المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
التنمية الاجتماع محمد المجتمع العنف الاجتماعية الجماعات موريس كتاب والاجتماعية التخلف التغير الاجتماعي التلاميذ البحث الجريمة المرحله الخدمة العمل تنمية الشباب الجوهري الالكترونية المجتمعات اساسيات في
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Empty
مُساهمةموضوع: العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي   العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 7:48 am

العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية
دراسة ميدانية
د. وائل فاضل علي
الفصل الأول
اولاً – مشكلة الدراسة :
للتنشئة الإجتماعية دور بالغ في عملية بناء المجتمع على الصعيد الإقتصادي والثقافي والسياسي والنفسي ، وإن الأسرة هي المؤسسة الأجتماعية الأولى المسؤولة عن التنشئة الأجتماعية والضبط الأجتماعي ، اذ أنها تلعب دورا أساسيا في السلوك السوي وغير السوي لأفرادها ، من خلال نوع التنشئة الأسرية التي تقدمها لهم ، فانماط السلوك وطبيعة التفاعلات بين الأدوار الأسرية داخل الأسرة هي الأنموذج الذي يؤثر سلبا او ايجابا في أعداد الناشئين للمجتمع الكبير ، هذا الأنموذج قد يفرز أفراد متطرفين في المستقبل ، ايا كان هذا التطرف دينياً او اجتماعياً او سياسياً . وقد تصادف المجتمعات والجماعات الإنسانية بعض المشكلات في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي من أهدافها في عملية التطبيع والتنشئة الاجتماعية لأجيالها في كل زمان ومكان، ولكن مشكلات التنشئة الاجتماعية في هذا العصر بدت أكثر صعوبة وأشد تعقيدا؛ ما حدا بالسَّاسة والمربين والمصلحين على كافة المستويات أن يجدوا في البحث عن مخرج لتلك الأزمة التربوية الاجتماعية ذات العلاقة بكثير من جوانب الحياة الدينية والأمنية والاقتصادية وغيرها.
وعملية التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة طوال الحياة ، وهي لاتقتصر فقط على الطفولة ولكنها تستمر في المراهقة والرشد وحتى الشيخوخة ، وهي عملية معقدة تستهدف مهام كبير ولها وسائل واساليب متعددة لتحقيق اهدافها ، كما أن لها مؤسسات متعددة ومتفرعة وكل منها له دور في إتمام التنشئة للفرد وفي مختلف مراحله العمرية وعلى أكمل وجه ومن تلك المؤسسات السرة والمدرسة ودور العبادة وغيرها .
ومع ظهور ألانفجار المعرفي ظهرت مؤسسات أخرى اصبحت تلعب دوراً بالغ الأهمية ولعلها ابرزها وسائل الإعلام والفضائيات وشبكة المعلومات الألكترونية ( الأنترنت ) التي بدأت تلعب دوراً كبيراً في هذه العملية يضاهي الدور الذي تلعبه الأسرة او المدرسة خاصة وان عدد كبيراً من الأفراد أصبح اليوم يقضي وقتاً أطول في متابعة هذه القنوات الفضائية أو وسائل الاعلام او الأنترنت بمختلف البرامج التي تقدمها والمعلومات التي يستقيها الفرد منها وفي كافة المجالات وعلى كل المراحل العمرية المختلفة .
وبما إن هذه الوسائل اليوم وفي الغالب منها يتبع نظام العولمة بل ويدعو له بشتى الطرق والوسائل فقد أثر ذلك وبشكل سلبي على اساليب التنشئة الأسرية المتبعة في الوقت الحاضر والتي بدأت تختلف لا في شكلها أو تسميتها فقط بل في جوهرها ، حيث اصبح الآباء الآن والمسؤولون التربوين في وضع وحال لا يحسد عليها احد فهم مطالبون لا فقط بالرقابة على ما يتابعه الأبناء بل أيضاً في تفسير الكثير من الاراء والثقافات الجديدة التي بدات تظهر والتي يتسائل عنها الأبناء او قد يتشبعنها من دون المعرفة الكاملة بها وما تحتويه من قيم وعادات وتقاليد وثقافة بعيدة عما يحمله الآباء من عادات مقيم وتقاليد وثقافة . إن العولمة الان بدات تنشر أفكارها وأفكار المنادين بها من اوسع الأبواب وبوسائل متنوعة وهذا الدخول الكبير لها لابد من ان يكون له تاثير على واحدة من اهم عمليات بناء الأنسان ألا وهي عملية التنشئة الأجتماعية ومن هنا تبدوا لنا مشكلة الدراسة الحالية والتي يمكن تلخيصها بالتساؤل الاتي :ماهي آثار العولمة على عملية التنشئة الأسرية ؟
ثانياً – أهمية الدراسة :-
تنبع أهمية هذه الدراسة من موضوعها «التنشئة الاجتماعية» الذي لا يكاد ينفك عن كثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يعيشها أي مجتمع في أي مرحلة من مراحل تاريخه. حيث من خلال التنشئة الاجتماعية تتم عملية نقل القيم والمعايير التي يرغب المجتمع في غرسها في نفوس أبنائه ، للحفاظ على كيانه والتصدي لما يعترضه من مشكلات . لذا فإن للدراسة الحالية اهمية من خلال النقاط الاتية :
1. أنها قد تمثل اضافة نظرية إلى ما مكتوب من ادبيات سابقة عن موضوع العولمة او مو ضوع التنشئة الأجتماعية .
2. إنها من الدراسات القليلة التي تحاول التطبيق الميداني لمعرفة آراء أصحاب العلاقة (أولياء الأمور)
في آثار العولمة على تربية الأبناء في الوقت الحاضر .
3. إن هذه الدراسة تسلط الضوء على واحدة من أهم الموضوعات في حياة المجتمعات كافة والعربية بصورة خاصة والمتمثل في دراسة العولمة ومفهومها وآثارها على عملية التنشئة الأسرية .
ومن خلال هذا كله ونظرا الى اهمية هذا الموضوع في حياتنا اليوم وايضا نتيجة لقلة او ندرة الدراسات والابحاث التي اجريت في هذا المجال فقد ارتأى الباحث ان يقدم على خطوة لعلها تكون ذات فائدة علمية وعملية مستقبلا في ربط موضوع العولمة بقضية هامة في حياتنا ومستقبل الاجيال والمجتمع الا وهو موضوع التنشئة الاجتماعية ، التي باتت الان في خطر كبير اذا لم ياخذ بنظر الاعتبار استخدام اساليب التنشئة بصورة صحيحة تتوافق مع معطيات العصر ومتطلباته وانفتاحه والا فان هذه العملية ستتخللها الصعوبات وتؤدي الى نتائج سلبية اكثر من كونها ايجابية .
ثالثاً –أهداف الدراسة :-
تستهدف الدراسة الحالية الى تحقيق الآتي :
1. تسليط الضوء على مفهوم العولمة .
2. بيان الوسائل التي تستخدمها العولمة والتي تشارك في عملية التنشئة الأسرية .
3. بيان آثار العولمة على عملية التنشئة الأسرية ، من وجهة نظر الجالية العربية المقيمة في السويد .
فرضية الدراسة :-
تهدف الدراسة الحالية الى التحقق من صحة الفرضية الآتية :
"إن للعولمة أثراً سلبياً في عملية التنشئة الأسرية من وجهة نظر الجالية العربية المقيمة في السويد ."
رابعاً – حدود الدراسة :-
اقتصرت الدراسة الحالية على عينة عشوائية من افراد الجالية العربية المقيمة في السويد بلغ عددها ( 50) أسرة من الساكنين في مناطق الجنوب للعام 2006-2007 .
خامساً-تحديد المصطلحات :
1. العولمة Globalization :- قبل تعريف العولمة لعله من المستحب تحليل كلمة العولمة لغوياً ، فإن كلمة العولمة يقابلها في اللغة الإنكليزية ( Globalization ) وليس كلمة ( Globalism ) كما استخدمه بعض الكتاب والباحثين ذلك أن الكلمات الإنكليزية المنتهية بـ ( ism ) يقصد بها تسمية الاتجاهات العامة ، وعرب مجمع اللغة العربية ( ism ) بـ ( ية ) مثل الرأسمالية والاشتراكية . أما الكلمات المنتهية بـ ( tion ) يقصد بها التعبير عن إحداث الاتجاه ، فمثلاً الرأسمالية تترجم إلى ( capitalism ) أما ( capitalization ) فتعني إحداث الاتجاه نحو الرأسمالية أي الرسملة . وعلى هذا الأساس فكلمة (Globalism ) تعني العولمية وليس العولمة (اليوسفي ، 1999 ).
وتعرف كلمة العولمة من الناحية اللغوية في اللغة العربية :
1 ـ مصدر مشتق من فعل عولم ومعناه حول وعالج العالم .
2 ـ اسم جامد يلوح فيه علم وعالم أي تطور العالم بالعلم .
3 ـ مصدر صناعي من فعل عـولم ويصبح المصدر الصناعي عـولمية بإضافة ياء مشددة وتاء مربوطة ( الحمد ، 1999، ص 48 )

ويقـول المفكر العربي المغربي محمد عابد الجابري معرفاً العولمة : " هي نفي للآخر وإحلال الاختراق الثقافي محل الصراع الإيديولوجي " ، وإذا كان الصراع الإيديولوجي صراعاً حول تأويل الحاضر وتفسير الماضي والتشـريع للمستقبل فإن الاختراق الثقافي يستهدف العقل والنفس ووسيلتهما في التعامل مع العالم .
تعني العولمة في مدلولها اللغوي: " تعميم الشيء وتوسيعه لشمل العالم كله ، وهى تعني هنا تعميم فكر أو أسلوب أو ثقافة أو قيم أو أنماط سلوكية أو توسيع دائري ليشمل العالم بأسره (سنبل ، 1999،ص18) وقد عرفها الشيرازي بأنها : "إعطاء الشيء صفة العالمية من حيث النطاق والتطبيق " ( الشيرازي ، 2000) .
على ذلك تعددت تعريفات العولمة واختلفت، في مضامينها ومحدداتها، فمن التركيز على البعد الثقافي في هذه العملية وما أوجدته من نمطية محددة في الإنتاج والاستهلاك(Anthony, 1992,pp1-130 )، إلى التركيز على البعد الاقتصادي من حيث إطلاق حرية حركة رؤوس الأموال والسلع عبر الحدود دون عقبات، بما يؤدي إلى معطيات اقتصادية جديدة(زكي ،1997، ص505) إلى ملاحظة "انكماش المكان، وانكماش الزمان، واختفاء الحدود" في إطار سيطرة الأسواق على هذا التحول العالمي الواسع دون أن يجري تقاسم فرص العولمة تقاسماً عادلاً بين الشعوب والأفراد، كما أوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي U.N.D.P. في تقاريره السنوية (تقرير التنمية البشرية ، 1999 ) .
إن صياغة تعريف العولمة تعريفاً دقيقاً تبدو شاقة لتعدد تعريفات العولمة التي تختلف باختلاف إيديولوجيات الباحثين، أو رؤيتهم السياسية، أو وجهتهم العامة التي ينحازون إليها إزاء العولمة رفضاً أو قبولاً، وقد تجاذب مفهوم العولمة ثلاثة تيارات :
- التيار الأول: يرى أن العولمة هي هيمنة القوى الاقتصادية، والعسكرية على الأرض، وبكلام أكثر دقة أمركة النظام الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي.
- التيار الثاني: يرى أنها عملية تبادل منافع وخبرات ومعارف بين أمم وشعوب الأرض، وتحرر وتكامل اقتصادي.
- التيار الثالث: يرى أنها ظاهرة حضارية تؤدي إلى تحويل العالم إلى قرية كبيرة تتلقى نفس التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية، وهذا كله يقود إلى الاندماج المتسارع للاقتصاد العالمي. (عبد الله ،2001 ) .
ويمكن لنا ان نعرف العولمة في هذه الدراسة إجرائياً بإنها المعلومات المختلفة التي يتلقاها الفرد ومن مختلف الوسائل والقنوات وما يمكن أن يحدثه من تاثيرات على عملية التشئة الأجتماعية من وجهة نظر الفراد المجيبين على الأستيبان المعد لهذا الغرض .
2. التنشئة الاجتماعية :-
اختلف العلماء في تعريف التنشئة الاجتماعية ، تعددت التعاريف التي أعطيت لهذه القطعة المفاهيمية حتى انه يصعب جمعها كلها . تدل التنشئة الاجتماعية في معناها العام على العمليات التي يصبح بها الفرد قادرا على الاستجابة بوعي للمؤثرات الاجتماعية وما تتضمنه المؤثرات من التزامات تفرضها من واجبات قصد العيش مع الآخرين وسلوك مسلكهم وفي معناها الخاص تعتبر نتاج العمليات التي يتحول بها الفرد من مجرد كائن عضوي إلى شخص آخر.
كما ورد في معجم المصطلحات في العلوم الاجتماعية إن التنشئة الاجتماعية هي:
"العملية التي يتم بها انتقال الثقافة من جيل إلى جيل ، والطريقة التي يتم بها تشكيل الأفراد منذ طفولتهم حتى يمكنهم المعيشة في مجتمع ذي ثقافة معينة . ويدخل في ذلك ما يلقنه الآباء والمدرسة والمجتمع للأفراد من لغة ودين وتقاليد وقيم ومعلومات مهارات...".
وورد في معجم غرافيتس بأنها " العملية التي من خلالها يتم إدماج الأفراد في مجتمع معين فيستوعبون القيم والمعايير والقواعد الرمزية ويعملون على تعلم الثقافة بشكل عام بفضل العائلة والمدرسة وكذلك اللغة والبيئة.. فهي تمثل التعلم والتوافق .
والباحثان الأمريكيان (بريم) و(أويلر) يعرفانها بأنها العملية التي يكتسب الفرد خلالها المعارف والمهارات والميول التي تسمح له بالمشاركة بصفة عضو أكثر أو أقل فاعلية في الجماعة . ( حموي ، 1999) .
عرفها تشيل بأنها العملية الكلية التي من خلالها يتم توجيه الفرد نحو تنمية سلوكه الفعلي إلى ما هو معتاد ومقبول إجتماعياً على وفق ما موجود لدى الجماعة التي ينتمي اليها. كما عرفها بارسونز بأنها عملية تعليم تستند على مختلف عمليات التقليد والمحاكاة والتوحد الاجتماعي عند الطفل مع الأنماط العقلية والعاطفية والأخلاقية للراشد وتهدف إلى إدماج عناصر الثقافة في نسق الشخصية وهي عملية لا نهاية لها بل مستمرة باستمرار.(Inkeles, 1968, p.95)
وهي في تصور صالح أبو جادو عملية نمو وتحول الطفل من الاعتماد على غيره والتمركز حول الذات والبحث عن الحاجات الفسيولوجية فقط إلى فرد راشد يدرك مفاهيم المسؤولية ويتحملها ويعتمد على نفسه وله القدرة على ضبط انفعالاته والتحكم في سلوكه وإشباع حاجاته وفق ما تتطلبه المعايير الاجتماعية والقيم التي يفرضها المجتمع وقادر على إنشاء علاقات مع غيره من الأفراد المحيطين به في علاقات اجتماعية سليمة. ( خزاعلة ، 1998، ص120 )
يمكن القول أن التنشئة الاجتماعية هي عملية تكامل وتفاعل اجتماعي تتكون خلالها شخصية الفرد وتعكس ثقافة المجتمع حيث يكتسب الفرد قيم واتجاهات ومعايير وعادات وتقاليد هذا المجتمع والغرض من هذا التفاعل الاجتماعي هو إكساب الفرد سلوكيات ومعايير واتجاهات تتناسب مع الأدوار الاجتماعية المحددة له داخل جماعته, والتوافق معها وبذلك يصبح اجتماعيا في تعامله ويملك القدرة على مسايرة الحياة الاجتماعية والاندماج فيها.
ومن خلال ما تقدم يمكن لنا أن نضع التعريف الاتي : " للتنشئة الأجتماعية وهو : انها عملية تفاعلية تكاملية يكتسب من خلالها الفرد قيم وعادات وتقاليد مجتمعه بما يمكنه من التعامل الايجابي السليم مع افراد المجتمع الذي ينتمي اليه فيما بعد " .
الفصل الثاني
العولمة والتنشءة الاجتماعية
الادبيات السابقة
مقدمة :
يمر العالم اليوم بمغيرات كبيرة شملت معظم مجالات الحياة ولا تقتصر التحولات في العالم اليوم على التقدم التكنولوجي الذي ننظر اليه باعجاب وتقدير لما وصلت اليه التكنولوجيا الغربية الحديثة من تقدم وتطور كبيرين ، بل ان التقدم التكنولوجي الكبير ادى الى تغيير في جميع مجالات الحياة ومرافقها ومنها الحياة الاجتماعية وعمليات التنشئة الاسرية . ان التقدم الحاصل له جوانب ايجابية لايمكن لاي فرد ان ينكرها او ينكر وجودها واهميته في حياته اليومية ، وفي الوقت نفسه لها جوانب سلبية بدات اثارها تظهر ولو بشكل بسيط الان لكنها تنذر بمخاطر ومشاكل اكبر في حالة عدم الانتباه اليها . ومن اهم مظاهر التغيير التي يواجهها العالم اليوم هو تاثير العولمة على مظاهر الحياة الاجتماعية سواء على مستوى الفرد في الاسرة او على مستوى المجتمعات بصورة عامة .
ان وجود اجهزة الاتصال الحديثة والتقنيات الهائلة فيها واجهزة الانترنت والفضائيات المختلفة ذات الابعاد والاتجاهات المتنوعة تمثل تحديا كبيرا في بعض الاحيان الى الاسرة بصورة خاصة والى المجتمع كله بصورة اعم واشمل في كيفية استخدامها ، ومن يراقبها وهل هناك حاجة اصلا الى مراقبتها وكيفية القيام بذلك وغيرها من الاسئلة المختلفة ذات الاتصال المباشر بهذا الموضوع الحيوي والمهم في حياتنا اليوم ، حيث انها قد صعبت دور الاسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ومثلما لها جوانب ايجابية كبيرة ومفيدة ، فان لها اثار لاتقل خطورة على هذه العملية الاساسية في حياة الافراد والمجتمعات .
أولاً-دور الأسرة :-
تعتبر الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتفاعل مع أعضائها، وبالتالي فهي تؤثر على النمو الشخصي في مراحله الأولى سابقة بذلك أي جماعة أخرى حيث تعد المسؤولة عن بناء الشخصية الاجتماعية والثقافية، بل ان تأثيرها ينفذ إلى أعماق شخصية الفرد ويمسها في مجموعها.
واذا كانت الأسرة هي النواة الأولى لعملية التنشئة الاجتماعية والتي تتولى تنشئة أطفالها أو أفرادها في مراحلهم العمرية المختلفة فهذا لا يعني انها المؤسسة الوحيدة التي تتولى عملية التنشئة الاجتماعية فهذه العملية تتم من خلال عدة مؤسسات كالأسرة والمدرسة والرفاق والمسجد ووسائل الاعلام، وبالتالي فهي العملية التي يتم من خلالها تعليم وتدريب الفرد لأداء الأدوار المنوطة به اجتماعياً واقتصادياً وانتاجياً على مستوى الأسرة والمجتمع .
فالمؤسسات التعليمية تقوم بوظيفة التربية والصقل الاجتماعي نيابة عن الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المتنوعة لها دور كبير في عمليات الضبط الاجتماعي والرقابة والتنشئة الاجتماعية والمؤسسات الاقتصادية صناعية وزراعية وتجارية تقوم بجوانب هامة من الوظيفة الاقتصادية التي أصبحت الأسرة الانسانية تعجز عن القيام بها . .
والمؤسسات الاجتماعية هي هيئات شكلت لتعبر عن ارادة المجتمع أو الجماعات التي نشأت فيه لمقابلة حاجاتها، فالمؤسسة الاجتماعية تمثل جهود الأفراد والجماعات المنظمة لمقابلة حاجات الانسان سواء أكانت هذه الحاجات مادية أم معنوية، والتي تظهر نتيجة للظروف والعوامل الاجتماعية الموجودة في البيئة، وفي اطار الحضارة الاسلامية انشئت مؤسسات للرعاية عن طريق الوقف لأغراض الرعاية التعليمية والاجتماعية والصحية وانشئت الجوامع والمدارس والمستشفيات والملاجئ لاغاثة المحتاجين، ويمكن القول ان الاسلام جعل منظمته الأولى المسجد الجامع .
وإذا كانت الأسرة ليست هي المؤسسة الاجتماعية المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية اذ أصبح هناك العديد من المؤسسات الاجتماعية الأخرى التي تشارك في هذه العملية إلا أنها تظل الأكثر أهمية وتأثيراً خاصة في سنوات الطفولة، ولا شك ان دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية اكتسب أهمية مضاعفة بالنظر إلى عمليات التغير الاجتماعي المتسارع التي شهدتها وما تزال الاقطار العربية، ثم ما تطرحه العولمة على الأمة العربية من فرص وتحديات جديرة بالتأمل والدراسة, وبقدر ما كانت عمليات التنمية والتغيير الاجتماعي تطرح على الأسرة مشاكل وتحديات تتعلق بتكوينها وتماسكها، ودورها في عملية التنشئة بقدر ما كانت هذه المشاكل والتحديات تبرز دور الأسرة العربية، وتؤكد أهمية الأدوار التقليدية التي يجب أن تقوم بها الأسرة العربية . .
وفي عصر العولمة واللامركزية وما شهده العالم من تطورات هائلة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والسماوات المفتوحة أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة وأصبحت الدول النامية تواجه اشكالية التعايش والتفاعل مع هذا العالم المتغير، من خلال تعليم وتأهيل الانسان القادر على التفاعل الايجابي والتعامل الواعي مع هذه التطورات ومحاولة تحقيق المعادلة الصعبة التي تقتضي التعامل مع تحديات العولمة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الهوية الثقافية لهذه
والواقع ان القضايا والاشكاليات التي تطرحها العولمة على عملية التنشئة الاجتماعية ودور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة لم تلق الاهتمام الكافي من البحث والدراسة، فمن الثابت ان العولمة تسهم في زيادة التباعد والتفاوت الاجتماعي الاقتصادي والتعليمي والمعرفي بين الناس، كما ان الآثار الاقتصادية المصاحبة للعولمة قد تدفع الحكومات في العالم الثالث إلى خصخصة بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالاعلام والتعليم أو على الأقل بعض المدارس والجامعات، وبالتالي تحجيم الرؤى التربوية، وفوق كل شيء تحديد رؤية الأهداف التربوية، اذ تصبح الأهداف الانسانية والثقافية والاجتماعية للتعليم على وجه الخصوص ثانوية بالنسبة للمعايير ذات الطابع الاقتصادي.
ومثل هذه التحولات اضافة إلى انفجار ثورة الاعلام والمعلومات والتدفق الحر للأخبار والمعلومات والصور والرموز عبر الحدود، سيؤدي إلى اضعاف بعض الأدوار التي كانت تقوم بها الدولة والأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية، من هنا تبدو أهمية الاهتمام ببحث ودراسة أبعاد ووسائل دعم وتطوير دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية في ظل العولمة . .


ثانياً-التدفق الاعلامي وثورة المعلومات :
انتشر استخدام التلفزيون في البلاد العربية، بل بات يمثل وسيلة اساسية للترفيه والتثقيف والتعلم والتنشئة الاجتماعية بين السواد الأعظم من الأسر العربية، وقد تعرض كثير من الدراسات العربية للآثار الايجابية والسلبية للتلفزيون على التنشئة الاجتماعية بعامة ، وعلى دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ، والتفاعل الاجتماعي داخل الأسرة، وتشير اشد التقديرات حذراً إلى أن أطفال ما قبل المدرسة في أمريكا يمضون أكثر من ثلث ساعات يقظتهم في مشاهدة التلفزيون 15 ورغم عدم وجود احصاءات مماثلة في البلاد العربية إلا ان كل الدلائل قد ترجح ان الاطفال العرب لا يختلفون عن الأطفال الأمريكيين في ساعات المشاهدة، خاصة مع تعدد وتنوع قنوات البث التليفزيوني، ووجود حوالي 51 قناة فضائية عربية، إلى جانب عشرات القنوات المحلية والاجنبية .
والشاهد ان العولمة تطرح وسائل جديدة واشكالا ومضامين اعلامية جديدة على الأسرة العربية ، فقد اتاحت تكنولوجيا الاتصال امكانية تعرض الأسرة العربية للبث المباشر عبر الأقمار الصناعية ، وازدحمت السماوات بالفضائيات العربية والأجنبية والتي تبث برامج ومضامين واعلانات مغايرة للثقافة العربية ولقواعد السلوك والأخلاق السائدة . .
ولا تتوافر احصاءات عن عدد الأسر العربية التي تستقبل البث الفضائي، لكن كل المؤشرات ترجح ان هناك زيادة مطردة في عدد هذه الأسر وذلك نتيجة رخص تكنولوجيا استقبال البث الفضائي، كذلك توجد مؤثرات عن الزيادة المستمرة في اعداد الأسر التي تمتلك أجهزة كمبيوتر وتشترك في خدمة الانترنت، ويقدر حالياً عدد العرب المشتركين في خدمة الانترنت بحوالي 2 مليون مشترك.
ورغم ما يتيحه التدفق الاعلامي والمعلوماتي لافراد الأسرة العربية من فرص للتعرف على العالم الخارجي والتعلم واكتساب خبرات جديدة، إلا أن هناك عددا من المخاطر والتحديات ترتبط اساساً بأن أغلب ما يبث عبر الفضائيات العربية والأجنبية هي برامج ومضامين واعلانات مستوردة من الخارج، كذلك فان العاب الاطفال الالكترونية مستوردة، والثابت ان البرامج والمضامين وألعاب الأطفال المستوردة تتوافر فيها عناصر الجودة الفنية والابهار مما يجعلها تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة اذا ما قورنت بالبرامج المنتجة محلياً أو عربياً لكن البرامج والمضامين المستوردة تحفل بالعنف والاثارة والجريمة، الأمر الذي يعني ان الأطفال داخل الأسرة العربية يتعرضون خلال ساعات المشاهدة لافكار وقيم وتقاليد بعيدة عن الواقع العربي والثقافة العربية، مما ينتج عنه نوع من الازدواجية والتناقص بين واقعهم المعاش وبين الواقع المتخيل أو المنقول لهم عبر شاشات التليفزيون ومن قنوات عربية أو أجنبية . .
ولا شك أن فيض الأفكار والصور والرموز المرتبطة بثقافات غير عربية والذي يصل للصغار عبر التليفزيون لن يدعم من عملية التنشئة الاجتماعية التي يقوم بها الوالدان، بل سيمثل عوامل تهديد وخطر . .
على مستوى آخر فان كثرة استخدام الأطفال للتليفزيون والفيديو سواء للمشاهدة أو اللعب تؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي بين الطفل ووالديه، بل بين الطفل نفسه واخوانه واخواته، وطوال العقدين الماضيين تراكمت الأدلة على وجود علاقة بين المشاهد التلفزيونية والتحصيل الدراسي، فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتليفزيون، انخفض تحصيلهم الدراسي، كما كان للتليفزيون تأثير سلبي على تبادل الأحاديث والتفاعل بين أفراد الأسرة، ولعب التليفزيون دوراً مهماً في تفكيك الأسرة الأمريكية من خلال تأثيره في العلاقات الأسرة، وتسهيله انسحاب الأبوين من القيام بدور فعال في التنشئة الاجتماعية لاطفالهم، وفي حلوله محل الطقوس الأسرية والمناسب الخاصة . .
وربما يختلف تأثير استخدام الكمبيوتر والانترنت عن التليفزيون أو الفيديو فألعاب وبرامج الكمبيوتر معظمها مستوردة، وتعتمد على صور ورموز ودلالات تنتمي للثقافة العربية، كما تفيض بالعنف وتعلي من شأن القوة، ومن قيم الاستهلاك والروح الفردية كذلك الحال بالنسبة لمواقع شبكة الانترنيت، والتي ينتشر فيها كثير من المواقع الاباحية، كما تقدم فيضا من المعلومات والآراء والأفكار المفيدة وغير المفيدة والتي قد لا تتفق وأسس ومقومات الثقافة العربية الإسلامية.
وكانت البحوث التي أجريت على تأثير استخدام الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة لشبكة الانترنت قد توصلت إلى انهم يكتسبون مهارات جديدة في استخدام الكمبيوتر والتعامل مع التكنولوجيا، واقامة علاقات مع الآخرين، والتعامل مع الواقع الافتراضي، والقدرة على التخيل، والبحث عن المعلومات والحصول عليها في وقت قصير، بالاضافة إلى تطوير قدرة الأطفال والمراهقين على التعبير عن مشاعرهم من خلال الكتابة، واستحداث تعبيرات ونحت مصطلحات جديدة في المقابل رصدت الأبحاث الكثير من السلبيات الناجمة عن استخدام الأطفال والمراهقين للانترنيت لساعات طويلة اهمها اضعاف التفاعل الاجتماعي، والميل إلى العزلة عن بقية أفراد الأسرة، فكثرة وتعود استخدام الانترنيت افرزت ظاهرة مدمني الانترنيت الذين لا يستطيعون الاستغناء عن الانترنيت، ويدركون الواقع الفعلي ويتعاملون معه من خلال الصور والأدوار التخيلية التي تفرضها عليهم شبكة الانترنت، والأهم من ذلك ان الاطفال والمراهقين يطلعون على معلومات وصور اباحية لا تتناسب ونموهم العضوي والعقلي والعاطفي، وهو ما يشكل صدمة شعورية تتطلب رعاية تربوية ونفسية خاصة .


ثالثاً- ثقافة الاستهلاك ونشر القيم الفردية :
اذا كانت العولمة كعملية تاريخية تعتمد أساساً على اقتصاديات السوق وتدويل الأسواق وحرية انتقال عوامل الانتاج والمعلومات فانه من الطبيعي ان تحتل ثقافة الاستهلاك والقيم الفردية مكانة بارزة ضمن عملية العولمة، بل يصبح الاستهلاك والقيم الفردية آليات مهمة في عملية العولمة.
في هذا السياق يرى عالم اللغة الامريكي نعوم تشومسكي ان العولمة هي التوسع في التعدي على القوميات من خلال شركات عملاقة ومستبدة يحكمها أولاً الاهتمام بالربح وتشكيل الجمهور وفق نمط خاص، حيث يدمن الجمهور اسلوب حياة قائماً على حاجات مصطنعة، مع تجزئة الجمهور، وفصل كل فرد عن الآخر، حيث لا يدخل الجمهور الساحة السياسية، ويزعج أو يهدد نظام القوى أو السيطرة في المجتمع .
لقد انتقل اقتصاد العولمة من الانتاج الصناعي الثقيل إلى انتاج السلع والخدمات الاستهلاكية، وفي السنوات الأخيرة ازداد ارتباط السلع الاستهلاكية، وفي السنوات العشر الأخيرة ازداد ارتباط السلع الاستهلاكية الصلبة بالتكنولوجيا اللينة وثيقة الصلة بالمعلومات والترفيه واسلوب الحياة، وتظهر فيها منتجات تجعل الحد الفاصل بين السلع والخدمات غير واضح، والاقتصاد الرأسمالي القديم الذي تصنع فيه المنتجات وتباع من أجل الربح تلبية لطلب المستهلكين,, يستسلم الآن شيئاً فشيئاً لاقتصاد رأسمالي ما بعد حداثي تصنع فيه الحاجات تلبية لطلب المنتجين الذين يجعلون منتجاتهم لا وسيط دونها قابلة للتسويق من خلال الترويج والتغليف والاعلان .
وقد تفوقت الشركات الأمريكية في مجال انتاج وترويج السلع الاستهلاكية ونجحت في اقتحام اسواق عديدة حول العالم، وأصبحت سلاسل المطاعم الأمريكية والمشروبات والسجائر وغيرها من آليات ثقافة الاستهلاك حيث ارتبطت برموز وصور ومعان للتفوق والرفاهية والمتعة، وقد لعب الاعلان دوراً بالغ الأهمية في نشر وتدويل ثقافة الاستهلاك، واعلاء قيم الفردية، والبحث عن المتعة من خلال الاستهلاك، ونجح الاعلان الذي اعتمد على قوة ونفوذ وسائل الاعلام المعولم في الوصول إلى اغلبية سكان المعمورة من مختلف الطبقات والثقافات، وصارت السلع الاستهلاكية وأسماء وعلامات الشركات الكبرى متعددة الجنسيات جزءاً من الثقافة المتداولة بين البشر رغم اختلاف اللغات والثقافات، لقد فرض الاعلان نوعاً من الهيمنة على الأسواق العالمية، وعلى المستهلكين من خلال توحيد وتنميط الأذواق، وخلق اجماع زائف على استهلاك سلع وخدمات قد لا يكون الفرد أو المجتمع في حاجة إليها، أو قد لا تتفق مع احتياجاته واوضاعه المعيشية، بل ولا تتفق وأولويات المجتمع.
في الوقت ذاته ادت ثقافة الاستهلاك وبريق الاعلانات إلى تسليع القيم والأفكار والمعاني والمشاعر من خلال الاحتفاء المبالغ فيه بأهمية الرموز والعلامات المادية، وخلق نوع من الارتهان الزائف بين الحصول على سلعة أو استهلاك سلعة أو خدمة وبين تحقيق السعادة أو الحرية أو حتى الحصول على الحب . .
ان انتشار ثقافة الاستهلاك، عبر آلية الاعلان وحب التملك والمحاكاة وتقليد الآخرين تتجسد في الواقع العربي فيما يخلق ضغوطاً اقتصادية وثقافية على معظم الأسر العربية حتى الميسورة منها حيث تظهر رغبات واحتياجات مصطنعة أو غير ضرورية إلا انها تتحول عبر آلية الاعلان وتفشي قيم الاستهلاك والرغبة في تقليد الآخرين إلى احتياجات ومطالب يرفعها الصغار داخل الأسرة مما يرهق كاهل الأبوين مادياً أو معنوياً، والاشكالية هنا إلى أن الفهم الاستهلاكي لا نهاية له، وبالتالي فانه يخلق ضغوطاً اقتصادية مستمرة، الأمر الذي قد يثير توترات في عملية التنشئة الاجتماعية وفي العلاقة بين الوالدين والصغار، من هنا ضرورة أن يحرص الوالدان على مناقشة الأبناء بشأن جدوى ومصداقية الاعلانات، وجدوى السلعة أو الخدمة التي يرغبون في الحصول عليها، مع تعليم الصغار قيم القناعة والرشد في الاستهلاك والاكتفاء، والقدرة على الاستغناء والأهم ان يكون سلوك الوالدين الاستهلاكي قدوة ونموذجا يحتذى أمام الصغار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي   العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 7:48 am

رابعاً- تهديد الهوية القومية :
من المتفق عليه بين الباحثين ان العولمة بأبعادها المختلفة تعتمد على تجاوز الحدود السياسية وتجاوز الثقافات والهويات القومية واضعاف سلطة الدولة الوطنية واعلاء شأن اقتصاد السوق، ومثل هذه الأوضاع لا تعني تحقيق نوع من العالمية أو وحدة النوع البشري، بل على العكس قد تقود إلى هيمنة الثقافة الغربية، خاصة في ظل هيمنة واحتكار الدول الغربية والشركات متعددة الجنسية الغربية المنشأ على انتاج وسائل الاعلام، ووكالات الأنباء والصور، وشبكات الاتصالا والمعلومات، وفي ظل عجز وتبعية وسائل الاعلام العربية، واعتمادها المتزايد على وسائل الاعلام الغربية وعلى برامج ومضامين غربية .
على أن أخطر التحديات هو ما قد تتعرض له المكونات الاساسية للثقافة العربية متمثلة في الاسلام واللغة العربية والوعي التاريخي بالذات والآخر، فمن الثابت ان عولمة الاعلام تعتمد على اللغة الانجليزية، كما ان صورة العرب والمسلمين في الاعلام الغربي المهيمن على الساحة الدولية لا تعبر عن الواقع، بالاضافة إلى أن الاعلام الغربي يتعامل مع العرب بحكم علاقات الاستعمار والتبعية كاقطار متفرقة لا كأمة واحدة .
ومع ذلك فان التدفق الاعلامي والمعلوماتي من الشمال إلى الجنوب، وسطوة وبريق الاعلانات ونشر ثقافة الاستهلاك قد يوفر للمواطن العربي مصادر عديدة للمعلومات، ويفتح امامه الطريق للتفاعل الحر مع ما يجري في العالم، لكن في المقابل هناك مخاطر التغريب وتهديد اللغة العربية، وطمس الهوية العربية، وقطع الصلة بين الأنباء وتراث امتهم وتاريخها العريق، ولا شك ان الحفاظ على الهوية العربية والخصوصية الحضارية للأمة العربية هي من المهام الأساسية التي يجب أن تقوم بها مؤسسات التنشئة الاجتماعية بوسائل جديدة تتمشى مع ظروف ومتطلبات القرن الواحد والعشرين، وفي الوقت نفسه تكون قادرة على الاستجابة الواعية للآثار الملتبسة للعولمة سواء كانت فرصاً ام تحديات وتهديات، ان التربية العربية امام هذا الواقع ليس مهمتها تكوين جيل يتغنى بثقافته العربية الاسلامية أو يجيد حفظ اصولها ومتونها، بل مهمتها تكوين فكر نقدي حر، قادر على أن يترجم الثقافة العربية الاسلامية إلى لغة العصر، وبالتالي بناء مركب ثقافي جديد قادر على ان يترجم الثقافة العربية الاسلامية إلى لغة العصر .
والاسرة العربية يجب الا تدع مهمة الحفاظ على الهوية القومية وتنميتها للمدرسة وحدها، بل من الضروري ان تشارك فيها بفاعلية، وبوعي بحيث يكون الالتزام بتعاليم الاسلام والاعتزاز باللغة العربية والتراث العربي جزءاً أصيلاً من الحياة اليومية داخل الأسرة يلتزم به الجميع قولاً وفعلاً، ويتخذوا من هذا الالتزام وقواعده معايير أساسية لتقييم الثقافات الأجنبية الوافدة والتفاعل معها، ذلك ان الهوية الثقافية كما تقرر الخطة الشاملة للثقافة العربية ليست مركباً جامداً من الخصائص والقيم والتقاليد، ولكنها مجموعة من المشاعر والأفعال ومن السمات التاريخية والأبعاد الفكرية والفنية والروحية، ومن معطيات السلوك الحية النامية تغني بالحوار وبالتطور وبالأخذ والعطاء والابداع الذاتي، فهي تتجدد وتعيد خلق ذاتها في اطار خصائصها لانها في حركة داخلية مستمرة وتتغذى بالموروثات العريقة للمجتمع، وبالقدرات الداخلية الابداعية فيه، كما تتغذى بالاسهامات الخارجية عن طريق الاستيعاب والتحوير والتمثل .
خامساً- مخاطر الجريمة المنظمة :
لعل أحد أبرز ملامح العولمة هو زيادة وسرعة تبادل عوامل الانتاج بين الأسواق، في هذا السياق ظهر أحد أهم تعريفات العولمة باعتبارها تكثيفا للعلاقات الاجتماعية على مستوى العالم بطرق تجعل الاحداث تتشكل بفعل الأحداث التي تقع على مسافة بعيدة والعكس صحيح، وفي هذا الاطار ازدادات قوة الشركات متعددة الجنسيات، بينما تقلصت سلطة الدولة القومية .
وكان من الطبيعي في ظل هذه الأوضاع ان تنشط الجريمة المنظمة عابرة الحدود وتتخذ اشكالاً جديدة، وتعتمد على وسائل تتناسب مع آثار وتداعيات العولمة، لقد استغلت عصابات المافيا الدولية حالة الفوضى والاضطراب في بعض مناطق العالم، وانطلقت تعمل بحرية وتوسع دائرة اعمالها تحت شعارات العولمة والتجارة الحرة، وتحصد عصابات المافيا مئات المليارات من الدولارات القذرة من الاتجار بالمخدرات والسلاح والعمولات والتهريب والدعارة والتزييف وغسيل الأموال وسرقة السيارات وتجارة وتهريب التكنولوجيا وسرقة واعادة بيع المؤلفات الفكرية علاوة على الاتجار غير المشروع في الاعضاء البشرية والاتجار غير المشروع في المواد النووية، وجرائم الحاسوب، ومع ذلك توجد صعوبة بالغة في تسجيل احصاءات الجريمة المنظمة، وهو ما دعا الدول المشاركة في المؤتمر الوزاري المعني بالجريمة المنظمة بالتوصية بأن تقوم كل دولة بانشاء مكتب خاص Clearing House يتولى مسؤولية تلقي المعلومات والبيانات الكافية والضرورية عن الجريمة المنظمة.
ولا يتسع المجال للتعرض تفصيلاً للأنشطة الاجرامية التقليدية والمستحدثة لعصابات الجريمة المنظمة، لكن تكفي الاشارة إلى أن بعض انشطة هذه العصابات تمثل تهديدات قائمة للأسرة العربية، والصد تحديداً الجماعات الارهابية وعصابات الاتجار بالمخدرات والجنس، خاصة الاتجار بالجنس عبر شبكة الانترنت وشبكات الاتصال الدولي، والتي تستهدف الاطفال عرضة للاغراءات الرخيصة
والأساليب غير المباشرة التي تتبعها عصابات الجريمة المنظمة وشركاؤها المحليون.
ولا شك ان تفعيل دور الأسرة العربية في خفض الطلب على المخدرات والوقاية منها، وكذلك الوقاية من المخدرات، ومن اغراءات الجنس التخيلي عبر الانترنيت والهاتف وغيرها من جرائم الانترنت اصبح ضرورة ملحة، وقد أثبتت البحوث والدراسات ان أهم اسباب تعاطي او ادمان الابناء للمخدرات تتمثل في وجود تاريخ للتعاطي أو الإدمان داخل الأسرة، والانهيار الأسري نتيجة الطلاق أو الهجر بين الأبوين أو وقوع خلافات شديدة واستمرارها بشكل مزمن واختلال الانضباط في الأسرة وضعف الوازع الديني، وصحبة أقران متعاطين أو مدمنين، وتدخين السجائر قبل بلوغ سن 12 سنة، والظروف السيئة في بية العمل، وأخيراً سجل سيىء في العمل أو في المدرسة.
ومن تأمل هذه الأسباب يمكن وضع ارشادات أو مقترحات أمام الأبوين لمتابعة الأبناء وسد منافذ الاغراء ونقاط الضعف التي قد تؤدي بهم إلى التورط في المخدرات أو أي انحرافات أخرى، شرط أن يعي الأبوان بمركزية وأهمية دورهما، وبضرورة ان يتم الاشراف والتوجيه بأساليب تربوية تعتمد الحوار والنقاش بدلاً من أسلوب التلقين.
الموقف من العولمة :
بعد كل ما تقدم وما يقال عن العولمة من سليبات وآثار فإن هناك من يقول بإن لها جوانب ايجابية لذا فالموقف الان من هذه القضية معلق بين القبول والرفض بين الأيجابية والسبية في التعامل مع موضوع العولمة ، فهناك من يرى في العولمة بانها ملاك ورحمة قدمت الينا ومنهم من يرى العكس فأنه شيطان اكبر لابد من مواجهته ومحاربته . فهي خطر على الامة وهي ضرورة حضارية لها من اجل التقدم والتطور في راي البعض الاخر ز ( الهويمل ، 2000) .
إن الفريق الرافض للعولمة يدرك الخطر الداهم والتحديات الكبرى التي تفرضها العولمة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والتربوية. فالعولمة في منظورهم شر مستطير يحمل إلى الإنسانية مخاطر تفوق حدود التصورات وتتجاوز ومضات الخيال. إنها ترمز إلى بداية حالة اغترابية عند الإنسان يفقد فيها جوهره الإنساني ليسقط في مستنقع الاستلاب. وتتمثل هذه الغربة الشاملة التي تنذر بها العولمة في ازدياد نسبة البطالة بلا حدود، وتحول المجتمع الإنساني إلى الطابع الاستهلاكي، وتحول الإنسان إلى البعد الواحد الذي يتمثل في قيمة الربح والخسارة، وتراجع أنظمة التأمين الاجتماعية، وانخفاض الأجور، والغزو الثقافي، وانهيار القيم. ويعتمد أنصار هذا الاتجاه في موقفهم على نسق من السلبيات والمخاطر التي تستجرها العولمة للمجتمعات النامية. وتتمثل إحدى أهم سلبيات العولمة في غياب مبدأ تكافؤ الفرص في المعلومات والتقنيات والإعلام. فالإعلام الفضائي متحيز كما هو معروف لبلاد المركز، وهذا ينسحب على توزيع شبكات المعلومات وقواعدها ويتجلى في احتكار صناعة التقنيات ومنعها عن الدول النامية. وإذا كانت العولمة حركة تاريخية ضاغطة، تتجه إلى صيرورة العالم واحداً وإزالة الحدود والحواجز التي تمنع هذه الوحدة، كما تتجه إلى تأكيد ثقافة واحدة متجانسة هي ثقافة المال والتجارة والاستهلاك.‏ ومع ذلك فإن الواقع يضعنا في صورة مشهد آخر للعولمة قوامه العنف والصراع والتعصب والحروب العرقية والدينية من كل جنس ونوع.‏
فالعولمة الموجهة من قبل الشركات والمؤسسات الدولية والعالمية ولا سيَّما من قبل الدول الصناعية توظف مختلف التناقضات في مصلحة العولمة ذاتها وفي خدمة استراتيجيتها. فهناك اليوم مؤسسات عولميّة تسعى إلى تفجير الأزمات وبالتالي فهي تعوّل على أرباح كبيرة في ميدان إيجاد الحلول لهذه الأزمات التي غالباً ما تكون ضرورية لاستمرار بعض الشركات والقوى الفاعلة في مجتمع العولمة. فافتعال الأزمات وتجاوزها وإنتاجها وإعادة إنتاجها فعل عولمي وشريان حيوي في حركة العولمة وتنامي طاقاتها. فالحروب تعني، بالنسبة للدوائر الصناعية والشركات الصناعية الكبرى، دورة اقتصادية مهمة في بيع السلاح وإعادة إنتاجه وزيادة الأرباح. ومن جهة ثانية يلاحظ أن هذه الحروب والخلافات تضعف بعض المجتمعات وتجعلها في قبضة العولمة والشركات الاحتكارية الكبرى. ومثال ذلك أن التقارب بين الدول العربية يهدد المصالح الغربية في المنطقة ولذلك فإن إبقاء المنطقة العربية في حالة تشتت ونزاع وصراع يُعد أمراً جوهرياً في حركة العولمة الأمريكية ودينامياتها . (وطفة ، 2000) .
كما إن هناك من الكتاب والمفكرين من يعدد المخاطر التي يمكن أن تاتي بها العولمة ويحذرون من عدد من المخاطر التي تفرزها العولمة ومنها :‏ (عبد الله ، 1999، ص89)
1.الهندسة الوراثية وتوظيفها تجارياً وعنصرياً وعسكرياً.
2. سعي الشركات العالمية لاستغلال ثروات الشعوب وخيراتها ، مما يؤدي الى ازدياد الفجوة الاقتصادية بين الدول الفقيرة والغنية ، ودول الشمال والجنوب.‏
3. إحتمال صراع أو صدام الحضارات ، ودخولها في حروب.‏
4. انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بشأن العالم وفرض ثقافتها ، ونشر نموذجها الحياتي.‏
5. إغتراب الإنسان وتصدع بنيته النفسية والذهنية وقيمه وعقيدته.
وإذا كانت العولمة توحي بكل هذه التداعيات، فهي موحشة وستجد كل الرفض من الشعوب. فالمنافسة المعولمة أصبحت تطحن الناس طحناً، وتدمر التماسك الاجتماعي، وتعمل على تعميق التفاوت في توزيع الدخول والثورة بين الناس . ( مارتين وشومان ، 1998 ، ص15 )
وباختصار فإن العولمة تؤدي إلى تنميط الثقافة المحلية وتقويضها، وتعمل على تهميش الثقافة العربية الإسلامية وتكرس تبعيتها ودونيتها. إنها تضع المجتمعات الإنسانية في أسر التطلعات الاستهلاكية وتؤكد البعد الاستهلاكي للإنسان في هذه المجتمعات، كما أنها تسعى إلى تذويب الهويات القومية والوطنية عبر مختلف الأدوات والتقنيات المعلوماتية . ( وطفة ، 2002)
وفي الجهة الأخرى نجد هناك فريقاً آخر مؤيد للعولمة بل وداعياً لها ويقول بان لها إمتيازات عديدة وسحر لايقاوم كما ان التحديث والتجديد والانفتاح على كل ما موجود في العالم الخارجي والغربي سيكون عاملاً مساعداً لنا في التقدم والتطور وهي أمر لابد منه . وهذا القبول المطلق للعولمة لها ما يؤيده من وجهة نظر انصار هذا القبول فهم يرون إن العولمة لها إغراءات كبيرة لاتقاوم ولها مفاتن كبيرة لايمكن لأي فرد اي يتوارى عنها او يتجاهلها ومن اهم هذه المميزات أو الإغراءات هو ما يقدمه لنا الحاسوب وشبكات الأنترنت ووسائل الأعلام المرئية منها بشكل خاص من اجهزة لاقطة للاستقبال نتواصل معها مع الحدث في كل مكان وزمان . إن ما تقدمه لنا الآن وسائل الأتصال الحديثة من شبكات الأنترنت والقنوات الفضائية المختلفة والمتنوعة من برامج ومعلومات متنوعة تبهر العقل الأنساني وتجعله مشدود اليها في كل وقت بل بفضلها اصبح الكمبيوتر على سبيل المثال من الحاجات الأساسية في أي منزل بعد ان كان يعد من الكماليات فيه اصبح وجوده ضرورياً كما في وجود الثلاجة والطباخ والغسالة وغيرها من ادوات منزلية اخرى ، فلا يكاد يخلو أي بيت منه أو من ( الستالايت) والأكثر من هذا تجد الآن إن النقاش كله يدور حول مايمكن متابعته من معلومات أو مشاهدته من برامج أو أفلام سواء عن طريق الحاسب ( الأنترنت ) أو من خلال القنوات الفضائية المختلفة .
ويضاف إلى سحر العولمة وفتنتها، الموقف السلبي لشريحة من المفكرين العرب إزاء الثقافة العربية، حيث يجري الاعتقاد بأن ثقافتنا العربية حبلى بكل مظاهر القصور والسلبيات والجمود. فهناك حضور كبير للأميّة والجهل وقيم التعصب والطائفية وقيم الاستبداد وغياب قيم الديمقراطية والتسامح وحقوق الإنسان وسيطرة الفكر الغيبي الأسطوري. وبناء على هذه الرؤية فإنه لا يوجد لدينا ما نخشاه إذ جاء زحف العولمة التي يمكنها أن تسقط هذا الحمل الممسوخ وتتطهر رحم هذه الأمة الثقافية من أدرانه وعيوبه . ( وطفة ، 2002 )
" إن خصوصيتنا الثقافية الآن تتضمن الفقر والجهل والاستبداد السياسي وهو ما يخاف عليه البعض بشدّة!.....إن العولمة لا تخيفني، ففيها فرص وفيها مخاطر، لا شك فيها مخاطر عظمى وفيها فرص ووعود ، فمن المفترض أن هذه العولمة ستهز هذا المجتمع المترهل الجامد وترقى به إلى مستوى التحديات الموجودة ." ( يسين ، 2000 ، ص38 ) .
أما الموقف المعتدل فهو الذي يرى أننا يجب ان لانعادي العولمة ونرفضها بشكل مطلق ولا ان نقبلها بشكل مطلق فيجب أن تكون لدينا القدرة على الأنتقاء مما هو مفيد لنا فما تقدمه العولمة من تكنولوجيا مثل تكنولوجيا التصالات لايمكن لنا ان نرفضه او لانقبل به فهي ضرورية للحياة الحاضرة لكي نتمكن من معرفة ما يدور في العالم الآن وما يجري من احداث في هذا الكون وان نكون مواكبين لها ولكل ماهو جديد من اختراعات واكتشافات علمية او اراء علمية أو أدبية جديدة . وهذا يعني إنه يمكننا الأستفادة مماهو إيجابي منها ورفض ما هو سلبي من تهديد للثقافة والهوية العربية .
إن القبول بالعولمة "لا يقتضي نفي الذات ولا جلدها، والرفض لا يقتضي مصادرة حق الآخر ونفيه ، وهذان التصوران القائمان عند الأكثرين لا يحققان شيئاً من التعامل الإيجابي ، (العولمة قادمة) ، تلك حقيقة لا ينكرها إلا جاهل ، ولكن لن تكون ذات مستوى واحد ولا فعل واحد ، والمتلقي هو الذي يحدد أسلوب المواجهة والتعامل ، والغرب الذي ما فتئ يسك المصطلحات خليط من خير وشر، وإذا أصاب الحكمة فيما يأتي فهي ضالتنا لا نسأل عن مصدرها" . إن علينا أن نقبل بما لا بدَّ منه وندفع بالتي هي أحسن ما لا يتفق مع سياقنا الحضاري ، والغرب .( الهويمل ، 2000) .
أن العولمة موجودة سواء شئنا أم ابينا وهي الآن موجودة بقوة وصلابة وعلينا أن نكون على درجة كبيرة من الوعي للأستفادة مما هو أيجابي والتصدي لكل ماهو سلبي منها حيث أن البعض يرى فيها تطور تاريخي وتغيير تمر به البشرية ونحن الآن نعيش في وسطها سواء قبلنا أم رفضنا ذلك.
فالعولمة ، "مرحلة تاريخية وصلت إليها البشرية كنتيجة منطقية للتراكم الحضاري الذي حققته، ومن هذا المنطلق لا يحق لنا أن ننظر إليها كأنها مرحلة غريبة عما أو أن نحاول معاداتها وتجنب الانخراط فيها، وذلك لأننا أمة لها حضارة عريقة في التاريخ، ولأن تجنب هذه العولمة والهروب منها يعني أننا لا نثق بحضارتنا وقدرتنا على الوجود والحضور" . ( الزندي وآخرون ، 2000، ص17)

الفصل الثالث
منهج الدراسة وإجراءاتها
أولاً – العينة :-
شملت عينة الدراسة هذه عدداً من الأسر العربية المهاجرة والمقيمة في السويد (المنطقة الجنوبية) وذلك لكثرة الجالية العربية في هذه المنطقة في الوقت الراهن ، بلغ عددها ( 50) اسرة تم أختيارها بطريقة عشوائية حيث يتم تقديم الاستبيان المعد لهذا الغرض على الاب والام وبهذا يكون العدد الكلي للمجيبين ( 100) شخص . كما ان من المهم أن نبين هنا إن الغالبية في هذه العينة كانت من الأسر العراقية ونظراً لوجود جالية عربية أخرى ظهرت أثناء الأختيار العشوائي اصبحت العينة تمثل الجالية العربية ( من العراق ولبنان وفلسطين والصومال والمغرب ) . ولم يأخذ بنظر الاعتبار الخلفية الثقافية لهذه الأسر عند الأختيار كون إن العينة او الأختيار كان عشوائياً .
ثانياً- أداة البحث :-
لغرض تحقيق لأهداف الدراسة الحالية فقد قام الباحث بإعداد إستبيان خاص لهذا الغرض بلغ عدد فقراته بصيغتها الاولية (36) فقرة قدم الى مجموعة من الخبراء للحكم على صلاحية فقراته للقياس ، فتم حذف ثلاث فقرات منها وبذلك اصبح عدد فقرات الاستبيان بصيغته النهائية(33) فقرة. ( ملحق/1) . وبعد أن تم التأكد من ذلك طبق الأستبيان على عينة الدراسة الحالية .
ثالثاً – تعليمات الإجابة :-
تعد التعليمات للإجابة بمثابة الدليل الذي يسترشد به المجيب عند الإجابة ، لذا فقد تم كتابة تعليمات الإجابة على الأستبيان بطريقة واضحة ومبسطة مع تقديم مثال توضيحي يمثل كيفية الإجابة على فقرات الأستبيان ولم يطلب من المجيب أن يذكر أسمه ولا عنوانه ولا جنسيته لغرض طمأنة المجيب وأن الأستبيان هو لغرض البحث العلمي فقط .
رابعاً – تصحيح الأستبيان :-
لقد تم وضع ثلاثة بدائل أمام كل فقرة من فقرات الأستبيان وكانت البدائل كالآتي :
موافق - لا اعرف - غير موافق
وقد وضعت الدرجات الاتية لكل بديل من البدائل :
3 - 2 - 1 وعلى الترتيب .
خامساً – إجراءات الدراسة :-
بعد أن تم التأكد من صلاحية داة القياس ( الأستبيان ) المعدة للدراسة تطبيقها على عينة الدراسة المختارة وذلك بأن يقدم الأستبيان ومعه تعليمات الأجابة عليه الى الأب والأم وكل على حدة من أجل اإجابة على الاسئلة المعروضة فيه وكان التوزيع يتم من قبل الباحث وبعض الزملاء المساعدين له في هذه الدراسة وكان الأستبيان يقدم في مظروف لم يكتب عليه أي شيء فقط عنوان الباحث أو المساعد من أجل إعادته مرة ثانية بعد الأنتهاء من الإجابة عليه وبهذا لايتحمل المجيب أي تكلفة ولم يطلب منه ذكر عنوانه أو أسمه على المغلف .
سادساً- الوسائل الأحصائية :-
أستخدمت النسبة المئوية كوسيلة إحصائية في هذه الدراسة من أجل الوصول إلى نتائج لما وضع فيها من أهداف .
الفصل الرابع
أولاً -نتائج الدراسة وتفسيراتها
بعد أن تم الأنتهاء من تطبيق الدراسة وجمع البيانات وتحليلها إحصائياً توصلت الدراسة الى النتائح الآتية والتي تمثل تحقيقاً لأهدافها الموضوعة ، لذا سيتناول هذا الفصل عرضاً لأهم ما توصلت اليه نتائج الدراسة وحسب تسلسل اهدافها وكما يلي :-
1. تسليط الضوء على مفهوم العولمة :-
لقد تم تحقيق هذا الهدف من خلال العرض النظري لمفهوم العولمة والاراء المختلفة حولها من تأييد وقبول الى رفض ومجاربة ، وبهذا يكون ما تم عرضه هو تحقيقاً للهدف الآول من هذه الدراسة .
2. بيان الوسائل التي تستخدمها العولمة والتي تشارك في عملية التنشئة الأسرية :-
أيضاً هنا جرى أستعراض الى بعض الوسائل التي تستخدمها العولمة في نقل الآفكار والآراء الى كل شعوب العالم بمختلف مجتمعاته وفئاته وطوائفه وذلك من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة المتمثلة بوسائل الأعلام الحديثة مثل اجهزة الأستقبال الفضائي ( الستالايت ) أو من خلال الشبكة الدولية للمعلومات ( الانترنت ) والشيء المهم هنا هو أن هذه الوسائل كلها أصبجت الآن تشارك بشكل مباشر وفعال في عملية التنشئة الأجتماعية فهي تشارك الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية ( ويقصد بها هنا المدرسة ) في عملية التنشئة لأن الأطفال والشباب بل وحتى الكبار يقضون الآن الكثير من الوقت في مشاهدة البرامج التلفزيونية المختلفة والمعروضة على القنوات الفضائية المحتلفة مع صعوبة الرقابة من قبل الأسرة على كل ما يشاهد من قبل الأبناء تلفزيونياً أو من خلال أستخدام الأنترنت بشكل كبير
بواسطة الكمبيوتر وما يقدمه من معلومات ومواد وفلسفة تكون في كثير من ألحيان سلبية على الأبناء خصوصاً إذا ما كانت الرقابة الوالدية عليهم ضعيفة أو معدومة أحياناً . ورغم ما يتيحه التدفق الاعلامي والمعلوماتي لافراد الأسرة العربية من فرص للتعرف على العالم الخارجي والتعلم واكتساب خبرات جديدة، إلا أن هناك عددا من المخاطر والتحديات ترتبط اساساً بأن أغلب ما يبث عبر الفضائيات العربية والأجنبية هي برامج ومضامين واعلانات مستوردة من الخارج ، كذلك فان العاب الاطفال الالكترونية مستوردة، والثابت ان البرامج والمضامين وألعاب الأطفال المستوردة تتوافر فيها عناصر الجودة الفنية والابهار مما يجعلها تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة اذا ما قورنت بالبرامج المنتجة محلياً أو عربياً لكن البرامج والمضامين المستوردة تحفل بالعنف والاثارة والجريمة ، الأمر الذي يعني ان الأطفال داخل الأسرة العربية يتعرضون خلال ساعات المشاهدة لافكار وقيم وتقاليد بعيدة عن الواقع العربي والثقافة العربية، مما ينتج عنه نوع من الازدواجية والتناقص بين واقعهم المعاش وبين الواقع المتخيل أو المنقول لهم عبر شاشات التليفزيون ومن قنوات عربية أو أجنبية .
وربما يختلف تأثير استخدام الكمبيوتر والانترنت عن التليفزيون أو الفيديو فألعاب وبرامج الكمبيوتر معظمها مستوردة، وتعتمد على صور ورموز ودلالات تنتمي للثقافة العربية، كما تفيض بالعنف وتعلي من شأن القوة، ومن قيم الاستهلاك والروح الفردية كذلك الحال بالنسبة لمواقع شبكة الانترنيت، والتي ينتشر فيها كثير من المواقع الاباحية، كما تقدم فيضا من المعلومات والآراء والأفكار المفيدة وغير المفيدة والتي قد لا تتفق وأسس ومقومات الثقافة العربية الإسلامية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي   العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 7:48 am


3. بيان آثار العولمة على عملية التنشئة الأسرية ، من وجهة نظر الجالية العربية المقيمة في السويد :-
ويمثل هذا الجانب العملي ( التطبيقي ) من البحث الحالي حيث اشارت نتائج الاستبيان المطبق على افراد عينة الدراسة الحالية ان هناك نسبة تقدر بحوالي 78% منهم يرون ان للعولمة اثراً سلبياً على الجيل الجديد وعلى اسلوب التنشئة الذي اصبح الان اكثر صعوبة في طريقة التعامل مع الابناء في وقتنا الراهن وذلك بسبب كثرة تاثيراتها وطرقها ووسائلها المختلفة . وترى هذه النسبة الكبيرة من افراد عينة البحث ان العالم الذي نعيشه اليوم هو عالم التكنولوجيا والانترنت والنقال الذي يظهر لنا في كل يوم بشكل جديد وبمميزات حديثة جديدة بما فيها امكانية استخدامه كوسيلة لتبادل المعلومات والكلام (الجات) عن طريق ال ( sms) او عن طريق استخدامه كوسيلة اتصال عن طريق الانترنت وهو هنا يستخدم كـ( الماسنجر) او لمشاهدة برامج التلفزيون وما يعرض من برامج في القنوات الفضائية المختلفة ، او عن طريق مشاهدة ما تقدمه العديد والكثير من القنوات الفضائية من برامج متنوعة (لايمكن القول بإن جميعها ايجابي او سلبي فهي تختلف من برنامج لاخر ومن قناة لاخرى وهذا ما اجراه الباحث في بحث سابق عن مشاهد العنف المستمرة في برامج الاطفال وخاصة لقناة الاطفال سبيس تون Space Toon ) وهذه مميزات الحياة الحديثة التي لايمكن ابعادها عن حياتنا في الوقت الحاضر .
إن مسؤلية الاسر الان اصبحت كبيرة في اهمية متابعة ومراقبة افرادها وما يقومون به من اعمال او من هم الاصدقاء الذين يلتقون بهم واين يلتقون بهم وكيف واين يقضون اوقات فراغهم وكيف يشغلونها خاصة اننا نرى الان ان كل من الاب والام له مجال عمله الخاص به وهم يغادرون صباحا ولا يعودون الا مساءاً ويترك الاطفال لفترة زمنية طويلة لوحدهم دون رقيب وهذا بدوره ربما يشجع على الاستمرار بمشاهدة البرامج التلفزيونية او استخدام الانترنت كوسيلة للترفيه وقضاء الوقت ، خاصة وان كثير من الاسر هي التي تدفع ابنائها على ذلك (من خلال احضار حاسوب خاص به مثلاً) لقضاء الوقت لحين عودة ولي الامر الذي دائما مايكون غائباً عن دوره الرقابي لما يتابعه الابن (سواء كان ذكر أو انثى) أو إن دوره الرقابي يكون ضعيفاً جداً وهذا مما يشجع في كثير من الاحيان الابناء الى التوجه لمشاهدة ماهو ممنوع او منهي عنه مما تقدمه بعض القنوات الفضائية أو ما يعرض من مواقع على شبكة الانترنت . ويجب ان لاننسى هنا إن بعض هذه البرامج يكون موجه اصلا الى ابناء المنطقة العربية ويحتمل أن يكون فيه الكثير من المغالطات لتاريخ امة العرب أو رسالتها السماوية (وخير دليل على ذلك انتشار الصور المسيئة الى شخص الرسول الكريم في الفترة الاخيرة وبصورة سريعة وكبيرة من خلال تبادلها علن طريق الانترنت وهو انتشار لم تحققه ولم تحلم بتحقيقه اذا ما اقتصرت على الصحف او التلفزيون ) وخلاصة القول ان الكثير من البرامج التي تعرض والتي من المحتمل ان نواجه من خلالها أخطر التحديات تتمثل في ما قد تتعرض له المكونات الاساسية للثقافة العربية متمثلة في الاسلام واللغة العربية والوعي التاريخي بالذات والآخر، فمن الثابت ان عولمة الاعلام تعتمد على اللغة الانجليزية، كما ان صورة العرب والمسلمين في الاعلام الغربي المهيمن على الساحة الدولية لا تعبر عن الواقع، بالاضافة إلى أن الاعلام الغربي يتعامل مع العرب بحكم علاقات الاستعمار والتبعية كاقطار متفرقة لا كأمة واحدة ، مما قد يشوه ماضي الامة الخالد لذى الكثير من ابنائها ما يدفعهم الى الابتعاد عنها وعن كل ماتحويه من قيم خالدة .
أما النسبة المتبقية الاخرى من افراد عينة الدراسة الحالية فهي ترى ان ليس للعولمة ذلك السلطان المخيف الذي نعتقد بوجوده بل إنها خطوة تطورية نحو مستقبل افضل لابنائها و ان التحديث والتجديد والانفتاح على كل ما موجود في العالم الخارجي والغربي سيكون عاملاً مساعداً لنا في التقدم والتطور وهو أمر لابد منه .
ثانياً-التوصيات والمقترحات:-
1. التوصيات :
من خلال نتائج الدراسة الحالية يمكن لنا ان نوصي بالاتي :
أ. أن يكون هناك توجيه وأرشاد للاسر العربية من خلال برامج ارشادية توعية مناسبة توضح لهم اهمية متابعة ابنائهم لا بمنعهم من ممارسة حقهم في الحياة ودورهم فيها بل باستخدام اسلوب التربية السليمة في المشاورة والتفاهم .
ب. أن تهتم الدول العربية بإعداد البرامج الترفيهية والثقافية المختلفة والتي يمكن لها ان تجذب اكبر عدد ممكن من المشاهدين لها وذلك لجذبهم من تلك القنوات التي من الممكن ان يلجؤن اليها .
ج. أن نحسن أنتقاء ما يقدم من برامج اجنبية على قنواتنا العربية مما يعرض في قنوات اخرى .
د. الاستفادة مما يمكن ان تقدمه لنا العولمة من إيجابيات وفورة من المعلومات بما يخدم قضيتنا ابنائنا فليست العولمة ذات طابع سلبي فقط بل ان فيها بعض الايجابيات التي يمكن الاستفادة منها في التطور والتقدم الثقافي والاجتماعي اضافة الى التقدم العلمي .
2. المقترحات :
بعد أن تم وبعون الله اتمام هذه الدراسة فإن الباحث يقترح الاتي :
أ. القيام بدراسات اكبر من حيث العينة واماكن تواجدها في الدول العربية ومعرفة مدى معرفتهم بمفهوم العولمة وآثارها السلبية والايجابية .
ب. القيام بدراسة تحليلية لمعرفة انواع البرامج الاكثر تأثيراً في الهوية الثقافية العربية من خلال ما يعرض من برامج في القنوات الفضائية المختلفة .
المصادر :
اولاً- العربية :-
1. أحمد، تركي . الثقافة العربية في عصر العولمة . دار الساقي : بيروت ، 1999.
2. أحمد ، سميرة السيد . علم أجتماع التربية . القاهرة : دار الفكر العربي ، 1993 .
3.الزندي ، عبد الرحمن واخرون . مستقبل الامة التربوي في ظل العولمة الثقافية . تحرير محمد خالد مصعب وآخرون . مجلة الشقائق ، العدد 35 ، 2000.
4.الصادق رباح، وسائل الإعلام والعولمة، في :" العولمة وتداعياتها على الوطن العربي" مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت 2003م .
5.الهويمل ، حسن بن فهد. العولمة. صحيفة اليكترونية يومية ، العدد 10099، 23 أيار ،20006.إلياس خوري، العولمة وحقوق الإنسان الثقافية، في : "العولمة وحقوق الإنسان" أعمال الحلقة الدراسية في 8و9و10 كانون الأول 2000م الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان، بيروت 2002م.
7.اليوسفي ، عبد العزيز سليمان . مستقبل ممارسة مهنة الهندسة في عصر العولمة . محاضرة على موقع اليوسفي للانترنت .
8.تقرير التنمية البشرية 1999 ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نيويورك 1999م
9.حموي ، حسين . الأدب والنهوض الحضاري . مجلة الموقف الأدبي . مجلة أدبية شهرية تصدر عن إتحاد الكتاب العرب – دمشق ، العدد233 ، 1999. )www.awu-dam.org(
10.خزاعلة،عبد العزيز. أمن الطفل العربي . ط1، الرياض : مطابع أكاديمية نايف العربية للعلوم ألامنية ، 1999 .
11.زكي ، رمزي ، الاقتصاد السياسي للبطالة، عالم المعرفة، العدد 226 الكويت 1997.
12.عبد الله ،عبدالخالق . العولمة : جذورها وفروعها . كيفية التعامل معها . عالم الفكر . الكويت ،1999.
13.عبد الله ،علي.التحديات والأبعاد المستقبلية . مجلة النبأ . العدد 57. 2001 .
14.عبد العزيز، سنبل . كيف نواجه العولمة . مجلة المعرفة ، عدد 8 ، 1999
15. عدنان السيد حسين، العرب في دائرة النزاعات الدولية، توزيع دار الفرات ، بيروت 2001م .
16.مارتين ، هانس بيتر وشومان ، هارلد . ترجمة : عدنان عباس علي . فخ العولمة : الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية . عالم المعرفة : الكويت 1998 .
17. محمد حسين الشيرازي . فقه العولمة – دراسات أسلامية معاصرة . موقع على الانترنت )www.hdrumut.net( .
18. مصطفى حجازي . العولمة والتنشئة المستقبلية . مجلة العلوم الانسانية . جامعة البحرين . العدد 2، 1999 .
19. وطفة ، علي أسعد . مفاتن العولمة ومثاليها . قراءة نقدية في الموقف والعولمة . جريدة الاسبوع الأدبي . العدد 826 ، 2002.

ثانياً- الاجنبية :
20- Anthony g.mc green and paul g.lowis global politics: globalization and the nation – state, Cambridge, ma:black well publishers, 1992,
21-Inkeles , Alex . Social Structure and child Socialization . Boston : little brown , 1968 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي   العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي Emptyالأربعاء فبراير 26, 2014 7:49 am


ملخص الدراسة :-
تعتبر الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتفاعل مع أعضائها، وبالتالي فهي تؤثر على النمو الشخصي في مراحله الأولى سابقة بذلك أي جماعة أخرى حيث تعد المسؤولة عن بناء الشخصية الاجتماعية والثقافية، بل ان تأثيرها ينفذ إلى أعماق شخصية الفرد ويمسها في مجموعها.
وإذا كانت الأسرة ليست هي المؤسسة الاجتماعية الوحيدة المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية اذ أصبح هناك العديد من المؤسسات الاجتماعية الأخرى التي تشارك في هذه العملية إلا أنها تظل الأكثر أهمية وتأثيراً خاصة في سنوات الطفولة، ولا شك ان دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية اكتسب أهمية مضاعفة بالنظر إلى عمليات التغير الاجتماعي المتسارع التي شهدتها وما تزال الاقطار العربية، ثم ما تطرحه العولمة على الأمة العربية من فرص وتحديات جديرة بالتأمل والدراسة, وبقدر ما كانت عمليات التنمية والتغيير الاجتماعي تطرح على الأسرة مشاكل وتحديات تتعلق بتكوينها وتماسكها، ودورها في عملية التنشئة بقدر ما كانت هذه المشاكل والتحديات تبرز دور الأسرة العربية، وتؤكد أهمية الأدوار التقليدية التي يجب أن تقوم بها الأسرة العربية . .
وفي عصر العولمة واللامركزية وما شهده العالم من تطورات هائلة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والسماوات المفتوحة أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة وأصبحت الدول النامية تواجه اشكالية التعايش والتفاعل مع هذا العالم المتغير، من خلال تعليم وتأهيل الانسان القادر على التفاعل الايجابي والتعامل الواعي مع هذه التطورات ومحاولة تحقيق العدالة الصعبة التي تقتضي التعامل مع تحديات العولمة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الهوية الثقافية لهذه المجتمعات.
والواقع ان القضايا والاشكاليات التي تطرحها العولمة على عملية التنشئة الاجتماعية ودور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة لم تلق الاهتمام الكافي من البحث والدراسة، فمن الثابت ان العولمة تسهم في زيادة التباعد والتفاوت الاجتماعي الاقتصادي والتعليمي والمعرفي بين الناس، كما ان الآثار الاقتصادية المصاحبة للعولمة قد تدفع الحكومات في العالم الثالث إلى خصخصة بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالاعلام والتعليم أو على الأقل بعض المدارس والجامعات، وبالتالي تحجيم الرؤى التربوية، وفوق كل شيء تحديد رؤية الأهداف التربوية، اذ تصبح الأهداف الانسانية والثقافية والاجتماعية للتعليم على وجه الخصوص ثانوية بالنسبة للمعايير ذات الطابع الاقتصادي.
ومثل هذه التحولات اضافة إلى انفجار ثورة الاعلام والمعلومات والتدفق الحر للأخبار والمعلومات والصور والرموز عبر الحدود، سيؤدي إلى اضعاف بعض الأدوار التي كانت تقوم بها الدولة والأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية، من هنا تبدو أهمية الاهتمام ببحث ودراسة أبعاد ووسائل دعم وتطوير دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية في ظل العولمة .
اجريت الدراسة الحالية على عينة مؤلفة من 50 عائلة عربية مقيمة في السويد وقد كان اختيارها بطريقة عشوائية طبق عليها الاستبيان الذي اعده الباحث في هذه الدراسة (لقد حسب الصدق النظري للاستبيان من خلال عرضه على مجموع من المحكمين) للفترة من 12/3/2007 ولغاية 2/4/2007
وقد بينت نتائج البحث ان هناك اثارا كبيرة للعولمة في طريقة تنشئة الابناء سلبية تتمثل من خلال
اضعاف بعض الأدوار التي كانت تقوم بها الدولة والأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية، من هنا تبدو أهمية الاهتمام ببحث ودراسة أبعاد ووسائل دعم وتطوير دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية في ظل العولمة .
أن الاسرة العربية يجب الا تدع مهمة الحفاظ على الهوية القومية وتنميتها للمدرسة وحدها، بل من الضروري ان تشارك فيها بفاعلية، وبوعي بحيث يكون الالتزام بتعاليم الاسلام والاعتزاز باللغة العربية والتراث العربي جزءاً أصيلاً من الحياة اليومية داخل الأسرة يلتزم به الجميع قولاً وفعلاً، ويتخذوا من هذا الالتزام وقواعده معايير أساسية لتقييم الثقافات الأجنبية الوافدة والتفاعل معها، ذلك ان الهوية الثقافية كما تقرر الخطة الشاملة للثقافة العربية ليست مركباً جامداً من الخصائص والقيم والتقاليد، ولكنها مجموعة من المشاعر والأفعال ومن السمات التاريخية والأبعاد الفكرية والفنية والروحية، ومن معطيات السلوك الحية النامية تغني بالحوار وبالتطور وبالأخذ والعطاء والابداع الذاتي، فهي تتجدد وتعيد خلق ذاتها في اطار خصائصها لانها في حركة داخلية مستمرة وتتغذى بالموروثات العريقة للمجتمع، وبالقدرات الداخلية الابداعية فيه، كما تتغذى بالاسهامات الخارجية عن طريق الاستيعاب والتحوير والتمثل .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العولمة واثرها على التنشئة الاجتماعية دراسة ميدانية د. وائل فاضل علي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ملامح التغير فى الأسرة المصرية فى ظل مجتمع المعلومات: دراسة ميدانية لاتجاهات أرباب الأسر الحضرية نحو دور التقنية الحديثة فى التنشئة الاجتماعية للأبناء [الباب الأول، الفصل الرابع من: الأسرة المصرية وتحديات العولمة، أعمال الندوة السنوية التاسعة لقسم الاجتم
» الأولويات التربوية في عصر العولمة دراسة ميدانية
»  الشباب المصري وتحديات العولمة الثقافية : دراسة ميدانية لمستخدمي الإنترنت /2011.
» دور الأسرة العربية في مجال التنشئة الاجتماعية في ظل العولمة
» \عبد الفتاح إبراهيم حسن - واقع عملية التنشئة الاجتماعية في إطار ظاهرة العولمة"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: