التنشئة الدينية الإسلامية فى البيئات الريفية والحضرية : دراسة فى محافظة سوهاج
تختلف تفصيلات الزواج ودقائقه من المجتمع لآخر, ولكن الذى لا خلاف عليه هو أن كل المجتمعات تشجع الزواج. فالناس يتزوجون فى كل مكان وزمان, فهم لا يختلفون بينهم فى مسألة الزواج فى حد ذاتها, أما الأختلاف يتأتى عن طريق آخر وهو وأنهم يختلفون فى اختيارهم لشريك الزواج لذلك يتفاوتون فيما بينهم من حيث الأسباب التى دفعتهم إلى نوع معين من الأختيار.
وتتركز هذه الأختلافات على القيم السائدة التى يعتز بها الناس فى كل ثقافة من الثقافات.
فالزواج فى الثقافة الريفية المصرية يتسم بسمات تميزه وتطبعه بطابع خاص عن الزواج فى الثقافة الحضرية,وتتجلى تلك السمات فى خضوع الزواج خضوعا يكاد يكون تاما لقيم خاصة يتمسك بها الريفيون تمسكا شديدا لدرجة أنها تأصلت فى جذورها ورسخت فأصبحت عندها من المسلمات التى حبكت حبكا فى نسيج ثقافتهم, وصارت من لب التراث الثقافى يتوارثها الناس خلفا عن سلف.
فالريفيون يحرصون فى سياق تنشئتهم الإجتماعية لأولادهم على غرس قيمة الزواج الدينية فى نفوسهم, ويعملون على حقنهم بالأفكار التى ترفع من درجة وعيهم بهذه القيمة.
وتختلف أهمية الزواج والنظرة اليه فى الريف عن المدينة, فتوضح الدراسة الميدانية أن للزواج قيمة عالية عند الريفيين, وأن من أهم دوافعه هو الدافع الديني والخلقى, حيث أجاب بذلك 43.8% وحجم العينة الريفية, ولهذا دلالة إجتماعية تتضح فى مدى تقديرهم لأهمية الزواج الدينية, بينما أجاب 18.6% من الحضريين بأن الزواج نصف الدين.