المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
الاجتماع والاجتماعية الاجتماعية البحث المجتمع الخدمة التلاميذ الجماعات المجتمعات في محمد الشباب المرحله تنمية الجوهري موريس العمل الالكترونية اساسيات الاجتماعي الجريمة كتاب التغير التنمية العنف التخلف
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
باحث اجتماعي
عضو زهبي
عضو زهبي



التخصص : علم اجتماع
عدد المساهمات : 1494
نقاط : 3052
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 54

التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Empty
مُساهمةموضوع: التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات   التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات Emptyالأحد ديسمبر 15, 2013 12:30 pm


التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات


د. نبيل علي


يشهد التاريخ، قديمه وحديثه، على محورية التربية في صنع الإنسان وبناء المجتمع. وقيمة الإنسان هي حصاد معارفه، وحضارة المجتمع. بدورها، هي المحصلة الجامعة لمعارف أبنائه التي وهبتها إياهم التربية، ولم يكن هذا الحديث عن أهمية التربية أخطر مما هو عليه الآن، والبشرية تغامر بمصيرها، مندفعة صوب مجتمع المعرفة، تتنازعها الآمال والمخاوف، وتنتظرها تحديات جسام لا عهد لها بها من قبل، وتلوح لها في الأفق فرص نادرة لم تكن متاحة لها في سابق عهودها.

التفاصيل

:
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات
د. نبيل علي
خبير استراتيجيات الحاسب الآلي

أولاً: التربية والتنمية المستدامة : من منظور عصر المعلومات
تتناول هذه الفقرة ثلاث نقاط رئيسية هي:
· أهمية التربية في مجتمع المعرفة
· أهمية دراسة العلاقة بين التربية وتكنولوجيا المعلومات
· التعلم لا مجرد التعليم

(أ) أهمية التربية في مجتمع المعرفة:
يشهد التاريخ، قديمه وحديثه، على محورية التربية في صنع الإنسان وبناء المجتمع. وقيمة الإنسان هي حصاد معارفه، وحضارة المجتمع. بدورها، هي المحصلة الجامعة لمعارف أبنائه التي وهبتها إياهم التربية، ولم يكن هذا الحديث عن أهمية التربية أخطر مما هو عليه الآن، والبشرية تغامر بمصيرها، مندفعة صوب مجتمع المعرفة، تتنازعها الآمال والمخاوف، وتنتظرها تحديات جسام لا عهد لها بها من قبل، وتلوح لها في الأفق فرص نادرة لم تكن متاحة لها في سابق عهودها. وإزاء هذا الوضع الإنساني الفريد، تعالت الأصوات تنادي بثورة اجتماعية شاملة على جميع الأصعدة، وثورة التربية، كما قيل، هي شرط لكل ثورة. وكما أن لا خلاف على الأهمية الاجتماعية للتربية، فليس هناك، في المقابل، وفاق على طبيعة علاقة منظومة التربية بمجتمعها؛ فتارة هي المحرك الدافع لمجتمعها، وتارة أخرى هي ذلك الخاضع المستكين لأهواء من يقبض على زمام الأمور في المجتمع. ومهما قيل وسيقال، ستظل التربية، دوماً، منطلقاً لتحقيق الآمال، أو "مخرجاً لإصلاح خرائب الآباء"، على حدّ تعبير جون ميلتون. والتربية، وهذا مصيرها، إما أن تكون أس الداء، أو الدواء وطوق النجاة.
تتخبط منظومة التربية العربية، عاجزة عن الخروج من فلك الدائرة الخبيثة، ولغزنا التربوي له ملامحه الخاصة من تسرب الصغار من الفصول، ونزيف العقول، وهدر الخريجين، وتضارب الآراء في ما يخصّ محتوى التعليم. هذا هو حملنا التربوي الثقيل، الذي ينوء به كاهلنا ونحن نهمّ بدخول عصر المعلومات. وقد اختلط اللغز التربوي مع ألغازنا الاجتماعية الأخرى؛ ليفرز وضعاً شائكاً للغاية، تعدّدت المواقف إزاءه، ما بين ردود الأفعال وسياسة إدارة الأزمات، وبين إغماض العين عن الراهن في غيبوبة الحديث عن أماني المستقبل، وما أروعه من حديث، وقد زادت تكنولوجيا المعلومات هذا الحديث إثارة وطلاوة، فراح أصحابه يؤكدون على أن هذه التكنولوجيا، ولا شيء سواها، هي العصا السحرية لعلاج أزمتنا التربوية.
خلاصة القول، إن تربيتنا في سباق مع الكارثة، بعد أن أهدرنا الكثير من مواردنا الطبيعية والمادية والبشرية، والتي كانت تكفي، وما زالت، لإحداث نهضة عربية شاملة، ومع نضوب مواردنا المادية وتضخم إنفاقنا التعليمي؛ بات رهاننا الوحيد هو إبداع بشرنا؛ فرأس المال البشري هو العامل الحاسم ولا حلّ لمعضلة التربية العربية إلا من خلال تناولها من منظور التنمية المستدامة من جانب، وأقصى استغلال للإمكانات التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جانب آخر، وبهدف تضييق فجوة التعليم والتعلم.

(ب) أهمية دراسة العلاقة بين التربية وتكنولوجيا المعلومات:
أصبح من المعروف أن وظيفة التربية بمفهومها الأوسع، هي إنتاج الأفراد القادرين على مجابهة تحديات طبيعة العصر الذي يحيونه ويصبح مصير مجتمع هؤلاء الأفراد متوقفاً على درجة نجاح وسائط التربية في تجهيزهم وإعدادهم ليكونوا مواطنين فاعلين متفاعلين في مجتمعهم المحلي والعولمي. تفرض طبيعة العصر نوعية معيّنة من البشر، وبالتالي نوعيّة معينة من التربية لإعدادهم وهو ما لا نجد له كبير صدى في أرجاء الأدبيات التربوية، العربية خصوصاً في مجال تربية الطفل، وهو الأمر الذي يزيد من ضرورة بحث هذه العلاقة بين التربية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي تتسم بارتفاع نسبة صغار السن (43% أقل من 14 سنة)، خصوصاً في ظلّ الخصائص التالية التي يتسم بها الوضع العربي في هذا الشأن:
· التركيب السكاني للمجتمعات العربية.
· التحدي الذي ستواجهه الأجيال العربية القادمة في مواجهتهم نوعيات مختلفة من الأطفال مزودين بأمضى أسلحة التفوق العلمي والتكنولوجي وربما يحسن جنينياً استخدام أساليب "اليوجينيا" أو تحسين نوعية النسل البشري.
· إعداد الإنسان العربي تربوياً لمواجهة عصر تكنولوجيا المعلومات يعدّ من أهم قضايا الأمن القومي في ضوء ما توليه إسرائيل من اهتمام بالغ بأمور التعليم والتدريب، يشهد على ذلك نجاح تجربتها في إدخال الحاسوب إلى المدارس الإسرائيلية.
· قلة البحوث والدراسات المعنيّة بالعلاقة بين الطفل العربي والتكنولوجيا من جهة والمتعلقة بعلاقة الطفل العربي بلغته الأم وتراثه العربي من جهة أخرى.

(ج) التعلّم لا مجرد التعليم:
التربية والتنمية صنوان في مجتمع المعرفة، واقتصاد قائم على المعرفة يعني اقتصاداً قائماً على التعليم، وذلك نظراً لكون العنصر البشري يعد أهم مقوماته بلا منازع، والتعليم، كما قيل، هو أهم عوامل التغيير على وجه الأرض، وهو مصدر الرفاه والتقدم الاقتصادي والرقي الاجتماعي، والمعرفة، كما خلص الكثيرون، هي سبيل بلوغ الغايات الإنسانية العليا: الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، وإن كانت المعرفة هي محرك مجتمع المعرفة فالتعليم هو وقودها، وإن كانت التكنولوجيا هي الآلة الجديدة لعدم المساواة الاجتماعية، فالتعليم في المقابل، هو أعظم الوسائل لتحقيق هذه المساواة، وفي طيف الفجوات النوعية التي تتفرع من الفجوة الرقمية تبرز "فجوة التعلم" باعتبارها أخطر هذه الفجوات قاطبة، فمنها، أي فجوة التعلم، يحال إلى باقي الفجوات وإليها تؤول. ونحن نتحدث هنا، كما ورد في نص عبارتنا، عن "التعلّم" لا "التعليم"، وما أعظم الفرق بينهما؛ فمفهوم التعلّم أوسع بكثير، حيث يشمل، بجانب التعليم، كما عهدناه، جميع أشكال اكتساب المعارف والمهارات والخبرات على مدى مراحل العمر، من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة المتأخرة، ولا وجه للمقارنة بينه وبين ذلك التعليم وليد آلة الطباعة واقتصاد عصر الصناعة، الذي ينسخ متعلميه في طبعات متكررة كما تنسخ آلة الطباعة كتبها، وينتج خريجيه على طريقة إنتاج الجملة النمطي المتجانس وفقاً لمقتضيات اقتصاد الصناعة ومطالب أسواق عمله، وطابع إدارته المركزية الصارمة. وما أفشله من تعليم أدّى إلى بؤس المعلم وتعاسة المتعلم، تعليم ينكر على الصغار إبداعهم ويميت لديهم غريزة الفضول والرغبة في المعرفة، ويخرس أفواه الكبار، ويرسخ لديهم النزعات السلبية، ويحدّ من أفق فكرهم وحياتهم، ويطمس ملامحهم الذاتية، تعليم لا يراعي الاختلافات الفردية، فلا يأخذ بيد العاجزين عن اللحاق بأقرانهم، في ذات الوقت الذي يقتل في النابغين موهبتهم، فقد غابت عنه الحقيقة البسيطة وهي أن الطلبة المختلفين لا بدّ لهم من تعليم مختلف.
النقلة من التعليم إلى التعلم ثورة بكلّ المقاييس وعلى جميع الجبهات، وربما يبرر لنا ذلك أننا نتحدث هنا عن ثورة مختلفة ليست كباقي الثورات، فنحن لا نقصد بها إصلاحاً تربوياً أو تطويراً تكنولوجيًا، بل ما نعنيه بها هو فلسفة اجتماعية شاملة تشعل الثورة في منظومة التربية من أسفل، ثورة لا تهبط عليها من أعلى من خلال إطلاق الشعارات، وفرض التصورات كما جرى عليه الحال إلى الآن، تنطلق هذه المرّة من الفرد المتعلّم الذي أصبح من واجبه أن يواصل تعليمه، ومن واجب الحكومة والمؤسّسات والجماعات أن توفر له بيئة اجتماعية زاخرة بفرص التعلّم، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن تصبح هذه الحكومات والمؤسّسات والجماعات هي الأخرى كائنات متعلمة.

ثانياً: وضع منظومة التربية داخل المنظومة المجتمعية الشاملة
تتناول هذه الفقرة ثلاث نقاط رئيسية هي:
· من معاقل التعليم إلى أيكولوجيا التعلم.
· من البيداجوجيا إلى الأيديولوجيا فالبيولوجيا.
· التعلم: النقلة المعلوماتية

( أ ) من معاقل التعليم إلى أيكولوجيا التعلم:
يوضح الشكل (1) موضع منظومة التعليم في المنظومة المجتمعية الشاملة: من مجتمع الصناعة إلى مجتمع اقتصاد المعرفة، ومنه إلى مجتمع التعلم؛ الغاية القصوى لتطور المجتمع الإنساني.

الشكل (1): موقع التعليم والتعلّم من منظومة المجتمع
في عصر الصناعة ـ كما يوضح الشكل ـ كان الاقتصاد هو محور منظومة المجتمع، وكان التعليم مجرد منظومة فرعية تكاد تكون منقطعة الصلة بالمنظومات الاجتماعية الأخرى لا تتفاعل معها إلا في أضيق الحدود، حتى شبّه البعض المدارس بالمعاقل المنعزلة، وتظلّ هذه المنظومات بفعل المتغيرات الاجتماعية تلقي بضغوطها على منظومة التعليم مطالبة بضرورة التجديد، ولا مجيب، لتزداد الهوة التي تفصل بين المؤسّسة التعليمية ومجتمعها يوماً بعد يوم، ومعها تتوالى دعوات الإصلاح ويتكرّر فشلها في كلّ المجتمعات من دون استثناء، ويشتد توجيه النقد للمؤسّسة التعليمية، وليس هناك غيرها يكال إليه اللوم ويوضع في قفص الاتهام.
لقد اختلف موقع التعليم في المنظومة المجتمعية اختلافاً شاسعاً في مجتمع المعرفة عنه في مجتمع الصناعة، ففي مجتمع المعرفة يحتل التعليم والتعلّم موضع القلب في المنظومة المجتمعية ويفترض فيه ضرورة التفاعل مع جميع منظومات المجتمع الأخرى، من دون استثناء، حتى يكتسب الفرد والمجتمع القدرة على التكيف التلقائي والتصويب الذاتي مع هادر المتغيرات الاجتماعية الشديدة الدينامية، إلا أن علاقة التعلم بالمجتمع ما زالت أبعد ما تكون عن التحديد، وهي تحتاج إلى تأسيس وتأصيل من فروع علمية شتى تتراوح ما بين علم السياسة إلى تكنولوجيا المخّ والأعصاب.
وبارتقاء مجتمع المعرفة إلى مستوى مجتمع التعلم الذي يتعلم فيه الجميع: البشر والنظم والآلات، يصبح التعليم بمثابة "أيكولوجيا" عامة تتسامى فيها المعرفة هواء منعشاً يتنفسه الجميع، ويتشاركون في إنتاجها واستهلاكها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن بلوغ هذا المنال في ظل الظروف الحالية التي يعاني منها المجتمع الإنساني كله؟ وهل يمكن للقوى الاجتماعية السائدة: العالمية والإقليمية والمحلية أن تجازف بتوازناتها ومصالحها بإطلاق التعلم من قمقمه بما يمكن أن ينجم عنه تغيرات جذرية في هيكلية هذه القوى؟ فنمط المجتمع، كما قيل، هو من نمط تعليمه، ومرحباً بالأيديولوجيا في رحاب الخطاب التعليمي، وهل انفصلت عنه يوما ؟!
(ب) من البيداجوجيا إلى الإيديولوجيا فالبيولوجيا:
لقد سادت البيداجوجيا(*) تعليم عصر الصناعة، وانشغل هذا التعليم بصورة أساسية، كما يوضح الشكل (2)، بانتقاء المادة التعليمية وطرق تقديمها ووسائله، وشاع الحديث عن المناهج والمنهجيات وتأهيل المعلمين وتقييم المتعلمين.

الشكل (2): تطور النظرة إلى التعليم
يسعى تعليم عصر المعلومات إلى أن يجعل من التعلّم دستور مجتمع المعرفة، ليصبح التعلّم نوعاً من الأيديولوجيا التي تعيد صياغة المجتمع وعلاقاته، وتوجه سلوك أفراده وجماعاته ومؤسّساته، ويصبح التعلّم في ظلّها حقاً لكلّ فرد، وواجباً عليه في آن، ويقول آخر الجمع بين التعليم الرسمي إلزاماً والتعلم الذاتي التزاماً. لقد أصبح التعليم أساس الحقوق المدنية في القرن الحادي والعشرين، ومطلباً سياسياً لتنمية الشعور بالمواطنة وإشاعة الديمقراطية والتحرّر من أشكال العبودية والتخلّف كافة. ويحرص الاجتماعيون أشدّ الحرص على ألا يتحوّل توجه التعلم مدى الحياة إلى مجرد شعار أجوف كما حدث من قبل بالنسبة لكثير من شعارات تحقيق العدالة الاجتماعية من قبيل: تكافؤ الفرص، والاعتماد الذاتي، والاعتماد المتبادل، والتعليم كالماء والهواء، وكان آخرها ما صاحب انتشار الإنترنت من أن المعرفة للجميع في كلّ وقت وفي أيّ مكان، وهو شعار تحوم حوله الشكوك بعد أن ثبت أن المعرفة ذات القيمة لا تأتي مجاناً.
ولكي تتأصل هذه الأيديولوجيا وتتعمق لا بدّ لها من أن تلوذ بالبيولوجيا لتكسب التعليم صبغة الظواهر الطبيعية استناداً إلى أسباب من أهمها عدّة:
· التعلّم هو التكيف اجتماعياً وفقاً لمبدأ البقاء للأصلح، والأصلح هنا هو الأقدر على مواكبة التغيير المجتمعي المتسارع، وليس هناك خير من البيولوجيا مصدراً للتعلم الذاتي، ذلك التعلم الذي تمارسه جميع الكائنات البيولوجية من أجل التكيف مع بيئتها الطبيعية. وليس من قبيل المبالغة التكهن بأن إنسان مجتمع التعلم سيتعلم كثيراً مما هو دونه من الكائنات والعناصر البيولوجية، سيتعلم من تضافر الحشرات الاجتماعية في بناء ممالكها، ومن كيفية قيام الأعضاء الحيوية بوظائفها الفسيولوجية، وربما لا يجد غضاضة في أن ينسخ عن أخلاقيات الدرافيل غريزة تضامنها.
· حلّ معضلة التعلّم بصورة جذرية لن يتأتى إلا من خلال سبر أغوار المخّ البشري من خلال البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا العصبية، وكشف النقاب عن الأساس الجيني لوظائف الذهن المعرفية، وتعمل تكنولوجيا المعلومات همزة وصل بين الشقين: العصبي والمعرفي في تناول إشكالية المخ-العقل، لذا فهي، أي تكنولوجيا المعلومات، تمثل أداة أساسية للبحث التربوي المتعمق، وستسهم بصورة فعالة في صناعة العقول، ويتوقع الجميع أن تحدث انقلاباً في أسلوب تقديم المادة التعليمية في ضوء ما تسفر عنه بحوث الفسيولوجيا العصبية.
· نحن نولد بغريزة تعلّم فطرية، تمكّن الطفل من أن يتعلم المشي، وأن يكتسب لغته الأم ومبادئ الحياة الاجتماعية بصورة طبيعية عفوية، ولكن سرعان ما تأتي المدارس وتكبت غريزة التعلّم هذه، التي زرعها الخالق في كلّ الكائنات الحية. إن تعلّم مجتمع المعرفة يسعى لاسترداد هذه الغريزة الطبيعية بأن يجعل من التعلّم سمة إنسانية أصيلة، يسترد بها عقل الإنسان حيويته، وقدرته الدائمة على إحداث المفاجأة في مواجهة المشكلات المستحدثة.
· ألا يجوز لنا بعد كلّ ما ذكر أننا في حاجة إلى بارادايم تربوي جديد تجاوباً مع المتغير المعلوماتي، يستلزم بدوره عقداً اجتماعياً جديداً يحدد حقوق الفرد وواجباته في مجتمع المعرفة، مجتمع التعلم للجميع وبمشاركة الجميع ومن أجل الجميع؟

(ج) التعلم: النقلة المعلوماتية:
يوضح الشكل (3) بصورة مبسطة تطوّر غايات تنشئة الفرد عبر العصور الثلاثة:
· عصر ما قبل الصناعة.
· عصر الصناعة.
· عصر المعلومات أو عصر ما بعد الصناعة.

الشكل (3): تطور غايات التربية
طغت على فكر التربية في عصر ما قبل الصناعة مثالية أفلاطون ورومانسية جان جاك روسو، واهتدت لدينا، في كثير من أمورها، بأخلاقيات الغزالي وروحانيات الفارابي، وكانت الغاية الأساسية هي زرع الفضيلة والخصال الحميدة، وبينما سعت مثالية أفلاطون، كما تبدت في جمهوريته، إلى تنظيم الدولة من أعلى من قبل نخبة الفلاسفة، ركزت رومانسية جان جاك روسو على البناء من أسفل؛ فهو القائل: كونوا أناساً أولاً لكي تكونوا مواطنين من جديد، لتكونوا بعد ذلك دولة من جديد. وقد سيطرت المؤسّسة الدينية على تعليم عصر ما قبل الصناعة، وتحوّلت دور العبادة من الجوامع والكنائس والمعابد إلى دور للتعليم.
وفي عصر الصناعة ساد التعليم المؤهل لسوق العمل في ظلّ فلسفة براجماتية ذات طابع نفعي عملي، وتحوّلت المدارس إلى ما يشبه المصانع. لقد جعلت الرأسمالية عمالتها تلهث لتوفير مطالب العيش والتي أصبحت هدفاً متحركاً تنميه النزعات الاستهلاكية لدى طبقة العمال، وهكذا اختل التوازن بين مطالب العمل ومطالب الحياة الأخرى ليتوارى الاهتمام الأسري، وممارسة الرياضة وهوايات وقت الفراغ، ويضمر التواصل الاجتماعي وينمو الشعور بالاغتراب وعدم الانتماء؛ والأهم من ذلك، في سياق مقامنا الحالي، هو الصعوبة البالغة لمواصلة التعلم وتنمية القدرات الذاتية، وهي الجوانب السلبية التي تسعى إلى تجنبها تربية عصر المعلومات، حيث تهدف إلى تعليم مؤهل للحياة من جانب، ويجعل الحياة قابلة للعيش من جانب آخر، من خلال تعلم قائم على ثلاثية التعليم النظامي formalوغير النظامي non-formalواللانظامي informal، أو العرضي كما يسمّى أحياناً.
إن تعلم عصر المعلومات سيتجاوز أسوار المدارس ليتحوّل العالم على اتساعه فصلاً، وذلك بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تنقل إلى المدرسة واقع ما يجرى بخارجها، في ذات الوقت الذي تستضيف فيه الفصول طيفاً من العوالم يمتزج فيه عالم الواقع مع العوالم الميكروية microworlds، والعوالم الرمزية صنيعة تكنولوجيا المحاكاة والواقع الخائلي.
تهدف تربية عصر المعلومات إلى تحقيق الغايات التالية:
· تأهيل الفرد لاعتراك الحياة
· إثراء حياة الفرد
· تحقيق المساواة الاجتماعية
· تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة
· تحقيق التفاهم بين الأفراد والجماعات والشعوب

ثالثاً: مسار تطور تكنولوجيا التعلّم عن بعد
يلخص الشكل (4) مسار التعلّم عن بعد، وهو يشتمل على النقلات النوعية التالية:
· البرمجيات التعليمية بصفتها عنصراً مكملاً لنظم التعليم التقليدية.
· التعلّم عن بعد، ونقصد به التعلّم بأسلوب الاتصال المباشر online كصورة متطوّرة للتعلم بالمراسلة.
· التعلّم من خلال مواقع التعليم والتعلم المنتشرة على الإنترنت بأساليب التفاعل على أساس النصوص.
· التعلّم من خلال مواقع التعليم والتعلّم على الإنترنت من خلال أساليب التفاعل مع الوسائط المتعددة التي تشمل النصوص والأصوات والرسوم الثابتة والصور المتحركة.
· التعلّم من خلال التفاعل عن بعد (عقد المؤتمرات عن بعد) من خلال تبادل رسائل البريد الإلكتروني.
· التعلّم الجماعي من خلال عقد المؤتمرات عن بعد باستخدام تكنيك الفيديو والأشكال المجسمة والرؤوس الناطقة talking heads، والهاتف المرئي.


الشكل (4) : تطور تكنولوجيا التعليم والتعلم : عن بعد
· استخدام النظم الخبيرة لمحاكاة المعلم البشري، بما في ذلك الشق الخاص بالمتعلّم، في ما يعرف بمصطلح "الصندوق كمدرس Box-As-Teacher".
· استخدام أساليب الذكاء الاصطناعي لتطوير آلة تعليم ذكية قادرة على التحاور اللغوي مع المتعلم ذاتياً، والتكيف تلقائياً مع عادات تفكيره ولوازمه ومطالبه.

*البيداجوجيا تعني بصفة عامة المنهجيات التعليمية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحدي التربوي العربي: من منظور تكنولوجيا المعلومات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة من أجل النهوض التربوي والتعليمي
» تفعيل دور الأسرة فى مواجهة تداعيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من منظور إسلامي /
» ثورة تكنولوجيا المعلومات تساهم في تثبيت أركان العولمة المعاصرة
» تكنولوجيا المعلومات تصنع رأس المال الإجتماعي
» دور تكنولوجيا المعلومات في هزيمة النظم العربية المستبدة / بقلم محمود خليفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: منتدي نشر الابحاث والدراسات-
انتقل الى: