بحث بعنوان: استثمار المعلومات

عناصر البحث:
مقدمـــة
مفهوم استثمار المعلومات
دواعي استثمار المعلومات
مجالات استثمار المعلومات
نتائج استثمار المعلومات
مقدمة:
يلاحظ في السنوات الأخيرة أن استثمار المعلومات أصبح شغل شاغل معظم دول العالم خاصة الدول النامية لتسير بركب التطورات الذي يشهدها العالم , وهذا ما جعل الدول المتقدمة تكثف من الاستثمارات في شتى المجالات , وذلك ما دفع بالدول العربية إلى إقامة مؤتمرات و منتديات حول هذا الشأن لتحقيق قفزة نوعية تحلم بها المنظومة العربية الموحدة التي لا تزال تخطو خطوات ضئيلة في استثمارات المعلومات ؛ و لكن المعوقات تحول دون تحقيق ذلك خاصة و أن عصرنا الحالي يميز المجتمع البشري معلوماتيا بين مجتمعات متقدمة قطعت شوطا واسعا في مجال استثمار المعلومات و بلدان نامية خاضت تجربة نقل التكنولوجيا في وقت مبكر مما أتاح لها خوض تجربة لابد من الإفادة منها في تتبع النجاحات التي حققتها و الصعوبات التي واجهتها و هناك مجتمعات نامية تبذل جهودا كبيرة حتى لا تكون متخلفة معلوماتيا عن غيرها .
مفهوم استثمار المعلومات:
وهي عملية ترويج المعلومات من مصادر المعلومات و مراكز المعلومات سواء كانت كتبا أو مراكز للمكتبات الثقافية أو الانترنيت و ذلك لأجل تنمية روح المعرفة في شتى مجالات العلوم لنشر الوعي بين أفراد المجتمع ليتطلع على آخر الأوضاع الاجتماعية و السياسية التي يعيشها.
دواعي استثمار المعلومات:
من خلال ما ذكر سابقا أن معظم الدول النامية و خاصة الدول العربية دعت إلى ضرورة استثمار المعلومات , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل أن هذه الفكرة قد أتت من خلال دراسات قام بها أساتذة و باحثون عرب في هذا الشأن مبرزين من خلالها دور المعلومات في نشر الوعي الديني و السياسي و الأخلاقي و الاقتصادي في المجتمع و على سنستعرض بعض دراسات الباحثين:
ففي دراسة قامت بها جهان السيد فلقد وجدت أن مصادر المعلومات و خاصة المكتبات الثقافية قد تناولت التأثير الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي لمكتبات المراكز الثقافية الأجنبية على المجتمع.
و في دراسة لمحمد محمود بحيص ناقش من خلالها سياسة الانفتاح و سياسة الانغلاق حيث أنه أكد على ضرورة نهوض الأمة بثقافتها على جميع المستويات لتنمية ثقافة المجتمع فإذا استثمر هذه الثقافة فان هذا يمكنه من تطوير التعليم و الانفتاح على الثقافات الأخرى .
وفي دراسة لعز الدين بودربان أكد على دور المعلومات في التنمية الثقافية و تحدي العالم الالكتروني و طرح من خلالها مفهوم التنمية الثقافية في ظل التطور التقني و الاتصالات.
وفي دراسة لعماد أبوعبيد و محمد الجاسم فقد سلطا الضوء على دور المعلومات في تنمية و تطوير المجتمع في دبي و الأنشطة و البرامج و إسهاماتها الثقافية من أجل تنمية المجتمع ثقافيا و حضاريا إضافة إلى مساهمتها في محو الأمية .
وفي دراسة لنجاة وليم في دراسة لها تحت عنوان (( دور الانترنيت في تنمية الثقافة العربية)) اعتبرت الانترنيت مركزا ثقافيا و ذلك لما تتضمنه الانترنيت من معلومات في المجالات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و تأثيرها على المجتمع العربي ثقافيا و في دراسة لحسن عبد الله العايد تناول تأثير الانترنيت على تشكيل الثقافة السياسية بين الطلبة الذين يدرسون هذا الميدان و ذلك بتوفير الفرص للطلبة لإبداء رأيهم في القضايا المختلفة من خلال استغلال تقنية الانترنيت و هذا لتحليل الأوضاع السياسية و العربية و الإقليمية .
وعليه من خلال الدراسات السابقة التي قام بها الباحثون العرب يتبين أن لاستثمار المعلومات لها دور كبير في تكوين مجتمع مثقف يعي الأوضاع التي يعيشها في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده عالم القرن الواحد و العشرون و هذا يعتمد أساسا على توفر مصادر المعلومات كالانترنيت و مراكز المكتبات الثقافية و ذلك لأجل الاطلاع على الثقافات الأخرى لمل تحتويه من معلومات في مختلف العلوم و أخذها بعين الاعتبار على أساس استثمارها في خدمة المجتمع و ذلك لنشر الوعي الديني و السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي .
مجالات استثمار المعلومات:
من خلال ما عرض في العنصر السابق في دراسات الباحثين العرب يتبين أن دواعي استثمار المعلومات تشمل مجالات متنوعة ولكن رغم تواجد الاختلاف بينها إلا أنها تتداخل بينها من حيث تشكيل هدف واحد هو تكوين مجتمع مثقف و واعي وهذه المجالات تشمل: السياسة , الدين , الاجتماع , الاقتصاد.
استثمار المعلومات في المجال السياسي:
إن استثمار المعلومات في المجال السياسي تشكل عامل أساسي في عملية تثقيف الطبقة السياسية , و ذلك لأجل تعزيز انتماءهم الوطني و رغبتهم في بناء أوطانهم إضافة إلى فهم المبادئ النبيلة كحب الوطن و دفع الضرر عنه و المشاركة في الانتخابات التي تنظمها الأحزاب السياسية و احترام الأديان , و إيمان أفراد بأن لهم مصير مشترك موحد , فهذا بدوره يشكل تاريخ هذه الدولة و لكي تكون مؤثرة فلا بد من أن تكون لها صلة بالحقائق التاريخية أو الاطلاع على كتب القصة و الرواية باعتبارها مصدر مهم للمعلومات و لكي تلعب المعلومات دورها في هذا المجال وجب أن تعرض مختلف الحقائق التاريخية حول الانجازات الوطنية التي حققها صانعوها فالثورة الجزائرية مثلا تمثل الحقيقية التاريخية التي صنعها شهدائنا الأبرار فهذا نستمده من كتب التاريخ التي تعد مرجعا معلوماتيا حول ثورة الجزائر؛ وهذا مما ينجر عنه تعميق الانتماء الوطني و الوحدة الوطنية وخلق الحس الوطني في خدمة الوطن.
استثمار المعلومات في المجال الديني:
ان استثمار المعلومات و مصادرها المتعلقة بالأديان لها دور في مكافحة التطرف الذي قد يقع فيه بعض الأشخاص و لذلك فلا بد من تنظيم بعض الدعاية كإقامة منتديات دينية في المراكز الثقافية الدينية التي تقدم الحقائق حول الأديان , و بالتالي سيكون له الأثر الكبير في توجيه الاهتمام الى حقيقة الدين و بالتالي يكون هو القادر على إنهاء كل مظاهر التعصب , و هذا يتطلب دور مراكز المعلومات في ترسيخ المعتقدات الدينية و الدفاع عنها و هذا من خلال ما تقدمه مراكز المعلومات من الحقائق التاريخية فلنا القدوة في أشرف خلق الله محمد عليه الصلاة و السلام الذي دعا إلى الدين الإسلامي ؛ و لكن هذا غير كاف فلا بد من إعطاء تاريخ تطور المجتمعات الإنسانية و علاقتها بالدين كالمجتمع العربي الذي تطور من خلال اعتناقه للدين الإسلامي الذي يدعو إلى طلب العلم من المهد إلى اللحد فهذه حقيقة تاريخية تبرز أهمية الدين و لا بد أن تقدمه مراكز المعلومات كإلقاء محاضرات و دروس دينية تقدم معلومات حول الدين .
استثمار المعلومات في المجال الاجتماعي:
إن استثمار المعلومات في المجال الاجتماعي يلعب دورا كبيرا , وذلك لما تقدمه مراكز المعلومات و الانترنيت , فالمجال الاجتماعي يدخل في تكوينه الجانب السياسي و الجانب الديني فالجانب السياسي ينمي الروح الوطنية كتحقيق التعاون و التضامن بين أفراد المجتمع في أوقات السراء و الضراء و الجانب الديني يدعم ذلك بالجانب الأخلاقي كمحاربة الفساد الأخلاقي ؛ إضافة إلى ذلك نجد دور الانترنيت التي تفيد المجتمع لما تحتوي عليه من معلومات تغطي الجانب المعرفي و العلمي و كما أنها تعطي الفرصة لأفراد المجتمع بالاطلاع على ثقافات المجتمعات الأخرى للتفاعل معها في إطار تحديات العولمة . وعليه وجب على المجتمع العربي أن يأخذ و ينسج على منوال المجتمع الغربي لتطوير الحياة الاجتماعية في مجال التعليم و التربية و التثقيف و ذلك بإدخال الانترنيت الى المؤسسات التعليمية و التربوية و كذا توفير الإمكانيات كالكتب التي تعد مصدر للمعلومات ليستفيد منها جمع القراء.
استثمار المعلومات في المجال الاقتصادي:
لقد أثبتت الدراسات أن مصادر المعلومات كالمكتبات و الوسائل الإعلامية لها دور كبير في ترويج المعلومات التي تعالج الموضوعات الاقتصادية التي لها صلة بالحياة الاجتماعية كالبطالة و إضافة إلى تضخم الإنتاج أو ندرته, و ارتفاع المديونية , و ارتفاع أسعار النفط الخام كل هذه الموضوعات تعالجها المعلومات ؛ و معالجة الوضعية الاقتصادية تشمل : الأفكار الاقتصادية , و آليات السوق ، و الخوصصة , التجارة الالكترونية .
و في زمننا هذا فان استثمار المعلومات يشغل حيزا مهما في معالجة بناء الاقتصاد الوطني وهذا بدوره يتوقف على علماء الاقتصاد الذين يحاولون وضع حلول للخروج من المشكلة و اقتراح البديل لإعادة بناء هيكلة الاقتصاد و ذلك بوضع التقارير حول النشاطات الاقتصادية للدولة و ذلك بوضع التخطيط و في هذا وجب على مصادر المعلومات المتوفرة أن تغطيها من معلومات لها علاقة بالتخطيط المركزي و اللامركزي لاقتصاديات الدولة و لكل دولة نظامها الاقتصادي فقد نجد دولة تعتمد على النظام الرأسمالي و دولة تعتمد على النظام الاشتراكي و هناك دولة من تعتمد على النظامين ؛ فانطلاقا من هذه الأنظمة تضع الدولة مخططا معينا لمعالجة الوضعية الاقتصادية و عليه فان هذا يتأتى من مصادر المعلومات المتوفرة التي توحي للاقتصاديين وضع الحلول الناجعة للإقلال من الوضعية المتدهورة التي تعيشه الدولة نحو وضعية اقتصادية تعرف الاكتفاء الذاتي في الإنتاج و عليه فان الاستثمار في المعلومات هو الصفة المميزة في وقتنا هذا للمجتمعات الغنية و الفقيرة , للدولة التي تحسن استثمار المعلومات و للدولة التي تسيء استثمار المعلومات.
نتائج استثمار المعلومات:
من خلال ما سبق ذكره يتبين أن استثمار المعلومات في هذه المجالات تلعب دورا أساسيا في التأثير على المجتمع , و كما أن الترويج لها يساعد على بعث الوعي الديني و السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي عند المستفيدين منها في ثقافات معينة مما يؤدي الى اعادة تكوين ثقافة الفرد بصورة خاصة و المجتمع بصورة عامة .

جزاك الله خيرا موضوع جديد ورائع