالشبكة العنكبوتية وتحويل العالم إلى قرية صغيرة لذا أصبح بإمكان الإفراد الذين يعيشون تحت نير الاستبداد من التعرف على العالم الواسع واقتناء الأفكار الحرة من خلال الانترنيت والأقمار الاصطناعية. وهنا لابد من الفرق بين الأثر الذي يجلبه الإعلام العالمي في اكتساب نوع من الوعي السياسي، فالإعلام العالمي اليوم يؤثر بصورة واضحة في تفكير الشعوب نظرا لسرعة التنقل في المعلومات بين الشرق والغرب والشمال والجنوب ويتجلى هذا الأثر بقوة في المجتمعات النامية والمغلقة وذلك لكون الافراد في هذه المجتمعات تقيم الأحداث السياسية من زواية ردود الأفعال الآنية والمرحلية دون التفكير في العواقب والآثار التي تفرزها الظروف السياسية المتنوعة لذا نرى بان الظواهر التي تعبر عن الوعي السياسي كالمظاهرات والمطالبة بالتغيير غالبا ما تكون مرحلية ويتلاشى في الوقت الذي رسمته الأنظمة الحاكمة في هذه البلدان، واما الإعلام المحلي فان أثره ليس بالمستوى المطلوب وان مساهمته في توعية الافراد توعية سياسية يكون مقتصرا على المفاهيم التي تريد السلطة إيصالها إلى الشارع أو بشكل آخر ادلجة ( فرض فكرة معينة على) الشارع وفق مصالح النخبة الحاكمة ولكي يمارس الإعلام المحلي دوره لابد من تفاعله مع هموم المواطن وتعبيره عما يتجة إليه الشارع أو الراي العام الشعبي.



معوقات اكتساب الوعي السياسي

ان الكثير من جانب الموروث الثقافي والسياسي فضلا عن الحالة غير الصحية التي نراها في الفترة الراهنة في مجتمعات الشرق الأوسط قد أسهمت إلى درجة كبيرة على اعائقة اكتساب الوعي السياسي الموضوعي والعلمي حول الأحداث السياسية التي تحدث في المحيط الداخلي وفي البيئة الدولية فهناك حالة أللاستقرار السياسي والركود الاقتصادي والاستبداد السياسي والتخلف المعرفي والفكري وضعف الإنتاج القومي وانعدام خطط التنمية والتحديث والعيش في مجتمعات مغلقة حتى بات كمعتقلات كبيرة على شعوب المنطقة، وفي هذا المضمار نحاول ان نشير إلى ضعف أو عدم توفير المؤسسات التي تساهم في اكتساب الوعي السياسي في الشرق الأوسط، إضافة إلى وجود نوع من المقارنة بين بلدان تلك المنطقة.
فالمؤسسات الأولية – في التوعية والتنشئة السياسية المتمثلة في (الأسرة والمدرسة والجامعة) في هذه المنطقة لا تقوم بذلك الدور الذييساعد على اكتساب الوعي السياسي.
-العائلة: فالعائلة التي تعد النواة الأولى في بناء شخصية الأفراد لكي تنسجم مع الواقع الذي نعيشهنرى فيها نوعا من الاستبداد فالأب والأخ الكبير يمارسان السلطة المطلقة على حساب الأفراد الآخرين فالشرق الأوسط يعاني من سلطة الأبوية حيث فرص الاوامر وإلزام تطبيقها في جو لا يتصف بحرية الرأي.
(فالعلاقات الديمقراطية. وإذا ما كانت العلاقة الأساسية للأبوية هي الخضوع فانها هنا المساواة في الأسرة، والاستقلال الاقتصادي هو الأساس لنشوء الديمقراطية في الأسرة) ([9]).
فالنظام الأسري يعاني من (الشخصية الاستبدادية) التي توجد بين الأفراد غير الواثقين من أنفسهم، والذين لم يفلحوا في تكوين شخصيتهم فنرى ان تحليل الأمور يكون إما بالسلب المطلق، أو بالإيجاب المطلق دون ان يكون هناك حد وسط في تحليل الأوضاع فالطاعة العمياء للسلطة والقيم والتقاليد الموجودة داخل تلك المجتمعات قد انعكست كلهن على مؤسسة الأسرة.
أما المدرسة: فهي الأخرى تعيش تحت تراكم المجتمعات ومخلفاتها السلبية، فالفرد الذي عاش في جو عائلي استبدادي ينقل معه تلك القيم إلى داخل المدرسة ومن ثم تؤثر في الأفراد الآخرين، فضلا عن ذلك عدم وجود تخطيط علمي منهجي يحدد أهداف المدارس واستراتيجياتها في المنطقة، والأمزجة السياسية التي تكونت في المدرسة تختلف من شخص إلى آخر، فضلا عن اختلاف تلك الأمزجة أيضاً.
(وقد وضعت (ايزل) وحصر فيه الأمزجة السياسية بين محورين الأول – محور القسوة - اللين، والمحور الثاني هو اليمين – اليسار([10]).
إلا ان هذه المعايير الأربعة قد تختلف حسب الطبقات الاجتماعية والأدوار التي يقوم به الأفراد داخل المجتمع.
والجامعة في الفترة الراهنة هي الأخرى تعاني من الانقطاع مع المجتمع ولا يوجد هناك ربط بين المعرفة والإنتاج، ولا تساهم الجامعات بذلك الدور في التوعية السياسية بالنسبة للطبقات العامة والتي تشكل الأغلبية في مجتمعات الشرق الأوسط وألان نرى ان المجتمع في واد والجامعة في واد آخر، فضلا عن قلة المتطلبات والوسائل العلمية الحديثة بحيث تساعد الجامعات على اكتساب المعرفة الجديدة، فاغلب جامعات المنطقة تعاني من قلة استخداماتها لمجال الانترنيت، فهي الأخرى بدلاً من ان تكون عامل جذب واستقطاب تحول في أحيان كثيرة إلى عامل إعاقة تحت توجه السلطات الحاكمة وتوجيهها وإشرافها.
أما يخص المؤسسات الأساسية كالأحزاب وجماعات الضغط ووسائل الأعلام من حيث اساهمها في الوعي السياسي فهي تواجة في منطقة الشرق الأوسط معوقات بحيث تؤدي إلى عدم فعاليتها في توعية المجتمع والمساهمة في رسم ملامحه وتتحول في أحيان غير قليلة وبفعل صراعاتها إلى عائق لاكتساب الوعي.
(ففكرة القبول بوجود الآخر، وهي فكرة غير متجذرة في الممارسة السياسية العربية، فنحن خلال الرجوع إلى تاريخ العمل الحزبي في المنطقة العربية يتبين لنا ان الأحزاب قد ارتبطت في نشأتها بفترة الخضوع للاستعمار([11]).
فضلا عن ارتباط واستمرار الحزب في هذه المنطقة بشخص المؤسسة أو ما يمكن تسميته بشخصية الأحزاب العربية.
فالأحزاب هي الأخرى لم تقم بذلك الدور الفاعل في توعية الجماهير توعية سياسية بحيث يكون ذات تأثير على صناع القرار والأوضاع السياسية، وخاصة أحزاب المعارضة التي تقتصر على وظيفة نشر الوعي السياسي بين أفراد الشعب.
وجماعات الضغط – هي الأخرى تتمثل في فئة الجيش أو العشيرة التي تعيش واقعاً متخلفاً بذاته ولا يمكن انتظار الدور من تلك الجماعات النفعية والمصلحية في المساعدة على نشر الوعي السياسي، على عكس جماعات الضغط الموجودة في الغرب وتوجه سياسات الحكومات فيها.
أما وسائل الأعلام:فعلى الرغم من الدور الذي تلعبه تلك الوسائل في المجتمعات المتحضرة من حيث الإسهام في اكتساب الوعي السياسي الشعبي ومعرفة الأفراد بمجريات الأمور السياسية بموضوعية دون التفات إلى مراقبة أو إرضاء الحكام، و الاعلام في الشرق الأوسط محتكر بيد النخبة الحاكمة وبذلك يكون أعلاما موجهاً لا يؤدي الدور الايجابي المرجو منه، وهي الأخرى تعيش في أزمة السيطرة السلطوية والترويج للسلطة الحاكمة.
إلا ان هناك معوقات يلاحظها الباحث من خلال دراسة الواقع السياسي الذي يعيشه الشرق الأوسط، وتلك المعوقات هي التي تعيق سبل الوصول إلى الوعي السياسي ألاكاديمي والعلمي، و يمكن تقسيم ابرز تلك المعوقات الى:-
1- المعوق الفكري:
ويرتبط هذا المعوق بانقسام هذه المجتمعات إلى معسكرين فكريين متضادين، حيث ترتبط كل طائفة بالنوع الخاص من التفكير الذي ينسجم مع رأيه وفكرته دون النظر إلى نقاط الالتقاء والتفكير بمشاريع النهضة، فقد كانت هذه المنطقة بمثابة ساحة للنزاع بين الأيدلوجيات المختلفة امتداداً من زمن الاستعمار وانتهاءاً بزمن الزعامات والأطراف السياسية التي تلت الاستعمار واحتكرت شرعية الثورة للسيطرة على المجتمعات.
(صورة الصراع الحاد بين دعاة الحداثة والتحديث، ودعاة الأصالة والعودة إلى الجذور، ويكاد النقاش ان تشق المجتمع العربي إلى طريقين لالقاء بينهما، بل ان يشق الوعي العربي أداته على نفسه في صراع ذاتي دائم يمنعه من أية حركة ايجابية ويغلق عليه التغير) ([12]).
وهنا كان لابد على القوى التي حكمت المنطقة من جعل الممارسة السياسية ممارسة تداولية بين جميع الحركات والأفكار التي دخلت الساحة بعد فترة التحرير، وذلك للتعرف على التطبيقات المختلفة لتلك الأفكار وبالشكل الذي يخدم المصلحة العامة، ولكن ذلك لم يحدث وإنما عملت الأطراف التي وصلت إلى دفة الحكم على حماية كراسي الحكم واحتكارها لأنفسهم عن طريق قانون القوة وليست بقوة القانون. وكذلك مارست الانغلاق الاقتصادي وقصر الموارد بيد السلطة الأمر الذي جعل من المجتمع مجتمعا استهلاكياً يقر كل ما تقرره السلطة الحاكمة.
2- المعوق السياسي (وهم الاستبداد السياسي):
أما النقطة الأخرى من معوقات اكتساب الوعي السياسي، فهو الفهم الخاطئ لمصطلح السياسة وكل ما يرتبط بهذا المفهوم من معان وممارسات. حيث هناك خلل في الفهم والتخوف من السياسة وعدم الاهتمام بها نظراً للواقع السيئ الذي خلقته السلطات السياسية التي حكمت المنطقة بالنار والحديد خلال العقود التي مضت وما تزال الأوضاع تسير على نفس الوتيرة من حيث التخلف بالسياسة والاستبداد السياسي.
(ان الشباب والمراهقين لم يعودوا يهتمون بالسياسة وإنما بنجوم الغناء العالمية ونجوم كرة القدم ولا يعرفون شيئاً تقريباً عن تاريخ بلدهم ومؤسساته) ([13]).
فالاهتمام اليوم غير موجه نحو الأمور السياسية والتنموية الفكرية وإنما هي مركزة على الأمور السطحية واليومية دون ان يكون هناك أية مشاريع في سبيل تخلص المجتمع من هذا القوقع وخاصة جيل الشباب باعتبارهم سواعد المجتمع وقوته الفعلية.
3- الجمود وعدم التفكير بالتغيير الايجابي :
والنقطة الأخرى البارزة في مسألة المعوقات التي تواجه الوعي السياسي هي الاتكالية، وعدم التفكير بالتغيير، وإهمال العوامل الذاتية التي أدت إلى هذا الجمود، ووضع الوم على الأطراف الخارجية والاستعمار على انتاج هذا الواقع المتردي. صحيح ان لهذا الواقع امتداداً لبعض الخطط والممارسات الشنيعة للاستعمار إلا ان هذا لا يعني الاستسلام و عدم التغيير وتطوير الذات.
(ابراز دور العوامل التآمرية الدولية، أو الانحرافات التسلطية للهيئات ألحاكمة) ([14]).
فقد تعودت مجتمعات المنطقة برمتها على الحديث عن العوامل الموضوعية والمكايد الغربية والشرقية. والادعاء ان كل ما يتعرض له الإنسان الشرق أوسطي هي من افرازات الاستعمار والقوى الخارجية، ونسوا ذاتهم ولم يقوموا بتدريس جميع جوانب حياتهم خاصة المعوقات الذاتية أمام تطور الإنسان وإمام النهوض الموضوعي والأكاديمي.
كل هذه العوامل وغيرها تشكل عوائق دون اكتساب الوعي السياسي الذي يسهم بدوره في عملية البناء والتقدم والتنمية والاستقرار وأدت هذه المعوقات إلى عرقلة التحولات الاجتماعية والسياسية، فضلا عن ثقافة الشكوى التي أصبحت تجتاح المجتمعات النامية فالكل يصف لك المشكلة من كل أبعادها ولكن قلما تجد فئة مهتمة بحل تلك المشاكل أو أسباب التخلف والجمود، وتظهر هذه الحالة نتيجة عدم التخصص وادعاء الافراد بالمعرفة المطلقة والتدخل في الشؤون التي لا تدخل ضمن اختصاصاتهم، وهنا لابد من العمل على القضاء على البعد التشاؤمي من ثقافتنا فبدلا من انتظار الآخر كي ياتي ليرسم معطيات الحياة لنا لابد من التحرك الذاتي والإرادة الذاتية ومخاطبة الذات وتعويدهما على المفاهيم المدنية والثقافية، وبدأت اليوم عمليات التنمية البشرية في بعض المجتمعات وهذه العمليات يعد ضرورة ملحة في الوقت الراهن.
ونجد إن الوعي السياسي الوصفي منتشر بصورة سلبية بين النخبة المثقفة حيث يصفون لك الاحداث والمعطيات السياسية من باب الوصف فقط وهذا لا يمت إلى الوعي التحليلي بأية صلة فالتحليل والموضوعية يغيران من مجرى الامور السلبية وليس الوصف والمشاهدة السطحية

([1]) من الانترنيت – www.google.com، اندرية نيقولا نيفش – ميثولوجيا السياسة – 6/2/2005م.

([2]) د. صادق الأسود – علم الاجتماع السياسي – بغداد – ط1 – 1990 ص 438.



([3]) د. إحسان محمد شفيق العاني – الملامح العامة لعلم الاجتماع السياسي- مطبعة جامعة بغداد 0 1968 – ص 127.

([4]) د. أحمد جمال ظاهر – دراسات الفلسفة السياسية – دار الكندي – أردن – الطبعة الأولى – 1988 – ص 412.

([5])زيرفان سليمان – مقال بعنوان (الانتخابات الأمريكية - وعقدة العراق) المنشورة في جريدة الأفق العدد (60) – 2004م _ www. Kurdiu. org.

([6]) د. إسامة ا لغزالي حرب، الأحزاب السياسية في العالم الثالث – عالم المعرفة – مطابع الرسالة – كويت – ص 182- سلسلة (117).

([7]) د. صادق الأسود – مصدر سبق ذكره – ص 276.

([8]) دوريس اية جربير – سلطة وسائط الأعلام في السياسة – ترجمة د. اسعد أبو ليده – دار البشير للنشر والتوزيع – عمان – ط2 – 200 – ص 277..

([9]) د. هشام شيرابي – النظام الأبوي وإشكالية المجتمع الغربي – مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت – الطبعة الثانية 1993 – ص 50.

([10]) صادق الأسود – علم الاجتماع السياسي – مصدر سبق ذكره – ص 305.

([11]) د. هشام شرابي – مصدر سبق ذكره – ص 176.

([12]) د. برهان غليون 0 اغتيال العقل – بيروت – مكتبة مدبولي – ط1 – 1987 – ص 31.

([13]) هشام جعيط – أزمة الثقافة الإسلامية – مصدر سبق ذكره ص 40.

([14]) د. محمد جابر الأنصاري – العرب والسياسة أين الخلل – مصدر سبق ذكره ص 68.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الوعى السياسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعى السياسى   الوعى السياسى Emptyالسبت يونيو 27, 2015 3:59 am

صدقة بن يحيى فاضل
الأربعاء 06/07/2011
«الوعي السياسي» وأهميته..!
من تعريف «الوعي السياسي»، الذي سبق أن أوردناه، نجد أن: مدى الوعي السياسي لأي إنسان راشد عاقل، يعني، إذًا: مدى معرفة ذلك الإنسان بواقعه السياسي العام، أو الواقع السلطوي السياسي لمجتمعه، ومنطقته، والعالم -بصفة عامة- ومدى فهمه لـ»البدائل» السياسية المتاحة والممكنة (والتي يفترض أن تكون أفضل، أو أسوأ من ما يسود في واقعه وواقع العالم من حوله)، إضافة إلى: مدى إلمامه بالمفاهيم والمصطلحات السياسية (الرئيسة) السائدة والممكنة.. ومن أمثلة هذه المفاهيم كل من: الديكتاتورية، الشرعية، الشورى، الديمقراطية، الرأسمالية، الاشتراكية، التكتل السياسي، التحزب السياسي، الاستعمار، الحرية ... الخ.
ويمكن، بذلك، أن نقول: إنه كلّما ارتفع مستوى فهم الإنسان (أي إنسان راشد عاقل) لواقعه السلطوي السياسي، وللواقع السياسي الذي يسود في منطقته والعالم من حوله، وارتقى إلمامه بالبدائل السياسية المتاحة والممكنة (للواقع السياسي لمجتمعه وللعالم بصفة عامة)، وزاد إلمامه بمعاني وأبعاد المفاهيم والمصطلحات السياسية الرئيسة، السائدة والممكنة... ارتفع وعي ذلك الإنسان السياسي؛ والعكس صحيح.
وواضح أننا طبّقنا هنا التعريف العام لـ»الوعي العام» للإنسان على المجال السياسي وحده. ومن هذا التعريف، تتضح أهم «عناصر» الوعي السياسي، والتي سبق أن ذكرناها في المقال السابق لهذا، والمستنبطة من هذا التعريف (التقريبي) للوعي السياسي للإنسان العادي -الراشد العاقل- في كل مكان.
***
أهمية الوعي السياسي:
إن أهمية الوعي السياسي تنبع من أهمية وخطورة «السياسة» في حياة البشر.. تلك الأهمية الحاسمة، التي ألقينا عليها بعض الضوء في المقال السابق. ويمكن القول: إن ثقافة أي مثقف لا تكتمل إلاَّ باكتمال وعيه السياسي.. بل إن الوعي السياسي (المعقول) هو أول عناصر الوعي العام للشخص بصفة عامة. وقد لا نبالغ إذا قلنا بأن أي إنسان يسعى إلى تثقيف نفسه، ورفع مستواه الثقافي، سيحتاج -أول ما يحتاج، بعد الثقافة الدينية- إلى تنمية وعيه السياسي، ورفع مستوى ذلك الوعي.. وهذا ما يمكن أن يتحقق عبر الاطّلاع العام المستمر، والقراءة، والسفر، وما إلى ذلك.
كما أن عليه أن يعقد «المقارنات» بين ما يرى ويلمس ويقرأ ويسمع.. من أشياء سياسية، من جنس واحد. ولا شك أن التربية والتعليم هما أساس الثقافة.. والوعي بصفة عامة. لذا، فإن تطوير التربية والتعليم إلى الأفضل يسهم إيجابًا في تنمية الوعي بأنواعه. وغالبًا ما يرتفع الوعي السياسي للشخص كلما ارتفع مستوى تعليمه. ولكن ذلك يلاحظ غالبًا وليس دائمًا. إذ كثيرًا ما يلاحظ وجود أشخاص على درجة عالية من العلم المتخصص، ولكن مستوى وعيهم السياسي يكون متدنيًا.. ليماثل الوعي السياسي لكثير من محدودي التعليم والثقافة.
وقد لاحظ بعض المعنيين بموضوع الوعي السياسي أن هناك بعضًا من أساتذة الجامعات، في تخصصات مختلفة.. هم فيها مبرزون.. ولكن سرعان ما يكتشف المتحدث إليهم (في أمور سياسية) أنهم أميون في مجال السياسة، أو شبه أميين، رغم أنهم (كغيرهم من بني البشر) يدلون بدلوهم في كثير من المواضيع السياسية.. ولكن تحليلاتهم السياسية (البديهية) تنم عن جهل مريع بالسياسة.
وأن كبار الأدباء والشعراء يتميزون بارتفاع كبير في مستوى وعيهم السياسي.. غالبًا ما ينعكس على إنتاجهم الأدبي.. الذي يضفى البعد السياسي عليه الأهمية التي قد يحظى بها. فأغلب المبرزين في الأدب يوردون في معظم كتاباتهم -صراحة وضمنًا- رؤاهم حول ما هو كائن، وما يجب أن يكون سياسيًّا. أي أن أولئك المبدعين يوقنون، بذلك، أن أهم ما يبنى و/ أو يهدم هو «السياسة».. التي يستحيل -في الغالب- نزعها من جوهر الحياة العامة.. لأنها -ببساطة- أهم من «يدير» تلك الحياة. ومن هنا، تأتي علاقة الأدب بالسياسة، وهي علاقة تتوثق كلّما علا اهتمام الأدب بالشأن العام.
****
إن أهمية الوعي السياسي هي أهمية حاسمة.. فكلما كان الوعي السياسي العام في مجتمع ما مرتفعًا، قلّت (مثلاً) إمكانية وجود ما يُسمّى بـ»الفساد السياسي» في ذلك المجتمع. والعكس صحيح. وهذه الحقيقة توضح الأثر الإيجابي العظيم للوعي السياسي في رقي الأمم وتقدمها، خاصة إذا علمنا بأن «الفساد السياسي» غالبًا ما يكون مصدر وأساس كل «فساد» آخر قد يوجد في المجتمع.
لذلك، نجد الأمم المتقدمة تهتم (غالبًا) بتنمية الوعي السياسي داخلها لأقصى حد ممكن، ويكون الوعي السياسي فيها مرتفعًا. بينما يلاحظ انخفاض الوعي السياسي في بعض الدول المتخلّفة.. وعدم اكتراث بتنميته.. بل قد يوجد فيها ما يجعل الوعي السياسي في انخفاض مستمر، وتدهور متواصل. الأمر الذي يكرس التخلّف في شتى مجالات الحياة.
ويمكن للقارئ الآن أن يعرف «ضعف» الوعي السياسي.. من التعريف الذي ذكرناه لـ»الوعي السياسي». ومن ذلك التعريف أيضًا، يمكن تحديد «عناصر» ضعف، أو إضعاف الوعي السياسي، وأسلوب خفضه، أو تشويهه.
****
الوعي السياسي في العالم العربي:
لا جدال أن معظم الدول العربية تصنّف ضمن الدول النامية. وهذه الدول يتميز بعضها -كما ذكرنا- بـ»التخلف» في شتى مجالات الحياة.. ويمكن رد ذلك التخلّف إلى عدة عوامل، لعل أهمها هو «التخلف السياسي» الناتج عن أمور من أهمها: ضعف الوعي وتدني مستواه. وكثيرًا ما نرى مآسي سياسية في بعض أجزاء العالم العربي.. تنتج عنها (بالضرورة) كوارث كثيرة، في مختلف مجالات وجوانب الحياة.
ويمكن أن نقول بأن حدوث تلك المآسي والمهازل هو دليل تخلف سياسي (مؤسساتي وسلوكي).. وذلك التخلف السياسي (المأساوي) ناتج عن ضعف في الوعي السياسي العربي.. وغني عن القول إن هناك «تفاوتًا» في مدى الوعي السياسي فيما بين الدول العربية. فهناك دول عربية يرتفع فيها مستوى الوعي السياسي إلى درجة تضارع درجات الوعي السياسي في بعض الدول المتقدمة، بينما هناك البعض ممّن يمكن اعتباره من أكثر الدول تخلّفًا سياسيًّا، وأقلّها وعيًا.
أمّا إن تساءلنا: كيف يتم بالفعل رفع مستوى الوعي السياسي العربي (بصفة عامة)؟! فإن الإجابة على هذا السؤال الهام، قد تقودنا (بالضرورة) إلى أن «نفتش عن السياسة» في أقبية خطرة.. وأن نتطرق إلى قضية كبرى في بعض أجزاء عالمنا العربي.
***
قياس مدى الوعي السياسي:
قام بعض علماء السياسة بتصميم «استمارات» تقويم.. لقياس مدى الوعي السياسي (مستوى الوعي السياسي) لأفراد ومجموعات بشرية مختلفة. وذلك التصميم يقوم أساسًا على تعريف معين ومحدد لـ»الوعي السياسي».
ولو حاولنا تصميم «استبيان» موضوعي لقياس درجة الوعي السياسي لدى فئة معينة من الناس، بالاعتماد على تعريفنا لـ»الوعي السياسي» الوارد في هذا المقال، لو حاولنا تصميم استمارة استقصاء تحتوي على أسئلة محددة توجه إلى المبحوثين.. مستطلعة آراءهم، وهادفة لمعرفة مدى معرفتهم وإلمامهم بالسياسة من حولهم، اعتمادًا على تعريفنا المذكور، لأمكن القول بأن هذه الاستمارة لابد أن تكون الأسئلة الموجودة فيها مقسمة إلى ثلاث مجموعات، عدا فقرة المعلومات الأساسية عن كل مبحوث.
وهذه المجموعات هي كالتالي:
المجموعة الأولى: وتقيس مدى فهم الشخص (المبحوث) لواقعه السياسي، وللواقع السياسي الذي يسود منطقته، والعالم من حوله.
المجموعة الثانية: وتحتوي على أسئلة.. تحاول قياس مدى إلمام المبحوث بـ»البدائل» السياسية الممكنة والمتاحة.
المجموعة الثالثة: وبها تساؤلات، تهدف لقياس مدى معرفة المبحوث بالمفاهيم والمصطلحات السياسية الرئيسة السائدة.
وغالبًا ما تعطي درجات لكل جواب سليم.. ثمّ تجمع الاستمارات، وتحلّل إحصائيًّا، وفى إطار برنامج « SPSS» الإحصائي المعروف.. كي تسفر عن استنتاجات منطقية، وأقرب إلى الدقة. وتفرغ المعلومات وتقوم.. وربما ترصد درجة عامة لكل منها. وهذه الدرجة يفترض أنها توضح (بالقياس التقريبي) مدى وعي المبحوث (أو المبحوثين) السياسي. ولابد في تصميم هذه الاستمارة من استبعاد أي تساؤل غير موضوعي، وإجابته تتطلب إبداء رأي خاص. فليس المقصود من هكذا استبيان أن يعرف آراء المبحوثين، بل المطلوب هو أن يعرف: مدى إلمامهم ووعيهم بالسياسة من حولهم.
أمّا استبيان (واستطلاع) الآراء السياسية المختلفة، سواء تجاه قضايا أو مسائل سياسية معينة، فذلك ليس من شأن قياس مدى الوعي السياسي، رغم وجود تداخل بين مضامين التساؤلات المختلفة.
وانطلاقًا من هذه الأسس، يقترح الكاتب «استمارة» محددة (قد ينشرها لاحقًا).. كاستبيان موضوعي لمدى الوعي السياسي (التقريبي) لدى فرد معين، أو فئة محددة ومعينة من الأفراد. وربما تتاح الفرصة للكاتب مستقبلاً كي يجري أبحاثًا (أكاديمية) واستطلاعات للوعي السياسي باستخدام هذه الاستمارة، أو ما يشابهها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الوعى السياسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعى السياسى   الوعى السياسى Emptyالسبت يونيو 27, 2015 4:01 am

تعد نشأة الوعي السياسي عند الإنسان أثناء عملية الإنتاج الاجتماعي ولهذا فهو ثمرة من ثمار التطور الاجتماعي ففي عملية الإنتاج بالذات وفي عملية إعداد أدوات الإنتاج وأثناء التفاعل مع الطبيعة يستطيع الإنسان ان يعي وان يكتشف خصائص الأشياء ويفرق بين ما هو جوهري، وما هو غير جوهري وان يظهر الترابط الحتمي والسببي بين الظواهر، وان يعي العلاقة بينه وبين الوسط * الذي تعيش فيه( ).
ويرتبط نشوء الوعي السياسي بشكل عام عند الإنسان بظهور اللغة. فقد اثر تكون اللغة تأثيراً بالغاً في تكوين الوعي وتطوره، اذ عن طريق اللغة بدأ الحوار بين الإنسان منذ الفترات التاريخية السحيقة.
وكانت للحضارات الإنسانية باختلافها تجليات واضحة على إبراز الوعي السياسي لدى الشعوب.
فالرومان كانت لديهم إسهامات واضحة وجلية على معرفة الفرد بحقوقه السياسية والقانونية، فضلا عن دورهم في تحليل الأحداث السياسية التي مرت بها إمبراطوريتهم، (إلا أن تصور الإمبراطور الروماني بان له سلطانا وحقوقاً غير محدودة)( ).
قد انعكست على نوع من الوعي السياسي القيادي والمتعلق بذات الإمبراطور، فنظره تحليلية إلى ذلك العصر تكشف انه لم يكن هناك انقتاح سياسي العصر كما نراه في الوقت الراهن بالصورة الواضحة في المجتمعات المعاصرة والمتحضرة.
أما (اليونانيون) فيعود لهم الفضل في نشر الكثير من المفاهيم السياسية التي أصبحت بمثابة قواعد فكرية والتي أصبحت فيما بعد إلى قواعد للانطلاق الديمقراطي خاصة في أوربا. ففي مجال الوعي السياسي نبدأ بالتاريخ الأوربي والظروف التي ساعدت على نمو الوعي لدى الفرد الأوربي عبر الزمن وأولى التجليلات كان بظهور (عصر النهضة الأوربية) – (Renaissance)- وقد مثل هذا العصر رد فعل على الاستبداد الكنيسي في تلك الفترة، فالأوربيون شعروا بحقوقهم الضائعة والمحتكرة من قبل سلطة الكنسية وتصرفاتها غير الواقعية ويعرف (عصر النهضة) على أنه:- يدل على حركة البعث الجديد أو الأحياء، ومن ثم فهو تشير إلى تلك الروح النقدية التي ظهرت بالنسبة للفلسفة والأدب ولجميع المعارف والفنون الكلاسيكية، ومحاولة البحث والاستقصاء والاعتماد على النفس والاهتمام بالأمور الدينية( ).
وكان هدف عصر النهضة هو إحداث التغيير والابتكار وحدثت بدايات التغيير في أوربا وخاصة في ايطاليا فقد دفعت أوربا استثنائياً في طريق مشروع مثمر محصور في الزمان وذي مردود تاريخي كبير، وشي ذو دلالة أنها كانت ظاهر نهضة تلازمت مع ابرز المشكلات في ذلك العصر وهي مشكلة (الاستبداد).
فالإحداث التاريخية تشير إلى ان نمو الوعي القومي في ايطاليا وتأسيس الجمهوريات في مدنها، إذن العامل السياسي ومحاولة القضاء على التوترات التي كانت موجودة بين مدن ايطاليا ساعد على نمو الوعي السياسي لدى الفرد الغربي حيث أشعره بضرورة تحسين الأوضاع القائمة حينذاك فالصراع الموجودة بين السلطتين الزمنية والدينية، أي: سلطة الإمبراطور وسلطة البابا، وبطبيعة الحال أن الصراع كان على تولي المراكز، فكانت الكنسية محتفظة بالمركز الديني ومارست من خلال ذلك النفوذ انواعا من الاستبداد والشمولية في السلطة.
وكان للمفكرين الذين ظهروا في تلك الفترة تأثير ملحوظ في الأفكار السياسية لدى العامة الذين عانوا من النزاع بين السلطة الدينة والمدنية، ومنهم (ميكافيلي) صاحب كتاب الأمير والذي رجع سبب التخلف في ايطاليا وعدم الاستقرارها إلى وجود السلطة الدينية المطلقة.
(كانت ميكافيلي يهاجم الدين المسيحي لان تعاليمه لا تلائم مطالب السياسة وأهدافها، حيث ان الفصائل المسيحية تدعو إلى الذل والهوان) ( ).
إلا ان هذا الاعتقاد فيه نوع من التصعيد والإطلاق في الحكم على الديانة المسيحية، لان الممارسات الخاطئة وغير الواقعية واستغلال الكهنة ورجال الدين للدين لتحقيق مصلحة ذاتية هي التي أدت إلى ردود فعل لدى العامة من الناس.
والأمر الهام في أفكار المفكرين وخاصة مفكرين عصر النهضة والأنوار هو النهوض بالوعي السياسي وزيادة اهتمام الناس بالأمور السياسية وخاصة السلطة، وفلسفة الأنوار باعتبارها ظاهرة ثقافية أوربية واسعة المدى.
(وقد تشابك عدة عناصر لتحدد حركة الأنوار، لكنها تطورت أساسا بوصفها نقداً للدين والسياسة، والدين أكثر من السياسة، فقد نسفت النظام القديم بكليته وفي جذوره) ( ).
وهذه الأفكار الفلسفية ساعدت الشعوب الغربية في التخلص من قيود الظلام والاستبداد والسلطة المطلقة وكل ما يتعلق بغلق الفكر والحرية الإنسانية.
إما في الشرق فكان العكس مما هو الحال عليه في أوريا خاصة في العصور الوسطى، فقد عرف الشرق الاستقرار السياسي وذلك نتيجة لظهور الإسلام وقيام الحضارة الإسلامية، وما جاءت به تلك الحضارة على مبادئ وأفكار على العكس مما كانت موجودة في الجزيرة العربية قبل ظهور الاسلام، ومثلت الحضارة الإسلامية حلقة غنية ربطت بين الحضارات القديمة الشرقية والإغريقية وبين حضارة العصور الحديثة.
فالإسلام دين حقيقي، الهي، أدبي – عبادي، أي ان الإسلام لم ير ذلك الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي الامر الذي ادى إلى الاهتمام بالسياسة ضمن الشريعة الإسلامية وفي أول دولة إسلامية رأت النور على الأرض. وهنا يقول غولدزيية (ان الإسلام قد جعل الدين دنيوياً لقد أراد ان يبني حكماً لهذا العالم بوسائل هذا العالم) ( ).
ويقول(ستول هورغرونج) ضمن هذا المضمار– إن الإسلام قد دخل في العالم كدين سياسي ودلالته العالمية تعود للتحالف بين هذين العاملين المتعارضين من حيث المبدأ.
إذن ان الأمر الضروري فيماا قاله هذان المفكران هو ان الإسلام منذ ان جاء إلى الواقع جاء بمفاهيم مرنة قابلة للانسجام مع الواقع البشري ولم تكن خيالية فقد شكلت تلك المفاهيم وعياً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفقاً للمنظور الإسلامي ومبادئه وتوجهاته.. فقد استطاع الإسلام من معالجة الواقع الاجتماعي في (مكة) التي كان قبلياًَ إلى حد كبير، حيث المجتمع منقسم إلى طبقتين (الأسياد – العبيد) وهذا التغير على الواقع المكي تمثلت انبثاقاً حضارياً في الشرق، فالمفاهيم والمبادئ والأفكار هي التي تساعد على نمو الوعي السياسي فقد احتوى الإسلام على كل ذلك، و الوعي السياسي في الإسلام بدأ مبدئياً بظهور دولة المدينة والسلطة السياسية المعروفة في شخصية الرسول ().
إما ما تعيشه المجتمعات في الشرق (العالم الإسلامي) من الجمود والانغلاق الفكري والمعرفي وعدم الموضوعية والعلمية في تفسير الظواهر والأحداث السياسية وعدم الإمكانية من المشاركة السياسية، فكل هذه ما هي الا افرازات حكومات استبدادية عملت على احتكار جميع مجالات الحياة، ـ وهذا ما سنوضحه في باب المعوقات.
ان الحركات القومية في خمسينات القرن الماضي من خلال رفع شعارات (التحرر – والوحدة) ساعد على نمو الوعي القومي بقضايا المنطقة، إلا ان الوعي لم يكن وعياً سياسياً موجهاً، أي فاعلاً من قبل الجماهير وإنما تحت تأثير وتخدير السلطة والاحزاب الحاكمة.
(فالأنظمة كانت تفتقر إلى الشرعية الدستورية. وحتى ذلك الوقت لم يتم عملية الانتقال من شرعية القبلية والريفية إلى الشرعية القانونية والدستورية مثلما نراه في الغرب) ( ).
واما الفترة التي تلت الخمسينات فلم يحدث فيها تغيرات جذرية في المنطقة وخاصة ان تلك الفترة شهدت صراعاً عربياً – إسرائيليا وكان الأعلام والدعاية كلها موجهة لتغطية ساحات المعركة ومواقف الزعماء أمثال (جمال عبد الناصر) وغيره، حتى حدوث نكسة (1967) المعروفة. والتي أدت إلى تلاشي آمال الجماهير العربية بالحركات التحررية والقيادات القطرية في تلك الفترة.
إن حالة الوعي السياسي بصورة عامة في منتصف الأربعينات وحتى بداية التسعينات تأثرت إلى حد كبير بالمسألة الدولية والصراع الدولي والعلاقات بين القطبين العملاقين في العالم، حيث كانت هناك صرعاً ايدولوجيا بين الولايات المتحدة التي مثلت القطب الغربي، والاتحاد السوفيتي (السابق) والتي مثلت القطب الشرقي، فالبيئة الدولية كانت تعكس تجليات على البيئة الداخلية وخاصة الفكرية. وان ظروف الحرب الباردة التي استمرت من (1945-1992) شكلت نظاما دوليا مرتبكا إلى حد كبير وأعطى للحكومات خاصة في الشرق الاوسط الحجة في إعلان حالة الطوارى واستحالة إمكانية التغيير الديمقراطي بحجة الظروف التي تمر بها الدول وتهديد التغيير على الأمن القومي كل ذلك أدى إلى بقاء المجتمعات العربية تحت الاستبداد السياسي وبذلك أصبح الوعي السياسي قاصرا على مفاهيم الثورة ومصطلحات القائد الكاريزما وحتى وقتنا الحاضر ما تزال بعض البلدان تعيش حالة الطوارى ولا ندري ما الذي يكمن في سر حالات الطوارى ولا نرى أي مبرر لها سوى استخدامها للحفاظ على كراسي الحكم التي لا تتغير إلا بالجلطة الدماغية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

الوعى السياسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوعى السياسى   الوعى السياسى Emptyالسبت يونيو 27, 2015 4:02 am

الوعي (ادراك المرء لذاته ولما يحيط به إدراكا مباشراً وهو أساس كل معرفة)( ) ويمكن إرجاع مظاهر الشعور أو الوعي إلى ثلاثة أقسام:-
1- الإدراك والمعرفة 2- الوجدان 3- النزوع والإرادة
هنا ووفقا ً لمفهوم الوعي السياسي بشكل عام يشيرالوعي إلى العوامل المرتبطة بالبيئة الإنسانية ومعرفة الإنسان بتلك البيئة من جميع النواحي معرفة واعية بحيث يستطيع تحليلها ومعرفة نتائجها.
وعلماء النفس يعرفون الوعي بأنه (شعور الكائن الحي بنفسه أو ما يحيط به) ( ).
ومع تقدم العلم اخذ مدلول (الوعي) ينمو نحو العمق والتفرع والتوسع، ليدخل العديد من المجالات النفسية والاجتماعية والفكرية، فقد كثرت المجالات التي يضاف إليها الوعي، فهناك الوعي الاجتماعي والوعي الطبقي والوعي السياسي. الذي سنقتصر حديثنا علية هنا.
و بخصوص الوعي السياسي فتخلف التعاريف التي عرفت به هذا المفهوم على حسب الاختلاف الايدولوجيا والبيئي للمجتمعات البشرية، حيث يعطي كل مجتمع تعريفاً خاصاً للوعي السياسي حسب نوعية ذلك المجتمع.
فمثلاً تركزا الاشتراكية على العامل الاقتصادي ودور الطبقات في الإشارة إلى ماهية الوعي السياسي وتعريفه، فقد عرف (لينين) السياسة بانها(أكثر التعبير تركيزاً على الاقتصاد) ( ) وهنا تدور السياسة حول مسائل الوضع الاقتصادي خاصة بالنسبة للطبقات التي تشكل المحور الرئيسي في الفكرة الاشتراكية وهنا يشير (كار ماركس) وفقاًُ للعلاقات الاقتصادية من حيث تأثيرها في السياسة حيث يقول (لقد أخفقت الفكرة دوماً بقدر ما كانت مختلفة عن (المصلحة). وحمل الاختيار لصحة وواقعية الأفكار السياسية هو الصراع الطبقي والفعلي الذي يخاض وفقها) ( ).
وهنا يتبين بان الاشتراكية قد ركزت على الطبقة كونها هي التي تشكل الوعي السياسي في داخل المجتمعات الإنسانية، فالطبقة وحسب مصلحتها تنظر إلى الأمور وتحللها من زاوية مصلحة الأفراد التي تشكل تلك الطبقة الموجه لإفرادها إلا ان هذه النظرة قد تغيرت في الوقت الراهن حتى بالنسبة لبعض الاتجاهات الاشتراكية.
ونرى في الاتجاه الرأسمالي على العكس من الاشتراكية الدور الأكبر والأنشط للفرد في حياته وفهم المفاهيم والمصطلحات السياسية حيث ساعدكل من السوق الحر والصحافة الحرة وحرية الرأي والتعبير على خلق نوع من الوعي السياسي المنتج والمؤثر على كافة الأصعدة والقضايا التي تحدث في المحيط الغربي التي تمثل راعي الفكرة ا لرأسمالية، إلا ان ذلك لا يعني ان الفكرة الرأسمالية قد شكلت مجتمعاً إنسانيا مثالياً. فالبعد السلبي في هذه الفكرة يتوضح من خلال استلاب الإنسان ووعيه وتعامل الآلة مع الإنسان، من خلال إهماله عندما يستنفذ طاقاته في العمل ونرى ذلك بوضوح في مجتمعات الرأسمال والرأسمالية.
واما الفكرة الإسلامية فقد أشارت إلى مسألة الوعي في إطار السياسة الشرعية وقد ارتبطت كلمة (الوعي) في الفكر الإسلامي بالجمع والحفظ على النحو الذي نجده في القرآن الكريم (وجمع فأوعى) ( )، وقد كونت وعياً سياسياً لدى المسلمين منذ قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنوره وذلك لارتباط الجانب الديني والدنيوي ببعض، وبدأ العمل على نشر الدعوة الإسلامية ونشر المفاهيم السياسية التي جاءت بها الإسلام.
إلا ان النظرية قد لا تجد التطبيق على ارض الواقع فعلى الرغم من ادعاء بعض الأنظمة السلطوية على أنها تحمل أفكارا ديمقراطية والحقيقة انها مجرد افتراءات ولا تدخل الا ضمن الشعارات البراقة، والوعي السياسي في منطقة الشرق الاوسط غالبا ما تكون موجها من قبل من الأنظمة الحاكمة ولصالح النخبة الحاكمة.
وهكذا نجد ان للايدولوجيات إثرها في تعريف الوعي السياسي وان القول بان دور الايدولوجية قد انتهى فيه نوع من الغموض والالتباس. حيث مازالت الايدولوجية ترسم الكثير من الأحداث السياسية في الداخل والخارج، ففي بداية القرن الحالي بدأ نوع جديد من الأثر الايدولوجي في التوعية السياسية ولاسيما بعد إحداث (11) سبتمر في الولايات المتحدة فبالرغم من المقولة الشهيرة للأمريكي (فرنسيس فوكوياما) التي نشـرت في مجلة ناشـيونال انترسـت (National Intrest) والتي احدثت ضجة عالمية بعنوان (هل هي نهاية التاريخ؟) حيث أشار الكاتب فيها إلى ان نهاية الحرب الباردة لا تمثل طياً لصفحة من تاريخ التطور السياسي للعالم فحسب بل هي في تصوره نهاية التاريخ بذاته.
(أي نقطة النهاية لتطور البشرية ايدولوجيا*، وانتشار الديمقراطية الليبرالية الغربية في العالم كله) ( ).
فهذه الفكرة هي ذاتها أيدولوجيا وهي التي حاول الولايات المتحدة الأمريكية فرضها على العالم من خلال هيمنتها العسكرية. وان أحد الأسباب التي تعيق الهيمنة الأمريكية هو البعد الايدولوجي وأن الاختلاف في ثقافات الشعوب يصعب القضاء عليه. على سبيل المثال اليابان والصين اذ على الرغم من تطورهما الصناعي الا انهما ما زالتا محتفظتين بثقافتهما المحلية على الرغم تأثير الثقافة الغربية فيهم.
هذه الإحداث الفكرية والسياسية على الساحة الدولية والمحلية تؤثر في مستوى الوعي السياسي لدى الأفراد في الداخل أي في الثقافة المحلية وكذلك في الخارج أيضا.
والوعي السياسي معرض للتغيير والتبديل وفقاً للواقع السياسي الديناميكي كونه يجري في حركة دائمة ومستديمة ففي كل فترة زمنية نجد أفكارا ومشاريع تطرح على شعوب العالم وتؤثر في وعيهم السياسي وهذا ما نجده في الفترة الراهنة حيث مفاهيم (الحرية – الحقوق الإنسان – الديمقراطية الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط) وكل ذلك عبر مشاريع تطرحها الدول العظمى ومنه المشروع الأمريكي للشرق الاوسط الكبير وتداعياته على المنطقة سلبياً وايجابياً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوعى السياسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دور المجتمع المدنى فى تنمية الوعى السياسى وتحقيق الحكم الراشد " دراسة حالة "
» حول مفهوم الوعى الاجتماعى Social Consciousness ـ د. فرغلى هارون
» طه سعد عثمان - الطبقة العاملة والعمل السياسى
» احمد وهبان - التخلف السياسى وغايات التنمية السياسية
» عبد الله شلبى - عنف المقهور - القهر والعنف السياسى الدينى فى المجتمع المصرى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: