المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
والاجتماعية الجماعات الاجتماع اساسيات التغير المرحله التخلف موريس الجوهري تنمية الجريمة البحث الالكترونية العمل كتاب الشباب الاجتماعية المجتمعات في الاجتماعي الخدمة محمد العنف المجتمع التلاميذ التنمية
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Empty
مُساهمةموضوع: محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها    محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2010 12:33 am

تعتبر فلسفة ما بعد الحداثة فلسفة نقدية لمجمل مرحلة الحداثة وفلسفاتها التي سيطرت على الحضارة الغربية بعد عصر النهضة والثورة الصناعية وتركزت على فكرة التحكم بالطبيعة ومواردها والتحكم بالبشر والمجتمعات. لكنها من وجهة نظر أخرى قد تكون فلسفية بحتة هي ؛ تقديم فلسفة الحداثة بأسلوب إنساني مفهوم وواضح ومرتيط ببساطة مع هوية المفكر والمفكر فيه والمفكر له.. مثلا من وجهة نظر فنية ؛ الرسام واللوحة والمتذوق على التوالي.


محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها :

http://msameerster.googlepages.com/sameerpostmodern.pdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها    محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2010 12:37 am

تعبر كلمة ما بعد الحداثة عن مرحلة جديدة في تاريخ الحضارة الغربية تتميز بالشعور بالإحباط من الحداثة ومحاولة نقد هذه المرحلة والبحث عن خيارات جديدة وكان لهذه المرحلة أثر في العديد من المجالات:
ما بعد الحداثة تعني حرفيا 'بعد الحداثة'. في حين أن "الحديث" في حد ذاته يشير إلى شيءٍ ما "متصلٍ بالحاضر"، فإن حركات الحداثة وما بعد الحداثة تُفهَمُ على أنها مشاريعُ ثقافية أو على شكل مجموعةٍ من وجهات النظر. وهي تُستخدمُ في النظرية النقدية لتشير إلى نقطة انطلاق أعمال الأدب والدراما والعمارة والسينما والصحافة والتصميم، وكذلك في مجال التسويق والأعمال التجارية، وفي تفسير التاريخ والقانون والثقافة والدين في وقتٍ متأخرٍ من أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.
في واحدٍ من الأعمال الأصيلةِ في هذا الموضوع، وصف الفيلسوف والناقد الأدبي "فريدريك جيمسون" ما بعد الحداثة بأنها "المنطق الثقافي المهيمن للرأسمالية المتأخرة"، التي هي، الممارسات الثقافية المترابطة ترابطا عضويا إلى العنصر الاقتصادي والتاريخي لما بعد الحداثة ("الرأسمالية المتأخرة"، وهي الفترة التي تسمى أحيانا الرأسمالية المالية، أو ما بعد الثورة الصناعية، أو الرأسمالية الاستهلاكية، أو العولمة، وغيرها). في هذا الفهم إذن، يمكن أن ننظر إلى هيمنة فترةِ ما بعد الحداثة على أنها بدأت في وقتٍ مبكرٍ من الحرب الباردة (أو، لإعادة الصياغة، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية) واستمرت حتى الوقت الحاضر.[1]
يمكن فهم ما بعد الحداثة أيضا على أنها ردُ فعلٍ على الحداثة. في أعقاب الدمار الذي لحق بالفاشية، والحرب العالمية الثانية، والمحرقة، أصبح العديد من المثقفين والفنانين في أوروبا لا يثقون في الحداثة السياسية والاقتصادية والمشروع الجمالب برمته.[2] في حين أن الحداثة كانت ترتبط في كثيرٍ من الأحيان بالهوية والوحدة والسلطة واليقين، وما إلى ذلك، فإن ما بعد الحداثة كثيرا ما يرتبط بالفروق، والانفصال، والنصية، والتشكك، الخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها    محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2010 12:39 am

استخدم المصطلح لأول مرةٍ في حوالي سبعينيات القرن التاسع عشر في مختلف المجالات. على سبيل المثال، أعلن "جون واتكنز تشابمان" "نسقا من اللوحات ما بعد الحداثي" تجاوزا الانطباعية الفرنسية.[3] ثم استخدمها "جي. إم. ثومبسون" في مقالته لعام 1914 في مجلة هيبرت (و هي دوريةٌ فلسفيةٌ فصلية)، وقد استخدمها لوصف التغييرات في المواقف والمعتقدات في نقد الدين: "إن علة وجود مرحلة ما بعد الحداثة هي للهروب من ضعف أفق الحداثة، بأن نكون مُجـِّـدين في نقدها عن طريق توسيع نطاقها لتشمل الدين فضلا عن اللاهوت، وإلى الشعور الكاثوليكي، وكذلك التقاليد الكاثوليكية "('ما بعد الحداثة'، جي.إم. ثومبسون، مجلة هيبرت، المجلد الثاني عشر، الرقم الرابع، يوليو 1914 ص 733).
في عام 1917 استخدم رودولف بانويتز هذه العبارة لوصف الثقافة التي تنحى منحىً فلسفيا. جاءت فكرة ما بعد الحداثة إلى بانويتز من تحليل نيتشه للحداثة وغاياتها من الانحلال والعدمية. التغلب على الإنسان الحديث سيكون مرحلة ما بعد الإنسان. ولكن، خلافا لنيتشه، أشمل بانويتز أيضا العناصر القومية والأسطورية.[4]
كانت تستخدم في وقتٍ لاحقٍ في عام 1926 من قبل "بي. آي. بيل" في كتابه "ما بعد الحداثة وغيرها من دوائر العمل". في عامي 1925 و 1921، كانت تستخدم لوصف الأشكال الجديدة من الفنون والموسيقى. في عام 1942، قام إتش. آر. هايس باستخدامها لشكلٍ أدبيٍ جديد، ولكنها استُخدمت بوصفها نظرية حركةٍ تاريخيةٍ عامة لأول مرة في عام 1939 من قبل المؤرخ أرنولد جي توينبي: "فعهدنا ما بعد الحداثة تم تدشينه من قبل الحرب العامة لأعوام 1914 -1918 ".[5]
في عام 1949، كانت تُستخدمُ للدلالة على عدم الرضا عن العمارة الحديثة، مما أدى إلى الحركة المعمارية ما بعد الحداثة.[6] تتميز ما بعد الحداثة في العمارة بعودة ظهور الزخرفة السطحية، والإشارة إلى المباني المجاورة في مجال العمارة الحضرية، والمرجعية التاريخية في الأشكال الزخرفية، والزوايا غير المتعامدة. وقد تكون ردا على الحركة المعمارية الحداثية المعروفة بالنمط الدولي.
تم تطبيق هذا المصطلح على مجموعةٍ كاملةٍ من الحركات التي كان العديد منها في الفن والموسيقى والأدب، وكانت ردات فعلٍ ضد الحداثة، وعادةً ما اتسمت بالإحياء لعناصر وتقنياتٍ تقليدية.[7] يحدد والتر ترويت اندرسون ما بعد الحداثة بوصفها واحدة من أربعة نظراتٍ للعالم. وهذه الآراء الأربعة هي ما بعد الحداثة الساخرة، والتي ترى أن الحقيقة منتجٌ اجتماعي؛ والعلمية-العقلانية التي ترى الحقيقة من خلال المنهجية، والتحقيق المنضبط؛ والاجتماعية-التقليدية التي تُعلم الحقيقة فيها من تراث الحضارة الأميركية والغربية؛ والرومانسية الجديدة، التي ترى الحقيقة من خلال تحقيق الوئام مع الطبيعة و/أو الاستكشاف الروحي للذات الداخلية.[8]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها    محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2010 12:41 am

استخدم العديد من الأكاديميين مصطلح "ما بعد الحداثة"، في إشارةٍ إلى مفاهيم مختلفة، وحتى متناقضة. وتتضمن القائمة التالية تعريفاتٍ تقليديةٍ للمصطلح التي تقدمها المعاجم:

  • قاموس أوكسفورد الإنكليزي المضغوط: "نمطٌ ومفهومٌ في الفنون يتميز بالريبة من النظريات والأيديولوجيات، وبتوجيه الانتباه إلى مواضع الاتفاق." [10]
  • قاموس ميريام وبستر: إما الشيء الذي هو "من، أو المتصل، أو الذي يجري في عصرٍ واحدٍ بعد حديث"، أو "من، أو المتصل، أو الذي يجري بأيٍ من الحركات المختلفة التي نشأت كرد فعلٍ على الحداثة، والتي تتميز عادةً بالعودة إلى المواد والأشكال التقليدية (كما هو الحال في الهندسة المعمارية) أو عن طريق الإشارة الساخرة من الذات أو السخرية (كما هو الحال في الأدب)"، أو (أخيرا) "من، أو المتصل، أو كونها نظريةً تنطوي على إعادة تقييمٍ شاملةٍ للافتراضات الحديثة عن الثقافة أو الهوية أو التاريخ أو اللغة." [11]
  • قاموس التراث الأمريكي: "من أو المتصل بالفن أو العمارة أو الأدب، أو الذي يتفاعل ضد المبادئ الحداثية من وقتٍ سابق، مثل تقديم عناصر الأنماط التقليدية أو الكلاسيكية، أو بإدخال نمطٍ من الأنماط الحداثية أو ممارساتها للنقيض:"إنه [فندقٌ صغيرٌ] مثيرٌ معماريا... مع أكشاكها الخشبية ما بعد الحداثة وساعاتها المنحوتة." [12]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها    محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2010 12:45 am

تيار ما بعد الحداثة وصلته بالواقع العربي(3)


تيار ما بعد الحداثة ينتقد ويهاجم قسماً كبيراً من مفاهيم الحداثة الغربية وقيمها. ويرى تيار ما بعد الحداثة أن الحداثة الغربية لم تحقق كثيراً من أهدافها. في ظل الحداثة الغربية نشأت ونمت الأيديولوجيات الفاشية والنازية والعنصرية والاستبدادية والشمولية والشيوعية. وفي ظل الحداثة لم تستطع العقلانية أن تحل المشاكل العسيرة التي واجهتها البشرية ولا تزال تواجهها. وفي ظل الحداثة ظهرت النزعة الفردية المبالغ فيها والنزعة الأنانية المتطرفة, ويساء استخدام العلم والتكنولوجيا وذلك على حساب مصلحة الشعب والمجموع. ولم يستطع الإنسان في ظل الحداثة أن يلبي كثيراً من حاجاته الأساسية, وكان فكر الحداثة فكراً جامداً اتسم بصوغ الأنساق الفكرية الجامدة أو المغلقة التي اتخذت شكل الأيديولوجيات والمذاهب السياسية والاقتصادية الجامدة المفتقرة إلى مرونة.

ويبشر تيار ما بعد الحداثة بقيم ومفاهيم, منها الانفتاح الفكري والمرونة الفكرية وانفتاح الأنساق الفكرية. ويدعو هذا التيار إلى التخلص من الجمود الفكري والانغلاق الفكري والتحرر من القيد الأيديولوجي والأحادية الفكرية, ويدعو إلى تفادي إصدار الأحكام التعميمية في مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد. وهو يؤكد حق الإنسان في اختيار مصيره.

من المستحسن أن يدرس في الوطن العربي وفي سائر أنحاء العالم النامي تيار ما بعد الحداثة بكل جوانبه وصلته بالمجتمعات غير الحديثة وعلاقتها بمفاهيم من قبيل الحداثة والنهضة والتغير والتقدم. ومن المستحسن أن يدرس مدى انطباق أو مدى عدم انطباق مفاهيم تيار ما بعد الحداثة على المجتمعات غير الحديثة وصلة تيار ما بعد الحداثة بالتعددية الفكرية وبقضايا مطروحة في بلدان العالم النامي من قبيل صلة تيار ما بعد الحداثة بالمذاهب الفكرية والفلسفية ووضع المرأة ومناهج التعليم الثانوي والجامعي, ودراسة صلة مفاهيم ما بعد الحداثة بدوام أو بتغير نظرتنا إلى الحداثة, والصلة بين تيار ما بعد الحداثة وحرية الممارسة السياسية وحرية إبداء الرأي وحرية تبني المعتقد والصلة بين ما بعد الحداثة والنظام الديمقراطي والتناول الديمقراطي للقضايا التي تهم المجتمع والشعب والدولة.

ومن سمات تيار ما بعد الحداثة أن هذا التيار نفسه يتخوف ويحذر من وضع النظريات, وأنه ضد وضع النظريات. ولقد أفضى نشوء تيار ما بعد الحداثة إلى ردود فعل مختلفة في الفكر العربي. وأعرب بعض الكتاب عن الفكرة الخاطئة في أن تيار ما بعد الحداثة - نظراً إلى أننا لم نحقق الحداثة كما صيغت مفاهيمها ومورست في الغرب - لا يعنينا في حياتنا وفي محاولة نهضتنا وفي محاولة صياغة مستقبلنا. ومما يلزم قوله في هذا السياق أن هذا التيار الفكري ليس من الضروري أنه لا يعنينا لمجرد أنه تيار يطلق عليه اسم ما بعد الحداثة, ونحن شعب لم نحقق الحداثة أو لم نحقق من الحداثة ما حققته الشعوب الغربية. إن عدم تحقيق العرب للحداثة الغربية لا يعني أن العرب ليس لهم شأن بفكر ما بعد الحداثة. ومن الخطأ القول أيضاً أن هذا التيار لا يعنينا وذلك لأن للحداثة مفاهيم عديدة وأن لما بعد الحداثة مفاهيم أخرى ولكثرة تعاريف الحداثة والنهضة والتقدم والتغير دلالات هذه المفاهيم في المراحل الزمنية, فقد تتسم بعض المجتمعات النامية ببعض جوانب الحداثة.
ما بعد الحداثة..ومجتمع الاستهلاك(4)


إن مفهوم مابعد الحداثة ليس مقبولا أو حتى مفهوما بشكل واسع اليوم. بعض الرفض يتأتى من عدم الإحاطة بالأعمال التي يغطيها، والتي يمكن أن توجد في كل الفنون: شعر جون أشبري، على سبيل المثال، وحتى في كثير من الأشكال الأبسط من الشعر المحكي الذي جاء كردة فعل ضد الشعر الحداثي الأكاديمي الساخر والمعقد في الستينيات؛ ردة الفعل على العمارة الحديثة، وبشكل خاص ضد الأبنية العملاقة ذات الطراز العالمي، وأبنية اللهو والسقوف المزخرفة التي احتفى بها روبرت فينتوري في بيانه (التعلم من لاس فيغاس)؛ أندي وارهول، وفن البوب، وتلك الأشكال الأكثر راهنية من الواقعية الفوتوغرافية؛ في الموسيقى، ولحظة جون كيج، وذاك المزج بين الأساليب الكلاسيكية و "الشعبية" مؤخرا لدى مؤلفين موسيقيين من أمثال فيليب غلاس وتيري رايلي، وموسيقى الروك والموجة الجديدة كما تقدمها فرق من مثل (Clash) و(Talking Heads) و (Gang of Four)؛ في السينما، وكل ما يأتي من غودارد -الفيلم الطليعي المعاصر وكذلك الفيديو - وهناك أيضا الروايات المعاصرة أيضا، حيث أعمال ويليام بوروز وثوماس بينشون وإسماعيل ريد من جهة، والرواية الفرنسية الجديدة من جهة أخرى، والتي يمكن أيضا اعتبارها من بين التنويعات التي يمكن أن يقال عنها ما بعد حداثية.

هذه القائمة يمكن أن توضح أمرين معا: أولا، جميع أشكال ما بعد الحداثة المذكورة أعلاه انبثقت كردات فعل خاصة ضد الأشكال المكرسة للحداثة الرفيعة، وضد هذه أو تلك من أشكال الحداثة الرفيعة المهيمنة في الجامعة والمتحف وشبكة الفن التشكيلي والمؤسسات. هذه الأساليب المقموعة والمحاربة سابقا -التعبيرية التجريدية، الشعر الحداثي العظيم لباوند، وإليوت وولاس ستتيفنس؛ والأسلوب الدولي (لي كوربيه، فرانك رايت، ميز)؛ سترافينسكي؛ جويس؛ بروست، ومان -التي كان ينظر إليها من قبل أجدادنا على أنها فضائحية وصادمة، كانت بالنسبة للجيل الذي وصل إلى بوابة الستينيات بمثابة المؤسسة والعدو -ميتة، خانقة، محنطة، وأوابد متحجرة يجب على المرء تحطيمها والإتيان بشيء جديد. هذا يعني أن ثمة أشكالا عديدة ومختلفة ما بعد الحداثة تتناسب طردا مع أشكال الحداثة القائمة، حيث أن تلك الأشكال الآنفة كانت، على الأقل، ردود فعل خاصة ومحلية ضد تلك النماذج. هذا بوضوح لا يجعل محاولة وصف ما بعد الحداثة أكثر سهولة، بما أن وحدة هذا الهاجس -إذا كان يتحل بوحدة -لا تعطى في ذاته بل في الحداثة ذاتها التي يحاول استبدالها.

السمة الثانية لهذه القائمة من أشكال ما بعد الحداثة تكمن في محو بعض الحدود المفتاحية أو الفواصل فيما بينها، والأبرز نسف التمييز الأكثر قدما بين الثقافة الرفيعة وبين مايسمى الثقافة الشعبية أو الجماهيرية.

ربما كان هذا من أكثر التطورات للاكتئاب من وجهة النظر الأكاديمية والتي كان لها تقليديا مصلحة راسخة في الإبقاء على دائرة الثقافة العالية أو ثقافة النخبة ضد البيئة المحيطة من ثقافة الرعاع، وما تطرحه المسلسلات التلفزيونية وثقافة "دليل القارئ،« وذلك من خلال نشر مهارات صعبة ومعقدة للقراءة والإصغاء والمشاهدة لمريديها. غير أن بعض نماذج ما بعد الحداثة الجديدة انبهرت بوجه خاص بذاك الأفق الكلي من الدعاية والفنادق، وملاهي لاس فيجاس، والبرامج الليلية المتأخرة، وسينما هوليود من الدرجة (B)، وما يسمى الأدب الثانوي وكتب الأخيولة والرومانس ذات الأغلفة الورقية في المطارات، والسير الشعبية، وكتب الألغاز والجريمة والخيال العلمي أو رواية الفانتازيا. إنها لم تعد "تقتبس" تلك "النصوص« مثلما كان يفعل جويس، أو ماهلر، بل تقوم بدمجها إلى درجة أنه يصبح من الصعب رسم الحد الفاصل بين الفن الرفيع والأشكال التجارية.
في وصف المجتمع ما بعد الحداثي(5)


الكتاب: الطريق إلى القرن الواحد والعشرين – التيه

المؤلف: جورج بالاندييه

ترجمة: محمد حسن إبراهيم

الناشر: وزارة الثقافة – دمشق

حاول الكثير من الباحثين قراءة ظاهرة ما بعد الحداثة وفقاً لعلاقتها بالمجتمع الغربي، فعالم الاجتماع الفرنسي آلان تورين ربط بين بروز ما سماه بالمجتمع ما بعد الصناعي وبين الفكر ما بعد الحداثي معتبراً أن الأسس الحديثة لاقتصاد السوق وآلياتها التي تتعزز دولياً كانت بمثابة الحاضن الاجتماعي لبروز أفكار ما بعد الحداثيين في ما يتعلق برفضهم لأسس الحداثة القائمة على العقلانية والتنوير والعلمية وحديثهم المستمر عن السلطات والنهايات، بدءاً من نهاية السرديات الكبرى حسب ليوتار أو موت الإنسان حسب فوكو والكلام حول موت المؤلف حسب بارت ونهاية الجغرافية حسب فيريليو، أما فردريك جيمسون فقد ربط بين المجتمع الاستهلاكي والفكر ما بعد الحداثة بل هي ثقافتها بالذات، لذلك بدأ علماء الاجتماع بقراءة الظاهرة وفقاً لأصولها الاجتماعية كما نجد مع جورج بالاندييه في كتابه (في الطريق إلى القرن الواحد والعشرين – التيه) والصادر عن وزارة الثقافة بدمشق حديثاً، ومن ترجمة محمد حسن إبراهيم، إذ يمكن اعتبار هذا الكتاب بأنه وصف لمظاهر وتجليات المجتمع ما بعد الحداثي في حقوله العلمية والفكرية والصناعية والاقتصادي. إذ يرى أن ما بعد الحداثة أتت بعد مرحلة انتقالية فصلت بين الحداثة وما بعدها، أطلق عليها أسم حداثة التخيلات، فهي حداثة أشياء عارضة وانتقالية، وما يحددها هو الترهل والنسيان والفرض والإهمال وسريع الزوال، فالمرحلة مرحلة تخل ورفض كل شيء بدءاً من الإيديولوجيات وانتهاء بالإنسان. إنها باختصار مرحلة انتصار المستجد والمستحدث، لكن بالمقابل لا يبدو هذا جديداً يدعو الى التفاؤل بقدر ما يمكن تشبيهها بأنها عبارة عن ركام من الانهيارات.

ورغم توصيفه لها وفق منشئها الغربي إلا أنه يرى أنها تركت آثارها على العالم الثالث الذي لم يتمكن من الدخول إلى عصر الحداثة فحسب، بل فقد هذا العالم حركات تحرره الوطنية مما أفقده قدرته الجاذبة، إذ كان هذا العالم الثالث على حد تعبيره بمثابة عقيدة مولدة لتضامنات جماهيرية ضخمة ولحماس الشباب ولآمال فيها الكثير من الجسارة التي خدمت قضية الحرية وربما استطاعت أن تخلق الثورة الحقيقية حتى داخل التخوم الأوروبية.

يبدو إذاً بالاندييه لا يقرأ في ظاهرة ما بعد الحداثة إلا وفقاً لعلاقتها بمضمون الحداثة وإرثها التحريري والتنويري، الذي قضت عليه ما بعد الحداثة، وتهكمت من الذين ما زالوا يتحدثون باسم هذا التراث أو يدعي امتلاكه، لذلك فبالاندييه يصف هذا الفكر بداية وفقاً لعلاقته مع الآخر في المجتمعات المغايرة له، هذه العلاقة التي تحدد مسألة الهويات وتطرحها بوصفها هاجس العصر الحديث بدءاً من هويات الأشخاص والجماعات حتى هويات الدول والقوميات، ويرى أن ذلك لم يكن ليطرح بهذه الحدة لولا اللايقين الهوياتي الذي تطرحه ما بعد الحداثة، وتتحدث فيه باستمرار مقدسة النزعة الفردية ومرسخة مبدأ التحول بوصفه سمة العصر وروحه. وهذه النزعة الفردية تتعزز مع ثقافة البضاعة والأشياء، والدعاية كلية الحضور، والمشاهد التجارية التي تبدل بشكل من الأشكال هيئة المستهلك من أجل أن تجعل منه زبوناً ذا شهوة شراء دائمة التأجج، وهذه هي مظاهر المجتمع الاتصالي، بوسائطه الإعلامية التي تمنح الجبروت للسماع والصورة اللذين يحافظان على الانطباع بأننا قد بلغنا توصلنا إلى تنوع العالم وإلى رؤية التاريخ وهو يتكون ويتشكل.

وبفضل هذه الوسائل الاتصالية التي تدخلنا ما بعد الحداثة فيها، فإنها تخلق لنا توتراً شديداً بين خيبة الأمل وكثير من التعقيد والمسائل غير المحلولة ومن الاعتقادات والأوهام الضائعة والحوادث المأساوية أو غير المتيقن فيها في ما يتعلق بعاقبتها. إنها تضعنا بين عدم الاستقرار الذي يبدو أبدياً وبين عودة الافتتان بالاستعانة بكل الوسائل من أجل تحقيق الممتنع.

فزمانية ما بعد الحداثة إذا تدل على الدخول في عهد ثقافي جديد، بمقدار ما تدل على اضطراب العلاقات المقاومة مع المكان. فالأزمنة الاجتماعية، تنقسم وتتنوع حسب الأوضاع المتحركة التي تعمل فيها، وتتكون في حالة من الميوعة، إذ لا زمان من بينها يفرض هيمنته ويجلب استمراراً نسبياً، فما نعيشه هو زمن اللاستقرار، الأمر الذي يسهم في تقوية وبلورة وعي يتأسس على الفوري واللحظي رافضاً الأزمنة الماضية، وهازئاً بأزمنة المستقبل. أما بالنسبة لعلاقة ما بعد الحداثة بالمكان، فيجب أن ينظر إليها من أوجه ثلاثة في ما يخص آثارها الأكثر دلالة: إزالة التوصيف وإزالة التحقيق وتحويره إلى وجود ضمني افتراضي، وخلق التبعثر، وبذلك يتحقق المجتمع ما بعد الحداثي باعتباره مجتمع كل مكان، فالفوري يحل محل الدوام أو المرجأ، وتصبح أماكن البشر بما تحتويه من محسوس، من حياة مشتركة مندمجة، تغدو تافهة ببلوغها الواقع الشاشاتي (شاشة التلفزيون أو الكومبيوتر) أما الاتصال اللفظي فإنه يصاب في عالم ما بعد الحداثة، بما بشبه فقر الدم من تشوه وتحوير، فالآلات تنقل الكلمات أو بالأحرى تتلفظ بها، ويضربها الاتصال التجاري في معظم الأحيان كي ينتج المفاعيل الإعلانية، ويمحي النطق الصحيح أو الحق.

إنها أزمة الكلام بفعل واقع مفارق من حيث الظاهر، واقع يراوح بين أن يكون أكثر مما ينبغي أو يكون دون الكفاية، وهذه الأزمة ستنتج لدينا إفقار الذاكرة وإعادة تكييف زماننا ومكاننا وفقاً لما تبتغي هي وترغب لا وفقاً لما نطلب نحن.

ولكن، كيف سيصبح موقع العقل في هذا العالم الجديد؟ سيما وأن ما بعد الحداثة لا يكف عن الاستخفاف به والتهكم من وظائفه، هنا يرى بالاندييه أن العقل لن يجد نفسه داخل مجابهة بسيطة وواضحة، بل سيدخل معركة تبحث دون مواربة عن استبعاد الأسطورة واستئصال الأشياء الغامضة، وهو لذلك يفقد وحدته في الوقت نفسه الذي يفقد فيه ثقته، ولا يمنحه ملجأه المفضل (العلم) شاغلاً تاماً واستثنائياً، إذ لم يعد يوجد حصانة سياسية علمية، فالعلم أصبح هو ذاته أسطورة مكتومة، ومنطوياً على أشكال منطق هجينة، كما لاحظ ذلك كاسيرر سابقاً بأن الفكر الأسطوري والفكر العقلي يتناميان على مستويين مختلفين، إلا أن الفكر الأسطوري يستمر في أن يتواجد داخل الفكر العقلي ويحدد فيه، لذلك ستنشأ رغبات وانفعالات وغرائز واستيهامات من نوع جديد لا تقوم على ثنائية الجسد والروح بقدر ما تتبع للتوسطات الأدواتية والرواميز والخيال الاتصالي.

وإذا كان بالاندييه أقرب إلى وصف مجتمع ما بعد الحداثة على أنه مجتمع أقل انسانية وأكثر بعداً عنها، فإن ذلك ما دعاه في الخاتمة إلى التوصل إلى أن هذا المجتمع هو نهاية القيم، التي لن يكون لها أي صفة معيارية أو حتى اعتبارية، إنه مجتمع يؤسس لقيمه التي ينتجها ويتعامل معها وفقاً لظرفها القابل للتحول باستمرار، وبالتالي فإن هذه القيم أيضاً – إذا ما بقيت هذه التسمية منطبقة – عليها ستظل عرضة للتغيير والإمحاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها    محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2010 12:49 am

ما بعد الحداثة.. آثارها ومفاهيمها وأبعادها الثقافية

ويرى خريسان أن الحداثة في ثقافتنا العربية في الوقت الذي ستثير «ما بعد الحداثة» على الأرجح أقصى درجات التشويش والفوضى لما فيه من غموض وتعبير عن دلالات متباينة، فالمؤلف يشير أحياناً إلى فكر الاختلاف، أو إلى ظاهرة العولمة، أو إلى مستقبل حضارة تختلف عن العصر الصناعي، وقد تذهب بعض المقاربات لاستخدام مقولة إفلاس الحضارة الغربية وانهيارها.

إن مفهوم ما بعد الحداثة يستخدم بشكل واسع في الدراسات الفكرية العربية للتعبير عن قضايا فكرية وأدبية ونقدية، كما تستند إليه اتجاهات فلسفية متزايدة الحضور والخطورة.

حيث يبين لنا الباحث مسألة «ما بعد الحداثة» وآثارها، والمفاهيم المكونة لها، وأبرز مدارسها، وأبعادها الثقافية والاجتماعية والفلسفية والفنية والسياسية .. ثم عرّف الحداثة من خلال سؤاله: متى ظهرت الحداثة تعبيراً عن رؤية خاصة للوجود والفكر والمجتمع؟ ومتى اختفت أو ستختفي؟ يمكن أن نلحظ كل خلافية في هذه الأسئلة، مفكرون ألحقوا بفكر ديكارت - القرنان 16 و17 الميلاديان- وبعضهم ربطها بعصر الأنوار القرن 12 .

أما الناقد الأدبي الأميركي «فريدريك جيمسون» يحدّد تاريخ ميلادها في النصف الأول من القرن العشرين، وعلى صعيد المفكرين العرب نرى «سمير أمين» لا يعطي تحديداً زمنياً لنشأة الحداثة، ذات طابع ميتافيزيقي، فكانت هذه الفلسفات تؤكد أن هناك نظاماً يحكم الكون، ويفرض نفسه على الطبيعة والمجتمعات والأفراد.

والمؤلف ذهب إلى قراءة البيئة الأوروبية لما قبل الحداثة قراءة تاريخية، فأوروبا قبل حداثتها هذه كانت تعيش في أطر ومرجعيات وبيئة مغايرة لمرحلة الحداثة، ثم يقول: «الناظر إلى تلك الفترة يرى أن المرجعية الدينية هي الأصل في تحديد تلك النظرة»، دور الدين الرئيسي في تشكيل الأطر والأنساق العامة التي تحكم الحياة الإنسانية، فالله أصل الوجود والمعرفة والأخلاق والكنيسة من هذا المنظور المفسر الوحيد للدين وبالتالي هي ظل الله في الأرض، مما يعطيها كامل الحق في تسيير المجتمع، وإخضاع الأمراء والملوك لسيطرتها، في الوقت الذي وجدت في الإقطاع خير سند لها يساعدها في لعب دور فاعل ومؤثر في الصراعات السياسية والاجتماعية ضد الأمراء والملوك.

ويلخص المؤلف مفهوم الحداثة على أنها حركة فكرية جديدة في التاريخ الأوروبي تقوم أساساً على محاولة إبدال المرجعية الفكرية التي تحكم السلوك الإنساني في الحياة، ويعني ذلك حسب رؤية المؤلف، أهمية العقل في الإفلات من قبضة الكنيسة والإقطاع، وهو التطور الذي حصل في أوروبا في تجريد الكنيسة من هيمنتها، كان من أهم نتائجها حركة الإصلاح الديني ـ البروتستانتية ـ ومن ثم بروز حركة النهضة التي ذهبت من التمركز على الخالق في السابق إلى التمركز على الإنسان، وصعود قيمة العقل من خلال منهجين: المنهج التجريبي عند بيكون والمنهج العقلي لدى ديكارت.

وهكذا وُلدت البنيوية ضمن المرجعية الفكرية للحداثة، وقد سعت لتفكيك الأسس التي أقامت عليها الحداثة بناءها الشامل وهي بالتالي تؤكد على الذات والعقل والتاريخ. وهي أيضاً في قراءتها للواقع تركن إلى المنهج الاستنباطي الذي يعطي الأهمية إلى الكل وليس إلى الأجزاء، ولا يرى الكل في الأجزاء المكونة له، لا بل إن هذه العناصر تخضع لقوانين تتحكم في بناء العلاقة التي تجمعها. وفي مثل التأكيد على البنى نرى البنيوية تعمل على إلغاء التاريخ، أي أن هناك انفصاماً بين البيئة والتاريخ.

ويهتم المؤلف في بحث البنيوية عندما يدرس «فردينان دي سوسير» وتطبيقاته في الحقل اللغوي وعلى العلوم الإنسانية على يد مجموعة من المفكرين والعلماء، في الوقت الذي أسهم فيه فلاسفة ومفكرون من اليسار الفرنسي في تبني المنهج البنيوي في نموذجه اللغوي في دراستهم المتنوعة يأتي في طليعة هؤلاء «كلود ليفي شتراوس»، ولوي التوسير وغيرهما، أما ميشيل فوكو فهو من مفكري اليسار البنيويين البارزين، وهو يعد حلقة الوصل بين البنيوية وما بعد البنيوية.

ويقول المؤلف «فهو بدأ بنيوياً وانتهى تفكيكياً، ذلك لكون بدايته الفكرية قد تأثرت أساساً بالمدرسة البنيوية الفرنسية». لكن البنيوية في رأي المؤلف «حصلت على شهادة وفاتها في عام 1968 مع صعود الثورة الطلابية التي اجتاحت العالم وتجسدت في فرنسا معقل البنيوية» .. أما الثورة الطلابية العالمية، هي مجموعة واسعة من التحولات المجتمعية التي مست المجتمعات الغربية، وفرضت عليها استحقاقات جديدة، والحركة التفكيكية وجدت في الثورة الطلابية خير سند عملي من الواقع لأفكارها «لذلك توجهت لنقض الفلسفات والنظريات الاجتماعية البنيوية والماركسية التي كانت سائدة».

وقد جاءت نتيجة إرهاصات فكرية سابقة مساعدة على نضوجها .. وإذا كان المؤلف قد أعطى الثورة الطلابية أهميتها لأنها الممثلة للثورة الحقيقية عند رفع شعار الحرية، والطلاب في الوقت نفسه لا ينظر إليهم كفئة سياسية تعنى بمسألة التغيير إلى جانب وجود الأحزاب والتيارات الفكرية المختلفة. ويلخص المؤلف الحركة الطلابية بقوله: أنها استطاعت أن تؤسس جينولوجيا للمقاومة في مقابل جينولوجيا السلطة، فهي وضعت القيم والأسس الأخلاقية لسلطة هذه المجتمعات سواء رأسمالية أو شيوعية.

كان بحث الحركة الطلابية وما بعد البنيوية تمهيداً لبحث ما بعد الحداثة، وقد طرح المؤلف أسئلته: متى ظهرت ما بعد الحداثة كحركة فكرية؟ ومتى استخدم مفهوم ما بعد الحداثة للدلالة عليها؟ وما الفرق بين ما بعد الحداثة وما بعد الحداثية؟ وما أبرز التعريفات التي قدمت بشأن ما بعد الحداثة؟

وعلى الرغم من انتقادات وُجهت لما بعد الحداثة اختصرها المؤلف في ست نقاط من أهمها: ما بعد الحداثة مناقضة لنفسها، سعي ما بعد الحداثة لإثبات عدم مصداقية العقل، عجز العلم عن اكتشاف أو تفسير بعض الظواهر .. لكن «روزنا» تحدد سبعة تناقضات في تفكير ما بعد الحداثة: إنها ضد النظرية، تركز ما بعد الحداثة على الهامش وهو يمثل تأكيدا تقويميا، تشدد ما بعد الحداثة على العلاقات بين النصوص لكنها غالباً ما تعامل النصوص بعضها بمعزل عن بعض، تنتقد ما بعد الحداثة تضاربات الحداثة، لكنها ترفض الاعتقاد بالمعايير التوافقية نفسها...

وأخيراً قدم لنا المؤلف أربعة أبعاد لما بعد الحداثة: الأبعاد والتحديات الثقافية - الفكرية -الأبعاد والتحديات الاجتماعية النفسية، الأبعاد والتحديات السياسية - الأيديولوجية، الأبعاد والتحديات الاقتصادية. ويكون قد وقف على أبرز الأبعاد والتحديات التي تطرحها مدرسة ما بعد الحداثة اليوم على المجتمعات الغربية بصورة مباشرة، ونحن بدورنا نرى أهمية الإشارة إلى حداثة الموضوع في العالم العربي وفي دول الجنوب، مما يؤكد على أهمية الكتاب كمرجعية للباحث والقارئ على حد سواء.

2006-03-28 عن جريدة الثورة اليمنية..صنعاء

والمقال منشور بغير اسم الكاتب في الجريدة نفسها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها    محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها  Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2010 12:53 am

انتهى عصر «ما بعد الحداثة»، وحل عصر «الثقافة الإلكترونية». وهو عصر له ملامحه ومبادئه، وأخلاقياته. وعلى الرغم من أن كل هذا لا يزال في طور التشكل والتحول، فإن كثيرين يرون أننا ندخل أكثر العصور ديمقراطية في التاريخ. ما سمات العصر الجديد الذي نعيشه؟ وبماذا يختلف عن عصري «الحداثة» و«ما بعد الحداثة» اللذين يطلب منا، اليوم، أن نودعهما بكثير من التفاؤل بما هو قادم؟
في آخر عدد من دورية «بوبيولار كلشر» (الثقافة الشعبية) الأميركية، كتب البروفسور بريان كوغان الأميركي، وأستاذ موسيقى في جامعة نيويورك، ومؤلف كتاب «دائرة معارف الموسيقى والثقافة»، بحثا عنوانه: «نهاية ما بعد الحداثة وصعود الثقافة الإلكترونية». وهو تعليق على بحث بالعنوان نفسه كان كتبه البروفسور كيم لوثر الأميركي الكندي، وأستاذ كومبيوتر في جامعة تورنتو.
ما هي «ما بعد الحداثة»؟ وما هي «الثقافة الإلكترونية»؟
خلال أكثر من 400 سنة، تطورت الثقافة الغربية من «كلاسيكية» (تقليدية) إلى «رومانتيكية» (خيالية) إلى «ريالست» (واقعية) إلى «مودرنيزم» (حداثة) إالى «بوست مودرنزم» (ما بعد الحداثة).
ظهرت الرومانسية في فرنسا، كامتداد لأفكار اعتقدت أن الثورة الفرنسية ستحقق الحياة المثالية. وركزت على جمال الطبيعة وجمال الإنسان، وفتحت آفاق رسم الطبيعة، وكتابة تأملات فيها، والبحث عن معاني للحياة. وصار الجمال الفردي (خاصة جمال المرأة) محور تأملات وفلسفات.
في فرنسا، صورت ذلك لوحة «الحرية تقود الشعب» (سنة 1833) للفرنسي دو لاكروا، وفيها امرأة تقود مظاهرة، وتكشف عن صدرها، وترفع علم فرنسا. وفي أميركا، صورت ذلك روايات وقصائد ريتشارد ألان بو، مثل قصيدة «ادا» عن ريفية حسناء (سنة 1845).
وإذ تأثرت «الرومانسية» بمثالية الثورة الفرنسية، تأثرت «الواقعية» (ريالزم) بتشدد الألمان. وحد الألمان وطنهم، وأعلن المستشار أوتو فون بسمارك نظرية «ريال بوليتيك» (السياسة الواقعية). وانعكست السياسة على الثقافة. ومالت الثقافة الواقعية نحو المنطق، والعقلانية، وابتعدت عن العاطفة.
وتمثلت هذه في لوحات مثل «صلاة لمحصول البطاطس»، والقصد هو أن الواقعية صارت واقعا حقيقيا، عن حياة الناس، خاصة المزارعين والعمال. وتمثلت في رواية الفرنسي هنري بالزاك «الكوميديا الإنسانية»، عن الحياة في فرنسا بعد سقوط نابليون بونابرت سنة 1815.
مع نهاية القرن التاسع عشر، بدأت الثقافة الحديثة. وكانت رد فعل للتطور الصناعي. كانت تلك سنوات ماكينة البخار، والسكة الحديدية، والجسور، وصناعة الصلب. وبعد بداية القرن العشرين، ازدهرت الثقافة الحديثة. وتمثلت في قدرة الإنسان على أن يبدع، ويبتكر، ويغير المجتمع حوله. وانعكس تطور العلوم والتكنولوجيا على الفنون والآداب.
وخلال المائة سنة الأخيرة، شهدت ثقافة «الحداثة» تمردا متواصلا، وذلك لأنها تأثر بأسئلة القرن العشرين: هل الحقيقة حقيقة؟ وهل الطبيعة طبيعة؟ تأثرت بتمرد ماركس (دكتاتورية الطبقة العاملة)، وتمرد داروين (تطور الإنسان). وتمرد فرويد (الإيمان بالعقل الباطني)، وتمرد الإسباني بيكاسو الذي رسم «فتيات افينيون»، شبه عاريات، وتمرد الفرنسي ماتيس الذي رسم «العارية المستلقية».
ثم جاءت ثقافة ما «بعد الحداثة». فقبل نصف قرن تقريبا، حلل مثقفون فترة الحرب العالمية الثانية، وقالوا إنها خيبت آمالهم، لأنها برهنت على أن «الشر جزء من الإنسان»، وأشاروا إلى قنبلة «هيروشيما» ومحرقة الـ«هولوكوست». هذه نظرة تشاؤمية، اشترك في نشرها فنانون ومثقفون يهود. ونسيت هذه النظرة أن أهم إنجازات الحرب العالمية الثانية كان انتصار الدول الحرة على الدول الدكتاتورية والعنصرية.
وصار واضحا أن ثقافة «ما بعد الحداثة» تميل نحو التشاؤم، والسأم. بينما تميل ثقافة «الحداثة» نحو التقدمية والإبداع والتفاؤل. وظهرت أفلام مثل «صديقتان» (عن امرأتين تمثلان دوريهما بطريقة معقدة تكاد تخلو من معنى)، وروايات مثل «بريكفاست أوف شامبيونز» (فطور الأبطال) التي كتبها الأميركي كيرت فونيغوت، وفيها تهكم على الحياة، ورواية «آيات شيطانية» التي كتبها الهندي البريطاني سلمان رشدي، وفيها تهكم وصل إلى درجة الإساءة.
تمردت ثقافة «ما بعد الحداثة» على نظريات عريقة مثل الديمقراطية، والليبرالية، والتقليدية، وتأثرت بالتقدم السريع في العلوم والتكنولوجيا، وفي العولمة، وفي العالم الذي أصبح مثل قرية. وسئلت أسئلة مثل: «هل كل ما نراه حقيقة؟» و«هل نحن نتقدم أو نتأخر؟» ودعت إلى تفكير جديد، ونظريات جديدة.
قبل بحثي «نهاية ما بعد الحداثة» و«صعود الثقافة الإلكترونية» اللذين كتبهما مؤخرا بريان كوغان وكيم لوثر، وخلال العشرين سنة الماضية، صار واضحا أن ثقافة «ما بعد الحداثة» لم تجب عن الأسئلة التي طرحتها، وذلك لأنها ابتعدت عن القضايا الأساسية، قضايا الحرية والعدل.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ مثقفون ينتقدونها أو ينعونها مسبقا، مثل: ألان كيربي، بريطاني يدرس الأدب الإنجليزى في جامعة اكسفورد، كتب في دورية «الفلسفة الآن»: «ماتت فلسفة ما بعد الحداثة، ونحتاج الآن إلى ما بعد بعد الحداثة. نحتاج إلى فكر جديد يناسب التقدم التكنولوجي، والعادات الاجتماعية الجديدة». ونعى «ما بعد الحداثة» أيضا مثقفون مسيحيون متدينون قالوا إنها تشجع الانهيار الأخلاقي (نسبة كبيرة من اللوحات فيها نساء عاريات أو شبه عاريات). وتشجع الأخلاق النسبية (أي إنه لا توجد قيم أخلاقية محددة).
ونعى ما بعد الحداثة نعوم تشومسكي، أستاذ الرياضيات في معهد ماساجوستس للتكنولوجيا (إم آى تي)، وهو مفكر سياسي تقدمي، لا يتردد في نقد السياسة الخارجية الأميركية (خاصة الانحياز نحو إسرائيل، وهو اليهودي). وكتب: «ما بعد الحداثة هي جهل بكل شيء. ولهذا، لا تعني أي شيىء، ولهذا، لا تقدر على أن تفسر أي شيء. فكيف يفسر من لا يعلم؟» وأضاف: «أقول لهم ما قال ديفيد هيوم (فيلسوف بريطاني في القرن الثامن عشر) لأعدائه: اذهبوا إلى الجحيم».
ومثل: آل غور، نائب الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الحائز على جائزة نوبل لدوره في نظافة البيئة. وقال: «ليست ما بعد الحداثة إلا خليطا من «ناريسيزم» (حب الذات) و«نيهيلزم» (العدمية)». وقال إنها ليست واقعية، وطبعا، يرى نفسه واقعيا حقيقيا.
مؤخرا، نعى البروفسير لوثر «ما بعد الحداثة»، وأعلن ميلاد «الثقافة الإلكترونية». وربما كان مؤهلا لذلك لأنه حاصل على دكتواره في الفلسفة، ثم ماجستير في التكنولوجيا. وأيضا، بدل الحديث عن نظريات وفلسفات، تحدث عن حياته الخاصة.
قال إن والده (جيل الحرب العالمية الأولى) عاش سنوات الحداثة، وهو (جيل الحرب العالمية الثانية) عاش سنوات ما بعد الحداثة، وحفيده (ولد سنة 2000) يعيش سنوات «الثقافة الإلكترونية». سماه «كولم»، وقال إنه رمز «الثقافة الإلكترونية».
كان والده كنديا، وهو كندي أميركي (والدته أميركية)، وحفيده خليط أميركي وكندي وأسكوتلندي وأيرلندي (بسبب خلفية أمه). عاصر والده الرئيس روزفلت، وعاصر هو الرئيس كيندي، ويعاصر حفيده الرئيس أوباما. وحكى له والده أنه كان يتلصص ليذهب إلى ملاه ليلية يغني فيها سود أغاني الجاز، عندما ظهر الجاز أول مرة، وعندما كان المغنون السود يصعدون إلى المسرح، ويغادرونه من الباب الخلفي. وها هو حفيده «كولم» يقول إن أوباما، أول رئيس أسود، «كول» (رائع).
ربت حفيده «كولم» مربية مهاجرة من المكسيك، وتتكلم الإسبانية. وكان والدا حفيده يعرفان أنها تنتمي إلى ثقافة غير الثقافة الأميركية، ويسمعان أن المكسيكيين يضربون أولادهم. لهذا، وضعا كاميرا في غرفة الحفيد لمراقبة المربية حتى لا تضرب «كولم»، وقالا للمربية مرات كثيرة ألا تتكلم معه باللغة الإسبانية. لكن، الذي حدث هو أن «كولم» صار يتكلم كلمات إسبانية، وتعلم المسيحية على الطريقة الكاثوليكية، مذهب أغلبية المكسيكيين، وصار، وهو في سن مبكرة، يهتم بنظافة البيئة، وموجة الدفء المناخية، وثقب الأوزون، وارتفاع سطح المحيطات تدريجيا.
سمى لوثر جيل «كولم» أكثر من اسم: «جيل إلكتروني»، و«جيل رقمي» (ديجيتال)، و«جيل الإنترنت»، و(جيل «واي») (إشارة إلى الحرف الإنجليزي، الذي جاء بعد الحرف «إكس» وهو اسم الجيل الذي سبق جيل «واي»).
عكس ثقافة «ما بعد الحداثة»، وربما مثل ثقافة «الحداثة»، تميل «الثقافة الإلكترونية» نحو الموضوعات الجادة، وترى نفسها ثقافة من نوع جديد. وتميل نحو التفاؤل. وتريد نسيان سلبيات الماضي. وأيضا، مثل الحداثة، وعكس ما بعد الحداثة، تميل الثقافة الإلكتروننية نحو الليبرالية، أو «نيوليبراليزم» (الليبرالية الجديدة). وتراها فلسفة يمكن أن تطبق على السياسة والاقتصاد والمجتمع. ولا تذكر الثقافة الإلكترونية إلا وتذكر ثقافة «إم تي في» (قناة التلفزيون الغنائية) التي، على الرغم من اتهامات الإباحية والتعري في شرائط الفيديو التي تقدمها، فإنها صارت تلفزيون الجيل الإلكتروني المفضلة، غير أنها تطورت، ولم تعد تقتصر على الأغاني، وصارت تقدم الأخبار والتحليلات، وتشترك في الحملات الوطنية، مثل تشجيع الجيل الجديد على التصويت في الانتخابات.
ومؤخرا، ظهرت علامات ثقافية أخرى لهذ الجيل الإلكتروني: موقع «يوتيوب» لشرائط الفيديو، وموقع «فيس بوك» للاتصالات الاجتماعية. وصارت ماكينة البحث «غوغل»، ودائرة المعارف الإلكترونية «ويكيبيديا» عماد هذه الثقافة الجديدة.
وعكس ثقافات سابقة، لم يعد الغرب هو عمادها، ذلك لأن الإنترنت جعل العالم قرية، وجعل نفسه حلقة الاتصال. وتقول آخر الأرقام إن 500 مليون شخص يشتركون في الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، ويكتبون بأكثر من مائة لغة.
وعكس «ما بعد الحداثة»، وعلى طريق «الحداثة»، يبدو أن «الثقافة الإلكترونية» تتجه نحو مفاهيم تقليدية، مثل حب الوطن، وجمع شمل العائلة والدفاع عن الحرية ونشر العدل. ولأن كل واحد صار صحافيا على الإنترنت، فإنه يبدو أن الثقافة الجديدة ستكون أكثر ديمقراطية من أي ثقافة سبقتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما بعد الحداثة -تحديدات - محمد سبيلا و عبد السلام بنعبد العالي- الناشر: دار توبقال للنشر السلسلة: دفاتر فلسفية (نصوص مختارة)
» بيتر بروكر - الحداثة وما بعد الحداثة
» مقاربات في الحداثة و ما بعد الحداثة في ألمانيا
» محمد الشيخ , نقد الحداثة في فكر نيتشة , الشبكة العربية للأبحاث و النشر
» نهاية الحداثة الفلسفات العدمية و التقسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة _ جياني فاتيمو .pdf

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: كتب ( الاجتمــاع والانثربولوجــيا - الفلسفة - التربية - علم النفس)-
انتقل الى: