ثقافة الطفل العربي في عصر العولمة
أ.د. علي أحمد مدكور -
مقدمة :
يعيش الطفل العربي ا ليوم عصر العولمة المتوحشة ، وحتميتها التكنولوجية الجارفة التي تعولمه ، وتغير من هويته ، وثقافته ، وبنيته الاجتماعية ... ولا بد من المقاومة الإيجابية لهذه العبثية المتزايدة .
- فما المقصود بالثقافة ؟
- وما المقصود بالعولمة ؟
- وما مظاهر العولمة اليومية ،وما صور الضغوط التي تمارس على الطفل العربي من كل جانب ؟
- وما السبيل إلى إنقاذ الطفل العربي والشباب العربي كي يظل محتفظا بشخصيته العربية الإسلامية ؟
هذا ما سنحاول إلقاء الضوء عليه من خلال هذه الورقة ، وبالله التوفيق
ما المقصود بالثقافة ؟
عرف إدوارد تايلور الثقافة في أواخر القرن التاسع عشر بأنها " كل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق و القانون والعرف وغير ذلك من الإمكانات أو العادات التي يكتسبها باعتباره عضواً في مجتمع .
وبمناقشة هذين التعريفيين يتبين لنا أن الثقافة تشتمل على عنصرين رئيسيين : عنصر معياري يتمثل في التحيزات الثقافية من معتقدات وقيم وأخلاق مشتركة بين الناس ، وعنصر ما دي يتمثل في العلاقات الاجتماعية وأنماط الحياة وأساليبها المختلفة والمتغيرة .
من هذين العنصرين إذن تتكون الثقافة ، ولا شك أن العنصر المعياري يتمثل في تصور المجتمع للألوهية والكون والإنسان والحياة ، فكل مجتمع له تصوره العام للألوهية والكون والإنسان والحياة ، المشتق من دينه أو من فلسفته الاجتماعية الشاملة ، وهذا العنصر هو العنصر الثابت ثباتاً مطلقاً أو نسبياً في أي ثقافة ، وهذا العنصر – بالتالي – هو الموجه للعنصر المادي المتغير لأي ثقافة ، وهذا العنصر هو الذي يميز مجتمعاً عن أخر، وثقافة عن ثقافة ، ومثقفاً في مجتمع ما عن مثقف في مجتمع أخر .
وهذا العنصر معياري لأنه يشمل الجانب الفلسفي والاعتقادي للمجتمع ، بما يحمله من أصول الاعتقاد ، وأصول القانون والحكم والتشريع ، وأصول العلم والمعرفة ، وأصول الأخلاق والسلوك . فهذا العنصر إذن بمثابة الموجه لسلوك الأفراد والجماعات ، والنظم والمؤسسات ، وهو الرقيب الذي يقف أما م الانحرافات ، ويعيد توجيه السلوكيات إلى المسار العام للثقافة . وفي هذا العنصر تكمن خطوط المقاومة والمناعة ، ومنه تشتق معايير الحكم والاختيار واتخاذ القرار .
في ضوء المناقشة السابقة نستطيع أن نقول " أن الثقافة بمعناها العام هي السلوك الكلي لحياة المجتمع الذي يتسق مع تصوره العام للألوهية والكون والإنسان والحياة .
ومن نافلة القول أن العلاقات والارتباطات بين العنصرين المعياري والمادي للثقافة لا يعني جمود الحياة أو جمود سلوكيات الحياة على نمط واحد ، بل ينبغي أن تتعدد وتتطور وتتنوع سلوكيات الحياة في ضوء القيم المعيارية للثقافة .
موقف الثقافات من الجانبيين المعياري والمادي
وبالطبع كلما كان العنصر المعياري أكثر شمولا وسعة ومرونة – كما هوا لحال في التصور الإسلامي ، كلما جاءت التصورات والسلوكيات الاجتماعية وأنماط الحياة الاجتماعية أكثر سعة وشمولاً وتطوراً ، العكس بالعكس.
لكن الثقافات تختلف باختلاف درجات التركيز والأهمية المعطاة بجعل القدوة للجانب المعياري المتمثل في أصول الأخلاق والسلوك ، فالجانب المعياري يضفي الشرعية على الجانب التطبيقي المادي السلوكي .
وعالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر يفترض أن كل مجتمع ينقسم إلى شرائح اجتماعية متعددة يسميها جماعات المكانة ، ولكل جماعة ثقافتها ونمط حياتها الخاص بها ، ورؤيتها للوجود والعالم ، ومن ثم تشكل كل جماعة سلوك أفرادها ورؤيتهم للحياة ، كما تتشكل قيم الأشياء في نظرهم حسب أهميتها . وهو لا يفصل بين الجوانب المعيارية كالقيم ، وبين الجوانب السلوكية والمؤسسية الأخرى ، حيث تعمل القيم في نظره على إضفاء الشرعية على التنظيمات الاجتماعية وأنماط السلوك الفردية والجمعية .
وعلى العكس من ذلك أعطى كارل ما ركس الجانب المادي للثقافة – أدوات الإنتاج أو قوى الإنتاج – الأهمية الكبرى ، بحيث هي التي تمثل البنية الفوقية القيمية والمعيارية والقانونية ، وعلى هذا النحو تقريباً سارت الثقافة البراجماتية وثقافة الحداثة.
لكن إعطاء الأولوية للقوى المادية قد يكون أمراً مضللاً ، فالتقانات مثلاً تأتي وتذهب ، ولكن العقيدة والمنهج والقيم هي التي تضفي المعاني على التقانات ، كما أن العنصر الإنساني والبشري هو الذي يجب أن يتحكم ويوجه العناصر المادية .
وفي ضوء ما سبق يمكن اعتبار العولمة وتنمينها التكنولوجية ومظاهرها المختلفة من المتغيرات التي ينبغي أن تسير وفق الجانب المعياري في الثقافة العربية الإسلامية ، وحسب توجيهه . لكنها تعتبر هي الحاكمة والموجهة وكل ما عداها تابع لها في التصور المادي السلوكي .
ما المقصود بالعولمة ؟
تعني العولمة في مفهومها المثالي :
بناء عالم واحد ، أساسه توحيد المعايير الكونية ، وتحرير العلاقات الدولية ، السياسية والاقتصادية ، ,و تقريب الثقافات ،ونشر المعلومات والمعارف ، وعالمية الإنتاج المتبادل ، وتبادل التقدم التكنولوجي وإتاحته بين دول العالم ، وعالمية الإعلام ... الخ
وهذا المفهوم لا يمكن أن يتم إلا بين القوى المتكافئة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، بحيث لا يستطيع طرف فرض التغير على الطرف الأخر ، وبذلك يسير التغير في اتجاهين بدلا من اتجاه واحد ، وهذا لا يحدث إلا بين الأقوياء.
أما العولمة – كما هي مطبقة في عالم الواقع – فهي عملية إلحاقية انتقائية ، تقسم العالم إلى عالمين : عالم القوى الكبرى ذات المصالح المتبادلة والمؤسسات العالمية ، والشركات العملاقة ، وعالم الدول النامية أو الضعيفة . والعالم الثاني عليه أن يقبل دور التابع للعالم الأول ، وحتى طاقته التكنولوجية القليلة التي طورت بشق الأنفس يتم استنزافها و الاستيلاء عليها بواسطة دول العالم الأول !
وبذلك فإن العولمة في مفهومها الاقتصادي معناها إقصاء المستضعفين نهائيا ً عن أي مشاركة في ميادين التنافس وإفساح المجال للشركات عابرة القارات لكي تفرض قوانينها وأسعارها وشروطها على أصحاب الكيانات الاقتصادية الهشة من الفقراء والمطحونين ، دون أي اعتبار لإنسانية الإنسان ، والنتيجة معروفة سلفاً ، وهي أن يبقى الضعفاء فريسة لجشع الكبار ، واقفين في أنتظار الموت أو الانتحار!
والعولمة في مفهومها الأخلاقي تعني إطلاق العنان بلا قيود لنوازع الجنس ، والحس الغليظ ، ,التحلل الأخلاقي ، وتدمير القيم الإنسانية الباقية ، وتدمير الأسرة ، وإشاعة الشذوذ!
وفي مفهومها الثقافي تعنى سيادة " البيسسة " و" الكوكلة " و " الكنتكة " و " المكدنة" و " الجكنسة " ، كما يقول الدكتور حاماد عمار ، وانتزاع أصحاب الدين من قيمهم وتقاليدهم وثقافتهم الى حيث يكونون مسخا مشوها ، لا إلى هؤلاء ، ولا إلى هولاء ، وكما يقول الدكتور عبد الصبور مرزوق ، كما تعني التدفق المعرفي الهائل في اتجاه واحد !
وفي مفهومها السياسي تعنى هيمنة المعولم ( بكسر اللام ) ، فهو صاحب السيادة ، والقول الفصل ، لا راد لما يريد ، ولا صوت يعلو على صوته ، وهو مثل راعي القطيع ، عصاه جاهزة لأي شاة شاردة !
وفي مفهومها التكنولوجي تعني استثار المعولمين بالتكنولوجيا الفائقة ، وبالأدوات التكنولوجية ،وبالقدرة على استخدامها لتحقيق مصالحهم ، وفرض شراء الأدوات ا لتكنولوجية دون أسرارها على المعولمين ، وفرض استخدامها في الأغراض التي تحقق مصالح المعولمين فقط !
المظاهر اليومية المحيطة بالطفل العربي :
في ضوء ما سبق – أيضاً – تعتبر التكنولوجيا بصفة عامة وتكنولوجيا الاتصالات والتجارة في المعلومات أخطر سلاح تشهره الدول المتقدمة صناعيا بصفة عامة والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة في وجه الدول الأخرى وخاصة البلاد النامية ، كما أصبح احتكار ا لاختراعات التكنولوجية وتسويقها من أكبر وسائل التحكم في المجتمعات الضعيفة والنامية .
ويعد الإعلام بصفة عامة والبرامج التلفزيونية بصفة خاصة ، من أهم وأخطر الوسائل التي تعتمدها الدول المتقدمة للتحكم في العالم والسيطرة عليه ، وتغيير ثقافته ، و التأثير في الهوية القومية للدول المستضعفة .
إننا أمام حالة بدات تأخذ طابعا كونيا، وتضع لها أهدافاً للسيطرة الثقافية والتخطيطي الثقافي الكونيين ، ونعني بهذا " أمركة العالم ثقافياً " . فأمريكا هي التي تفرض هيمنتها بوسائل الاستيعاب والاستقطاب غير المباشر المتمثلة في الإعلام ، فهذه الوسائل بدأت تحل تدريجياً محل عمليات التسلط والقهر بالقوة المباشرة ، لأنها أوسع انتشاراً وأعمق تغلغلاً ، وأصعب مقاومة من القمع المباشر.
وبالرغم من أن دول أوروبا دقت ناقوس الخطر من الغزو الأمريكي كما حدث في فرنسا و ألمانيا وبعض دول أوروبا الأخرى ، فإن الأمر قد أخذ منحى في معظم الدول العربية والدول النامية التي تحكم سيطرتها على وسائل الإعلام والاتصال ، حيث التدجين الإعلامي والتنميط الثقافي ومسخ الهوية ، قد وجد استجابة من بعض الشرائح المرتبطة أيدولوجيا واقتصاديا بالمستعمر التقليدي ، كما أنه كان يحقق بعض المصالح للنظم الحاكمة ذاتها !
وفي سبيل البحث عن الأرباح الطائلة حولت الشركات المتعدية القارات العالم إلى سوق تجارية عالمية واحدة ، تنتفي معه السيادات الوطنية ، والهويات الثقافية المحلية ، ويتم التبادل الحر للسلع والمعلومات والقيم .
وعملت هذه الشركات على صياغة برامجها وفق ما يخدم مصالحها ، فحملت المشاهدين – خاصة في البلاد النامية – على أن يحملوا الأحلام نفسها وعلى أن تنمو في نفوسهم الرغبات الاستهلاكية نفسها ، وعلى أن يعيشوا الأحداث التي يشاهدونها بنفس الإحساس بغض النظر عن انتماءاتهم الثقافية والدينية .
وهكذا تعرض الطفل في الدول النامية عموماًَ وفي البلاد العربية على وجه الخصوص إلى ضغوط متواصلة بهدف إ زاحته تدريجياً عن هويته وأصالته ، فضلاً عن تشويه حضارته ، وصولا إلى دفعة إلى الخروج عن معاييره وقيمه السائد في مجتمعه ، بل ودفعته إلى الشك في قدرته على التقدم من خلالها ، توطئة لإعادة صياغته على نمط كوني وثقافي معين ، يجعله في التحليل الأخير رقماً في المعادلة السياسية والاقتصادية يتم إضافته وحذفه كلما اقتضى الأمر ذلك .
تعاون الأسرة مع التلفزيون والإنترنت ضد الأطفال :
لقد هدفت هذه الهجمة إلى غزو حرمة الأسرة والبيئة الأسرية ، وتغيير بنيتها ووظائفها . فعن طريق الإثارة والمتعة والتسلية والاستحواذ ، ومن خلال الصوت و الصورة واللون والحركة ، تم سحب البساط من تحت أقدام الاباء ، وأصبحت الأسرة في صراع ، الصغار يحبون التلفزيون والكبار يكرهونه ، ,أفلتت مقاليد التنشئة الاجتماعية من أيديهم ، ليسقط الصغار في براثن الغزو والتغريب والوهم والأحلام المصطنعة التي يؤثث بها التلفزيون فضاء البيت ، ويدحض بذلك كل ما يعلمه الآباء لأبنائهم !
لقد حلت وسائل الإعلام على رأسها التلفزيون إذن محل الوالدين والمدرسين في تربية الأبناء ، وعن طريق المتعة والمغامرة والتسلية والألوان المبهرة ، والصور الخادعة تمكن التلفزيون من أن يبث ما يشاء من السلوكيات العدوانية ، والقيم الاستهلاكية ، وتحقير الذات ، واستغلال الغرائز الجنسية في العدوان اليومي على نظام الأسرة ، وللأسف يتم ذلك دون مقاومة تذكر من داخل الأطراف الفاعلة في الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المدني . بل وفي الإعلام الرسمي ذاته !
ففي مسرحية لكاتب نيجيري ، صرح البطل قائلا والدموع في عينيه : " إنني أرحب بالضيوف ، ولكن للضيافة أداب ، فلا أحد يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس ، ولكن المأساة أن الأمور اختلطت ، فالضيف لم يعد ضيفا ، لقد سرق زوجتي أمام سمعي وبصري، وسرق أطفالي ، وذهب ليقيم في غرفة نومي " .
إ ن القدوة التي كان يمثلها ا لأباء في التوجية التربوي السليم تأسيساً على الهوية العربية الإسلامية قد تضاءلت نجوميتها – كما يقول عبد الرحمن الغريب – وأصبح البطل في الفيلم السينمائي أو المسلسل التلفزيوني ، والمذيع ، ولاعب الكرة .... الخ هوا لقدوة .
إن التلفزيون قد أخترق التماسك الأسري ، وغير المرجعية الثقافية للأسرة العربية من الثقافة العربية الإسلامية إلى الثقافة الغربية عموماً . ونشر نماذج لا تتفق مع الثقافة العربية .
فالمراة الفاضلة الطاهرة النقية – مثلا- ثقيلة الدم ، وتدعو إلى الملل والرتابة ويضيق بها البطل ذرعا، أما المراة اللعوب ذات الماضي العريض التي تخرج على التقاليد ، وتسلك سلوكيات خارجة عن المألوف فهي جذابة وساحرة ويجب أن تتخذ مثالا وقدوة .
إن التلفزيون قد قلب معادلة الصبر والكفاح والكد والكدح التي يقوم التقدم الاقتصادي والحضاري على دعائمها ، إلى معادلة تقوم على الإعلانات الكاذبة والمبالغة والتهويل والغش ووصفت الأشياء بما ليس فيها ... وكل مايبرز جوانب الحياة السهلة ، وضربات الحظ والخبطات العشوائية التي تحول الفقر إلى غنى ، وتحول القبح إلى جمال، وتحول الأحلام – حتى إلى الحج والعمرة – إلى حقيقة من خلال ضربة حظ أو مكالمة تليفونية !
لقد ساعدت الأسرة الجديدة التلفزيون – للأسف – في أداء هذا الدور المدمر . فالوالدان المنهكان في العمل طوال اليوم ، والأم التي فضلت العمل عن تربية الأبناء ، قد جعلت من التلفزيون بديلاً لها ، فقضى الأطفال معظم أوقاتهم أمامه ، وقام التلفزيون بالدور المراد له ، ووسع من الهوة بين الآباء والأبناء ، وادخل قيم الآباء في صراع مع قيم الأبناء ، وقلص العلاقات الأسرية ، وقضى على كثير من الاحترام و الحميمة التي كانت تكتسب من خلالها الممارسة المشتركة خلال الحياة اليومية ، وهكذا وجد التلفزيون عوناً من الآباء في أداء دوره الهدام . إن الجرثومة لا تعفن منطقة عضوية ، ما لم تجد لنفسها شروطا بيولوجية وبيئية مناسبة !
لقد تزايدت المحطات الفضائية حتى كاد الفضاء يضيق بها على اتساعه . وهي تصب بلايين من المواد الإعلامية والإعلانية والثقافية ممتلئة بالقيم والسلوكيات والمواد الغريبة على الثقافة العربية الإسلامية ونحن ما نزال فاغري ا لأفواه ، لم نتجاوز بعد عقده الحداثة الأولى التي داهمتنا قبل قرون !
إنه طوفان مماثل لطوفان نوح – كما يقول عبد الواحد علواني – ولكن السفينة الوحيدة التي يراد لها أن تنجو هي سفينة النمط الأمريكي للثقافة والحياة . وهو طوفان لا يمكن بحال من الأحوال أن يدع لنا وجودا حقيقياً نابعا من تجربتنا وتصورنا للكون والإنسان والحياة .
إن نموذج العولمة الذي يكتسح حياتنا اليوم لا يحافظ على إنسانية الإنسان ، ولا يحتفي بالقيم والأخلاقيات الإنسانية التي كرست الأديان جهودها على مدى عشرات الآلاف من السنين لتأصيلها وترسيخها ، إنه تدمير للتاريخ الإنساني وتحويل له إلى تاريخ طبيعي لا يختلف فيه الإنسان عن الحيوان .
إن ما يدعو للحزن الشديد أن الإعلام العربي للمسيطر عليه بالكامل من قبل الدول والحكومات ، والذي يتزايد كل يوم ، يسهم في حملة التشويه هذه بكل قوة . ففي دراسة قام بها عبد الواحد العلواني لاستعراض الشخصيات المحورية في أكثر من خمس وثلاثين مسلسلا عربيا من المسلسلات التي يشاهدها الكبار والصغار معا ، وجد أن الملامح الأساسية التي تميز البطل في هذه المسلسلات هي الانتهازية والانهزامية والخواء الفكري والعبثية ، واللامبالاة والتهريج والوصولية وصفات أخرى في غاية السلبية .
ويكفي القارئ أن ينتقل في ظرف ساعة أو ساعتين من ليل أو نهار بين أكثر من مائتين من المحطات العربية ليجد معظمها يبث برامج الأغاني الصاخبة والرقيعة التي يخجل من لديه أي قدر من الحياء من متابعتها . إضافة إلى المسلسلات الفقيرة المضمون ، وبرامج الترفيه والمنوعات التي لا تضع في اعتبارها سوى قتل الوقت ، وقت المشاهدين ، وتغطية وقت البث ، وباستثناء قنوات عربية تعد على أصابع اليد الواحدة تلتزم نهجا يرسي التأكيد على أسس الهوية والانتماء ، فإن الباقي ينشر مفاهيم سياسية واقتصادية واجتماعية وجنسية خاطئة ليقضى الأطفال والمراهقون معظم وقتهم في متابعتها .
ومن أهم المظاهر التي تتسم بها فضائيات العولمة وأجهزة المعلوماتية والإنترنت التي باتت تسيطر على تشكيل العقل الحديث ، العنف الشديد الذي يقوم على أن الغاية تبرر الوسيلة ، فالبطل قوي ورشيق وذكي ومقتحم ، ويستطيع أن يفتك بأعدائه ، ولا بأس من سرقتهم ، ثم توزيع الغنائم بعد ذلك على الفقراء ، كما يفعل روبن هود ، اللص النموذجي الذي تفسر أعماله الرؤية العقلية الاستعمارية للغرب.
إن معظم الألعاب في الإنترنت التي يقضى الأولاد معظم أوقاتهم أمامها تقوم على مبدأ التهور والسرعة والانفعال والتوتر الشديد والمخاطرة والمغامرة ، سواء كانت سباقات ضد الزمن ، أو السرعة في ضرب الخصم أو تجاوزه أو سبقه .
لقد بات معظم الأطفال لدينا سريعي الانفعال ، سريعي الغضب ، لا طاقة لهم على الصبر أو التحمل ، فهم يأكلون بسرعة ، ويدرسون بسرعة ، ولا طاقة لهم على الأناة من أجل الاستيعاب ، لا يطيقون الجلوس مع آبائهم ، ويفضلون المواد العنيفة والسريعة على المواد الأسرية الهادئة ، ويحبون تناول الطعام على طريقة " التيك أوأي " ! وقد أحدث ذلك خللا في التنمية الزراعية والصناعية والتجارية وفي الإبداع والابتكار وفي التنمية الإنسانية الشاملة عموما ، لأن كل ذلك يتطلب الأناة ، والجدية ، وحسن التفكير .
صناعة المعلومات وأسواق العالم العربي :
إن التدفق المعرفي الهائل قد أكد أن من يملك صناعة المعلومات ويحوله إلى معرفة يملك السيطرة على تشكيل العقل الحديث ، وما يتبع هذا التشكيل من قيم وسلوكيات وأخلاقيات ، وهذا الميدان من أقوى ميادين العولمة تأثيرا .
إن أي برنامج للمايكروسوفت يحمل في ثناياه سلوكيات وأخلاقيات وقيما ، شأنه شأن أي مادة أو جهاز أو أداة . فالمصنوعات تحمل قيم منتجيها في أسلوب أدائها ومجالات استخدامها .
والمؤكد أن هناك تعبئة شاملة من أجل تحويل بلاد العرب والمسلمين إلى مجرد أسواق لكل منتجات العولمة . وتدعم عملية التعبئة هذه عدة أمور منها التطورات هائلة في هذا المجال حتة إن اللاحق منها يكاد يرى السابق . والصغار والكبار يجدون أنفسهم منساقين وراء هذه التطورات ومواكبتها ، على أعتبار أن التقدم التكنولوجي معيار الرقي الإنساني ، وأنه قدر لا فكاك منه . وعلينا أن نتقبله بآثاره الجانبية . وعلى المجتمع بأسره أن يسعى دوما إلى تحقيقه ، ليس ضمانا لازدهاره فقط ، بل لبقائه أيضا !!!
وبناء على ما تقدم تحرص الأسر العربية وبشكل متزايد على توفير أجهزة المعلوماتية لأبنائها . ولكنها للأسف لا يواكب هذا الحرص بحرص مماثل للتدريب على الاستخدام الأمثل لهذه الأجهزة.
فالأجهزة في غرفة الأطفال والمراهقين متصلة بكل بقاع الأرض . ومقاهي الانترنت ومحلات الألعاب الكمبيوترية تملا شوارع ونوادي المدن العربية . والنتيجة أن هذه الأجهزة قد أصبحت تربي الأبناء أكثر من الآباء وأولياء الأمور والمدارس . كما أنها قد أكسبت شباب اليوم وناشئته مزاجا يتسم بالتوتر الشديد والعنف ، والتطرف ، والانعزال ، وخمود الروابط الحميمة بين أفراد الأسرة ، علاوة على بناء الفرد وفق نمطية غريبة ، وعلى التأثير السلبي على الصحة البدنية بسبب الاستغراق الكلي لأوقات طويلة في اللعب والتجوال في الفضاء الإلكتروني .
لقد استخدمت أجهزة المعلوماتية والانترنت في تضخيم الحلم الأمريكي والجنة الأمريكية حتى هاجر إليها معظم أبنائنا النابهين ، نعم لقد ساعدت البيئة غير المواتية في المجتمعات العربية على ذلك ، لكن أجهزة العولمة قد استطاعت أن تبت في روع الأطفال في جمع أرجاء العالم أن المسلم أو العربي إرهابي ، مخادع ، مولع بسفك الدماء ، وقذر يجب الحياة في الأوكار ، ويمارس حياة دنيئة ، وكأنه عاله على الكرة الأرضية يجب التخلص منه ! وأحد أشهر الألعاب حاليا يقوم على تصفية البطل لمجموعة ( إرهابية ) لبنانية تضع عصابات على رأسها في إشارة واضحة للمقاومة الوطنية في الجنوب اللبناني ، وكثير من الأعداء الافتراضيين هم من العرب والمسلمين بالدرجة الأولى .
لقد أنتجت أمريكا معظم أدوات المعلوماتية والانترنت فلا غرابة أن تطرح هذه الأدوات نمطية من التفكير وأنواعا من الشخصية تكرس الأخلاق الأمريكية والثقافة الأمريكية المعاصرة بتنوعاتها وتناقضاتها وتفاعلاتها قصيرة النظر التي تدعو لمعاداة أي تصور أخر غير التصور ا لأمريكي الذي عبرت عنه السياسة الأمريكية الجديدة : من ليس معنا فهو علينا ، ومن نشك في معاداته وجهنا إليه ضربة استباقية تهدر كل طاقاته !
ويبدو أن شخصا مثل بيل جيتس قد أثر في البشرية في العقدين الآخرين – كما يقول عبد الواحد علواني – تأثرا مقاربا لتأثير الأنبياء من حيث تغييره نمطيه التفكير وتحكمه في سيرها وأدواتها ونظمها ، فالبشرية قاطبة ، تفكر الآن وفق بيل جيتس ، رغم أنه يعيش وفق قوانين أمريكية تقوده في اتجاهات مرسومة ، وفق أهداف أمريكية مخطط لها ليكون في المحصلة في خدمة ا لهيمنة الأمريكية وسيادة النمط الرأسمالي الغربي على الحياة بشكل عام .
الأغذية والألبسة ولعب الأطفال :
ومن أكثر وسائل العولمة تأثيرا – أيضا – السلع التجارية من مكائن وأجهزة وأغذية ولعب أطفال والبسة وغيرها . فهذه الأشياء وإن كانت تبدو لنا في ظاهرها برئية ، إلا أنها تحمل في باطنها مخاطر خبيئة . كما تشكل مجالا خصبا للتبعية والانحراف وراء الطابع التجاري الاستهلاكي . الذي يرمي إلى تحويل المجتمعات الفقيرة النامية والمجتمعات العربية على وجه الخصوص إلى مجرد أسواق لتصريف المنتجات بعد أن كانت قد حولتها إلى مصادر لاستنزاف المواد الخام .
فلعبة باربي الشهيرة تربي أطفالنا منذ نحو عقدين من الزمان . على القيم الأمريكية ، واندست بين الطفلة وأمها وبين الطفل وأبيه . والمحمول أصبح شيطانا صغيرا، يغزوك حيثما كنت ، سواء أردت أو لم ترد ، وأضاع البقية من الهدوء والخصوصية إضافة إلى الميزانية الشهرية .
ومحلات الوجبات السريعة كرست سلوكيات أخرى ليس أقلها السرعة ، التخمة ، والفردية ، والأنانية ، وقضت على اجتماع الأسرة على الطعام مرة أو مرتين يوميا .
ودور الأزياء وما تتجه من موضات وصرعات إضافة إلى الجينز قد قضت على أذواقنا الجميلة في اللباس ، ومكنت بيوت الأزياء المنتجة لهذه الأزياء من التحكم في ملابسنا وأشكالنا !
إن السيارة والهاتف و المحمول والتلفزيون والانترنت أدوات عظيمة إذا استخدمت لصالح التقدم البشري ، لكن النمطية ا لاستهلاكية لها وعدم الوعي بالتكنولوجيا التي وراءها ، وبكيفيات استعمالها ، قد حولتها إلى أدوات مهدرة للأدوار الحضارية ، وإضاعة الوقت ، وإزعاج الناس وحرمانهم من الراحة وتحويلهم إلى الترفيه الفارغ ، والعزلة وتفكك الأسرة ، وضعف الأواصر الاجتماعية ، والميل إلى الاستهلاك الترفي الذي يخدم مصالح شركات العولمة المتعدية الجنسيات .
وهكذا استخدمت العولمة منجزت التقدم ا لتكنولوجي في صناعة الثقافة و الإعلام والتأثير في مجمل الاتجاهات الفكرية في العالم النامي بصفة عامة وفي العالم العربي بصفة خاصة . وما تزال تحاول في تحقيق أهم أهدافها وهو إقصاء الخصوصيات الثقافية عن طريق إنماء الاستهلاك في حدود سلع وخدمات ثقافية معينة .
وتبدو الخطورة البالغة لهذه المحاولات في كونها تتم في غيبة الوكالات الثقافية الرئيسية في العالم العربي ، ألا وهي الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ، بل ويمساعدتها في تحقيق أهدافها .
فالأسرة العربية الحالية تسهم بسلوكياتها اليومية في ترك الميدان فارغا من المحاولات التي تبذلها العولمة في تحقيق أهدافها عن طريق الأطفال والشباب .
والمدرسة العربية الحالية لم تستطيع أن تنمي القيم العربية والإسلامية الأصلية ، كما لم تستطع تنمية مهارات التفكير والإبداع والقدرة على الاختيار وتحقيق الذات واستخدام المعرفة في الإنتاج والابتكار.
هل إلى خروج من سبيل ؟
إنه لا سبيل إلى إخراج أطفالنا وشبابنا من هذه الدوامة التي تلفهم وتطويهم طيا الابأمور أهمها يأتي :
1- تعاون البيت والمدرسة ووسائل الإعلام في ترسيخ ا لتصور العربي الإسلامي للألوهية والكون والإنسان والحياة .
2- وتنمية قيم وأخلاقيات وسلوكيات الحرية والديمقراطية .
3- وتنمية قيم ومهارات التعامل الذكي مع وسائل الإعلام والإعلان وعلى رأسها التلفزيون والانترنت .
4- تبني سياسة جديدة للخطاب اللغوي والإعلامي في العالم العربي يسهم في بناء الشخصية العربية المسلمة .
التنشئة على أساس التصور العربي والإسلامي للكون والإنسان والحياة :
المجتمع العربي مجتمع مؤمن بالله . وعلى هذا الأساس لا بد للإنسان فيه من تفسير شامل للوجود يتعامل على أساسه مع هذا الوجود . وهذا جوهر الفلسفة ا لاجتماعية .فلابد
والمقترح المحدد هنا هو ضرورة مصاحبة الأطفال أثناء المشاهدة ، وضرورة تقديم الدعم للأطفال من طرف الأباء في البيت ، ومن طرف المدرسين ، وخاصة مدرسي الأدب ، واللغة ، والدراسات الاجتماعية ، والمواد الفنية ، فكل هذه بيئة خصبة ومناسبة ، لمناقشة ما يشاهدونه من برامج ومواد ثقافية ، وأفلام ، ومسلسلات ، ولمناقشة الأسئلة التي يطرحها الأطفال والشباب .
إن مناقشة الأباء والمعلمين للأطفال والشباب ، والرد على الأسئلة التي يطرحونها ، ستسهم في تكوين ا لاتجاهات والمواقف التحيليلة والنقدية الاولية لديهم ، إن إعطاء بعض الشروحات البسيطة للأطفال والشباب حول أليات الخطاب التلفزيوني – مثلاً – مثل إنتاج الرسالة الإعلامية ، وبثها ، وتلقيها " سوف يسهم في منحهم مسافة ضرورية كي لا يسقطوا في التعبئة ا لكلية بعواطفهم ، وفي إمكانية التمييز وحسن الاختيار . كما يقتضي ا لامر أيضا إعطائهم بعض المعلومات التكنولوجية ، لإزالة الغشاوة السحرية لوضعية المشاهدة ، والتحلل من عوامل الإثارة والتبعية ، لأن استجابة الطفل للشاشة ترتبط بالوضعية التي يوجد فيها ، أكثر من مضامين البرامج .
بالنسبة للتلفزيون الأكثر ذيوعا وانتشارا ، فقد أعطى أحد العلماء بعض القواعد التي يسهل إتباعها من طرف أولياء الأمور ، بشأن مشاهدة الأطفال للبرامج ، وتقليل الجوانب السلبية لها . ومن أهم هذه القواعد ما يأتي :
1- كونوا متأكدين دوما بأن لدى أطفالكم سببا جيداً ومحدداً لمشاهدة ما يرغبون في مشاهدته ، وإذا لم يكن لديهم ذلك ... فبادروا الى إغلاق الجهاز.
2- ينبغي أن تصروا على أن يشاهد أطفالكم برنامجا واحدا في الجلسة الواحدة .
3- تدخلوا للحد من المشاهدة التلقائية ... وخططوا لجلسات المشاهدة لكل أفراد العائلة مسبقا .
4- ينبغي أن يكون هناك واحد على الأقل من أولياء الأمور ليصحب أطفاله أثناء المشاهدة ... وهذه القاعدة وحدها تمثل ثورة في عالم مشاهدة الأطفال للتلفزيون .
5- راقبوا جيدا ما يشاهده أبناؤكم ... وكونوا إيجابيين بالتدخل إذا لزم الأمر ذلك .
6- لا تستعملوا مشاهدة التلفزيون عقابا أو ثوابا .
7- كونوا قدوة حسنة لأبنائكم ... وراقبوا أنفسكم فيما تشاهدون .
8- شجعوا مصممي المناهج ومعلمي المدارس على فكرة تدريس بعض مواد الإعلام ، وبعض برامج التلفزيون من خلال بعض المواد الدراسية ، والأنشطة المدرسية، والتعبير اللغوي والكتابي .
وبالله التوفيق
المراجع :
1-إبراهيم إمام:الإعلام الإذاعي والتلفزي، الكويت،دار الفكر العربي، ط2
2-جوزال عبدالرحيم : مناشط الرياضيات لطفل الرياض ، القاهرة ، وزارة التربية والتعليم ، 198- 1990.
3-حميد السلاسي : مشاهد العنف والإجرام في التلفزة وأثرها على السلوك العدواني عند الطفل ، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا ، كلية علوم التربية الرباط .
4-سيد أحمد عثمان : المسئولية الاجتماعية والشخصية المسلمة ، القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية ، 1399 هـ- 1979م .
5-سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، القاهرة ، دار الشروق ، 1408-هـ - 1988م .
6-عبد الرحمن الغريب : إشكالية الهوية بين الإعلام التلفزي والتنشئة الأسرية للطفل العربي ، مجلة الطفولة والتنمية ، المجلس العربي للطفولة والتنمية ، العدد (2) ، صيف 2001.
7-عبد الواحد علواني : أطفالنا في ظل العولمة ، مجلة الطفولة والتنمية ، العدد (2) ، صيف 2001 .
8-علي أحمد مدكور : التربية وثقافة التكنولوجيا ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1423هـ - 2003 .
9-علي أحمد مدكور : الشجرة التعليمية : رؤية متكاملة للمنظومة التربوية ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1420هـ - 2000م .
10-علي أحمد مدكور : مناهج التربية : أسسها وتطبيقاتها ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1421هـ - 2001م .
11-علي أحمد مدكور : نظريات المناهج التربوية ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1417هـ - 1996م.
12-علي محمد شمو : الاتصال الدولي والتكنولوجيا الحديثة ، القاهرة ، دار القومية العربية للثقافة والنشر ، 1998م.
13-عواطف إبراهيم محمد : المنهج وطرق التعلم في رياض الأطفال ، القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية ، 1991م.
14-كامليا عبد الفتاح : رياض الاطفال مدخل للنمو الشخصية ، القاهرة ، وزارة التربية والتعليم ، 1989- 1990م.
15-مايكل توماس وزميلاه : " نظرية الثقافة " ترجمة د. علي سيد الصاوي ، سلسلة عالم المعرفة ، الكويت ، العدد (223) ، 1418هـ - 1997م .
16-المجلة العربية للدفاع الاجتماعي ، العدد (12) يوليو 1981، المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة .
17-مصطفى حجازي : ثقافة الطفل العربي وسياسة التغريب ، سلسلة ثقافتنا القومية ، عدد (2)منشورات المجلس الاعلى للثقافة العربية ، ط1 ، الرباط.
18-نبيل علي : الثقافة العربية وعصر المعلومات : رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي ، الكويت ، سلسلة عالم المعرفة ، العدد (265) يناير 2001.
19-نبيل علي ك اللغه العربية والحاسوب ، القاهرة ، دار غريب ، 1988.
20-هادي نعمان الهيتي : الهوية الثقافية للأطفال العرب إزاء ثقافة العولمة ، مجلة الطفولة والتنمية ، العدد (2) 2001، ص 158- 159 .
Edward Taylor , Primtive Culture, London , John Murray , 1871.
- أستاذ مساعد رئيس قسم رياض الأطفال والتعليم الابتدائي – معهد الدراسات التربوية – جامعة القاهرة.