الأولويات التربوية في عصر العولمة دراسة ميدانية

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الصورة المتشكلة حول العولمة لدى عينة من منسوبي الجامعة أساتذة وطلاب وقد طور لهذا الغرض أداة تناولت مفهوم العولمة. وعرضت الأداة المكونة من اثنتين وأربعين فقرة على مجموعة من المحكمين ثم اجريت دراسة استطلاعية على (121) فرد من أساتذة وطلاب الجامعة بغرض التحقق من صدق وثبات الأداة بعد ذلك تم إجراء الدراسة النهائية على عينة قوامها (318) فرد من أساتذة الجامعة وطلابها. وقد بينت النتائج اتفاق العينة في ترتيبهم لمفاهيم العولمة وأهدافها وأسبابها وآثارها وأساليبها وطرق مواجهتها والتعامل معها ولم توجد الفروق بين مجموعات العينة إلا عند ترتيبهم للأسباب والآثار.



Summary
Educational Priorities in the age of globalization

This study aimed to know the global picture about globalization especially in it's definitions, aimes, reasons, expected results, procedures and procedures to deal with globalization. To achieve the aimes of the study the researcher developed a scale about globalization. Validity and reliability were achieved through a pilot study. The sample of the study was (318) individuals of university teachers and students. The results show that the sample agree upon the rating of definitions, aimes, procedures, and procedures to deal with it. Differences between groups were found to be about reasons and expected results.


مقدمة:
في عصر الثورة في وسائل الاتصال والمواصلات بين المجتمعات والأمم أصبح من المتيسر تدفق المعلومات وانتقال الثقافات عبر الوسائط المتعددة حتى إنه لم يعد يحدث حادث في أقصى جهات الأرض إلا وتتم مشاهدة الحدث والتعرف عليه وعلى أسبابه والآثار الناجمة عنه. وفي وضع كهذا تحولت المجتمعات التي كانت مغلقة في يوم من الأيام على نفسها بعاداتها وتقاليدها وشعبها ومثلها وقيمها تحولت إلى ساحة مفتوحة تغزوها البضائع المادية والمعنوية والثقافية حتى أطلق قبل ما يقارب عشرين عاماً مصطلح القرية الكونية تعبيراً عن التقارب والتواصل بين المجتمعات والشعوب وتعبيراً عن اختفاء الحدود التي كانت تحول بين تقارب المجتمعات. وفي مثل هذا الوضع تعرفت الشعوب على بعضها بفعل زيادة المعلومات وسرعة تدفقها ووصولها لكن ناقوس الخطر طرق من قبل المهتمين والحريصين على ثوابت الأمم وثقافاتها ذلك أن هذا الانفتاح والتواصل وتدفق المعلومات والمعارف يحمل في طياته الكثير من المخاطر بالإضافة إلى الإيجابيات التي يبشر بها وأصبح المحافظون على قيم وثوابت المجتمعات ينبهون إلى ضرورة تكاتف الجهود من أجل حماية المجتمعات من هذا الخطر الداهم ذلك أنه بانتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي برزت قوة وحيدة توفرت لها امكانات اقتصادية وإعلام مؤثر وقوة عسكرية مما مكنها من بسط هيمنتها ونفوذها على العالم ومن أجل استمرار مكاسب الهيمنة والتفرد في هذا العالم توجهت الولايات المتحدة الأمريكية توجهاً جديداً تشكل من خلاله المجتمعات وتعيد صياغة الشعوب لتكون منسجمة في ثقافتها وقيمها مع الثقافة والقيم الأمريكية مما يحقق الأهداف الاقتصادية والعسكرية والثقافية التي تسعى لتحقيقها. ولعله من نافلة القول أن الشبكة العنكبوتية (الانترنت) أصبحت أداة سريعة وفعالة تم توظيفها في عصر العولمة لتمثل أسرع وأسهل طريقة لتحقيق التقارب والتفاعل بين المجتمعات والأمم مع ما يعنيه هذا التقارب من آثار إيجابية أو سلبية على حد سواء.
وأخذاً في الاعتبار لخاصية الحماية الذاتية والاجتماعية التي يتمتع بها الأفراد والمجتمعات فقد انقسم الناس إزاء العولمة وما قد تحدثه من آثار وخلخلة في المجتمعات فمنهم من يرى أن لا مناص من التعامل معها والتفاعل بينما يرى آخرون أن التعامل يفترض أن يكون وفق حدود معينة تحفظ للمجتمعات خصوصيتها وشخصيتها الثقافية واستقلاليتها في قيمها وتراثها ومبادئها. كما يوجد على الساحة العالمية فريق ثالث يرى ضرورة التصدي للعولمة ومحاربتها والوقوف في وجهها بل والانغلاق على الذات لكن مثل هذا الطرح قد لا يصمد طويلاً أمام هذه القوة المادية والمعنوية.
وإزاء مثل هذا الوضع المعقد والمتداخل تأتي أهمية دراسة العلاقة بين العولمة والتربية ذلك لأن ما تحدثه العولمة على الصعيد الفردي والاجتماعي يمثل أثراً تربوياً سواءً كان محموداً أو غير ذلك، مما يستدعي الوقوف والبحث في قدرة الآليات والمؤسسات التربوية المحلية لأي مجتمع من المجتمعات في مواجهة هذا الوافد التربوي والذي قد يشكل في نظر البعض خطراً داهماً. وحيث أن مهمة التربوي في أي زمان ومكان هي العمل على إعداد واصلاح النشء والتصدي لمختلف التيارات والمؤثرات الداخلية والخارجية ودراستها لتحديد آفاق آثارها الإيجابية والسلبية، لذا فإن هذه الدراسة تأتي ضمن جهود عدة وفي مجتمعات متنوعة تسعى لاستكشاف كيف يمكن للتربية ممثلة في مؤسساتها وسياساتها ومناهجها وكافة مناشطها أن تقوم بدورها خارج إطار الأدوار التقليدية خاصة في مثل هذا العصر الذي تقدمت فيه التقنية تقدماً مذهلاً وسريعاً وأصبحت آثارها الإيجابية والسلبية واضحة للغاية ونظراً لغموض مفهوم العولمة وتشتت الآراء حولها وأهدافها وآلياتها ووسائل مواجهتها رأى الباحث أهمية دراسة هذا الموضوع لمعرفة الصورة التي توجد عند أساتذة وطلاب الجامعة حول العولمة بكافة أبعادها وسائر المتغيرات والعوامل ذات العلاقة بها.

أهداف الدراسة:
تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف الرؤى والأفكار والمفاهيم التي توجد لدى عينة من أفراد المجتمع العربي السعودي حيال العولمة خاصة في الجوانب التالية:
1- المفهوم السائد حول العولمة.
2- أهداف العولمة.
3- الأساليب والعوامل الكامنة وراء ظهور العولمة.
4- الآثار الإيجابية والسلبية للعولمة.
5- كيفية وآليات التعامل مع العولمة.
6- الأساليب والطرق التي تستخدمها العولمة.
ويتوقع أن يترتب على هذه الدراسة الميدانية وغيرها إثارة الاهتمام ليس بالعولمة فقط ولكن بما يمكن أن تقدمه التربية إزاء العولمة خاصة إذا تبين قصور التربية عن القيام بأدوارها المناطة بها.

أسئلة الدراسة:
1- ما المفهوم أو المفاهيم السائدة لدى عينة الدراسة حول العولمة ؟
2- ما هي الأسباب وراء ظاهرة العولمة ؟
3- ما هي أهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها العولمة ؟
4- ما الآثار الإيجابية والسلبية المترتبة على العولمة ؟
5- ما هي الأساليب والطرق المستخدمة من قبل العولمة ؟
6- ما هي السبل و الآليات المناسبة للتعامل مع العولمة ؟
7- هل توجد فروق بين أساتذة الجامعة وطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس في ترتيبهم للمفاهيم، والأسباب والأهداف والآثار والآليات والطرق المستخدمة لنشر العولمة أو لمواجهتها ؟


الدراسات السابقة:
حظي موضوع العولمة باهتمام الباحثين والمفكرين وذوي الاهتمام بالشأن العام في كافة أنحاء العالم حتى عقدت المؤتمرات والندوات ونظمت الاحتجاجات ضد أطروحات العولمة كما حدث في مدينة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك واستراليا وغيرها. وقد أخذ الرفض أشكالاً وصوراً متعددة حيث أن الحركات الطلابية في الجامعات قادت اضراباً عن الدراسة في المكسيك كما تم الاحتجاج على منظمة التجارة العالمية كأحد المؤسسات التي تمرر من خلالها اطروحات العولمة كما احتج طلاب الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية على العولمة لما تمثله من خطر على الخصوصية التي تتمتع بها المجتمعات (Rhoads, Roberta, 2003).
ومع عمومية مصطلح العولمة وعدم وضوحه في أذهان كثير من الناس بل وغياب الأهداف المحددة للعولمة خضع مصطلح الدولية والعولمية للمناقشة وذلك من أجل ربط الموضوع بما يمكن أن يكون أساساً لتربية دولية، وقد أشارت دراسة (Cambridge, James 2003) إلى القيم التي تتبناها المدارس الدولية البريطانية خاصة قيم السلام والتفاهم الدولي وترى هذه الدراسة أن هذه القيم يمكن أن تكون أساساً لتربية دولية شاملة كما تضيف هذه الدراسة أن التربية في أي مجتمع يمكن اعتبارها مثالاً لمعايير الجودة في عصر العولمة. وذلك لما يترتب على التربية الجيدة من نتائج تتضح آثارها على مجالات متعددة في المجتمع من اقتصاد وثقافة ونظام وتقدم تقني وغيرها.
أما (Roberts, boyd 2003) في دراسته حول مفهوم العولمة فإنه يؤكد على أهمية تعريف الدولية وتحديد خصائصها ومميزاتها والطرق والأساليب المناسبة لتحقيق هذه الخصائص والوصول للأهداف ويرى (boyd) أن مفهوم المواطنة الدولية والذي يخرج الفرد من خصوصيته المحلية يجب أن تعتمد عليه المدارس الدولية وتجعله أحد ركائز التربية التي تقدمها للطلاب للخروج بهم من دائرة المحلية إلى دائرة العولمية. وحول التداخل بين المحلي والعالمي يرى (Li, Huey, Li 2003) أن التربية القائمة على النظرة المحلية فقط لا يمكن أن تحقق أهدافها حتى وإن كانت هذه الأهداف محلية، ويشدد (Li) على أهمية الطرح السياسي والاقتصادي ذي الطابع العالمي حتى على مستوى الأهداف والبرامج المحلية كما يؤكد على أهمية العلاقة بين التربية المحلية والعولمية لأن التداخل والتفاعل بينهما يستوجب الأخذ في الاعتبار المتطلبات الفردية والاجتماعية من أجل تحقيق المشروع العولمي.
وحول التقدم التقني الهائل والطفرة العلمية المتسارعة وأثر ذلك على أمية التقنية التي يعاني منها المعلمون باستمرار، يرى (Smolin, Louanne 2003) وزملاؤه أن المعلمين مطالبون بالسعي الحثيث لتعلم التقنية حتى لا يعانوا من أمية المعلوماتية والتي تجعلهم وطلابهم غير معاصرين لما يحدث في العالم. إن وسائل ووسائط التقنية الرقمية، وقواعد المعلومات ذات الصيغة العالمية تعتبر من أهم الأولويات التي تهم المعلمين في عصر العولمة من أجل مواكبة التغيرات والتقدم في كافة المجالات وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً من المعلمين. وحول ما فرضته العولمة من تحولات في هذا العالم يرى (Wagner, June 2003) أن التطورات في مجال التقنية والمعلوماتية أوجدت مناخاً عالمياً يستدعي أن تغير بعض الشركات مجالات عملها ونشاطها ويضرب مثالاً بشركة وول مارت (Wall Mart) والتي تمثل إحدى أكبر الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية حيث غيرت من نشاطها فبدلاً من إنتاج البضائع المادية تحولت إلى نوع آخر من البضائع مثل الخدمات وتسويق المعلومات. إن تقنية الاتصالات وما أحدثته من ثورة في العالم أعطى الفرصة لهذه الشركة وغيرها أن تقدم خدماتها على مدار الساعة وطوال العام على مستوى العالم مع ما يتطلبه هذا من جهد وثقافة وتدريب للعاملين والمستفيدين من هذه الخدمات، كما أن هذه التطورات أبرزت مفهوم الإدارة الأفقية بدلاً من الإدارة الهرمية وتطلب هذا التغير إيجاد برامج تربوية وتدريبية تركز على مهارات الاتصال واتخاذ القرار والتوجيه الذاتي ومهارات القيادة ومهارات العمل الجماعي والتعلم الذاتي والمستمر.
ومع اتصال المجتمعات بعضها ببعض وارتباطها بمصالح مشتركة في الوقت الذي تحتفظ فيه المجتمعات بخصوصياتها وثقافتها النوعية يرى (Timm, Judee 2003) أن مدارس الأعمال العالمية مطالبة بأن تركز على الأخلاقيات في الأعمال بالإضافة إلى العناية بالثقافة المحلية نظراً للدور الذي تلعبه الثقافة في السلوك والقيم وذلك بغرض تحقيق مكاسب كبيرة في المجتمعات التي تعمل أو تتعامل معها هذه الشركات.
داخل الوسط التربوي وما تفرضه العولمة من تحديات يرى (Sifakis, Nicosc 2003) أن تدريس اللغة الإنجليزية وتعلمها أصبح هدفاً وتحدياً في زمن العولمة خاصة لمن ليست لغتهم الأصلية الأنجليزية وذلك لما تمثله اللغة الإنجليزية من أهمية كلغة علم وأعمال واتصال وتقنية. وتؤكد هذه الدراسة دور التقنية في تعليم اللغة الإنجليزية وزيادة انتشارها في كافة أصقاع العالم.
مكونات وأبعاد الشخصية وتأثرها بثقافة العولمة كانت محل الدراسة التي أجراها (Rodriguez. Conrado 2003) وزملاؤه حيث أجروا دراسة على مجموعة من الطلاب المكسيكيين بغرض معرفة مكونات شخصياتهم وفيما إذا كانت تختلف عن غيرها في المجتمعات الأخرى وقد تبين أن شخصية الطالب المكسيكي لا تختلف عن غيرها مما يعزز فكرة التشابه في مكونات الشخصية عبر المجتمعات والثقافات الأخرى ومثل هذه النتيجة تتفق مع ما تحاول احداثه العولمة من تشابه بين المجتمعات وإذابة للفروق فيما بينها.
وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية تتزعم العالم في هذا العصر وتفرض الكثير من ملامح العولمة وآلياتها وأهدافها، لذا فإن معرفة الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية في زمن متغـير ومـضطرب وتكثر فيـه المشكـلات السياسية والاقتصـادية يعتبر أمراً مهماً يساعد في استكشاف الأهداف التي تسعى لتحقيقها الجهات التي تقف وراء العولمة بالإضافة إلى معرفة آلياتها وطرائقها في تحقيق أهدافها. وقـد أجرى (Fox, Cleveland 2003) دراسة على مجموعة من الطلاب الأمريكيين بغرض معرفة إطار عمل السياسة الأمريكية وقد اتضح له أن الطلاب في حكمهم على السياسة الأمريكية ينطلقون من الإلمام بالفلسفة والمعتقدات الكامنة وراء الطرق والأساليب التي تمثل إطار السياسة الخارجية الأمريكية وبعد ذلك يقومون بتقويم السياسة الخارجية ثم يقومون بتمثيل الدور باعتبارهم أعضاء في مجلس النواب وبعد ذلك يقوم الطلاب بتطبيق الفلسفات والمعتقدات على القضايا والمشكلات المعروضة عليهم. ويتضح من هذه الدراسة الأفق المستقبلي الذي يأخذ في اعتباره إعداد الطلاب وتدريبهم في عصر متغير ومعقد في علاقاته وذلك من أجل تهيئتهم لمواجهة كافة الظروف والمتغيرات.



إجراءات الدراسة:
1- أداة الدراسة:
حين تولدت الرغبة لدى الباحث لإجراء دراسة حول العولمة، التربية رأى أن من الواجب الإطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة حول الموضوع وقد شكل ما تم الإطلاع عليه أساساً انطلق منه الباحث في صياغة أسئلة الدراسة وبناء أداتها وتفسير وتحليل نتائجها.
وبما أن الدراسة تهتم بمفهوم العولمة وأهدافها وآلياتها وطرائق مواجهتها والتعامل معها لذا فقد انطلق من التراث المتوفر حول العولمة وبدراسته لهذا التراث استنتج ستة عناصر رأى أن تكون الأساس الذي تتشكل منه أداة الدراسة وهذه العناصر هي:
أ - مفهوم العولمة.
ب- أسباب وعوامل ظهور العولمة.
ج – أهداف العولمة.
د – الآثار الإيجابية والسلبية للعولمة.
هـ- آليات وأساليب العولمة.
و – كيفية وآليات التعامل مع العولمة.
ووفق هذه العناصر قام الباحث بصياغة أربعة وثلاثين فقرة على شكل جمل تقريرية ثم عرضها على مجموعة من المحكمين من أساتذة الجامعة وقد استجاب خمسة عشر محكماً وقد طلب منهم إبداء رأيهم حول مناسبة البنود من عدمها بالإضافة إلى وضوح وعدم وضوح البنود. وقد حظيت البنود بموافقة المحكمين على مناسبتها بنسبة بلغت 95% كما اقترح المحكمون إضافة بعض الفقرات للأداة وقد أخذ الباحث بهذه الاقتراحات. وبلغت الأداة في الدراسة الاستطلاعية اثنتين وأربعين فقرة. ومن أجل التحقق من صدق وثبات الأداة تم اجراء دراسة استطلاعية.



1/1 الدراسة الاستطلاعية:
بغرض التحقق من صدق الأداة وثباتها بالإضافة إلى صدق البناء الذي تحقق من خلال عملية التحكيم أجرى الباحث دراسة استطلاعية على مجموعة من أساتذة الجامعة وطلابها بلغت (121) فرداً حيث تم تطبيق الأداة بصورتها بعد التحكيم وتتم الإجابة عليها وفق ثلاثة مستويات للإجابة صحيح بشكل كبير صحيح إلى حد ما وغير صحيح. علماً أن أعلى درجة على الأداة 126 درجة وأقل درجة (اثنتين وأربعين درجة). وقد تم استخراج الاتساق الداخلي لبنود الأداة والقدرة التمييزية لكل بند من البنود بالإضافة إلى إجراء تحليل عاملي تم على ضوئه تحديد العوامل وجذورها الكامنة ونسبة التباين العاملية بالإضافة إلى نسبة التباين التراكمية وقد بينت النتائج الواردة في جدول (1) أن بنود الأداة ذات اتساق داخلي مرتفع ودال عدا خمسة بنود لم تكن دالة. أما دلالة البنود فكانت عند (0.01) لثلاثين بند وعند (0.05) لسبعة بنود.
أما القدرة التمييزية للبنود فقد بينت النتائج أن البنود تميز بين ذوي الدرجات العالية وذوي الدرجات المنخفضة عدا الخمسة بنود ذاتها والتي لم تكن ذات اتساق داخلي دال والبنود هي ذات الأرقام (4 ، 16 ، 24 ، 29 ، 38). وبهذا تكون الأداة بصورتها النهائية مكونة من 37 بند بعد حذف البنود غير الدالة في إنشائها وفي تمييزها بين المستويات المختلفة بدرجة قصوى تبلغ 111 درجة ودرجة دنيا تبلغ 37 درجة.

جدول رقم (1)
معاملات الاتساق الداخلي
لبنود الأداة في الدراسة الاستطلاعية
رقم البند معامل الارتباط
A1
A2
A3
A4
A5
A6
A7
A8
A9
A10
A11
A12
A13
A14
A15
A16
A17
A18
A19
A20
A21
A22
A23
A24
A25
A26
A27
A28
A29
A30
A31
A32
A33
A34
A35
A36
A37
A38
A39
A40
A41
A42 .3921
.4380
.3313
*.0336
.3753
.5358
.5666
.2990
.4715
.3650
.3674
.2600
.3329
.4417
.4099
*.0663
.1303
.2510
.1811
.1797
.2323
.1882
.4166
*.0578
.2066
.3273
.2941
.3463
*.0689
.3507
.3844
.3490
.3543
.2477
.3149
.4900
.2603
*.0489
.1912
.4873
.5183
.3388

جدول رقم (2)
العوامل المكونة للأداة وجذورها الكامنة ونسبة التباين العاملية
رقم العامل الجذر الكامن نسبة التباين العاملية نسبة التباين التراكمية
1 5.85 13.9 13.9
2 3.27 7.8 21.7
3 2.45 5.8 27.5
4 2.31 5.5 33.0
5 2.10 5 38.0
6 1.98 4.7 42.8
7 1.74 4.2 46.9
8 1.62 3.9 50.8
9 1.55 3.7 54.5
10 1.48 3.5 58.0
11 1.42 3.4 61.4
12 1.30 3.1 64.5
13 1.25 3.0 67.5
14 1.13 2.7 70.2

وحيث تم اجراء التحليل العاملي كأحد إجراءات تحقيق صدق الأداة لذا يتضح من النتائج الواردة في جدول رقم (2) أن الأداة تتكون من أربعة عشر عاملاً تتشبع عليها بنود الأداة يقيم تفوق (0.30) حسب محك جيلفورد أما الجذور الكامنة للعوامل فتتراوح بين 5.85 و 1.13 وهذه قيم مقبولة حسب محك كيزر. وهذه العوامل مجتمعة تفسر ما نسبته (70.2%) من الظاهرة وهذه النسبة عالية خاصة إذا علمنا أن نسبة (10%) تعتبر نسبة مقبولة. وبهذه النتائج ثم تحذف البنود الخمسة التي لم تكن متسقة ولم تكن مميزة لتتشكل الأداة بصورتها النهائية من 37 بند.

وحيث أن الأداة بنيت في الأساس على ستة أبعاد هي مفهوم العولمة، وأسباب وجودها، وأهدافها، والآثار الإيجابية والسلبية المحتملة للعولمة، والطرق والأساليب المستخدمة من قبل أصحاب العولمة، بالإضافة إلى البعد السادس والأخير والمتمثل في الأساليب والآليات الممكن استخدامها حين التعامل مع العولمة، لذا فقد تم حساب علاقة هذه الأبعاد والمكونات بالدرجة الكلية بالإضافة إلى علاقتها ببعضها. وفي الجدول رقم (3) عرض للمصفوفة الارتباطية بين الأبعاد التي تشكل الأساس الذي تم على ضوئه بناء الأداة.
جدول رقم (3)
العلاقة بين أبعاد الأداة وعلاقتها بالدرجة الكلية
البعد 1 2 3 4 5 6 7
1 مفهوم العولمة - 0.17 0.55 0.41 0.44 0.31 0.77
2 أسباب العولمة - - 0.20 0.27 0.27 0.19 0.50
3 أهداف العولمة - - - 0.41 0.44 0.29 0.73
4 الآثار المترتبة على العولمة - - - - 0.34 0.30 0.67
5 أساليب العولمة - - - - - 0.27 0.69
6 أساليب مواجهة العولمة - - - - - - 0.61
7 الدرجة الكلية - - - - - - -

ويتبين من المصفوفة الإرتباطية لأبعاد الأداة والدرجة الكلية في الجدول رقم (3) أن العلاقة بين الأبعاد وبينها وبين الدرجة الكلية دالة عند مستوى (0.01) مما يؤكد صدق الأداة إضافة إلى المؤشرات السابقة.


ثبات الأداة:
تم حساب ثبات الأداة بطريقتي التجزئة النصفية وبلغ معامل الثبات بعد التعديل بطريقة سبيرمان براون (0.73) أما الثبات بطريقة ألفا فكان (0.74). وهذه قيم ثبات مناسبة.

2- عينة الدراسة ومجتمعها:
مجتمع الدراسة هم أساتذة الجامعة وطلابها وقد تم تطبيق الأداة بصورتها النهائية على (318) أستاذاً وطالباً من منسوبي جامعة الملك سعود، وقد تم اختيار عينة الطلاب باختيار شعب من مادة (104 سلم) من أجل تمثيل طلاب الجامعة في الكليات المختلفة والمستويات الدراسية المتنوعة وتم تطبيق الأداة عليهم جميعاً أما الأساتذة فقد تم توزيع الأداة على بعض الأساتذة في أقسام كلية التربية. وقد تم تمثيل مجموعات عينة الدراسة على النحو التالي حيث كان المستجيبون من الأساتذة (43) فرداً أما طلاب الدراسات العليا فكانوا (58) فرداً وكان نصيب طلاب وطالبات البكالوريوس (217) طالباً وطالبة.

نتائج الدراسة:
من أجل الإجابة على تساؤلات الدراسة تم عمل التحليلات الإحصائية المتمثلة في استخراج متوسطات البنود المشكلة لكل بعد من الأبعاد وذلك بهدف معرفة ترتيب أفراد العينة لهذه البنود والتي يشكل كل واحد منها مفهوماً أو آلية أو هدفاً أو أثراً محتملاً وذلك بغرض معرفة الأكثر شيوعاً لدى أفراد العينة والأكثر ترتيباً من حيث الأهمية. وفيما يلي عرض للنتائج حسب تساؤلات الدراسة.
للإجابة على السؤال الأول والذي يبحث في ترتيب المفاهيم حول العولمة لدى أفراد العينة يتبين من البيانات الواردة في جدول رقم (4) أن المفهوم الأكثر شيوعاً حسب ترتيب متوسطات الفقرات الدالة على المفاهيم هو المفهوم الذي يرى أن الإسلام يمكن أن يكون بديلاً للعولمة الغربية وهذا يدل على أن العولمة ليست ذات مفهوم محدد غير قابل للتغيير والتحول فالإسلام بمبادئه وقيمه ونظامه الحياتي الشامل يمكن أن يحل محل العولمة الغربية متى ما تحققت الظروف التي تفرضه كبديل عن العولمة الغريبة. ويلي هذا المفهوم في الترتيب المفهوم القائل بأن العولمة صورة للإستعمار بثوب جديد، مما يعني أن الصورة المتشكلة عن العولمة هي صورة سلبية حيث ربطت العولمة بالاستعمار بعد ذلك يأتي في الترتيب الفقرة التي ترى أن العولمة غريبة المنشأ والفلسفة والآليات وهذا إدراك واقعي للأصول والمنطلقات التي انبثقت منها العولمة في صورتها الراهنة وبعده الفكرة التي ترى أن مصطلح العولمة فضفاض وعائم. ومن ثم يأتي مفهوم أن العولمة ترادف الهيمنة الشاملة.
جدول رقم (4)
بنود أبعاد الأداة الستة مرتبة حسب متوسطاتها
مفهوم
العولمة أسباب
العولمة أهداف
العولمة آثار
العولمة أساليب
العولمة أساليب مواجهة العولمة
رقم البند المتوسط رقم البند المتوسط رقم البند المتوسط رقم البند المتوسط رقم البند المتوسط رقم البند المتوسط
9 2.68 5 2.63 35 2.66 16 2.72 8 2.73 19 2.78
26 2.59 11 2.31 2 2.59 32 2.56 30 2.61 27 2.54
4 2.50 15 2.25 29 2.58 36 2.27 34 2.55 18 2.53
24 2.47 3 2.19 25 2.58 31 2.25 12 2.42 23 2.44
33 2.46 21 2.10 7 2.33 20 2.25 13 2.32
1 2.20 6 2.22 22 2.13
10 2.04 28 2.21 14 1.89
17 1.95 37 1.44

أما مفهوم أن العولمة تعني الهيمنة الاقتصادية فقد جاء في الترتيب السادس ويأتي في المرتبة الأخيرة مفهوم البعد الديني للعولمة. وقد يكون السبب في تأخر ترتيب المفهوم الاقتصادي والمفهوم الديني للعولمة نظراً لأن المفهومين وغيرها من المفاهيم مشمولان في المفهوم الشمولي للعولمة.
للإجابة على السؤال الثاني والذي يبحث في الأسباب التي أوجدت العولمة وترتيبها عند أفراد العينة يتضح من الجدول رقم (4) أن الأسباب الخمسة الواردة تتدرج حسب متوسطاتها على النحو التالي، إذ أن السبب الأول يتمثل في أن ضعف المجتمعات الأخرى هو الذي أوجد فراغاً نشأت خلاله العولمة مما يعني استغلال دولة أو تكتل ما الضعف الذي تعاني منه المجتمعات الأخرى فتم في مثل هذا الظرف طرح العولمة في صورتها الحالية، ويأتي في المرتبة الثانية التفوق العسكري الأمريكي، أما السبب الثالث فكان التقدم التقني الهائل، أما السبب الرابع فكان التغيرات الدولية التي أوجدت قطباً واحداً له اليد الطولى في العالم ويتأكد هذا المفهوم من خلال السبب الخامس والأخير والذي يؤكد دور التطورات العالمية في إفراز العولمة.
السؤال الثالث والذي يعنى بأهداف العولمة جاء ترتيب أهداف العولمة متمثلة في تغيير المجتمعات على كافة الصعد والمجالات السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية كهدف أساسي يليه في الترتيب هدف تغيير ثقافة الشعوب وقد يكون ترتيب هذا المفهوم متقدماً بسبب الأهمية التي تحظى بها الثقافة لدى كافة الشعوب ولدى الشعب العربي السعودي بشكل خاص إذ أن الثقافة مهمة وحساسة نظراً لإرتباطها بالمقومات الاجتماعية والدينية وبعده هدف تغيير المناهج ويلاحظ مجيء هدف تغيير المناهج بعد هدف التغيير الثقافي نظراً للتلازم والترابط بين الثقافة والمناهج الدراسية إذ أن المناهج الدراسية تعتبر أداة يتم من خلالها تشكيل الثقافة وبتغيير المناهج يمكن تغيير الثقافة ثم يليه في الترتيب هدف اضعاف المجتمعات الأخرى، أما الهدف الأخير حسب الترتيب فكان إعادة تشكيل شخصيات الأفراد.
الآثار المتوقعة للعولمة إيجابية أو سلبية كانت مرتكز السؤال الرابع وبالرجوع إلى جدول رقم (4) يتضح من النتائج الواردة فيه أن الأثر المتمثل في انتشار الخير والسلام بسبب العولمة جاء متوسطه الأعلى بين الآثار الأخرى مما يعكس رفض أفراد العينة لمثل هذا الأثر المتوقع وذي الملمح الإيجابي خاصة إذا علمنا أن هذا البند يصحح بصورة عكسية، مما يعني أن أفراد العينة لا يتوقعون خيراً من العولمة فلا خير ولا سلام يرتجى من العولمة كما تقدم بصورتها الحالية ثم يلي هذا الأثر البند الذي يشير إلى أن من النتائج تمركز الأموال في يد الشركات الكبرى واحتكارها لموارد العالم ويأتي في المرتبة الثالثة الحروب والنزاعات كأثر متوقع، أما كسر الحواجز بين المجتمعات وإزالة المسافات الفاصلة بينها فجاء في المرتبة الرابعة مما يعني رفض العينة لفكرة إمكانية التقارب بين المجتمعات بسبب العولمة. وبفعل ما يمارس على أرض الواقع من حروب وتدخل في الشؤون الداخلية وابتزاز للخيرات من قبل مروجو العولمة.
الأساليب التي تسلكها العولمة وأصحابها في مد نفوذها في العالم كانت مجال السؤال الخامس وباستعراض النتائج الواردة في الجدول رقم (4) يتبين أن الاعلام المرئي والمسموع يأتي في المرتبة الأولى كأداة توظفها العولمة نظراً للأثر الكبير لهذا النوع من الإعلام في تشكيل الاتجاهات والأفكار ثم يليها الاقتصاد كأداة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية وقد يكون السبب في ترتيب الاقتصاد كأداة فعالة للعولمة بسبب الضغوط التي تمارس من قبل مروجي العولمة على المجتمعات والدول لقبول اطروحاتهم ومشاريعهم العولمية وإلاّ سيكون العقاب الحصار الاقتصادي والمقاطعة التجارية، وبعد ذلك الشبكة العنكبوتية (الانترنت) كأسلوب لبث المعلومات والأفكار والقيم العولمية وللتواصل عبر العالم إذ جاء هذا الأسلوب أو هذه الأداة في المرتبة الثالثة أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب الاعلام والآلة العسكرية كأداتين مكملتين لبعضهما في خدمة العولمة. الغموض كأسلوب نفسي محير ومؤثر في ذات الوقت من أساليب مروجي العولمة جاء في المرتبة الخامسة ويليه في الترتيب تشجيع السلوك الاستهلاكي وتحويل المجتمعات الأخرى إلى مستهلكين لبضائع العولمة المادية والمعنوية بدلاً من انتاجها، أما التربية ممثلة في مناهجها الدراسية فقد جاء ترتيبها في المرتبة السابعة إذ لا يرى أفراد العينة توظيف العولمة للمناهج في الوقت الراهن كأسلوب من أساليب وطرائق بث أفكارها ومفاهيمها. وقد يكون السبب في ذلك هو النظرة الواقعية لأفراد العينة والتي تدرك أن الدول التي تقف وراء العولمة لم توظف المناهج في الوقت الراهن لبث العولمة إذ أن الدول الأخرى ما تزال تطبق مناهجها لكن هناك محاولات للتأثير على مناهج الدول الأخرى والتدخل فيها من قبل رواد العولمة. النزعة العدوانية والهجوم على الآخر جاء في المرتبة الثامنة والأخيرة كسمة وأسلوب يستخدمه مروجو العولمة وقد تكون هذه النتيجة منسجمة مع التكتيك المستخدم من خلال الهيئات والمنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية وهيئة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي وغيرها.
السؤال السادس ركز على معرفة ترتيب أساليب مواجهة العولمة وجاء في المرتبة الأولى حسب رأي أفراد العينة أن الأخذ بأسلوب القوة الشاملة الاقتصادية والسياسية، والاجتماعية والعقدية هو الأسلوب المناسب، ويأتي في المرتبة الثانية أسلوب العمل الجماعي بدلاً عن العمل المنفرد لمواجهة العولمة، أما الحصانة التربوية فإنها تأتي في الترتيب الثالث كإجراء يمكن من خلاله مواجهة العولمة والتحصن من آثارها. وقد يكون السبب في تأخر الحصانة التربوية للمرتبة الثالثة بسبب شموليتها في الأسلوب الأول وهو القوة الشاملة. الثقة بالمقومات المحلية وتدعيمها كأسلوب من أساليب مواجهة العولمة جاء في المرتبة الرابعة ويليه المواجهة الفكرية للعولمة ومقارعة الحجة بالحجة، أما الأخذ بالتقنية وكل جديد فيها فإن ترتيبها جاء في المرتبة السادسة، ويليه أسلوب الاستسلام للعولمة باعتبارها واقع لابد من قبوله والتعامل معه إذ جاء في المرتبة السابعة مما يدل على رفض أفراد العينة لروح الاستسلام، كما جاء ترتيب المواجهة العسكرية كأسلوب لمواجهة العولمة في الترتيب الثامن والأخير مما يعني رفض أفراد العينة لأسلوبي الاستسلام وكذا المواجهة العسكرية وهذا يدعم أساليب الأخذ بزمام القوة الشاملة والمواجهة الفكرية والعلمية والثقافية والحصانة التربوية.
للإجابة على السؤال السابع فيما إن وجدت فروق بين أفراد العينة عند تصنيفهم إلى أعضاء هيئة تدريس وطلاب دراسات عليا وطلاب بكالوريوس في تصنيفهم وترتيبهم للمفاهيم والأسباب والأهداف والآثار والأساليب والطرق المستخدمة لنشر العولمة أو مواجهتها يتبين من نتائج تحليل التباين الواردة في الجداول (5،6،7،8،9،10،11) أنه لا توجد فروق ذات دلالة بين أفراد العينة عند تصنيفهم إلى أعضاء هيئة تدريس وطلاب في ترتيب المفاهيم حول العولمة كما هو وارد في جدول رقم (5) أما ما يتعلق بأسباب ظهور العولمة فيتضح من جدول رقم (6) وجود فروق دالة عند مستوى (0.05) بين مجموعات العينة وقد تم استخدام اختبار شفي Scheffe Test من أجل معرفة بين أي المجموعات يوجد الفرق حيث وجد أن الفرق الدال بين طلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس مما يعني موافقة طلاب الدراسات العليا بصورة أكبر من طلاب البكالوريوس على الأسباب الكامنة وراء العولمة، في حين لا يوجد فرق دال بين الأساتذة وطلاب الدراسات العليا أو البكالوريوس.
كما ويتضح من الجداول (11،10،8) عدم وجود فروق دالة احصائياً بين مجموعات عينة الدراسة من أساتذة وطلاب دراسات عليا وطلاب بكالوريوس في شأن أهداف العولمة. وأساليبها في الانتشار وكذا الطرق والأساليب الممكن استخدامها لمواجهة العولمة والتكيف معها. أما الآثار المترتبة على العولمة إيجابياً وسلبياً فيتبين من جدول رقم (9) وجود فروق دالة بين المجموعات عند مستوى (0.05). لكنه لم يتضح لصالح أي مجموعة هذه الفروق.
جدول رقم (5)
تحليل التباين الأحادي لمفاهيم العولمة لمجموعات الأساتذة
وطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس
المصدر درجة الحرية مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة ف
بين المجموعات
داخل المجموعات
المجموع 2
316
318 0.99
2583.86
2584.85 0.49
8.17 0.06

جدول رقم (6)
تحليل التباين الأحادي لأسباب العولمة لمجموعات الأساتذة
وطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس
المصدر درجة الحرية مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة ف
بين المجموعات
داخل المجموعات
المجموع 2
316
318 29.32
1175.48
1204.81 14.66
3.71 3.94*
* دالة عند مستوى (0.05)


جدول رقم (7)
اختبار شفي لتحديد مصدر الفروق بين المجموعات
المجموعة 3 2 1 المتوسط
3
2
1

* 11.06
11.55
11.81

جدول رقم (8)
تحليل التباين الأحادي لأهداف العولمة لمجموعات الأساتذة
وطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس
المصدر درجة الحرية مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة ف
بين المجموعات
داخل المجموعات
المجموع 2
316
318 11.31
1443.94
1455.26 5.65
4.56 1.23

جدول رقم (9)
تحليل التباين الأحادي لآثار العولمة لمجموعات الأساتذة
وطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس
المصدر درجة الحرية مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة ف
بين المجموعات
داخل المجموعات
المجموع 2
316
318 22.70
1175.04
1197.75 11.35
3.71 3.05*
* دالة عند مستوى (0.05)



جدول رقم (10)
تحليل التباين الأحادي لأساليب العولمة لمجموعات الأساتذة
وطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس
المصدر درجة الحرية مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة ف
بين المجموعات
داخل المجموعات
المجموع 2
316
318 6.34
1343.36
1349.71 3.17
4.25 0.74
جدول رقم (11)
تحليل التباين الأحادي لطرق مواجهة العولمة لمجموعات الأساتذة
وطلاب الدراسات العليا وطلاب البكالوريوس
المصدر درجة الحرية مجموع المربعات متوسط المربعات قيمة ف
بين المجموعات
داخل المجموعات
المجموع 2
316
318 23.03
1704.95
1727.98 11.51
5.39 2.13
تحليل وتفسير النتائج:
باستعراض المفاهيم حول العولمة والتي عرضت على عينة الدراسة بغرض معرفة ترتيبهم لها يتبين أن غموض المصطلح وعدم الرضا عن العولمة بشكلها الذي تفرض فيه بالإضافة إلى الرغبات الذاتية المتشكلة بسبب وأثر الجذور التي ينتمي لها أفراد العينة والمتمثلة في الدين الإسلامي كعقيدة يؤمن بها أفراد العينة يتبين أن كل هذه تمثل أسباباً معقولة ومفهومه لجعل أفراد العينة أن الإسلام يمكن أن يكون بديلا للعولمة وذلك لأن أفراد العينة يدركون أن الإسلام نظام حياة شامل لكافة المجالات مما يؤهله لأن يحل محل العولمة الحالية والتي فرضت لعدة أسباب كما أن خاصية الإسلام العالمية (( وما أرسلناك إلا كافة للناس )) جعلت أفراد العينة يعطون الفقرة القائلة بأن الإسلام يمكن أن يكون بديل العولمة الترتيب الأول. إن ربط أفراد العينة بين الاستعمار الغربي والعولمة وتقديم هذا المفهوم ليحل المرتبة الثانية يؤكد حالة الرفض للعولمة في صورتها الحالية وإبراز الرغبة الشعورية أو اللاشعورية لدى أفراد العينة في أن يروا الإسلام بديلاً للعولمة بحكم ما سيقدمه من سلام وتسامح وطمأنينة عالية بدلاً من الحروب والنزاعات والقلاقل التي جاءت بها العولمة متأثرة بمبادئ البرامجاتية والميكافيلية كأساس نفسي وتربوي شكل أفراد ومجتمعات رواد العولمة في الوقت الراهن.
وتتعزز الصورة السلبية للعولمة لدى أفراد العينة بتسلسل ترتيب مفاهيم الاستعمار والجذور الغربية للعولمة، ومفهوم الهيمنة الشاملة.
الأسباب وراء ظهور العولمة بصورتها الحالية جاء في مقدمتها أن ضعف المجتمعات الأخرى هو السبب الرئيس وراء العولمة مما يعني أن أفراد العولمة يلومون المجتمعات الأخرى وهم جزء منها لضعفها الذي أوجد مناخاً وبيئة تنشأ فيها العولمة وربما يكون الضعف الذي يدركه أفراد العينة مفسراً بمجيء ترتيب (( القوة العسكرية الأمريكية )) في المرتبة الثانية مما يعني أن التخلف التقني بشكل عام والعسكري بشكل خاص يمثل سبباً قوياً في بروز العولمة بصورتها الحالية. ويتعزز مفهوم ضعف المجتمعات الأخرى والفراغ الذي حدث في الساحة الدولية بسقوط الاتحاد السوفيتي وبروز قوة واحدة في العالم تفرض نفسها كمبشرة بالعولمة حين تسلسل التقدم التقني الهائل، ووجود قطب واحد والتطورات التي حدثت على الصعيد العالمي كأسباب محتملة وقوية خلف نشوء العولمة.
إن إدراك خطورة العولمة من قبل أفراد العينة جعلهم يضعون في المرتبة الأولى هدف تغيير المجتمعات الشمولي مما يشير إلى الفزع الذي يشعر به المستجيبون نظراً لما قد يترتب على تغيير المجتمعات من نسف لثوابتها وطمس لهويتها وتفكيك لمكوناتها وقيمها. وحيث أن باقي الأهداف مثل تغيير ثقافة الشعوب والمناهج واضعاف المجتمعات بالإضافة إلى إعادة تشكيل شخصيات الأفراد متضمنة في الهدف الأول لذا جاء ترتيب هذه الأهداف في التسلسل المذكور.
وامتداداً للصورة السلبية حول العولمة جاء ترتيب آثار العولمة مؤكداً لهذه الصورة حيث لاحظنا في النتائج أن انتشار الخير والسلام احتل المركز الأول في الترتيب خاصة إذا علمنا أنه يصحح بطريقة عكسية، ويليه في الترتيب احتكار الأموال وتمركزها في يد الشركات، ومثل هذه النتيجة تتفق مع ما توصل إليه Wagner, June حول وول مارت والتغيير الذي حدث في أهداف الشركة وتقديمها خدمات معلوماتية على مدار الساعة في كافة أنحاء العالم وتتأكد فكرة الاحتكار من خلال دراسة Timm Judee والتي أكدت على ما يجب أن تقوم به مدارس الأعمال العالمية من معرفة بالمجتمعات الأخرى وثقافاتها من أجل تحقيق المكاسب في هذه المجتمعات.
ولا غرابة في أن يحتل الإعلام المرتبة الأولى بين الأدوات والوسائل التي تستخدمها العولمة وفي هذا إدراك للحقيقة الماثلة على أرض الواقع نظراً لما يحدثه الإعلام من تأثير في كافة أنحاء العالم وفي كافة الشرائح الاجتماعية وبصورة فعالة ومؤثرة تصل إلى قلب الحقائق وتزييفها وتشكيل الاتجاهات وإعادة صياغة القيم. أما احتلال الاقتصاد المركز الثاني في الترتيب فهو لإرتباطه المباشر بحياة الناس اليومية ومعاشهم.
ويمكن تفسير تأخر ترتيب التربية ممثلة في المفاهيم كأسلوب وأداة توظفها العولمة لنشر مبادئها وقيمها وفكرها بسبب كون التربية الرسمية ممثلة في المدارس والمقررات الدراسية لم تستخدم بشكل واضح لنشر العولمة في الوقت الراهن رغم أنها قد تكون وسيلة فعالة في المستقبل وهذا ربما يفسر الضغوط التي تمارس على بعض الدول للتغيير في مناهجها.
الأساليب الفعالة لمواجهة مخاطر العولمة جاء في مقدمتها الأخذ بمبدأ القوة الشاملة ولا غرابة في ذلك لأن القوة في كل شيء سياسة واقتصاداً وتسلحاً وعلماً وتقنية تحمي صاحبها من الخضوع للآخر والوقوع فريسة له وهذه النتيجة تتفق مع الحديث الشريف ((المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف)) ويتأكد هذا المفهوم باحتلال العمل الجماعي كأسلوب فعال تواجه به العولمة المركز الثاني لأن العمل الجماعي أقوى من العمل الفردي ((يد الله مع الجماعة)). ويولي أفراد العينة الجهود التربوية أهمية في مواجهة العولمة ذلك أن التربية المناسبة تشكل أساساً تواجه به العولمة.
يلاحظ من النتائج أن أفراد العينة بجمعون في ترتيبهم لمفاهيم العولمة، وأهدافها، وأساليبها وكذا طرق مواجهتها وهذا ربما يدل على أن الصورة المتشكلة حول العولمة متشابهة لدى أفراد العينة مع اختلافهم سناً وخبرة وعلماً، أما الاختلافات بين أفراد العولمة بشأن ترتيب آثار العولمة وأسبابها فهذا ربما يكون مرده عدم إلمام طلاب البكالوريوس بأسباب ظهور العولمة بالإضافة إلى عدم إدراكهم العميق للآثار المترتبة على العولمة والمحتمل حدوثها.

التوصيــــات

أخذاً في الاعتبار للنتائج التي توصل إليها الباحث وإدراكاً للإجماع الذي لوحظ بين أفراد العينة خاصة بشأن المفاهيم والأهداف، وأساليب العولمة وطرق مواجهتها يمكن إدراج التوصيات التالية:
1- يوصي الباحث بأهمية إخضاع العولمة لمزيد من الدراسة خاصة في مفهومها وأهدافها وأساليبها.
2- يقترح الباحث أن تكون العولمة ضمن المواضيع التي تدرس لطلاب الجامعة سواء بكالوريوس أو دراسات عليا.
3- العمل على تكريس فكرة أن الإسلام كنظام حياة شامل يمكن أن يكون بديلاً للعولمة.
4- يما أن أساليب مواجهة العولمة ركزت على الأخذ بمبدأ القوة الشاملة والحصانة التربوية والعمل الجماعي، وغرس الثقة بالذات والمقومات الاجتماعية المحلية، لذا لابد من أن تكون هذه الأمور محل اهتمام وعناية المؤسسات التربوية والإعلامية وكافة مؤسسات المجتمع.
5- بما أن الآلة الإعلامية صنفت باعتبارها أهم أسلوب تستخدمه العولمة لفرض برامجها، لذا فالأمر يتطلب إعطاء اهتمام أكبر بالإعلام الداخلي ليكون أداة تربوية فاعلة والإعلام الخارجي لتفادي آثاره المدمرة وحسن مواجهته في ترويجه للعولمة.



المراجـــــع

- Li, Huey-Li. Biorcgionalism and global education theory; V 53hl p 55-73 win 2003.
- Smolin, Louanne lone; Lawless, Kimberly A. Becoming Literate In the Technological age: New responsibilities and tools for teachers. Reading teachers; V 5 , n , p 570-77 Mar 2003.
- Wagher, June G. The changing shape of corporations. Keying in; C 13 n 4 Mar 2003.
- Rhoad, Robert A. Globaliztion and resistance in the united states and mexico: the global potemkin village. Higher education. V 45 n 2 p 223-50 Mar 2003.
- Cambridge, James. Identifying the globalist and internationalist missions of international schools. International schools journal; V 22 n 2 p 54-58. Apr 2003.
- Timm, Judee A. Cultural sensitivity: The Key to teaching Global business. Business education forum; V 57 n 3 p 45-47 Feb 2003.
- Fox, sarah cleveand. The international system in the 21st century: considering the US role. Third edition. Teacher resource book public policy debate in the classroom. 2003.
- Sifakis, Nicos C; Sougari, Areti- Maria. Facing the globalization challenge in the realm of English language teaching. Language and education; V 17 n 1 p 59-71. 2003.
- Rodriguez, conrado; church, A. Timothey. The structure and personality corrdates of affect in Mexico: Evidence of cross-cultural compatibility using the Spanish lanuage. Jowrnal of cross-cultural psychology; V 34 n 2 p 211-30 Mar 2003.