تأليف: الزبير بن عون.
- طالب في الدراسات العليا.
- ماجستير علم الاجتماع. تخصص : الاتصال في المنظمات.
- جامعة قاصدي مرباح – ورقلة – الجزائر.
- تاريخ النشر: 20-10-2009.
- البريد الالكتروني:
zoubir.benaoun@gmail.comالتنشئة الإجتماعية.Socialisation.
طرح سوسيولوجي.
التنشئة الاجتماعية ماهيتها، نظرياتها، مؤسساتها.
تمهيد.
أولا: ماهية التنشئة الاجتماعية.
1 ـ هل التربية هي التنشئة أم هي مرادف لها ؟.
2 ـ مفهوم التنشئة الاجتماعية.
3 ـ خصائص التنشئة الاجتماعية.
4 ـ أهداف التنشئة الاجتماعية.
5 ـ وظائف التنشئة الاجتماعية.
6 ـ دور التنشئة الاجتماعية.
7 ـ مقومات التنشئة الاجتماعية.
8 ـ التنشئة الاجتماعية ومراحل النمو الاجتماعي.
9 ـ أشكال التنشئة الاجتماعية.
ثانياً: الأسس النظرية لعملية التنشئة الاجتماعية.
1 ـ نظرية التفاعل الرمزي.
2 ـ النظرية البنائية الوظيفية.
3 ـ نظرية التعلم الاجتماعي.
4 ـ نظرية التربية الاجتماعية .
ثالثاً: مؤسسات التنشئة الاجتماعية .
1 ـ الأسرة. 2ـ دار الحضانة.
3 ـ رياض الأطفال. 4ـ المدرسة.
5 ـ جماعة الرفاق. 6ـ دور العبادة.
7 ـ وسائل الإعلام
خلاصة..
تمهيد:
إن الفرد ككائن عضوي يتشكل ويصبح كائناً عضوياً اجتماعياً عن طريق المجتمع وثقافته، فالفرد يولد وينمو في المجتمع وفق نظام ثقافي معين تتشربه الأفراد والجماعات وهكذا ينمو من خلال تعامله مع أفراد المجتمع ويأخذ هذا التعامل أشكالاً متنوعة منها التقليد والمشاركة والأخذ والعطاء مع الآخرين قصد تعلم القيم ونماذج السلوك والاتجاهات وإكسابه الأدوار المتوقعة منه، كل هذا كنشاط هادف لتحقيق مطالب الفرد من المجتمع ومطالب المجتمع من الفرد، وعلى الرغم من أن الفرد يولد وهو مزود بأنماط سلوكية وراثية وبيولوجية مع استعداد لتقبل التكيف مع بيئته الاجتماعية، إلا أن الفرد محتاج أشد الاحتياج إلى من يأخذ بيده ويوجهه الوجهة السليمة واللازمة ليستطيع العيش والتفاعل مع أفراد جماعته، ولا يتأتى كل هذا من فراغ أو بمحض الصدفة بل إنما ينشأ من خلال أخطر وأكثر العمليات الاجتماعية أهمية في الحياة ألا وهي التنشئة الاجتماعية هذه الأخيرة الذي سنتطرق اليها من خلال هذا الطرح بإعطاء لمحة عامة عن ماهية التنشئة الاجتماعية وأهم التوجهات نظرية التي قالت عنها والمؤسسات أو الوكالات المسؤولة عنها. بطرح حاولنا فيه قدر الطاقة أن يكون في مجال علم الاجتماع وخاصة العائلي أو التربوي إلا انه تم المزج والتلفيق في الطرح بين عدة مجالات علمية من بينها علم النفس الاجتماعي والتربوي وعلم النفس التعليمي وبالاعتماد على الدراسات السيكولوجية وخير دليل على ذلك التنوع في قائمة المراجع. وما الهدف من هذا إلا توضيح مفهوم التنشئة التي تتقاسمه السوسيولوجيا والسيكولوجيا والبيداغوجيا والتقريب في الفهم والزيادة في المعرفة وكما يقال " كل زيادة فيها خير ".
أولاً : ماهية التنشئة الاجتماعية:
1 ـ هل التربية هي التنشئة،أم هي مرادف لها؟
1ـ1ـ تعريف التربية:
ـ لغويا: للتربية معاني كثيرة متعددة وواسعة، فكل معنى له دلالة في مجاله، حيث إذا رجعنا إلى معالم اللغة العربية نجد أن لكلمة تربية عدة أصول :(1)
ـ رَبَا : يَربُوا رَبوًا ورَبَوا رَابَ (الرَّابٍي) مَربُو : المال زاد ونما – الولد نشأ وترعرع.
ـ رَبَّي : يُربٍى ، رَبياً. رَابَ : الصغير في بني فلان : ربا ونشأ منهم .
ـ رَبَّى : يُربٍي تربية . مُربِ ( المُربَي ) مُربَى : الأب ابنه : هذبه وعني بقواه الجسمية والعقلية والخلقية .
ـ تَربَي: يتربى تربيا.مترب(المتربي): الولد: تعلم وتغذى وتثقف.
ـ اصطلاحا:
يختلف معنى التربية ومفهومها بإختلاف ميادين الدراسة الاجتماعية والتربوية والنفسية والحضارية والانتربولوجية، في نظرتها للفرد والمجتمع، فعلى مر العصور أستخدم الإنسان مصطلح " التربية " للدلالة على مجموعة الأفعال المتعلقة بمستقبله وإستمراريته، فقد استخدم هذا المصطلح للإشارة إلى التنمية والغذاء والزراعة....الخ. ولكن المفهوم المعاصر للتربية ينحصر في مجموع الأفعال الواعية الهادفة إلى تكوين الإنسان، ودفعه نحو التطور والارتقاء.(2)
- يعتبر البعض أن التربية بمعناها الاصطلاحي هي عبارة عن وسيلة مدبرة، يقصد بها الكبار إعداد النشئ إعدادا جسمياً وعقلياً وأدبياً وذوقياً وروحياً، بغرض تهيئتهم تهيئة صالحة لأنفسهم ولمجتمعهم.
- يرى محمد أحمد النابلسي(3) التربية بأنها:« فن وموهبة بقدر كونها علماً وعملية إنسانية ذات أهداف وأطر محددة ترمي إلي تهيئة الإنسان من خلال:
- تهيئة التكامل الفاعل فيجمعه، و تطوير مستوى قدراته النفسية والعضوية.
- نقل القيم والتقاليد من المجتمع إلى الفرد، ودعم إمكانياته للمساهمة في تطوير النظم.
_ ويقول جون ديوي(4):« إذا رجعنا إلى أصل كلمة تربية ""education اللغوي، وجدنا أن معناها مجرد عملية القيادة والتنشئة ». ويقول:« لما كانت التربية عملية اجتماعية، فالمدرسة تمثل الحياة الاجتماعية التي ترتكز فيها جميع العوامل والجهود وتتعاون على تربية الطفل.....». فمن الخطاء إذن أن نعد المدرسة هي التربية، وإنّما التربية عملية مستمرة لا تتوقف عند مجال المدرسة، بل تمتد على مدى الحياة، فالتربية كانت موجودة بكل فعاليتها زمنا طويلا قبل إنشاء المدارس.
ـ عرفها "امانويل كانط.kant " (1724/1804):« التربية هي الترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد ». والتربية هي مساعدة الإنسان في إعداد نفسه جسمياً وعقلياً وخلقياً إعداد يجعله مؤهلا للقيام بالمهام التي تنتظره في الحياة و التلاؤم مع البيئة الطبيعية والاجتماعية .(5)
1ـ2ـ التربية والتنشئة :
إن التنشئة الاجتماعية كعملية تفاعل اجتماعي يكتسب فيها الفرد شخصية وثقافة مجتمعه وهي عملية تربوية هامة للآباء و المدرسين وغيرهم، ذلك أنها تتضمن عمليات تشكيل الفرد وبناء شخصيتة، على نحو يمكنه من النمو والاتزان والتكامل مع ذاته والتكيف مع المجتمع وثقافته، فنجد أن التربية كعملية تشكيل الفرد على نحو تؤكد فيه علاقته بثقافة مجتمعه وبمطالبه الخاصة التي حددها المجتمع لمركزه الذي يشغله، نجدها متمثلة في عملية التنشئة الاجتماعية .(6)
- تعتبر لفظة التنشئة من أهم العناصر الاجتماعية التربوية، بل إن لفضة التنشئة في المفهوم التربوي هي صلب التربية ومعناها الاصطلاحي، فالتربية هي التنشئة والتنمية. وهذه الصلة بين المرادفين للتربية والتنشئة تعطي أهمية بالغة للتنشئة الاجتماعية في العملية التعلمّية والتعليمية.
فالتنشئة هنا هي تربية الفرد وتعليمه وتوجيهه وتثقيفه، والإشراف علي سلوكه وتلقينه لغة الجماعة التي ينتمي إليها وتقاليدها وأعرافها، وسنن حياتها، والخضوع لمعاييرها وقيمها والرضا بأحكامها، وتطبيعه بطباع الجماعة المحيطة وتمثيله سلوكهم العام .(7)
ويمكننا أن ننتقل إلى تعريف التنشئة الاجتماعية، بتقسيمها إلى عدة من المصطلحات المركزية التي تشير إلى ماهية التنشئة وذلك كمايلي:
على أساس التفاعل، على أساس العملية، على أساس التعلم، على أساس الإستدماج وعلى أساس تشكيل السلوك الإنساني.
2 ـ مفهوم التنشئة الاجتماعية:
لقد اتخذ مفهوم التنشئة الاجتماعية مصطلحات وأبعاد متعددة ومتنوعة بسبب تنوع واختلاف العلوم كل حسب تخصصه وكل وفق منظوره كعلم الاجتماع، وعلم النفس والانتربولوجيا وعلم التربيــة، وأطلقت عليها تسميات مختلفة كالتعلم الاجتماعي والإندماج الاجتماعي والتطبيع الاجتماعي ولا تخرج هذه التسميات في نظر علماء الاجتماع عن كونها "عمليات" والتي يتم من خلالها إعداد الفرد ليأخذ مكانة في الجماعة التي ولد فيها.
- التنشئة الاجتماعية هي عملية تفاعل يتم عن طريقها تعديل سلوك الشخص بحيث يتطابق مع توقعات أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها. وهي العملية القائمة على التفاعل الاجتماعي التي يكتسب فيها الطفل أساليب ومعايير السلوك والقيم المتعارف عليها في جماعته، بحيث يستطيع أن يعيش فيها ويتعامل مع أعضائها بقدر مناسب من التناسق والنجاح .(8)
- وعرفها فليب مايرfilipmayer بأنها:« عملية يقصد بها طبع المهارات والاتجاهات الضرورية التي تساعد علي أداء الأدوار الاجتماعية في المواقف المختلفة » .(9)
- ويرى نيكومب Newcomb بأن التنشئة الاجتماعية هي:« تعلم الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي للمعايير والأدوار والاتجاهات، وهي عملية نمو فالفرد يتحول من مركزه حول ذاته إلي فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية »(10)
_ يعرف هيرسكوفش هذه العملية باعتبارها:« عملية واعية أو غير واعية تتم ممارستها داخل الحدود التي يفرضها نظام العادات ويرى أن هناك فصلا بين عمليتين التنشئة الاجتماعية وثقافية »(11).
- يعرفها السيد عثمان بأنها:« عملية تعلم قائمة على تعديل أو تغير في السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة خاصة ما يتعلق بالسلوك الاجتماعي لدى الإنسان ».
- التنشئة الاجتماعية هي عملية الاندماج في الحياة الاجتماعية التي تطبع بها المادة الخام للطبيعة الإنسانية في أنماط ثقافية متنوعة.(12)
- عملية التنشئة الاجتماعية هي إكساب أفراد المجتمع الاتجاهات والقيم الأساسية، والمعرفة التي تتوافق مع أداء الأفراد لأدوارهم الاجتماعية المتوقعة.(13) .
أوهي العملية الأساسية التي يصبح الفرد عن طريقها مندمجا في حياة جماعة اجتماعية من خلال تعلم ثقافتها، ومعرفة دورها، وطبقاً لهذا التصور تكون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة، ولهذا تعتبر هذه العملية ضرورية لتكوين ذات الطفل وتطور مفهومه عن ذاته كشخص(14) وبذلك تتمثل التنشئة الاجتماعية في مدى قدرتها على تهيئة وبلورة القابلية لدى الأفراد للإندماج في الجماعات الاجتماعية داخل المجتمع، كل على حسب طبيعته كالأسرة والمدرسة والجوار، وجماعات اللعب وخلافها، فعن طريق إندماج الفرد في هذه الجماعات يكسب العقائد السائدة في المجتمع، ويتزود بالعادات و التقاليد و الأعراف الاجتماعية، وتتحدد مفاهيمه وتصوراته عن قدراته وشخصيته وطبيعة مجتمعه(15)
وفي هذا تعرف التنشئة الاجتماعية بأنها: "عملية تعلم وتعليم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي، وتهدف إلى اكتساب الفرد طفلا مراهقا فراشدا فشيخا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة هذه المعايير تمكنه من مسايرة جماعية والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندفاع في الحياة الاجتماعية .(16)
3 ـ خصائص التنشئة الاجتماعية :
من خلال العرض السابق لمفهوم التنشئة الاجتماعية يمكن أن نستنتج جملة من الخصائص التي تتميز بها عملية التنشئة فيما يلي:
* إنها عملية نسبية: أي تختلف بإختلاف الزمان والمكان كما تختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد، كما انها تختلف من بناء لآخر ومن تكوين اجتماعي واقتصادي لآخر(17).
* إنها عملية ديناميكية: أي أنها عملية تحركية مستمرة وفي تفاعل متغير، وهي بالتالي عملية أخذ وعطاء بحيث يصبح الفرد مكتسبا للثقافة التي يعيشها، ومن ثمة ينقل الثقافة للآخرين(18)
* إنها عملية فردية اجتماعية: بمعنى أنها فردية خاصة بالفرد، بالإضافة إلى كونها اجتماعية لا تتم إلا ضمن الجماعة وفي الإطار الجماعي والاجتماعي.(19)
* إنها عملية مستمرة: فالمشاركة المستمرة في مواقف جديدة متجددة، تتطلب تنشئة مستمرة يقوم بها الفرد بنفسه ولنفسه حتى يتمكن من مقابلة المتطلبات الجديدة للتفاعل وعملياتها المختلفة والتي لانهاية لها مما يترتب عليه ألا تكتمل التنشئة على الإطلاق، ولا تبقى الشخصية ثابتة في تفصيلها أبداً فالتنشئة تساير الإنسان عبر أطوار حياته المتنامية.(20)
* إنها عملية تحول اجتماعي: أي يتحول من خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره متركزا حول ذاته لا يستهدف في حياته إلا إشباع حاجاته الفسيولوجية، إلى شخص ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية وتحملها ومعنى الفردية والاستقلال. بمعنى أنها تحول الإنسان من فرد إلى شخص .
* إنها عملية معقدة: أي إنها عملية متشعبة تستهدف مهمات كبيرة تعتمد على أساليب ووسائل كثيرة لتحقق ما تهدف إليه(21)
* تعدد وتنوع مؤسساتها وأساليبها: الأماكن التي تتم بها عملية التنشئة المقصودة وغير المقصودة متنوعة فهناك الاسر الصغيرة، العائلة، القبيلة، والدولة والمدرسة والمعهد والجامعة ودور العبادة، وأماكن العمل ووسائل الإعلام على اختلاف أنواعها والنوادي الرياضية والاجتماعية والثقافية والثقافة المجتمعية و...الخ(22)
4 ـ أهداف التنشئة الاجتماعية :
وفقا لخصائص ومفهوم التنشئة الاجتماعية السابقة الذكر يمكننا استعراض أهدافها كمايلي:
* الهدف الأساسي من عملية التنشئة تكوين الشخصية الإنسانية وتكوين ذات الطفل عن طريق إشباع الحاجات الأولية له، بحيث يستطيع فيما بعد أن يجد نوعاً من التوافق و التآلف مع الآخرين من جهة ومع مطالب المجتمع والثقافة التي يعيش فيها من جهة أخرى(23)
* التدريبات الأساسية لضبط السلوك وأساليب إشباع الحاجات: حيث أن من خلال هذه العملية يكتسب الطفل من أسرته اللغة والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعه، والمعاني المرتبطة بأساليب إشباع حاجاته الفطرية والاجتماعية والنفسية.
* اكتساب المعرفة والقيم والاتجاهات وكافة أنماط السلوك وحيث أنها تشمل أساليب التعلم والتفكير الخاصة بالمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، هذا واكتساب العناصر الثقافية للجماعات والتي تصلح لتكوينه الشخصي(24)
* غرس النظم الأساسية في الفرد، وغرس الطموح والتقدم في النفس وحياة الفرد .
* غرس الهوية في الفرد وفقا لاحتياجاته وقدراته التعليمية والمهنية ، وغرس الهوية القومية(25)
- وتتعدد طبيعة وأهداف التنشئة الاجتماعية بوجه عام لتتناول جوانب متعددة طبقا للفلسفات والإيديولوجيات والأفكار التي تنطلق منها .
و في النظر إلى التنشئة الاجتماعية نجد أن "إسماعيل حسن عبد الباري" شملها في الآتي: (26)
* النمو: تهدف التنشئة إلى نمو الفرد من كل جوانبه الجسمية والعاطفية والعقلية والاجتماعية والمعرفية، والمهارة والسلوك والخبرة .
* التكيف: يعتبر ركيزة أساسية من ركائز التنشئة الاجتماعية وهو من العمليات الاجتماعية في حياة الإنسان فالإنسان يواجه الكثير من المؤثرات الداخلية والخارجية ويحاول أن يكيفها أو يخضعها لحاجاته ومتطلباته، أو يحاول أن يتكيف معها وعندما تكون عملية التكيف متفقة مع حاجات الفرد ومطالب الجماعة، فإنها تكون عملية فردية واجتماعية في نفس الوقت .
* إعداد الفرد لمهنة: هذا الهدف يتعلق بعملية إعداد الفرد لمهنة يؤديها، يستطيع بها أن يكسب العيش وأن يسهم في بناء مجتمعه، وأن يعيش في هذا المجتمع معتمدا على نفسه متكيفا وبيئته. وأخيرا يبقى هدف التنشئة الاجتماعية ونتيجتها خلق وتنمية الرغبة في الناس أن يصبحوا آباء، وأن يثبتوا في أطفالهم الرغبة في أن يصبحوا آباء عندما يكبرون وهكذا.
5 ـ وظائف التنشئة الاجتماعية:
لعملية التنشئة الاجتماعية وظيفة ظاهرة" Monifest function" تنحصر في تدريب الطفل على آداء أنماط معينة من السلوك يرضى عنها المجتمع، ويتخذها الشخص دعامة لسلوكه حول حياته.(27) ولها وظيفة مستترة أو كامنة "Latent function" تهدف إلى توحد الطفل مع مجموعة من الأنماط الثقافية تعرف باسم القيم الاجتماعية الذي يتكون منها البناء الأساسي للشخصية، ويختلف الأفراد في مبلغ قابليتهم للإندماج في حياة الجماعة باختلاف التنشئة التي يتعرضون لها، والتي تحيط بهم في نشأتهم الأولى. وقد يفسر لنا هذا كيف أن بعض الأطفال ينشئون اجتماعيين والبعض الآخر لا اجتماعيين (28)
6 ـ دور التنشئة الاجتماعية :
تساهم عملية التنشئة الاجتماعية في التوفيق بين دوافع الفرد ورغباته ومطالب الآخرين المحيطين به وبذلك يتحول الفرد من طفل متركز حول ذاته ومعتمد على غيره هدفه إشباع حاجاته الأولية، إلى فرد ناضج يتحمل المسؤولية الاجتماعية ويدركها بالقيم والمعايير الاجتماعية السائدة ،فيضبط انفعالاته ويتحكم في اشباع حاجاته وينشئ علاقات اجتماعية سليمة (29).
وقد لخص "محمد عبدو محجوب" دور التنشئة الاجتماعية في النقاط التالية (30):
* تقوم التنشئة بدور هام في تشكيل شخصية الفرد وفي تكوين اتجاهاته وميوله ونظرته إلى الحياة من حوله، فالمواقف الاجتماعية المؤلمة والمفرحة التي يتعرض لها الطفل في سنواته الأولى مثل مواقف الرضاعة والفطام والتدريب على النظافة وغيرها من أساليب التنشئة لها اثر على تكوين شخصيته في المستقبل.
* تقوم التنشئة الاجتماعية بدور فعال في إعداد الفرد ليلعب أدواراً متعددة، لأنه مطالب بمجموعة من النشاطات والأفعال في المجتمع الذي يعيش فيه كي تنتظم الحياة الاجتماعية وعليه فلابد أن يحتل مجموعة من المكانات التي منها ما يتحدد بولادته مثل:النوع، الدين، العرف والطبقة وأن يكون مستعداً وقادراً على القيام بالأدوار التي توكل إليه.
* تشمل عملية التنشئة على مجموعة من المدخلات التي يكسب بها الفرد من خلالها بعض خصائصه الشخصية مثل: المعرفة، المدركات، المهارات، الاتجاهات، القيم و الدوافع، الحاجات وهي تحدد في مجموعها معالم الشخصية المتميزة وتحدد له الطريقة التي يتكيف بها مع عالمه الثقافي والاجتماعي والفيزيقي.
* تشمل عملية التنشئة الاجتماعية على مجموعة من المدخلات أو المكونات البنائية التي يكسب الفرد من خلالها بعض خصائص شخصيته، والتي منها القيم والرموز والأخلاق والسجايا والمعتقدات والمفاهيم، والأمثال والمعايير والتقاليد والأعراف والوسائل والمهارات المستعملة من طرفه في تعامله مع بيئته .
ومن أهم وظائف التنشئة الاجتماعية تعليم الشخص المشاركة في الأدوار الاجتماعية ولذلك تكون الموضوعات التي يمكن إستدماجها هي الأدوار الاجتماعية ووظائفها.
7 ـ مقومات التنشئة الاجتماعية:
لما كانت التنشئة الاجتماعية عملية تفاعل اجتماعي يكتسب فيها الفرد شخصيته الاجتماعية التي تكسبه ثقافة المجتمع، ففي هذه العملية يقوم المجتمع بمؤسساته وجماعاته بتنشئة صغاره. فإنه يمكن تصنيف العناصر أو المقومات الأساسية والتي تكمن في الفرد، الثقافة والمجتمع في ثلاث فئات هي:
7 ـ1 ـ الفرد:
الفرد كعضوية يتكيف بيولوجيا مع وسطه المادي. كما أنه نسق مفتوح في حالة تكيف دائم مع المؤثرات البيئية المادية (حرارة ، ضغط ،ضوء ،صوت) وهو نسق مفتوح يتكيف باستمرار مع وسطه الاجتماعي من الناحية النفسية والاجتماعية ،يؤثر ويتأثر بالأفراد المحيطين به من خلال الأدوار التي يحتلها وما تحمله تلك الأدوار من توقعات سواء بالنسبة لحقوقه أو واجباته فالبيئة الاجتماعية ملازمة للفرد ووجودها يعني وجوده ووجوده يعني وجودها، " فالأنا لا تكون إلا من خلال علاقتي بأنت " .هذا المنظور يؤكد ديناميكية الوسط الاجتماعي والفرد ويعطي مظهر الثبات والتنظيم والتعدد والاختلاف داخل هذا الثبات والتنظيم.
إن التفاعل بين الفرد والآخر يؤدي من جهة الى استمرارية التراث الثقافي وتطويره، من جهة ثانية الى نمو الفرد نفسيا واجتماعيا في إطار التفاعل مع مكوناته الوراثية والبيولوجية الذاتية مما تؤدي إلى خلق الشخصية الفردية.(31)
لقد كتب لينتون يقول:« إن المجتمعات عبارة عن جماعات من الأفراد المنظمين وليست الثقافات في نهاية التحليل إلا اتساقا من استجابات متكررة ومشتركة بين أعضاء المجتمع». ويضيف كاردينر ويقول:« إننا لا نستطيع أن ندرس الفرد بمعزل عن المؤسسات التي يعيش فيها ومن المستحيل أن نفهم المؤسسات دون أن ندركها على أنها من خلق الإنسان وسواء كانت نقطة الانطلاق في الفرد أو المؤسسة فلا بد من معرفة الاثنين في نهاية الأمر ...".(32)
ومادام قد أقرّ هذه النظرة وأقررنا، فقد أصبح علينا أن نتجه إلى التحليل وطرح مفهوم المجتمع والثقافة.
7 ـ2 ـ المجتمع :
مما لاشك فيه أن المجتمع مدرسة كبيرة يتلقى فيها الفرد دروسا عملية كثيرة قد لا يتيسر أن يتلقاها في حياته، وفي المجتمع يكسب الفرد ما لديه من السلوك، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتلقى من المجتمع دروسا مختلفة الأنواع والصور يصقل بها معارفه وخبراته.
_ ويتكون المجتمع من عناصر متصلة بالمجتمع الكلي هي :
* المعايير: فهي التي تحدد السلوك المقبول وسلوك غير المقبول في الجماعة، فالنظام مثلاً قيمه يحترمها الناس في المجتمع ويعلون من شأنها.(34)
* الأدوار الاجتماعية والمكانة في المجتمع: المكانة والمركز الاجتماعي هي وضع معين في البيئة، أو التركيب الاجتماعي في جماعة معينة. فالأم لها مكان وادوار اجتماعية فهي أم وزوجة وربة بيت، وأي جماعة يتفاعل معها الطفل عبارة نسيج متشابك من المكونات الاجتماعية وهو في تفاعله مع هذه الجماعات يتوقع أنماط سلوكية معينة.
* القيم: هي الأفكار التي تحدد ما هو حسن مقبول وما هو سيئ مرفوض، يقصد بها التصورات والمفاهيم الدينامية الصريحة أو الضمنية التي تميز الفرد أو الأسرة وتحدد ما هو مرغوب فيه اجتماعيا، وتؤثر في اختيار الأهداف والطرق و الأساليب والوسائل الخاصة بالعلل، وتجسد مظاهرها في اتجاهات الأفراد والجماعات، وأنماطهم السلوكية ومثلهم ومعتقداتهم ومعاييرهم، ورموزهم الاجتماعية.(35)
* المؤسسات الاجتماعية: تخضع عمليات التنشئة الاجتماعية في جزء كبير منها الى المؤسسات الاجتماعية فالأسرة أول خلية ومؤسسة للتنشئة تليها المدرسة وهي عبارة عن بيئة اجتماعية معينة فيها أدوار ومكانات كما أنها تعكس قيم المجتمع وكذلك دور العبادة والأندية الرياضية...الخ.
* القطاعات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية: ومنها الطبقة الاجتماعية أو المستوى الاجتماعية والاقتصادي واختلاف الطبقة والثروة والامتياز والسلطة بين أفراد المجتمع، وكذلك الموقع والبيئة مما يؤدي إلى اختلاف الأفراد من بيئة الى أخرى ( سياحية، قروية، بدوية، حضرية ).(36)
7 ـ3 ـ الثقــــافة:
هي ذلك الكم الذي يشمل المعارف والمعتقدات والفنون والقواعد الأخلاقية والقوانين والمهارات والقدرات التي يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه. وهي كل ما يتعلمه الفرد من عادات وتقاليد وقيم واتجاهات ومعتقدات دينية واجتماعية وأنشطة مركبة. ويتعلم الفرد عناصر الثقافة الاجتماعية المحيطة به أثناء نموه الاجتماعي عن طريق التنشئة الاجتماعية.(37)
فالثقافة بما هي تنشئة اجتماعية تمثل مكانة هامة جدا خلال سنوات الطفولة وصولا إلى سن الرشد، وخلال هذه السنوات تتم عملية الانتماء الاجتماعية، كما تشكل الهوية الذاتية التي يلعب المحيط الاجتماعي الدور الحاسم فيها كما أن الثقافة لا تقتصر على تكوين الهوية بل تتعداه الى تكوين الشخصية بمجملها وتحديد السلوك.(38)
فمن خلال العائلة التي تمثل المحيط الاجتماعي الأقرب وهي تزود الطفل والمراهق بالمبادئ الأولى التي تمكنه من توظيف وأعمال عقلاني لقدراته بطريقة تمكنه من بلوغ مرتبة الثقافة بعد مرحلتي التربية والتعليم.
فالثقافة ليست فحسب مجموعة معارف أو نشاطات متنوعة بل هي نمط حياة وسلوك، والميراث الاجتماعي أو ما يعرف - بالمحيط الاجتماعي الثقافي-. فالثقافة تمثل العلم والمعرفة وبدرجة أقل التربية.(39)
تمارس الثقافة وظائف بسيكواجتماعية تختلف عن تلك التي تؤديها المؤسسات العديدة وذلك لأنها تظم المجتمع في شموليته(40)
- إذ أنها تقدم للمجتمع نماذج ثقافية أي مواد يبنى من خلالها أنماط الحياة، فالثقافة بهذا المعنى تقوم بدور مدمج ينشى السلوكيات.
- كل ثقافة تعمل على تشكيل الشخصية بتوفيرها أساليب التصرف والتوجيه لأذواقها وإملاء اختياراتها.
- وبوصفها مجموعة أساليب حياة منظمة ليست الثقافة ثمرة الميراث لكنها نتيجة التعليم. وتكتسب الثقافة وفق طريقتين محددتين التنشئة والتثقيف فالتنشئة تستند إلى الاندماج الناجح لفرد في مجموعة ما، أما التثقيف فهو يشير إلى التنشئة التي لا تقف عند تكييف السلوك ولكنها تستنبط النماذج السلوكية القيمة التي تقترحها الجماعة.
8 ـ التنشئة الاجتماعية ومراحل النمو الاجتماعي :
يخضع الكائن الإنساني منذ لحظة تكوينه حتى الوفاة للتغير المستمر، فهو ليس في حاجة ستاتيكية ساكنة ولكنه ينمو خلال المراحل العمرية المتعاقبة التي يمر بها، نمواً يشمل كيانه ككل.من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والخلقية والاجتماعية، وتتضمن المراحل العمرية استنتاج أو استنباط القيم والمعايير منذ الطفولة حتى الرابعة عشر ثم المراهقة، ثم الزواج حوالي العشرين حتى يصبح الشخص راشداً والداً في الرابعة والعشرين مثلاً، ثم ينتقل إلى وظيفة في الثلاثين ثم يحال إلى الشيخوخة ويصبح جداً في الخمسين وأخيراً يحال إلى المعاش. وبالتالي النمو الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية يعينان شيئاً واحداً وأن الجانبين عملية تعلم اجتماعي. وفيما يلي عرض للمراحل العمرية المتتالية:
8 ـ1 ـ مرحلة الطفولة :
سنعالج مرحلة الطفولة ككل رغم أن هناك من علماء الاجتماع والنفس والاختصاصين التربويين والباحثين من يقسموها إلى مراحل طفولة المهد، والطفولة المبكرة والمتوسطة ثم المتأخرة، ولكننا لبساطة العرض المقلص والملخص، وتشابه خصائص مرحلة الطفولة سوف نعالجها كمرحلة واحدة.
لمرحلة الطفولة أهمية خاصة في حياة الفرد ذلك لأنه في مرحلة الطفولة توضع البذور الأولى لشخصية الطفل، ويتكون الإطار العام لشخصيته، ويكون لهذا أكثر الأثر في تشكيل شخصية الطفل في المراحل اللاحقة. يتم فيها عملية التأثير والامتصاص لما يحيط الطفل من خصائص وسمات، يميل إلى التقليد والمحاكاة ميلاً خاصاً فيقلد الكبار المحيطين به ولا سيما من يعجب بشخصياتهم، كما يميل إلى حب الاستطلاع وإكتساب المعرفة.(42)
مرحلة الطفولة لها مالها من الأهمية في بناء شخصية الطفل وتترك بصمات في شخصيته طوال حياته، حيث تنطبع حياة الطفولة وتظل تصاحب الفرد مراهقاً وشاباً ويافعاً ورجلاً وكهلاً وشيخاً.(43) إذ أن نمو الطفل مرتبط بنشاط الأسرة ومدى توفرها للتجارب الفعلية للطفل من أجل ممارسة السلوكيات وتنميتها.(44)
ويمكن تقسيم مرحلة الطفولة إلى مراحل فرعية وفقا لأسس معينة :(45)
* تبعاً للأساس التربوي تقسم الى :
ـ مرحلة الرضاعة أو المهد : من الميلاد حتى السنة الثانية.
ـ مرحلة ما قبل المدرسة : من الثانية إلى السادسة.
ـ مرحلة المدرسة الابتدائية : من السادسة إلى الثانية عشر.
* تبعاً للأساس البيولوجي تقسم الى :
ـ مرحلة الرضاعة أو المهد : من الميلاد إلى الثانية.
ـ مرحلة الطفولة المبكرة : من الثانية إلى السادسة.
ـ مرحلة الطفولة المتوسطة : من السادسة إلى التاسعة.
ـ مرحلة الطفولة المتأخرة : من التاسعة إلى الثانية عشر.
* تبعا للأساس الشرعي تقسّم إلى :
ـ مرحلة الرضاعة أو المهد : من الميلاد إلى الثانية.
ـ مرحلة ما قبل التمييز : من الثانية إلى السابعة.
ـ مرحلة التمييز : من السابعة إلى الثانية عشر.
ـ حاجات الطفولة: تتعدد حاجات الطفل وتختلف من مجتمع لآخر، إلا أنه توجد حاجات مشتركة بين المجتمعات على الرغم من اختلاف أشكالها وسبل إشباعها، وذلك لأن الطفل هو كائن إنساني له خصائصه المشتركة ككائن بيولوجي نفسي اجتماعي .ولهذا نورد الحاجات بإختصار فيمايلي: (46)
ـ الحاجة الصحية والغذائية: تتضمن الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الطبية والتغذية الصحية.
ـ الحاجة إلى التنشئة السليمة والرعاية الوالدية وتوفير الحب والأمن والطمأنينة وغرس القيم والعادات.
ـ توفير ما يحتاج اليه الطفل من مسكن وملبس ومتطلبات الانفاق المختلفة.
ـ الطفل بحاجة إلى التعلم ويحصل على العلم المناسب للتسلح بالمعرفة.
ـ الحاجة إلى الترفيه واللعب والمصاحبة أو النزهة وتوفير الوسائل الترويحية الترفيهية.
ـ الحاجة للتهيئة للحياة الاجتماعية والاندماج في المجتمع كعضو فيه يتضمن برامج التعليم، والإعداد المهني ومساعدة الأسرة لطفلها لكي يشارك في المجتمع بنشاط وتحمل المسؤولية.
ـ الحاجة الشرعية والتشريعية: وتتضمن حاجات الطفل في الحصول على حقوقه الشرعية في نسبه ونفقته وحضانته، وولاية وميراث، وحقه في أن يعيش في كنف أسرة متكاملة مستقرة.
مظاهر النمو
جوانـب النمـو
النمو الجسمي
نمو الطفل من حيث الطول ،النمو الهيكلي ،التغيرات في الأنسجة وأعضاء الجسم ،القدرات الجسمية الخاصة ،العجز الجنسي الخاص.
النمو الفيزيولوجي
نمو أعضاء الجسم المختلفة من: نمو الجهاز العصبي ،ضربات القلب ،ضغط الدم ،الهضم ،الاخراج ،النوم ،التغذية ،الغدد الصماء التي تؤثر في افرازاتها في النمو.
النمو الحركي
نمو حركة الجسم وانتقاله ،المهارات الحركية ،وما يلزم الانسان من أوجه النشاط المختلفة في الحياة.
النمـو العقلي والمعرفي
نمو الوظائف العقلية المعرفية مثل الذكاء العام ، القدرات العقلية المعرفية المختلفة العمليات العقلية العليا كالإدراك والتذكر والانتباه والتخيل والتفكير والتحصيل .
النمـو الحسي
نمو الحواس المختلفة :البصر ،السمع ،الشم ،التذوق ،الاحساسات الجلدية الاحساسات الحشوية ،كالاحساس بالألم والجوع والعطش.
النمـو اللغوي
نمو السيطرة على الكلام ،عدد المفردات ونوعها ،طول الجملة ،النطق ، المهارة اللغوية.
النمو الانفعالي
نمو الانفعالات المختلفة :وتطور ظهورها مثل التهيج ،الانشراح والبهجة ،الحنان ،الانقباظ ،الحب ،الغضب.
النمو الاجتماعي
نمو عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي للفرد والأسرة والمدرة والمجتمع وفي جماعة الرفاق الى المعايير الاجتماعية.
النمـو الجنسي
نمو الجهاز التناسلي ووظائفه،أساليب السلوك الجني وله جانبان جانب نفسي وجانب جسمي.
الشكل: يبين جوانب ومظاهر النمو في مرحلة الطفولة .(47)
8 ـ2 ـ مرحلة المراهقة :
وهي مرحلة انتقالية من عمر الإنسان تبدأ بالبلوغ الذي يعتبر طريقاً بين الطفولة المتأخرة والمراهقة، تحدث فيها تغيرات في شخصية المراهق الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية و...الخ فهو ينتقل من التفكير القائم على الادراك الملموس إلى التفكير الأعمق في الأمور المعنوية والفكرية، وتزداد قدرته على النقد والتحليل وتفهم الأمور، ونتقل من مرحلة الاعتماد على غيره إلى الاعتماد على النفس والاكتفاء الذاتي ويتسع نطاق علاقاته الاجتماعية. ***
8 ـ3 ـ مرحلة الرشد :
وهي مرحلة أواسط العمر من(50.35) عاماً، هذه المرحلة يكون الفرد قد إطمأن إلى النمو الذي اختاره لحياته وعرف وجهته في الحياة، وهكذا يعود إليه اتزانه الانفعالي مرة أخرى ويحسٌّ في أعماق نفسه أنه أصبح وكأنه يوجه كيفما يشاء ويبغي.(47)
ولمرحلة الرشد مطالب للنمو نذكرها في الآتي:(48)
ـ بدء العمل في المهنة التي يختارها الفرد نفسه والاندماج فيها.
ـ اختيار الزوج أو الزوجة وتكوين الأسرة وتربية الأبناء و إدارة البيت.
ـ الانخراط في علاقات اجتماعية متطورة ، وتحمل المسؤولية الوطنية.
ـ تحقيق الاتزان الانفعالي والاستقرار النفسي.
ـ تحقيق مزيد من النضج والمعرفي وتكوين نظرة بناءة في الحياة.
ـ تكوين مستوى اقتصادي صحيح والمحافظة عليه وتحمل المسؤولية الاجتماعية.
ـ مساعدة الأبناء وخاصة المراهقين على التغلب على الأزمات.
ـ تقبل التغيرات الجسمية التي تحدث في هذه المرحلة من العمر والتكيف معها.
8ـ4ـ مرحلة الشيخوخة :
الشيخوخة هي عملية بيولوجية حتمية، وهي تمثل ظاهرة من الظواهر التطور أو النمو التي يمر بها الانسان، إذ أنها مجموعة من التغيرات المعقدة في النمو والتي تؤدي مع مرور الزمن الى تلف التركيب العضوي في الكائن الحي وبالنهاية إلى موته.(49)
إذ تعتبر مرحلة الشيخوخة هي المحطة الأخيرة من حياة الإنسان ويطلق عليها بـ "مرحلة أرذل العمر " وهي الطور النهائي في حياة الإنسان الذي يعمر طويلاً. (50)
يقول الله عزوجلّ في كتابه الكريم :﴿ ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ﴾ .
ولقد اختارت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية عام 1972 أن سن الخامسة والستين على أنه بداية كبر السن بإعتبار أن هذا السن يتفق مع سن التقاعد في معظم بلدان العالم ولذلك فقد تم تقسيمه الى مجموعتين:(51)
ـ المسن النشط أو الصغير من (75.60) سنة.
ـ المسن الكبير من(75) سنة وما فوقها.
ومن جملة مطالب النمو في مرحلة الشيخوخة، والتي قال بها هافيجهرست Havighorst 1953 نذكر:(52)
ـ التكيف للضغط الجسمي والمتاعب الصحية المصاحية لهذه المرحلة.
ـ التكيف لموت الزوج أو الزوجة ،والتكيف لحياة الوحدة بعد رحيل الأبناء.
ـ تنمية وتعميق العلاقات الاجتماعية القائمة بين الأقران وتهيئة الجو المناسب للحياة الصالحة لهذا السن.
يمر الإنسان خلال مرحلة الشيخوخة بتغيرات كثيرة في حياته العملية والأسرية والاجتماعية، والتي تؤثر بشكل كبير على نفسيته كفقدان المكانة الاجتماعية، وفقدان الأصحاب والاتجاهات الاجتماعية السلبية نحو الكبار، تجعله يتصرف ويفعل سلوكات كالغضب لأتفه الأسباب، الأنانية ،العناد، إهمال والمظهر والشك الإحساس بالوحدة، السلبية والإعجاب بالماضي، العواطف وقد يصبح منتقداً للآخرين...الخ.
- كما يتعرض كبير السن الى مجموعة التغيرات العقلية المتفاوتة في درجة تأثيرها وأهميتها أهمها:
النسيان والتحول إلى التفكير البطيء والتحفظ وعدم التعجل في اتخاذ القرارات. والخيال ونقص القدرة على التعلم وهذا يسبب الانحدار في الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي.
كما يتعرض إلى تغيرات تصيب جميع أعضاء جسمه وهي تتسم بالتدهور والضعف والاضمحلال سواء في التركيب أو الوظيفة، في صور تغيرات داخلية كفقدان مرونة الأوعية الداخلية، وضيق التنفس، وخارجية في صبغة الجلد وتراجع في نشاط الحواس والبطئ في المشي وإصابة الشعر بالشيب.
كما تعتبر مرحلة الكثير من المسنين مرحلة العزلة والوحدة والزهد في الحياة، خصوصا الإنسان عندما يكبر تقل حركته ويكبر أبناءه وأقاربه، ويزيد من عزلته. أيضاً زواج الأبناء وموت الزوجة أو الزوج والضعف الجنسي مما يقلل في دائرة الاتصال الاجتماعي.(53)
9 ـ إشكال التنشئة الاجتماعية:
تتكون التنشئة الاجتماعية من شكلين الأول: تنشئة مقصودة والثاني: تنشئة غير مقصودة.
9 ـ1 ـ التنشئة المقصودة: تتم في المؤسسات الرسمية مثل الأسرة والقبيلة والمدرسة ودور العبادة ولكنها تتضح تماماً في المدرسة كمؤسسة تعليمية رسمية.(54) وتأتي الأسرة أو المنزل كمؤسسة مهمة في تنشئة الأفراد عن قصد، فالأسرة تعلم أبناءها اللغة وآداب الحديث والسلوك وفق نظامها الثقافي ومعاييرها واتجاهاتها. وكذلك التعليم المدرسي في مختلف المراحل يكون تعليما مقصودا له أهدافه وطرقه وأساليبه.(55)
إلى جانب هذه المؤسسات توجد الجماعات والأجهزة والمؤسسات التي تمارس عملية التنشئة، ففيها تتم عملية تعليم الطفل ما تريده له هذه المؤسسات، ويتطبع بالطباع المرغوبة في مجتمعه.
9 ـ2 ـ التنشئة اللا مقصودة: تتم أيضا في المؤسسات السابقة الذكر(عدا المدرسة) ولكنها أكثر ما تكون وضوحا في مؤسسات الإعلام المختلفة حكومية رسمية، وشعبية غير حكومية، حزبية أو طائفية وعن طريق هذه المؤسسات ودون أن تفصح عن عملية التوجيه، يكتسب الفرد عادات والقيم والمعايير وغير ذلك من أنواع السلوك التي تريد الدولة توصيلها للأفراد.
ثانياً : الأسس النظرية لعملية التنشئة الاجتماعية :
إن مشكلة التنشئة الاجتماعية هي كيف تنشئ الأطفال بحيث يصبحون أعضاء أكفاء في المجتمع ؟ وما الأساليب أو الأنماط التي ينتهجها الوالدين في التنشئة؟. جعلت هذه التساؤلات إهتمامات بدراسة التنشئة بوصفها ميكانيزم لنقل وبقاء الحضارة واختلافها من مجتمع لآخر كما أسهم كل من علم الاجتماع بمدخله البنائي الوظيفي والاتجاه التفاعلي، وعلم النفس الاجتماعي والطب النفسي والعقلي ومدخل التحليل النفسي وعلم نفس الطفل في زيادة فهم عملية التنشئة الاجتماعية.
وجدير بالذكر أن هناك عدد كبيرا من النظريات الشاملة أو الجزئية التي يمكن أن تصلح لتحليل هذه العملية وسوف نختار أربعة منها نرى أن لها أهمية مباشرة تتفق وما نتوخاه في طرحنا هذا.
1 ـ نظرية التفاعل الرمزي :
تنظر نظرية التفاعل الرمزي إلى عملية التنشئة الاجتماعية أنها تستمر مدى الحياة، وأن التنشئة والسلوك الذي يعتبر تعبيرا عن عملياتها لا يعتمد في كثير من نواحيه عن الدوافع أو الحاجات أو العمليات اللاشعورية أو الخصائص الفطرية أو البيولوجية و إنما يعتمد أكثر على العمليات التفاعلية وعلى المعاني المستدمجة للذات أو للآخرين.(56)
يتضمن التفاعل الاجتماعي مجموعة كاملة من العمليات التي تحدث بين الأفراد ومن خلالهم، ولقد حدد جورج هربرت ميد بين مستويين من التفاعل الاجتماعي في المجتمع الإنساني المحادثة بالإشارة، استخدام رموز لها دلالاتها، ولقد أطلق بلومر على المستوى الأول التفاعل غير الرمزي والمستوى الثاني التفاعل الرمزي.
ويندمج الأفراد في الحياة بوجه عام أو في الزواج و الأسرة بصفة خاصة، في تفاعل غير رمزي حيث يستجيبون في الحال لحركات الآخرين الجسمانية وتعبيراتهم ونبرات أصواتهم، ولكن كثير من تفاعلاتهم تكون على المستوى الرمزي عندما يحاولون فهم معنى فعل كل واحد منهم.
وفي حديثها عن الدور والمركز فكل فرد في المجتمع له عدة مراكز بعضها مورث وبعضها مكتسب فمثلا الجنس (ذكر.انثى) والطبقة تعتبر مراكز موروثة أما المركز الزواجي والمركز المهني فهو مركز مكتسب وكل منا يشتغل مراكز عديدة مثل طالب مراهق، موظف طبقة متوسطة وكل مركز يتطلب سلوك معين مناسباً وهو ما يسمى بالدور، هذا ويشير الدور من وجهة نظر معينة إلى مجموعة من المعايير والتوقعات التي تربط بأوضاع معينة والدور كما يستخدم في الإطار التفاعلي يشير إلى العلاقة ما نفعل نحن وبين ما يفعله الآخرون.(57)
لقد أصبح هذا الإطار والاتجاه مرجعا رئيسيا لكثير من الأبحاث الحالية التي تهتم بالأشخاص داخل محيط الأسرة، وهذا الأمر الذي أدى إلى توجيه عناية كبيرة إلى علاقات الزوج بالزوجة والآباء بالأبناء والأدوار التي تحكمها، والموقف الزواجي وتمثل التنشئة من جانب آخر محوراً هاما في مدخل التفاعل الرمزي لمالها من أهمية مركزية في التنظيم الأسري.
2 ـ النظرية البنائية الوظيفية :
ترتكز النظرية على أن الأسرة بناء يحقق وظيفة مجتمعية، وتنظر للتنشئة الاجتماعية كعملية اجتماعية تعليمية تستهدف إكساب النشئ ثقافة المجتمع، وأن الأسرة تقوم بوظيفة هامة لأعضائها ولمجتمعها تتمثل في اشباع حاجات الأعضاء الاجتماعية النفسية والاقتصادية والحماية والأمن وإكساب المكانة التي تعتبر الوظيفة محورية تربط الأسرة بالمجتمع، وذلك لإعداد النشئ لآداء أدوارهم الاجتماعية وإكسابهم الهوية.
وتشير النظرية إلى أن الأسرة نسق فرعي للنسق الاجتماعي تتفاعل مع عناصره للمحافظة على البناء الاجتماعي وتحقيق توازنه، وبذلك يتعرض الأبناء أثناء التنشئة الاجتماعية لعمليات التنشئة الأسرية والامتثال التي تساعده على التوافق الاجتماعي وإرتباطها بعملية التعلم. وفي هذه العملية يستقي الأبناء اتجاهات الوالدين ومواقفهما عن طريق التقليد والمحاكاة للقول أو الفعل أو السلوك وبذلك نجد أن هناك أدوار محدد للذكور وأخرى للإناث يلتزم بها الجميع.(58)
وترتكز النظرية على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة، وبين الأسرة والوحدات الإجتماعية من خلال الدور الذي تؤديه في عملية التنشئة الاجتماعية للأعضاء الجدد في المجتمع .
3 ـ نظرية التعلم الاجتماعي :
تعرف هذه النظرية بأسماء أخرى مثل نظرية التعلم بالملاحظة والتقليد، أو نظرية التعلم بالنمذجة، وهي من النظريات الانتقائية، تنطلق من افتراض رئيسي مفاده أن " الإنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعة من الأفراد يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر فيها "، وبذلك فهو يلاحظ سلوكات وعادات واتجاهات مجموعة من الأفراد الآخرين ويعمل على تعلّمها من خلال الملاحظة والتقليد .فوفقاً لهذه النظرية فإن الأفراد يستطيعون تعلم العديد من الأنماط السلوكية لمجرد ملاحظة سلوك الآخرين، حيث يعتبر هؤلاء بمثابة نماذج تم الاقتداء بهم وبسلوكاتهم.(59)
فسرت نظرية التعلم الاجتماعي التعلم على أساس ما يجري خارج الفرد من عمليات، مع عدم إعطاء أهمية لما يجري داخل الفرد كما فعل واطسون، وإعطاء أهمية قليلة للذاكرة و الإدراك. والمبادئ الأساسية لنظرية التعلم الاجتماعي هي الافتراض الشرطي والملاحظة والتعميم والتدعيم والانطفاء، تفسر كيف يمكن للفرد أن يتعلم المعتقدات والقيم والمفاهيم والسلوكيات، وسلم السلوك المقبول أو المرفوض.
إن نظرية التعلم الاجتماعي تؤكد على دور الوالدين أو غيرهما من النماذج في عملية التعلم للطفل، إن الوالدين كليهما يعملان ويقدمان النموذج لسلوك ذريتهما، وكذلك تقول النظرية بأن الأطفال يكتسبون الاتجاهات السلبية إزاء مختلف الجماعات نتيجة سماعهم لوجهات نظر سليمة حول هذه الجماعات من قبل الأشخاص المهمين في حياتهم، أو نتيجة لمكافأة هؤلاء الأشخاص الأطفال عند التصريح بمثل وجهات النظر هذه، فقد وجد آشمو و ديل بوكا Ashmar et Delbaca 1976 أن اتجاهات الأطفال العنصرية تكون قريبة من اتجاهات والديهم، وأن الأطفال يتعلمون التعصبات التي يلاحضونها مع والديهم.(60)
4 ـ نظرية التربية الاجتماعية :
يعد اميل دوركايم من الرواد الغربيين الذين ألقوا الضوء تبيينا وتفصيلاً على الأهداف والاتجاهات الأساسية لنظرية التنشئة الاجتماعية، وهو يرى أن التنشئة الاجتماعية أو التربية بالنسبة له ما هي إلا تنشئة اجتماعية منهجية للأجيال الناشئة، ويقصد دوركايم بالتنشئة أو التربية الاجتماعية أنها عملية إزاحة الجانب البيولوجي، والبحث عن نفسية الطفل و إحلال نماذج السلوك الاجتماعي محله.
وترى النظرية أن الطفل في مراحل نموه الأولى ما هو إلا كائن بيولوجي بحت، خالي من أي خصائص اجتماعية، ومن ثمة تأتي بعد ذلك عملية التنشئة الاجتماعية التي ربطها دوركايم بالتربية كي يتحقق من خلالها التفاعل بين إمكانيات الفرد للتعلم وقبول التربية وبين الظروف الاجتماعية التي تخلق منه كائناً اجتماعياً فعالا، لديه من الإمكانيات الاجتماعية التي تخلق منه كائناً اجتماعياً فعالاً ولديه الامكانيات والقدرات ما يمكنه من القيام بالسلوك الاجتماعي في القطاعات المختلفة للمجتمعً.
ثالثاً : مؤسسات التنشئة الاجتماعية:
إن عملية التنشئة الاجتماعية ليست عملية تعلم رسمي يتلقاه الفرد في المؤسسات الرسمية، وإنما هي أوسع من ذلك بكثير، إذ يدخل فيها اكتساب الفرد لأساليب السلوك والعادات الفردية والمهارات والاتجاهات وغيرها، وهي كلها أمور تنتقل إلى الفرد عن طريق المحيطين به عن طريق التفاعل والتواصل وفي المواقف الحياتية المتعددة، ومن خلال وحدات اجتماعية ومؤسسات ينشئها المجتمع من اجل تنمية استعدادات الأفراد الفطرية وتدريبهم على تلبية حاجاتهم وتأهيلهم للحياة الاجتماعية. ولذلك سنتناول هذه المؤسسات التي تختلف في تقسيمها وتصنيفها باختلاف وظائفها بالتفصيل .
1 ـ الأسرة:
تعتبر الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية والتربوية المسؤولة عن تزويد الجيل الجديد بالتربية والتعليم واكتساب الخبرات والمهارات والمؤهلات العلمية والتقنية التي هي السبيل الوحيد لنهوض المجتمعات المعاصرة ورقيها وتقدمها، لذا نجد أن الأسرة تسعى من أجل زرع الخصال القيمة والسلوكية الايجابية عند الأحداث والمراهقين والشباب، ورعايتهم من كل الجوانب، ومن أجل اكتساب أسس ومبادئ ومقومات الثقافة والتربية والتعليم لكي يكونوا قادرين على المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع وتطويره في كافة المجالات(61).
2 ـ دار الحضانة:
الحضانة من فعل حَضَنَ يَحضِنٌ حَضناً وحَضَانَةٌٌ: جعله في حٌضنه. الرجل اليتيم: رعاه ورَّباه.
حضانة: مصدر حَضَنَ وهي الولاية على الطفل لتربيته وتدبير شؤونه.
مدارس الحضانة: هي مدارس ينشأ فيها صغار الأطفال. أما حَاضنَة: جمع حَواضن: وهي المراة التي تقوم على تربية الصغير، والمرأة التي تقوم مقام الأم في تربية الولد بعد وفاتها.
تحتضن دار الحضانة الأطفال مجهولون الوالدين، والأطفال الذين عجز الوالدان عن القيام بتربيتهم وحضانتهم بسبب عاهة عقلية، أو حالات الانفصال والزواج بأخرى وتنازل الوالدين عن الطفل.(62)
تعتبر دور الحضانة من أهم العوامل في تنشئة الطفل الثقافية والاجتماعية بعد أسرته لأن تفكير الأطفال في هذه المرحلة من العمر يزداد نمواًَ وتطوراً، مما يستلزم معه إعداد الخبرات التجريبية والتربوية وتدريب الأشخاص القائمين على رعايتهم(63)
توفر الحضانة الايوائية كل وسائل الرفاهية النموذجية للأطفال فتحتوي على عدد كبير من الحجرات يقطن كل عدد خاص من الأطفال في حجرة خاصة، ولهم أم بديلة تقوم برعايتهم وتستوعب احتياجاتهم للحب والحنان كما تتوفر على ملاهي للأطفال، كما توجد بها روضة نموذجية للأطفال ما قبل المدرسة.(64)
تدفع بعض الأسر ب