دور المعلوماتية في تعزيز الهوية الوطنية والقومية لدى الأطفال

مخطط البحث
1 ـ مقدمة.
2 ـ الغزو الثقافي:
- تعريفه.
- أهمية الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية والقومية.
- مخاطره على الهوية الوطنية والقومية.
- العولمة.
- وسائط نشر الغزو الثقافي وكيفية تحصين أطفالنا منه.
3 ـ طرائق وأساليب تعزيز الهوية الوطنية والقومية من خلال الأنشطة الطليعية.
4 ـ مقترحات وتوصيات.
5 ـ خاتمة.
6 ـ مراجع الموضوع0

انتماء سورية القومي:
• عملت بعض الدوائر السياسية الدولية ووكلاؤها في مؤسساتنا العربية على الترويج لمشاريعها السياسية الهدامة تحت عناوين مثيرة تلامس مشاعر الناس وانفعالاتهم مستهدفة غزو العقول والنفوس قبل غزو الأوطان واجتياح الهوية الحضارية والوجود القومي قبل اجتياح الحدود وذلك من خلال حملات إعلامية منسقة بعناية صادفت نصيباً من النجاح بسبب ما تهيمن عليه من تقنية وما تبذله من أموال وما يتوفر لها من أبواق مشبوهة تردد أصداء هذه الحملات المضللة بانبهار وضحالة لا مثيل لها.
• إن ما تتعرض له الأمة العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص من حملات في السنوات الأخيرة أمر في غاية الخطورة ومكمن خطورته أنه يستهدف البنية المعرفية والنفسية والمعنوية للإنسان العربي في إطار حرب إعلامية وثقافية ونفسية تتركز على أجيالنا الشابة بصفة خاصة بهدف فصلهم عن هويتهم وتراثهم وتاريخهم وجعلهم يفقدون ثقتهم بأمتهم ووطنهم وبأنفسهم وإمكانياتهم ومن ثم دفعهم للاستسلام لوهم الهزيمة المؤكدة .
• إن مشكلة البعض مع سورية ومشكلة سورية معهم هو انتماؤها القومي العربي والقومية هي هويتنا وتاريخنا والتاريخ هو ذاكرتنا للانطلاق في قلب الحاضر والمستقبل وهم يريدوننا من دون ذاكرة لكي يرسموا لنا مستقبلنا ومن دون هوية لكي يحددوا لنا دورنا.
من أقوال السيد الرئيس بشــّـار الأســـد

أولاً: المـقدمـة:
إن القرن الحادي والعشرين هو قرن العولمة والسعي للهيمنة على الدول والشعوب ويظهر ذلك جليا في كتابات بعض المفكرين والكتاب الغربيين الحاقدين.
فقد قال :صموئيل هنت تنجتون المفكر الأمريكي الصهيوني المعروف من صراع الحضارات أو الثقافاتً منطلقا مبررا للحروب الحديثة للإمبريالية الأمريكية لاستكمال سيطرتها الشاملة على العالم واعتبر أن المظهر الرئيس لهذا الصراع هو بين الثقافة الغربية وبين الثقافة العربية وهو جوهر ومحور هذه النظرية العنصرية كما جعل معاصره فرنسيس فوكو ياما انتصار الإيديولوجية الرأسمالية الأمريكية على الاشتراكية السوفيتية نهاية التاريخ ليفتتح فصلا جديدا من الصراعات على أسس حضارية من أجل بناء الإمبراطورية الأمريكية ولكن ما خصائص الثقافة العربية وما هويتها ولماذا تقف سداً منيعاً في وجه الغزو الثقافي والعولمة.
إن الثقافة العربية هي نسيج من القيم العربية التي رسخت في الفكر والوجدان العربيين عبر الحقب التاريخية المختلفة فشكلت الشخصية القومية العربية المناضلة التي لا تقبل الظلم والتبعية والذل وهذا ما تستهدفه العولمة الأمريكية الصهيونية و تعمل على محوه من ثقافتنا وتطالب من أجل ذلك بتعديل واستبدال مناهجنا التعليمية والتربوية لإسقاطه منها لتهدم هذا الجدار الصلب الذي تلقى وما زال يتلقى صدمات الغزو الأمريكي والصهيوني ويجاهد من أجل صدها ويستنفر الأمة كلها للكفاح من أجل هزيمتها مهما طال الزمن وعظمت التضحيات.
وفي عصر المعلومات المتفجر يتطلب منا التركيز على الأسس والمفاهيم والمبادئ القومية ولا سيما مع التضخم الهائل للمعلومات وانتشارها السريع عبر مواقع الانترنت وسهولة وصول الأطفال إليها عن طريق مقاهي الانترنت غير المسؤولة حيث يندفع إليها الأطفال بشوق دون إدراك لخطرها ولا ننسى التلفاز الذي من خلاله يشاهد الأطفال كماً هائلاً من السموم في قوالب جميلة تبثها الفضائيات (أفلام كرتون – مسابقات ...إلخ) في غياب رقابة الأهل. فلا بد من أن تكون مسؤوليتنا الأولى هي توجيه الأطفال للاستفادة من الثقافة والمعرفة التقنية وتقديمها بأساليب بديلة وشيقة لما يلقونه خارجا. استثماراً لطاقاتهم العقلية والمعرفية. وهذه المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا تجاه إعداد جيل الغد إعداداً تربوياً ومهنياً – علمياً ومعلوماتياً – وطنياً وقومياً لمواكبة الثورة المعرفية والتقانية بعقل نير قادر على مواجهة التحديات وبناء الوطن وتحقيق الأهداف المرسومة للعملية التربوية. فالثروة الحقيقية تكمن في عقول أفراد المجتمع وإبداعاتهم وطاقاتهم لأن الذين يفكرون هم الذين يغيرون.
- ومن هنا جاءت أهمية خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الذي أكد فيه خطورة استهدافنا نفسيا وثقافيا ومشيرا إلى استهداف الجيل وغزو العقول والنفوس قبل غزو الوطن واجتياح الهوية الحضارية والوجود القومي قبل اجتياح الحدود من خلال حملات إعلانية منسقة بعناية.
ثانياً: الغزو الثقافي:
تعريفه: هو العمل الهادف إلى اختراق ثقافة الأمة لتذويب هويتها وطمسها وسلبها مقوماتها فالغزو الثقافي عمل مقصود ومخطط له.
وتعتبر العولمة الإمبريالية الأمريكية المجال الثقافي أحد أهم أعمالها ونشاطاتها العدوانية لاختراق الثقافات الأخرى. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الغزو الثقافي يختلف عن التفاعل الحضاري الذي يقوم على التكامل بين الثقافات.
- أهمية الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية والقومية:
فالثقافة هي الحصن الحصين للأمم والشعوب في مواجهة محاولات زعزعة هويتها وطمسها واستبدالها بثقافات أخرى. أن تطوير الثقافة الوطنية من خلال إثراء الجوانب العقلية حتى تكون قادرة على التصدي للهيمنة الثقافية التي تحاول القوى المسيطرة في العالم فرضها من خلال الترويج لقيم الاستهلاك والاغتراب مع ما يعنيه ذلك من طمس للاختلاف ولعوامل الثراء في الهوية الوطنية.
أن الثقافة تعد أداة فعالة لمقاومة التطرف والمغالاة وللتأكيد على قيم التسامح والحوار بين الشعوب والحضارات والثقافات على أساس الندية والمساواة.
وبما أن من شأنه أن يحقق سلاماً حقيقياً تستفيد منه الإنسانية جمعاء. إن السياسة الثقافية لا يمكن أن تحقق كل أهدافها إلا إذا ما كانت قائمة على رؤى استشرافية تحدد الأهداف والوسائل وتتبع من خلال مشاركة كل المثقفين في الإعداد لهذه البرامج وتنفيذها بما من شأنه أن يجعل من التعددية أساسا لاشتغال المؤسسات الثقافية وإذا أردنا أن نحافظ على ثقافتنا فلا بد من:
1- مقاومة التطبيع في وجهه الثقافي واعتبار الصهيونية نمطاً ثقافياً عنصرياً يهدد أمن الإنسانية واستقرارها وتقدمها.
2- التصدي للجوانب السلبية في الثقافة الغربية ولكل ما من شأنه أن يضعف قدرة الشعوب على مواجهة أمركة العالم.
3- التأسيس لنشر ثقافة وطنية متواصلة مع الإرث الثقافي القومي ودعم التواصل الثقافي بين الأقطار العربية.
- الغزو الثقافي ومخاطره على الهوية القومية:
- يشكل الغزو الثقافي أحد ابرز واخطر الخروقات التي تتعرض لها الثقافة القومية وقد تعرضت امتنا عبر التاريخ للعديد من هذه المحاولات مثل الصراعات مع الحركة الصهيونية وكيانها المصطنع وكذلك حالة الصراع ضد مخططات العولمة الأمريكية التي تعتبر أهم وسائلها لنشر ثقافاتها وذلك لزعزعة الثقافة الوطنية القومية عبر غزو عقول أبنائها فالثقافة هي مجموع الأفكار والعقائد والمفاهيم والأعراف والأخلاق التي تخصب الأمة وتعبر عن هويتها القومية وهي لا تتشكل دفعة واحدة وإنما تنشأ عبر الارتباط بالظروف التاريخية المحدودة والملموسة لأي شعب أو امة وعلى الرغم من فترات الانحدارات الثقافة العربية محافظة على الهوية العربية بمجموع مكوناتها المشتركة التي تخص شخصية الأمة العربية وتميزها عن غيرها من الأمم والشعوب وأثبتت قدرتها على التفاعل مع الثقافات الأخرى.
تعتبر الثقافة الإنسانية عاملاً أساسيا من عوامل وجود الأمة وما يميز الثقافة العربية أنها ذات جذور عميقة ممتدة عبر التاريخ.
وكان دورها حيوياً في المحافظة على الرباط القومي بين العرب وحماية الهوية القومية من محاولات الغزو والاختراق التي كانت وما تزال تتعرض لها وهي عامل قوي بين عوامل الوعي والوجود المتميز للأمة العربية وقد شكلت اللحمة التي قامت عليها الهوية القومية.
وهنا تبرز ضرورة الاهتمام بقطاع التربية والتعليم شكلاً ومضمونا والبحث عن الوسائل الفاعلة والتركيز على استخدام التقنيات المتطورة لنشر الوعي الثقافي العربي من خلال نشر النتاج الثقافي العربي عبر الصوت والصورة والاهتمام بجودته ليجذب إليه المتلقي العربي ويستهلكه بدلاً عن النتاج الغربي دون إغفال ضرورة التعاون بين الدول العربية في المجال الثقافي للإنتاج ثقافة عربية تأخذ مكانها في خضم تزاحم الثقافات لتحد من تأثيرات الاختراق الثقافي والحضاري الذي يحصن الهوية الوطنية والقومية ويدافع عنها.
فمن الواضح أن الثقافة أصبحت متأثرة إلى حد كبير بالتكنولوجيا الاتصالية خاصة حيث أصبح بإمكان التكنولوجيا الثقافية أن تحقق ما تريد.
ففي مجال العولمة الإمبريالية تزايدت الإخطار التي تهدد الأمم والشعوب وبدا واضحاً أن الأدوات التي أوجدتها العولمة تسعى لتعميم ثقافة السوق لتصبح ثقافة عالمية أي فرض ثقافة عولمية مهيمنة من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة في الاتصالات وتحويل الثقافة إلى سلعة وإبعاد الثقافة والمثقفين في مجال تخصصهم بوطنهم وتقدمهم.
ولا سيما العولمة الأمريكية تركز على نشر مفاهيمها دون النظر للقيمة الإنسانية ويبرز الإعلام ووسائل الاتصالات لاختراق ثقافات الأمم والشعوب.
ونذكر في هذا السياق مثالين حول الغزو الثقافي:
كتب خالد خزعل في نشرة (كلنا شركاء) الالكترونية المنشورة على موقع الأبجدية الجديدة على شبكة الإنترنت مقالة بعنوان (الصهاينة ينتجون لعبة اسمها من قتل الحريري).
وهكذا أصبحت مواقع الإنترنت ملعبا أساسيا للعنصرية الصهيونية وهو ما يظهر الحرص الإسرائيلي على محاولة تشويه صورة العرب والإساءة لهم عن طريق هذا الموقع.
أقام الصهاينة العشرات من مواقع الإنترنت لتشويه سمعة سوريا بلغات متعددة ليتسنى لأكبر عدد من متصفحي الإنترنت الإطلاع عليها.
وقد أشارت مجلة (هام شحاف) الإسرائيلية في تقرير لها إلى مدى أهمية استغلال بعض مواقع الإنترنت من أجل تشويه سمعة سوريا وفرض العقوبات عليها ولم تكتفي هذه المواقع بذلك فقط بل تعدتها لتصل إلى تزويدها بوصلات الكترونية للتبرع من أجل جمع الأموال اللازمة لوضعها في صندوق اقتصادي أنشئ لغرض حشد الأموال والإمكانات لضرب سوريا وهو الصندوق الذي يطلق عليه صندوق (تحرير سوريا).
ويقوم الموقع بمحاولة جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين من كل الأعمار وبالعديد من الطرق.
مثلاً: يعرض عدد من هذه المواقع الألعاب الإلكترونية التي تصور السوريين كأنهم وحوش يريدون قتل البشر ويكون الفوز باللعبة هو تحصيل أكبر عدد ممكن من النقاط بقتلهم ليولدوا حالة الحقد ضد سوريا خاصة عند الأطفال هذا يسوقنا إلى تحصين أطفالنا من هذه الألعاب ووضع ألعاب تعزز الروح الوطنية والهوية القومية.
مثال آخر: من موقع أمريكي صهيوني يدعى (cafe_epress) وهو موقع مختص ببيع الهدايا التي تحمل رسائل معينة لكن رسائل الهدايا الذي يعرضها هذا الموقع البغيض ملغومة وتحمل إهانة واضحة للعروبة والديانات السماوية والرموز العربية مثل تشويه علم السعودية وفلسطين وهذا ما كشفته (الوطن) من خلال تصفحها للهدايا المعروضة وقد جاء في هذا الموقع شعار يقول: إسرائيل على خارطتي للأبد وعدد من الشعارات والرسوم الحاقدة والمسمومة.
العـولمـة:
العولمة الثقافية: أي قدرة الثقافات الأقوى تكنولوجيا السيطرة على الثقافات الأضعف تكنولوجيا وبصورة أوضح أن يسعى مجتمع إلى تعميم نموذجه الثقافي على المجتمعات الأخرى من خلال التأثير على المفاهيم الحضارية والقيم الثقافية والأنماط السلوكية لأفراد هذه المجتمعات بوسائل سياسية واقتصادية وثقافية وتقنية متعددة . النفسية والفكرية والثقافية للقوى المسيطرة في وعي الآخرين وفتح هذه المجتمعات (والأفكار اختراقها ثقافيا) وإسقاط عناصر المقاومة والممانعة وتهدف (العولمة الثقافية) إلى زرع القيم والأفكار النفسية والفكرية والثقافية للقوى المسيطرة في وعي الآخرين اختراقها ثقافياً وإسقاط عناصر الممانعة والمقاومة والتحصيل لديها أي إعادة صياغة قيم وعادات جديدة تؤسس لهوية ثقافية وحضارية أخرى.
لهذه المجتمعات محددة لهويتها الحضارية بشكل جدي باتجاه فرض نمط ثقافي وهيمنة ثقافية متنوعة. وقد أصبحت وسائل الإعلام وشبكات المعلومات كالإنترنت وسواها تمارس نوعا من التحكم والضبط لسلوك الأفراد والمجتمعات وبطريقة قسرية ...... إن مراكز المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات هي التي تمتلك اليوم مفاتيح الثقافة يقول الدكتور برهان غليون: (إن العولمة الثقافية تقوم بتعميم أزمة الهوية حيث يتضاءل مع تزايد الثقافات الأقوى في فضاء مفتوح وزن الثقافات الوطنية ونفوذها) الأمر الذي رتب استحقاقات إضافية تمس الأمن الثقافي ومكونات الهوية ,ويستدعي استنفار القوى التربوية والثقافية لحماية هذا الجيل من التخبط والسير به نحو الطريق الصحيح.
وسائط نشر الغزو الثقافي وكيفية تحصين أطفالنا منه
نذكر بعضاً منها:
1_المحطات الفضائية :وما يقدم من برامج طفلية فيها لأطفال الوطن حيث إنها تدس بعض السموم من خلال هذه البرامج وتقدمها بطريقة محببة ومشوقة للأطفال فالكثير منها يقوم بتغيير الحقائق ويعلم أطفالنا العدوانية والنزعة الإقليمية وهذا يحدث في كثير من الفضائيات العربية والأوروبية.. لذا نتوجه لوزارة الإعلام أن يكون هناك رقابة لهذه البرامج وإيجاد الكادر المختص لتقديم مثل هذه البرامج في القطر العربي السوري بسوية جيدة ومحببة للأطفال لتستطيع توجيه أطفالنا من خلالها بحيث أن هذه البرامج تكرس تعزيز الهوية الوطنية بعروبته وقوميته ونحصن الأطفال من كل أشكال الاختراق والغزو الثقافي.
2_الإنترنت: هي النافذة الأوسع والأشمل وهي القادرة من خلال مواقعها ذات الأهداف المتعددة على تشويه الكثير من المفاهيم وتعتمد على أسلوب الجذب وتضمين بعض الصفحات أفكار قد تبدو بسيطة ولكنها مع التكرار تستطيع اختراق الرابط بين الطفل والوطن خاصة عندما تطرح أفكارا وأقوالاً لأشخاص قد أعلنوا موقفهم المعادي للوطن وهي تكتسب ثقة الطفل من خلال الوقت الطويل الذي يقضيه منشغلا بتشعبات الموقف غافلا عن تلك الأفكار المدسوسة التي يتم تمريرها ومن هنا تبرز أهمية الرقابة على هذه المواقع من ناحية وجعل ردة الفعل موازية بالقوة والإقناع أي تقديم المواقع البديلة التي تقدم الفائدة والمتعة ومصداقية الموقف والاتجاهات من ناحية ثانية.
3-الألعاب الالكترونية
دُرس موضوع خطورة الألعاب الالكترونية باستفاضة في الملتقى التربوي الخامس والعشرين بما تحمله من أفكار مسمومة مهيمنة ضد الهوية العربية والروح الوطنية بما تغرسه في نفوس الأطفال من العدوانية والقتل والكراهية وتخريب البيئة وغيرها.
ثالثاً- طرائق وأساليب تعزيز الهوية الوطنية والقومية من خلال الأنشطة الطليعية المعلوماتية:
أدركت منظمة طلائع البعث أهمية المعلوماتية في تحقيق أهدافها في تربية الجيل تربية قومية اشتراكية وتكوين شخصية الطفل الفاعلة وفق الأساليب والطرائق الهادفة إلى تكوين القيم وتحويلها إلى سلوكات، ليكون الطفل قادراً على مواجهة الحياة بكل تحدياتها، وبكل متطلباتها باعتمادها على استراتيجيات التعلم الحديثة في تنفيذ برامجها ونشاطاتها القائمة على اندماج الطفل الإيجابي في الأنشطة اللاصفية في التعلم الذاتي والتعلم التعاوني وفق خطة سنوية مبرمجة تتضمن كافة النشاطات التي تلبي حاجات الطفل الأساسية ونذكر هنا بعض الأنشطة الطلائعية المعلوماتية التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية.
1- المدارس التطبيقية:
لتعزيز الهوية الوطنية والقومية يمكن أن يقوم الطليعيون في مدارس الأنشطة وبقاعة الحاسوب وتحت إشراف منشط المعلوماتية بالدخول إلى مواقع واستعراض منجزات الحضارة العربية والأمة العربية والعلماء العرب، موقع الجولان، بالإضافة إلى أقراص CD عن تاريخ وجغرافية الوطن العربي، والدخول إلى مواقع وزارة السياحة ،وزارة الثقافة، مواقع الأطفال ،والتدريب على برمجة بعض البرامج البسيطة والمشاركة في مسابقات الرواد0
وبعد الاطلاع على الأنشطة المعلوماتية يمكن تكليف الطليعيين بكتابة مقالات ومواضيع، وتنفيذ مجلات دفترية وحائطية وشوارع المعرفة، وتوفر مدارس الأنشطة الطليعية الجو الملائم لتنمية المواهب وتربية الإبداع وغرس القيم الوطنية.
2-المعسكرات:
يمكن للطلائعيين من خلال قاعة الحاسوب في معسكر الطلائع استخدام برمجيات وأفلام وأغاني ومسرحيات المهرجانات القطرية التي تتحدث عن حب الوطن وغرس القيم الوطنية والقومية, واستخدام شبكة الانترنت وجهاز (الداتاشو) في العروض الجماعية في المعسكر.
3- الأندية الطليعية /صيفية - شتوية – تخصصية:
يمكن استخدام برمجيات ذات مضمون وطني وقومي، ومن ثم إجراء مناقشة مع الأطفال حول محاولات طمس الهوية الوطنية والقومية، وكيف علينا المواجهة لنشر هويتنا وأفكارنا وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاق الأمة العربية0
كما تساعد الأندية على ابتكار معلومات جديدة من قبل الأطفال وتشكيل مواقع جديدة تعبر عن انتمائهم، وتعزيز هذا الانتماء إلى الوطن.
والقيام بزيارات علمية إلى الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والمراكز الثقافية والأندية العلمية للشبيبة للإطلاع على المكتبات الالكترونية واستخدام برمجيات حول الآثار والتراث الشعبي وغيرها.
4- مراكز الأنشطة الطلائعية للمعلوماتية:
إن من أخطر ما يوقع الطفل ضحية للغزو الثقافي، هو الفراغ الذي يصعب على الطفل بحكم تجربته الضئيلة أن يشغله لفترات طويلة دون مرشد أو معين. وكذلك الإعلانات المثيرة ذات الإغراءات المتنوعة لذلك فإن توفر مراكز الأنشطة التي تتوفر فيها معلوماتية وأجهزة حديثة مع كادر تدريبي واعي مثقف يُحسن توجيه الأطفال للعمل على تعزيز الهوية الوطنية والقومية، عن طريق التعامل مع الانترنت، بالبحث عن مواقع الأطفال وتبادل الآراء أو بالبحث عن منجزات الحضارة العربية وما قدمه العلماء العرب للبشرية جمعاء أو تصميم وإبداع برامج وطنية هادفة.
ونشير هنا إلى تجربة مشروع شبكة الأطفال (KIDS NET) الذي قامت بإنجازه الجمعية الجغرافية العالمية، حيث تمكن التلاميذ في مرحلة التعليم الأساسي من القيام ببحث علمي عن الأمطار التي تسقط في منطقتهم, من جمع معلومات وبيانات من مواقع الإنترنت وإجراء استقصاءات حول أسباب اختلاف كميات الأمطار في كل منطقة قاموا بدراستها.
5¬_مسابقات الرواد:
يمكن لقيادة المنظمة أن تقوم بتحديد المواضيع و المشاريع التي سيشارك بها رواد المعلوماتية على مستوى الفروع و القطر, وكذلك تحديد المواقع التي يريد الأطفال الدخول إليها.
ويطلب من كافة الأطفال المشاركين بتصميم برامج ومشاريع خاصة تتضمن أبحاث عن العلماء العرب وعن سورية وإرثها الحضاري العميق (الجولان ....الانتفاضة ...الخ ).
ويمكن إن يطلب من الأطفال مشاركات عبر البريد الالكتروني للمنظمة بموضوعات وطنية إضافة لدفتر النشاط الطليعي.
6_المهرجان القطري
يتم تعزيز الهوية الوطنية والقومية في نفوس الطليعيين ,من خلال استثمار جناح المعلوماتية في المهرجان القطري عن طريق تحفيزهم على تصميم برامج تظهر الدور الحضاري لوطنهم وتمسكهم بالهوية الوطنية والقومية, مثال: تجربة دمشق (عرض برامج وطنية مصممة من قبل الأطفال). وتجربة حمص في المهرجان القطري (المبرمجون الصغار) بالإضافة إلى دعوة الشركات الخاصة وإجراء مسابقات (مهرجان دمشق), ونادي الشبيبة للعلوم والمعلوماتية, والجمعية السورية للمعلوماتية للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
7_أولمبياد المعلوماتية:
هي مسابقة علمية يتم من خلالها مشاركة الأطفال في تصميم مشاريع وبرامج وتعتبر مشاركة وطنية تؤكد حبهم للعلم والعلماء, ونؤكد على أن تكون هذه المساهمات باسم منظمة طلائع البعث.
8_مسابقة الباسل للمعلوماتية:
تهدف المشاركة في مسابقة الباسل للمعلوماتية إلى ترسيخ وتكريس أخلاق وقيم ومبادئ وأهداف وطنية وقومية, آمن بها الشهيد باسل الأسد وإلى مدى حبه للعلم واهتمامه العميق بالمعلوماتية فكانت مسابقة الباسل للمعلوماتية مسيرة تجمع المشاركين سنوياً, تعبيراً وتأكيداً لحبهم للعلم والمعلوماتية, ودعوة لنشر المعلوماتية. وهي مهمة وطنية وقومية .
وهي مسابقة علمية ينظمها اتحاد شبيبة الثورة للشباب لتصميم برمجيات تعليمية هادفة, وتشارك منظمة طلائع البعث في هذه المسابقة, حيث تجري هذه المسابقات في جامعات القطر, فقد جرت في جامعة تشرين عام 2004, وجامعة البعث عام 2005 , وشارك المشرفون الطليعيون بتنفيذ مشروعات وبرامج وطنية يمكن الاستفادة منها, وتعميمها على أطفال القطر, وأحرزت المنظمة مراتب متقدمة عدة مرات في هذا المجال.
9_الإنترنت
أصبحت الإنترنت أهم الأدوات التي تساعد في الإطلاع على ثقافات الآخرين, والدفاع عن ثقافتنا وهويتنا الوطنية والقومية, فإن تعامل الأطفال مع الإنترنت من خلال المعسكرات والمدارس التطبيقية والأندية وتبادل الاتصال والمعلومات في مجال الثقافة وتعزيز الهوية الوطنية, مما يدفع الأطفال لمواجهة الخطر المحدق بالهوية الوطنية والقومية, والعمل على تحديدها وتعزيزها. فالطفل رغم صغر سنه, قادر على اتخاذ موقف من الأحداث التي تدور حوله, وقادر على التعبير بأسلوبه الخاص, مؤكداً أنه جندي صغير يذود بقلمه عن الوطن يسهم بأغنية وطنية, أو رسالة الكترونية يرسلها لصديق, يشرح فيها موقفه الصادق.
وتجلى ذلك في تجربة منظمة الطلائع بإجراء مسابقة (سوريا يا حبيبتي), حيث شارك كثير من الأطفال والمعلمين والأولياء بالتعبير عن حبهم لسوريا, ورفضهم الضغوط والتهديدات الأمريكية, وتم نشر كافة المشاركات على موقع المنظمة وبعض المواقع الالكترونية السورية مثل موقع الأبجدية الجديدة وسيريا نيوز, نبولز نيوز وغيرها.
10_موقع المنظمة
في هذا الملتقى تم نشر كافة أراء الدكاترة والأساتذة حول موضوعات الملتقى على شبكة الانترنت مباشرة وعبر عدد كبير من المشاركين عن حبهم للوطن ورفضهم للتهديدات والضغوط.
وهذا الموقع هو واجهة المنظمة المشرقة باتجاه العالم ووسيلة ناجعة وفعّالة يستطيع بها الطليعيون الولوج إلى العالم وهو القادر على لعب دور الناطق بلسان الطليعيين ,حيث يمكن للأطفال الدخول إلى موقع المنظمة والإطلاع على ما فيه من نشاطات وطنية وقومية, وكذلك يمكنهم كتابة موضوعات ومقالات وشعارات .حول حبهم لوطنهم وقائدهم ورفضهم الغزو الثقافي وإرسالها عبر البريد الالكتروني للمنظمة, وأصبح موقع المنظمة حالياً منبراً وطنياً حقيقياً يتضمن كافة المشاركات الوطنية والنداءات إلى أطفال العرب والعالم والندوات الوطنية والمعارض الفنية بعنوان أحبك يا وطني - شجرة السلام، وغيرها من الفعاليات التي نفذت ضمن الخطة الإعلامية الوطنية للمنظمة.
11_ مواقع الأطفال
يمكن كتابة موضوعات وآراء حول حب الوطن والوطنية, والتمسك بالهوية الوطنية وإرسالها إلى مواقع الأطفال, وكذلك يمكنهم الدخول إلى مواقع الأطفال والتعرف على مضمونها، بما يتعلق بالوطنية وتعزيزها، ومن المفيد أن يقوم الأطفال بإنشاء مواقع خاصة بهم ومن صنع أيديهم, فيكوّن موقعه الخاص مجسداً لتصوراته وأحلامه وأسلوبه بشرح الصورة المشرقة للوطن. وهناك مواقع للأطفال العرب مثل: موقع طلائع مصر _جمعية الطفل البحريني _منظمة الطلائع الفلسطينية _ أطفال الأردن وغيرها وجميع هذه المواقع مرتبطة بموقع المنظمة.

االمقترحات والتوصيات:
1- زيادة عدد قاعات الحاسوب في مدارس الأنشطة والمعسكرات وتجهيزها بأجهزة حديثة.
2- تأمين بطاقات انترنت مسبقة الدفع من أنشطة المكاتب لاستخدامها في المعسكرات والمدارس التطبيقية.
3- تزويد مدارس الأنشطة والمعسكرات ببرمجيات تتضمن موضوعات وطنية وقومية.
4- إفتتاح مراكز الألعاب الإلكترونية وبأسعار رمزية.
5 - تشكيل لجان تربوية من المختصين للإشراف على مراكز الألعاب الالكترونية الخاصة.
6- إقامة منتدى للتخاطب عبر الانترنت بين أطفال سوريا والعرب.
7- تصميم مواقع انترنت للمدارس التطبيقية للتواصل فيما بينها بإشراف المنظمة.
8- تعميم المشاريع المتميزة للأطفال على كافة المدارس التطبيقية لتكون حافزاً لهم .
9- تنفيذ دورات تخصصية للمشرفين في البرمجة وتصميم المواقع (المبرمجين الصغار).
10- الإكثار من المسابقات الوطنية على موقع المنظمة وتكريم الفائزين مثل مسابقة سوريا يا حبيبتي.
11- تأهيل مشرف من كل وحدة طليعية في دورة معلوماتية طويلة مثل دورة مدرسي المعلوماتية.
12- التأكيد على شراء أجهزة الحاسوب من وفر الأندية واستثمارها بالشكل الأمثل.
13- أحداث مراكز للأنشطة المعلوماتية المجانية في الفروع التي لم ترد في موازنة عام 2005.
14- إقامة اولمبياد معلوماتية على مستوى المحافظات والتأكيد على مشاركة الأطفال في اولمبياد المعلوماتية السوري باسم منظمة طلائع البعث.
15- تعميم منهاج المعلوماتية على كافة المدارس التطبيقية في الفروع.
16- شراء وتوزيع CD ألعاب الكترونية هادفة من قبل قيادة المنظمة.
17- التأكيد على تكليف مختص في كل فرع لإرسال نشاطات الفرع عبر البريد الالكتروني للمنظمة.
18- افتتاح مدارس تطبيقية للأنشطة المعلوماتية تجربة حلب وحمص.
19- تأمين أطر تدريبية للمدارس التطبيقية وإقامة دورات متابعة لهم بإشراف المنظمة.

الخاتمة:
وهكذا نلاحظ من خلال هذا الموضوع أن للغزو الثقافي مخاطر كبيرة حيث يعمل على طمس الهوية القومية فنحن نعمل على مقاومة هذا الطمس لأننا نتمسك بالهوية الوطنية والقومية لأن الأرض تحلو في أعين ساكنيها فينعمون بخيراتها وثمراتها ويطمئنون إلى وجودهم عليها تنبت لهم جذور تشدهم إلى الأعماق ويثمرون حباً وتعلقاً وغيرةً فالحب انتماء ولا يمكن أن ينتمي الإنسان إلى شيء لا يحبه كما انه لا يمكن أن يحب دون أن يشعر بالانتماء إلى ما يحب أو بانتماء ما يحب إليه وانتماء الإنسان إلى الأرض يتبلور عبر المواطنة الصحيحة تلك الرابطة بين الإنسان والوطن وهذه الرابطة لا يدركها الإنسان إلا بالتربية القومية التي تعلم الإنسان أن يكون حراً خيراً في وطن تسود فيه الحرية والديمقراطية وقد أكد "روسو" على العلاقة بين المواطنة وحرية الوطن والفضيلة عندما قال: لا يمكن للوطن أن يقوم بغير الحرية والحرية بغير الفضيلة والفضيلة بغير المواطن وستبلغون كل هذا إذا أعددتم المواطنين إذ أن إعداد المواطن يعني بناء الكائن الاجتماعي المزود بنسق من الأفكار والمشاعر والعادات التي لا تعبر عن ذاته الفردية فحسب وإنما عن الجماعة أو الجماعات المختلفة التي ينتمي إليها فالكائن الاجتماعي ليس معطى من معطيات البيئة الفطرية للإنسان.
والانتماء إلى الوطن يرتب واجبات على الإنسان كما يولد فيه شعور المحافظة على ما ينتمي أليه فإذا دعي غلى القيام بدوره في وطنه شعر بأنه يقوم بأداء وظيفة هامة مهما كانت مكانة الوظيفة , فالحاكم والقاضي والمعلم والطبيب والمهندس والعامل والفلاح كل منهم يقوم بدوره الذي كلف به وفقاً لمهاراته وقدراته فإذا شعر هؤلاء بالمواطنة الصحيحة وبالانتماء على وطن حافظوا عليه وامتنعوا عن العبث بمقدوراته أو استثمار وظائفهم لغايات أنانية وشخصية وسيشعرون بابهم مواطنون يتمتعون بحقوق المواطنة في حرية وعدل ومساواة وحق العيش الكريم فيبتهجون إلى حماية المصلحة الوطنية بعد أن ضمنوا حقوقهم المصونة.

مراجــــع البـحث:
- توظيف الأنترنت في التعليم www.alyaseer.gov.sa
- التعليم الالكتروني www.ituarabic.org

- تكنلوجيا المعلومات والاتصالات www.almualem.net/news

- الموسوعة العربية للكومبيوتر والانترنت www.c4arab.com

- المدرسة الالكترونية www.riadhedu.gov.sa
- القمة العالمية لمجتمع المعلومات www.un.org/arabic
- العلوم والتربية المعلوماتية إصدارات منظمة طلائع البعث سلسلة 7
- موقع حزب البعث العربي الاشتراكي على الانترنت
- مجلة المعلم العربي
- موقع الأبجدية الجديدة www.thenewalphabet.com