المدونات المصرية على الشبكة العنكبوتية العالمية مصدرا للمعلومات مع إشارة خاصة لمدونات المكتبات ومدونات المكتبيين
إعداد: شيماء إسماعيل عباس إسماعيل
تتناول الدراسة المدونات المصرية ومدونات المكتبات ومدونات المكتبيين على الشبكة العنكبوتية العالمية كأحد مصادر المعلومات الإلكترونية التي خلفتها لنا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في نهاية القرن العشرين، وتهدف الدراسة إلي التعرف على مفهوم المدونة الإلكترونية، ودراسة نشأتها التاريخية ومراحل تطورها، وإلقاء الضوء على أسباب شهرتها وانتشارها بين مستخدمي الإنترنت، واستعراض البرمجيات التي تستخدمها في إنشائها وأدلة البحث المستخدمة في البحث عنها، والتعرف على خصائص المدونة الناجحة بالتركيز على المدونات المصرية، وتقديم عدد من النماذج لأكثر المدونات المصرية شهرة على العنكبوتية العالمية مع الإشارة إلي العلاقة بين المدونات المصرية والسياسة، بالإضافة التعرف على المدونات في مجال المكتبات والمعلومات من حيث المفهوم، والأهداف التي تسعى إلي تحقيقها والأدلة التي تحصرها، وأنواعها المختلفة وعرض نماذج لما هو متاح منها على العنكبوتية العالمية على المستوى العربي والعالمي على حد سواء. ومن ثم استجلاء طبيعة ذلك المصدر والتعرف عليه من كافة زواياه قدر المستطاع .
-------------------------
تمهيد
شكلت المعلومات دورا بارزاً في حياة الأفراد والمجتمعات عبر التاريخ الإنساني فمن يملك المعلومات يملك السيطرة على العالم المترابط الذي نعيشه، وهنا برزت الحاجة إلي مصدر أو وسيلة أو قناة يمكن عن طريقها نقل المعلومات وتداولها من مُصدرها إلى المستفيدين منها ولقد اتخذت مصادر المعلومات أشكالا وأنماطا مختلفة، ولعل أكثر هذه الأشكال شهرة وانتشارا وألفة بين مستخدمي الإنترنت "المدونات الإلكترونية" تلك الظاهرة التي ألحت في الظهور حتى مصدرا جديدا للمعلومات على الشبكة العنكبوتية العالمية [1] التي تمكن من خلالها كل فرد في العالم المندمج المترابط على الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب:Web) من نشر وتداول المعلومات والأخبار والنفاذ إليها في كافة مجالات المعرفة البشرية والتعرف من خلالها على الرأي والرأي الآخر في البيئة العنكبوتية ويُمكننا من خلالها إدراك الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمجتمع ما بل يمكن من خلالها دراسة الحياة الثقافية والفكرية لهذا المجتمع.
ولهذا تسعى هذه الدراسة لاستجلاء طبيعة المدونات الإلكترونية بصفة عامة والمدونات المصرية ومدونات المكتبات والمكتبين بصفة خاصة كمصدر للمعلومات من خلال تناول عدد من النقاط :-
1- المدونات مصدرا للمعلومات.
2- ماهية المدونات.
3- المدونات المصرية النشأة والتطور.
4- المدونات المصرية والسياسة.
5- المدونات في مجال المكتبات والمعلومات.
المدونات مصدراً للمعلومات
يقوم علم المعلومات على أربعة محاور أساسية من بينها مصادر المعلومات باعتبارها الوسيلة التي يستمد منها الإنسان المعلومات وينفذ إليها ويتفاعل معها إن سلبا وإن إيجابا؛ حيث يمكن من خلالها التعرف على ما يجول في ذهن العقل الإنساني ومن ثم طرحها على وسيط قابل للتداول والتناول بين الإنسانية.
ومن هنا نشأت الحاجة إلي مصدر أو وسيلة أو قناة يمكن عن طريقها نقل المعلومات إلى المستفيدين منها، فظهرت العديد من مصادر المعلومات - الكتب وما في حكمها، الدوريات وما في حكمها، المصغرات الفيلمية، المواد السمعية البصرية، ملفات البيانات الآلية، أقراص الليزر، والمصادر الإلكترونية عن بعد - وحاول كل مصدر منها القضاء على ما يلتصق بما سبقه من عيوب، فحاول الكتاب المطبوع القضاء على البطء الشديد الذي تميز به الكتاب المخطوط في حمل المعلومة ثم جاءت الدوريات وتمكنت من القضاء على بطء نشر الكتاب وتقادم معلوماته النسبي، وفي ظل الكمية الكبيرة التي يستهلكها الإنتاج المطبوع من ورق وما يتطلب من حيز وهنا نشأت المصغرات الفيلمية والتي قضت معها على عيوب المصادر السابقة عليها من خلال استخدام وسيط غير ورقي وتوفير الحيز المكاني.
ولكن كل هذه المصادر لا يمكن أن تفيد فاقد القدرة على القراءة والكتابة ومن ثم ابتكر الإنسان المواد السمعية والبصرية ونجحت في القضاء على عيوب ما سبقها من مصادر، فحملت معلومات لا يمكن لغيرها من مصادر أن تحملها هذا فضلا عن ما تتميز به من كفاءة عالية في ترسيخ المعلومات في ذهن المتلقي، وتقليل المجهود الذهني اللازم للفهم والاستيعاب. ومع تطور احتياجات المستفيدين بظهور الحاسبات الآلية كانت ملفات البيانات الآلية بما تتيحه من كميات كبيرة من المعلومات في حيز صغير وعلى وسيط غير ورقي والمساعدة في نقل المعلومات من مكان إلي آخر في الحال كل هذا بسرعة هائلة، والتي معها ظهر ما يُعرف بالكتاب الإلكتروني والدورية الإلكترونية، ثم لحقها شكل جديد من أشكال مصادر المعلومات ألا وهو أقراص الليزر التي قضت على ما سبقها من عيوب بما تنفرد به من الفلكية في حمل المعلومات من نص وصوت وصورة في آن واحد، والوضوح وشدة النقاء بالإضافة إلي رخص ثمنها.[2]
وكانت ثمرة الاندماج بين تكنولوجيا الحاسبات وتكنولوجيا الاتصالات في نهاية القرن العشرين بزوغ شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) حيث تمكن كل فرد في العالم المندمج من إضافة المعلومات التي تتعلق بجانب معين من جوانب الحياة والمشاركة في مواردها مع ملايين من البشر وتوزيعها من خلال الإنترنت متجاوزا قيود الزمان ومحددات المكان المفروضة عليه.
وقدمت لنا الإنترنت العديد من التطبيقات التي يمكن من خلالها الولوج إلي كم هائل من المعلومات، وفي محاولة منها للقضاء على ما حملته الوسائط السابقة عليها من جوانب ظل تتعلق بفقد الاتصال والتواصل والتفاعلية بين المستفيدين منها، والهروب من القيود الملقاة على حرية إبداء الرأي في مصادر المعلومات سالفة الذكر برزت جدوى وأهمية وجود مصدر جديد للمعلومات يتجنب عيوب ما سبقه من مصادر بما يحقق من تفاعلية واتصال وتواصل والحرية في إبداء الرأي وآنية لمعلومة في وقت واحد.
هنا استقبلت الإنترنت المدونات الإلكترونية أو بلوج (Blogs) كأحد مصادر المعلومات التي فرضت نفسها بقوة وسرعة انتشارها على الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب:Web)، وفرت له الإنترنت المناخ المناسب من الأجهزة والبرامج اللازمة للتشغيل والبحث ومواقع في البيئة العنكبوتية(الويب:Web) بشكل يتناسب مع الاحتياجات المتطورة للمستفيدين منها؛ حيث تجاوزت المدونة الإلكترونية كل الحواجز الزمنية والمكانية والرقابية على المعلومات التي لا تجد قبولا سياسيا أو دينيا أو اجتماعيا في بلد ما، ووضعت شعار وصل الناس بعضهم البعض والتواصل فيما بينهم هدف رئيسي لها، هذا بالإضافة إلي الضغط في الإنفاق والسرعة البالغة في توصيل المعلومات فلا يوجد تكلفة لإنشاء المدونة ولا يتجاوز إنشائها خمس دقائق من الوقت.
ولهذا أصبحت المدونات الإلكترونية أحد مصادر المعلومات الأساسية التي يستمد منها الإنسان المعلومات والنفاذ إليها والتفاعل معها إن سلبا وإن إيجابا، بل ومتابعة الأخبار وقياس الآراء ولكن من وجهة نظر شخصية هي وجهة نظر كاتب أو محرر المدونة وهذا ما يعطيها قالبا خاصا تتميز وتنفرد به عما سبقها من مصادر للمعلومات، كما أن المدونات كمصدر جديد للمعلومات على الشبكة العنكبوتية(الويب:Web) تتسم بالتراكم والزيادة المستمرة والسريعة ثانية بعد الأخرى على عكس الأشكال التقليدية الأخرى من مصادر المعلومات وذلك يعني وجود محتويات لمصادر لا متناهية وفي نفس الوقت هذه المحتويات تتيح القدرة على المشاركة والانخراط المدني في الأنباء والأخبار في المجتمع.
ماهية المدونات
تستخدم كلمة " مدونة " العربية كمقابل للكلمة الإنجليزية(blog) وهي اختصار لكلمتي Web log والتي تعني سجل الشبكة[3] "وقد اشتقت الكلمة من فعل دون، تدوين، مدونة ليصبح اسم الفاعل منها مدون"[4]، وهناك العديد من التسميات التي استخدمت كمقابل لكلمة (blog) منها: البلوجز، البلوغز، المذاكرات الإلكترونية، المدونات الشخصية، يوميات الإنترنت، السجل الشخصي، المعارضة الإلكترونية، الصحافة الإلكترونية .. وغيرها الكثير من التعريبات التي وردت في كتابات المؤلفين العرب عن المدونات الإلكترونية، إلا أن "مدونة" هو التعريب الأكثر قبولاً وانتشاراً واستخداماً لهذه الكلمة حتى الآن[5].
ذلك عن الدلالة اللغوية للكلمة فإذا ما انتقلنا إلى الدلالة الاصطلاحية - كما تعرضها قواميس المصطلحات- نجد أن مصطلح بلوج(blog) تم إدخاله لأول مرة إلي معجم أكسفورد في طبعة مارس 2003، كما دخلت كلمة "blog" إلي قاموس ويبستر"Merriam-Webster Online Dictionary," عام [6]2004، والذي يذكر أن المدونة (blog) "عبارة عن موقع ويب يتم تحديثه بصفة مستمرة يشتمل على مداخل أو تدوينات مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً بداية بالأحدث"[7] ،ويعرف المدونون bloggers)) على أنهم "الأشخاص الذين يكتبون المدونات وبرامج التدوين"[8]، ويشير لعالم المدونات(blogosphere) بـ"المجتمع المترابط لكل من المدونات والمدونين المتاحة على الإنترنت في كل أجزاء العالم"[9].
أما الموسوعة البريطانية المتاح على الخط المباشر Encyclopedia Britannica online تعرف المدونة بأنها" ملف معلومات الويب أو مجلة على الإنترنت يُنشئها فرد أو جماعة أو شركة تقدم من خلالها سجل بنشاطاتها وأفكارها واعتقاداتها، وبعض المدونات تعمل بشكل رئيسي في نقل الأخبار وجمع المصادر المختلفة على الإنترنت وتضيف المدونات تعليقات قصيرة وروابط خارجية على الإنترنت كما أن كثير من المدونات تسمح لزائريها بترك تعليقاتهم على تلك المواد ليتفاعلوا مع محرري المدونات"[10].
وهناك أيضا تعريف موسوعة ويكيبيديا wikipedia حيث تعرف المدونة بأنها "عبارة عن صفحة ويب تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة و مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، و يكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره يمكن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تكون متاحة في الصفحة الأولى للمدونة."[11]
وقد قدم الكُتاب العرب في مقالاتهم العديد من التعريفات الإجرائية للمدونة منها على سبيل المثال التعريف الذي قدمه الكاتب الأستاذ"عبد الرحمن سعد"الذي يعرف المدونة على أنها هي
" الترجمة العربية لكلمة(Blog) وجمعها مدونات وهي عبارة عن مساحة شخصية على الإنترنت تتيح لصاحب الصفحة النشر بسلاسة شديدة إذ يكتب المدونون خواطرهم وأخبارهم وآراءهم ويعطي كل منهم الأحداث التي شهدها أو شارك فيها، والأهم أنها تقدم مساحة للتعليق والحوار حول المدخلات وفي المعتاد يضيف المدون أكثر من مقال في الأسبوع ولا تحكمه مساحة ولا رقابة أما تنظيم المدونة فيعتمد على عرض التدوينات ( المقالات) بعكس ترتيب نشرها ولا يحتاج الموضوع سوى ساعة لبدء مدونة، والتعرف على أساسيات التعامل معها."[12]
كما تشير الكاتبة الأستاذة" ناهد النقبي" إلي أن " مصطلح "بلوغرز" يشير إلى نوع جديد من نشر السير الذاتية والقصص والتجارب ومناقشات في الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية وربما المذكرات على الإنترنت, ولأشخاص يحددهم كاتب تلك الموضوعات إضافة إلى صور وتسجيلات صوتية وموسيقى وأغان وأشرطة مصورة معظمها من صنع الكاتب نفسه. والكتابة عادة تتم على موقع شخصي, ويتم تلقي التعليقات والآراء عليه, أو يشمل الموقع فقط صورا فوتوغرافية تمثل الكاتب وتعبر عنه من خلال هذه الصور. بهذا تكون الصفحة أقرب إلى الجريدة الإلكترونية, أو إلى يوميات "أون لاين". وتنتشر هذه الظاهرة في أوساط الشباب، بل تكاد أن تكون حكراً عليهم"[13].
ومن وجهة نظر المدونين يعرف الأستاذ" عبد الله المهيري " - صاحب مدونة سردال والتي تعد أول المدونات العربية- المدونات بأنها "مواقع شخصية في الغالب وقد تكون جماعية في بعض الأحيان، يكتب فيها المرء ما يحب من أفكار ومواضيع, ويمكن للزوار التعليق على هذه المواضيع، هي مساحة شخصية يمارس فيها الإنسان حريته في نقاش ما يريد، لذلك أراها تعطي حرية أكبر للكاتب, فهو صاحب المدونة وهو الرقيب الوحيد على نفسه"[14]
ومن كل ما تقدم.. يتبين أن المدونات الإلكترونية هي عبارة عن مواقع عنكبوتية ((Websites تظهر عليها تدوينات posts (مداخل) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا - من الأحدث إلي الأقدم- تصاحبها آلية لأرشفة المداخل القديمة ويكون لكل مدخل منها عنوان إلكتروني URL دائم لا يتغير منذ لحظة نشره على الشبكة بحيث يُمكن المستفيد من الرجوع إلي تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تكون متاحة على الصفحة الأولى للمدونة مما يساعد على الوصول المباشر من قِبل المستفيدين إليها، وتشتمل على النصوص، والصور، ولقطات الفيديو القصيرة، ومواد سمعية والروابط الفائقة إلى مصادر إلكترونية أخرى ذات صلة على الشبكة، وتسمح المدونات بالتفاعل بين محرريها وقارئيها حيث يمكن لأي من متصفحي الانترنت قراءاتها والتعقيب أو التعليق عليها.أنظر الشكل (1).
http://www.egyptologyblog.co.uk/شكل (1) نموذج لمدونة مصرية في مجال علم الآثار المصرية.
و"التدوينة" التعريب لكلمة"post"، وهي "المادة أو الإسهام الواحد في المدونة والتي يمكن أن تكون رسالة أو أخبار أو صورة أو رابط، وعادة ما تكون مادة قصيرة تتضمن الروابط الخارجية وتمكن الزوار من التعليق عليها".[15]
ونظراً لأن المدونة هي عبارة عن مواقع عنكبوتية كان السؤال عن أوجه الاتفاق والاختلاف بين المدونات Blogs)) والمواقع العنكبوتية(Websites)؟
عن أوجه الاتفاق يمكن ذكر :-
أن كلا منهما وسيلة أو مصدر لنشر المعلومات على الإنترنت.
أن كلا منهما يمكن أن يستمر ويبقى مادام هناك فرد أو مؤسسة تقوم بإنشائه وإدارته.
أن كلا منهما له عنوان إلكترونيURL يُمكن إي من مستخدمي الإنترنت الدخول عليه.
ولكن الاختلاف الرئيسي بينهما يكمن في أن المدونات أكثر ديناميكية من مواقع الويب بالإضافة إلي التحديث المستمر بحيث لا يمر أسبوع واحد إلا وهناك على الأقل تدوينه جديدة، إلي جانب ما تشتمل عليه المدونات من ترتيب وتقويم زمني من الأحدث إلي الأقدم لهذه التدوينات، في حين أن مواقع الويب مصممة لكي تكون ساكنة وليس هناك حاجة إلي تحديثها بانتظام أو وفقا لتاريخ معين. كما أن تحديثها يتم بالصفحات وليس بالتدوينات أو المداخل كما هو الحال في المدونات[16] كما أن المدونات تخلو من رسائل ( spam) المزعجة التي يمكن أن تتسلل لمواقع الويب على الشبكة العنكبوتية[17].
ويمكن أن يتضح الفرق من خلال التعرف على الخصائص المشتركة التي تجمع المدونات الإلكترونية وتتميز بها في البيئة العنكبوتية (الويب:Web) وهي:-
1- محتوى منظم كمداخل مستقلة، يشتمل كل منها على نص وربما روابط فائقة، ومتاحة جميعا في ترتيب زمني عكسي (أي من الأحدث إلى الأقدم).
2- تأريخ زمني لكل مدخل، بحيث يُعرف المستفيد متى تم تدوين هذا المدخل على وجه التحديد، ويتم هذا التأريخ باليوم والشهر والسنة وأحيانا بالساعة والدقيقة.
3- سجل أرشيفي لجميع المداخل السابقة، بحيث يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل الزائرين.[18] انظر الشكل (2).
.
شكل (2) نموذج يوضح مكونات المدونة الإلكترونية[19]
وبعد التعرف على معنى المدونة في اللغة والاصطلاح فما النشأة التاريخية للمدونات المصرية ؟
المدونات المصرية : النشأة والتطور
ظهرت المدونات في منتصف التسعينيات من القرن العشرين وتحديدا سنة 1997، ومصطلح (blog) هو إدغام لكلمتي (Web Log) والتي تعني سجل الشبكة كما سلف الذكر، وكان جون بارغر هو أول من صاغ هذا المصطلح في 17 ديسمبر 1997[20] إلا أن المدونات لم تنتشر على العنكبوتية العالمية (الويب:Web) إلا بعد عام 1999حيث بدأت خدمات الاستضافة في السماح للمستفيدين بإنشاء المدونات الخاصة بهم بصورة سريعة وسهلة نسبيا[21]، وكانت الحرب على العراق سببا من أسباب ذيوع صيت المدونات و انتشارها، حيث ظهرت في عام 2002 مدونات مؤيدة للحرب من أشهرها مدونة "إنستابوندت"، وفي عام 2003 ظهرت المدونات كوسيلة للعديد من الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب للتعبير عن مواقفهم السياسية و منهم مشاهير السياسة الأمريكية من أمثال هوارد دين، وبدأ دور هؤلاء البلوجرز يظهر بشكل كبير كوسائل إعلام مضادة لوسائل الإعلام الأمريكية الرسمية التي تصور الأمر للأمريكيين على أنه تخلص من أسلحة الدمار الشامل التي ثبت فيما بعد أنها مجرد حجة للغزو، حيث بث هؤلاء البلوجرز على مواقعهم أخباراً بشكل مستقل عن وسائل الإعلام الأخرى تتضمن تفاصيل يومية دقيقة وقصصاً إنسانية عن العراقيين الأبرياء الذين قتلوا على أيدي قوات الغزو، ولبيان أهمية هؤلاء البلوجرز في كشف حقيقة الغزو الأمريكي للعراق، تقول "إليزابيث لاولي" الأستاذ المساعد بإدارة تكنولوجيا المعلومات في معهد روشستر للتكنولوجيا : إنهم (البلوجرز) "جعلوا المشكلة مع العراق أكثر إنسانية، فحينما ذهبنا إلى فيتنام لعب التلفزيون دوراً في تغيير صورة الأوضاع هناك، وغير بالتالي رأي الأمريكيين في الحرب، وقد قام البلوجرز بدور مشابه هذه المرة بعدما وفروا للناس منتدى عالمياً حول المشكلة وأعطوا لقطات سريعة للحياة في البلد الذي وقعت به الحرب "وبالصوت والصورة"[22]، و في عام 2004 أصبحت المدونة ظاهرة عامة بانضمام العديد من مستخدمي الإنترنت إلى صفوف المدونين و قراءها[23]، حيث اختيرت كلمة بلوج (blog) لتكون أهم كلمة في عام 2004بحسب استطلاع الرأي الذي أجراه قاموس ويبستر"Merriam-Webster Online Dictionary" عام 2004 [24].
ويقدر مشروع "بيو للإنترنت والحياة الأمريكية" الذي يجري أبحاثاً حول تأثير الإنترنت في مختلف أوجه الحياة الأميركية، زيادة عدد الأمريكيين الذين يقرؤون المدونات بنسبة 58% عام 2004). وبنسبة 19% منها لأشخاص تتراوح أعمارهم بين الـــ18- 25عاماً، كما يفيد "مشروع الامتياز في الصحافة" التابع لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، أن معظم هؤلاء يتابعون المدونات من أجل الحصول على المعلومات ومتابعة الأخبار[25]، وفي دراسة أخرى يقدر موقع «بلوغ هيرالد» "وجود مئة مليون بلوغ حول العالم، وبلايين الزيارات اليومية لها، كما يسجل «بلوغ هيرالد» وجود 700 ألف مدونة إيرانية، منها 520 ألف مدونة بالفرنسية. وعن بقية العالم، نجد أن عدد المدونات في الولايات المتحدة50 مليوناً، وفي بريطانيا 2.5 مليون بلوغ، وفي الصين ستة ملايين، وفي اليابان 5.5 مليون بلوغ، وفي فرنسا 3.5 مليون بلوغ، مع رقم مذهل لكوريا الجنوبية هو 20 مليون بلوغ"[26].
وفي البيئة الإلكترونية العربية توجد العديد من المدونات العربية باللغتين العربية والإنجليزية، وأحياناً الفرنسية، تلك التي نالت شهرة واسعة بسبب خوضها في أمور سياسية فقد أكد تقرير المركز الدولي لحرية الصحافة ارتفاع عدد مواقع الويب (بلوجز) العرب في الأعوام القليلة الماضية بطريقة مثيرة، وتنبأ التقرير بنمو المدونات العربية خلال السنوات القادمة لتصبح جزءا من خريطة الإعلام العربي، وتُركز معظم المدونات العربية على السياسة والأدب والشعر وكذلك توجد مدونات عامة ومدونات متخصصة وأخرى تتحدث عن التجارب الحياتية والشخصية[27]، حيث بدأت المدونات العربية في الظهور منذ نحو ثلاثة أعوام من خلال ظهور بعض المدونات التي تعتبر قديمة نسبيا مثل " سردال
http://www.serdal.com/ لعبد الله المهيري من إمارة ابوظبي وهو أول من قام بإنشاء مدونة عربية في مارس 2004[28]، وحوليات صاحب الأشجار
http://gharbeia.net/،وطي المتصل
http://zamakan.gharbeia.org/، وطق حنك
http://digressing.blogspot.com/، ولنتعدى الطبيعي
http://beyondnormal.blogspot.com/... [29]
أما المدونات المصرية فقد بدأت في الظهور على الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب:Web) في 20 مارس 2004، حينما تصاعدت حملة رفض توريث الحكم في مصر وخرجت مظاهرات لحركة "كفاية" في ديسمبر لأول مرة تعارض توريث الحكم، وتعاظمت أكثر خلال عام 2005 مع الاستعدادات الصاخبة لانتخابات الرئاسة المصرية وانتخابات البرلمان، في صورة مدونات تتحدث عن آراء أصحابها عن فكرة التوريث وانتشار الفساد والإصلاح والتغيير، وتضع صوراً للمظاهرات التي تخرج أو أخبار عنها، وعن ندوات ومحاضرات وتصريحات حول هذه القضايا الجدلية، وبدأ "البلوجرز" المصريون الدخول إلى عالم المدونات من مدخل سياسي، وسعوا للاستفادة المدونات لعرض آرائهم بحرية ما بين صفحات أدبية وفنية وسياسية وشخصية واجتماعية[30]، حيث تأتي البداية مع رائدي المدونات في مصر الزوجان الشابان منال وعلاء اللذان يمتلكان مدونة "منال وعلاء"،وحتى وقتها لم يكن عدد المدونات المصرية يتجاوز الثلاثين مدونة[31] وقد زاد عددها إلي أن وصل في ديسمبر 2006 إلي (1457) مدونة مصرية طبقاً لما يحصره دليل "the Egyptian blog ring" المتاح على موقع بعنوان:-
http://www.egybloggers.com. وتتنوع الموضوعات التي تتناولها المدونات المصرية ما بين السياسة والثقافة والفلسفة والفن والأدب والدين والإعلام والتقنية والمذكرات الشخصية والأشعار وربما الطرائف والنكات، كما تتنوع أسماء المدونات المصرية لتعبر عن حالة أصحابها فغالباً ما يسمي المدون مدونته باسم وهمي أو كوميدي أو سياسي ساخر أو قد يسميه باسم يعبر عن حالات الفساد أو الإحباط السياسي أو الاجتماعي الذي يرغب في الفضفضة فيه عما يريد[32]، ولكن أهم ما في هذه المدونات أنها ترصد لنا تفاصيل الحياة الحقيقية للشعب ذلك أنها نابعة منهم، وتعبر عنهم، عن أفكارهم، عن أحدهم عندما يستيقظ في الصباح ولا يجد شيئا يفعله سوى أن يكتب أنه يشعر بالملل، أو أحدهم عندما يسير في مظاهرة، فيعود ليكتب عنها من واقع إحساسه، وهو يسير فيها، أو شخص متضايق من مديره في العمل فيكتب عنه، أو عن رحلة العذاب في الميكروباص كل يوم إلى العمل، أو شخص شاهد فيلما فيكتب عنه، فكل تفاصيل الحياة الحقيقية، واقعيتها، صخبها، مرحها، حزنها، صدماتها، ألمها، كل هذا موجود في المدونات العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة[33]، ولعل أشهر أربع نماذج من المدونات المصرية هي:-
1-مدونة منال وعلاء "Manal and Alaa"
وهي واحدة من أشهر المدونات السياسية في مصر. يكتبها شخصان متزوجان وناشطان في مجال حقوق الإنسان، وتقوم المدونة بعمل تغطية يومية مستمرة للأحداث، كما أنها تقوم بعمل ارتباطات بمدونات أخرى لها نفس الخط السياسي، وقد فازت هذه المدونة بجائزة الإذاعة الألمانية جائزة منظمة "مراسلون بلا حدود"لأفضل موقع تدوين عربي في مجال حقوق الإنسان والتي منحتها هيئة التحكيم لمسابقة دويتشه فيله للمدونات [34]، هذه المدونة متاحة في:-
http://www.manalaa.net/ (أنظر الشكل رقم 3)
http://www.manalaa.net/شكل (3) مدونة منال وعلاء
2- مدونة بهية Baheyya""
تعد مدونة "بهية" من أشهر المدونات المصرية المكتوبة باللغة الانجليزية، والتي زارها عشرة الآلاف شخص خاصة بعد حديث هيكل عنها بقوله «أنا أجد شخصا يكتب باسم مستعار هو بهية، ولست ادري من هي لكني أطلب من مكتبي أن يعطوني مقالات بهية كلما تصدر.. لأنني أتابعها باعتبار وباحترام أكثر من أي صحافي في أي جريدة »[35]والمتاحة في:-
http://baheyya.blogspot.com/ 3- مدونة جار القمر"jarelkamar"
تعد مدونة جار القمر من أشهر المدونات لعام 2006 نظرا لحصولها على جائزة أفضل مدونة عربية لعام 2006 في مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات لهذا العام( 11/ نوفمبر/2006) والتي تناولت موضوعات مختلفة في مجالات الأدب والحياة العامة والسياسة والتاريخ وتحتوي على الكثير من المعلومات التي قد لا تتناولها وسائل الإعلام المحلية[36] والمتاحة في:-
http://jarelkamar.manalaa.net/ 4- مدونة الوعي المصري "Misr Digital"
التي تعتبر من أشهر المدونات السياسية في مصر حيث يبلغ عدد زائريها شهرياً أكثر من مليون ونصف المليون زائر[37] أعد هذه المدونة الأستاذ "وائل عباس" المدون المصري الذي تم اختياره مؤخراً من قبل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي كأحد أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم [38]، والمتاحة في:-
http://misrdigital.blogspirit.com/ وبعد الإطلاع على هذا المصدر الإلكتروني الجديد للمعلومات- المدونات محل الدراسة- تم رصد بعض الملاحظات عن المدونات بصفة عامة والمدونات المصرية بصفة خاصة التي يمكن إيجازها على النحو التالي:-
1- ترجع أسباب شهرة وانتشار المدونات لتميزها بالتفاعلية مع المستفيدين منها، والوصول المباشر من قبل المستفيدين إليها، وتشكيل التجمعات الإلكترونية بين محرريها والمستفيدين منها، وذلك بصورة أكثر فعالية عن غيرها من وسائل الاتصال الأخرى مثل البريد الإلكتروني والقوائم البريدية.[39]،هذا بالإضافة إلي حرية التعبير عن الرأي وهو ما لا تسعد به العديد من الحكومات غير الديمقراطية مما أدي زيادة انتشارها والإقبال على قراءتها، وكانت الحرب على العراق سببا من أسباب ذيوع صيت المدونات كما سلف الذكر.
2-عالم التدوين والمدونات له مصطلحاته الخاصة تلك المصطلحات التي دخلت إلي القواميس والمعاجم اللغوية حديثاً كما سلف الذكر، ومع نمو حجم المصطلحات الخاصة بالمدونات ظهرت جدوى وأهمية وجود قواميس مصطلحات متخصصة تحصر كافة مصطلحات المدونات ومن هنا كان قاموس"blogossary.com: the blogosphere’s dictionary" المتاح على العنكبوتية العالمية (الويب:Web) على الموقع التالي:-
http://www.blogossary.com/ والذي يضم 66 مصطلحاً من مصطلحات المدونات والذي يُمكن أي من مستخدمي الإنترنت البحث عن أي مصطلح خاص بالمدونات ويقدم تعريفات تحت المصطلحات الكاملة.
كما تقدم موسوعة ويكيبيديا قائمة مرتبة هجائيا بأسماء 64مصطلحاً مستخدمة في التدوين والمدونات والمتاحة في:-
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_blogging_terms. وتقدم العديد من المواقع قائمة مختصرة بالمصطلحات المستخدمة في المدونات منها على سبيل المثال موقع:-
http://www.rsf.org/article.php3?id_article=15000 .
3- أن المدونات الإلكترونية هي أحد مظاهر العولمة التي ساهم التطور التكنولوجي في وجودها[40] وزيادة الإقبال عليها وشعبيتها وانتشارها بأعداد فلكية على العنكبوتية العالمية (ويب:Web)، مما دعا لوجود أدلة ومحركات بحث وكشافات لتُكشف محتويات المدونات تحصر هذه المدونات وتساعد مستخدم الإنترنت على الوصول المباشر للمدونة(blog) التي يقصدها بل يمكن أن يصل إلي تدوينة (post)معينة داخل مدونة ما.
فعلى المستوى العالمي يوجد العديد من الأدلة التي تحصر المدونات لعل أشهرها على الإطلاق محرك البحث""Technocratiوالذي يقوم بتكشيف 60 مليون مدونة حول العالم وذلك طبقا لأخر تقرير نشره في نوفمبر 2006حيث يقوم بفهرسة عشرات الآلاف من المدونات التي تظهر كل ساعة وطبقا لإحصاءات تكنوكراتي""Technocrati هناك أكثر من 175.000مدونة جديدة تظهر كل يوم كما يقدر عدد المدونين بـ 1.6مليون مدون في اليوم بما يعادل ظهور 18 مدونة جديدة كل ثانية"[41]، والمتاح في موقع بعنوان:-
http://www.technorati.com.وفي البيئة الإلكترونية العربية يوجد دليل تابع لموقع" تدوين" والذي يشتمل على( حتى نوفمبر 2006) 1147مدونة والمتاح في موقع بعنوان:-
http://tadwen.com/، كما يوجد دليل "مدونات" والمتاح في موقع بعنوان:-
http://www.mdwnat.com/ ، ويوجد قائمة بمعظم المدونات باللغة العربية والمتاحة فيhttp://arabblogcount.blogspot.com .
وهناك أيضاً أدلة تحصر المدونات المصرية على العنكبوتية العالمية (ويب:Web) منها على سبيل المثال دليل "the Egyptian blog ring" والذي يعد أول جهد في تجميع المدونات المصرية كمصدر أساسي يتم من خلاله اكتشاف المدونات المصرية[42] والذي يحصر (1457) مدونة مصرية وذلك حتى ديسمبر 2006.
ومن الجدير بالذكر أن مدونة" منال وعلاء" ليست مدونة فحسب ولكن يتوفر عليها أيضاً "مجمع المدونات المصرية" وهو عبارة عن برنامج يقوم بزيارة كل المدونات المصرية المعروفة كل عدد من الساعات بحثاً عن تدوينات جديدة ويعيد نشرها في مكان مركزي، بالإضافة إلي المدونات يضم المجمع عدد من المواقع الإخبارية، والمجمع مقسم باللغة أساساُ، كما يمكن تصفحه بالتصنيف، ومسجل به 1377مدونة مصرية و63886 ألف تدوينة[43].
كما تحصر"خدمة مدونات مكتوب" (1950) مدونة مصرية، وذلك حتى 15/ ديسمبر/2006، فقد حصل مكتوب على جائزة أفضل موقع للمعلومات"Best Portal Information" في القمة السابعة الخليجية الاقتصادية، كما فاز مؤخراً بجائزة أفضل موقع عربي لخدمة البريد الإلكتروني من برنامج كليك الذي يبث أسبوعيا عبر قناة أبو ظبي الفضائية[44](Click.ae) .
ويتوفر على العنكبوتية العالمية(الويب:Web) موقع " مجتمع المدونين المصرين" الذي "يهدف إلى توثيق الروابط بين مدوني مصر، وذلك من خلال عدة خدمات، كمنتدى المدونين، ودليل المدونات، ومجمِّع التدوينات، كما يقوم أيضًا بمتابعة أخبار التدوين في مصر، وكذلك الحملات التي يقوم بها المدونون والمساعدة على نشرها وفتح باب للنقاش حولها، كما يتابع المجتمع أيضا المضايقات الأمنية التي يتعرض لها المدونون، ويوجد رابط RSS خاص بهذه المتابعات"[45].
4- تسمح برمجيات التدوين "Blogging software" بإنشاء المدونات دون الحاجة إلى الإحاطة العميقة بلغة تهيئة النصوص الفائقة HTML أو العمل مع نماذج عنكبوتية"Web templates" المعقدة.وذلك إن برمجيات التدوين، على عكس برامج التحرير العنكبوتي مثل "الفرنت بيج" Front Page ، سهلة الاستخدام كما أنها مصممة لتحديث الصفحات بصفة مستمرة [46] ويتيح موفرو هذه الخدمة آليات أشبه بواجهات البريد الإلكتروني[47]، حيث يمكن لأي صاحب مدونة نشر ما يريد من تدوينات بمجرد تعبئة النموذج الخاص بالتدوينة، بل وتنقيحها أو إلغاءها فيما بعد إذا أراد، فضلا عن رفع uploading الصور الرقمية ذات الصلة في حالة توافرها، وإتاحة الفرصة للتفاعل بين محرري المدونات والزائرين من خلال التعليق على مداخل المدونة.
ولعل أبرز الخدمات لإنشاء المدونات وبرمجيات التدوين هو موقع "blogger.com "الذي أنشأته شركة جوجل حيث يمكن من خلاله إنشاء مدونات والمتاح في:-
http://www.blogger.com/start .
كما يعد برامج التدوين وورد بريس" word press" من أشهر برامج التدوين، وهو برنامج مجاني لإنشاء المدونات يُمكن المستخدم من استخدامه في إنشاء المدونات وتعديله ونسخه كما يريد هذا البرنامج متاح في:-
http://wordpress.org/ كما تتاح الإصدارة العربية 2.0.5 من برنامج وورد بريس والمتاحة في:-
http://wordpress-ar.sourceforge.net/.5- أنه هناك مجموعة من الخصائص للمدونة الناجحة فيما يتصل بالكتابة يمكن إيجازها على النحو التالي:-
· عدم كتابة موضوعات طويلة أو مفصلة في كل تدوينة، بل من الأفضل كتابة فقرات قصيرة ومختصرة عن الموضوع.
· التحديث المستمر للمدونة، بحيث لا يمر أسبوع واحد إلا وهناك على الأقل تدوينة جديدة.
· تفعيل خاصية التعليق على التدوينات ، وعدم غلقها أمام الزائرين.
· الأصالة في الكتابة، والتنويع المستمر في الموضوعات والمصادر المشار إليها.وفيما عدا الكتابة، هناك مجموعة من السمات العامة للمدونات الناجحة يمكن إضافتها اختياريًا ، مثل:
· إمكانية تصنيف التدوينات وفقا لتقسيمات موضوعية عريضة، تظهر على
واجهة المدونة.
· إمكانية اشتمال واجهة المدونة على تقويم زمني شهري.
· إمكانية الإشارة في واجهة المدونة إلى الروابط الفائقة لمجموعة من المواقع ذات الصلة بموضوع المدونة.
· إمكانية الإشارة إلى العنوان الإلكتروني URL للصفحة الخاصة لصاحب المدونة على العنكبوتية"[48].
6- هناك علاقة بين المدونات والصحافة حيث تعد المدونات قوة إعلامية استطاعت أن تنافس الصحافة المطبوعة والمرئية، وأصبحت تستخدم كبديل للصحافة المطبوعة الموجهة حتى أن البعض يطلق عليها الآن الصحافة الإلكترونية ولهذا نجد العديد من المواجهات بين المدونون والصحفيون وذلك أن المدونات هي الصحافة التي ينتجها المواطنين والمجال الخصب لنقل أصوات الشعوب في ظل القيود الرقابية المفروضة عليهم وقد برز دورها في نقل الأحداث أثناء وقوعها مستخدما كافة التقنيات من صوت وصورة وملفات الفيديو وروابط لنقل الحدث كما هو ولهذا يعتبرها البعض صحافة الانترنت ويعتبر المدونون هم صحفيون، وقد ترقى المدونات كمصدر جديد للمعلومات لأن تكون في يوم ما جزء من الإعلام العربي المعترف به.[49]
وبعد التعرف على النشأة التاريخية للمدونات بصفة عامة والمدونات المصرية بصفة خاصة وإلقاء الضوء على أسباب شهرتها وانتشارها بين مستخدمي الإنترنت الشبكة العنكبوتية (الويبWeb:) واستعراض البرمجيات المستخدمة في إنشاءها وأدلة البحث المستخدمة في البحث عنها، وعوامل نجاح وفشل المدونات آن الحديث عن العلاقة بين المدونات المصرية والسياسة نظرا لأن ظهور المدونات المصرية كان لأغراض سياسية في المقام الأول حيث أمكن من خلالها فتح مساحات وقنوات من النقاش السياسي الفعال بل أمكن من خلالها قيادة الثورات على نظام الحكم من أجل التغيير والإصلاح وإبداء الرأي في كافة القضايا السياسية، إذن فما هي العلاقة بين المدونات المصرية والسياسة؟ هذا ما ستجيب عنه الدراسة في السطور التالية:-
المدونات المصرية والسياسة
عندما ظهرت المدونات في الغرب استخدمت لأغراض سياسية حيث قام بعض رجال السياسة باستخدام المدونات في الدعاية لصالح أحزابهم السياسية وحمالاتهم الانتخابية فقد" مثلت المدونات الالكترونية عاملا هاما في السياسة الأمريكية منذ الانتخابات الأخيرة، إذ اعتمد المرشح الانتخابي الديمقراطي "جون كاري" John Kerry في حملته الانتخابية الرئاسية الأخيرة عام 2004 على الانترنيت، وخاصة على المدونات الالكترونية. وقد أشاد العديد من المحيطين بجون كاري بفعالية الانترنيت بصورة عامة، والمدونات الالكترونية خاصة في جمع الأصوات الانتخابية. ومنذ ذلك التاريخ اعتمد عدد كبير من السياسيين على المدونات الالكترونية blog في بث مقاطع الفيديو القابلة للتحميل التي يعرضون فيها آراءهم السياسية لاستمالة وإقناع اكبر عدد ممكن من الناخبين."[50]
ونظرا لأن الوسائل التكنولوجية جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية يقوم بعض السياسيين الأمريكيين كالسيناتور "بيل فريست" Bill Frist بالإجابة على أسئلة واستفسارات القراء والمهتمين بالشئون العامة عن طريق مدونته الإلكترونية أسبوعيا. كما يفضل عضو أخر من الكونجرس أن يجيب عن الأسئلة الموجهة له عن طريق مدونته الالكترونية، ويذكر إنه يفضل أن ترسل له الأسئلة في شكل تسجيلات، وأن يجيب هو عليها بنفس الطريقة لأن ذلك يمكنه من التواصل "المباشر" بالأفراد، بل أن بعض الساسة يرى ضرورة وجود بعض المختصين في تصميم المدونات الإلكترونية ضمن موظفيهم ويسمى هؤلاء بـ professional bloggersلما لها من أهمية في عرض برامجهم السياسية، وتشكيل الرؤية السياسية للقراء بما يتماشى مع مصالحهم وما يمثل أحزابهم السياسية[51].
ولم يختلف الحال كثيرا على المستوى العربي فقد استخدمت المدونات في الأغراض السياسية[52] حيث نجد أنه بالرغم من الحصار المُسلط من رقابة على الإنترنت في البلدان العربية يرصد المدونون العرب الأحداث ويوجهون النقد للواقع العربي والأنظمة السياسية والتيارات الفكرية السائدة، وفقد ساهمت الإنترنت بما قدمت من مصدر جديد للمعلومات – المدونات الإلكترونية- في صناعة حرية إبداء الرأي وكسر الحواجز الرقابية المُلقاة على أفكار الشعوب وكلماتهم حتى أنه يطلق عليها الآن المعارضة الإلكترونية، ولهذا نجد العديد من المواجهات بين السلطات الحكومية أو نظام الحكم والمدونين العرب .
حيث "عمدت بعض الحكومات العربية وبصمت إلى اعتقال بعض أصحاب هذه المدونات كما حدث في البحرين وسوريا وتونس. لكن الانزعاج الرسمي من دور «البلوغرز» العرب تجلى بشكل أكثر حدة في مصر"[53] ويتضح ذلك جليا في المدونات المصرية، حيث يقود المدوّنون المصريون الاحتجاجات ضد الحكومة وتحولت المدونات المصرية إلي واحة ومنبر يستخدم في التغلب على إحباط الحياة السياسية والاجتماعية وكسر كل المحظورات في الفن والسياسة والأدب والدين بالحديث عن كل شيء وأي شيء بل تحولت المدونات المصرية إلي قنابل سياسية يخشاها نظام الحكم[54].
منهم على سبيل المثال المدون المصري الأستاذ "وائل عباس" صاحب مدونة الوعي المصري والتي "حققت مدونته العديد من الانفرادات الصحافية، حيث كان وائل موجودا في الغالب في كافة المظاهرات، والأحداث الجسام التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين، كما أنه يقوم بنشر فيديو لكثير من الأحداث المثيرة للجدل، والتي أثارت جدلا أكثر بعد نشرها في مدونته"[55] والتي يعرض من خلالها أفلام وصور للتعذيب الذي يجري في أقسام الشرطة في مصر.
" هيثم.. صاحب مدونة جار القمر كان في قلب الحدث عندما وقعت المصادمات الأخيرة بين المسلمين والمسيحيين في الإسكندرية، وأتى بصور إنفرد بها في ظل ثقل حركة طاقم الفضائيات وسط العنف الدامي هناك، أما نورا يونس صاحبة الموقع الذي يحمل اسمها، فقد تخطى موقعها حدود كونه مدونة تقليدية، لنجد كاميراتها تصور أحداثا مهمة كان أخرها الأحداث الملتهبة لمصادمات الأمن مع المتظاهرين المحتشدين وسط القاهرة والمؤيدين لاستقلال القضاء، وكانت نورا قبل عدة أشهر قد لاحقت بعدساتها ما وقع عند فض اعتصام اللاجئين السودانيين بالقاهرة."[56]
مما نتج عن الاعتقالات التي قامت بها السلطات المصرية لعدد من المدونين النشطاء سياسيا، خاصة "بعد أزمة القضاة الأخيرة والتي أبدى عدد كبير من أصحاب المدونات المصريين تضامنهم معهم عبر مواقعهم على شبكة الانترنت. حيث ألقت قوى الأمن المصرية القبض على عدد ممن شاركوا في التظاهرات التضامنية مع القضاة كان من بين المعتقلين ستة من أصحاب المدونات أشهرهم "علاء أحمد سيف الإسلام" الذي يتشارك مع زوجته منال في مدونة على الانترنت"[57] والذي يعتبر زعيم المدونات المصرية التي تنتمي إلى ذلك المجتمع المترابط من خلال الانترنت والذي يلعب دور الناطق الافتراضي للحركات المعارضة الحديثة في مصر[58].
و" عبد الكريم نبيل سليمان" الشهير بـ" كريم عامر" المدون المصري الأول الذي يحاكم بسبب كتاباته العلمانية وبسبب التعبير عن الرأي في مدونته عبر الإنترنت حيث أصدرت محكمة جنح الإسكندرية حكما بالسجن أربع سنوات على عبد الكريم بعد إدانته بازدراء الإسلام وإهانة الرئيس حسنى مبارك ، في أول سابقة من نوعها ضد المدونين في مصر[59].
هذا فضلا عن اقتفاء عدد من الأساليب القمعية والعديد من المضايقات التي يلاقيها المدونون المصريون حيث قال الأستاذ وائل عباس: "تعرضت لمضايقات، واستلمت مكالمات تهديد، كما أن مسؤولين حاولوا المساس بسمعتي خلال مقابلاتهم عبر الفضائيات"[60] بالإضافة إلي تشديد الرقابة على الإنترنت وحجب العديد من مواقع المدونات السياسية وفرض القيود على حرية تداول المعلومات فقد قامت "مؤسسة الأهرام الصحفية بحجب مواقع المدونات السياسية المعارضة، حيث فوجئ الصحفيون العاملون بجريدة الأهرام بعدم تمكنهم من تصفح مواقع المدونات المصرية وعلى رأسها المواقع التي تقدم من خلال خدمة جوجول للمدونات
www.blogger.com ، وكذلك موقع
www.blogspot.com ، وكذلك موقع "منال وعلاء"
www.manalaa.net وهو من المواقع المعارضة الشهيرة، وقد اندهش الصحفيون أثناء تصفح الإنترنت من داخل مؤسسة الأهرام بظهور تلك الرسالة عن دخولهم إلى أحد هذه المواقع المحجوبة"[61] (انظر الشكل4).
شكل (4) حجب مواقع المدونات في مؤسسة الأهرام
وبالفعل "قامت وزارة الداخلية في عام 2002 بإنشاء وحدة خاصة أطلق عليها اسم إدارة مباحث مكافحة جرائم الحاسبات الآلية وشبكة المعلومات الدولية" وتتمثل مهمة هذه الوحدة هي رصد ومتابعة جرائم التطور التكنولوجي .. وتتبع مرتكبيها من خلال "أحدث وأدق النظم الفنية والتقنية الحديثة"[62] .
" وإذا كان هناك عدد من المدونين قد تم اعتقاله سواء لنشاطه السياسي في الشارع، أو حتى لمجرد آراؤه المنشورة على الانترنت كما في حالة "كريم عامر"، فقد قامت السلطات أيضا بالتحرش ببعض المدونين على خلفية آراءه المنشورة على الشبكة، وممارسة الضغوط التي أدت إلى إغلاق المدونة كما في حالة "هالة حلمي بطرس" المعروفة باسم "هالة المصري" والتي كانت تنشر مدونة "أقباط بلا حدود" halaelmasry.blogspot.com ومن خلال المواد المنشورة قامت بتوجيه الاتهامات للسلطة السياسية والأمنية بالتواطؤ في الهجمات التي حدثت ضد الأقباط في قرية "العديسات" بالقرب من الأقصر بصعيد مصر حسبما ذكر بيان منظمة "صحفيون بلا حدود""[63].
"وتجاوز التضييق على "هالة بطرس" إلى أسرتها، فأثناء عودة والدها إلى منزله بمدينة قنا بصعيد مصر، تعرض الرجل للضرب المبرح على يد مجهولين تركا له رسالة فحواها: "هذه هدية من ابنتك"، كما تم تفتيش منزل المُدونة، التي تعمل ناشطة في مجال حقوق الإنسان، والقبض على زوجها وإجباره على توقيع تعهد بمثولها للتحقيق أمام النيابة أثناء وجودها في القاهرة في شهر يونيو 2006، وقد وجهت السلطات لهالة تهمتي "الإضرار بالأمن القومي وسلامة المجتمع، وترويج معلومات خاطئة"، الأمر الذي اضطرها إلى إغلاق المدونة، ورغم ذلك قالت المدونة المصرية إنها لاتزال تخضع لمراقبة رجال شرطة في زى مدني، بالإضافة إلى التنصت على هاتفها الشخصي وبريدها الإلكتروني"[64].
ونظرا لما تعرض له المدونون المصريون من اعتقالات بالإضافة إلي ما تعرض له الآخرون من مضايقات، كل هذه السياسة أدت إلي أن "أضافت منظمة "صحفيون بلا حدود" مصر إلى قائمة أسوأ الدول التي تقمع حرية التعبير على الانترنت في حين رفعت ليبيا من القائمة بعد أن وجدت انه لا توجد رقابة على الانترنت هناك"[65]وقد أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تقريرها " خصم عنيد الإنترنت والحكومات العربية" عن استخدام الإنترنت في 18 دولة عربية – من بينهم مصر- غياب تشريعات وقوانين تنظيم استخدام الإنترنت في الدول العربية تحمي خصوصية المستخدمين فقد ذكر التقرير أن "الحكومات العربية -كل الحكومات العربية دون استثناء- حاولت وتحاول أن تفرض سيطرتها على الانترنت وتطوعه لإرادتها ولكنها فشلت... فسعت جاهدة لإخضاعه والسيطرة عليه عبر حجب بعض المواقع تارة أو حبس كتابه ومستخدميه تارة."[66]
وربما يرجع السبب في ذلك لعدم تفهم ثقافة الإنترنت، وأن المدونات الشخصية كشكل من أشكال النشر الالكتروني قادرة على تجاوز الخاص والشخصي إلى عموم الإنسان في كل بقاع الأرض دون حسيب أو رقيب وأن فكرة السيطرة والحجب والمنع وحظر التواصل وتبادل الأفكار والمعلومات والتعبير عن الرأي باتت فكرة بالية تجاوزها الزمن في المجتمع المترابط المتواصل عبر الإنترنت "بل إن هذه المدونات خاصة المكتوبة باللغة الإنجليزية والفرنسية (حوالي 50% من المدونات المصرية) كانت وراء التعريف باعتقال عدد من المدونين المشهورين ونقل هذه الأحداث للخارج، حيث نشرت عنهم الصحف الأمريكية والأوروبية واليابانية تفاصيل كثيرة، وبدأت الاهتمام بهم باعتبار أنهم صوت المعارضة الحقيقي في مصر"[67]
وهي بالفعل – المدونات-" أسقطت أسطورة الرقابة وأسقطت تأليه الكتاب، وأعادت الصحافة إلى الشارع، تحيا من نبضه، منه ومن ناسه تبدأ وإليهما تنتهي .. لتواكب مصر هذه الظاهرة الإلكترونية التي بدأت تجتاح العالم"[68] .
ومن كل ما تقدم يتضح لنا جلياً التباين الشديد في المدونات المصرية وفيما يحمله أصحابها من فكر وما بها من تيارات مختلفة ما بين مدونة دينية وأخرى ثقافية وثالثة اجتماعية وأدبية وفنية وعلمانية وحزبية وسياسية...الخ ، بل انه على الرغم من هذا الاختلاف الشديد في الفكر نجد ذلك الفكر وهذه الأصوات وتلك التيارات تطرح جانبا أي اختلافات وقت الأزمات لتتوحد معا وتقف جنبا إلي جنب فعلى سبيل المثال المدون عبد الكريم سليمان الذي تم محاكمته بسبب بعض كتاباته العلمانية المسيئة للإسلام كما سلف الذكر، وقف مجتمع المدونين معه مطالبين بالإفراج عنه بل كثيرا ما تجد العديد من الشعارات في المدونات مطالبة بالإفراج عنه هذا رغم اختلاف الكثير منهم مع كتاباته ومنهجه وفكره في الحياة، فيختلف المدونون فيما بينهم في الفكر ولكن تبقى حرية التعبير وإبداء الرأي هي الهدف الأسمى الذي تتوحد من اجله كل التيارات الفكرية وكل الأصوات لتطالب به.