عولمة الاقتصاد/عولمة الأزمات: الوجه الحقيقي للقرية الكونية.

تعرف الدول الصناعية المتقدمة في شمال الكرة الأرضية أزمة مالية واقتصادية عنيفة تهدد – ليس فقط استقرار هذه الوحدات- وإنما أسس النظام الرأسمالي بأكمله. وإذا كانت شرارة هذه الأزمة قد انطلقت من قلب المعسكر الرأسمالي- الولايات المتحدة الأمريكية- فإنها سرعان ما عبرت المحيط الأطلسي لتبلغ الدول المصنعة الأخرى في الغرب، ثم بعد ذلك انتقلت إلى باقي أرجاء الكرة الأرضية بما فيها دول الأطراف. ويطرح هذا الأمر- انتقال الأزمة من المركز إلى المحيط – تساؤلات عدة حول طبيعة العلاقات الاقتصادية الدولية والقوانين التي تخضع لها في عالم ما بعد الحرب الباردة ونهاية القطبية الثانية. والإشارة هنا بطبيعة الحال إلى المرحلة الحالية من مراحل تطور النظام الرأسمالي التي تعرف بالعولمة. وإذا كانت لهذه الأخيرة أبعاد رئيسية متعددة ومترابطة: البعد الاقتصادي، البعد السياسي، البعد الاجتماعي، البعد الثقافي....، فإن الذي يهمنا هنا هو الجانب الاقتصادي في هذه الظاهرة التاريخية الكبرى في تاريخ البشرية. وفي حقيقة الأمر فإن الذي يهمنا بالدرجة الأولى في العولمة الاقتصادية في هذه الورقة هي تلك الآثار والنتائج التي تفرزها وخاصة السلبية منها فيما يخص الدول الصغيرة والفقيرة كما رأينا بمناسبة الأزمة الاقتصادية العالمية التي يعيشها العالم اليوم. إن من مظاهر العولمة في بعدها الاقتصادي زيادة الاعتماد المتبادل بين الدول والاقتصاديات القومية من خلال عولمة عمليات الإنتاج والتسويق لكثير من الصناعات الحديثة، ونمو حجم التجارة الدولية وتنويعها،وانتقال رؤؤس الأموال عبر الحدود، وزيادة عدد ونشاط الشركات المتعددة الجنسيات .



http://www.4shared.com/document/TAyNU5fr/-----------_2.html