قضايا السعوديات في الـ facebook
دراسة حالة على قروب " خلوها تعدي "
فــــوزية الـــحربي
مدخل :
ساهم الانترنت في خلق فضاءات اتصالية افتراضية جديدة لم تكن موجودة قبل كالبريد الالكتروني e-mail ، منتديات النقاش forum de discussion المدونات الالكترونية les blogs ، الدردشة الالكترونية le chat ، التعاليق الالكترونية على الأخبار والمقالات les commentaires électroniques ...أن سمة الانترنيت الأساسية أنها وسيلة مثلى للترابط بين الأشخاص على حد تعبير بيرنارد كونانBernard Conein ، تنقل المعلومات وتوصلها للأفراد الآخرين المتواجدون في الأطراف الأخرى من الشبكة بسرعة كبيرة وفي ظرف آني تزامني ، بصرف النظر عن أماكن تواجدهم ، أو ما يطلق عليه عادة بظاهرة التخطي المعلوماتي ، أي أنها تتجاوز الفضاءات الجغرافية والزمنية .
هذا الفضاء الجديد للاتصال الالكتروني الذي خلقه الانترنت لتبادل النقاشات واللقاءات بين الأفراد أطلق عليه يورجن هابرماس J . Habermas اسم الفضاء العمومي Espace publique ، انه فضاء مفتوح للجميع ، يعيش فيه الأفراد مع بعضهم البعض حياة رمزية بعيدا عن الحياة الواقعية ، لا يشعرون بأي حواجز ,و يتواصلون فيما بينهم بكل حرية. ( )
هذا التواصل الفضائي الحر يعد من الأبعاد الأكثر تجديدية في ا لانترنت،حسب الدكتور الصادق رابح إذ أشار في دراسته المعنونة ب: "الانترنيت كفضاء مستحدث لتشكل الذات " إلى أن الانترنيت تمكن المتفاعلين ، ضمن فضائها ، من تجاوز الإكراهات الفيزيائية المرتبطة بسياقات الحضور وطقوس المكان ، واستحداثها لسياقات افتراضية تطبع التبادل بطابعها .لقد غدا ممكنا ، ولأول مرة في تاريخ الاتصال البشري،حسب قولة الحديث إلى الآخرين « الغرباء » ومحاورتهم بطريقة تتيح للفرد التكتم التام على هويته الفعلية، والحضور غير التجسدي، وتضفي على التبادل بصيغة تزامنية.
وتحدث الدكتور عزي عبد الرحمن أيضا عن العوالم الافتراضية الرمزية للانترنيت ، فهي كما يقول تمثل عالما رمزيا يبتعد من الواقع المعايش ، وبالتالي فالانترنيت ظاهرة رمزية ، فالفرد يتعامل مع محتوياتها من خلال رمزية النص والصورة والفيديو، وبالتالي فهي ليست حقائق بذاتها بل هي تعبير عن حقائق ، فلجوء الفرد إلى العالم الافتراضي الرمزي قد يكون تلقائيا أو رغبة في الإفلات من الواقع الذي يعيشه ، الشيء الذي يفتح أمامه باب التخيل والتأمل ومعايشة عوالم متعددة غير مطروحة في محيطه بالضرورة ، وقد يكون الفرد واعيا معظم الوقت أن عالم الانترنيت ليس بالضرورة حقيقة وقد يخلط بين العالمين ، و قد يصل الحال بالفرد إلى التصاق شديد بهذا العالم الافتراضي ،إلى درجة يشعر فيها أن عالم الانترنيت هو العالم الحقيقي ، أما العالم الواقعي فهو عالم هامشي ،لا سيما إذا كان يقضي اغلب وقته أمام الشاشة الالكترونية مقيما علاقات افتراضية مع أشخاص وجماعات افتراضية( )
موضوع الدراسة و أهميتها :
ترجع أهمية البحث إلى عدة نقاط :
أولها : أنها دراسة تهتم بجانب جديد ويعد ثورة في العلم الحديث ومرتكزة التطبيقات الحديثة للشبكة العنكبوتية وموقع احدث الكثير من التساؤلات وأغراء الكثير بالتواجد فيه ,حيث نجد فيه المواطنون والمشاهير ورجال السياسة وأصحاب القرار يلتقون بلا حواجز أو مواعيد مسبقة للاطلاع والنقاش والبقاء على صلة مع مجريات الأحداث. وهو يشهد نقاشات غنية في شتى المجالات التي تهتم بالشّأن العام,حيث ابهر السياسيين ووجدوا فيه مكان خصبا لتسويق أنفسهم وأرائهم ومكانا استهوى الوزراء والفنانين وغيره , حيث أصبح مركز للتقاء والتقارب فالجميع هناك "كما يقول الشباب" , ويشهد الواقع المعاصر أن القرن الحادي والعشرين هو عصر التطبيق المنهجي للمعرفة بسرعة, خاصة وأن الإحصائيات الصادرة من موقع إحصاءات الانترنت الدولية تشير بأن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم بلغ حتى بداية عام 2009م أكثر من مليار وخمسمائة مليون مستخدم مقارنة بنهاية عام 2000م حيث كان عدد المستخدمين ثلاثمائة وستون مليون وتسعمائة وخمسة وثمانين وأربعمائة واثنان وتسعين (360985492) مستخدم - بما يواكب هذا الاستخدام من تنوع يستلزم الاستفادة منه وصولا لتحديد رؤية مستقبلية تقوم على معطيات حول ما يمكن التنبؤ به في شؤون الحياة عامة، واتجاهات تخدم المصالح المختلفة.
والأهمية الثانية ندرة الدراسات العربية حول الفيس بوك ورغم كون هذا سيشكل تحدى للباحثة لكن عدم البحث فيه يعد تجاهل لأهميته ودوره الكبير في تغيير نمطية الاتصال , إذا أثبتـت صحة الإحصاءات التي يوفّرها موقع
www.allfacebook.com إن أكثر من 11 % من عدد مستعملي الانترنت المُصرّح بهم في الإحصاءات الرسمية (مليونان و800 ألف مستعمل) وتتزايد أهميته إذا ما قارناه بالمعطيات التي يوفّـرها نفس الموقع حول بلدان أخرى مثل مصر (مليون و18 ألف مستعمل) أو المملكة المغربية (414 ألف) هذا وحسب المصدر نفسه فأن عدد الذين استخدموا الفيس بوك من السعوديون , قد تجاوز بحلول منتصف شهر مارس 2009 قد تجاوز (366 ألف) وفي تونس تجاوز(325 ألف مستخدم) وهو رقم له أكثر من دلالة في سياق دراسة تطور المجتمعات وقياس حراكها السياسي والثقافي الذي أصبحت توفره الانترنت عبر الشبكات الاجتماعية .
وقد تعددت الدراسات والبحوث الخاصة بتحليل انعكاسات الانترنت على المجتمعات المعاصرة وغيرها من المسائل الناجمة عن ثورة المعلومات لكن ظل موضوع الفيس بوك موضوع بكرا في العالم العربي لم تقدم له أي دراسة على حسب علمي مما يستدعى من وجه نظري الباحثين لاستقراء هذه الظاهرة وتمحيصها لبيان خصوصيتها وتحديد مختلف مجالاتها الاتصالية فهو نوع من الاتصال الجديد حتى وان لم يعترف به البعض , واعدوه موقعا ترفيهيا أو شبابين لا أكثر لكنه استطاع سحب البساط من المنتديات الالكترونية والمدونات لذلك فهو يشكل سلاحا إعلاميا جديد لا يمكن تجاهله كما يقول" الفيس بوكيون"
فقد استطاع أغراء كثير من مستخدمي الانترنت على مختلف توجهاتهم ومستوياتهم الثقافية و استطاع تحويلهم من مستخدمين عاديين يتلقون المعلومة إلى صانع لها وبلغة وجيزة ومؤثرة , الأمر الذي جعل مجلة عريقة مثل التايم الأمريكية تختار المستخدم العادي للجيل الجديد من الانترنت الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم عام 2006 م متجاوزة بذلك كل قادة السياسة والمفكرين والعلماء وهذا طبعا أقرار بالدور العظيم الذي يلعبه الفيسبوكيون وغيرهم في الشبكة الاجتماعية .
من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي تهدف إلى معرفة نشأت الفيس بوك وخصائصه التي فرضت على الجمهور الإقبال عليه وأهم القضايا النسائية التي تعرض في صفحاته .
الأهمية الثالثة قلة الدراسات التي بحثت في نوعية قضايا المرأة على الانترنت وكانت اغلب الدراسات تتحدث عن قضاياها في الصحف والإذاعة والتلفزيون رغم أن هذا العالم استهواء المرأة , وحسب ما جاء في موقع الفيس بوك فان حضور المرأة على الفايسبوك يفوق الرجل في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل ملحوظ (55%). وفي فرنسا النسبة متساوية وفي بريطاني يشكل حضور المرأة 42% ولكنها في الدول العربية جميعها متقاربة مع نسبة حضور المرأة المصرية 39% .
ولئن كان الرجال سباقين إلى الشبكات الاجتماعية إلا أن النساء استهواهن هذا الفضاء التواصلي فلم يتوانين عن الإدلاء بدلوهن والمشاركة بالرأي وطرح ما يهمهن من قضايا , كما أن بعضهن وجدناها متنفس للحديث عن قضايا لا تستطيع التحدث بها أمام الأهل والمعارف . ( )
فهنا تقول فاطمة التي كتبت على حائط صفحتها على الموقع العالمي الشهير «الفيس بوك» ما يستوعب مشاعر الألم التي تحسّ بها خارج حدود التقنية الإلكترونية، ما جعلها ترى أن المكان المناسب لبث همومها المعاشة داخل أسرتها هو ال«facebook»، الموقع الذي تحول لدى كثير من السعوديات لمكان تدون فيه المشاعر المكبوتة التي لا يستطعن أن يعبرن عنها أمام الرجال في
أسرتهن
لعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن أفضل فرصة وفرها الانترنت للنساء انها سمحت لهن بالتعبير عن أرائهن والتنفيس عن الضيق الذي يملأ صدورهن دون رقيب , حتى أضحت تلك اليوميات مادة تخول للباحثين في مجال علم النفس والاجتماع والانتربولوجيا استغلالها للوقوف عند السمات المميزة لهذا الصوت النسائي وخاصة في بلدان الخليج التي تتمتع المرأة فيها بخصوصية وتحكمها ضوابط العادات والتقاليد ,( ) لكن دخولها هذا العالم الافتراضي سهل لها بدون وساطة من احد أن تختبئ وراء الأسماء المستعارة لتحكي قضاياها بشكل مختلفة عن القضايا التقليدية التي كانت تطرح على صفحات وسائل الإعلام سابقاً , و لذا تتضح أهمية هذا البحث الذي تتوقع منه الباحثة أن يكون لبنه من لبنات المعرفة فيظ الكشف عن ما يحدث من تحولات في بنية المجتمع وفي العقليات وفي الوعي الجمعي
الدراسات السابقة :
نظرا لندرة الدراسات المتعلقة بالفيس بوك لكن حاولت الباحثة جمع بعض الدراسات المتعلقة بالشبكة العنكبوتية والمجتمع الافتراضي وخصائص هذه الشبكة لأنه سيكون عوناً لهذه الدراسة في تحقيق أهدافها
لذا تم تقسيم الدراسات السابقة بما يخدم فكره البحث إلى جزئيين :
الأولى عرض الدراسات التي تحدثت عن المجتمع الالكتروني
والثاني الدراسات التي تعلقت بقضايا المرأة في الصحف والتلفزيون والإذاعة
دراسات في مجال المجتمعات الافتراضية على الانترنت
لعل من الدراسات المبكرة التي أشارت إلى المجتمعات الافتراضية على الإنترنت دراسة عن ظهور الفرد الإلكتروني التي أجريت على عينة من المراهقين في السويد ، وأكدت الدراسة أن الإنترنت خلقت واقعا افتراضيا جديدا بما يقدمه من وظائف وخدمات ومميزات عديدة ، مثل الوسائط المتعددة والنص الإلكتروني والتفاعل الآني فيما يطلق عليه الفضاء التفاعلي ، وأوضحت الدراسة أن المراهقين في السويد يفضلون استخدام الإنترنت في ظل غياب الكبار كالآباء والمعلمين ، ولم يعد فناء المدرسة هو المكان المفضل للالتقاء بين الشباب ، وإنما أصبح الدخول إلى الفضاء الاجتماعي الرحب هو المكان المفضل للالتقاء مع الأصدقاء .( )
وفي دراسة أخرى عن المجتمع الإلكتروني :الاتصال والمجتمع عبر مواقع الحوار على شبكة الإنترنت تمت مناقشة التفاعل الذي يحدث عبر مواقع الحوار من خلال الاتصال الشبكي بالإنترنت ، وتوصلت إلى أن هذا النوع من الاتصال يفرض على المشاركين فيه أن يعيدوا بناء أدوات ومعايير ثقافية تشكل أساسا جديدا للتفاعل بين الأفراد( )
وعن تأثيرات الإنترنت في مجال التغيير الاجتماعي أكدت دراسة عن الإنترنت ونهاية الاتصال القومي على فاعلية الاتصال من خلال الانترنت علي تأثيرات الانترنت في مجال التغيير الاجتماعي والسياسية والمعرفي نظرا لما تتيحه تكنولوجيا الانترنت من المزج بين عناصر التوقيت والمكان ، وحيث تمتزج الهويات الاجتماعية والكيانات الثقافية معا لتقدم أنماط ثقافية واجتماعية وسياسية جديدة .( )
وفي دراسة عن التفاعلية في المنتديات والبريد الإلكتروني على الويب وتوصلت إلي أن الاتصال من خلال وسائل الإعلام يفقد عنصر التفاعل مقارنة بالانترنت والذي يوفر مساحة عريضة من حرية النقاش وتبادل الرأي من خلال مواقع الدردشة والمواقع الحوارية التي تضم جماعات متنوعة من الأفراد من مختلف أنحاء العالم مما أتاح للجمهور العريض " أداة إعلامية الكترونية عامة " مستقلة عن المؤسسات الإعلامية المعروفة.( )
كما توصلت دراسة أخرى عن تنوع دوافع استخدام الشباب للانترنت حيث جاء دافع الحصول على المعلومات في الترتيب الأول يليه دافع التسلية والترفية ثم دافع أقامة الصداقات ثم دافع الفضول وحب الاطلاع على المستجدات العالمية وأخيرا شغل الفراغ ( )
كما أن هناك دراسة حاولت تحليل محتوى ثلاثة مواقع من مواقع الحوار العربي على شبكة الإنترنت وضمت 215 مشتركا يشتركون في هذه التجمعات الافتراضية على الويب إلى أن القضايا الدينية هي أكثر ما يشغل المتعاملين في مواقع الحوار العربي على شبكة الإنترنت ، تليها القضايا السياسية ، كما رصد في دراسته أن تناول القضايا الدينية لا يتفق مع ما يجمع عليه المسلمون بقدر تركيزه على القضايا الجدلية والخلافية ، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى تناول هذه الموضوعات والقضايا لا يتماشى مع الشروط المعلنة من قبل أصحاب موقع الحوار الذين لا يطبقون المعايير الخاصة بالحذف أو التعديل والتغيير بصورة موضوعية وفعالة( )
وهناك دراسة ركزت على مساحات البوح للمرأة الفلسطينية على موقع اتحاد المدونين العرب مكتوب واعتمدت الدراسة على نموذج روجرز لنشر المستحدثات وافترضت أن الخصائص الديموجرافية للمدونات الفلسطينيات سيتضح منها ارتفاع مستواهن التعليمي والثقافي وحداثة السن وتنوع الاهتمام وطرحت عدة تساؤلات حول حجم المشاركة الفلسطينية وخاصة المرأة في مجتمع المدونات العربية والخصائص الديموجرافية من حيث السن والتعليم للمدونات الفلسطينينات وأهم فئات التدوين التي تحتلها صدارة المدونات الفلسطينية والقضايا الخاصة بها . وقد استخدمت الدراسة أسلوب تحليل المضمون بالاعتماد على وحدة التحليل للموضوعات والقضايا وجاءت أهم نتائج الدراسة لتبرز تنامي ظاهرة التدوين في العالم العربي عامة والفلسطيني خاصة محتلة المرتبة السابقة كما اتضح صحة الفرض الأساسي لنموذج انتشار المستحدثات عبر خمس فئات والأسرع في التبني هن النساء الفلسطينيات المتعلمات المهتمات بالشأن العام حيث يمكن التدوين عن القضية الفلسطينية ثم حقوق المرأة ، وشهدت إحدى المدونات الفلسطينيات 138,484 مشاهدة وظهر أيضاً أن هذه المدونات وفرت للمرأة مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن مختلف همومهن وقضاياهن وتكوين الرأى العام نحو بعض القضايا . ( )
دراسات عن قضايا المرأة في الصحف والتلفزيون والإذاعة :
دراسة موقف الصحافة المصرية تجاه قضايا المرأة( ):-
وهدفت هذه الدراسة إلى بحث مواقف واتجاهات الصحافة تجاه المرأة والتعرف على أهم القضايا التي طرحتها الأهرام والأخبار والجمهورية خلال فترة الدراسة. وتمثلت نتائجها في الآتي:
1- أغفلت صحف الدراسة القضايا الهامة للمرأة ومنها التوعية السياسية وحث المرأة على ممارسة حقوقها السياسية وقضية محو أمية النساء ومشاركة المرأة في الإنتاج.
2- وأظهرت الدراسة أن الصحف الثلاثة تؤكد على القيم الاستهلاكية لدى المرأة من خلال تخصيص مساحة كبيرة للأزياء في مقابل القيم التنموية.
3- أوضحت الدراسة أن القضايا المتعلقة بالأسرة والمرأة كانت أكثر القضايا التي عالجتها الصحف اليومية ثم قضايا المرأة والتنمية كما اهتمت الصحف إلى حد ما بقضايا الأحوال الشخصية ومشاكل المرأة العاملة.
ودراسة أخرى تركز على الصحافة المصرية وقضايا المرأة خلال العقد العالمي للمرأة( ):-
توسعت تلك الدراسة في تناول طرفين من أطراف العملية الاتصالية في صحافة المرأة (المضمون – القائم بالاتصال)، وكانت نتائجها كالتالي:
1- أكدت نسبة كبيرة من القائمين بالاتصال أن للسياسة التحريرية للصحيفة تأثيرًا على تناول قضايا المرأة وذلك بتحديد موضوعات بعينها تطرح على صفحات المرأة.
2- وأشارت نسبة كبيرة من القائمين بالاتصال إلى أن الصحافة المصرية لا تهتم بمعالجة القضايا الخاصة بالمرأة العربية وأوضحوا اهتمامهم بقضايا التنمية والمشاركة بقدر اهتمامهم بالقضايا الأسرية ولكن تحليل المضمون كشف عن تفوق القضايا الأسرية على القضايا الأخرى التي أشاروا لها.
3- أن الصحف أغفلت قطاعًا نسائيًا هامًا هو المرأة الريفية رغم أنه يمثل 60% من المرأة المصرية.
4- توصلت الدراسة إلى أن الصحف الخاصة بالدراسة اهتمت بقضية عدم المساواة بين الرجل والمرأة وأن الصحف حرصت على إبراز معاناة المرأة فى الدول المتقدمة أيضًا من عدم المساواة.
5- ركزت الصحف الخاصة بالدراسة على الموضوعات التقليدية التي تركز عليها المرأة وتدعيم هذا الدور التقليدي.
أما الدراسة الأخرى فهي عن دور الصحافة النسائية في وضع أولويات اهتمام المرأة المصرية نحو القضايا النسائية( )التي - استهدفت التعرف على القدرة النسبية لكل من أبواب المرأة والمجلات النسائية في ترتيب أولويات قارئاته والتعرف على أهم القضايا التي طرحتها المجلات النسائية خلال فترة الدراسة وقد توصلت إلى النتائج الآتية:-
1- ثبت من الدراسة أن الدافع الرئيسي لقراءة أبواب المرأة كان الحصول على المعلومات والنصائح والإرشادات ثم تلاه تدعيم الآراء والأفكار ثم دافع مراقبة البيئة ثم دافع تأكيد المكانة والشعور بالأهمية.
2- فيما يتعلق بدوافع قراءة المجلات النسائية فقد كان الدافع الرئيسي لقراءة المجلات النسائية لدى المبحوثات دافع مراقبة البيئة ثم دافع استقاء المعلومات وتقديم النصائح والإرشادات ثم دافع المساعدة فى اتخاذ القرارات.
3- وجود ارتباط إيجابي بين أجندة الصحافة النسائية مجتمعة من ناحية وأجندة جمهور المرأة من ناحية أخرى، أوضحت الدراسة أن طبيعة أو نوع القضية يؤثر إلى حد ما على طبيعة العلاقة بين أجندة الصحافة النسائية وأجندة جمهور المرأة .
و في دراسة أخلاقيات تناول قضايا المرأة في السينما المصرية: دراسة تحليلية( ):-
تدور مشكلة هذا البحث حول إلقاء الضوء على جوانب معالجة السينما المصرية لقضايا المرأة من خلال الأفلام التي تقدم في إطار واقع اجتماعي تحكمه محددات ثقافية وقيمية معينة.
ومن أهم نتائج الدراسة:
1- غلبة المضمون الإجتماعى على معالجة قضايا المرأة، مقارنة بالقضايا والمضامين الأخرى مثل المشاركة السياسية والمشاركة فى مختلف مجالات الإنتاج.
2- مازالت الأفلام المصرية تركز على معالجة قضايا المرأة في الحضر مع الغياب المستمر لمعالجة قضايا المرأة في الريف أو الصعيد.
3- معظم الأفكار التي تدور حولها الأفلام التي تعالج قضايا المرأة هي أفكار تبث قيمًا مادية بل وغير مرغوب فيها اجتماعيا، وتعظم من شأن المادة وتقلل من قيمة العمل.
•جاءت المشكلات والقضايا الخاصة بالخلافات الزوجية والنظرة المادية عند اختيار شريك الحياة ومشكلات تربية الأبناء وسلوك المرأة طريق الرذيلة على رأس المشكلات الاجتماعية التي تناولتها الأفلام السينمائية في حين جاءت مشكلات مثل حرمان المرأة من التعليم أو عدم مواصلته في المرتبة الخامسة والعشرين. واقتصرت معالجة هذه القضايا على مجرد ذكر القضية أو ذكرها وتحليلها دون وضع حلول لها، بل وعند تقديم الحلول كانت في معظمها حلولاً سلبية.
•جاءت النظرة الناقصة إلى المرأة على رأس القضايا الثقافية حيث تكررت في عشرة أفلام، تلتها الأمية الثقافية في 6 أفلام وغياب الوعى الصحي في أربعة أفلام وجاءت الأمية الأبجدية في ذيل القائمة وتكررت في ثلاثة أفلام.
•وهناك دراسة أخرى بعنوان: صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام بين الواقع والمأمول( ):-
وقد سعت الباحثة إلى رصد صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام المختلفة في كل من: الصحافة، في الإذاعة، في التليفزيون، في السينما، في الإعلان، وتوصلت إلى مجموعة النتائج أهمها:
1- تعانى البرامج المقدمة للمرأة من ازدواجية الاتجاه فهي أحيانًا تعرض الصور التقليدية حيث المرأة عاجزة وكذلك تعرض صورة المرأة المستقلة المدركة لحقوقها.
2- تميل برامج المرأة إلى التركيز على مخاطبة المرأة بصفة عامة وتتجاهل بعض الفئات مثل المرأة الريفية.
3- قدمت السينما عدد من القضايا المتعلقة بالمرأة مثل زواج المرأة – انحراف المرأة – حقوق المرأة – تمسك المرأة بالعادات والتقاليد – صراع المرأة بين الخير والشر – نظرة الرجل غير السوية إلى المرأة – قضية اغتراب المرأة.
4- أكدت الدراسة أن السينما تقدم المرأة في صورة مشوهة فأغلب أفلامها تركز على المرأة كأداة جنسية أكثر من كونها إنسانة فاعلة.
5- وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الإعلان كان يسئ عملية توظيف المرأة به، حيث جاء استخدام المرأة في إعلانات السلع أكثر من إعلانات الخدمات بما يوحى أنها أداة أو سلعة.
6- تستخدم المرأة بوصفها أداة للجذب الجنسي والجذب الجماهيري فقط .
موازنة الدراسة بالدراسات السابقة :
أن الدراسات التي تحدثت عن المجتمع الالكتروني جاءت لتؤكد تفاعلية هذا المجتمع الافتراضي وقدرة في تخطي الحدود والتواصل والتحاور ,ونوعية القضايا التي تستهويه رغم أنها تختلف مع دراستي بأنها لم تبحث بما يخص المرأة من قضايا داخل هذه الشبكة , لكن هذه الدراسات ستثري الإطار النظري لدراستي , وسوف استفيد منها في توضيح دور مجتمع الدراسة في طرح قضايا المرأة وأسلوب معالجته لها , أما فيما يخص الدراسات المتعلقة بقضايا المرأة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون والسينما ركزت كلها على نوع القضايا النسائية المتداولة لتوضح أن الصورة للمرأة في الأعلام صورة هشة خالية من أي قضية مهمة لتلخص جميع القضايا بالمكياج والطبخ , هذه الدراسات أيضا ستفيد دراستي في الصورة النمطية التي عادتا ما يناقشها الإعلام بشكل عام فيما يتعلق بقضايا المرأة لتكون بمثابة الفكرة الأساسية لبناء تصور استطيع من خلاله تتبع قضاياها بمجتمع مختلف مجتمع يمنحها الحرية في أبداء همومها ونشر قضاياها بلا حدود ولا قيود القائم بالاتصال . كما أن جميع الدراسات السابقة ساهمت في إفادة الباحثة في تحديد وبلورة فكرة هذه الدراسة .
مشكلة البحث :
تعتبر مواقع الشبكات الاجتماعية التي ظهرت في السنوات الأخيرة واحدة من أقوى الجوانب التي يمكن الاستفادة منها، فهذه المواقع التي تهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين الناس عبر الإنترنت، وجدت لها شعبية كبيرة فاقت الكثير من الجوانب الأخرى في ذلك العالم، ومن أهم هذه المواقع موقع الفيس بوك Facebook الذي بدأ بتأسيسه الطالب الجامعي (مارك جوكربيرج) بهدف توثيق العلاقات بين طلاب جامعة هارفارد الأميركية، ثم ما لبث أن توسع إلى جامعات أخرى في الولايات المتحدة، ثم إلى عامة الناس، حتى وصل عدد المشتركين فيه إلى 300 مليون مشترك، وهو ما يفوق عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية.
فحينما وضع وزير الإعلام السعودي ملفه الخاص على الفيس بوك، قام بزيارته أكثر من خمسة آلاف صديق.هذا مجرد نموذج واحد يكشف التزايد المطرد في الاتصال عبر الإنترنت في السعودية بعدما نجحت هذه الشبكة العنكبوتية في فرض نفسها ولا يقتصر هذا الأمر علي السعودية وحدها , وإنما في منطقة الشرق الأوسط كلها.ففي مصر أصبح الفيس بوك لاعباً أساسيا في الساحة السياسية. ويكفي أن جمال مبارك الذي تعتبره المعارضة المصرية احد المرشحين المحتملين للرئاسة مستقبلا لم يكتفي بجولاته الدائمة إلي المحافظات ولجأ إلي الفيس بوك للتواصل مع الشباب من خلال موقعه الذي أطلق عليه اسم "شارك". ونظم عبره حواريين أجاب خلالهما علي عدة أسئلة وهو ما فسره معارضوه بأنه محاولة للوصول إلي أصوات مؤيدة له عبر الشبكة. كما أنّ تدخل رئيس دولة تونس في سبتمبر 2008 للإذن بإعادة فتح موقع فايسبوك بعد احتجابه وصعوبة الاتصال به مدّة عشرة أيام فقط – بسبب ما اعتبره البعض اجتهادا خاطئا من قبل الجهات المشرفة محليا على مراقبة استخدامات الشبكة - له دور كبير في هذا الارتفاع الملحوظ لعدد مستخدمي الموقع من التونسيـين وتزايد الاهتمام به بين كل الفئات .
وخلال الصيف الماضي، وجدت الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الإيرانية آذانا صاغية على الصعيد العالمي من خلال نداءات قصيرة على الشبكة لا يتجاوز الواحد منها 140 كلمة,وكما توضح هذه المشاهد، فإن العالم الافتراضي يقدم فرصًا جديدة للتعبير والاتصال السياسي , ولعلنا نتجاوز هذا كله لنورد المثال الأشهر على دور وتأثير الفيس بوك على الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وهو ما قام به بعض الشباب في مصر من تنظيم حركة اعتصام سلمية على الموقع تحت مسمى ( شباب 6 أبريل ) ودعت إلى الإضراب عن العمل في 6 أبريل 2008م واستجابت كثير من الأحزاب المصرية والنقابات والحركات والجماعات المعارضة اعتراضا على بعض الأوضاع الاقتصادية والسياسية ، وكان للدعوة صدى كبير ، كما حدثت أحداث شغب في مدينة المحلة الكبرى التي تقع بدلتا مصر في ذلك اليوم الذي أرخ لقوة وتأثير موقع الفيس بوك في الأوساط الشعبية ، وخاصة بين فئة الشباب .
من المتعارف عليه في البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية انه يقوم على بحث ظاهرة اجتماعية إنسانية يقدر الباحثين أهميتها من خلال ملاحظتها فتحديد المشكلة من أهم مراحل البحث لأنه في رأي الباحثة بمثابة العلة التي ينبغي تشخيصها بدقة حتى يمكن الإلمام بها ومعرفه تفاصيلها وخصائصها حتى بعد ذلك يمكن فهمها و تقصيها بشكل صحيح ,لان التشخيص الخاطئ سيقدم بالتأكيد حلا غير مجدي ومن ثم يحكم على البحث بأنه لا جدوى علمية من ورائه.
وتقصد الباحثة بمفهوم الجدوى العلمية هو مدى إسهام البحث في زيادة مخزون المعرفة في مجال التخصص المتعلق به. كما يقصد بالمشكلة هنا أن الموضوع يحيط به الغموض أو الالتباس سواء بصفة كلية أم جزئية ومن ثم يستلزم حلاً، وأن البحث العلمي هو الوسيلة التي يمكن من خلالها اقتراح الحلول واستخلاص النتائج والتوصيات، ولما كان موضوع هذا البحث هو قضايا المرأة في الفيس بوك , محدده بذلك قروب نسائي سعودي باسم" خلوها تعدى" والتي تهدف حسبما جاء في صفحتهم بأنها " موجه لأجل أختي وأختك.. ابنتي وابنتك.. زوجتي وزوجتك.. قريبتي وقريبتك.. جارتي وجارتك... معارفي ومعارفك... هي للمجتمع.. لكل نساء المجتمع "
وقد حقق هذا القروب إقبالا كبيرا حيث بلغ المنظمين إليه أكثر من 3,063 مشارك من النساء والرجال وقد تم تفعيلهم في أطلاق شعارات تطالب بقضايا تخص المرأة وتدعم مطالبهم بالحوارات والصور والفيديو وعرض القرارات الوزارية التي تخص المرأة ومتابعه كافة الأخبار التي تناقش قضاياه بوسائل الأعلام والتعليق عليها مما جعل هذا القروب يشكل مجالاً خصب للباحثة لمعرفة أهم القضايا التي تخص المرأة على صفحات الفيس بوك ( )
من هذا المنطلق يمكن تحديد المشكلة التي نحن بصددها في هذا البحث بأنها تهتم بنوعيه قضايا المرأة على الفيس بوك ومعرفه الدور الذي يقوم به الفيس بوك بتنشيط قضايا المرأة ويمكن بلورة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي :
ما أهم قضايا المرأة التي تناقش على صفحات الفيس بوك ؟
أهداف الدراسة :
تتركز أهداف الدراسة حول قضايا المرأة التي تطرح على صفحات الفيس بوك مركزة على قروب " خلوها تعدي " الذي تعد قضية المرأة فيه هدف أساسي , وينبع من هذا الهدف الرئيس عدة أهداف فرعية تتمثل في عدة تساؤلات تتضح فيما يلي :
تساؤلات الدراسة :
سوف تسعى الباحثة من خلال هذا البحث إلى وضع إجابات تتسم بالموضوعية لكثير من الأسئلة ذات الصلة بالموضوع وأهمها
1ـ ما حدود التفاعل الاجتماعي في الفيس بوك ؟
2ـ ما أهم خصائص الفيس بوك ؟
3ـ ما دور المرأة بالفيس بوك ؟
4ـ ما ابرز القضايا التي يطرحها قروب خلوها تعدي ؟
5ـ ما الأهداف التي يسعى لها القروب من خلال طرح هذه القضايا ؟
6ـ ما مدى اتفاق أسلوب الطرح والمعالجة لقضايا المرأة من القيم العامة للمجتمع ؟
7ـ هل هناك تغير في نوع قضايا المرأة المطروحة بالفيس بوك عما هو بوسائل الإعلام ؟
أسلوب الدراسة وإجراءاتها المنهجية :
تعد هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفية الكيفية التي تعتمد على النص أكثر من اعتمادها على الأرقام وتستخدم أسلوب دراسة الحالة الذي يعد ضمن استراتيجيات البحث الكيفي ويسعى هذا الأسلوب إلى معرفة ابرز قضايا المرأة التي يتم طرحها في صفحات الفيس بوك مستهدفة بذلك معرفه واضحة لقضايا المرأة وتحليلها بشكل معمق , فقد عمدت الباحثة لهذا الأسلوب لأنه سيساعد على فهم وتحديد القضايا النسائية المطروحة وسيسهل الحصول على المعلومات وحقائق قد لا تستطيع الباحثة الحصول عليها بدون هذا المنهج .
مجتمع الدراسة :
يعد مجتمع البحث واسع جداُ نظراً لتعدد صفحات الفيس بوك التى تنظم مجموعات متجانسة بالاهتمام والفكر والقضايا , و هو مجتمع واسع بعدد المشاركين وكثره القضايا المطروحة , إلا أن الباحثة قد حددت مجتمع الدراسة على قروب " خلوها تعدي " لعدة أسباب أنه يركز في هدفه ورسالته على قضايا المرأة وهذا هو محور دراستي .
كما أن مؤسسي القروب والأعضاء المشاركين هم من الرجال والنساء وهذا التنوع في الجنس تعتقد الباحثة بأنه سيكون مثري في مناقشة القضايا وتحريكها لتبادل الآراء بشكل متوازن .
عينة الدراسة :
بناء على الإحصاءات المذكورة في القروب عن عدد المشتركين فقد بلغ حتى 20/ 6/ 143هـ ( 3,063) مشترك , وهذا يجعل المجال واسع أمام الباحثة لتغطية هذا المجتمع إلا من خلال العينة وهذا دفع الباحثة إلى التواصل مع مؤسس القروب , والذي تم اختياره بناء على اعتبار إلمامه بجميع ما يخص القضايا المطروحة .
أسلوب جمع المعلومات :
ستجري دراستي من خلال عدة طرق وهي
1ـ الملاحظة بالمشاركة وذلك في التسجيل بالقروب ليسهل ذلك معرفة ابرز القضايا والمواضيع التي يتم طرحها ووقت الاهتمام بالقضية وفاعليتها في طرح رؤى متعددة وتهدف الباحثة من هذا الأسلوب إلى أن تكون قريبة من الحوارات والمشاركة في الاستفسار أو فهم أصحاب القضايا وتوجهاتهم , هذا سيحقق للباحثة الدقة في التتبع والفهم ورصد القضايا , كما سيسهل الوصول للبيانات وفهم تاريخ القضية مما يسهل عمل المقابلة وطرح أسئلة تخدم الدراسة وأهدافها .
هذا بالإضافة إلى أنها أداة جيدة للحكم وتقويم فعالية العملية الاتصالية في تحقيق الأهداف والغايات المرجوة .
2ـ المقابلة عبر الهاتف والبريد الالكتروني وتعتمد فيها الباحثة على الأسئلة غير المغلقة أو شبه المفتوحة وهي التي تكون محدده وواضحة وتتيح الفرصة للمبحوثين ليتحدثوا عن بعض القضايا التي تساعد الباحثة في الحصول على المعلومات .
الإطار الزمني :
حتى تستطيع الباحثة تتبع القضايا النسائية المطروحة في قروب " خلوها تعدي "على شبكة الفيس بوك فقد حددت الباحثة إطارها الزمني شهر كامل يبدأ في 1 ربيع الأخر 1431هـ إلى 1 جمادى الأولى 1431هـ بواقع ساعة يوميا
الفصل الثاني :
المبحث الأول
مصطلحات ومفاهيم عامة :
1. الشبكات الاجتماعية:
وهي خدمة تتركز في بناء وتعزيز الشبكات الاجتماعية لتبادل الاتصال بين الناس الذين تجمعهم نفس الاهتمامات والأنشطة، أو لمن يهتمون باكتشاف ميول وأنشطة الآخرين
فالشبكات الاجتماعية تقوم بجمع أعداد كبيرة من الناس بناء على اتجاهاتهم والتي هي في الغالب تكون معلنة عبر هذه المواقع في صفحات مخصصة لبياناتهم (profile) والتي تساعد بالتالي على تواصل جيد مع الآخرين عبر هذه الشبكات مستعينين في ذلك بالعديد من الوسائل ومنها رسائل البريد الإلكتروني والتدوين على صفحاتهم والمشاركة بالصور والفيديو. ونجد كذلك أنه توجد هناك طرق للبحث في هذه المواقع لاختصار الوقت على المستخدم.
وتشير إحدى الدراسات المتخصصة في بريطانيا إلى تقسيم مستخدمي مواقع التعارف الاجتماعي بحسب عاداتهم وتصرفاتهم إلى أنماط مختلفة وهي:
(أ)- الاجتماعيون: وهم الناس الذين يستخدمون المواقع لفترات قصيرة ولكن مكثفة للترفيه والتعرف على أناس جدد والغزل وغالبية أفراد هذا النوع هم من الذكور تحت 25 عاماً.
(ب)- الساعون للانتباه: وهم الناس الذين يتوقون لاهتمام الآخرين بهم ويعشقون الرسائل والتنويهات غالباً عبر نشر صور مثيرة على صفحاتهم، غالبية هؤلاء من الإناث اللواتي تتراوح أعمارهن من سن المراهقة إلى أواخر الثلاثينات.
(ج)- التابعون: وهم الأشخاص الذين يسجلون في مواقع التعارف الاجتماعي لمجرد اللحاق بأصدقائهم ومعرفة ماذا يدور في حياتهم، وهؤلاء عادة من الجنسين ومن مختلف الأعمار.
(د)- المخلصون: وهم أشخاص تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، وهدفهم الذي يسعون إليه هو العثور على الأصدقاء القدامى من المدارس والجامعات وتوطيد العلاقات معهم وهم من الجنسين.
(هـ)- العمليون: وهم الأشخاص الذين لديهم هدف واحد وعملي يريدون تحقيقه من استخدامهم لموقع التعارف الاجتماعي(التواصل مع العملاء مثلاً) وعادة ما تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً وهم غالباً من الذكور.
(و)- غير المستخدمين: وهذا النوع يشمل ثلاثة أنواع فرعية هي:
القلقون بشأن الأمن الالكتروني.
غير الواثقين من قدرتهم على استخدام التكنولوجيا من ذكور وإناث كبار في السن.
غير المهتمين بالمفهوم ومن يعتبرونه مضيعة للوقت وهم من الشباب و المراهقين الكبار في السن.
ولا شك بأن هؤلاء المستخدمين لهم اهتمامات معينة فكل منهم يشارك في هذه الشبكات بناء على اهتماماته الشخصية أو العملية أو الرسمية، وذلك لأن الشبكات الاجتماعية تتناول موضوعات متعددة وذلك للدور الكبير الذي لعبته هذه الشبكات في التواصل البشري الالكتروني بغض النظر عن الأبعاد الاجتماعية والجغرافية..الخ.
فتعددت تخصصات هذه الشبكات الاجتماعية وأبرز هذه التخصصات ما يلي:
(أ)- شبكات الأعمال: وهي شبكات اجتماعية تعنى بالأعمال وتمكن رجال الأعمال من إيجاد وسيلة غير مكلفة للتواصل مع الآخرين وتوسيع قاعدة الاتصال الخاصة بهم بسرعة وسهولة، كما تعد هي أداة فعالة لتنظيم التواصل مع عملائهم والمستهلكين لمعرفة اهتماماتهم ومتطلباتهم وآرائهم في المنتجات والخدمات التي يقدمها رجال الأعمال والمؤسسات التي يملكونها، إضافة إلى أن هذه المؤسسات والشركات استطاعت استثمار هذا النوع من الشبكات الاجتماعية في الإعلان عن منتجاتها وفتح أسواق جديدة لها بتكلفة بسيطة، مع استغراب الكثير من نجاح هذه الشبكات الذي فاق نجاح المواقع الرسمية للشركات.
(ب)- الشبكات الطبية: وهي شبكات اجتماعية تعنى بالخدمات الطبية وتمكن شركات الأدوية ومستلزماتها من التواصل مع المجتمع ومع عملائهم وتهدف كذلك إلى نشر الوعي الطبي بين المستخدمين وكذلك الأطباء وشركات الأدوية على حد سواء.
(ج)- الشبكات الثقافية متعددة الجنسيات: وهذا النوع الذي تتبعه شبكة (facebook) الفيس بوك، حيث تهدف إلى التواصل بين المستخدمين بمختلف الأعمار، والجنسيات، والثقافات سواء البحث عن الأصدقاء القدامى أو لتكوين صداقات جديدة، والتعرف على اهتمامات وأنشطة الآخرين ومشاركتهم بها .
المبحث الثاني : قضايا المرأة في وسائل الإعلام :
يمتلك الأعلام في عصرنا الحاضر العصا السحرية للتغيير والتبديل في ذهنية المتلقي ذلك انه من خلال ما يطرحه من صوره للمرأة وعملية تكرار الصور وعرضها بإشكال متشابهه يؤكد على النظرة التي يريدها أو يعتقد القائم بالاتصال أنها قضية للمرأة هامه ويجب لفت الانتباه لها , وقد طرح الإعلام صور عديدة للمرأة و المتابع للبرامج التي تعرضها وسائل الإعلام العربية تظهر بوضوح أثر العولمة على مضمون هذه البرامج الثقافية والإعلانات التجارية والبرامج الدرامية التي تبثها هذه الوسائل، محاولاً تقريب صورتها من صورة المرأة الغربية واعتبار جمالها المتمثل بطول القامة ونحافة القوام والشعر الأشقر والعينين الزرقاوين أو الخضراوين أنموذجاً للجمال العالمي، وتابعنا الكثير من الأفلام الدرامية التي تظهر صوره الفتاة المؤمنة التي تبتغي بحجابها مرضاة ربها بصورة الفتاة الساذجة المكتئبة وغير فاعله بالمجتمع وهذا أمر غير مستغرب مع تلك الحملات العالمية والمحلية ضد الحجاب
أن تحول القيم الأخلاقية إلى قيم استهلاكية تعمل على توظيف المادة الإعلامية لخدمة خصائص الجمال والفتنة، مما يترك أثرا على الصورة التي تظهرها أو تقدمها المرأة في وسائل الإعلام، والتي تكاد تنحصر في صورة النجمة أو الفنانة أو المطربة أو الممثلة أو الراقصة أو المذيعة، وقليلاً جداً ما نراها شاعرة وباحثة وكاتبة ومفكرة . كما تنحصر أيضا في تقديم مادة تافهة سطحية لا تقوي شخصيتها، ولا تساعدها على التعرف على ذاتها.
لقد كان من أهم نتائج هذه الصورة السلبية للمرأة التي تعرض في وسائل الإعلام، " أن أًصبحت المرأة نفسها تعيش، وحسب الدراسات والبحوث، خواءً فكرياً وفراغاً روحياً وخلطاً عجيباً بين الغايات والوسائل ! واختلالاً ظاهراً وعدم توازن في النظرة لكثير من الأمور، ففي الوقت الذي يتبلور المفهوم الإسلامي المعتدل للجمال على أنه وسيلة تأخذ منه المرأة قدراً معيناً تُحقق به أنوثتها، يزرع الإعلام في حس المرأة أن (الجمال المظهري) غاية تستحق أن تبدد المرأة جهدها ووقتها ومالها، بل وربما تعيش، لأجله!! " لذا نجد أن برامج كثير في وسائل الإعلام تنحصر في مواضيع الموضة والأزياء والماكياج والزينة والمطبخ والديكور والتخسيس والتسمين وغير ذلك من الوسائل الجمالية التي تعزز في ذهن المرأة أن الجمال والأنوثة مطلب أساسي وهام في حياتها تستحق أن تنفق من أجلهما الغالي والرخيص، وأنه الطريق الأمثل والأفضل للنجاح في الحياة الأسرية والاجتماعية .وهذه الصورة تتكرر ليس في القنوات الفضائية بل حتى الصحف تركز على أن تخرج صوره المرأة بشكل سطحي يهتم بالمظهر والشكل الخارجي أو تركز على الأمور الخدمية التي تقدمها المرأة مثل " طريقه أعداد الطعام ، أو سبل أزاله البقع من الملابس وهكذا ) وإغفال أمور جوهرية تستحق الحديث عنها ( ). ومعاملتها من خلال وسائل الإعلام وكأنها كائن معزول لا يشغله الهم السياسي بالبلد ولا الأمور الاجتماعية فيتم إشراك الرجل في اخذ راية ومناقشته في أمور مهمة في الحياة السياسية والاجتماعية وتحصر المرأة في حوارات وأطروحات خاصة بها .
وتذكر الدكتورة عواطف عبد الرحمن( ) أن حوالي 80% من موضوعات برامج المرأة في التلفزيون تتناول فن الطهي والحياكة والموضة وتربية الأطفال وفن الديكور , هذا بالإضافة إلى أن الدراسات التي أجريت على المجلات النسائية المتخصصة في العالم العربي أنها تخصص 75% من صفحاتها للقضايا التقليدية للمرأة سواء تلك التي تتعلق بالجوانب الجمالية والمظهرية " الأزياء والماكياج " أو المشاكل العاطفية للقارئات ثم العلاقات الأسرية وموضوعات التربية .
وقد أعدت دراسة بمصر ترصد 400 فيلم مصري اتضحت خلال الدراسة أنهن يطرحن صوره أنثى فقط واعتبرت المرأة كأن ضعيف من الناحية الجسمية والعقلية والمزاجية , وقد كانت الصورة واضحة من خلال استعراض العناوين السائدة للأفلام : امرأة خطرة ، امرأة من نار, امرأة وشيطان , شيطان المرأة , المرأة التي غلبت الشيطان , امرأة سيئة السمعة , امرأة بلا قيد , خدعتني امرأة ..وهي عناوين تعبر عن رغبة المخرج أو الموزع أو كليهما في اجتذاب المتفرج , ، فتوحي له بالأفكار السائدة عن المرأة حيث تؤكد هذه الأفكار أن المرأة شيطان , صائده , ماكرة ، لا تريد إلا المتعة وفي حالات بسيطة قدمت صور للمرأة العاملة المنتجة القادرة على المشاركة بهموم المجتمع لكنها طبعاً صور بسيطة ومتوارية وسط موج من الصور السيئة للمرأة ولا يتناسب كما وكيفا مع الصورة السالبة عن المرأة .( )
و في الكتاب الذي نشر بعنوان "المرآة العربية: الوضع القانوني والاجتماعي" عن المعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس عام 1996 والذي جاء التأكيد من خلال دراسات علي أن صورة المرآة العربية في وسائل الإعلام لا زالت مشوهة وتخضع لقوالب اجتماعية وثقافية متخلفة لا تحترم إنسانيتها ودورها الأساسي في المجتمع .
وقد رصد تقرير المرآة العربية والإعلام" في الثامن عشر من يونيو 2006صوره المرأة في وسائل الإعلام ، حيث قدمت على أنها فاسدة الأخلاق والعقل والطباع، وجاهلة وضيقة الأفق، بالإضافة إلى كونها مستضعفة. كما قدمت المرآة على أنها جسد فهي تقدم كشابة لا يعنيها إلا مظهرها أو بدينة قبيحة، مثلما أنها انتهازية وراشية ومرشية، إضافة إلى تقديمها على أنها أخت أو ابنة تدور في فلك الرجل، ولا يعنيها الشأن العام. ومن ناحية أخرى، فهناك صور إيجابية استخلصتها البحوث في وسائل الإعلام العربية تمثلت في كون المرآة عاملة وقادرة على القيادة ومشاركة في الشأن العام ومتعلمة ومتفوقة، وذات أخلاق عالية ومناضلة.( )
وقد قامت أمينة الظاهري (1982) بإجراء دراسة حول صورة المرآة العربية في أغاني "الفيديو كليب" التلفزيونية مستخدمة المنهج السيميولوجي أو ما يسمي باللغة العربية "علم المشار والمشار إليه،" حيث توصلت الباحثة في هذه الدراسة إلى أن صورة المرآة واللغة المستخدمة والأشياء التي رافقتها ركبت بشكل جيد لتخدم الموضوع الرئيسي لهذه الأغنيات الذي تركز حول موضوع الحب والعلاقات العاطفية بين الرجل والمرآة، إلى جانب أن صورة المرآة في هذه الأغاني جاءت لتخدم الصورة النمطية المتعارف عليها عن المرآة العربية، وهي صورة المرآة الجسد مصدر المتعة والجنس، كما أنها صورة المرآة الخائنة وعديمة الوفاء. وفي دراستها حول صورة المرآة العربية في الإعلان الصحفي والتلفزيوني، أشارت عفاف المري إلى كيفية استغلال صورة المرآة في الإعلانات التي يتم نشرها في الصحافة المكتوبة أو بثها في المحطات التلفزيونية العربية، المحلية منها والفضائية. وتورد الباحثة عددا من النماذج التي أفرزتها الدراسات والبحوث الإعلامية الخاصة بصورة المرآة في الإعلانات التجارية في المنطقة العربية، حيث تعرض لأربعة نماذج هي : المرآة التقليدية، والمرآة الجسد، والمرآة الشيء، والمرآة السطحية.
كما أن صوره المرأة أصبحت لصيقة بالإعلانات التجارية واستغلت كجسد يروج للبضائع التجارية وأقحمت حتى في السلع التي لا تخصها مثل الترويج لعجلات أو زيت السيارات .
كل تلك الصور تركز على دور المرأة المعاصر والمتوافق مع الرؤية للعالمية لهذا الدور، فتظهر على سبيل المثال صورة جديدة للطالبة الجامعية المتفوقة ذات الشخصية الإيجابية التي تلعب دوراً وتسلك سلوكاً ينم عن الاستقلال الشخصي والوعي العميق بأمور الحياة. كما تظهر صورة للمرأة المستقلة مادياً التي تتصرف باستقلال عن الرجل، والذي أدى استقلالها إلى تمتعها بسلطة اتخاذ القرار وتسيير الأمور.
وفي الجهة المقابلة تظهر صورة تعمد إلى الاستهزاء بالمرأة المسلمة وحجابها، وتصوير الحجاب على أنه عادة شعبية وليس أمراً دينياً تعبدياً ورمزاً للهوية الإسلامية، وهو يمثّل في كثير من وسائل الإعلام عودة إلى التخلف والرجعية، وكل من تلتزم به إما فتاة قبيحة معقدة، وإما صاحبة مصلحة مادية . وتعمل وسائل الإعلام العربية عادتا على رفع قدر الممثلات والراقصات والمغنيات وجعلهن مثلاً أعلى للفتاة في أمور الملبس والمأكل والعادات والتقاليد .( )
أما عن صورة المرأة في فن الكاريكاتير فقد توصلت إحدى الدراسات إلى أنه على الرغم من القيمة العظيمة التي يكتسبها هذا الفن بحكم تراثه الطويل وتأثيره النقدي على القارئ ، فقد ظهرت المرأة من خلاله أما في صورة استعراضية فاضحة في هيئتها وملامحها ’أو في صورة بدينه إلى حد البشاعة كما ظهرت أحيانا مسرفة تدفع بالرجل إلى السرقة أو قبول الرشوة أو ارتكاب الجرائم ، وفي إطار تصوير المرأة في عملها كثيرا ما صورتها الرسوم بأنها معطلاً للاقتصاد وللإنتاجية فهي كسولة وغير منتجة بل ومتسببة في رفع نسبة البطالة بين الرجال .