كيف يمكن للأفكار العدوانية أن تسيطر على عقل الإنسان و تغير من سلوكه؟ و كيف يمكن تعديله؟
في حقيقة الأمر على الإنسان ألا يخضع إلى نزواته و إلى مشاعره اللاأخلاقية خاصة و أن الأفكار العدوانية تستطيع أن تحتل جزءا هاما من مساحة عقل الإنسان الذي يحتوي على الأفكار الإيجابية و السليمة، و إذا ما تمادى الشخص في أفكاره و مشاعره العدوانية سوف تفتك هذه الأخيرة بالأفكار الإيجابية التي سوف تتلاشى مع مرور الوقت مما ستترك المجال لتوسع مساحة الأفكار العدوانية على حساب الأفكار الإيجابية و هذا ما سيبقي عقله الإنسان حبيس الأفكار العدوانية التي استطاعت أن تحتل المساحة الكلية للعقل، فيتغير سلوك الإنسان من السوي إلى اللاسوي و يصبح عدوانيا مثل الحيوان لاسيما إذا ما تعرض للمواقف الطارئة.
لذا فالأفكار العدوانية بمثابة الفيروس الفتاك بجسم الإنسان و بالتالي فإن غياب وظيفة و دور الكريات البيضاء سيؤدي إلى ضعف جسم الإنسان، لأن الكريات البيضاء بمثابة المناعة في جسم الإنسان لأنها تستطيع منع انتشار الفيروس و ذلك لكون أن هذه الأفكار العدوانية لها تأثيرات سلبية.
فبما أن الفيروس يمكن مقاومته بوظيفة الكريات البيضاء فكذلك الحال بالنسبة للأفكار العدوانية يمكن مقاومتها بمناعة الأخلاق التي إذا ما استخدمها مرارا و تكرارا سوف تطغى على عقله و تحوله من اللاسوي إلى السوي و تطغى على مساحة عقل الإنسان و بالتالي يتسنى له مواجهة الظروف و المواقف الطارئة و الصعبة بعقلانية و حكمة بعيدا عن المشاعر العدوانية لأن العقل بمثابة المرجع الأساسي في الحكم على الأفعال من ناحية استحسانها أو استهجانها و في الحكم على الأشياء من ناحية حسنها أو قبحها.